31 - 05 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
سادسًا: رفض البطاركة الدخلاء 1- فرض الأريوسيين "غريغوريوس الكبادوكي" بطريركًا للإسكندرية أ - قام الشعب بالاعتصام في الكنائس لمساندة أثناسيوس ب - كما رفضوا الصلاة معه... ج- بل وفي الأعياد تركوا الكنائس خاوية له... وصلوا في الصحراء. 2- رفض جورج الدخيل بطريركًا للإسكندرية.... وانتهت بقتله. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
سابعًا: تحمل الآلام 1 - من غريغوريوس الكبادوكي البطريرك الدخيل أ - قام بذبح كثير من الشعب ب- وضرب بعضهم ضربًا مبرح ج - ألقى كثير منهم في السجن د - ونفى آخرين.. ه وجر النساء من شعورهن وألقاهن في السجن و - جلد في ساعة واحدة 34 عذراء وسيده ورجال من علية القوم 2 - هجوم 5000 جندي على الكنيسة وارتكاب فظائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك على شعب أعزل يصلى.... (سنشرحها بالتفصيل). |
||||
31 - 05 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
ثامنًا: مظاهر الفرح في إستقبال أثناسيوس 1- في النفي الأول... بعد موت الملك قسطنطين الكبير عمل أولاده على إعادة أثناسيوس إلى الإسكندرية وكم كان يومًا رائعًا هذا الذي عاشته الكنيسة وهى تستقبل راعيها عائدًا إلى كرسيه بعد نفى دام ثلاث سنوات حتى إن القديس إغريغوريوس النزينزي شبهه بيوم دخول السيد المسيح مدينة أورشليم. 2- في رجوعه من النفي الثاني استقبله جموع غفيرة من الشعب وقد خرجوا لملاقاته في الطريق من فلسطين إلى الإسكندرية على بعد 100 ميل. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
تاسعًا: شهادة الآباء والنقاد 1- شهادة أنبا باخوميوس: إن معاناة المحن لا تضرنا بل تنفعنا جدًا إذا قبلناها بالشكر لأنها تكون لغسل الذنوب 2- شهادة يوليوس أسقف روما: إيمانكم قد سبق وفاق كل ما يمكن أن أقوله لكم وبهذا الإيمان نلتم كل الرجاء المنتظر كثمرة لصلواتكم. 3- شهادة النقاد: المؤرخ الانجليزي جواتكن أكثر من نقد وافترى على أثناسيوس.... ومع ذلك يقول شهادة رائعة عن دور الشعب....."كان أثناسيوس يحكم مصر كلها من المنفى وخطابًا وراء خطاب كتب أثناسيوس من منفاه الذي كان محوطًا بالكتمان والذي كان لا يرقى إلى معرفته أحد حيث كانت الأيدي المخلصة والأمينة تحمل رسائله هذه بصورة سرية إلى أبعد حدود البلاد " القسم السادس: الدور الرهباني في مساندة أثناسيوس * راجع الباب الثالث (أعمال الرهبنة) من القسم الثالث لترى الدور الرهباني في مساندة القديس أثناسيوس. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
القسم السابع مؤلفات وكتابات القديس أثناسيوس * على الرغم من المشاكل الكثيرة التي كانت تعوق القديس أثناسيوس في الكتابة إلا أنه كان ذو إنتاج وفير حيث مكث 16 سنة منفيًا ولكن حياته كان في جهاد متواصل مع الكنيسة ضد الأريوسية... وقد بدأ الكتابة في سن صغيرة (25 سنة) وظل ينتج حتى سن (78 سنة).. وقد ترك التراث الأتي: م المؤلفات محتواها م المؤلفات محتواها 1 الدفاعات * ضد اليونانيين (الوثنيين).. * حول التجسد.. 7 التفاسير * إلى ماركيللنيوس.. * تفسير المزامير.. * شروحات تفسيرية للعهدين القديم والجديد. 2 الرسائل * الرسائل الاحتفالية (الفصحية) * رسائل خريستولوجية.. * رسائل عن الروح القدس إلى (سرابيون - أبكتيتون - أدولفون). * رسائل دورية بخصوص موضوعات كنسية.. * رسائل مجمعية (رسالة إلى الأنطاكيين، وإلى أساقفة أفريقيا). 8 المقالات (العظات) * آلام الرب وصلبه.. * مقالة عن الآية " كل شيء دُفع إلىّ من أبى".. (لو 22:10) (مت 27:11) 9 كتابات منسوبة للقديس أثناسيوس * نصوص تحمل اسمه في زمنه.. وأخرى في زمن لاحق له وذلك لكي يضمن كاتبيها شهرة ومعرفة أكثر لمحتوياتها فنسبت له.. 3 رسائل ضد الأريوسيين * 3 رسائل ضد الأريوسيين.. * حول ديونيسيوس الإسكندري * إلى أساقفة مصر وليبيا * بقايا من مخطوطات لأعمال له ضاعت نصوصها اليونانية وبقيت في نصوص قبطية وسريانية وأرمنية ولاتينية كثير منها تشير إلى أنه كتبها أثناء فترة النفي 4 تاريخ مقاومة الأريوسية * حول نيقية (دفاع عن إيمان نيقية). * الدفاع الثاني ضد الأريوسيين. * حول مجمع أرمينو وسيلوكيا. 10 التراث العربي للقديس أثناسيوس * هو تراث مترجم إما عن القبطية أو عن اليونانية * في أواخر القرن 18 اهتمت الكنيسة القبطية بترجمة جميع كتابات أثناسيوس من اليونانية إلى العربية.. * إضافة بعض الكُتاب من شروحاته على كتبهم مثل (بولس البوشى). * مساهمة المعلم جرجس الجوهري بالمال في ترجمة أعماله.. 5 دفاعات عن نفسه * دفاع إلى الملك كونستاتتيون * دفاع لأجل هروبه 6 النسكيات * حياة القديس أنطونيوس الكبير * إلى الرهبان * إلى أمون * نصوص قبطية عن البتولية ومتنوعات. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
القسم الثامن: مفهوم الاصطلاحات "غير المخلوق" و"المخلوق" في التعاليم اللاهوتية للقديس أثناسيوس بروفيسور بنايوتيس خريستوس " أستاذ علم الآباء بجامعة تسالونيكى - اليونان" مقالة في مجلة دورية (دراسات آبائية ولاهوتية) للمركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية السنة الثانية العدد الثالث يناير 1999 * وفي الواقع لا يمكن ابرير الانطباع العام بأن الصراع بين الأرثوذكسية والأريوسية في القرن الرابع والتعاليم اللاهوتية التي أنتجها، كان يدور فقط حول الاصطلاحات " من نفس الجوهر"، "من نفس جوهر مشابه"، "مشابه"، "غير مشابه". وهذا يتضح ليس فقط من عدم استقرار استخدام هذه التعبيرات بواسطة هؤلاء الذين صاغوها، بل أيضًا تحير القديس أثناسيوس بين التعبيرين الأولون منهما... فالقديس أثناسيوس، البطل الأول للأرثوذكسية ضد الأريوسية، ولكي لا يسبب ردود أفعال فإنه بالفعل أفضل أولًا تعبير " من جوهر مشابه " بدلًا من تعبير " من نفس الجوهر " الذي كان يتسبب في انضمام المسيحيين. لكن عندما أدرك أن أنصاف الأريوسيين أعطوا لتعبير "من جوهر مشابه"، معنى يخالف المعنى الذي قصده هو، اختار التعبير الآخر " من نفس الجوهر " والذي هو تعبير نيقاوى أصيل، وذلك لكي يصل في النهاية إلى الوضع الذي أكد منه أن هذين التعبيرين مناسبين التعبير عن العلاقة بين الأقانيم لذلك يهمنا فقط أن نفهمهما بطريقة صحيحة ونفسر معناهما بطريقة مستقيمة. * وليس ما أشرنا إليه فقط أدلة أخرى كثيرة تظهر أن هذه التعبيرات والتي تدور حولها تساؤلات كثيرة، لم تحظى حينذاك بهذه الأهمية الكبيرة التي نعطيها نحن اليوم لها. * وبالرغم أن هذا الاصطلاحات تعكس بالتأكيد بعض وجهات النظر اللاهوتية، وبالأكثر طالما أنها مثلت نقاط مناقشة في المجامع المسكونية التي وضعت قوانين الإيمان، إلا أنها في الواقع كانت بالأكثر " شعارات " في الصراع الدائر، كل كلمة منها تحوى معاني لاهوتية كثيرة كان من الممكن التعبير بها بطريقة كاملة عن التعاليم اللاهوتية الخاصة بعقيدة الثالوث لكل من الأطراف المتصارعة. * وعلى وجه الخصوص، فإن القديس أثناسيوس لم يعط أهمية كبرى للألفاظ وهذا يتضح في كتابات كثيرة له نذكر منها ما جاء في رسالته الأولى إلى سرابيون عن الروح القدس: "أنه يكفى أن نعرف أن الروح ليس مخلوقًا". وليس هناك حاجة إلى أمور أكثر. إن هذا يوضح أين يوجد بالضبط أساس الخلاف اللاهوتي بين الأطراف المتصارعة: ماهية الروح، مخلوق أم غير مخلوق؟ ماهية الابن مخلوق أم غير مخلوق؟ وتتوقف على إجابة هذه الأسئلة كل باقي الموضوعات اللاهوتية والخلاصية. * ومن ناحية أخرى نجد أن القديس أثناسيوس يبنى أساس تعاليمه اللاهوتية، بصفة عامة، على محارب اصطلاحات أريوس الآتية: "من العدم"، "كان وقت لم يكن فيه موجودًا، "طبيعة متغيرة"، "مخلوق"، "مصنوع"، وذلك لأن تلك الاصطلاحات لها علاقة واضحة بعملية الخلق... * إن القطبين المتناقضين في الكون هما "غير الفاني"، "الفاني" وهما يقابلان طريقين للوجود "غير المخلوق"، "المخلوق". وهذا التمييز له علاقة مباشرة بقدرة الله العلاقة، والتي تربط غير المخلوق بالمخلوق. فإن إحضار كائنات مخلوقة إلى الوجود بواسطة القدرات الخلاقة للكائن غير المخلوق تمثل عنصر أساسي للنظرة المسيحية للأشياء فالمسيحيون يربطون الفكرة عن الله بفكرة الخالق. * مع أن نفس الشيء لا يحدث بين الفلاسفة اليونانيين، ومن غير الممكن ألا تذكر هنا التفسير الخاطئ الذي يقال دائمًا في هذه النقطة. وإنه لموقف غريب لكثير من الباحثين الذين يظهرون المسيحية كعدو للهلينية، غير أنه لا مجال ف\هنا الآن لمناقشة هذه الأمر. * على أي حال، فإن الإدعاء المعتاد بلأت رأى الفلسفة اليونانية في هذا الموضوع هو على العكس تمامًا من الرأي المسيحي هو إدعاء يستند على سطحية في البحث غير ميررة. لأن الفلاسفة اليونانيين كانوا يعرفون ليس فقط معنى مصطلح " غير الصائر " كما كان يعرفه أثناسيوس، بل وأيضًا مصطلح "خلق". فبالنسبة لكل النظام الفلسفي اليوناني القديم تقريبًا كان هناك فرق بين الواحد، الكائن غير المتغير، وبين الأشياء الأخرى، المتغيرة والوقتية. * ورغم تأكيدهم على هذا الفرق وقناعتهم الثابتة به، إلا إن فكر الخالق لم تكن موجودة باستمرار في هذه النظم الفلسفية، وإن وجدت فإنها لا تظهر الخالق مؤديًا عمله ولا بنفس القوة، كما هو الحال في الفكر المسيحي. * وسوف نقصر الكلام هنا عن أهم لأثتيت يمثلان الفكر اليوناني. أولًا: أفلاطون يميز بين غير المخلوق والذي هو أزلي، وبين المخلوق والذي هو قابل للفداء. غير أنه يضيف بعد ذلك شيء ثالثًا: وهو "الخاص بالمكان" والذي ربما نستطيع أن نطابقه مع ما يسميه أرسطوطاليس بالمادة. فال "المكان" عند أفلاطون هو المادة التي لا شكل لها والتي يمارس فيها الله فعله. * أما عند أرسطوطاليس فإن المادة تمثل الضرورة والفداء، وهى تمتد أحد معين ومن بعدها يوجد "عالم غير المتغير"، وهو القدرة، فالقدرة فقط هي الفاعل الأول هي الله والذي عن طريق قدرته الفائقة تجبل المادة مرة أخرى متخذة شكلًا ويخلق عالم الفانيات. * وبالتالي فإن فكرة الخالق ترد عند كل من أفلاطون وأرسطوطاليس. لكن الخليقة عند الاثنين تظهر وكأنها خلقت من مادة موجودة. * فالمادة بالتأكيد هي " تقريبًا العدم". فالمادة إذن ليس لها نوع ولا مقدار أو أي شيء آخر من الأشياء التي تحدد الوجود، القائم. * فعند هؤلاء الفلاسفة، وحسب مسلماتهم، فإن الخليقة كان من الممكن أن تعتبر مخلوقة من العدم، لو كانت المادة هي العدم، أي لو كانت هي "غير الموجود". * غير أن المادة -حسب اعتقادهم- ليست هي بالعنصر السلبي فقط، بل هي عنصر إيجابي أيضًا. لأن داخلها الميل نحو التشكل، نحو الإمكانية في حدوث شيء، المادة هي قدرة. وهنا بالضبط يمكن أن الفرق بين هذه الآراء الفلسفية والتعاليم المسيحية التي تنادى بأن الخليقة خلقت من العدم، أي من " لا شيء". فالخالق -حسب الفلسفة اليونانية- قد قام بعمل محدد بعناصر موجودة خارجة وفي هذا فإن الخليقة لا توصف كما توصف في المسيحية. ولقد كان من الطبيعي أن الفلاسفة اليونانيين في فكرتهم عن الله لا يصلون بالضرورة ولا مباشرة إلى الخالق. * وكان مناسبًا لهم استخدام مصطلحات "غير الصائر" بدلًا من مصطلحات "غير المخلوق"، و"المخلوق". * ومع هذا، وكما أتضح مما سبق فإن معاني المصطلحات "غير المخلوق"، "المخلوق" بكل خصائصها توجد ليس فقط في التعاليم اللاهوتية المسيحية بل أيضًا في الفلسفة اليونانية وهنا ما يهمنا في بحثنا الآن. * وبسبب الأهمية الكبر لمعنى الخليقة في الفكر اللاهوتي المسيحي، فإن القديس أثناسيوس يفضل استخدام مصطلحات "خالق"، "بارى" بدلًا من "غير الصائر" وذلك لأن الأخير يشمل معنى سلبيًا ولا يستطيع وصف القدرة الخلاقة لله. ومع هذا فإن القديس أثناسيوس لا يرفض هذا المصطلح "غير الصائر" بل وأحيانًا يستخدمه طالما أنه كان يمثل شغلرًا على شفاء الأريوسيين في محاولاتهم في التمييز بشدة بين الابن المخلوق والصائر والله غير الصائر". ويستخدم القديس أثناسيوس هذا المصطلح الأخير عادة بتحفظ وفي النادر بغير تحفظ. ومن الجيد أنه يوجه الانتباه إلى أن استخدام هذا المصطلح هو غير مناسب لبيان التميز بين الآب والابن طالما أن هذا المصطلح يدل فقط على التميز بين الخالق والخليقة". * إن الاصطلاحات "صائر"، "غير صائر" تشير إلى وجود فجوة بين الله والعالم وعدم إمكانية إدراك الله. * إن الله الذي يوجد بالأكثر في كل جوهر صائر، هو غير مدرك وذلك لأنه هو غير صائر من جهة، بينما الإنسان جاء من العدم وبالتالي فلا تكون هناك "أي شركة أو أي تشابه بين المخلوق والخالق". * وحسب هذا التمييز فإن القديس أثناسيوس يصف الله مستخدمًا تعبيرات أفلاطون بأنه "غير متغير على كل وجه". بينما توصف المخلوقات على أنها "متغيرة " وذلك لأنها جاءت من العدم عن طريق التغير. * وبسبب طريقة نشأة هذه المخلوقات فليست هناك وجه شبه حسب الجوهر بينها وبين الخالق. إنما لديها ميل طبيعي نحو الفناء، ميل للنقصان، فطالما أنها أتت من العدم فحتمًا تميل للعودة إلى العدم. * والعودة هذه ستتم عن طريق الفناء، فالفناء هو نتيجة. هذه النتيجة يمكن التغلب عليها عن طريق إمداد الإنسان بالمشابهة الكبيرة مع الله وحتى إن احتفظ بها بدون تشوه يتمكن من التغلب على حالة الفساد الطبيعي ولأصبح في حالة عدم فساد (عدم فناء). |
||||
31 - 05 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
* لقد أعطى أريوس اهتمامًا زائدًا لموضوع الخلق واضعًا أمامه مدافعي القرن الثاني الميلادي كنماذج له، والمنارخيون المتشددون وبالأكثر أوريجينوس. فليس من السهل تحديد أي مدى استطاع المدافعون عن يميزوا بين مراتب الكيان الإلهي والكشف الإلهي، لكن من المؤكد على أي حال أنهم ربطوا الله (الكلمة) بعمل الخلق بطريقة لا يمكن فصلها.
* فلقد ربط كل من أريوس وأوريجينوس وبطريقة حاسمة ميلاد الابن بصيرورة العالم وإن لم يبنوا على هذا الأساس مفهومهم عن كل من ميلاد الابن، وصيرورة العالم. * فأوريجينوس وهو يتبع الخط اللاهوتي المسيحي لم يستطع أن يفكر في الله بدون أن ينتقل حالًا إلى فكرة الخلق. ولكنه أخطأ عندما أراد أن يحدد الأمور تحديدًا دقيقًا حينما ركز بشدة على تطابق فكرة الله مع كونه الخالق، وذلك لمواجهة الآراء الغنوسية التي نادت بالفصل التام بين الفكرتين. وبناء على مبدأ أن الخالق لابد وأن يكون هو الله، استنتج أن الله لابد وأن يكون خالقًا. غير أن هذا الاعتقاد قاد إلى أن الله لابد وأن يكون خاضعًا لضرورة ما، بمعنى أن الله كان دائمًا خالق وأن الخليقة هي نتاج أزلي له وانعكاس طبيعي له بشكل ما. لكن إن كانت الخليقة أزلية - وطبيعي أن الكلمة أيضًا أزلي - إذن فكيان الكلمة يرتبط بالخليقة. ولأن أوريجينوس كان يدرك بالتأكيد الخطر المحدق باللاهوت المسيحي من جراء التعليم بأن العالم هو أزلي مثل الله، فقد نسب أزلية العالم ليس إلى طبيعة الله بل إلى إرادته. غير أن أوريجينوس في هذا الشأن، وفي عثرة ثانية له وبسبب العلاقة النظامية القوية (لله) الكلمة بالعالم حسب ما علم، فقد اعتبر أن الكلمة هو أيضًا مولود من الآب حسب الإرادة. ورفض بذلك الرأي بأن الكلمة مولود من الآب حسب الطبيعة وكأنه انسلق وراء تعاليم الغنوسيين عن الله، بدون أن يعلم أنه في تعليمه هذا يجرد الابن من ألوهيته. حيث أن ولادة الابن من الآب بحسب الإرادة لا تعنى أنه من نفس جوهره لكن فقط حسب النعمة.. * إن فكرة أريوس، التي لا تهتم إلا بإيضاح قدرات الله الخلاقة لها أساس من "التعاليم عن العالم" (كوزمولوجيا) وبدلًا من أن يرفع الخليقة إلى الأزلية كما فعل أوريجينوس، أنزل الكلمة إلى دائرة الزمن. فحقيقة أنه قد وضع وجود الكلمة " قبل الأزمنة وقبل الدهور"، انتفت باستخدامه كل تلك التعبيرات والتي أدت إلى وصف الابن على أنه مخلوق. وبالتالي فإن العبارة " قبل الأزمنة وقبل الدهور " هي مجرد تعبير طالما أن الابن في صيرورته وخلقته حدث فيه مثل هذه الصيرورة. وهذه الصيرورة يمكن أن تفهم داخل حدود الزمن فقط والفرق الوحيد في هذه الحالة هو أن خلق (الكلمة) حدث فقط قبل صيرورة باقي الكائنات الأخرى ومن أجل خلقة باقي الكائنات بصفته وسيط ضروري للخلق. * وهكذا فحسب اعتقاد أريوس، فإن عدم المخلوقية الفريدة قد حُفظت بالنسبة لله الآب فقط. فالله الآب وحده هو غير المخلوق، غير المبتدئ الأزلي. وبهذا وضع أريوس خطًا فاصلًا لا بين الله والمخلوقات، بل بين الله وبين كلمته مع باقي المخلوقات فالكلمة كمخلوق لا يشابه الآب، فهو متحول ومتغير بالرغم من أن ألوهيته أصيلة والفرق بين خط التفكير الأريوسي هذا والخط الأرثوذكسي يكمن في أن هذا الخط الأخير يرسم لنا صورة أعمق وأشمل عن الله فالله هو بالتأكيد خالق، لكنه ليس فقط هذا، لأنه كائن خارج طاقاته الخلاقة هذه، فالشيء الآخر الذي يكون في كيان الله هو الطبيعة، فالله بحسب الخط الأرثوذكسي، هو طبيعة وإرادة في نفس الوقت. والأولى تفوق الثانية "إن في الله شيء أعلى من مشيئته، فهو معًا كيان وإرادة وعندما نستخدم الاصطلاحات اللاهوتية اللاحقة فهو جوهر وطاقة، ونحن هنا بصدد تمييز أساسي وليس اسمي في كيان الله. هذا التميز لم يستطع أن يدركه لا الفلاسفة اليونانيين ولا المدافعين ولا أوريجينوس ولا أريوس. * ويقابل هذين النوعين من الكيان الإلهي: الجوهر، والإرادة، تميز مماثل، ففي الجوهر هناك تمايز في الكيان أو بعبارة أكثر دقة، تمايز الأقانيم الثلاثة التي لها نفس الجوهر الإله من الداخل، ومن ناحية أخرى يوجد في الإيرادة تمايز في العلاقات الخلاقة أي التي تتكشف لنا من الخارج (أي خارج الجوهر الإلهي). * فما يناسب الجوهر الإلهي من الداخل هو الولادة، وما يناسب الجوهر الإلهي من الخارج هو الخلق. * ومن ثم فإن الله هو في نفس الوقت أب وخالق. فينما الآب هو أب طبيعيًا أي يُحسب الضرورة الطبيعية، فإنه خالق حسب الإرادة الحرة. وبالتالي كان من الممكن الا يكون خالقًا وبالتالي كان يكمن أن العالم المخلوق لا يوجد بالمرة. * فالخط الفاصل في المسيحية، وفي اللاهوت الأرثوذكسي هو بين الله والمخلوقات، هو بين غير المخلوق والمخلوق. فإن أصل كلمة لوغوس هو أمر خاص بالطبيعة أو الجوهر. * لقد "اتخذ الله قرارًا" بشأن المخلوقات التي كانت في وقت ما غير موجود حيث إنها هي نتاج لإرادته، أما كلمته المولود طبيعيًا من ذاته فلم يجرى بشأنه طبعًا أي تفكير مسبق. فوجود الكلمة لا يرتبط بالخليقة بشكل مباشر فإن كان الكلمة خالقًا كما هو في الحقيقة فهذا لا يرجع إلى أنه اُستخدم كأداة ضرورية للخلق، بل لأن الكلمة هو الصورة غير المتغيرة لله. ومن ناحية أخرى فإن الله لا يحتاج إلى وسيط أو كما يقول أثناسيوس "لأن كلمة الله لم يصر من اجلنا بل بالحرى نحن قد صرنا من أجله وبه خُلقت كل الأشياء. وليس بسبب ضعفنا نحن كان هو قويًا وصائرًا من الآب وحده. لكي يخلقنا بواسطته كأداة! حاشا! فالأمر ليس كذلك. لأنه حتى لو لم يستحسن الله أن يخلق المخلوقات. فالكلمة مع ذلك كان عند الله وكان الآب فيه وفي نفس الوقت كان من المستحيل أن تكون المخلوقات بغير الكلمة لأنها قد صارت به. * فالكلمة إذن، وهو قد أتى (من الآب) بهذه الطريقة فمن المستحيل أن يتطابق مع الخليقة بل تفصله عن الخليقة نفس الهوة التي تفصل بين الآب والخليقة. فالكلمة مع أنه حاضر في الخليقة إلا أن ذلك بحسب طاقاته فقط، وهو يحفظ الخليقة بقدرته هذه حتى لا تعود إلى العدم. أما بحسب جوهره فهو خارج الخليقة ويرتفع عنها. * فالكلمة المولود من الآب، وغير المخلوق، يتمتع بكل الخصائص الطبيعية لغير المبتدئ، لغير المتغير، لغير المائت، لغير الفاني. أنه أيضًا من نفس الجوهر الواحد معه. وبالتالي فليس من الممكن أن يوجد أكثر من جوهر واحد غير مخلوق، بمعنى أنه لا يمكن أن توجد جواهر عديدة غير مخلوقة. فالجوهر غير المخلوق هو واحد. * وبحسب إحدى البديهيات الأساسية للفلسفة اليونانية، فالتعدد في الكيان (الجوهر) يعنى الارتباط بالزمن كما يعنى التغير، بينما الوحدانية تعنى الأزلية وعدم التغير (والثبات). فكون أن الروح القدس هو فريد فهو لا يحسب ضمن قائمة الموجودات المتشابهة. فعدم وجود أرواح كثيرة مقدسة، يدل على أنه (الروح القدس) غير مخلوق وبالتالي فهو من نفس جوهر الآب، كما أن الابن هو أيضًا بالطبع كذلك. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
* لقد حول القديس أثناسيوس بتعاليمه عن غير المخلوق (غير الصائر)، والمخلوق (الصائر) كل الخط اللاهوتي المسيحي في القرن الرابع من الحديث عن صيرورة الابن إلى الحديث عن ولادة الابن، ونفس هذا يسرى بالنسبة للروح القدس فطالما أن الخليقة هي خارجة بالنسبة لله ذاته لذلك تستخدم اصطلاحات غير المولود والمولود لوصف العلاقة الثالوثية أي تستخدم الآن نفس الكلمات السابقة مع كتابتها بحرفين (v) بدلًا من (v) واحدة، وبالطبع تختلف في المعنى. وتجدر الإشارة حول أن هاتين الكلمتين "مولود"، "غير مولود". نسج القائلين بعدم المشابهة كل نظرياتهم، فلقد تبنوا هذين الاصطلاحين لكي يخروجوا من المأزق، وذلك بتفسيرهما بطريقة محرفة. فحسب وجهة نظرهم توجد بين هذين المصطلحين هوة كبيرة بسبب حرف الـ(A) الذي يعنى (غير) وبالتالي فهاتين الكلمتين تصفان شخصين ينتميان لعالمين مختلفين تمامًا. الأول ينتمي إلى العالم الأزلي غير المتغير، طالما أن وجوده لم يتطلب ميلادًا ولا تغيرًا، والثاني ينتمي إلى العالم الزمني والمتغير. فطالما أن وجوده تطلب عملية الولادة، يقول أفنوميوس: "إن كان غير مولوج فهو ليس ابنًا، وإن كان ابنًا فهو ليس غير مولود".
* فحسب تعاليم أفنوميوس، فإن كان الكلمة غير مولود فلا يمكن أن يكون ابنًا، وإن كان ابنًا فلا يمكن أن يكون غير مولود، وطالما أنه ابن فهو إذن بالضرورة مولود وبالتالي فأنه متحول ومتغير. * ومن الممكن القول أن المنادين بعدم التشابه يعودون إلى التعاليم الأساسية لأريوس مستخدمين اصطلاحات مختلفة. أي أنهم يستخدمون مصطلح "غير المولود"، بمعنى "غير الصائر" و"غير المخلوق"، ومصطلح "مولود" بمعنى "صائر" و"مخلوق". وبالتالي فإن تغيير المنادين بعدم التشابه للتعبيرات -الأمر الذي فرضته عليهم أسانيد القديس أثناسيوس ضد أن الابن مخلوق- لم يغير في الواقع شيئًا من أفكار الأريوسيين. * لم يحدث نفس الأمر بالنسبة للأريوسيين المعتدلين الذين أظهروا تعاطفًا شديدًا ليس فقط لهذه الاصطلاحات الجديدة بل أيضًا لمعانيها الدقيقة. * فقد شدد المجمع المنعقد في أنكيرا سنة 358 م. برئاسة أسقف أنكيرا باسيليوس وبكل وضوح على التمييز بين "غير الصائر"، باعتباره "غير مخلوق" لكنه "خالق"، وبين "غير المولود"، باعتباره "غير مولود"، لكنه "والد". * "فالخالق والخليقة شيء، والآب والابن شيء آخر". ونجد في هذا التعبير كيفية الوجود الإلهي: حسب الإرادة والتي بها يخلق ولهذا فهو خالق، وحسب الجوهر والتي بها يلد الآب الابن حسب الطبيعة ولهذا فهو آب... * وهكذا بالنسبة لهم فالتغيير في المصطلحات يتطابق مع خط أثناسيوس اللاهوتي: * غير أن هذا التطابق لم يشمل إلا نصف الأمر، فلو كانوا أنصاف الأريوسيين قد كفوا عن استخدام معنى ومصطلح "مخلوق" بالنسبة للابن، إلا أنهم لم يكفوا عن استخدامه بالنسبة للروح معتبرين إياه بأنه غير مساو في الجوهر. وأنه " مخلوق ملائكي". فقد كانت تعاليمهم عن أقنوم الروح مثل تعاليم الأريوسيين المتشددين عن أقنوم الابن. ولقد تسمك القديس أثناسيوس بخط واحد بالنسبة للأقانيم الثلاثة، ولذا واجه بحدة تلك التعاليم السابق ذكرها عن الروح القدس. فلم يكن ممكنًا له أن يقبل وبأي شكل أو حتى مجرد الإشارة إلى أن الروح (القدس) مخلوق، بل إنه أصر على أن الروح منبثق من جوهر الله. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
* وطالما أنه -مثله مثل الابن- يصدر من الجوهر الإلهي فالروح القدس إذن غير مخلوق. ورغم أن أثناسيوس لم يستخدم الكلمات "مولود" أو "ولادة" بالنسبة للروح القدس إلا أنه ينسب إليه معنى الولادة. كما أنه هو أمر حقيقي أن القديس أثناسيوس لم يلقب صراحة أو بشكل مباشر الروح القدس بأنه واحد مع الآب في الجوهر أو أنه هو الله. غير إننا هنا بصدد تحفظ، سببه رغبة القديس أثناسيوس في تجنب أسباب صراعات لاهوتية أخرى جديدة وسعيه لإيجاد طرق تقارب بينه وبين الأريوسيين المعتدلين...
* لكن على كل حال فإن ما علم به أثناسيوس عن الروح القدس يشكل كل أبعاد الدفاع عن ألوهيته. فإن كان هو (الروح القدس) فريد في كيانه ومتحد بالآب فإنه بغير شك هو إله. وإن كان هو غير مخلوق فهو بالحقيقة الله. فالقول بأن الروح غير مخلوق يُجمل كل ما نريد أن نقوله عنه، لأن كل ما هو غير مخلوق هو حتمًا الله. * وبالعكس فإن كل كائن أو كل ما يدعى "إلهًا" ليس بالضرورة غير مخلوق لأن الكلمة " إله " تستخدم أيضًا للدلالة على الشركة في الألوهة. وكانت تستخدم حينذاك للدلالة على الآلهة الكاذبة أو على الآلهة التي صنعها البشر وبالتالي فمن الأكرم أن ندعو الروح القدس بأنه غير مخلوق من أن ندعوه إلهًا. * إن براهين أثناسيوس هذه ترتبط من ناحية بتعاليمه عن الثالوث، ومن ناحية أخرى بالخبرة الروحية للمسيحيين... * فمنذ نشأة المسيحية وهى تعتمد على الإيمان بالأقانيم الإلهية الثلاثة، ويمكن القول بأن الثالوث كان هو رؤية المسيحية الأكيدة على الله. فلا توجد مسيحية بالمرة بدون الإيمان بالثالوث. * فنلاحظ أنه منذ ذلك الحين جرت محاولات لفهم أقانيم الثالوث، لكن في القرن الرابع عندما هُزمت بالكلية تعاليم سابيليوس والمونارخيا التي ألغت وجود الأقانيم الثلاثة نجد أن اللاهوتيين المسيحيين بصفة عامة قد كتبوا بوضوح عن عقيدة الثالوث وقد تمثل بهم في عملهم هذا معاصروهم من الافلاطونيين الجدد. * وحينما يعتمد التعليم عن الثالوث على التعليم عن المسيح الذي يركز على خضوع الابن للآب والذي هو أساس التعاليم الأريوسية. فإن فكرة الخضوع هذه تشوه التعليم الصحيح لأن الثالوث، غير أن أثناسيوس، وبالرغم من إنه لم يهجر استخدام هذا المصطلح بل نجده يستخدمه بكثرة في كتاباته وخصوصًا في كتاباته الدفاعية عن مجمع نيقية، فأنه استبعد فكرة خضوع الكلمة للآب وبالتالي كان تعليمه عن الثالوث هو تعليمًا مستقيمًا وهو يرفض تطابق الأقانيم الإلهية الثلاثة لكنه يقبل تطابق جوهر أو طبيعة هذه الأقانيم. فكل أقنوم بكونه غير مخلوق، يملك الطبيعة الإلهية بكاملها. أو الجوهر الإلهي كاملًا ولهذا فهو الله. * ومن الناحية الأخرى فإن أثناسيوس يرفض أيضًا انفصال الأقانيم. فالثالوث ليس غير متماثل وليس هو من طبائع مختلفة بل هو طبيعة واحدة. فالثالوث يتكون من أقانيم غير مخلوقة ومتماثلة في الطبيعة والجوهر. وليس من الممكن فصل الأقانيم عن بعضها، ولا يمكن أن نقبل ألوهية الآب وفي نفس الوقت نعتبر أن الابن والروح هما من المخلوقات ولا أن نقبل ألوهية الآب والابن ونعتبر أن الروح القدس من المخلوقات. فلا يمكن أن يختلط بجوهر الثالوث أي شيء آخر غريب أو خارجي. * فلو كان الكلمة والروح من المخلوقات لكانا خاضعين للزمن وبالتالي فتكون لهما بداية ولو لم يكونا أزليين لصار الثالوث معتمدًا على الزمن ولكان الثالوث هو ثالوث تدبيري فقط فالتدبير الإلهي هو ثمرة للثالوث. فالخلاص وتجديد الخليقة بصفة العامة وكل شخص على حده، هو نتيجة للعمل المشترك للثالوث، ولكنه أيضًا هو عمل كل من الأقانيم الثلاثة على حده. * فلو لم يكن الكلمة هو الله فكيف كان يمكن للإنسان أن يتأله لو افترضنا أن الطبيعة البشرية -في التجسد- ارتبطت بشيء مخلوق وليس بالله؟ ولو كان ذلك إلى أتخذ جسدًا بشريًا ليس هو ابن بالطبيعة، فكيف يمكن أن يقترب الإنسان من الآب؟ ولو كان الروح القدس مخلوقًا وليس هو الله فكيف يمكن لنا أن نصير من خلال الشركة معه شركاء الطبيعة الإلهية؟ * فالمعمودية التي تتم ليس باسم الآب فقط بل أيضًا باسم الابن والروح القدس، لن تكون لها أية قيمة إن كانت تتم باسم المخلوقات، فالعبد لا يمكن أن يُخلص العبيد نظرائه. فتقديم الكرامة والاحترام إلى المخلوقات يمثل عبادة لها، عبادة أوثان حقيقية. * فيمكننا أن نرى أن هذه النتائج العملية للتعاليم الأريوسية من جهة التدبير الإلهي وخلاص الإنسان، هي التي دفعت القديس أثناسيوس أكثر من أي دافع آخر أن يواجه الأريوسية بأسلوب حاد أتخذ شكلًا هجوميًا في أحيان كثيرة وذلك بسبب حرصه الشديد وغيرته على بنيان كنيسة الله وخلاص المؤمنين. * إن ولادة الله لا يجب أن تقارن بطبيعة البشر، وكذلك لا يجب اعتبار ابن الله جزء من الله، أو اعتبار أن الولادة تعنى أي ألم شهوة على الإطلاق... فإن البشر يلدون بالشهوة، حيث إن لهم طبيعة متغيرة، وهم ينتظرون إلى الوقت (الولادة) نظرا لضعف طبيعتهم ذاتها، ولكن لا يمكن أن نقول هذا الكلام بالنسبة لله. لأن الله غير مركب من أجزاء. بل بسبب كونه بلا هوى أو شهوة، كما أنه بسيط غير مركب لذلك فهو آب الابن دون حدوث تغيير فيه ودون انفصال... لأن كلمة الله هو ابنه والابن هو كلمة الآب وحكمته، فإن الكلمة والحكمة ليس مخلوقًا، وليس هو جزء من ذلك الذي له كلمته (أي الآب)، ولا هو مولود بالألم والشهوة. فكلا (اللقبان) وحدهما الكتاب وأعطاهما لقب "ابن" بصورة مؤكدة. * القديس أثناسيوس الرسولي: ضد الأريوسيين 1، 28:8 |
||||
31 - 05 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
القسم التاسع: أثناسيوس في عيون الآخرين * أثناسيوس هو حامى الإيمان ومعلم المسكونة وثالث عشر الرسل وقاضى المسكونة لقبوه بالرسولي...... وقالوا عنه أنه لسان الكنيسة. وقد تكلم عنه هؤلاء بصورة رائعة. 1- قداسة البابا شنودة الثالث: * لقد اثبت أثناسيوس إن الإنسان ليس بالمكان وأن المكان لا يحد الشخص مادامت روحه أكبر من المكان فإن مبدأ يقوله شخص أو عقيدة قوية ينشرها قد تنتقل إلى كل مكان ولا يحدها، مكان الذي يعيش فيه وهكذا كان القديس أثناسيوس في كل مكان وأصبح كتابه المشهور "ضد الأريوسيين" يمثل الردود التي يستخدمها المسيحيون في العالم أجمع ضد شكوك أريوس. 2- الأنبا إغريغوريوس المتنيح: * " لم يمت شهيدًا... ولكن عاش في كل يوم شهيدًا للمسيح " لو كان أثناسيوس من حديد لذاب ولو من حجر لتفتت ولكن لم يذب ولم يتفتت بل ظل صامدًا كالجبل الأشم، إنها العناية الإلهية التي جعلته كذلك. 3- غريغوريوس النزنزي: * "أن من يمدح أثناسيوس يمدح الفضيلة نفسه" * "الصخرة التي لم تقو عليها أبواب الجحيم" * "شخصية أثناسيوس حجبت شخصية قسطنطين" * "عين العالم المقدسة" * "الحبر المنقطع النظير" * "الصوت العالي للحق" * "عامود الإيمان" * "رسول المسيح الجديد" * "كان في أعماله متساميًا وفي عقله وتفكيره متواضع" 4 الإمبراطور قسطنطين: * قال عنه "بطل كنيسة الله" 5 القديس كيرلس الكبير * "العالم أجمع احترم قداسته ونقاوة تعليمه وأنه ملأ الأرجاء بعبير مؤلفاته". 6 القديس باسيليوس الكبير: * "أسقف الأساقفة" 7 الأنبا قزمان * " إذا قابلت جملة لأثناسيوس ولم يكن لديك ورقة فاكتبها على ثوبك". 8 يوحنا الدمشقي * " أثناسيوس هو حجر الزاوية في كنيسة الله". 9 سقراط * (مؤرخ كنسي) * " إن فصاحة أثناسيوس في المجمع النيقاوي قد جرت عليه كل البلايا التي صادفته في حياته " 10 القديس إيرونيموس * " جاء على العالم لحظة اعتقد فيها أنه سيصبح يومًا يجد نفسه فيه أريوسيًا. 11 فيليب تاف * " أثناسيوس هو المركز الذي كانت تدور حوله الكنيسة واللاهوت في العصر النيقاوي". * " لقد تحمل أثناسيوس الاضطهاد ولكن لم يضطهد أحد قط". * " أثناسيوس صار وحده ضد العالم عندما صار العالم كله ضده". 12 ثيئودوريت * " أثناسيوس هو المنبر الأعظم" 13 الكاردنيال نيومان * " أن هذا الرجل عظيم قد طبع على الكنيسة طابعًا لا يمحوه الدهر" 14 دين ستانلى * " مؤرخ انجليكانى" * أن الصفات التي أذهلت كل معاصريه بشده كانت حضور مواهبه وسرعة تحولها. * أثناسيوس يحسب أكبر لاهوتي زمانه وأيضًا لكل العصور والأجيال ولهذا حاز على لقب الكبير من كل العالم وعلى المدى. * لقد أبلى أثناسيوس على صغر مرتبته الكهنوتية بلاءًا حسنًا في مجمع نيقية وناضل عن الأرثوذكسية بحدة وشدة ونور يقين أوغرت صدور حساده... كما توجته بإعجاب كل سامعيه المرتدين منهم والمبغضين على السواء * نحن نصور أثناسيوس كما نتصور النجم في السماء. 15 موللر * (لاهوتي كاثوليكي) "أن الإنسان عندما يقرأ حياة أثناسيوس يتمنى لو لم يمت". 16 جيبون * "لقد اظهر أثناسيوس من التفوق في الشخصية والمقدرة وسعة الحيلة وحسن التدبير ما يبرهن به على أنه كان أحق من أبناء قسطنطين نفسه في تولى أعباء تلك الدولة العظمى والقيام بإدارة دفة أحكامها خير قيام". * "أسم أثناسيوس الخالد لا يمكن أن ينفصل أبدًا عن عقيدة الثالوث التي كرس لها حياته وكل قدراته العقلية وكل كيانه. 17 جواتكن * "كان أثناسيوس يحكم مصر كلها من المنفى". 18 قصائد أكسفورد * "أثناسيوس صاحب القلب الملكي المدثر بوشاح بولس المبارك". _____ (*) المراجع: 1- الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة (ج1، ج2) الأسقف إيسوذورس 2- تاريخ البطاركة ساويرس بن المقفع (1-4) 3- المجامع الكنسية الأنبا يوأنس 4- تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا 5- عصر المجامع القمص كيرلس الأنطوني 6- تاريخ بابوات كرسي الإسكندرية كامل صالح نخلة 7- مار مرقس مدرسة الإسكندرية أمير نصر 8- الكنيسة تواجه الوثنية أمير نصر 9- الكنيسة تواجه الهراطقة أمير نصر 10- بطاركة عظماء (جزءان) د. جميل فخري 11- دراسات آبائية ولاهوتية يناير 1999 م. المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
|