11 - 02 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
محاولة تبرير النفس كل منهما حاول أن يبرر نفسه. حاول أن يوجد لنفسه عذرًا يغطى به خطيته، أو يقلل من الجرم الذي وقع فيه. ولم يقبل الله شيئًا من تبريراتهما وأعذارهما، لأن الخطية واضحة. أمام الله يستد كل فم. وإن تكلم الإنسان، فإنما ليعترف ويدين نفسه ويطلب الرحمة، وليس غير. أما محاولة تبرير النفس، فهي نوع من المكابرة والكبرياء. وفي تبرير كل من آدم وحواء لنفسه، وقع في خطية أخرى وهى إلقاء التبعة على الآخرين. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
إلقاء التبعة على الآخرين حواء، تلقى التبعة على الحية فتقول "الحية أغرتني فأكلت". وآدم يلقى التبعة على حواء "المرأة أعطتني فأكلت".. ولا يلقى أحد منهما بالتبعة على نفسه! ولم يكن إلقاء التبعة على الآخرين عذراء مقبولًا: فآدم كان يستطيع أن يرفض الأكل، ولا يسمع لحواء، بل كان يستطيع أن يوبخها، بل أكثر من هذا كان يمكنه أن ينصحها ويمنعها قبل الوقوع في الخطية. أما أن تقدم له من الثمرة فيأكل دون تفكير، دون امتناع، ودون تذكر للوصية دون تذكر للعقوبة، فهذا أمر لا يقبله أحد. وحواء بالمثل، كانت تستطيع أن ترفض إغراء الحية.. وحينما ألقى آدم بالتبعة على حواء، إنما وقع ضمنًا في خطية أخرى، تخدش المحبة التي بينهما. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
خطية ضد محبة القريب كما كسر آدم محبته لله، كسر أيضًا محبته للقريب. والقريب الوحيد هنا كان حواء. اتهمها أمام الله، وحملها تبعة سقوطه في الخطية. وهكذا ألقى أول بذرة للخلافات الزوجية. ونشكر الله أن حواء لم ترد على آدم، ولم تدخل معه في مناقشة، بل لزمت الصمت، ومرَّت المشكلة من جهتها بسلام. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الاختفاء وراء امرأة ما كان يليق بأبينا آدم – الرجل الأول في البشرية أن يختفي وراء امرأة لكي ينجو! يقدمها للاتهام، ويحملها المسئولية، لكي يتبرر هو! الأمر المثالي، أن يتحمل أخطاءها، وينسبها لنفسه، كمسئول، وينجيها من العقوبة، ويتصدر الموقف ويتركها تختفي وراءه. ويحمل خطاياها، كما حمل المسيح خطايا عروسه الكنيسة.. لكن آدم فعل العكس. لا أريد أن أعلق على الموقف بأكثر من هذا.. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
عدم اللياقة في الحديث وفى دفاع آدم عن نفسه بإلقاء التبعة على المرأة، فقد اللياقة اللازمة في التحدث مع الله نفسه..! فلم يكتف بقولة " المرأة أعطتني فأكلت " وإنما قال لله: "المرأة التي جعلتها معي، هي أعطتني". كأنه بهذا يشرك الله في المسئولية، أو يجعل الله صاحب السبب في سقوطه، أنه أعطاه المرأة التي أعطته الثمرة..! وكان تعبيرًا غير لائق من جهة آداب الحديث مع الله. ولم يرد الله عليه. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
سقطات أبوانا الأولان من هذه السقطات التي وقع فيها أبوانا الأولان نستنتج: * أن الخطايا ليست عواقر، وإنها تلد خطايا أخرى.. ويكفى أن يجر الإنسان أول الخيط، لكي ينساب كله، ويجد أن خطية تقوده إلى أخرى.. إلى غير انتهاء.. * كذلك نستنتج أنه يلزمنا التدقيق في محاسبتنا لأنفسنا وفي اعترافاتنا.. فربما نظن أننا اقترفنا شيئًا بسيطًا، بينما هذا الشيء يحوى العديد من الخطايا، التي ربما تخفى عن معرفتنا، ولكننا بقليل من التحليل ندركها.. وها قد رأينا كيف سقط أبوانا آدم وحواء، وكيف بدأ الفساد ينخر في الطبيعة البشرية على مدى العصور، حتى أتلفها تمامًا. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
اللعنة * اللعنة لم تصب آدم وحواء لسببين: أولا: لأن الله كان قد باركهما قبلًا (تك 1: 8) وهبات الله بلا ندامة (رو 11: 9)، ولا يرجع فيها مهما حدث. إنها لا تتوقف على أمانتنا، بقدر ما تتوقف على جوده هو وكرمه.. ثانيا: أنه لو لعن آدم وحواء، لكانت اللعنة قد أصابت الجنس البشرى كله، الموجود في صلبهما، كما لعن فيما بعد كنعان فلعن كل نسله ولا يمكن أن يلعن الجنس البشرى كله، ومنه سيأتي أنبياء وأبرار يباركهم الرب ويكونون بركة.. بل من نسل آدم سيأتي السيد المسيح -حسب الجسد- الذي سيسحق رأس الحية، وبه " تتبارك فيه جميع قبائل الأرض" (تك 22: 18). * ولكن اللعنة أصابت الحية التي أغرت حواء بأكل الثمرة. كذلك أصابت اللعنة الأرض التي تخرج ثمرًا للأكل : 1-فقال الله للحية " ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين، وترابًا تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. وهو يسحق رأسك، ونلاحظ أن لعنة الحية، كانت تحمل عقوبة ضمنية للإنسان. أصبحت هناك عداوة بينه وبين الحية، ولم توجد من قبل أية عداوة بينه وبين أحد من خليقة كلها. كما أن سلطانه على الحيوان قد اهتز، فصارت الحية تستطيع أن تسحق عقبه، وتؤذيه! وهو الذي كان ملكًا مسلطًا على كل أنواع الخليقة. وهكذا ضاع جزء من هيبته ومن سلطته.. على أن سلطان الحية قد اهتز عندما أعطانا السيد المسيح سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو. وانتهى حينما سحق المسيح رأس الحية.. وعبارة "وترابًا تأكلين كل أيام حياتك " فيها تعريض بالإنسان الذي قال له الرب في نفس المناسبة " أنت تراب وإلى التراب تعود" (تك 4: 19) الإنسان البار، هو صورة الله ومثاله، أما الإنسان الخاطئ فهو تراب. وكتراب يصير طعامًا للحية، أنها تأكل ترابًا كل أيام حياتها.. هذا هو المعنى الرمزي كما تأمله القديس أوغسطينوس.. وفى داخل هذه العقوبة التي أوقعها الله على الحية، وضمنًا على الإنسان، كان يوجد الوعد بالخلاص. وعد بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. وهذه كانت أول نبوءة عن مجيء السيد المسيح لخلاصنا ويظهر لنا هذا الوعد حنو الله على الخطاة، ويزيده عمقًا أنه وعد بالخلاص، وعد به الله فيما هو يعاقب ويقتص من الخطية. حقًا إن عدله مملوء رحمة، وأنه رحيم في عدله، وصفاته لا تنفصل عن بعضها البعض.. إن الله لم يلعن الإنسان، ولكنه لعن الحية التي أغوت الإنسان، كانت في لعنتها، عقوبة ضمنية للإنسان. كذلك لعن الله الأرض التي يعيش عليها الإنسان. * وفي اللعنة التي أصابت الأرض، كانت توجد أيضًا عقوبة ضمنية موقعة على الإنسان نفسه: كانت لعنة الأرض ضمن العقوبة التي أوقعها الله على الإنسان، إذ قال له "ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تنبت لك، حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها.." (تك 3: 17-19). بهذه اللعنة بدأت الأرض تتمرد على الإنسان، كما أصبحت الحيوانات تتمرد عليه، ممثله في الحية، هكذا فقد الإنسان هيبته، فيما كانت تعده الحية بالإلوهية!! أول تمرد للأرض، يكمن في عبارة "بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك". الأرض المباركة، لا يتعب فيها الإنسان. أما الأرض الملعونة فتتعبه. كان آدم قبل الخطية يعمل في الجنة، ولكنه كان عملًا مريحًا، ولم يذكر الكتاب مطلقًا إنه كان يتعب في عمله، أو أنه كان يتعب ليحصل من الأرض على أكله هذه اللعنة نجدها واضحة في قول الرب لقايين، أول إنسان لعنة الله " متى عملت الأرض، لا تعود تعطيك قوتها " (تك 4: 12). وتمرد الأرض يظهر أيضًا في عبارة "شوكًا وحسكًا تنبت لك".. لأول مرة نسمع عن الشوك والحسك، إذ لم يرد لهما ذكر من قبل في نباتات الأرض وحينما نظر الله إلى كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا: إن الأرض العطشانة، والمحرومة من بركة الله وخيره، يمكن أن تنتج شوكًا وحسكًا وهى تحرم من بركة الله وخيره، بسبب خطية الإنسان. لذلك قال له الله " ملعونة الأرض بسببك " إن الإنسان البار، به تتبارك الأرض، والإنسان الخاطئ بسببه تُلْعَن الأرض، كما ورد في سفر التثنية (تث 28). يقول الرب لمن يحفظ وصاياه "مباركًا تكون في المدينة ومباركًا تكون في الحقل. ومباركة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك.." (تث 28: 3، 4). وبعكس ذلك يقول الرب لمن لا يحفظ وصاياه " ملعونًا تكون في المدينة، وملعونًا تكون في الحقل.. ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك" (تث 28: 16، 18). لما لعنت الأرض، قل خيرها، وأصبحت تنتج شوكًا وحسكًا. وجاء المسيح الذي حمل خطايانا على الصليب، فحمل أيضًا على جبينه الشوك والحسك اللذين أنتجتهما خطية الإنسان . قلنا إنه كانت من نتائج الخطية اللعنة. |
||||
11 - 02 - 2014, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الموت "يوم تأكل منها موتًا تموت " (تك 2: 17). كان الموت هو العقوبة الأساسية للخطية. والكل قد خضع له، مات آدم وحواء، ومات كل نسلهما، وسيموت النسل الذي يولد فيما بعد. ويظل الموت إلى أن ينتهي هذا العالم. ويقول الكتاب إن "آخر عدو يبطل هو الموت" (1كو 15: 26). يحدث هذا في نهاية العالم، حينما تتغير طبيعتنا في القيامة العامة ونلبس الحياة، أو كما يقول الرسول " هذا المائت يلبس عدم موت" (1كو 15: 53). عندئذ فقط نقول له " أين شوكتك يا موت؟!".. أما قبل هذه القيامة، فتظل شوكة الموت في أجسادنا جميعًا.. نتيجة لخطيئة آدم وحواء.. * ولكن لم يكن ممكنًا أن يموت أبوانا في التو واللحظة.. وإلا تكون البشرية كلها قد انتهت وزالت، ويكون الشيطان قد أنتصر في المعركة انتصارًا ساحقًا، ولا يكون هناك خلاص، الخلاص الذي أعده الرب لآدم وبنيه.. لذلك تأجل هذا الموت إلى حين، ريثما تلد حواء بنين وتربيهم. لأنه فيما بعد سيأتي من نسل المرأة من يسحق رأس الحية، ويطلب ويخلص ما قد هلك. * ومع تأجيل هذا الموت الجسدي، كانت هناك أنواع أخرى من الموت، تم بعضها في التو واللحظة هناك الموت الروحي، وكما قال القديس أوغسطينوس [موت الجسد هو انفصال الروح عن الجسد. أما موت الروح، يفهو انفصال الروح عن الله].. ولهذا أعتبر الكتاب أن الخطية موت، فقال الأب عن ابنه الضال "ابني كان ميتًا فعاش" (لو 15: 24) . وقال الرب لملاك كنيسة ساردس " إن لك اسمًا إنك حي، وأنت ميت" (رؤ3: 1) . فالخطية موت روحي، لأنها تفصل الإنسان عن الله، لأنه لا شركة للظلمة مع النور.. * وآدم وحواء قد ماتا هذا الموت الروحي يوم أكلا من الشجرة، وماتا أيضًا موتًا آخر أدبيًا: في هذا الموت الأدبي، ضاعت كرامة هذا الإنسان الأول، وفقد الحالة الفائقة للطبيعة التي خلق عليها كما سنشرح في النقاط المقبلة.. وأكبر تعبير على هذا الموت الأدبي، أن الله طرده من الجنة. وعبارة " طرد" تعنى كثيرًا من جهة الموتين الأدبي والروحي. على أنه من جهة هذين الموتين، ظل الله يعمل عملية إقامة من الأموات بالنسبة إلى آدم وبنيه، لكي يرجعهم إلى رتبهم الأولى، ولكي تتم مصالحة بينهم وبين الله. ولكن الأمر كان يتوقف على مدى الاستجابة الفردية لعمل النعمة في كل إنسان على حدة.. * بقى الموت الأبدي، وهو أخطر ما في حكم الموت: وهو الذي خلصنا منه المسيح بالفداء، حين مات عنا. ولكن آدم وحواء وبنيهما جميعًا، ظلوا تحت حكم الموت في كل العصور السابقة للفداء. وكان كل الذين يموتون، يذهبون إلى الجحيم. والمؤمنون منهم، الراقدون على الرجاء، يرتلون مع داود " أنك لا تترك نفسي في الجحيم، ولا تدع قدوسك يرى فسادًا" (مز 15: 10) ولأن الخطية حرمت الإنسان من الحياة، وأوقعته في الموت، لذلك رأينا أمرًا خطيرًا قد صدر من الله "وأقام شرقي جنة عدن الكاروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (تك 3: 24) |
||||
11 - 02 - 2014, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
فقدان الصورة الإلهية في حالة البر الأولى، كان آدم على صورة الله، ومثاله، كما قال الله "نخلق إنساننا كشبهنا". أما في حالة السقوط، فقد فقد الإنسان هذه الصورة الإلهية. وفساد الطبيعة البشرية، الذي سنتحدث عنه في النقاط التالية، لم يعد يتفق مع الصورة الإلهية التي كانت له يوم خلق. ولهذا نجد الله يخاطبه بطريقة أخرى تتفق وصورته في الخطية، فيقول له "لأنك تراب، وإلى التراب تعود" كان صورة الله، فأصبح ترابًا. ننتقل إذن إلى النقطة الرابعة من نتائج الخطية |
||||
11 - 02 - 2014, 03:31 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
فساد الطبيعة البشرية فقدت الطبيعة البشرية نقاوتها الأولى، وبساطتها الأولى، وعرفت الخطيئة، واختبرتها، ودخلت في ثنائية معرفة الخير والشر، وفي الصراع بين الجسد والروح، وهبطت إلى المستوى الجسدي أحيانًا كثيرة. أصبح من السهل أن نخطئ.. وقد رأينا فيما بعد، كيف انهارت هذه الطبيعة البشرية، وانحدرت إلى مستويات مؤسفة، وتوارثت ألوانا من الفساد، إلى أن وصلت إلى محبة الخطية، وإلى العبودية لها، وإلى إنكار الله، الجهل به. وفقد آدم وحواء هيبتهما، سلطتهما على الطبيعة، وعلى الحيوان، فتمردت عليهما الأرض، وصارت تنبت لهما شوكًاوحسكًا، وتمرد عليهما الحيوان، وقامت عداوة معه.. وظهر فساد الطبيعة البشرية أيضًا في انحلالها، في تعب الجسد وتعب النفس، وستبقى في هذا الفساد إلى يوم القيامة حين "يلبس الفاسد عدم فساد" (1كو 15: 54) |
||||
|