26 - 02 - 2014, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
أمثلة الغفرانات الكاثوليكية الغفرانات عند أخوتنا الكاثوليك هي منح يمنحها الباباوات لمن يتلو تلاوات أو صلوات خاصة، أو لمن يزور أماكن مقدسة معيني. والغفرانات لها علاقة وطيدة بالمطهر. فهي تساعد على خصم مدد منه (سنوات وأيام) سواء لشخص الخاطئ، أو لشخص آخر، إن كانت هذه الغفرانات على نيته أو على ذمته. كما قيل عن غفرانات الوردية، إنه يمكن تخصيصها كلها للنفوس المطهرية. ونتيجة لكثرة التلاوات والصلوات والزيارات المقدسة التي يقوم بها بعض القديسين قد يحصلون على غفرانات أكثر مما يحتاجون لتغطية عقوبة شهواتهم وخطاياهم العرضية. وتسمى هذه بزوائد فضائل القديسين. ويمكن أن تنفع النفوس التي في المطهر، فتخفف عنهم العقوبة أو تقلل المدة. وسنذكر الآن بعض أمثلة من الغفرانات. أمثلة من غفرانات الزيارات: ورد في كتاب "قانون الرهبانية الثالثية العالمية" الذي جمعه "أحد الأخوة الأصاغر" وطبع في مطبعة الآباء الفرنسيكان بأورشليم سنة 1887 م: إن الحبر الرومانى قد منح يزور هيكل تلك الأخوة، في الأيام المذكورة في كتاب القداس الرومانى " يربح في ذلك اليوم ما يكسبة في رومة عينها". وقد أورد جولًا بتلك الأيام وغفراناتها، لا غتنام هذا الخير من معرفة تلك الأيام، وما منح فيها من غفران: 1 – أول كانون الثاني – ختان السيد – غفران 30 سنة و30 أربعينية. 2 – ساردس كانون الثاني – الغطاس – غفران 30 سنة و30 سنة و30 أربعينية. 4 – أربعاء الرماد وأحد الرابع من الصيام: لكل غفران 15 سنة و15 أربعينية. 5 – أحد الشعانين: غفران 25 سنة و25 أربعينية. 8 – كل يوم من االصيام الكبير – غير ما ذكر – لكل غفرا 10 سنوات و10 أربعينات. 11 – 25 نيسان – القديس مرقس الإنجيلى – غفران 30 سنة و30 أربعينية. 15 – أحد العنصرة والأيام الثمانية التالية – غفران 30 سنة و30 أربعينية. [يلاحظ أننا اخترنا بعض أمثلة أيام من تلك القائمة الطويلة]. وورد في الكتاب أيضًا أن البابا لاون 13 منح غفران 300 يومًا لكل مرة يحضر فيها شخص الصلاة التي تقام إكرام القديس فرنسيس السارونى. وهناك غفرانات من الباب ليو الرابع، والبابا بسكال الثاني. تسع سنوات غفرانًا، لكل درجة يصعدها جاثيًا من درجات السلم المقدس وهي 28 درجة!! أي غفران 252 سنة لصعود السلم كله... أمثلة للغفران بسبب التلاوات: ورد في كتاب " الصلوات اليومية " الكاثوليك الغفرانات الآتية: 1 – غفران 50 يومًا لكل مرة فيها المصلى " بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين". 2 – غفران سبع سنوات وسبع أربعينات، لكل مرة تتلى فيها أفعال الإيمان والرجاء والمحبة. وهذه عبارة عن صلوات كل منها عبارة عن ثلاثة أو أربعة أسطر. 3 – غفران 100 يومًا لكل مرة يقول الملصى " يا ملاك الله المتقلد حراستي من رأفته تعالى، أثر عقلى وأحرسنى، ويردنى وأرشدني، وخلصتني من الشرير، آمين". 4 – فران 100 يومًا لكل مرة فيها المصلى " هلم بالروح القدس، وأملأ قلوب مؤمنيك وأضرم فيها نار محبتك المقدسة". 5 – غفران 300 يومًا لكل من يدعو قلب يسوع الأقدس. 6 – غفران 300 يومًا لكل من يقول " يل يسوع ومريم... " 7 – غفران 7 سنين وسبع أربعينات، لكل من يقول " يا يسوع ومار يوسف..." الخ... وورد في كتاب تحفة الزهور الزكية للنفوس ص279. غفران 100 لكل مرة " أبانا... "ولكل مرة " السلام.. وغفران 10 سنوات، وعشر أربعينات، ومرة في النهار، لمن يتلوها جهارًا أو مع آخرين في كنيسة أو في غير ذلك. غفرانات خاصة بالوردية: ورد في كتاب " تحقيق الأمنية في عبارة الوردية". الذي طبع في القاهرة 1986 م، بعض وعود القديسة العذراء منها: ص15: "أخلص كل يوم من المطهر من كان من مخلصى العبادة لورديتى. ص20: كل غفرانات الوردية بأسرها يسوع تخصيصها للنفوس المطهرية. ص26: غفرانات وهبات عديدة أثبتها البابا لاون 13 في السنوات 1887، 1892، 1899. غفرانات خاصة بمسبحة قلب يسوع: عن كتاب " صلوات أحباء قلب يسوع". صدر سنة 1956 م. وتتلى مسبحة قلب يسوع، على مثال مسبحة القديسة مريم العذراء، فتعطى الغفرانات الآتية: ص14 – غفران 300 يومًا، لمن يقول " يا قلب مريم الحلو، كن خلاصى". وغفران 100 يومًا لصلاة أخرى. ص7 – غفران 300 يومًا لمن يقول أبانا، والسلام، والمجد، على نية الكنيسة. ص22 – غفرانات منحها البابا بيوس التاسع سنة1876، منها غفران 100 يومًا وغفران 80 يومًا، لصلوات. ص48 – طلبة القربان المقدس – غفران سنتين، إذا تليت علانية. غفرانات ساعة الموت: " إن كانت إلى جواره الوردية أو الأيقونة: يربح غفرانًا بسببها. ولا يشترط أن تكفى معلقة بجيدة، أو ملتوية على ذراعه، أو مضبوطة بيده. بل يكفى أن تكون على الفراش قريبة منه، ولو لم يرها ولا يلامسها ولا يعلم بها... غفرانات شهر قلب يسوع: وهي في شهر يونيو، ومنها: 1 – غفرانات ممنوحة من البابا بيوس العاشر Pope Pius X في 8 أغسطس سنة 1906، وفي 26 يناير سنة 1908. يمنح غفرانًا كاملًا لمن يزور الكنائس التي يحتفل فيها بشهر قلب يسوع في آخر أحد من يونيو. فكل من يحرص على إقامة هذه الاحتفالات ينال: أ- غفران 500 يومًا لآجل كل عمل صالح مآله انتشارها أو إتقانها. ب – غفرانًا كاملًا في كل مرة يتناول فيها القربان المقدس في شهر يونيو. 2 – غفران ممنوحة البابا لاون في30 مايو سنة 1902: غفران سبع سنوات وسبع أربعينات، وغفرانًا كاملًا، لمن يحضر شهر قلب يسوع 10 مرات على الأقل، في كنيسة أو بيت، ويزور كنيسة أو معبدًا في شهر يونيو. ومن الأمثلة أيضًا: غفرانات سنة اليوبيل الخاصة بالموتى. [المرجع كتاب: مختصر اللاهوت الأدبى]. |
||||
26 - 02 - 2014, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الغفرانات عند الكاثوليك 1 – المفروض في الغفران أنه لمغفرة خطية أو خطايا: فما معنى منح غفران، بسبب صلوات، أو تلاوات مقدسة، أو زيارة لأديرة أو كنائس؟! ما هو الشئ، الذي يغفر هنا؟ إلا لو كانت كلمة L. InduIigence لها معنى آخر غير الغفرانات، وإنها لذلك. فالترجمة إذن تحتاج إلى تعديل. 2 – المبدأ اللاهوتى الثابت هو أن المغفرة وسيلتها التوبة. " توبوا فتمحى خطاياكم" (أع3: 19) و" إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3، 5). فما دخل التلاوات والزيارات بالمغفرة؟ وما دخل الاحتفالات بالمغفرة التي لا تكون إلا بالتوبة، سواء كانت احتفالات خاصة باليوبيل أو شهر قلب يسوع أو أعياد قديسين؟ وما أشبه...؟! وأيضًا ما دخل العذراء في الوردية بأمور المغفرة. يمكن أن تشفع العذراء. ولكن لابد من التوبة. 3 – إن الغفرانات عن طريق التلاوات والزيارات والاحتفالات، لا يمكن أن تتم بدون الرجوع إلى الله، ونقاوة القلب، ويترك الخطية. 4 – مجرد التلاوات يغفل العمق الروحي للصلاة. فما اسهل أن يكرر الإنسان صلاة عشرات أو مئات المرات، ويكون ذلك بلا عمق وبلا روح... والمسألة ليست كثرة تلاوات. فالصلاة ليست مجرد تلاوة. وإنما ينبغى أن تكون فيها عناصر روحية، كأن تكون الصلاة بإيمان، بخشوع، بحرارة، بفهم، بروح، بعاطفة وحب، بتأمل... إلخ أما مجرد التلاوة للحصول على غفرانات، فاسلوب غير روحى... وربما صلاة واحدة قصيرة بعمق وروح، تكون أكثر قائدة من مائة صلاة بمجرد التلاوة... إن العشار صلى صلاة قصيرة، بكلمات قصيرة، بكلمات قليلة، وخرج بها مبررًا (لو18: 14). بينما كانت صلاة الفريسى أطول منه بكثير، ولم يستفيد شيئًا! كذلك صلاة اللص اليمين كانت قصيرة، ولكنها بإيمان وعمق، فاستحق به وعد الرب له بالفردوس (لو23: 42، 43). 5 – وما معنى تحديد الغفرانات بأيام وسنين واربعينات؟! على أي أساس وضعت هذه الأرقام؟ وما سندها اللاهوتى؟ وما سنهدها الكتابى؟ وهل هي مجرد أقساط تدفع من حساب إنسان؟ وهل هي خصم من حساب المطهر، وعلى أي أساس؟! وأيهما أسهل: أن يقول شخص (أبانا الذى) مرة، أم يقضى 100 يومًا في عذاب المطهر؟ وأين التوازن بينهما. بحيث أن من يتلو (أبانا الذى) مرة، يغفر له 100 يومًا!! مائة يومًا من أين؟ أو من ماذا؟ من أي حساب. وما معنى غفران 252 سنة لمن يصعد درجات السلم المقدس جانبًا؟! هل صعود هذه الدرجات يوازى عذاب 252 سنة في المطهر، بعذابات تشبة عذابات جهنم...؟! على أي أساس وضعت هذه الأرقام والمدد من الغفرانات؟ ولعل الإجابة هي: على أساس السلطة الكنسية، السلطة الممنوحة للكهنوت. ونحن نؤمن أيضًا بالسلطة الكنسية الكنهوتية. ولكننا نسأل: على أي أساس منحت السلطة الكنيسة هذه الغفرانات؟ نقول هذا لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا2: 7). فلماذا قالت الشريعة في هذا الأمر؟ إننا نسأل... 6 – هل زيارة الأماكن المقدسة هي للبركة أم للغفران: ما معنى أن زيارة مكان معين، في يوم معين بالذات، تمنح غفران 30 سنة و30 أربعينية؟! وما ذنب الذي لم تسمح له ظروف عمله، أو ظروفه المالية، أو ظروف صحته بزيارة ذلك المكان المقدس؟! وما ذنب إنسان مكان سكناه بعيد جدًا عن هذا المكان المقدس، هل يحرم من المغفرة كل هذه السنوات، دون ذنب جناه، ويتمتع بها شخص دون فضل منه، بل ظروفه أفضل؟! 7 – ما معنى أن يغفر لشخص 15 سنه لعمل، و25 سنه لعمل آخر، و30 سنه لعمل ثالث؟! أو تختلف هذه الغفرانات باختلاف يوم الزيارة ووعده. أو تختلف مدة الغفران إن قيلت الصلاة سرًا أو قيلت الصلاة أو قيلت علانية! ولماذا الغفران أحيانًا بالأيام، وأحيانًا بالأربعينات، وأحيانًا بالسنوات أو بعشرات السنوات؟! بودي لو يقدم أحدهم رسالة علمية لأحد المعاهد اللاهوتية، ليشرح الحكمة في هذه الأرقام وهذه الغفرانات، وأساسها اللاهوتي والكتابى والكنسى... لأنى وقفت أمامها متحيرًا، كما وقف دانيال النبي أمام إحدى الرؤى على الرغم من شرح رئيس الملائكة له، وقال "وكنت متحيرًا من الرؤيا ولا فاهم" (دا8: 27). نحن نفهم أنه توجد مغفرة، أولا مغفرة. أما المغفرة الجزئية المحددة بأرقام سنين وأيام، فلا نفهمها! إنسان يتوب، فيغفر الله لهه. أو لا يتوب فلا يحظى بمغفرة. أما أن تغفر له مدة محددة، ويظل الحساب جاريًا بينه وبين العقوبة... فهذا شيء لا وجود له في الكتاب المقدس! وأما أن يموت هذا الإنسان، ويبقى حسابه جاريًا، يسدده بعد الموت... فهذا أمر أكثر خطورة. إن موضوع المغفرة، يحتاج إلى بحيث مع أخوتنا الكاثوليك: 1 – هل المغفرة عمومًا هي بدم المسيح وكفارة وفدائه ويستحقها الإنسان بالتوبة، وينالها في أسرار الكنيسة؟ 2 – أم المغفرة هي بالقصاصات التي تقررها الكنيسة على التائبين؟ 3 – أم المغفرة هي بوفاء العدل الإلهى بالعذاب في المطهر؟ وتكفير الإنسان عن نفسة بعقوبات؟ 4 – أم المغفرة هي بمنح الغفرانات حسب القوائم التي نشرنا بعضها؟ 5 – أم هي بزوائد القديسين، أو تخليص العذراء للنفوس المطهرية؟ 6 – وهل المغفرة تكون كاملة أم جزئية؟ 7 – وهل المغفرة تكون فقط من وصمة الخطية، وتبقى العقوبة قائمة؟ وتبقى لي الإنسان دينونة لم ترفعها عنه كفارة المسيح؟ أما نحن فنؤمن بالبند الأول من هذه البنود السبعة. ونرى أن مغفرة الرب لنا كاملة وشاملة، لا ندخل بعدها في دينونة. ولا عقوبة بعد الموت الخطايا المغفورة؟ |
||||
26 - 02 - 2014, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
زوائد القديسين | زوائد الفضائل نحن مؤمن بالقديسين، وببركتهم وشفاعتهم، ونمجد حياتهم الفاضلة، ونحتفل بأعيادهم، وندشن أيقوناتهم، ونبنى الكنائس على أسمائهم، ونتلو قصصهم في كتاب السنكسار cuna[arion أثناء القداسات على المؤمنين، ونذكرهم في ألحاننا وفي القداس الإلهي. ولكننا على الرغم من كل ذلك نسأل: 1 – هل يمكن أن تكون للقديسين زوائد؟ أو زوائد فضائل؟ إن المطلوب هو الكمال، فهل زاد أحد من القديسين على الكمال؟ يقول ربنا يسوع المسيح في العظة على الجبل "فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى5: 48). فهل أستطاع أحد من القديسين أن يصل إلى هذا الكمال المطلوب؟! هوذا القديس بولس الرسول يقول " إن المسيح جاء إلى العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تى1: 15). والقديس يوحنا الرسول يقول " إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نصل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو1: 8). والقديس يعقوب الرسول يقول " لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (يع3: 2). وهوذا الرب نفسه يقول: متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقلوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10). من فينا تمم جميع الوصايا، ووصل إلى رتبة عبيد بطالين؟! فإن كنا لم نفعل بعد جميع ما قد أمرنا الرب به، فأين هو الكمال إذن. ولا أقول أين هي الزوائد؟ فلنسمع القديس بولس الرسول يقول: "ليس إنى قد نلت أو صرت كاملًا، ولكنى أسعى لعلى أدرك" (فى3: 12). ويكرر العبارة قائلًا "أنا لست أحسب نفسى أنى قد أدركت، ولكني... أمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض" (فى3: 13، 14). فإن كان هذا القديس الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو15: 10)، وصعد إلى السماء الثالثة (2كو12: 2، 4) يقول إنه لم يصل إلى الكمال، ولم يدرك، وإنه لا يزال يسعى لكي يدرك. فهل يعقل أن نقول عن قديس إن زوائد؟ أو أن له فضائل فوق المستوى المطلوب؟! فإن كان هذا المعنى غير مقبول، ننتقل إلى الآخر: 2 – هل يعقل أن إنسانًا ينال غفرانًا فوق احتياج خطاياه، فيزيد عن حاجته؟! وإن كانت خطاياه كلها قد غفرت. فما معنى أن تمنحه الكنيسة غفرانًا ليس هو في حاجة إليه، فيزيد عن احتياجه ويبقى رصيدًا يستخدمه لصالح غيره من النفوس المطهرية!! وإن كان في غير حاجة إلى غفران، فلماذا يطلب مغفرة خطاياه كل يوم في الصلاة الربانية. بصراحة إن عبارة زوائد القديسين، هي عبارة زائدة. يبقي بعد ذلك التفسير الثالث لزوائد القديسين وهو: 3 – إن هذا القديس تلا تلاوات كثيرة أخذ عليها غفرانات، وزار كثيرًا من الأماكن المقدسة التي تحسب لها غفرانات، وأصبح له من كل ذلك رصيدًا يسمى زوائد. والأمر لا يتعلق بفضائل زائدة، ولا بخطايا مغفورة! وكل إنسان يستطيع أن يقوم بمثل هذه التلاوات والزيارات والاحتفالات المقدسة، ويكون له رصيدًا من غفرانات لا يحتاج إليها. ويبقى اللاهوتى يحتاج إلى تفسير... ثم نسأل سؤالًا آخر: 4 – هل يمكن لإنسان أن يعطى من زوائد لغيره؟ ويجيب الرب عن هذا السؤال في مثل العشر عذارى: حيث قالت الخمس الجاهلات للخمس الحكيمات "أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ". فأجابت الحكيمات قائلات " لعله لا يكفى لنا ولكن. بل أذهبن إلى الباعة وأبتعن لكن" (متى25: 8، 9). في مسألة الخلاص والمغفرة لابد من التوبة لكل أحد. وإلا فإن "بر البار عليه يكون. وشر الشرير عليه يكون" (حز18: 20). 5 – كل ما نقوله إن القديسين يتشفعون. ولكن لا يعطون من (زوائد!) لآخرين... لا أحد من القديسين له زوائد. ولا فضائل أحد يمكن أن تعطى لغيره... إنما هم يشفعون... ولعل البعض هنا يسأل: ألم يتفوق القديسون على غيرهم ويزيدون؟ نقول نعم، من جهة المقارنة بغيرهم يزيدون عن غيرهم. ولكنهم أمام الله لم يصلوا بعد إلى الكمال المطلوب، كما قال بولس عن نفسه (في 3: 12 – 14). 6 – كما أن تفوق القديسين لا يوهب للغير، إنما له منزلته، وله أكاليله. وفي هذا يقول الكتاب إن " نجمًا يمتاز عن نجم في المجد" (1كو15: 41). وقال بولس الرسول عن نفسه وجهاده " وأخيرًا وضع لي أكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل..." (2تى4: 8). بولس أخذ إكليل الجهاد، وإكليل البتولية، وإكليل البر، وأيضًا إكليل الشهادة. وقديسون آخرون بعضًا من هذه الأكاليل، كل حسب مرتبته. ولكنهم لم يهبوا من أكاليلهم لآخرين. إنما هم يصلون من أجلنا، وصلاة البار تقتدر في فعلها (يع5: 16). إنهم يعطوننا من بركتهم وصلواتهم. وليس من زوائد! |
||||
26 - 02 - 2014, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
مشاركة المسيح في عملية التكفير عند الكاثوليك عبارة لأب كاثوليكي:- في كتاب (المطهر) للأب لويس برسوم ص48، بعد حديث طويل من (العقاب ألزمني) الذي وقع على داود النبى، يقدم المؤلف اعتراضًا بخصوص الكفارة بدم المسيح، ويرد عليه فيقول: " قد يقول قائل إن ذلك كان في العهد القديم. وأما في العهد الجديد، فتكفى التوبة للفوز بدخول السعادة الأبدية. لأن المسيح قد كفر عنا. ومن ثم فلم يعد بعد من عقاب أو عقوبات علينا، نحتاج أن نكفر عنها". " ولكن هذه مغالطة، أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة. إذ كما يعلن القديس بولس "إننا إنما نشارك المسيح في آلامه، لنشارك في مجده" (رومية 8: 17). وهذا يعنى أننا لم نشارك المسيح في عملية التكفير، قلما يكون عن خطايانا فلن نشاركه في مجده "!! تعقيبصدقوني أنني قرأت هذه العبارة فذهلت من أمرين: 1 – اعتباره أن القول بأن المسيح قد كفر عن خطايانا، وإننا لم نعد في حاجة أن نكفر عنها، إنما هو مغالطة أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة!! 2 – اعتباره أن الشركة في آلام المسيح، تعنى أن نشارك المسيح في عملية التكفير، على الأقل في التكفير عن خطايانا!! هذا الأمر يجعلنا ندخل في موضوع أخطر من المطهر، وهو ما قدم به المسيح من كفارة... العجيب أن المؤلِّف يشرح بعد ذلك أنه لا خلاف أن المسيح هو فادي الأنام وليس سواه، وأنه "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع4: 12)، وأن دم المسيح يطهرنا من خطية (1يو1: 7). ثم يقول " ومع ذلك لم يعف داود من العقاب الزمني المرتب على الخطية " ويستطرد: "مما تقدم يبدو بوضوح بأن هناك – فضلًا عن العقاب الأبدي يعفى منه التائب بمجرد حله من وصمة الخطية هذا العقاب الكفارة "إن لم يأخذ مجراه في هذه الدنيا، فلا مفر من أن يأخذ مجراه في الآخرة، في المطهر" (ص48). إذن لابد في المعتقد الكاثوليكي، إن الإنسان لابد أن يكفر عن خطاياه، بعقوبات على الأرض، أو في المطهر. وتعتبر هذه العقوبات شركة في الآم المسيح، حسب قول الأب الكاتب..! وهنا نود أن نورد حقيقتين إيمانيتين أساسيتين وهما: 1 – الكفارة عن الخطايا هي بدم المسيح وحده... وحده. 2 – شركة آلامنا مع المسيح، ليست إطلاقًا شركة في الكفارة. المسيح هو الذبيحة الوحيدة المقبولة للكفارة عن الخطايا. لأن المفروض في الذبيحة أن تكون بلا عيب، وأن تكون غير محدودة لتفي العقوبة غير المحدودة بسبب خطيته غير محدودة، موجهة ضد الله غير المحدود. ومن هنا كان لا بد من التجسد الإلهي. أما الإنسان، فلا يصلح أن يكون كفارة، أبًا كان. "الجميع زاغوا وفسدوا، وأعوزهم مجد الله. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مز14: 2، 3). والسيد المسيح يقول "إن عملتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10). لا الإنسان يمكنه أن يكفر عن خطيئته، ولا عن خطيئة غيره، لأنه إنسان خاطئ محدود. "وذبيحة الأشرار مكرهة للرب" (أم15: 8). مهما تاب الخاطئ، ومهما أنسحق قلبه، ومهما مارس من تأديبات وعقوبات أرضية، ومهما صنع ثمارًا تليق بالتوبة... فلن يشترك مع المسيح في عملية التكفير.. إنه بكل هذا يستحق كفارة المسيح، لا أن يشترك معه في التكفير عن الخطية. إن الأمور اللاهوتية تحتاج إلى دقة في الفهم، وإلى دقة في التعبير. والكتاب المقدس بعديه يحصر الكفارة في الدم، في دم المسيح وحده لا غير لا يقوم إنسان بعملية التكفير، ولا يشترك في عملية التكفير، مهما تألم، ومهما دخل في شركة الآم المسيح... وهنا نسأل: ما معنى شركة الآم المسيح؟ |
||||
26 - 02 - 2014, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
شركة آلام المسيح يقول القديس بولس الرسول "لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهًا بموته" (في3: 10). وورد في (في1: 29) لآته قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله"... وتتألموا لأجله، ليس معناها أن تتألموا في المطهر. كلا طبعًا، وإنما: تتألموا من أجل البر. وتتألموا لأجل الخدمة والكرازة ونشر الملكوت. والقديس بطرس الرسول يقول " إن تألمتم من أجل البر فطوباكم" (1بط3: 14). هنا تألمتم من أجل البر، وليس من أجل الخطايا والتكفير عنها، ووفاء العدل الإلهى... وبنفس المعنى يقول القديس بولس الرسول " جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون" (2تى3: 12). هذه هي الآم من أجل المسيح... آلام الطريق الكرب والباب الضيق (متى7) والجهاد والتعب. والقديس بولس الرسول الذي قال عن الرب " لأعرفه وقوة قيامته وشركة الآمه " هو نفسه شرح شركة الآلام هذه في (2كو11)، وكلها عن تعبه في نشر الكلمة، وما لاقاه في سبيل ذلك من ضرب وجلد وسجن واضطهاد، وجوع وعطش، وبرد وعرى، بأسفار كثيرة، بميتات مرارًا كثيرة، بأخطار في البر والبحر، بأخطار من اليهود ومن الأمم ومن أخوة كذبة. وكل هذه الآلام لا علاقة لها مطلقًا بالمطهر، ولا بالتكفير عن الخطايا... ولذلك بعد أن قال "وهب لكم... أن تتألموا لأجله"، قال بعدها مباشرة "إذ لكم الجهاد عينه الذي رأيتموا في" (في1: 29، 30). هذا التعب في الجهاد، لأجل نشر الملكوت، هو الشركة في آلام المسيح، التي قال عنها الرسول لأن السيد المسيح هو الذي بدأ التعب لأجل الملكوت... إنه ليس إطلاقًا شركة في التكفير. فالتكفير عمل المسيح وحده. وليس هو عن آلام المطهر، لأن الرسول بعد قوله "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضًا معه "، قال مباشرة: " فإنى أحسب أن الآم الزمان الحاضر، لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو8: 17، 18). إذن هو يتكم عن الآم الزمان الحاضر، وليس عن آلام المطهر بعد الموت. هذا هو الألم نشترك فيه مع المسيح. ليس مطلقًا آلام التكفير التي كانت على الصليب. حاشا... أقرأ أيضًا أمثلة أخرى لهذه الآلام في (2كو4)، (2كو6). يكفر الآن فقط أن نقتبس منها قوله " في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله: في صبر كثير في شدائد في ضرورات، في ضيقات في ضربات في سجون، في اضطرابات في أتعاب، في أسهار في أصوام.." (2كو6: 4، 5). أما آلام التكفير فاجتازها المسيح وحده وهو يقول " قد دست المعصرة وحدى، ومن الشعوب لم يكن معى أحد.." (اش63: 3). هذا هو الذي قاله الرب " الآتى من آدم بثياب حمر " اش63: 1). وكون عملية الكفارة قد قام بها الله وحده، دون آية شركة معه من الإنسان، فهذا بلا شك يتفق مع قول الكتاب "متبررين مجانًا بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة..." (رو3: 24). إن قال أحد إن الإنسان يشترك مع الرب في عملية التكفير، فإنه يناقص عقيدة الخلاص المجانى بالدم بالفداء. فكلمة (مجانًا) في (رو3: 24) معناها أن الإنسان لم يدفع أي ثمن م جانبه، لا إيمانًا ولا أعمالًا. تقول إذن وما قيمة الإيمان والأعمال والتوبة وممارسة الأسرار من جهة الإنسان أليست اشتراكًا. أقول لك كلا إن ثمن الخلاص دفعه المسيح وحده. أما الإيمان والأعمال والتوبة والأسرار، فكلها لكي نستحق هذا الخلاص المجانى وهذه الكفارة المجانية... إن الإيمان ثمنًا للخلاص، ولا الأعمال هي الثمن، ولا الأسرار، ولا التوبة. إنما الخلاص ثمنه دم المسيح وحده وهو يوهب مجانًا للمؤمنين التائبين المعمدين... التوبة فيها الآم: آلام الاعتراف، وكشف النفس، وتبكيت النفس، والخزى والعار وآلام الندم والدموع ووخز الضمير... وربما آلام تأديبات أيضًا. ولكن ليست هذه كلها تكفيرًا عن الخطايا، ولا اشتراكًا في التكفير. ولكن نفعل هذا لنصل إلى محبة الله ونقاوة القلب، ونستحق بذلك الخلاص المجانى، الذي ثمنه الوحيد هو دم المسيح وكفارته... هذا الخلاص نلناه، لا بأعمال التوبة، ولا بالعقوبات والقصاصات. " لا بأعمال في بر عملناها، بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه علينا يسوع المسيح مخلصنا..." (تى3: 5، 6). أما اعتبار الإنسان شريكًا للمسيح في عمل الكفارة، فلا يمكن إطلاقًا أن تسنده آيه واحدة من لأنجيل. ولا يجوز أن نفهم الشركة في الآلام فهمًا خاطئًا. ونعتبرها شركة في عملية التكفير عن الخطايا. فآلام المسيح لم تكن فقط آلامًا على الصليب من أجل الفداء والكفارة، وإنما حياته كلها كانت سلسلة من الآلام، حتى قيل عنه إنه " رجل أوجاع ومختبر الحزن" (اش53: 3). والذي يدرس الكتاب جيدًا، يعرف أن النار التي تعرضت لها ذبيحة المحرقة حتى تحولت إلى رماد (لا6)، هي غير النار التي تخبر بها تقدمه الدقيق (لا2). وليس الآن مجال شرح هذه الأمور البسيطة. وهكذا نحن نشترك في الآم المسيح على الأرض، ولكن ليس آلام الفداء والكفارة. |
||||
26 - 02 - 2014, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
العقوبات الكنسيّة يشدد أخوتنا الكاثوليك على العقاب الزمنى، أي الذي له زمن، وفي هذا يختلف عن العقاب الأبدي. ويقولون إن مغفرة الخطية، لا يمنع من عقوبتها بعد المغفرة. ويضربون لإثبات ذلك أمثلة من الكتاب. ثم يشددون في لزوم هذا العقاب الزمنى، حتى إنه إذا لم يوف على الأرض، يصير وفاؤه في المطهر بعد الموت... وهذه نقطة هامة في عقيدة المطهر. ونحن نوافق على أرضية. ولكن لا نوافق على عقوبة بعد الموت. وكل العقوبات التي تحملها الأبرار أو التائبون، والتي سجلها الكتاب المقدس، كلها عقوبات أرضية، وليست عذابات بعد الموت. هي عقوبات أرضية، وليست عقوبات مطهرية. كما أن الكتاب لا يقول إن هناك عقوبة أرضية على كل خطية. وإلا وقع الإنسان في اليأس. لأننا في كل يوم نخطئ. ولأننا " في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (يع3: 2). "وإن قلنا إنه ليس لنا خطية، نصل أنفسنا وليس الحق فينا" (10يو1: 8). وإن كانت هناك عقوبة أرضية على كل خطية، لأصبحت حياتنا سلسلة لا تنقطع أبدًا من العقوبات أبدًا من العقوبات، وبهذا يقع الإنسان في إحباط. والكتاب المقدس يحمل أمثلة عديدة لمغفرة بلا عقاب وبلا عذاب: وإلا فما هي العقوبة الأرضية التي وقعت على الابن الضال (لو15)؟! أو ما هو العقاب الزمنى الذي تعرض له زكا العشار (لو19)؟! أو ماذا كانت العقوبة التي وقعها الرب على المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل، والتي قال لها " ولا أنا أدينك. أذهبي بسلام ولا تخطئي أيضًا" (يو8: 11). أو ما هو العقاب الزمنى الذي نالته المرأة الخاطئة التي بللت قدمي الرب بدموعها ومسحتها بشعر رأسها؟! هذه التي فضلها الرب على الفريسى. وقال إنه " قد غفرت لها خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرًا". ثم قال لها " إيمانك قد خلصك، اذهبى بسلام" (لو7: 37 – 50)... فهل ذهبت هذه أو غيرها إلى المطهر؟! أو ما هي العقوبة الأرضية التي فرضت على إنكار بطرس؟! وما هو العقاب الزمنى الذي فرض على شاول الطرسوسى في اضطهاده للكنيسة. حقًا إن بطرس وبولس تعبا في حياتهم. ولكنه كان تعبًا من أجل الكرازة له مكافأته وأكاليله ومجده. ولم يكن عقابًا على خطية... نقطة أخرى نقولها. وهو أن العقوبة الأرضية هي للفائدة الروحية، وليس للتكفير...! ليست هي ثمن الخطية، إنما هي تأديب وعلاج. إنها توقع لتقود إلى التوبة، كما حدث لخاطئ كورنثوس، أو لتقود إلى الانسحاق والاتضاع كما حدث لداود النبى. أو أنها تكون درسًا للآخرين، مثلما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس " الذين يخطئون، وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف" (1تى5: 20). ولكن لا يمكن مطلقًا أن تكون للتكفير، أو لإيفاء العدل الإلهى. أما " أجرة الخطية فهي الموت" (رو6: 23) أي الموت الأبدي فأن أخطا إنسان، وفرض عليه الكاهن صومًا أو مطانيات، فلا يكون هذا الصوم أو هذه الميطانيات وفاء العدل الإلهى. فلا وفاء للعدل الإلهى آلا بدم المسيح. إن القصاصات الكنسية لا علاقة لها مطلقًا بوفاء العدل الإلهى: أيستطيع إنسان أخذ تأديبات من الكنيسة أن يقول لله: أنا الآن لست مديونًا لك بشئ، لأنى وفيت ديوني بالقصاصات الكنسية؟!! هذا كلام لا يمكن أن يقبله أي لاهوت مسيحى. لأن ديوننا لم يستطيع إيفاءها سوي دم المسيح، الذي هو وحده يطهرنا من كل خطية (1يو1: 7)... أما ما تفرضه الكنيسة من عقوبات، ما هو إلا لون من العلاج أو التأديب. لذلك فعبارة (قصاصات)، لوفاء الإلهى، عبارة غير سليمة. ربما كلمة (تأديبات) أكثر توافقًا من كلمة (قصاصات)... ونظام العقوبات بسنوات، لم يرد في الإنجيل. ولكن وضعته الكنيسة. طبعًا وضعته بسلطانها الإلهى في الحل والربط (متى18: 18). ونحن لا مانع في هذا. ولكن نمانع في أن السلطان الإلهى يستخدم في الربط، ولا يستخدم في الحل...! إن الكنيسة التي فرضت العقوبة، بسلطانها أن ترفعها. وإن كانت قد فرضت عقوبة العلاج، لتقود الخاطئ إلى التوبة، وبعد الموت لا علاج ولا توبة... العقوبة الكنسية، كما تفرضها الكنسي، يمكن أن ترفعها. إذن من واجب الكنيسة أن ترفع عقوبتها عند الموت. وإلا يكون في صلاتها عن الموتى لون من التناقض!! لأنها في صلاتها ع الموتى، أعنى عن المنتقلين، تطلب لهم من الله الرحمة والمغفرة، وإن يرحهم في فردوس النعيم، بينما هي في عقيدة المطهر لا تزال مصرة على العقوبة والقصاص على أن العدل الإلهى لم يستوف حقه بعد، ومصرة على أن المغفرة لا تمنع العقوبة، حتى عند الموت...!!! والعقوبات الكنسية هي في الحياة الأرضية فقط هي عقوبات أرضية. لا يمكن أن يكون لها امتداد بعد الموت. والمفروض أن الكنيسة حينما تعطى عقوبة كنيسة، تحاليل الشخص منها في جنازة، حينما تصلي عليه " أوشيه الراقدين". وتوجد أمثلة كثيرة في القوانين الكنيسة، كانت الكنيسة فيها توقف العقوبة عند التعرض للموت، وتسمح للمعاقب أو المقطوع من شركة الكنيسة أن يتناول من الأسرار المقدسة، ومنها: (انقرا6) على الرغم من أن الذين ذبحوا للأوثان، كانت تحكم عليهم بسنوات حرمان من الكنيسة، إلا أن هذا القانون يقول: "على أنه في حين الخطر، أو توقع الموت لمرض أو لأي سبب، فليصر بشروط محددة". (انقرا 22) عن القائلين عمدًا: يسمح لهم بالشركة التامة في آخر حياتهم. (قيصرية الجديدة – 6) " إذا تزوجت امرأة بأخوين، فلتطرح خارجًا، أي من الشركة، حتى ساعة موتها، إذ يطبق عليها حينذاك فعل الرحمة، فتقبل مع التائبين، بشرط أن تتعهد إذا شفيت من مرضها أن تحل رباط الزيجة". (نيقية 13). وهو أول مجمع مسكوني، يضع قاعدة وهي: " إذا اشرف إنسان على الموت، فيجيب ألا يحرم من الزاد الأخير الذي لا غنى عنه" (وعلى الإجمال إذا أختصر شخص، وطلب أن يناول القربان، فليمنحه الأسقف سؤله بعد الفحص". (قرطاجنة: 7) ويسمى هذا المجمع مجمع افريقيا (سنة417م) – ويقرر: " إذا صار أحدهم في خطر الموت أثناء غياب الأسقف، وطلب مصالحته أمام المذبح الإلهى، فيجيب على القس أن يستشير الأسقف، ثم يصالح الرجل المريض حسب طلبه، موطدًا إياه بالنصائح الخلاصية". (باسليوس 73): القديس باسيليوس الكبير معروف بتشدده. ولكنه يقول: " من أنكر المسيح ثم أعترف بخطيئته وتاب، وبقي نائحًا مدة حياتهم، يناول الأسرار المقدسة ساعة موته " (غ. النيسى2): يقول القديس أغريغوريوس اسقف نيصص، وهو أخو القديس باسيليوس الكبير ما يشبه ذلك: "الذين يسقطون دون تهديد أو إكراه وينكرون المسيح... لا يجوز قبولها في الشركة إلا ساعة موتهم". وهكذا نرى من كل ما سبق لقوانين القرن الرابع وبداية الخامس: إن الكنيسة في أكثر عصورها تشددًا، وفي أبشع الخطايا: مثل إنكار المسيح، والذبح للأوثان، والقتل العمد، ما كانت تترك الخاطئ يترك العالم وعليه قصاصات. بل كانت تقبله في الشركة – إذا تعرض للموت – وتناوله من الأسرار المقدسة. أما ما يقال في عقيدة المطهر الكاثوليكية، من أن إنسانًا يموت وعليه قصاصات من الكنيسة، يوفيها بعد موته بعذابات مطهرية، فهذا أمر لم يعرفه مطلقًا تاريخ الآباء الأولين، وأيضًا لا تعرفة الرحمة. ولا يوجد له أي سند كتابي... كما أن هناك ملاحظة هامة نقولها، وهي: نظام العقوبات الكنسية كان مرتبطًا الخورس في الكنيسة الذي ألغى قبل إعلان عقيدة المطهر بقرون طويلة. كان الخاطئ المحكوم عليه من الكنيسة يقضى خارج الكنيسة، أو سنوات في خورس الباكين، أو في خورس الراكعين، أو في خورس التائبين. ثم ينتقل إلى خورس المؤمنين، فيحضر قداس الموعوظين وينصرف، أو يحضر قداس القديسين ولا يتناول. ثم يسمح له بشركة الكاملة والتناول من الأسرار المقدسة وهذا النطام أنتهى تمامًا حوالى القرن السادس تقريبًا... أيضًا لا يمكن القول بأنه لابد من عقوبة، حتى على الخطايا (العرضية): إن لم نأخذها على الأرض، فلابد أن نأخذها بعد الموت! هذا الكلام غير مقبول... لننتظر ماذا قال الكتاب المقدس، في العقوبات الكنسية أو العقوبات الأرضية، حتى بالنسبة إلى درجات صعبه من الخطيئة، كالانحراف في الإيمان والتعليم، والسلوك بلا ترتيب... قال: " إن كان أحد يأتيكم، ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه، يشترك في أعماله الشريرة" (2يو10: 11). "نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6). "تجنب مثل هؤلاء" (1تى6: 5) " ولا تخالطوا الزناة" (1تى5: 9). "لاتخالطوا ولا تؤكلوا مثل هذا" (1كو5: 11). " الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف" (1تى5: 20). فهل يمكن أن تحل عذابات المطهر، محل إحدى هذه العقوبات؟ إذا كان المطهر يعتمد على عقوبات كنيسة لم يوف حسابها. فلنبحث معًا ما هي هذه العقوبات؟ وهل هي متساوية مع المطهر، حتى يحل المطهر محلها؟ بعضها منع التناول، أو ممارسة بعض أيام صوم، أو نسك معينة، أو بعض مطانيات (سجدات)، أو عدم قبول تقدمات ذلك الخاطئ... فهل هذه العقوبات يحل محلها عذاب المطهر، لتوفي حسابها، وهل يكون هذا عدلًا...؟! |
||||
26 - 02 - 2014, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الصلاة على المنتقلين إننا نصلى من أجل الراقدين، الذين انتقلوا من عالمنا الحاضر. وكل الكنائس التقليدية، أرثوذكسية، وكاثوليكية، تصلى من أجلهم. ولكن الكاثوليك يأخذونها علينًا، كما لو كانت إثباتًا للمطهر. نحن نصلي لأجل الراقدين، عملًا بصلاة القديس بولس الرسول من أجل أنيسيفورس، وقوله عنه "لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1: 18). والمقصود بذلك اليوم هنا، هو يوم الدينونة. كما قال عنه نفسه " وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل. وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تى4: 8). ولم يكن القديس بولس يطلب راحة لأنيسيفورس في (المطهر)! وإنما (في ذلك اليوم)، يوم الدينونة الرهيب، حينما يقف أمام الديان العادل. هذه هي الرحمة الدائمة. ونحن نطلب للراقدين الراحة، فنقول يا رب نيحهم. والنياح كلمة سريانية بمعنى الراحة، تعودنا استخدامها. فما المقصود بمعنى الراحة هنا. نقصد راحة لنفوسهم في مكان الانتظار، لأن يوم الدينونة لم يأت موعده. أي أنهم لا يكونون في قلق أو في اضطراب، وهم في إنتظار يوم الدينونة نطلب أن يعطيهم الرب راحة نفسية، راحة لنفوسهم التي قد نتذكر خطاياها فتتعب، إنما حينما تتذاكر مراحم الله، تشعر براحة... والصلاة على الراقدين، ليس فيها أي ذكر للمطهر إطلاقًا. فنحن لا نطلب مطلقًا أن يريح الله تلك النفوس من عذاب المطهر، كأن يقصر مدته، أو أن يخفف حدته، أو أن يخرجهم منه، أو أن يعطيهم احتمالًا له...!! كلا فالصلاة على الراقدين لا تطلب شيئًا من هذا كله، لأننا لا نؤمن بشئ من هذا كله... إنما نطلب لهذه النفوس راحة في مكان الانتظار، مادامت الدينونة لم تأت بعد... هذا هو اعتقادنا، لا داعي لأن يقوم أحد بتأويل صلواتنا على غير المقصود منها. وأن ينسب إلينا ما لا نعتقد به. كأن يقول أحد الكُتّاب الكاثوليك -سامحه الله- إن طلب النجاة من العذابات الجهنمية " المقصود هنا بالعذابات الجهنمية -ما لا يخفى- هو العذابات المطهرية، التي لا فرق بينها وبين العذابات الجهنمية، إلا فيما عدا أن الأولى دائمة والثانية مؤقتة". نحن نقول في الصلاة على الراقدين "نيحهم في فردوس النعيم"، ولا نقول نيحهم في المطهر!! ونقول " في الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة " بينما المطهر هو موضع للحزن والكآبة والتنهد... ونقول أيضًا عن الراحة الأبدية " في أورشليم السمائية، في كورة الأحياء إلى الأبد"... أين سيرة المطهر في كل هذه الصلوات. عجيب أن هذا المؤلف يريد إثبات المطهر من كتب الصلوات للكنيسة القبطية الأرثوذكسية!! أبعد يا ابنى عن هذا المجال، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أدري بعقيدتها... سؤال آخر نحب أن نقدمه في الصلاة على الراقدين: أي عزاء تقدمه الكنيسة لأهل الميت في صلواتها في يوم وفاته؟! إن بولس الرسول لم يرفع فقط من أجل أنيسيفورس، إنما صلى أيضا من أجل بيت أنيسيفورس أن يعطيهم الرب رحمة (2تى1: 16). ونحن ما هو العزاء الذي نقدمه لأسرة المتوفي؟ هل نقول لهم إنه يتعذب حاليًا في المطهر. ولكن اطمئنوا، إننا نصلى أن مدته لا تطول، ونصلى أن عذابه يخف...؟! نعزيهم بصلوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن تلك النفس: أفتح لها يا رب باب الرحمة... اقبلها إليك... ولتحملها ملائكة النور إلى الحياة... ولتتكئ في أحضان آبائنا القديسين ابراهيم واسحق ويعقوب... ثم ما فائدة الصلاة على المنتقلين، إن كان الميت يتعذب؟! يتعذب أثناء الصلاة عليه لا تكون في لحظة وفاته، بل بعدها بساعات ويتعذب بعد الصلاة أيضًا، إذ تكون مدة عقوبته في المطهر مستمرة...! ما شعور أهل المتوفي بقيمة صلواتنا؟! وما شعور المتوفي نفسه وهو في المطهر؟! هل يعان وقتها لبضع دقائق، ثم يرجع إلى عذابه كما كان... والحكم هو الحكم... يستمر فيه حتى يتمم كل القصاص المفروض عليه!! إن كنيستنا القبطية تقرأ الحل على روح أثناء صلاتها. تحالـله من جميع الخطايا التي فعلها وهو في الجسد. وكأنها تقول للرب: هذه النفس خرجت من عندنا، وهي محا لله من جهة الكنيسة. لا نربطها في شيء وبقى أن نتركها في رحمتك يا فاحص القلوب والأفكار، ويا عارف الخفيات والأسرار... ولكننا مع ذلك نشفع فيها، إذ ليست جسدًا. وسكنت في هذا العالم، وأنت يا رب " تعرف ضعف ونقص البشرية " وأنه ليس إنسان بلا خطية، ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض..."... فلماذا لا تحنو الكنيسة الكاثوليكية مثلنا على روح الميت، وتحاللـه؟! لماذا تجعله يخرج من العالم وهو مربوط من جهة قصاصات لم يقم بوفائها...؟! لماذا تقول له نحاللك من وصمة الخطية، ولا نحاللك من عقوبتها...؟! لماذا تتمسك بالعقوبة إلى هذا الحد، الذي يحتاج إلى تطهير وتكفير؟! لماذا لا نثق بدم المسيح الذي " يقدر أن يطهر إلى التمام" (عب7: 25)، لماذا تثق بدم المسيح الذي " يطهرنا من كل خطية... ومن كل لإثم" (1يو1: 7، 9). ما الحاجة بعد إلى تطهير؟! ألم يقل الكتاب " كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (اش53: 6). وإن كانت الكنيسة قد أعطت حلًا في الصلاة على الراقدين، فإن فكرة المطهر تبطل مفعولة. وذلك أن الخاطئ بعد حل الكنيسة له، يذهب ليتعذب ويدفع الثمن! وكأن تحليل الكنيسة بلا قيمة...! كأنما أحد القضاة حكم بتبرئة منهم، أو برفض الدعوى أو حفظ القضية. ومع ذلك يقال لهذا المتهم: عليك أن تقضى عشر سنوات في السجن!! ما قيمة الحكم الذي حصل عليه إذن؟! هناك دليل آخر على أن الصلاة على الموتى لا علاقة لها بالمطهر ولا بإعانة النفوس التي فيه، وهي: إن الكنيسة تصلى على أرواح الجميع، حتى عن نفوس القديسين: فهي بالإضافة إلى صلاة الجناز، تصلى لأجل الجميع وتقول " أولئك الذين أخذت نفوسهم يا رب نيحهم في فردوس النعيم. وتصلى أيضًا عن أرواح القديسين، ثم تقول بعد ذلك " بركاتهم المقدسة فلتكن معنا آمين"... إنها شركة بين الذين أنتقلوا والذين على الأرض... ملاحظة أخرى نضيفها وهي أن الكنيسة لا تصلى لأجل الهالكين. وذلك عملًا بقول الرسول عن الخطية التي للموت (1يو5: 16). فان مات إنسان منتحرًا، ولم يكن فاقد العقل، لا نصلى عليه. وإن مات أحد أثناء ارتكابه جريمة، لا نصلى عليه. كذلك إن مات وهو في هرطقة أو بدعة أو ارتداد... أو إن مات وهو في خطية لم يتب عنها... |
||||
26 - 02 - 2014, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الدينونة العامة يعتقد أخوتنا الكاثوليك بدينونة خاصة بعد الموت مباشرة: وهي غير الدينونة العامة التي بعد قيامة الأجساد... فيرون أن الإنسان بعد موته مباشرة يقف أمام لينال الحكم: إما أن يكون شريرًا فيذهب مباشرة إلى جهنم، أو يكون بارًا فيذهب إلى المطهر، لتتطهر نفسه، ويكفر عن خطيته ويوفي ديونه... ولكننا نقول إنه: لم يذكر الكتاب سوي الدينونة العامة. وسنحاول أن نفحصها معًا لنرى على أي شيء تدل: يشرح الرب خير الدينونة فيقول: " ومتى جاء إبن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه [أي في مجيئه الثاني]، فحينئذ يجلس على كرسى مجده، ويجتمعه أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعى الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين معه: تعالوا إلى يا مباركي أبى، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأنى جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتمونى... فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب متى رأيناك جائعًا فاطعمناك؟ أو عطشانًا فسقيناك... فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى الصغار فبي فعلتم"... " ثم يقول للذين عن اليسار: اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى25: 41). · وعبارة " اذهبوا إلى النار المعدة لإبليس، معناها أنهم لم يكونوا قد ذهبوا إليها بعد". لأنه من غير المعقول أن يكونوا قد ذهبوا إلى هذه النار بعد الدينونة الخاصة، ثم يخرجهم الرب منها يوم القيامة ليختلطوا بالأبرار. ثم يفرزهم عنهم، ويوقفهم عن يساره، ويعود فيقول لهم " اذهبوا إلى النار... "؟! · نلاحظ أيضًا أنه بدأ يقول لهم حيثيات حكمة: "لأنى جعت فلم تطعمونى، عطشت فلم تسقونى. كنت غريبًا فلم تأو ونى.. إلخ " حينئذ يجيبونه هم أيضًا قائلين "يا رب متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا، ولم نخدمك؟ " فيجيبهم قائلًا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبى لم تفعلوا" (متى25: 42 – 45). هنا نرى لونًا من المحاكمة، وحوارًا وفرصة للدفاع عن النفس. ثم ينفذ الحكم بعد ذلك " فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية. (متى25: 46). ومعنى هذا أنه لم تكن محاكمة من قبل... بدليل أن الأبرار ما كانوا يعلمون، معنى حيثيات الحكم، بدليل أنهم سألوا الرب " متى يا رب رأيناك...؟ والرب بدأ هنا (بعد القيامة) يشرح لهم ذنوبهم، وما كانوا قبلًا يفهمون... فإذا كان المضي إلى العذاب الأبدي، وإلى الحياة الأبدية، يكون بعد القيامة والفرز والمحاكمة، فكيف يقال إنه بعد الموت مباشرة، في دينونة خاصة؟! 2 – وكون الدينونة تكون بعد القيامة واضح من قول الرب: " تأتى ساعة، فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29). إذن هنا قيامة عامة، ولا يذهبون إلى الحياة أو إلى الدينونة إلا بعدها... بعد أن تتحد الأرواح بالأجساد التي تخرج من القبور، ويقف الإنسان كله أمام الله... وهناك شاهد آخر على هذا وهو: 3 – يقول الرب " فإن ابن الإنسان سوف يأتى في مجده أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله" (متى16: 27). وعبارة " حينئذ يجازى " معناها أنه لم يجازهم من قبل، وإنما حينئذ، حينما يأتى في مجد أبيه مع ملائكته. 4 – هذه المجازاة في المجيء، هي جزء من قانون الإيمان النيقاوى: وهو قانون الإيمان تؤمن به جميع الكنائس، وفيه نقول عن المجئ الثاني للسيد المسيح: "يأتى في مجده ليدين الأحياء والأموات". 5 – نفس المعنى نراه في تفسير الرب لمثل الزوان، إذ يقول: " الحقل هو العالم، والزارع الجيد هو بنو الملكوت، والزوان هو بنو الشرير والحصاد هو إنقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة". " هذا يكون في إنقضاء العالم، يرسل أبن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. (متى13: 38 – 41).أي أن هذه الدينونة تكون عند إنقضاء العالم. والأشرار يطرحون في أتون النار في أنقضاء العالم، وليس بعد الموت مباشرة... وكلمة " يجمعون " معناها يأتون بهم من كل مكان... وماذا عن الأبرار؟ ينابع الرب شرحه فيقول: "حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. من له أذان للسمع فليسمع". وعبارة حينئذ، أي في ذلك الوقت، في إنقضاء العالم، في الدينونة العامة، وليس بعد الموت مباشرة... "ومن له أذنان للسمع فليسمع". وعبارة حينئذ، أي في ذلك الوقت، في إنقضاء العالم، في الدينونة العامة، وليس بعد الموت مباشرة... "ومن له أذنان للسمع فليسمع". 6 – يشبه هذا ما ورد في رسالة يهوذا الرسول: " وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلًا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه... ليصنع دينونة على الجميع... ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم... وعلى جميع الكلمات الصعبة... إلخ" (يه 14: 15). إذن هؤلاء لم يكونوا قد عوقبوا قبلًا، وإنما سيعاقبون حينما يأتى الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع... على هؤلاء الفجار وعلى غيرهم... 7 – ومن الآيات الواضحة في هذا المجال قول بولس الرسول: "لأنه لابد أننا جميعًا أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو5: 10). فلا يمكن أن تقف الروح وحدها، لكي تنال جزاء ما كان بالجسد، خيرًا كان أم شرًا. إذن لابد من الوقف أمام كرسى المسيح، بعد أن تتحد الروح بالجسد. وعبارة " أننا جميعًا، تعنى الدينونة العامة. وهنا نود أن نقول بعض ملاحظات عما يسمونه (الدينونة الخاصة): 8 – ما لزوم الدينونة العامة، بعد الدينونة الخاصة؟ إن كان الخاطئ – في الدينونة الخاصة – قد صفى حسابه، وأخذ عقابه أو ثوابه، فما لزوم الدينونة العامة بالنسبة إليه؟! مادام الإنسان قد وقف الله ونال دينونته، البار ذهب إلى السماء، والشرير ذهب إلى جهنم، وأنتهى الأمر... فما لزوم الدينونة العامة إذن؟ وما هدفها؟ وما قيمتها؟ وما تأثيرها على تلك النفوس؟... ولكن تكون لها قيمة، إن كانت هي الدينونة الوحيدة التي يتقرر فيها مصير الإنسان. 9 – ومن الآيات الواضحة في الدينونة، ما ورد في سفر الرؤيا: " ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع " [هذا عن نهاية العالم طبعًا] " ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله. وأنفتحت أسفار، وأنفتحت سفر آخر هو سفر الحياة. ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلم البحر الأموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيها. ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار... (رؤ20: 11 – 15) كيف توجد دينونة قبل أن يقف كل الأموات أمام الله، وقبل أن يسلم البحر والهاوية الأموات الذين فيهما؟! وقيل أن تفتح الأسفار وتكشف الأعمال؟ 10 – والقديس بولس الرسول يتكلم عن الدينونة في المجيء الثاني واستعلان ربنا يسوع المسيح، فيقول: "إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقًا، وأباكم الذين تتضايقون راحة معنا، عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله... الذين سيعاقبون بهلاك أبدي" (2تس1: 6 – 9). فكيف نقول إن الدينونة تكون بعد الموت مباشرة، على الرغم من كل هذه الآيات الصريحة؟! 11 – وأيضًا لا يتفق العقاب بعد الموت مباشرة، مع قول بولس الرسول"... ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تدخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة سيجازى كل واحد بحسب أعماله" (رو2: 5، 6). وهنا يتكلم عن المجازاة في يوم الغضب، يوم الدينونة. 12 – وأيضًا هذه الدينونة التي بعد الموت، ويكافأ فيها الأبرار، كما يعذب الأشرار، لا تتفق مع كلام الكتاب عن الأكاليل حيث يقول القديس بطرس الرسول للرعاة " صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة، تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط5: 3، 4). وكذلك قول الرسول عن إكليل البر الموهوب له. قال "وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تى4: 8). |
||||
26 - 02 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
قصة الغني ولعازر يستدل بعض أخوتنا الكاثوليك على الدينونة الخاصة من قصة الغنى ولعازر، وقول السيد المسيح إن لعازر كان يتعزى في حضن ابراهيم. وأن الغنى " رفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب... وقال " يا أبى ابراهيم أرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني، لأنى معذب في هذا اللهيب" (لو16: 24)... ونحن نناقش معًا هذه القصة: 1 – يجمع الكثير من المفسرين على أنها قصة رمزية: قالها السيد المسيح ليحض الأغنياء على عدم التمتع في الأرض، وترك الفقراء والمساكين محتاجين. وإلا فإن المسكين سيتعزى في السماء، بينما يتعذب الغنى الشحيح. 2 – ومن الدلالة على ذلك حاجة الغنى إلى قطرة ماء ليبرد لسانه في ذلك اللهيب. فالمفروض أن جسد الغنى كان في القبر وروحه هي التي كانت في الهاوية. والروح غير مادية، ولا يمكن أن يصلح لنا أن يبل لعازر طرف إصبعه بماء لكي يبردها في ذلك اللهيب!! ثم ما معنى كلمة "يبرد لسانى" حيث لا يوجد له جسد، ولا لسان؟! لعل هذه النار، هي عذابه النفسي، إذ شعر بالضياع والهلاك، بلا رجاء... بدليل أنه طلب من أجل أهله، حتى لا يتعذبون هم أيضًا، ولم يطلب من أجل نفسه، وبخاصة بعد أن أعلن له أبونا ابراهيم قائلًا كل ذلك بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى أن الذين يريدون العبور من هنا إليك لا يقدرون، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو16: 26). أو لعل النار التي قال النبي إنه عذب بلهيبها هي نار الندم أو الخوف، إذ لا توجد أمامه فرصة لتغير وضعه. أما الهوة المثبتة فهي هوة اليأس... إذ هو شاعر أنه لا رجاء له. أما أبونا ابراهيم فله رجاء في الخلاص. ولذلك تنطبق عليه عبارة "فرحين في الرجاء" (رو12: 12)... وهنا لعلنا نسأل عن المعنى الرمزي أيضًا لقول الغنى " لأن لي أخوة خمسة" (لو16: 28). 3 – الرقم خمسة كما يقول القديس اوغسطينوس يرمز للبشر. فالخمس العذاري الحكيمات يرمزن إلى كل البشر الخطاة. ورقم خمسة يتميز به الإنسان في حواسه الخمسة، وفي أطرافه (أصابع يديه وقدميه)... فكأن الغنى الهالك، يتكلم عن البشر الهالكين، أو كل أقاربه وأحبائه حتى لا يهلكوا هم أيضًا... 4 – الغنى في هذا المثل يرمز إلى الهالكين الذين لا رجاء لهم. فلا علاقة له إذن بالمطهر، حسب المعتقد الكاثوليكي. ولكن عذابه لم يحن موعده. فالألم من خوف العقوبة الأبدية شيء، ومكابدة هذه العقوبة الأبدية شيء آخر. هو في مكان انتظار سيخرج منه في يوم الدينونة الرهيب إلى العذاب الأبدي، إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. فما هو فيه ليس هو الدينونة، إنما الخوف من الدينونة. 5 – حينما ذكر السيد المسيح هذا المثل، لم يكن الخلاص قد تم، ولم يكن أبونا ابراهيم قد دخل الفردوس بعد. كان من الراقدين في الهاوية على رجاء... وظل هكذا إلى أن تم صليب المسيح، "ونزل إلى أقسام الأرض السفلى، وسبي سبيًا وأعطي الناس عطايا" (أف4: 8، 9). ونقل هذه النفوس إلى الفردوس... ومنهم أبونا ابراهيم ولعازر المسكين. فكل الآباء قبل الصب كانوا منتظرين في الهاوية، كما قال الرسول " في الإيمان مات هؤلاء أجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، لكنهم نظروها من بعيد وصدقوها وحيوها..." (عب11: 13)... وكانوا منتظرين خلاص الرب. وفي ذلك الوقت لم يكن ابراهيم في النعيم الأبدي. وقد أنتقل بعد الصليب إلى الفردوس... على أن الفردوس أيضًا، هو مكان أنتظار، سينتقل منه أبونا ابراهيم إلى النعيم الأبدي، إلى أورشليم السمائية. أما الآن فإن " كل الخليقة تئن وتتمخض معًا " حتى الرسل الذين لهم باكورة الروح (رو8: 21 – 23). "منتظرين التبنى فداء أجسادهم"، هذا الذي يتوقعونه بالصبر (رو8: 25). هؤلاء الأبرار هم محرسون بإيمان... " لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" (1بط1: 5). حينما نقام في مجده، وفي قوة، ويلبس هذا الفاسد عدم فساد (1كو15: 43 – 49). 6 – على أن هذه القصة – من ناحية أخري – تدل على 3 أمور هامة: أ – أن هناك مكانين فقط: أحدهما للعزاء، والآخر للعذاب، ولا ثالث لهما. ب – أنه لا يمكن أن ينتقل الإنسان بعد الحساب من مكان إلى آخر حسب قول أبينا ابراهيم (لو16: 26). ج – أنه لا شفاعة ترجي بعد صدور الحكم الإلهى. وكل هذه الأمور الثلاثة ضد المطهر... القصة إذن رمزية، ولا تدل على دينونة خاصة. 7 – أما إذا كان الإنسان بعد الموت " أعمله تتعبه" (رؤ14: 13) ويبدأ أن يحس بأنه ضائع، غذ تقف خطاياه إمامه تزعجه... أو يحس براحة في الضمير وثقة. فهذا إحساس للنفس، وليس دينونة... كتلميذ يخرج من أداء الامتحان، وهو فرح واثق بنجاحه، إذ قد أجاب حسنًا. وتلميذ آخر يخرج وهو يبكى، متأكدًا من رسوبه. ومع ذلك يبقى الاثنان في أنتظار النتيجة. ولا يعتبر أحد منهما أنه نجح أو رسب، إلا بعد إعلان النتيجة. ونحن نصلى لأجل الذين أنتقلوا من عالمنا، لأن النتيجة لم تعلن بعد. وهم لا يزالون في الإنتظار... ونحن نصلى لأجل الذين أنتقلوا من عالمنا، لأن النتيجة لم تعلن بعد. وهم لا يزالون في مكان الإنتظار... |
||||
|