![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصلاة الصلاة حرفيًا هي الحديث مع الله. وهى روحيًا: اتصال روح الإنسان بروح الله. وقد يصلى إنسان، أو يظن أنه يصلى، بينما لا توجد هذه الصلة بينه وبين الله!! لذلك وبخ الله اليهود بقوله "هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا" (أش 39: 13) (متى 15: 8). ![]() إنها صلاة غير مقبولة، لأن الله يريد القلب. أتظن أنك تصلى، لأنك تحرك شفتيك أمام الله؟! وقد يكون ذلك بلا فهم، ولا روح، وبلا مشاعر: بلا حب، بلا خشوع، بلا اتضاع..!! أتريد أن ترضى ضميرك من جهة الصلاة؟! حتى لو كانت هكذا!! أم تصلى بروحك، وتصلى بذهنك، تقصد كل كلمة تقولها في صلاتك.. صدق ماراسحق عندما قال عن مثل هذه الصلاة: قل لنفسك: أنا وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا. ذلك لأن كثيرين يهمهم أن يطيلوا بغير فهم، أو أنهم يتلون عددًا كبيرا من المزامير، بسرعة لا تأمل فيها، ولا يتابعون معنى الألفاظ أثناء صلاتهم!! والمزامير كلها روحانية، لكنهم يقتصرون على الحرف. وبالمثل يرددون كلمات التسبحة في الابصلمودية بسرعة عجيبة، لا يتابعون فيها المعنى.. وكذلك بالنسبة إلى كثير من الألحان.. المهم أمامهم هو الحرف وليس الروح،والشعور بأن الإنسان أدى (قانونه) في الصلاة، واستراح ضميره بذلك، بينما لم تصعد هذه الصلاة إلى الله، لأنه لم تكن هناك صلة، ولم تشترك الروح فيها ولا القلب.. أما الإنسان الروحي فيقول مع الرسول "أصلى بالروح، أصلى بالذهن أيضًا" (1كو 14: 15). "أرتل بالروح، وأرتل بالذهن أيضًا".. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القبلة نسمع في القداس عبارة "قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة". والقبلة هي تعبير عميق عن الحب. وعبارة "مقدسة" تعنى أنها تكون طاهرة وبغير رياء... ويسلم كل منا على من يجاوره، رمزًا إلى سلامه مع الناس جميعًا.. فهل نقتصر على هذا الشكل أو هذا الشكل أو هذا الحرف؟! بينما لا يكون سلام في قلوبنا مع الناس!! يهوذا الإسخريوطي قبل السيد المسيح. بالحرف لا بالروح، والحرف يقتل.. مظهر خارجي يدل على المحبة، تختفي وراءه خيانة.. لذلك تحرم الكنيسة التقبيل من أربعاء البصخة، احتجاجًا على قبلة يهوذا الخائنة. وأنت كلما تقابل أناسًا تبدأ بالسلام. أهي حرفية كلمة سلام؟ أم هو سلام حقيقي بالمعنى الروحي؟.. ما أكثر ما نقول من كلام، ومن تحيات، ومن مجاملات، بمجرد الحرف، وبلا روح. أنمتنع عن المجاملات إذن؟ كلا... بل ندخل إليها الروح والحق، فتدل على الحب وعلى التعاطف على حسن التعامل، وتقدير الناس. نفعل هذا من كل قلوبنا. ويظهر هذا في ملامح وجوهنا، وفى نظرات عيوننا. ليس بالحرف بل بالروح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العطاء ![]() الإنسان الروحي يعطى أولًا من قلبه، بكامل حبه، قبل أن يعطى من ماله ومن جيبه. عطاؤه هو مجرد تعبير عن مشاركته القلبية في احتياجات الناس، وفي احتياجات الكنيسة. ولكن بعض الناس قد يقدمون العطاء بغير مشاعر لمجرد التنفيذ الحرفي للوصية..! وينسون قول الكتاب "المعطى المسرور يحبه الرب" (2كو 9: 7).. العطاء يبدأ من القلب، وليس بمجرد اليد. والمعطى روحيًا هو الذي يفرح حينما يعطى، لأنه يشعر أنه اشترك في اسعاد الناس، أو أخذ بركة المساهمة في احتياجات الكنيسة. ![]() غير أن البعض يحاسبون الله حسابًا عسيرًا!! يقتصرون على العشور، إن دفعوها!! ويدققون في حساباتهم جدًا، حتى لا يزيد العطاء عن العشور.. وقد يدخلون فيها بعض واجباتهم الاجتماعية اللازمة نحو الأقرباء والمعارف، وما اضطروا لدفعه من مناسبات معينة لبعض المشروعات ولشئون الخدمة. ويظهر أن القلب غير مشترك في العطاء.. وأن محبة المحتاجين غير مرتبطة بالعطاء،بل قد يصحبه تحقيق شديد معهم، وربما انتهار للفقراء، وربما شيء من التعالى والكبرياء، وربما تأخير هذا العطاء فترة قد تطول. ونظن أننا نعطى. وننسى عبارة "من يدك أعطيناك" (1 أي 29: 14). وكأن العطاء مجرد ضريبة ندفعها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الخدمة ![]() أحيانًا نأخذ من الخدمة حرفيتها أو شكليتها. ونظن أننا نساهم في عمل الكنيسة، دون أن ندخل إلى روح الخدمة. بل حتى من جهة الحرف ننسى المعنى الحرفي لكلمة خادم. ننسى الاتضاع اللازم للخدمة. وتصبح الخدمة مجالًا لإظهار الذات، ويختلط بها حب السيطرة والنفوذ، والتنافس بين الخدام، الأمر الذي لا يتفق مطلقًا مع كلمة (خادم). وكأننا في الخدمة نركز حول ذواتنا، وليس حول ملكوت المسيح الذي قال عنه يوحنا: "ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص" (يو 3: 30). وتصبح الخدمة مجرد معلومات يلقيها خادم مدارس الأحد، أو مجرد أعمال إدارية ومالية يقوم بها مجلس الكنيسة ولجانه. أو مجرد أنشطة تقوم بها الهيئات العاملة في الكنيسة.. وفي كل هذا ننسى روح الخدمة. ![]() أما الإنسان الروحي فيخدم عن حب لله ولملكوته. وحب للناس الذين يريد أن يوصلهم إلى الله والملكوت. إنه يخدم بروح الخادم، وبروح الخدمة، لكي يصلح المخدومين مع الله، أو يعمق محبتهم له، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولذلك فخدمته تكون خدمة روحية، وليست مجرد نشاط أو تعليم أو رسميات، أو مراكز! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوم الرب ![]() تقديس يوم الرب هو وصية قديمة، نفذها اليهود حرفيًا، طاعة لقول الرب "أما اليوم السابع ففيه سبت للرب. ولا تعمل فيه عملًا ما" (خر 20: 10). بالحرف هو أنك لا تعمل عملًا ما. أما بالروح فهو سبت للرب، أي راحة للرب. يستريح فيه الرب معك وتستريح أولاده أيضًا. ![]() وهذا ما يفعله الإنسان الروحي، حيث يجد راحته في إراحة الناس، وفي راحة قلبه مع الله وفي عمل الخير الذي يستريح به ضميره من نحو نفسه ومن نحو غيره،وبهذا يصبح اليوم سبتًا أي راحة حسب مفهوم الكلمة لغويًا وروحيًا.. وهذه النقطة كانت موضع جدل بين السيد المسيح واليهود: هل يحل فعل الخير في السبوت؟ (مت 12: 10، 12). وكانت إجابة الرب أنه يحل فعل الخير في السبت، لأن فعل الخير يريح الناس وهذا هو روح الوصية.. إذن لا تقتصر على الحرف، الذي هو عدم عمل أي عمل من الأعمال، حتى لو كان خيرًا..! لأنك بهذا تريح روحك، ولا تريح الناس. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الطقوس ![]() الإنسان العادى، السطحى غير العميق، ربما لا يدرى الروحيات الكامنة في كل طقس من طقوس الكنيسة.. أما الإنسان الروحي، فيدخل إلى الأعماق هذه الطقوس ورموزها، ويشترك بروحه فيها.. ويتابع بالروح تحركات الشمامسة والآباء الكهنة. ![]() فمثلًا حينما يحمل الكاهن الإنجيل فوق رأسه، يدور به حول المذبح، يدرك الإنسان الروحي أن هذه الدورة تشير إلى انتشار الإنجيل في المسكونة كلها.. ويصلى بقلبه من أجل هذا.. وحينما يمسك الشماس شمعة أمام الإنجيل، يتذكر الإنسان الروحي قول المرتل في المزمور: "سراجٌ لرجلى كلامك ونور لسبيلى" (مز 119). ويصلى إلى الله أن ينير بصيرته بما يسمعه من كلامه المقدس. وحينما يرفع رئيس الكهنة تاجه خشوعًا واحترامًا أثناء قراءة الإنجيل، ينتقل نفس الخشوع إلى قلب الإنسان الروحي وهو يسمع، وبصفة عامة تشترك روحه في صلوات القداس وفي كل صلوات الليتورجيات. ولا يقتصر فقط على الاشتراك بحواسه، وإنما بقلبه أيضًا وروحه، لأن الروح هو الذي يحيى.. ونفس الوضع بالنسبة إلى الأعياد.. الإنسان الروحي لا ينظر إلى العيد كمجرد يوم فرح، انتهى الصوم فيه، كما يفعل الكثيرون. إنما يدخل إلى روحانية المناسبة التي من أجلها نحتفل بالعيد، ويتأملها ويعيش فيها. ففي عيد الميلاد، يفرح لأنه البدء العملي لقصة الخلاص، ويفرح بما فيها من اتضاع وحب ويفرح في عيد القيامة بما يحمل من الانتصار على الموت، وفتح باب الفردوس، ولأنه باكورة القيامة لنا جميعًا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العقيدة ![]() هى بالنسبة إلى الإنسان العادي، ربما تكون مجرد لاهوتيات وأمور عقلية ربما تصبح معه موضع جدل مع الطوائف الأخرى. أما بالنسبة إلى الإنسان الروحي، فهي إيمان يسرى في دمه، وله تأثيرها على روحياته. فالمعمودية مثلًا، إذ يؤمن أنها موت مع المسيح وقيامة (رو 6: 4: 8) وفيها صلب للإنسان العتيق (رو 6: 6، 4)، يحرص أن يحتفظ بصلب هذا الإنسان العتيق،وإذ يعرف أن المعمودية ميلاد جديد (يو 3: 5) (تى 3: 5)، يتذكر قول الرسول إن المولود من الله لا يفعل خطية.. ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله (1يو 3: 9). فيبكت نفسه كلمًا أخطأ، ويحاول أن يحيا في فاعلية المعمودية.. وهكذا مع باقي أسرار الكنيسة. يدرك النعمة التي في كل سر، ويحيا فيها.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد الإنسان الروحي يرتفع فوق مستوى الجسد والجسدانيات، ولا يسلك حسب الجسد. وفى ذلك قال القديس بولس الرسول "لاشئ من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح، (رو 8: 1) وقال أيضًا "إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو 8: 13). وشرح هذا الأمر بقوله "الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله" (رو 8: 5 – 7). وهنا يواجهنا سؤال. ![]() هل الجسد خطية؟ والجواب: كلا فلماذا؟ * إن الجسد ليس شرًا في ذاته، وإلا ما كان الله قد خلقه. لأن الله لا يخلق الشر. بل إن الله بعدما خلق الإنسان بهذا الجسد، "رأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31). * وإيضًا لأن الجسد يمكنه أن يشترك في العبادة ويخدم الله. يركع ويسجد، ويرفع نظره إلى فوق، يرفع يديه في الصلاة، ويصوم، ويتعب في الخدمة. * وهكذا فعل كثير من القديسين. اشتركت أجسادهم مع أروحهم في العمل الروحي، وعاشوا في الجسد حياة بارة. وكانت أجسادهم مقدسة. *و الجسد ليس شرًا، وإلا ما كان الله يقيمه، ويمنحه نوعًا من التجلى، فيصير جسدًا روحانيًا نورانيا سماويًا (1كو 15: 44، 49). يقام في مجد.. *ولوكان الجسد شرًا، ما كنا نكرم اجساد ورفات القديسين. وما كانت تحدث معجزات من أجسادهم، كما حدث مع عظام أليشع النبى (2مل 13: 21). إننا نكرم اجساد القديسين، ونضع عظامهم في أديرتنا وكنائسنا، ونحتفى بها، ونفرح باقتنائها، ونبخر لها، وندهنها بالاطياب. وننال منها بركة. *ولو كان الجسد شرًا، ما كان الرسول يقول: "مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو 6: 20). إذن يمكن أن يكون الجسد أداة لتمجيد الله. ![]() *الجسد أيضًا ليس شرًا، لأن الكتاب يقول "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح..؟ أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو 6: 15، 19) "هيكل الله مقدس، الذي أنتم هو" (1كو 3: 16، 17). ![]() الجسد إذن ليس خطية ولا شرًا. ولكن الخطية هي في السلوك حسب الجسد، في شهواته ورغباته الأرضية. الخطية هي في تغليب الجسد على الروح. مادام الجسد إذن ليس شرًا، فلماذا الحديث عن الصراع بين الجسد والروح؟ ولماذا إذن قول الرسول "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهى ضد الروح ضد الجسد" (غل 5: 16، 17). هنا لا يتحدث الرسول عن الجسد كما خلقه الله. فآدم وحواء – قبل الخطية – كان لكل منهما جسد. وكانا يعيشان في براءة كاملة "وكان كلاهما عريانين، وهما لا يخجلان" (تك 2: 25). والأطفال الصغار والرضعان، لهم أجساد وليست فيها شهوة للخطية.. إنما يتحدث الرسول عن الجسد الخاطئ. ![]() الجسد إذن في ذاته ليس شرًا، ولكن.. الجسد من تركيب مادى. وقد يميل إلى المادة وينفعل بها، وينفصل عن سيطرة الروح، ويقاومها. وهنا يبدأ الصراع. وتبدأ الشهوة الخاطئة.. على أن احتياج الجسد المادة، بطريقة طبيعية غير شهوانية، ليس في ذلك خطأ فالجسد مثلًا يحتاج إلى أطعمة مادية وإلى ألوان من التغذية، وليس في ذلك خطأ. بل الرسول يقول إن الإنسان "يقيت جسده ويربيه" (أف 5: 29). وقد طوب الرب المهتمين بالجياع والعطاش والعرايا.. واعتبر اهتمامهم بهؤلاء، كأنه موجه إليه شخصيًا. فقال للذين عن يمينه في اليوم الأخير "تعالوا إلى مباركى أبى.. لأنى جعت فأطعمتمونى، عطشت فسقيتمونى.. عريانًا فكسوتمونى" (مت 25: 35 – 36).. وكلها أعمال موجهة إلى صالح الجسد.. هذا هو نصف الحقيقية. فما هو النصف الآخر؟ ![]() الإنسان الروحي يردد قول الكتاب: أقمع جسدي وأستعبده (1كو 9: 27) أي أقمع شهوته. أن يعطى الجسد احتياجه الطبيعي من المادة، وليس أكثر. فإن وصل الجسد إلى اشتهاء المادة والتعلق بها، مما يخرجه عن النطاق الروحي حينئذ فالإنسان الروحي يقمع الجسد ويستعبده، أي يجعله عبدًا للروح، لا يتمرد عليها، ولا يستقل عنها في تدبير ذاته. ويصل الإنسان الروحي إلى ذلك عن طريق النسك والصوم وصلب الجسد. وعن هذا الأمر يقول الرسول "ولكن الذين هم للمسيح يسوع، قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24)،هؤلاء يقاومون "شهوة الجسد، وشهوة العين" (1يو 15، 16) هذه التي قال عنها الرسول إنها من محبة العالم.. نحن لا نقتل الجسد، فقتل الجسد خطيئة، ولذلك لا نصلى على المنتحر، إلا لو كان في جنون لا يحاسب فيها عن أفعاله.. ولكننا نعمل على قتل شهوات الجسد الخاطئة. أي أننا نخضع شهوات الجسد، لرغبة الروح في الالتصاق بالله. وغرض النسك عند الإنسان الروحي، هو منح فرصة للروح، لتعمل عملها منطلقة من ثقل الجسد. الإنسان الروحي يهتم بجسده، ولكن بأسلوب روحى. ويمتنع عن الاهتمام الذي يغذى شهوات الجسد، الذي حذر منه الرسول (رو 8: 6، 7). وحينما يقود الجسد في حياة النسك، لا يكتفى بهذا الوضع السلبى، إنما من الناحية الإيجابية يجعل نسك الجسد فرصة لغذاء الروح. ويشرك الروح مع الجسد في هذا النسك. فلا يكون مجرد زهد من الجسد، إنما أيضًا معه زهد النفس. ![]() والإنسان الروحي يقيم توازنًا في اهتمامه بكل من الجسد والروح. ففيما يعطى الجسد غذاءه يعطى الروح أيضًا غذاءها، فكما يعطى الجسد طعامًا كل يوم، بوجبات متعددة، وعناصر غذائية منوعة، كذلك يعطى الروح غذاءها من القراءة الروحية والتأمل والصلاة والألحان والترانيم، والتناول أيضًا. وكما يعالج الجسد إذا مرض، يعالج الروح أيضًا من أمراضها، بل يلجأ إلى الوقاية بالأكثر. وكما يمنح الجسد نصيبه من الرياضة، كذلك يستخدم الرياضة الروحية. وكما يهتم الإنسان العادى بزينة جسده وهندامه وحسن ملابسه، كذلك يهتم الإنسان الروحي بزينة الروح الوديع الهادئ. ويجعل روحه تتزين بالفضائل وثمار الروح (غل 5: 22، 23). ![]() الإنسان الروحي يجعل اهتمامه الأول بروحه وبأرواح الغير أيضًا. ويتحاشى كل شيء يعطل طريق الروح، سواء من الخطأ بالنسبة إلى نفسه، أو العثرة بالنسبة إلى غيره.. يهتم بسلامة روحه، وبالنمو في الروح. ذلك لأن روحه هي نفخه الله فيه (تك 2: 7)، بينما جسده من التراب.. بالروح يصير مثل ملائكة الله في السماء، وتصير له صلة مع الله ومحبة، وصلة مع العالم الروحاني من الملائكة والقديسين. ![]() وباهتمامه بروحه يعود إلى الصورة الإلهية التي خلقه بها الله منذ البدء (تك 1: 27). على شبه الله ومثاله (تك 1: 26) ما أروع هذا! وباهتمامه بروحه، إنما يهتم أيضًا بأبديته، تلك الأبدية التي لا يقاس بها أبدًا هذا العمر المادي على الأرض.. وباهتمامه بروحه أيضًا، إنما يدخل في شركة الروح القدس ويعمل مع الله.. ![]() وهنا نسأل سؤالًا أساسيًا: ما هي الحياة الروحية: ونلخص هذه الحياة في أمرين اثنين: 1- أن يخضع الجسد للروح. 2- أن تخضع روح الإنسان لروح الله. في هذين الأمرين الأساسيين تتلخص كل حياة الإنسان الروحي. يخضع الجسد للروح، فلا يقاومها، ولا يشتهى ضد ما تشتهى الروح، ولا يدخلها في صراع معه، كما يحدث مع المبتدئين وغير الكاملين. هذا كله من الناحية السلبية. اما من الناحية الإيجابية، فيشترك الجسد مع الروح في عملها الروحي. وبهذا يكافأ الجسد مع الروح في الحياة الأبدية، لأنه اشترك مع الروح في عمل البر. وسلك في حياة الروح، فيستحق لذلك أن يصير جسدًا روحانيًا (1كو 15). ![]() كذلك نقول إن روح الإنسان تخضع لروح الله، لأن الروح البشرية وحدها لها أخطاؤها. فليست كل أخطاء الإنسان سببها الجسد، بل هناك أخطاء للروح. والكتاب يقول "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18). ونحن نصلى من الساعة الثالثة ونقول "طهرنا من دنس الجسد والروح.. "ونقول في القداس الإلهي طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا. والشيطان، وهو روح ليس له جسد مادى، له سقطاته وخطاياه المستمرة. فقد وقع في الكبرياء (اش 14: 14). وقد صار المقاوم المتمرد، وسماه الرب "الكذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44). ونقول في القداس الإلهي "والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس". إذن وقع وهو روح في خطية الحسد وطبعًا وقع في إعثار الآخرين وتضليلهم.. كل ذلك وهو روح. لذلك هو وشياطينه يسميهم الكتاب الأرواح الشريرة، والأرواح النجسة. ![]() الروح إذن يمكن أن تخطئ، إذا انفصلت عن الله. تحتاج الروح إذن إلى شركة الروح القدس. لذلك منحنا الله المسحة المقدسة (ايو 2: 20، 27)، التي بها يسكن روح الله فينا، ويكون معنا إلى الأبد، ويرشدنا إلى كل الحق (يو 16: 3). ويعلمنا كل شيء (يو 14: 26) ويبكتنا على الخطية (يو 16: 8). وباختصار فإن حياتنا الروحية كلها تتوقف على عمل الروح القدس فينا، واستجابتنا لعمله، واشتراكنا معه في العمل.. ![]() الإنسان الروحي لا يعمل وحده، إنما روح الله يعمل فيه، ويعمل معه ويعمل به. إنه أداة في يد الله، وأداة طيعة. هو غصن في الكرمة (يو 15: 1) تسرى فيه عصارة الكرمة، ويأخذ منها حياة. والله يعمل فيه، وبدون الله لا يستطيع أن يعمل شيئًا (يو 15: 5). سلوكه بالروح، لا يعنى بروحه البشرية وحدها، وإنما باشتراك روحه مع روح الله في العمل. وعلى هذا الأساس وحده، يسمى أنسانًا روحيًا. روح الله هو الذي يوجهه ويرشده، وهو الذي يمنحه الحرارة الروحية، وهو الذي يمنحه المواهب والإمكانيات التي يعمل بها، ويهبه أيضًا القوة والقدرة. ![]() والإنسان الروحي له الروح المطيعة، لا يحزن روح الله، ولا يقاومه، ولا يطفئ الروح. إنه لا يدعى لنفسه أنه أعمل عملًا من ذاته. إنما يسجد أمام الله قائلًا: لتكن يا رب مشيئتك. أنا من ذاتي لم أعمل شيئًا "فكل شيء بك كان. وبغيرك لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المستوى الروحي والمقارنة بالمستوى النفساني والمستوى الجسداني الروحانية هي أولا السلوك بالروح. وقد ورد الكثير عن هذا الأمر في رسالة بولس الرسول إلى رومية إذ قال "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو 8: 1). وقال أيضًا "فإن الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح (يهتمون). لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن إهتمام الجسد هو عداوة لله. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. ![]() إذن الروحانية هنا هي ارتفاع عن مستوى السلوك بالجسد. هنا وأحب أن أقول لكم إن الإنسان يتكون من ثلاثة عناصر: الروح والنفس والجسد. وقد وضح القديس بولس هذا الأمر، حينما قال في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكى "إله السلام نفسه يقسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفوسكم وجسدكم كاملة بلا لوم.." (1تس 5: 23). إذن الإنسان يتكون من روح ونفس وجسد. وهنا تقول إن الإنسان الروحانى لا يسلك حسب الجسد ولا حسب النفس. السلوك حسب الجسد واضح جدًا للجميع.. كالإنسان الذي يسلك في شهوات الجسد كشهوة الزنى، أو شهوة الطعام، أو شهوة الملبس.. إلخ ولكن ماذا إذن عن السلوك النفسانى؟ نقول أولًا: ![]() لقد حارب الآباء الرسل السلوك النفساني وأدانوه. فالقديس يهوذا الرسول يقول في رسالته "إنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون سالكون بحسب شهوات فجورهم. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم نفسانيون لا روح لهم" (يه 18: 19) لاحظوا إذن قوله: ![]() نفسانيون، لا روح لهم. هؤلاء "سالكون بحسب شهوات فجورهم". ولعله يفهم من هذا أن شهوات الجسد تقودها عوامل نفسانية خاطئة، بعيدة عن اتجاه الروح.. والقديس يعقوب الرسول يفرق بين الحكمة الإلهية، وحكمة أخرى يقول عنها إنها "ليست نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية "وإنها تسبب الغير المرة والتحزب والتشويش وكل أمر ردئ (يع 3: 14 – 16).. لاحظوا أن وصف نفسانية ارتبط أيضًا بعبارة "أرضية شيطانية".. ما أصعب هذا الوصف.. ربما هذا التفصيل غير مستخدم كثيرًا. فالناس غالبًا ما يتحدثون فقط عن السلوك الروحانى، والسلوك الجسدى. ونادرًا ما يتحدثون عن السلوك النفساني الممقوت.. ![]() الإنسان النفسانى تقوده النفس وغرائز النفس وعقلية النفس ومشاعرها بدون روح. وهذا أمر فيه أخطاء وخطايا كما سنرى. والإنسان الجسدانى تقوده شهوات الجسد ورغباته. فماذا إذن عن الإنسان الروحانى. ![]() الإنسان الروحانى يتصف بصفتين وهما: 1-ينتصر على الجسد وعلى النفس، ويسلك حسب الروح. 2-الصفة الثانية أن روحه تخضع لروح الله.. يوجد إنسان في داخله صراع بين شهوات الجسد وشهوات الروح (غل 5: 16، 17)،أما الروحاني فقد خضع فيه الجسد تمامًا للروح. ولكن هذا وحده لا يكفى، لأن أخطاء الإنسان ليس سببها فقط شهوات الجسد. فهو قد يخطئ بروحه وحدها.. ولا تتعجبوا من هذا فالشيطان روح، ومع ذلك فقد أخطأ. فهو روح متمردة وروح شريرة. والكتاب يتحدث كثيرًا عن الأرواح الشريرة. والسيد المسيح أعطى تلاميذ سلطانًا على إخراج الأرواح الشريرة، أي أرواح الشياطين. إذن ممكن أن الأرواح لا تخطئ. وممكن أن الإنسان يخطئ بروحه.. أما الإنسان الروحي، فإنه لا يخطئ بروحه، لأن روحه خاضعة تمامًا لروح الله.. ![]() إذن الإنسان الروحي: نفسه وجسده يخضعان لروحه، وروحه تخضع لروح الله. ولذلك نقرأ في الرسالة إلى رومية عبارة جميلة جدًا وهى "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله" (رو 8: 14). هؤلاء هم الروحانيون، الخاضعون لروح الله. الذين يقودهم روح الله، وهم طائعون لقيادة روح الله. ولكي تنقاد بروح الله ينبغى أن يكون روح الله ساكنا فيك. من أجل هذا، جعل الله روحه يسكن فينا. فقال الكتاب "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم" (1كو 3: 16). وروح الله الذي فيك يعطى روحك معرفة، ويعطيها إرشادًا. يقودها في الطريق.. يوبخها على خطية، ويحثها على الخير، ويذكرها بكل ما قاله الرب ويعلمها كل شيء (يو 14: 26). لذلك الكنيسة تمنحك المسحة المقدسة، مسحة الروح. وعن هذه المسحة تحدث القديس يوحنا الحبيب مرتين في رسالته الأولى، فقال "وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء"، "وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه، ثابتة فيكم" (1يو 2: 20، 27). ونحن ننال هذه المسحة في سر الميرون المقدس. وكانوا ينالونها في بداية العصر الرسولى بوضع اليد. ![]() إذن تعتمد على قيادة روح الله لك، وليس على الحكمة البشرية وحدها الحكمة البشرية وحدها هي جهالة عند الله (1كو3: 19). وقد شرح القديس بولس الرسول هذا الأمر بعمق شديد وتفصيل، في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، في الاصحاح الثانى. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أمثلة للمستويات الثلاثة الشهوة الفرح |
||||
![]() |
![]() |
|