![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنواع من المحبة توجد محبة طبيعية مثل المحبة بين البنوة والأبوة، لذلك شبه الله محبته لنا بمحبة الأب للأبناء. وتوجد محبة مكتسبة كمحبة الأصدقاء والأقرباء والزملاء، أو المحبة بين خطيب وخطيبته، أو بين زوج وزوجته. والمحبة قد تسلك في درجات.. ربما تبدأ بزمالة، تتدرج إلى تعاون أو صداقة. والزمالة هي علاقة بين اثنين أو أكثر في رابطة بعمل مشترك أو مصلحة مشتركة. وقد تؤدى إلى فكر مشترك.. وربما تؤدى الزمالة إلى صداقة وربما يوجد في العلاقات لون من الإعجاب. والإعجاب غير الحب. فربما تُعجب ببطل من أبطال الرياضة. ولكن ليس معنى هذا أنك تحبه. كذلك قد تعجب بكاتب من الكتاب. يعجبك فكره، دون أن تكون هناك صلة بينك وبين شخصه. وقد تنشأ بينكما رابطة فكرية، ولكن ليست هي الحب. وإن تدرجت إلى المحبة، فإنها تكون محبة لفكره أو لأسلوبه، ولكن ليس لشخصه.. ![]() المحبة هي التقاء بين قلبين، أو اتحاد قلبين، بمشاعر واحدة، أو عواطف واحدة ولكن تكون محبة مقدسة، من المفروض أن تكون هذه المشاعر داخل محبة الله، لا تتعارض معها، ولا تزيد عليها. ومن المشاكل أن توجد محبة من جانب واحد. لابد أن يكون هناك شيء من الخطأ، أو عدم التوافق. فالمفروض أن المحبة تولد محبة.. ![]() ومن شروط المحبة أن تكون عاقلة وحكيمة وروحية، لأن هناك أنواعا من المحبة قد تسبب ضررا والمحبة الحقيقية ينبغى أن تكون محبة طاهرة. وهنا نفرق بين المحبة والشهوة وأتذكر أنني قلت مرة في التمييز بينهما: المحبة تريد دائما أن تعطى. والشهوة تريد أن تأخذ. والشهوة التي تريد دائما أن تأخذ، وتتصف دائما بالأنانية. وقد تضيع الطرف الآخر الذي تدعى أنها تحبه. وقد تحبسه داخلها، وتحد حريته في الاتصال بالآخرين وقد تتحول أحيانا إلى غيرة مدمرة..!! إنها في الواقع ليست محبة حقيقية. فالمحبة الحقيقية تتصف بالعطاء والبذل. وقد تصل إلى التضحية بالذات.. ![]() فانظر إلى نفسك، في علاقتك مع الجنس الآخر، أهي علاقة حب أم شهوة؟ الشاب الذي (يحب) فتاة، فيضيع سمعتها، أو يفقدها عفتها: هل تسمى هذا حبا أم شهوة؟! لو كان يحبها حقا، لكان يحرص عليها. يحرص على سمعتها، كما يحرص على سمعة أخته. ويحرص على بتوليتها. ويحرص على مشاعرها، فلا يشغلها به، ويعلقها بشخصه، وقد يتركها بعد ذلك حيرى، لا تجد طريقها في الحياة، أو تجده مظلما أمامها أنستطيع أن نسمى هذا حبًا؟! قد يسميه البعض مجرد تسلية في حياة الشباب!! ولكن ما هو ثمن هذه التسلية من الناحية الروحية، ومن الناحية الاجتماعية.. هذه التسلية التي تشغل الفكر، ومن تضيع المستقبل! وقد تفقد الشاب والشابة نجاحهما في الدراسة أو تفوقهما. وليس في هذا أي حب لأحد منهما. وما معنى هذه التسلية التي تفقد فيها العفة والسمعة؟ وتفقد فيها روحيات الاثنين أيضا. ![]() الحب الحقيقي لابد أن يرتبط بنقاوة القلب. والحب بين الشابين لا يجوز أن يلغى محبتهما لله. فقد قال الرب إن أحب أحدا أكثر منه، فلا يستحقني (مت 10: 37) فهل يجوز لشاب أن يحب فتاة أكثر من الله؟! وهل يجوز لشابه أن تحب فتى أكثر من الله؟! وهل يجوز أن تدخل في هذه المحبة مشاعر تتعارض مع نقاوة القلب التي بدونها لا يعاين أحد الرب؟! ![]() الذي يحبك حقا، لا يمكن أن يُفقِدَك روحياتك. الذي يحبك حقا، لا يغتصب لنفسه حبك نحو الله، ولا يقلل من مقداره، ولا يهز داخل قلبك محبتك نحو الله.. ولا يتركك في صراع بين محبتين.. محبة روحية، ومحبة جسدية، أو محبة نحو الله، ومحبة نحو إنسان.. ![]() المحبة ليست متعة على حساب الغير! بل هي إنكار للذات، وبذل للذات، في محبة الغير. كما فعل يوناثان من أجل صديقة داود. وتعرض لغضب أبيه في دفاعه عنه. وأعظم مثل للحب هو ذبيحة الصليب لأجلنا، التي قيل فيها (هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد) (يو 3: 16). إذن ماذا عن الحب الذي يقود إلى الزواج . المهم في ذلك: ما هو الضمان أنه يقود إلى الزواج؟ وما هي حدود هذا الحب، أو ما هي حدود العلاقة التي يسمونها حبا يقود إلى زواج؟ هل هو حب يشترط أن يكون بين خطبين؟ أم هو حب بدون أية رابطة شرعية؟! وما مصيره؟ وما مدى الحرص الذي يكون حافظا له من الانحراف. ![]() والمحبة الحقيقية هي محبة دائمة. أي أنها تستمر، لا تسقط أبدا (1كو 13: 8). وإذا كان اثنان يحبان بعضهما البعض محبة قوية، فإنهما يريدان ليس فقط أن تدوم هذه المحبة بينهما طول عمرهما على الأرض، بل هما يريدان أن تستمر هذه المحبة بينهما في الأبدية، فيوجدان معا في العالم الآخر.ولا يتوفر لهما ذلك، إلا لو كانت محبتهما طاهرة، بحيث يذهبان معا إلى الملكوت، في النعيم الأبدي.. لكن لو ضاع أحدهما في الطريق، فلن يوجدا معا في الملكوت. لابد إذن أن يسند بعضهما البعض في الطريق الروحي. لنفرض أنهما عاشا معا في خطية!! وتاب أحدهما، ولم يتب الآخر.. إذن سوف يفترقان بعد الموت: أحدهما إلى الفردوس، والآخر إلى الجحيم. ولن يلتقيا في الحياة الأبدية.. ولا تكون محبتهما دائمة. فالمحبة الدائمة هي المحبة الروحية. ![]() إن الحب له أنواع عديدة تتنوع في مجالاتها. الحب في أفراد الأسرة الواحدة، بين الآباء والأبناء، وبين الأخوة والأخوات، وبين الأزواج، وكله حب يوافق عليه الكتاب، وتوافق عليه الطبيعة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصداقة وهناك أيضًا الحب بين الأصدقاء، كالحب بين داود ويوناثان. قال فيه داود عن يوناثان بعد وفاته (قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان. كنت حلوا لي جدًا. محبتك لي أعجب من محبة النساء) (2صم 1: 26). ذلك لأنها محبة خالصة بين روح وروح. لا دخل لمشاعر الجسد فيها. أما المحبة التي يتدخل فيها الجسد، كالمحبة التي بين زوجين، لا يبيحها الكتاب لفتى وفتاة خارج حدود الزواج. ![]() ![]() الصداقة هي مشاعر مودة، يمكن أن تكون بين رجل ورجل، أو بين امرأة وامرأة، أو بين عائلة بكل أفرادها رجالا ونساء، مع عائلة أخرى بكل أفرادها رجالا ونساء (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويمكن أن تكون بين الجنسين في حدود المودة الروحية، بشرط أن لا يكون للجسد تدخل فيها. والصديق ينبغي أن يكون صادقًا في صداقته. ويكون أيضًا صِدّيقًا؛ أي بارًا يقود صديقه إلى الخير. ![]() لأنه فيما يفعل ليس صادقًا، ولا صديقًا.. ومحبته لك هي لون من المحبة الضارة.. لذلك عليك أن تنتقى أصدقاءك من النوع الذي لا يشترك معك إلا في عمل البر، ولا يجاملك على حساب الحق، ولا يشجعك على خطأ.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المحبة الخاطئة أما المحبة الخاطئة، فتوجد أنواع منها: إما أنها خاطئة في ذاتها، أو في الوسيلة والأسلوب، أو في النتيجة. فمن أمثلة الخطأ في الوسيلة: محبة رفقة لابنها يعقوب. أرادت له أن ينال البركة. ولكنها لجأت إلى وسيلة خاطئة، وهى خداع أبيه، وبهذا عرضته لعقوبة من الله، فلم يفارقه الخداع. خدعه لابان بتزويجه ليئة بدلا من راحيل وخدعه أبناؤه بادعائهم أن ابنه يوسف افترسه وحش رديء.. وعاش يعقوب في حياة كلها تعب. ![]() كذلك أخطأت رفقة في أن محبتها لم تكن شاملة فلم تحب عيسو كما كانت تحب يعقوب. وبالمثل يعقوب لما كبر، لم تكن محبته لأبنائه شاملة أيضا. فأحب يوسف أكثر من الباقين مما سبب لهم غيرة قادتهم إلى إيذائه. إن الرب أرادنا أن نحب الكل، حتى الأعداء والمسيئين إلينا. وقال الكتاب (إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه) (رو 12: 20). ![]() الذي يحب البعض، على حساب البعض الآخر: يكون في قلبه عدم محبة لهذا الآخر. ومن أمثلة ذلك أن ايزابل كانت تحب وزوجها الملك آخاب. وفي هذا الحب ساعدته أن يغتصب حقل نابوت اليزرعيلى. ودبرت في ذلك تهمة باطلة لنابوت بشهود زور، انتهت بها قتله وهكذا كانت محبتها لزوجها محبة خاطئة قادته إلى الظلم والقتل وإلى انتقام الرب منه (1مل 21). ![]() هناك محبة خاطئة من حيث نتائجها: مثل النسوة اللائي أعجبن بانتصار داود على جليات، فهتفن له قائلات (ضرب شاول ألوفه، وداود ربواته) (1صم 18: 7) وبهذا غرسن الغيرة في قلب شاول فاضطهد داود اضطهادًا مرًا، وسعى إلى قتله وإيذائه. وبالمثل أولئك الرجال الذين هتفوا لهيرودس الملك قائلين عنه لما خاطبهم (هذا صوت إله صوت إنسان) (أع 12: 22) ففي الحال ضربه الرب فمات، لأنه لم يعط مجدا لله. هناك محبة أخرى خاطئة، بتشجيع الخاطئين. ومن أمثلة الذين تبعوا الهراطقة على مدى الأجيال، وشجعوهم وكوَّنوا لهم شعبية تؤيدهم في أخطائهم اللاهوتية، مما جعلهم يستمرون في بدعهم وهرطقاتهم، فحرمتهم الكنيسة، وفقدوا أبديتهم أيضا. بينما لو لم يكن هؤلاء التابعون قد شجعوهم، لكان ممكنا أن يرجعوا عن الهراطقة بسبب عدم التأييد. بل أن كثيرا من هؤلاء التابعين استمروا ينادون بآراء أساتذتهم الهراطقة حتى بعد موتهم. ![]() ليست محبة أن يشجع إنسان أحد الخطاة على خطيئته. وليست محبة أن يدافع عنه، أو حتى يساعده ماليا أو ماديا. إنما المحبة الحقيقية هي أن يقوده إلى التوبة، بأن يشرح له الخطأ، ويبكته عليه، ويدعوه إلى تركه.. حقا إن هذه ليست محبة، بل هي ضرر. والكتاب يقول: (مبرئ المذنب ومذنب البريء، كلاهما مكرهة للرب) (أم 17: 15) فهذا الذي يبرئ المذنب، إنما بسبب محبته له، يفقد محبة الله، ويصير مكرهة له. وحتى محبته الخاطئة للمذنب تتسبب في هلاكه الأبدي. ويعتبر مشجعه مشتركا معه في الخطية، وفي مسئولية الخطأ ونتائجه وعقوبته. فحينما يهلك هذا المخطئ، يكون من شجعه أحد الأسباب التي أوصلته إلى الهلاك. وفي نفس الوقت يكون ضد الحق الذي هو الله. ![]() الأم التي تغطى على أخطاء ابنها، حتى لا يعرفها أبوه، فينجو من عقابه: هذه لا تحب ابنها على وجه الحق، بل تضره وتفسده وتضيع مستقبله وعلاقته بالله.. وكذلك الأم التي تدلل ابنها تدليلا يتلفه.. لهذا كله يقول أحد الأمثال (الذي يبكيك يبكى عليك، والذي يضحكك، يضحك عليك). ![]() إن أحببت إنسانا، لا تدافع عنه في خطئه، إنما أنقذه من خطئه. وذلك بقيادته إلى التوبة. وهكذا تخلص نفسه، وأيضا تنقذ نفسك من الاشتراك معه في الدينونة، إن استمر في الخطأ بسبب تشجيعك. المحبة الحقيقية هي أن تنجيه من أغلاطه، لا أن تبرر أخطاءه أمام الناس. ![]() لذلك كان التوبيخ لونا من المحبة. وكان التأديب ممن له سلطان التأديب، دليلا على الحب. وفي ذلك قيل عن الله تبارك اسمه (الذي يحبه الرب يؤدبه). بعض الناس -للأسف- يظن أن العقوبة ضد المحبة!! كلا، فهذا خطأ. لأن العقوبة تكون رادعة عن الاستمرار في الخطأ. وإن لم يستفد بها المخطئ، يستفيد بها الآخرون. كما قال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس (الذين يخطئون، وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف) (1تى 5: 20). ![]() أحيانا يظن البعض أن المحبة تدعوهم إلى مساعدة الآخرين، ولو في الخطأ. ومن أمثلة ذلك تلميذ يساعد زميله على الغش في الامتحان محبة له!! أو أب كاهن يساعد طالب زواج في زيجة غير شرعية زعما بأنه يساعده على الزواج بمن يحب أو طبيب يساعد فتاة أخطأت بأن يجهضها لتنجو من الفضيحة. ![]() ومن أمثلة المحبة الخاطئة، زوج يحبس زوجته في البيت لتكون له وحده. الحبي ليس هو الأسلوب السليم، بل تعميق بينه وبين زوجته هو الذي يجعلها تتمسك به وحده. كذلك محبتها لله، تجعلها لا تخون زوجها أبدا.. كما أن حبس الزوجة في البيت هو نوع من الأنانية يحرمها فيه من التمتع بالحياة بلا خطأ. ![]() هناك محبة أخرى تخطئ في الأسلوب والوسيلة. مثل محبة بطرس للمسيح التي جعلته يستل سيفه ويضرب عبد رئيس الكهنة فيقطع أذنه، فوبخه السيد على ذلك (يو 18: 10، 11). ومن أمثلة هذه المحبة الخاطئة الأم التي من حرصها على صحة ابنها تمنعه عن الصوم بكافة الطرق بل تذهب إلى أب اعترافه وترجوه أن يمنعه هو أيضا.. عكس ذلك الأم القديسة التي في أيام الاستشهاد، ذبحوا أبناءها على حجرها، وهى تشجعهم على الاستشهاد. إننا حينما نتكلم عن المحبة، إنما نتكلم عن المحبة الحقيقة، التي تهدف إلى خلاص نفس الإنسان، وإلى نجاحه بطريقة روحية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المحبة العملية والمحبة الحقيقية هي محبة عملية: وفى ذلك قال القديس يوحنا الرسول (لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18) محبة الأسرة لطفلها هي محبة عملية، فيها الاهتمام بغذائه وصحته ونظافته وتعليمه.. وكذلك الاهتمام بروحياته، وتلقينه الدين، وتدريبه على الفضيلة.. ![]() وفى حديث سفر النشيد عن الحب، يقول (اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك) (نش 8: 6). عبارة (خاتم على قلبك، تعنى عواطفك ومشاعرك القلبية أما عبارة (خاتم في ساعدك) فتعنى مد ساعدك للعمل. إن بطرس الرسول حينما قال (لو أنكرك الجميع لا أنكرك) كان خاتما على القلب. وحينما أنكر، لم يكن خاتما على الساعد.. ![]() خاتما على القلب تعنى الإيمان، وخاتما على الساعد تعنى الأعمال. والمحبة نحو الله تتطلب الاثنين معًا. والمحبة نحو الناس تتطلب المشاعر والعمل أيضًا. هذه هي المحبة العملية. ومن جهة الرعاية يقول الكتاب (الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو 10: 11) وبذل النفس هو المحبة العملية. والله -كراع صالح- يقول عنه الكتاب إنه (بين محبته لنا. لأننا ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا). رو 5: 8) إنها محبة عملية، فيها التجسدوالصلبوالفداء. ![]() المحبة عاطفة، تترجم ذاتها إلى عمل. يقول الرب (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23: 26) فهل هذا يعنى مجرد العاطفة؟ كلا، لأنه يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناي طرقي) هنا الحب والعمل معا. وهكذا نرى الرب يقول في ذلك: (إن أحبني أحد يحفظ كلامي) (يو 14: 23) إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي) (يو 15: 10).![]() فالمحبة لله، ليست محبة نظرية، ولا هي مجرد عواطف. محبتك لله تتجلى في طاعته وحفظ وصاياه. كما تظهر في نشر ملكوته على الأرض. في خدمته، وخدمة كنيسته، وخدمة أولاده..أما أن تقول إنك تحب الله، وأنت جالس في خمول لا تعمل شيئا، فهذا كلام نظري لا يقبل منك. وهنا أذكر بإعجاب، أولئك الذين بشروا بكلمة الله في بلاد تأكل لحوم البشر هذه هي المحبة العملية الباذلة. محبة الشخص الذي يعطى الناس كلمة الله لكي يتغذوا، حتى لو أن بعضهم تغذى به هو! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العلاقة مع الله حينما نتكلم عن المحبة، لا نتكلم فقط عن المعاملات المتبادلة مع الناس، بل بالأكثر العلاقة مع الله، وحينما تكلم السيد المسيح مع الآب عن علاقته بتلاميذه، في الإصحاح المشهور (يو 17)، قال: (الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم)، (عرفتهم اسمك، وسأعرفهم. ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم) (يو 17: 8، 26). ![]() علاقة معرفة وحب. وكمثال للبذل فيها: يقول بولس الرسول عن خدمته لله: بأسفار مرارا كثيرة، بأخطار في البر، بأخطار في البحر، بأخطار من جنسي، بأخطار من الأمم، بأخطار من أخوة كذبة.. في برد وعرى، في جوع وعطش. في تعب وكمد..) (2كو 11: 26، 27). وتسأله أهذه هي الخدمة؟ وكأنه يجيب: بل هذا هو الحب. ![]() وأنت: هل حبك لله كلام أم عمل؟ هل فيه بذل وعطاء، ونشر لكلمة الله؟ هل فيه ضبط للسانك، وضبط للسانك، وضبط لفكرك، وضبط لشهواتك؟ هل الحب يظهر في صلواتك، وفي خدمتك، وفي احتمالك؟ هل في صلاتك تقول مع المرتل في المزمور (باسمك ارفع يدي، فتشبع نفسي كما من لحم ودسم) (مز 63: 4) (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). هل خدمتك حب؟ كما كانت خدمة السيد المسيح الذي قيل عنه إنه أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى) (يو 13: 1). ![]() المحبة الحقيقية هي أيضًا محبة بلا رياء (رو 12: 9). سواء كانت تجاه الله أو تجاه الناس. لا تكون قلوبنا غير ألسنتنا. ولا تكون ألسنتنا غير مشاعرنا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هي العثرة؟ ما هي العثرة، التي قال عنها السيد المسيح له المجد: (ويل للعالم من العثرات.. ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة) (مت 18: 7) (من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر) (مت 18: 6) إن كانت العثرة بهذه الخطورة في عقوبتها، فما هي العثرة؟ ![]() ![]() العثرة هي أن يتسبب إنسان في إسقاط غيره. وقد تكون العثرة بقصد، أي أن يتعمد الإنسان ويقصد أن يسقط غيره. وهذه عقوبتها أخطر من حالة الإنسان الذي يعثر أحدًا بغير قصد.. أول عثرة في تاريخ البشرية، جاءت عن طريق الشيطان: فهو الذي أسقط أبوينا الأولين. وكانا بسيطين لا يعرفان شرًا. وفقد أسقطهما بقصد. وذلك عن طريق الخداع والإغواء وبهذه العثرة دخل الموت إلى العالم وتسبب الشيطان في إفساد الطبيعة البشرية.. ![]() وعموما طرق العثرة هي: إما أن يعثر الشخص غيره بمعرفة الخطية، أو بتسهيل الخطية، أو بمذاقة الخطية أو بإعطاء مفهوم مخادع الخطية، كأن يقدمها باسم فضيلة، أو أن يحدثه عن (منافع) الخطية وفوائدها!! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معرفة الخطية يعنى أن يعرف الإنسان أمورًا تضره روحيًا، ما كان يعرفها من قبل.. وهكذا تدخل في ذِهنه معارف تُدَنِّس فِكره. أو تجلب له شهوات، وتُسْقِطهُ في الخطية. ولعله عن هذه قال سليمان الحكيم (الذي يزيد علمًا، يزيد حزنًا) (جا 1: 18). وبهذه المعرفة سقطت حواء، مع أنها كانت معرفة غير سليمة، قال لها الشيطان وهو يكذب "تنفح أعينكما وتصيران مثل الله".. (تك 3: 5) فما الذي أحدثته هذه العبارة؟ ![]() لقد غيَّرَت نظرة حواء وتفكيرها وشعورها "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت.." ![]() كأن يعطيه معلومات تدين شخصا معينا، أو تجعله يأخذ فكرة سيئة عنه أو يقدم له معارف معينة تتعبه أخلاقيا، أو شكوكا تتعبه عقيديًا.. بحيث يخرج صاحبه من هذا اللقاء ليقول: ليتني ما قابلت فلان، أو ليتني ما سمعت. ![]() مثال ذلك أيضًا البيئة الشريرة، وما تقدمه من أفكار. هذه التي قال عنها الرسول (المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة) (1كو 15: 33) Evil company corrupts good habits. وهكذا بالعثرة من جانب، وبالانقياد للعثرة من جانب آخر، يتعلم منهم التحايل، أو طرق المكر. أو طالب يتعلم التزويغ من الدارسة، أو الغش في الامتحان. وأطفال تستخدمهم عصابات فتعثرهم وتعلمهم النشل. أو شباب يجتمعون معا، والجديد فيهم يعلمونه تعاطي المخدرات أو لعب القمار. كلها عثرات، ولتفاديها قال عنها المرتل في المزمور الأول (طوبى للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف، وفى المستهزئين لم يجلس..). ![]() يقدم لك كل أدلة الفكر الخاطئ وبراهينه، ويقف عند هذا الحد، دون أن يذكر تعليقاته على كل ذلك دون ذكر الردود التي تحطم ذلك الفكر الخاطئ.. وإذا هوجم فلا يورده من أفكار، يرد قائلا (أنا لم أقل إن هذا رأيي، وإنما ذكرت كل ذلك من باب العلم!!) والخطير أيضًا أن يكون وراء هذا الشخص تابعوه وتلامذته ومريدوه، الذين يكررون نفس الكلام ويعملون به، ويكونون هم أيضًا عثرة. البعد عن هؤلاء: طهارة، وليس خصومة. إنه بعد عن أسباب العثرات، أو البعد عن معرفة العثرة. فالذي يسبب العثرة يفقد صاحبه البساطة والبراءة التي كان يحياها. وكأنه يقول له ما قاله الشيطان لحواء (تنفتح أعينكما..) تنفتح العين، فتعرف الخطية.. النقطة الأخرى غير معرفة الخطية، هي تسهيل الخطية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تسهيل الخطية ![]() إنه نوع آخر من العثرة. لأنه ربما يعرف إنسان الخطية، ولكنه لا يمارسها لأن الباب مغلق أمامه. لذلك يعثره من يسهل الأمر عليه. فيعرفه أماكن الخطية ووسائلها، ويقودها إليها، ويزيل الخوف من قلبه، كما يزيل العوائق من أمامه. مثال ذلك ما فعلته إيزابل مع الملك آخاب في الاستيلاء على حقل نابوت اليزرعيلي (1ما 21)، وما كان ينويه اخيتوفل في نصيحته لأبشالوم ليمكنه من القضاء على أبيه داود (2صم 17). كل هذا أعمق وأخطر بكثير من مجرد معرفة الخطية، التي علاجها أسهل من علاج مذاقة الخطية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مذاقة الخطية ![]() هي الخطوة العملية الأولى في ارتكاب الخطية. كالذي يقدم لشخص سيجارة ليدخنها، أو وردة فيها مسحوق الهيروين ليشمها، أو يجعله يذوق مكسبا في لعب القمار، أو يذوق كأسا من الخمر، أو يفتح له مجالا عمليا لممارسة الخطايا الشبابية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اسم آخر للخطية ![]() من العثرة أيضًا تسمية باسم فضيلة. أو باسم آخر يسهل قبوله. فالذي ينشر هرطقة مثلا، يقول عنها إنها المفهوم السليم للدين. والذي يعلم زميله لعب القمار، يسميها تسلية، أو تحلية للعب. والذي يدعو لممارسة الزنى، يسمى ذلك معالجة للكبت وأضراره. والذي يساعد على التهرب من الضرائب، يقول إن ذلك مجرد تخلص من مغالاة وظلم اللجان التي تقدر قيمة الضريبة.. وهكذا. فإن الشيطان -في العثرة- لا يحارب بوجه مكشوف |
||||
![]() |
![]() |
|