وده الموضوع التانى عن
القديس الأنبا مقار الكبير
* نشأته
ولد عام 300 م فى قرية شبشير( قرب رشيد ) من اب يدعى ابراهيم و كان كاهنا وام اسمها سارة ،وكانا صالحين بارين، ولم يكن لهما ولد. فحدث في إحدى الليالي أن أبصرابوه شخصًا من قِبَل الرب يقول له أن الرب سيرزقه ولدًا يكون ذكره شائعًا في أقطار الأرض ويُرزَق أبناء روحانيين. وبعد زمن رُزِق ولدًا فسماه مقار أي الطوباوي، وكان مطيعًا لوالديه وقد حلت عليه نعمة الله منذ صغره.
وبدت النعمة على الشاب مقار، فكانوا يلقبونه باسم ”الشاب الحكيم“. وكان جميلاً حسناً في بهاه, وكان وجهه ممتلئاً نعمة، ومن فرط حب كهنة القرية له أخذوه إلى ألاسقف ورسموه شماس ” أغنسطس “. وكان حافظاً مخافة الله بالطهارة وتلاوة الكتب المقدسة في الكنيسة، وكان يفهم بقلبه الذي يقرأه، فألزمه كهنة الكنيسة أن يكون خادماً للكنيسة أي ثبَّتوه شماساً عليها.
ولما كملت قامته زوجه والده بغير إرادته فتظاهر بالمرض أيامًا، ثم استسمح أباه أن يمضي إلى البرية لتبديل الهواء فسمح له. فمضى وصلى إلى الرب يسوع أن يساعده على عمل ما يرضيه، فلما صار في البرية أبصر رؤيا كأن كاروبًا (ملاك) ذا ستة أجنحة قد أمسك بيده وأصعده على رأس الجبل وأراه كل البرية شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا، وقال له: "يقول لك الله أنه منحك أنت وأولادك هذا الجبل كله لتكرس كل وقتك للعبادة. اسهر وتذكر ما أقوله لك: إن سلكت بكمال أظهر لك وأعلن لك كلمات الله?" وقد قيل أن الملاك صحبه كل حياته تقريبًا. لما عاد من البرية وجد زوجته قد ماتت وهي بعد عذراء، فشكر السيد المسيح كثيرًا. وبعد ذلك مات أبواه فوزع كل ما خلَّفاه له على المساكين، ورأى أهل منوف طهره وعفافه فأخذوه إلى أسقف أشمون فرسمه قسًا عليهم، وبنوا له موضعًا خارج البلد وكانوا يأتون إليه ويتقربون منه، وعينوا له خادمًا ليبيع له شغل يديه وقضاء ما يحتاج إليه.
- * في الإسقيط (قرب دير البراموس حاليا ):
- لما رأى الشيطان تعاليمه في الفضيلة جلب عليه تجربة شديدة، وذلك أنه أوعز إلى فتاة كانت قد ارتكبت شرًا مع شاب بأن تدَّعي بأن القديس مقاريوس هو الذي أتى معها هذا الشر. فلما علم أهلها بذلك أهانوه وضربوه ضربًا موجعًا فتحمله وهو صامت. ولما بدت عليها علامات الولادة تعثرت لتلد بعد أربعة أيام معذبة ولم تلد حتى اعترفت بكذبها على القديس، وذكرت اسم الشاب الذي أغواها. فلما رأى ذلك أهل الفتاة توجهوا إليه يستغفرونه عما حصل منهم له ، وكان له من العمر وقتئذ 30 عامًا، وإذ فكر ألا يعود إلى قلايته ظهر له ملاك الرب وسار معه يومين حتى وصلا إلى وادي النطرون، ثم قال له القديس: "حدد لي يا سيدي مكانًا أسكن فيه"، فأجابه: "لا لئلا تخرج منه فيما بعد فتكون مخالفًا لقول الرب، بل البرية كلها لك فأي موضع أردت أسكن فيه". فسكن في البرية الداخلية حيث الموضع الذي فيه دير - معروف الآن بدير البراموس - لما ذهب لزيارة القديس أنطونيوس ألبسه الإسكيم المقدس وعاد إلى مكانه. ولما تكاثرت عنده الرهبان بنى لهم كنيسة وذاع صيته بين الناس لكثرة العجائب التي كان يعملها. وظهر له ملاك الرب وأتى به إلى رأس الجبل عند البحيرة الغربية المالحة الماء وأعلمه أن يتخذ له هذا المكان مسكنًا، وبنى له قلاية وكنيسة لأن شعبًا كثيرًا سيجئ إليه.
* تأسيس دير البراموس :
وكان القديس مقار في ذلك الوقت قد ناهز الأربعين عاماً من عمره فتكون بداية توحده في شيهيت حوالي عام 340م. إن القديس أنبا مقار مكث في هذا المكان ما يقرب من عشرين سنة حتى اكتمل دير البراموس وكثر بالمتوحدين الذين كانوا يعيشون في مغارات حول الكنيسة الرئيسية، إذ لم يكن هناك أسوار بعد.
* حبه للوحدة:
أكد القديس مقاريوس أن برية الاسقيط تفقد قيمتها الرهبانية عندما تدخل إليها المدنية. حتى في البرية إعتاد القديس مقاريوس أن يهرب من ازدحام الشعب. ويخبرنا احد تلاميذه الرهبان : أنه حفر سردابًا تحت الأرض يمتد من قلايته إلي حوالي نصف ميل وينتهي بمغارة صغيرة. فإذا ما جاءت إليه جموع كثيرة يترك قلايته سرًا إلي المغارة فلا يجده أحد. وقيل عنه ايضا " أنه اعتاد أن يتلو 24 صلاة في طريقه إلى المغارة و24 صلاة في العودة " . اكتشف القديس مقاريوس أن الفهم الحقيقي للتوحد ليس هو مجرد العزلة عن البشر، بل هو الرغبة الصادقة للاتحاد مع الله محب البشر. المتوحد الحقيقي يهرب بالجسد عن البشر لكنه عمليًا يحب كل إنسان. كان روح الحب والحنو يسود بين رهبانه كانعكاس لحب القديس لهم. وقد روي احد رهبانه قصة عنقود العنب الذي قُدم للقديس فقدمها بدوره لراهبٍ مريضٍ، وعبر هذا العنقود من راهبٍ إلى آخر في كل القلالي دون أن يمسه أحد منهم ليقدمه للغير.
* فضائله :
أهم صفات القديس مقاريوس التي بدت عليه منذ شبابه ”الحكمة“. فكان أصدقاؤه ومحبوه يدعونه باسم ”الشاب الشيخ“ أو ”الصغير صاحب حكمة الشيوخ“.
* مواهبه:
* تشير " أقوال الآباء" إلى صراعه ضد الشياطين. كما روى تلاميذه عن إقامته ميتًا لكي يهدي هرطوقيًا لا يؤمن بقيامة الأجساد. ونال موهبة صنع المعجزا
* نياحته :
وتقدَّم أنبا مقار في الأيام، وشاخ جداً، حتى بلغ سنه تسعين سنة. وفي المخطوطة القبطية يقول سيرابيون إنه عاش سبعة وتسعين سنة(397 م) .