منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 03 - 2014, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

البار بالإيمان يحيا

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
يقول الكتاب: "وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا" (حب2: 4)، وقد اقتبس معلمنا بولس الرسول هذه العبارة وكررها كثيرًا في رسائله فيقول: "لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رو1: 17)، "وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا" (غل3: 11)، "أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي" (عب10: 38).
الله يتدرج معنا في مدرسة الإيمان كما مع إبراهيم، في مراحل ليس لها نهاية.. يظل الإنسان يتدرج في حياة الإيمان حتى يصل إلى شركة الحياة الأبدية مع الله.
الإنسان الآن يؤمن بما لا يُرى ويثق بما يُرجَى؛ يؤمن أن الله موجود، يؤمن أن الله هو الخالق.. كل هذه أساسيات في حياة الإيمان تستمر معه ولا يستطيع أن يتخلى عنها.
لكن هناك ناحية من الإيمان لن يحتاج إليها الإنسان في الأبدية؛ وهي أن يؤمن بما لا يراه.. هذا النوع من الإيمان تنتهي مأموريته عندما يدخل الحياة الأبدية، لأنه سوف يرى أمامه المجد الأبدي فلن يكون هناك أمر قد وعد به الله ولم يتحقق. إلا أن معرفة الإنسان عن الله سوف تزداد باستمرار، وينمو في محبة الله باستمرار، ينمو في معرفته عنه وعن صفاته الجميلة؛ هذا نوع من الانطلاق في النمو في معرفة الله يؤدى إلى السعادة الدائمة..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

أحكام الله رحمة وعدل

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
لقد بدأ إبراهيم يفهم صفة جديدة عن الله لم يكن يفهمها قبل ذلك؛ إن الله ليس فقط من أجل عشرة كان من الممكن أن يصفح، لكنه إن لم يجد سوى إنسان واحد، هذا الواحد لا يمكن أن يهلك بسبب إثم هذه المدينة.. هذا الواحد لابد أن ينقذه الله، لأن النفس الواحدة في نظر الله غالية جدًا مثل عشرات الملايين من النفوس.
في هذا الحوار اعتبر إبراهيم أن عشرة نفوس من الممكن أن تُنقَذ، بينما لا يهم إنقاذ نفس واحدة، لأنه لم يفهم أن الله عنده طرق أخرى للإنقاذ. لقد اعتبر الحد الأدنى للإنقاذ هو العدد عشرة، والعدد عشرة في المفهوم الكتابي يرمز إلى كمال العدد.. لكن النفس الواحدة عند الله لها قيمتها. هنا بدأ إبراهيم يفهم من هو الإله الذي هو يعبده ويحبه، ومن هو الإله الذي يتعامل معه... هل نقول هذا الكلام لننتقد إبراهيم؟ كلا.. فقد كان أبونا إبراهيم ينمو في معرفة الله.
ونعتقد أنه لو جاء الله بعد ذلك ليقول له: يا إبراهيم أنا سوف أهلك المكان الفلاني، سيقول له: لتكن إرادتك يا رب، أنت تهلك من تهلك. "قَدْ عَلِمْتُ يَا رَبُّ أَنَّ أَحْكَامَكَ عَادْلةٌ" (مز118: 75)، "عادلٌّ أَنْتَ يَا رَبُّ وَقضاؤُك مُسْتَقِيمٌ" (مز118: 137).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

فتشوا وبحثوا عن الخلاص

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
بعدما أعطى الله لإبراهيم الأمنية التي تمناها وهي ميلاد إسحاق، كان ميلاد إسحاق بالنسبة له هو امتداد لحياته وفرصة الأمل والرجاء في الخلاص الذي أعطى به الله وعدًا لآدم ولنسله، وتجديد الوعد بالخلاص. ويتكلم معلمنا بطرس الرسول عن هذا الأمر في حياة إبراهيم وغيره من رجال الله فيقول: "نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا" (1بط1: 9-12).
هذا الخلاص وإن كان قد فتش عنه أنبياء، فبالأولى كثيرًا يكون إبراهيم كأحد الأنبياء العظام جدًا قد بحث عن هذا الخلاص. والسيد المسيح نفسه قال هكذا وأكد هذا المعنى عندما قال لليهود: "أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ" (يو8: 56).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

إبراهيم تهلل أن يرى يومي

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
متى رأى إبراهيم يومه الذي يقول عنه المزمور "هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ" (مز117: 24). بعدما وُلد إسحاق كان إبراهيم يصلى ويقول: يا رب كيف سيتم الفداء والخلاص؟ فإسحاق إنسان مثل أي إنسان، وليس هناك فرق كبير بين إسحاق وبيني، وهو نفسه محتاج إلى الخلاص، فكيف يكون إسحاق هذا هو الوسيلة التي تخلص بها العالم كله؟!!..
وربما أجابه الرب وقال له: يا إبراهيم إنك تطلب إعلانات ثمنها غالٍ جدًا. فقال له إبراهيم: أنا مستعد أن أدفع الثمن لكي أعرف تدبيرك من أجل خلاص العالم.. فقال له الله: إن كان الأمر هكذا.. خذ ابنك إسحاق وقدمه لي محرقة، "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ" (تك22: 2).. إن كنت تريد أن تعرف تدبيري للخلاص، خذ ابنك إسحاق وقدمه لي محرقة..
أما إبراهيم فلشدة اشتياقه للوصول إلى المقاصد الإلهية، يقول عنه الكتاب: "فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ وَشَقَّقَ حَطَباً لِمُحْرَقَةٍ وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ" (تك22: 3).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

لأعرفه وشركة آلامه

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
وفى اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد.. سار ثلاثة أيام وهو لا يكف عن أن يصلى ويفكر؛ إن ذبحتُ إسحاق ماذا يحدث؟!! إن كان بإسحاق هذا قد أخذتُ الوعد بالخلاص فكيف يُذبَح إسحاق ويموت؟!!.. أقول يا رب أفهِمني كيف يتحقق الوعد؟! أنت تقول لي اذبح إسحاق، فهل بعد أن أذبحه ممكن أن يتحقق الوعد؟
نعم... يتحقق الوعد لأن الله ليس إنسان فيكذب كما يقول الكتاب "ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟" (عد23: 19). وبدأ إبراهيم يشعر بالآلام تعتصره من الداخل، كيف يذبح ابنه بيده؟!!..
في وسط هذه المشاعر بدأ يفهم قيمة مشاعر الله الآب عندما سيصنع الفداء من أجل البشر.. ومدى مقدار محبة الله حينما يقدم ابنه الوحيد ذبيحة عن حياة العالم كله.. وبدأ إبراهيم يفهم معنى محبة الله الباذلة من أجل الفداء ومن أجل الخلاص.
وبدأ الإعلان في حياة إبراهيم وهو في ذروة هذا الإحساس.. كيف ذلك؟ إذا كان الإنسان يريد أن يأخذ أعظم الإعلانات الإلهية عليه أن يدخل في شركة الروح القدس، حتى لو كان الموقف صعبًا عليه كإنسان،وعندئذ يتحقق فيه كلام الكتاب "عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي" (مز94: 19). لقد دخل إبراهيم أيضًا إلى شركة الآلام مع المسيح.
كانت فترات الانتظار الأولى وفترات التكوين الأولى كلها تهيئه لإبراهيم للدخول إلى شركة الألم مع المسيح، إنما الآن يعتبره السيد المسيح إنه على وشك التخرج في مدرسة الإيمان لكي تعطى له البركة.. التي هي بركة الألم وشركة الألم "لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً" (2كو1: 5).
خبرات إبراهيم الأولى كانت خبرات الحيرة والقلق والانتظار أما خبرته الأخيرة كانت خبرة التضحية والبذل وخبرة الألم والمعاناه.. فعندما يرتقى الإنسان في احتماله للآلام، يدخل في شركة الصلب مع المسيح.. وعندما يدخل في شركة الصليب يفهم قصد الصليب وإعلان الصليب.. فيقول مع بولس الرسول: "لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ" (في3: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

كما تكثر الآلام تكثر التعزية

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
لا يستطيع الإنسان أن يدرك قوة قيامة المسيح، ولا أن يدرك إعلان أسراره الإلهية، ولا يمكن أن يدخل إلى أمجاد الحياة الأبدية.. لا يمكن أبدًا أن يشترك مع المسيح في مجده إلا إذا اشترك معه في آلامه.
لاشك أن الإنسان في لحظات الألم يكون موضع عناية خاصة من الله ويحل عليه روح الله، وإذا حل عليه روح الله فهناك نعمة وفرح وتعزية وسلام، كما يقول معلمنا بولس الرسول: "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ. وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غل5: 22). "وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو8: 37).
فإبراهيم مع أنه نبي ويرشده روح الله ويعلن له أمورًا كثيرة، لكن في لحظات ذروة الألم أخذ إلهامًا خاصًا من الروح القدس، رفعه إلى مستوى الرؤيا السامية جدًا والإعلان الفائق للطبيعة..
وهو يجتاز بحر الآلام ويمسك السكين لكي يذبح إسحاق ابنه. في هذه اللحظة كان في حالة رؤيا واستعلان يفوق النظرة البشرية تمامًا، واستطاع أن يرى السيد المسيح معلقًا على صليب الجلجثة.. واستطاع أن يرى التدبير الإلهي لخلاص البشرية، واستطاع أن يرى السيد المسيح قائمًا من الأموات منتصرًا على الموت والخطية،هكذا اختفى إسحاق من قدامه، لم يعد يرى إسحاق ولكنه رأى السيد المسيح نفسه معلقًا على الصليب.
ومن يتطلع لهذا المشهد يرى أبًا يمسك بالسكين لكي يذبح ابنه، لكن هذا الأب لم يكن يرى هذا الابن ولم يكن يرى هذه السكين، ولكنه كان يرى العدل الإلهي وهو يستوفى حقه في ذبيحة الصليب. وعندما رجع إسحاق معه حيًا، بعدما أرسل الله حملاً من السماء لفداء إسحاق، لم يكن إبراهيم يرى إسحاق، إنما كان يرى بعين النبوة السيد المسيح عندما ظهر لتلاميذه في العلية وقال لهم سلام لكم "فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ" (يو20: 20).
عاش إبراهيم تلك اللحظات المجيدة في أيامه.. عاش وشعر بها. ويقول معلمنا بولس الرسول: "فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ" (عب11: 13).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

كيف شهد الروح بآلام المسيح؟

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
يقول معلمنا بطرس الرسول في رسالته: "الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا" (1بط1: 10، 11).
فكيف شهد الروح القدس بآلام المسيح في حياة إبراهيم؟
من خلال شركة الألم مع المسيح والأمجاد التي بعدها، استطاع أن يفهم ما معنى أن أبًا يذبح ابنه؟ ربما نحن نتكلم عن هذه الحادثة ونحاول أن نتخيلها ونتصورها، إنما إبراهيم عاشها فعليًا. في هذه اللحظات تلاقت مشاعره مع مشاعر الله وأصبح بهذا مستحقًا فعلاً أن يكون وارثًا للوعد بالخلاص.
ويقول معلمنا بطرس: "الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَذِهِ الأُمُورِ". بمعنى أن إبراهيم وهو يذبح إسحاق كان يعرف أنه يخدم هذه الأمور مثل الكاهن عندما يدخل الهيكل ليخدم على المذبح في القداس الإلهي..
ونستطيع أن نقول أن إبراهيم في ذلك الوقت كان وكأنه يصلى قداسًا ويقدم ذبيحة. وكان يستمد من ذبيحة الصليب إعلانًا عن رجاء الخلاص العتيد أن يكون.. كان يمارس كل هذه الأمور..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

آمن إبراهيم بالله فحسب له برًا

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
كيف حُسب لإبراهيم الإيمان برًا؟ وهل تبرر بالإيمان المجرد من الأعمال، أم أن أعماله أكدت صدق إيمانه؟
يقول يعقوب الرسول في رسالته: "أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ" (يع2: 21-24).
لم تكن أعمال إبراهيم للافتخار أو أعمال للجسد. لكن كانت أعماله هي أعمال طاعة الإيمان وإيمان بالطاعة. فإيمان إبراهيم لم يكن إيمانًا نظريًا لأن "الشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!" (يع2: 19). هكذا يقول يعقوب الرسول أيضًا: "أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي" (يع2: 18).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

هل تبرر بالإيمان أم بالأعمال؟!!

يتساءل بولس الرسول هل إبراهيم تبرر بناموس الأعمال أم بناموس الإيمان؟ ويجيب إنه تبرر بالإيمان. هكذا يقول: "بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ" (رو3: 27، 28). وربما يبدو هذا الكلام في ظاهره أنه عكس ما قاله يعقوب الرسول..

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
لكن عندما تكلم بولس الرسول عن ناموس الأعمال، كان يقصد أعمال الناموس التي هي تقديم الذبائح الحيوانية والشرائع الرمزية المتعددة والختان، وكل هذه الأمور التي يمكن أن يظن الإنسان أنه بواسطتها سوف ينال الخلاص، وأن البشرية من الممكن أن تستغنى بها عن ذبيحة الصليب.. هذه الأعمال تعطل الإيمان.
لكن عندما قدم إبراهيم ابنه ذبيحة كان يؤمن أن الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات. إذن كان هذا عملاً من أعمال الإيمان؛ أي الأعمال التي هي وليدة الإيمان بذبيحة الصليب نفسها. وهذا يؤكِّد صدق إيمانه الذي بسببه حسب له إيمانه برًا "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً". هذه الأعمال تكمل الإيمان كما قال يعقوب الرسول.. فليس هناك تناقض بين الآيات.
كان إبراهيم مؤمنًا أن الله سوف يقيم إسحاق مرة أخرى حيًا.. حتى وإن كان سيذبحه ويحرقه ويصير رمادًا على المذبح، لكنه سوف يرجع إسحاق حيًا كقول معلمنا بولس الرسول: "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ. الَّذِي قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً.." (عب11: 17-19).
فالذي آمن بالقادر أن يقيم من الأموات إذ قد آمن بموت المسيح وقيامته،وإذ آمن بهذا حُسب له برًا، ولم يحسب له فقط بل لنا نحن أيضًا نحن الذين نؤمن بموت المسيح وقيامته.. مثلما قال بولس الرسول في رسالة رومية "لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً" (رو4: 3). "لِذَلِكَ أَيْضاً حُسِبَ لَهُ بِرّاً. وَلَكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ. بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رو4: 22-25).
لقد نزل إبراهيم من جبل المُرِيَّا، نزل شخصية جديدة بمفهوم جديد، ولم يعد إسحاق بالنسبة له موضوع انشغال شخصي، ولكن أصبح إسحاق بالنسبة له هو رمز لمعنى كبير جدًا. فهمه هناك على أحد جبال أرض المُرِيَّا، بقرب الموضع الذي قرَّب فيه ابن الله نفسه ذبيحة عن خلاص العالم.
ونحن أيضًا لابد أن تكون لنا مع السيد المسيح خبرات خاصة، ويجب أن لا نقف عند حد معين بل تمتلئ حياتنا من الإعلانات الإلهية على مثال إبراهيم.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2014, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

إبراهيم وفلسفة الطاعة

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
الطاعة هي طاعة الإيمان، وهي الإيمان بالطاعة، من أجل ذلك "بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي" (عب11: 8). لأنه كان يؤمن أن وعد الله صادق، وأن دعوة الله هي بلا ندامة. حتى لو كانت الدعوة: اخرج من أرضك ومن عشيرتك، واترك كل شيء، وتعالَ إلى الأرض التي أريك إياها. فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب فكر الآباء وإختبار الإيمان - المتنيح الأنبا ياكوبوس
الآباء الأساقفة يتوافدون للاطمئنان على نيافة الأنبا بيشوي
كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
كتاب خواطر ميلادية - الأنبا بيشوي
عظة الأنبا رافائيل ( إبراهيم أبو الآباء )


الساعة الآن 11:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025