![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لا تستسلم لليأس فالإنسان حينما ييأس، تتحطم روحه المعنوية، ويفقد ثقته بنفسه، وثقته بالله، وثقته بإمكانية الحياة الروحية، ويستسلم للسقوط... وهذا هو عين ما يريده الشيطان. لكيلا تقاومه فريسته، فتهلك. وكأنه يقول لهذا الإنسان اليائس المستسلم له: إنك لن تفلت من يدي. أنت ذاهب إلى جهنم لا محالة. فلا فائدة. ولذلك نصيحتي لك أن تتمتع بالدنيا بضعة أيام، بدلًا من أن تخسرها دنيا وآخره...! يقنعه الشيطان بصعوبة الحياة الروحية، وبأنه ضعيف وطبيعته فاسدة! كما يقنعه بأنه لن يفلت من يد، ولا من العدل الإله... ![]() St-Takla.org Image: Despair, painting by Edvard Munch, 1893-4, Oil on canvas, 92 x 72.5 cm, Munch Museum, Oslo صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة اليأس، الفنان إدفارد مونش سنة 1893-4، زيت على قماس بمقاس 92×72.5 سم، محفوظة في متحف مونش، أوزلو هذه هي أكبر أسلحة الشيطان في حرب اليأس. والرد على كل ذلك بسيط. وهو أننا لا نحارب بإرادتنا الطبيعية، لأن الحرب للرب (1صم 17: 47)، وهو الذي يقودنا في موكب نصرته (2كو2: 14). وإن كنا نحن لا نستطيع، بسبب ضعفنا وفسادنا وصعوبة الطريق، فإننا نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا (فى4: 13). يسندنا عمل النعمة، وقوة الروح القدس العامل فينا، وملائكة مرسلون لمعونتنا (عب 1: 14). وتسندنا شفاعة القديسين فينا... أما الشيطان فلا سلطان له علينا، ولا نعبأ بتهديده، وما أجمل قول الرسول "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 7). أما العدل الإلهي فقد وفاه الرب على الصليب، وقد قدم لنا في حبه خلاصًا هذا مقداره (عب 2: 3). ونحن "إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم" (1 يو1: 9). ويغسلنا فنبيض أكثر من الثلج (مز 50). وهو الذي قال لنا "إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيض كالثلج..." (إش 1: 18). إن حرب الشيطان هي اليأس، بالطرق التي رددنا عليها. أما الكتاب فإنه يشجعنا. ويجعل الرجاء من الفضائل الكبرى (1كو13: 13). وكثيرة وعود الله لنا وللكنيسة: إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16: 18). وإننا "بقوة الله محروسون" (1بط 1: 5) وأنه قد نقشنا على كفه (إش 49: 16). والكتاب يقول |ن "الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة.." (2تى 1: 7). ولذلك نصحنا الرسول أكثر من مرة بأننا "لا نفشل" (2كو 4: 16، 1، غل 6: 9). إن كنت ماشيا في الطريق الروحي، ووقعت، لا تظن أنك لا تعرف المشي، وتيأس! بل قم وأكمل المسير.. إن الشيطان يحسد خطواتك ويريد أن يعرقلها. فلا تدفعك عراقيله إلى اليأس. بل على العكس، قم بقوة أكثر. وأعرف أنه لولا نجاحك في العمل الروحي، ما كان الشيطان يحاربك! حقًا، لماذا يتعب الشيطان نفسه في محاربة الساقطين؟! إنه يتصدى بالحري للقائمين، وللذين يخاف جهادهم ضده. استمع إذن إلى قول الرسول "كونوا راسخين غير متزعزعين" (1كو 15: 58). كن قوى القلب بالله، ولا تيأس.. لا تيأس مهما كانت حروب الشيطان قوية. ولا تيأس مهما سقطت، مهما نسيت الوصية، ومهما فشل التدريب،لا تيأس إذا كانت البداءة بدأت بها بداءة ضعيفة، أبداءة ساقطة، أو بداءة ضائعة. قل لنفسك: كل هذه مجرد حروب، وأنا سأثبت في الله. سأسير نحو الله، وإن كنت أجر رجلي جرًا إليه.. مهما سقطت مائة مرة في الطريق، سأقوم وأكمل طريقي.. ولن أقبل اليأس مطلقًا. إنه من عمل الشيطان. ننتقل إلى حيلة أخرى من حيل الشيطان وهي أن: |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الشيطان يغير خططه
إن الشيطان لا يصر على خط معين في محاربته للإنسان. إنما ما أسهل أن أن يغير خطه وخططه، إن كان ذلك يوصله إلى إسقاط مَنْ يريد. وسنضرب لذلك بعض أمثلة: 1- شاب كان يحاربه الشيطان بالزنا حربًا عنيفة ويتعبه فيها ويسقطه أحيانًا. فبدأ هذا الشاب في حياة توبة، وأصبح يحترس من هذه الخطية بالذات احتراسًا شديدًا: يبعد عن كل أسبابها. ويسد كل الأبواب التي تأتى منها الخطية، سواء كانت من القراءات أو السماعات أو اللقاءات. وفي نفس الوقت يقوى نفسه من الداخل بكل الوسائط الروحية، ويصلى إلى الله بدموع لكي ينقذه. فماذا يفعل الشيطان إزاء هذا الحرص الشديد من خطية الزنا؟ يقول: أتركه الآن، لا أحاربه بهذه الخطية فترة طويلة، حتى يظن أنه انتصر عليها تمامًا، فلا يحترس من جهتها. ولنحارب حاليًا بخطية أخرى.. ![]() يري المسكين أنه نجا من الزنا، فيفرح. ويغريه الشيطان بمستوي عال في الصوم، في القراءة، ثم في الخدمة، وفيما هو مستريح الفكر من الخطية، ومستريح في منهجه الروحي، يدعوه الشيطان إلى تطبيق هذا المستوي على غيره. ويريه أنهم مقصرون، وأنه فاقهم بمراحل، فيوقعه في الكبرياء. ويدعوه إلى توبيخهم وتبكتهم وإدانتهم: أبوك لا يصلي. أمك لا تصوم. إخوتك لا يتناولون. أسرتك لا تقرأ الكتاب. اذهب ووبخهم، وبشدة... ويمتد نطاق التوبيخ واحتقار الآخرين، وشتيمة واحتقار هؤلاء وأولئك، لأنهم بعيدون عن الله، مع تعالي القلب بما وصل إليه. وفيما هو يحاول أن يخلع الزوان، يصير هو نفسه زوانًا. إذ أصبح باسم الحق يشتم، ويحتد، ويدين ويحتقر، ويتعالي على غيره، ويسبح في الغرور والكبرياء، يقول كالفريسي "أشكرك يا رب إني لست مثل سائر الناس..." (لو18: 11). وتسأل الشيطان عن خطية الزنا التي أراح منها هذا الشاب؟ فيجيب: الذي يهلك بالكبرياء، كالذي يهلك بالزنا. كلاهما هالك. أليس أن الذي يموت بالسل، كالذي بالسرطان، كالذي في عميلة جراحية؟ كله موت... والنهاية واحدة... "تعددت الأسباب، والموت واحد"... أما حرب الزنا التي يظن هذا الشاب أنه قد نجا منها، ففي الحقيقية أن لها يومًا تعود فيه إليه، حينما يقل يفيق منها. وتسأله كيف؟ فيقول: في الفترة التي استراح فيها الشاب من حرب الزنا، ظن أنها فارقته بلا عودة، ولم يعد لها وجود في حياته، وأنها من الخطايا التي تحارب المبتدئين فقط. ولا يعقل أن تحارب المستويات العليا التي وصل إليها! بل إن كثيرين أصحبوا يسترشدون به في مقاومة هذه الخطية. وهكذا أصبح يسمع تفاصيل عن هذه الخطية ما كان يسمح لنسه أن يسمعها من قبل. وبعض أمور خافيه عن معرفته صار يقرأ لها كتبًا في هذا الموضوع المعثر، ليرد على أسئلة سائليه، وما كان يقرأ هذه القراءات مطلقًا في فترة حرصه واحتراسه! وهكذا امتلأ ذهبه بأفكار صارت تترك في نفسه مشاعر وتأثيرات، تنمو بمرور الوقت وهو لا يدرى، إلى جوار أنه بسبب الكبرياء وإدانة الآخرين، بدأت النعمة تتخلى عنه. وهنا أتت الساعة التي يضربه فيها الشيطان بهذه الخطية بالذات. ويسهل عليه إسقاطه. وتكون خطة الشيطان قد نجحت على الرغم من تغييرها في الطريق... وهنا يقول الشيطان: إنني أرحته زمنًا من هذه الخطية، لكي لا يستعد لها. وحينما لا يستعد لها، لا يدقق. وفي عدم تدقيقه يتساهل مع الخطية وأفكاري. وفي هذا التراجى وتساهله مع، أضربه بالخطية التي استراح منها سنوات. فيسقط بسهولة. هذا هو الشيطان...! قد لا يحاربك الآن بخطية معينة، ليس محبة منه لك، إنما لأنه لا يجهز لك فخًا من نوع آخر. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تغيير الخطية بخطية ![]() مثال آخر: إنسان آخر ساقط في الخطية الغضب، وخطية الإدانة، وخطايا السب والكلام الجارح. بدأ يستيقظ لنفسه، ويدخل بقوة في تداريب صمت، ليتخلص من خطايا اللسان جملة. فماذا يفعل الشيطان؟ يقول: لا مانع من أن نغير الخطة. وبدلًا من محاربته بخطايا اللسان والغضب، نحاربه بخطية الغرور مثلًا... بحيث يقتنع تمامًا، أنه لا يوجد إنسان أفضل منه. وكيف ذلك؟ نريحه من خطايا اللسان تمامًا، فلا نحاربه بها الآن مطلقًا. وننصحه بشيء من النمو الفجائي في العمل الروحي، بلون من المغالاة، ولا نحاربه في ذلك، ويظن أن لا يوجد مثله، فيسلك في الغرور. وربما يختلف مع أب اعترافه الذي لا يوافقه على تطرفه وغروره، فلا يأبه. ويصبح في وضع لا يخضع فيه لأحد، لا يطيع أحدًا، ولا يستشير أحدًا، ولا يحترم أحدًا. والغرور يسقطه ويهلكه، بدون السقوط في خطايا اللسان. ومع ذلك فالغرور سيجعله يصطدم بالآخرين. ولابد سيقع في خطايا اللسان، حتى بدون شيطان! فكم بالأولي إذا حاربه الشيطان بها... إن الشيطان التي تناسبه. إنه يعرف متى يحارب، وكيف يحارب، وبأي نوع..؟ والذي لا يسقط بهذه الطريقة يسقط بغيرها. والذي لا يسقط في هذه الخطية الآن، مصيره أن يسقط فيها هي بذاتها، فيما بعد، والفخاخ كثيرة، موجودة ومنصوبة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الذين بلا مرشد يسقطون سريعًا في الطريق ج - مثال ثالث في كيف يغير الشيطان خططه: بدأ الصوم الكبير. وكان الشيطان في العام الماضي يقاتل عن الأطعمة الحيوانية؟! صم بالأحرى عن الخطية، وحارب الحيوان الذي في داخلك.. لأنه ما فائدة الصوم بدون طهارة ونقاوة؟! ألا يكون صومك غير مقبول؟! - فأجاب الشاب: بل أنا أنفذ قول الكتاب "افعلوا هذه، ولا تتركوا تلك" (متى23: 23). فأحاول أن أصوم الصومين معًا. أصوم جسدي عن الطعام، وأصوم نفسي عن شهوة الخطية "أقمع جسدي وأستعبده" (1كو9: 27) بمنعه عن الأطعمة بمنعه عن الأطعمة الشهية، أتعود بذلك قهر النفس فلا تخطئ. ![]() · قال الشيطان: ولكنك ضعيف، وصحتك لا تحتمل الصوم. ولابد تحتاج إلى البروتين الحيواني لتعيش، وبخاصته وأنت في فترة نمو. - فأجابه الشاب بقول الرب "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (متى4:4). وتذكر أن آدم وحواء كانا يعيشان على الثمار والبقول، ثم عشب الأرض (تك1: 29، 3: 18). ولم يقل الكتاب إنهما مرضا لنقص البروتين الحيواني!... · قال الشيطان: لا مانع إذن من أن تصوم. ولكن لا داعي لأن تصوم الصوم كله من أوله، فهذا كثير. وأيضًا لا تضغط على نفسك في الصوم، لئلا يحاربك الشيطان بالمجد الباطل! وأنت تعرف حروب الشياطين، وخطورة ضربات اليمين. - أجاب الشاب: لا أريد أن أتهاون. فالرب يدعونا إلى الكمال (متى5: 48). ومهما صمت، ماذا يكون صومي إذا قورن بأصوام القديسين؟! إنه لا شيء... وصام الشاب. وحل الصوم هذا العام، والشاب في تصميمه. - ورأي الشيطان أن محاولة منع هذا الشاب عن الصوم ستكون محاولة عقيمة. لذلك بدأ يغير خطته إلى العكس. · فقال للشاب: ما أفيد الصوم! إن عمق فائدته تأتي من طول فترة الانقطاع. ومن رأيي أن تنقطع كل يوم إلى الغروب من بدء الصوم. ولكن لابد أن تستشير أب اعترافك وتأخذ موافقته (وكأن يعلم يقينًا أن أب الاعتراف لن يوافق).. وهنا نصب له فخًا. ولم يوافق أب الاعتراف، ودعا الشاب إلى التدرج... · وهنا تدخل الشيطان ليقول: إن أب اعترافك هذا، لا خبرة له بالصوم، وهو بإرشاده يعطل حياتك الروحية. بطريقته هذه لا يمكن أن تنمو، ولا أن تذوق حلوة الصوم. بل أخشي عليك إذا ضغطت الظروف، أن ينصحك يومًا بأن تفطر في أسبوع الآلام!! والأفضل أن تغير أب اعترافك. ومن الممكن في أمور الصوم وأمثالها، أن لا تستشير أب الاعتراف! أترك هذه الأمور أصرفها معك بنفسي! وهكذا غير الشيطان خطته، من تشكيك في الصوم، إلى تشكيك في أب الاعتراف. ليس المهم عنده نوع الحرب، إنما أن يسقط من يحاربه. وبتحويل الشاب عن أب اعترافه، جعله يسلك حسب هواه بلا مرشد، مع كبرياء في القلب يظن بها أنه أفضل من مرشده، مع إدانة لهاذ المرشد. ؟ وكل هذه وسائل تجره في طريق السقوط إلى أسفل. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شيطان المجد الباطل د - مثال رابع: شيطان المجد الباطل: ![]() إنه شيطان يغير أسلوبه باستمرار، ليطابق أي حال يراه... وهو في ذلك غير المكعب الذي لابد أن يستقر على قاعدة معينة. أما المكور فحيثما نقلبه أو توجهه، يتحرك، على كل وجه، كالكرة. إن كنت جالسًا إلى المائدة ولم تأكل، يقول لك "يعجبني نسكك هذا، إنك لا تأكل كسائر الموجودين. وإن أكلت مثلهم تمامًا، يقول لك "هكذا القديسون: يتظاهرون بالأكل وهو صائمون، لكي يخفوا فضائلهم". إن تكلمت، يقول: إنه كلام الحكمة، موضع إعجاب السامعين... وإن صمت، يقول: الصمت فضيلة القديسين مثل القديس أرسانيوس! فكن حكيمًا مع هذا الشيطان. ولا تصدقه فيما يقوله، ولا تتأثر بكلامه وأحكامه. وإن حاربك بمديح نفسك لنفسك، تذكر خطاياك وضعفاتك، وبكت ذاتك عليها. أو تذكر ما ينقصك في حياة البر، حتى تقيم توازنًا مع ما تسمعه من مديح... وعمومًا - بالنسبة إلى أي شيطان - إذا غير خططه معك، يمكن أن تغير أنت أيضًا خطتك معه. ومثال ذلك، القديس يوحنا القصير: كان الشياطين يمدحونه على ما وصل إليه من فضيلة، حتى أن الإسقيط كله كان يطلب منه كلمة منفعة. فيجيبهم: ومن أنا المسكين؟ ألعلي وصلت إليه الأنبا أنطونيوس أو الأنبا بموا؟! إنني كلي خطية. فإن قالوا له: حقًا إنك خاطئ وستهلك، يجيبهم: وأين ذهبت محبة الله ورحمته؟! فكان الشياطين يقولون له "لقد حيرتنا. إن رفعناك اتضعت. وإن وضعناك ارتفعت".. فكن أنت هكذا في تعاملك مع الشياطين. إن مدحوك، تذكر خطاياك. وإن أراحوك من محاربتهم، قل لعلهم يعدون لي فخًا لا أعرفه. فليرحم الرب ضعفي... بل أذكر أنك لم تصل إلى المستوى الذي يحاربك فيه الشيطان. مثل ذلك الأخ الذي شكا للقديس الأنبا بيشوي محاربة الشيطان له، فظهر الشيطان للقديس، وقال له: من هو هذا الأخ لأحاربه؟ أنا لم أسمع بعد بأنه قد ترهب! إن حرب الشياطين الحقيقية حرب شديدة. وربما غالبيتنا لم يتعرضوا لها. والحروب التي تعرض لها القديسون كانت عنيفة، لا يسمع الله أن نكابدها نحن. إن شيطان المجد الباطل، يقدم حربًا أساسها المديح. ولكن هناك طريقة عكسية لهذه تمامًا يحارب بها الشيطان أحيانًا، وهى: حرب الكآبة... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكآبة و الاكتئاب هى نوع من المبالغة الشديدة يحارب بها الشيطان التائبين، أو الشاعرين بخطاياهم، أو المنسحقين بقلوبهم، لكي يجرهم إلى الضياع... يختار لهم الشيطان من بين كل آيات الكتاب المقدس آية واحدة يضعها أمامهم باستمرار وهي "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3). ويقول لهم إن الكتاب لم يذكر مطلقًا أن المسيح قد ضحك، ولكن ذكر أنه بكى مرات... وكلما يفع هذا الإنسان في خطية، أو يحارب بشدة في خطية، يظل الشيطان يزيده كآبة. ويقول له: أنت لست ابنًا لله، لأنك خاطئ، والكتاب يقول إن "المولود من الله لا يخطئ" (1يو3: 9، 5: 18). ويقول له: وليس الله فقط، بل حتى أب اعترافك القديس لا يستحق أن تكون له ابنًا. إنك عار عليه. تسئ سمعته. والأفضل أن تترك هذا الأب البار، حتى لا يعيره الناس قائلين: أنظر، هذه هي عينة أبنائك. وأيضًا أتركه حتى لا يأخذ دينونة بسببك، وحتى لا تحزن نفسه باستمرار، كلما يراك هكذا. وهكذا يبعده عن الله، والشعور بأبوته، ويبعده عن أب الاعتراف. وحتى إن أمسك الكتاب المقدس ليقرأ، يقول له: وهل تتجرأ لتمسك كتاب الله بيدك هذه غير الطاهرة. إن كل كلمة في هذا الكتاب دينونة عليك. لأن السيد المسيح نفسه يقول عنك وعن أمثالك "الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير" (يو12: 48). وبهذا يملأ نفسه بالكآبة، حتى يترك الكتاب بنفس مرة يائسة... ![]() St-Takla.org Image: Despair, painting by Edvard Munch, 1893-4, Oil on canvas, 92 x 72.5 cm, Munch Museum, Oslo صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة اليأس، الفنان إدفارد مونش سنة 1893-4، زيت على قماس بمقاس 92×72.5 سم، محفوظة في متحف مونش، أوزلو وحتى الخدمة - إن كان خادمًا - يبعده عنها كغير مستحق. فيقول له: إن الخدمة هي عمل القديسين وليس الخطاة. وأنت خاطئ لا تستحق أن تجلس في مكان المعلمين، وإلا ستكون عثرة، كما أن الخدمة ستنسيك خطاياك التي يجب أن تضعها أمامك في كل حين، وتكتئب عليها ليلًا ونهارًا،حتى إن وقف يصلى، يمنعه قائلًا: "صلاة الأشرار مكرهة للرب" (أم 15: 8، 28: 9)... ويقول له: هوذا العشار وقف بعيدًا، لا يجرؤ أن يرفع نظره إلى فوق (لو18: 13). وأنت بكل استهتار ولا مبالاة، تتحدث مع الله، وأنت كاسر لكل وصاياه. ليتك تخجل من نفسك، وتبعد عن هذه الصلاة الأثيمة! وهكذا يبعده بالكآبة عن كل وسائط النعمة، لينفرد به. ينفرد به وهو وحيد، بنفس محطمة، وليس حوله إنجيل ولا صلاة، ولا أب اعتراف، ولا خدمة ولا اجتماعات كنسية، بل ربما وليس حوله أيضًا أصدقاء، إذ بعدوا عنه بسبب كآبته، أو بعد هو عنهم... وهكذا يصير فريسة سهلة للشيطان. وما أسهل أن يقول له: أترك الوسط الديني لأنه سبب كآبتك! أو ما أسهل أن يرسل له هذه العبارة على أفواه أقاربه، أو على فم طبيب معالج. ويجذبه بالتدريج إلى وسائل من اللهو للترفيه عنه من كآبته، ولو إلى فترة مؤقتة، يطيلها الشيطان بحيله الأخرى، إلى أن يبعده عن الله تمامًا... أو أن الشيطان يسقطه بوسيلة أخرى وهي اليأس. وتكون الكآبة ممهدة لذلك. وحيلة الشيطان في الكآبة، أنه أبعد فريسته عن الرجاء والمغفرة. أبعده عن وجه الله المحب، الذي استقبل ابنه الضال بكل ترحاب، وفرج به، وجعل الكل يفرحون، وألبسه الحلة الأولى (لو15: 22 - 24). بل إن الرب يقول إنه "يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب" (لو15: 10)... حقًا إن القديسين بكوا على خطاياهم، ولكن ليس بغير رجاء. بل إن الكتاب يقول: "لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1تس4: 13). الحزن على الخطية، لا يفصلنا عن الله، بل يقربنا منه. ويزيد محبتنا له، لأنه على الرغم من خطايانا، غفر لنا. بل قال بالأكثر "لأني أصفح عن إثمهم، ولا خطيتهم بعد" (أر31: 34). والله لا يسر بموت الشرير، بل بأن يرجع ويحيا (حز18: 23). مشكلة الذي فقد الرجاء بالكآبة، أنه أخذ مشورة الحية، الشيطان. أما كلمة الله، فإنها مملوءة عزاء. وقلب الله باستمرار مملوء حبًا. والكآبة جعلت لكي تقود إلى التواضع والانسحاق، وليس إلى اليأس والانفصال عن الله. أما إذا استخدم الشيطان هذه الكآبة بطرقه الشريرة، فإنه لا شك يضيع صاحبها. ها هو بطرس الرسول بعد أن أنكر المسيح، ومع أنه بكى بكاء مرًا، إلا أن السيد المسيح له المجد ظهر له، "ارع غنمي. ارع خرافي" (يو21: 15، 16). أي رجاء يمكن أن يقال أكثر من هذا. لذلك فإن كآبة الوجه التي تصلح القلب، ينبغي ألا تنفصل عن الحب وعن الرجاء |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السرعة أعمال الشيطان تتصف بالسرعة، أو بما يسمونه في العامية (اللهوجة)... بعكس أعمال الله التي تتميز بالهدوء والروية وطول الأناة. وقد تأخذ وقتًا، ولكنها تكون متقنة وهادئة، كقصة الخلاص، ووعود الله... الشيطان يقدم لك فكرًا، ويظل يلح ويلح على تنفيذه بسرعة... وتشعر حينما يكون الفكر الشيطاني في داخلك، بحماس شديد للتنفيذ، وبنار تقتد في داخلك، وحافز يدفعك دفعًا للتنفيذ، الآن، وبلا إبطاء، ودون أن يأخذ الفكر فترة حضانة دخلك، تناقشه وتفحصه وتبحثه، وتنظر إليه من جميع الزوايا الأخرى، وتراجع رأيك فيه... ![]() إنه يقصد بالسرعة أنك لا تفكر، وأيضًا لا تستشير. يريد بالسرعة أن ينفرد بك، دون أن يدخل أحد بينكما، تستشيره وتستفيد برأيه وخبرته وروحياته، لا صديق ولا قريب، ولا أب اعتراف، ولا مرشد روحي، ولا أي إنسان صاحب خبره، إنما بسرعة عليك أن تنفذ... وهو يريد بالسرعة أيضًا، عدم عرض الأمر على الله بالصلاة. لا يريد أن يعطيك فرصة تصلي فيها من أجل هذا الموضوع، وتري ماذا يقول الله فيه، ولا فرصة ترفع فيها قداسًا من أجل الموضوع، أو تصوم طالبًا إرشاد الرب... إنما يلح عليك بالفكر إلحاحًا، ويقنعك به كأنه بديهية لا تقبل النقاش... ولذلك قال الآباء: كل فكر، يلح عليك أن تنفذه بسرعة، هو من الشيطان. وطبعًا لا يقصد بهذا الرغبة في التوبة والرجوع إلى الله، والالتصاق به بالحب، بل الأفكار الأخرى التي تحتاج إلى مناقشة، وليست عاجلة (كإنقاذ غريق أو إطفاء حريق)... وكم من أمور أسرع الإنسان في تنفيذها. وحينما رجع إلى نفسه ندم على ذلك جدًا. وأحيانًا تكون أفكار الخطية والشهوة ملحة جدًا، لا تعطي صاحبها فرصة للتفكير وتغيير مجري مشاعره... الشيطان يقصد بالسرعة أيضًا، أنه لا ينكشف... ربما تكون وراء فكرته أو اقتراحه كذبة أو حيلة لا يريد لها أن تنكشف بالتفكير أو بالاستشارة أو بالصلاة، ولذلك فإن وجود أب الاعتراف مفيد هنا في كشف حيل العدو. وقد قيل "الذين بلا مرشد، يسقطون مثل أوراق الشجر". لأنهم ينفذون بسرعة قبل أن يستشيروا. يلح عليهم الشيطان إلحاحًا، فيتممون فكرة، قبل أن تنكشف حيلته. أما أولاد الله، فإنهم لا يطيعون كل فكر يأتيهم... مثال ذلك الفكر الذي جاء للقديس مقاريوس لكي يذهب إلى البرية الجوانية ليري الآباء السواح. يقول القديس "فبقيت مقاتلًا لهذا الفكر ثلاث سنوات، لأعرف هل هو من الله أم لا"... ما أعجب هذا الأمر، بالنسبة إلى قديس عظيم كالقديس مقاريوس الكبير، وبالنسبة إلى فكر روحي كزيارة السواح...! لم ير القديسون في الإبطاء ضررًا، بل فيه فائدة... إنهم لا ينفذون لئلا يكون الفكر من الشيطان. وإبطاؤهم في التنفيذ يعطيهم فرصة للتأكد، ينتظرون فيها إلى أن يعلن الله رأيه في الموضوع. وهو في ذلك يقولون تلك العبارة الجميلة: الذي من عند الله يثبت. والذي ليس من الله يزول. وهكذا نري أن القديس الأنبا غاليون لما ظهر له الشيطان في هيئة راهب، وقال له إنه أحد السواح، وأن زملاءه السواح قد ضموه إلى صحبتهم ودعاه للسير معه. وأطاعه الأنبا غاليون، دون أن يأخذ فرصة لعرض الأمر على الله وعلى أب الاعتراف... وحدث أن الشيطان الذين ظهروا في هيئة سواح أتاهوه في البرية، ثم تركوه وهم يهزأون. وقالوا له "ستموت هنا وحدك، في هذا القفر "لولا أن الله أنقذه... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التدرج الطويل تتعدد وسائل الشيطان في حروبه. وقد يبدو أحيانًا شيء من التناقض بين أسلوب وآخر. ولكن يجمعها كلها هدف واحد، وإن كانت الوسيلة تختلف بحسب نوعية الحالة... وعمومًا فالشيطان لا يحب الوتيرة الواحدة لئلا يألفها الناس. فهو أحيانًا يضرب ضربة سريعة فجائية، لا يكون الشخص مستعدًا لها. وأحيانًا يسير في تدرج طويل، بحيث لا يشعر به صاحبه... والتدرج يلزمه وقت قد يطول. ولكن الشيطان لا يهمه الوقت، إنما يهمه السقوط والتدرج يصلح غالبًا للأشخاص الذين لا يقبلون خطية معينة بسهولة. ولكنه يوصلهم إليها تدريجيًا في هدوء، بجرعات قليلة، أو قليلة جدًا، تزداد بالوقت، حتى تقضى عليهم. وقد يقسم الخطية إلى مراحل. كل مرحلة تثبت أقدامها بالوقت. ![]() وربما تكون الخطوة الأولى إلى الخطية، ليست خطية على الإطلاق، ولا تتعب الضمير. فالمرحلة الأولى في سقط داود النبي، كانت في عدم خروجه إلى الحرب بنفسه: يرسل الجيش ويبقى هو في بيته. والمرحلة الثانية كانت شيئًا من الترف دخل إلى حياته، بعد أن كان مشردًا من برية أيام مطاردة شاول الملك له... وهاتان المرحلتان عبرهما داود دون أن يشعر بخطأ. ولكن عوامل نفسية كانت تأخذ مجراها داخله وتفقده حرارته الروحية. ثم دخل في مرحلة ثالثة وهي الإكثار من الزوجات. وكان محللًا في أيامه، ولكنه بلا شك هبط به إلى مستوى الجسد. وإن كان مستوى الحلال، ولكن ليس مستوى الكمال. وصار للجسد سيطرة عليه شعر أو لم يشعر. المرحلة الرابعة، أنه صعد إلى السطح، يتمشى ويتفرج، ولا مانع من أن ينظر إلى مساكن غيره، ويبصر خصوصيات الناس،وهنا بدء انحراف. المرحلة الخامسة، كانت ضربة شديدة من الشيطان أوقعت رجل المزامير العظيم في خطية الشهوة، ثم في خطية الزنا. المرحلة السادسة، كانت التورط، الذي أراد به إخفاء خطيئته بجملة من الخطايا أفقدته روحانيته، وهبطت به من سيء إلى أسوأ. وربما هذه المراحل، كان الشيطان يعد لها منذ زمن.. . إنه يحب -حينما يضرب الضربة- أن تصيب مقتلًا. وهذا يتطلب منه أحيانًا تمهيدات طويلة المدى. بحيث حينما يأتي، يجد البيت مزينًا مفروشًا، مهيئًا لعمله، ويجد الضحية جاهزة بلا مقاومة... وحتى إن قاومت تكون بلا قدرة على الإطلاق، فتسقط أمامه بسهولة! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قصة يعقوب المجاهد إنها تشبه قصة سقوط داود، في أنها مثلها تعطينا فكرة واضحة عن خطة الشيطان في أسلوب التدرج الطويل. وفيها استطاع ناسكًا عظيمًا، وقديسًا له موهبة إخراج الشياطين. ولكن الشيطان هنا أمنه أن يضرب القديس ثلاث ضربات قاتلة، وكاد يهلكه لولا أن رحمة الله اقتادته إلى التوبة. فكيف حدث ذلك؟ ![]() فتاة (ابنة ملك)، صراعها روح نجس. وعجز الكل عن إخراجه، فأتوا بها إلى القديس يعقوب المجاهد. فصلي عليها فخرج الروح النجس. ولكن ما أن رجعت إلى بلدها حتى عاد إليها مرة أخري. فسافروا وأتوا بها إلى القديس، فصلي عليها فخرج الروح. ولكن ما أن رجعت إلى بلدها حتى عاد إليها. فسافروا إلى القديس مرة ثالثة. وتكررت لعبة الشيطان مرات عديدة، حتى يسوا من كثرة الأسفار. وأخيرًا، قرر الملك أن تبقي الأميرة إلى جوار القديس. فبنوا لها حجرة. وكان الشيطان كلما يصرعها يدخلونها إليه. وتطور الأمر إلى أن أبقوها معه. ولما اطمأنوا على هدوئها تركوها معه. ومضوا... وبمرور الوقت تكونت دالة بينهما، تطورت إلى الخطيئة،ثم حملت الفتاة منه. ورأي أن الخطية الثانية بالكذب. وقال لهم صرعها الشيطان مرة، فانطلقت بسرعة هاربة في الجبل ولم أستطع اللحاق بها، واختفت... وصدقوه لأنه لم يكن موضع شك. وهكذا ضربه الشيطان ثلاث ضربات، وأوقعه في الزنا والقتل والكذب. كل ذلك في تدرج طويل، ما كان أوله يوحي مطلقًا بآخره. ولكنها حيل الشيطان الذي يسبك مكيدته في صبر عجيب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العادات والتدرج ![]() وسياسة التدرج هذه لها حكمة كبيرة وهي: في كل خطوة يقترب الإنسان إلى جو الخطية، ويعتاده، ويضعف. إرادته تكون قوية جدًا، وهو خارج مجال الخطية. وقد يكون نافرًا جدًا من كل مجالاتها. وبالوقت يألفها، ولا تصبح غريبة عليه. وبالتدرج تدخل إلى فكرة، ثم إلى مشاعره. وفي كل خطوة تضعف إرادته عن المقاومة أحس أو لم يحس... ومن أمثلة التدرج الطويل موضوع العادات. كل عادة مسيطرة على الإنسان، لم تبدأ هكذا مطلقًا. وربما كان هو المسيطر عليها أولًا ويستطيع إبطالها. ولكن بالتدرج الطويل فقد سيطرته، ثم سيطرت هي عليه وربما الشيطان في أول خطوة، قال له عبارة واحدة وهي جرب أو اختبر... الحياة كلها خبرات. والأمر كله بيدك، تستطيع أن تمتنع وقتما تشاء. وظل به هكذا إلى أن أتي الوقت الذي فيه سلم إرادته بالتمام ولم يعد يقاوم، بل لا يشاء أن يقاوم!! على أن التخلص من العادات ممكن لمن يريد. الشيطان قد يقول لك لن تستطيع. وإن استطعت ستعود إليها مرة أخري. إنها ضمن حرب اليأس. ولكن لا تستسلم. فإن العادة تكونت نتيجة عمل إرادي متكرر. ويمكن أن تتخلص منها بعمل إرادي عكسي متكرر، أي تثبت فيه. ونصيحتنا لمقاومة سياسة التدرج هذه من جانب الشيطان، أن تبعد عن الخطوة الأولي، بكل حزم، مهما كانت تبدو بريئة، أو يقنعك الشيطان بأنها بريئة. واحترس من كذبه، إن قال لك إنها خطوة واحدة ولن تتطور. إن الشيطان لا يقبل على نفسه أن يتركها عند حدود الخطوة الواحدة، دون أن يتقدم بها باستمرار نحو أغراضه البعيدة... فاحترس منه. بل احترس حتى من الخطوة الأولى، وليس فقط من تطورها، مهما بدت هذه الخطوة في نظرك من الأمور الصغيرة، وهنا أحذرك من حيل شيطان ماكر، هو شيطان الأمور الصغيرة. |
||||
![]() |
![]() |
|