منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 12 - 2012, 09:32 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

اقوال الاباء عن التواضع
الاتضاع عمل الهى كبير , وطريقه متعبه للجسد0
" القديس يوحنا الدرجى" 0



ما هو التواضع ؟ هو ضمير لايتعظم فى نفسه0
وبماذا يكمل الاتضاع ؟ يكمل بان لايظن الضمير فى نفسه انه حكيم0
وما هى زينته ؟ عندما يفكر الانسان انه ليس احد ارذل منه , ويتحقق انه انقص من الجميع0 "القديس يوحنا التبايسى"0




الاتضاع هو ان تعد جميع البشر افضل منك 000 متاكدا من كل قلبك انك اكثر منهم خطيه0 "القديس انطونيس الكبير"0




الاتضاع هو ان يحقر الانسان ذاته فى كل شىء0 "مار اسحق"



0
الاتضاع هو بيت اللاهوت , واينما وجد سكن الله فيه0 "مار يعقوب السروجى"0



ما هو الاتضاع ؟
الاتضاع هو ان يحسب الانسان نفسه ترابا ورمادا ويقول : " انا من انا " ! ومن يحسبنى انى شيئا , ومالى انا مع الناس لانى عاجز 0 ولايقول عن امر " ماذا ؟ , او ماذا يكون هذا ؟ " 0 ويكون ماشيا بخضوع كثير فى طرقه 0 ولايساوى نفسه بغيره , واذا احتقر ورذل لايغضب0
"القديس برصنوفيوس"0
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:33 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

من اقوال لاباء عن الاتضاع

قال انبا يوحنا القصير .... الاتضاع ومخافه الله يفوقان كل الفضائل الاخرى

قال الانبا بنيمين .... كما ان الشجره ثابته من الاسفل كذلك من يضع ذاته لن يسقط ابدا

من اقوال الشيوخ

لاتكن متضعا ــ فقط ــ فى كلماتك بل وفى عملك ايضا

..................

افضل ان اتعلم على ان اعلم

.................

الاتضاع غير ممتع فى نظر الناس ولكنه مملح بملح .. جيد المذاق لمن يتدرب عليه ويعيش به

................

لايكون الاتضاع بلا ملح بل يملح بملح

يقصد .. احتمال المتضع للتجارب


................

ان كان الاتضاع يهبط لاسفل فانه يرفع للسماء ورغم

ان الكبرياء ترفع الى العلاء فانها تهبط الى الهاويه


.................

افضل ان اكون مهزوما باتضاع من ان اكون غالبا بافتخار

...............

عندما يقول المرء لرفيقه سامحنى وفى ذات الوقت يتضع

فان الشياطين تتبدد من امامه


...............

عندما يمتدحون انسانا يجب ان يتذكر جطاياه ويقول

فى نفسه انا غير مستحق لما يقال عنى


.................

لو اعتاد الانسان ان يكون معلما فان هذا السلوك المتكبر سيتعبه

راجع يع 1:3-18


..................

ازدراء الشخص سور قوى

بمعنى

عدم اعجاب الشخص بذاته يحميه من داء الغرور


.................................................. ........

  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:34 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

كان إنسانٌ اسمُه اصطفان، سالكاً طريقَ النساكِ ساكني البريةِ، هذا أقام في مصارعةِ التقشف سنين عديدة، وكانت قلايته في منحدرِ الجبلِ الذي سكنه إيليا، وفي أواخر أيامهِ صعد إلى ذروةِ الجبلِ في مواضع حرجةٍ مغشوشةٍ ليس فيها عزاء، فأقام هناك مصلياً نادباً متجملاً بجميع الفضائلِ، فمرض مرضاً قضى فيه نحبه، وقبل موته بيومٍ واحدٍ، شَخَصَ بعقلِه وعيناه مفتوحتان والتفتَ يُمنى ويُسرى، وكأن محاسِباً يحاسبه والجماعةُ تسمع، فكان مرةً يقول: «نعم، هذا صحيح». ومرةً يقول: «لا، هذا كذب». ومرةً أخرى: «نعم، إلا أنني صُمتُ عوض هذا كذا وكذا وبكيتُ وتعبتُ». وفي أشياءٍ أخرى كان يقول: «نعم، وليس لي ما أقول في هذا، ولكن رحمةَ اللهِ كثيرةٌ». وفي أشياءٍ أخرى يقول: «لا، هذا كذب، لم أفعله». وكان المنظرُ مبهراً مفزعاً، وعلى هذه الصفةِ فارق الدنيا محاسَباً، وأما ما انتهى إليه أمرُه، ومصيرُ القضيةِ بالنسبةِ إليه فما أبانها.

القديس أثناسيوس الرسولي: سؤال: «لماذا نرى قوماً من الصديقين ينازعون (عند الموتِ) أياماً ويُحاسبون، وقوماً خطاةً نراهم يقضون أجلَهم بسكونٍ وهدوء»؟

الجواب: «إن عرفنا جميعَ أحكامِ اللهِ فنحن إذن آلهةً، فجيدٌ هو لنا ألا نفتش تفتيشاً زائداً عن مثل هذه الأحكامِ لأنه يتفق أن رجالاً أبراراً يُعاقبون في وقتِ نزعهم الأخير، لنرى نحن ذلك ونفزع ونعف، كما أنه ربما كان لأولئك القديسين – بما أنهم بشرٌ – زلةٌ صغيرةٌ، فيُنظَفون بذلك العقابِ في وقتِ نزعهم تنظيفاً تاماً بليغاً، ويمضون بلا عيبٍ أنقياء».

قال القديس غريغوريوس: «إن هذا النزع يُنظِّف النفوسَ الخارجةَ من العالمِ من الخطايا الدَنيَّة الخفيفة، وذلك بحسب ما سمعتُه من رجلٍ قديسٍ، حكى لي عن قديسٍ آخر فقال: إنه لما حضرته الوفاةُ فزع فزعاً عظيماً، وبعد موتِه ظهر لتلاميذِه بحلةٍ بيضاء، دالاً بذلك على البهاءِ الذي حصل عليه».

قال القديس مكسيموس: «لا نحتمل الأفكارَ التي تُصَغِّر لنا الخطايا إذ أن الربَّ أمرنا أن نتحفظ منها قائلاً: تحفَّظوا من الأنبياءِ الكذبةِ الذين يأتونكم بثيابِ الخرافِ ومن داخلهم ذئابٌ خاطفةٌ. لأنه مادام فكرُنا منزعجاً من الخطيةِ، فلا نكون قد حظينا بالصفحِ عنها والغفران، لأننا ما عملنا أثمارَ التوبةِ، لأن ثمرَ التوبةِ هو عدمُ انفعالِ النفسِ وعدمُ انفعالِ النفسِ هو تمحيصُ الذنوبِ، فإذا كنا نوجد وقتاً ما قلقين من الآلام فلنتُب إذن توبةً نقيةً، كي ما إذا عُتقنا من الآلامِ نحظى بالصفحِ عن الذنوبِ».

سؤال: «كيف تتحقق النفسُ أن اللهَ قد سامحها من خطاياها»؟

الجواب: إذا ما نظرتْ ذاتَها في طبقةِ ذاك القائل: «لقد أبغضتُ الظلمَ ورذلتُه وناموسَك أحببتُه». والقائل أيضاً: «أنا أسبحك برحمةٍ وحكمٍ». فلنعمل عملَ التوبةِ، لنُظهرَ حكمَ اللهِ العادلِ، ويُتِمُ فينا رحمتَه إذ يغفر لنا خطايانا.

سأل أخٌ الأنبا مادانا: «قل لي كلمةً». فقال له الشيخُ: «امضِ واسأل الله أن يهبَ لك في قلبك نوحاً واتضاعاً، واجعل بالَك من خطاياك كلَّ حينٍ، ولا تدن أحداً، بل اجعل نفسَك تحتَ كلِّ الناسِ، ولا تجعل لك مرافقةً مع صبي، ولا معرفةً بامرأةٍ، ولا صداقةً مع هيراطيقي، واقطع عنك الدالةَ، واحفظ لسانَك، وامسك بطنَك عن الخمرِ قليلاً، ولا تكن محباً للقنيةِ ولا تلاجج أحداً ولا تحارنه، وهذا هو الاتضاع».

قال أنبا يوسف: «أنا أعرفُ إنساناً له السيرة الجسدية، فكان يصوم إما يومين يومين، وإما أربعةً أربعة، واتفق مرةً وهو صائمٌ أربعة أيامٍ أن وقع في قلةِ القوةِ، فجاءه صوتٌ يقول له: لا تحتقر أحداً من الإخوةِ، ولا تدن أحداً من خليقةِ اللهِ، وما استطعتَ أن تعملَه اعمله، لكن ضع ذاتَك فقط، وتحفَّظ على قدرِ قوتِك وأنت تخلص». وأنبا يوسف هذا، هو الذي قاتله الشيطان بالزنى وهو صبي، فأرسله أبوه ليقيمَ أربعين يوماً، فأبصر الشيطانَ بشكلِ امرأةٍ سوداء.

قيل من أجل الأب اللينوس إنه كان مرةً يخدم والإخوةُ جالسين عنده يمدحونه، وهو لا يجيبهم البتة، فقال له إنسانٌ منهم: «لماذا لا تجيب الآباءَ وهم يسألونك»؟ فقال: «لو أجبتُهم لصرتُ مثلَ مَن يقبل المدحَ».

سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «كيف نتعب نحن في النسكِ ولا ننال المواهب مثل الأولين»؟ قال له الشيخُ: «كان في ذلك الزمانِ الحُبُّ الكثير حيث كان كلُّ واحدٍ يجرُّ رفيقَه إلى فوق، أما في هذا الزمانِ فقد قلَّ الحبُّ، وصار كلُّ واحدٍ يجرُّ رفيقَه إلى أسفل، ومن أجلِ ذلك لا ننال المواهبَ».

قال شيخٌ: «كما أننا نحمل معنا ظلَّنا أينما ذهبنا، كذلك يجب أن يكونَ البكاءُ معنا في كلِّ موضعٍ، كالقولِ: أعوِّم كلَّ ليلةٍ سريري وبدموعي أبلُّ فراشي».

سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «كيف يأتي خوفُ اللهِ إلى النفسِ»؟ قال له الشيخُ: «إذا وُجد في الإنسانِ الاتضاعُ والكفرُ بكلِّ الأشياءِ وبنفسهِ أيضاً، وكان لا يدين أحداً، فخوفُ اللهِ يأتيه».

قال شيخٌ: «ما تكرهه لنفسِك، لا تَقُلْهُ لآخر، فأنت تغضب على من ينمُّ عليك، فلا تنمَّ أنت على أحدٍ، أنت تبغض من يشتمك، فلا تشتم أنت أحداً، فمن له أذنان تحفظان هذه الأمور فإنها تكفيه».

وقال شيخٌ: «جيد هو أن يوجد اسمُك مكتوباً في بيوت المساكين والأرامل والضعفاءِ، ذلك أفضل من أن يوجد مكتوباً في بيوت باعة الخمر، وجيد هو أيضاً أن يوجد فمك منتناً من الصومِ، فذلك أفضل من أن يوجد فيه رائحة خمر».

قال شيخٌ: «إن أنبا كاما قال لي، إن كلَّ خطيةٍ نفعلها يغفرها لنا لله إذا دعوناه، فإذا تاب إليَّ أخي ولم أغفر له فلن يغفرَ لي الله البتة».

كما قال شيخٌ: إني سألت أنبا شيشاي: «هل الهروب نافعٌ للراهبِ»؟ فجعل إصبعَه على فمهِ وقال: «إن حفظتَ نفسَك من هذا يا ابني، فهذا هو الهروبُ».

قال شيخٌ: إن أنبا بفنوتيوس قال لي: «إن جميعَ آبائنا – الذين كانوا قبلَنا – حفظوا قلوبَهم، إذن فإن كان أحدٌ من جيلنا الآن يحفظُ لسانَه من النميمةِ وجسدَه من الزنى، ويديه من السرقةِ، وبطنَه من الشره، فهو طوباوي، لأن الشره هو الذي يولِّد الزنى والسرقةَ وأشياءَ أخرى كثيرةً جداً».

وهو قال: «إن أنت اتّبعتَ المسكنةَ والضيقةَ والإمساك فإنك تحيا».

قال أنبا أبرآم: «إذا أمسك الإنسانُ بالضيقةِ فهو ينمو وينظر جميعَ قواتِ اللهِ وجميعَ حسناتِه».

قال أنبا بلا: «إن حفظنا الإيمانَ الصحيحَ، وحفظنا الجسدَ من الزنى واللسانَ من النميمةِ، فنحن بنعمةِ اللهِ مُفلحون حسب هذا الزمان».

للقديس برصنوفيوس: سؤال: «من أين تعرض لنا حركةُ الجسدِ»؟ الجواب: «حركةُ الجسدِ تكون من التهاونِ، لأن التهاونَ يخطفك وأنت لا تدري، لأنك تدين أخاك وتحكم عليه، فمن ههنا تُسلَّم».

سؤال: «أخبرني يا أبي إن كان ينبغي أن نخبرَ المشايخَ بكلِّ الأفكارِ النابعةِ من القلبِ، وهل ينبغي للمصلي أن يعلنَ صوتَه أم يصلي بعقلهِ»؟

الجواب: لا ينبغي للإنسانِ أن يسألَ الآباءَ عن الأفكارِ التي تنبعُ من القلبِ، لأنها كثيرةٌ جداً، لأن الإنسانَ إذا سمع كثيرين يفترون عليه فإنه لا يعتني بافترائهم ولا يهتمُ به، فأما إن انتصب له واحدٌ فقط، وافترى عليه وقاتله، فحينئذ يجدُ السبيلَ كي يستعدَ له أمامَ السلطانِ، كذلك الحال في الأفكارِ. أما من جهةِ قراءةِ المزامير والصلاةِ، فلا يجبُ أن تُقال بالعقلِ فقط، بل بالشفتين أيضاً، لأن النبيَ هكذا قال: «يا ربُّ افتح شفتيَّ ليخبرَ فمي بتسبحتِك»، كما يقول الرسولُ أيضاً: «ثمرةُ شفاهِ شاكرةٌ لاسمِه». ولا يجب أن يكونَ في الصلاةِ شيءٌ من الأفكارِ الأرضيةِ، كما ينبغي أن تكونَ مقرونةً بالدموعِ والاتضاع، لأن الآباءَ لم يقوِّموا شيئاً إلا بالتعبِ والاتضاعِ.

سؤال: «أخبرني يا أبتاه كيف يرصد الإنسانُ قلبَه، وكيف يقاتل تجاه الشيطان، وإن كان ينبغي له أن يَسُدَّ مدخلَ الكلامِ قدام فِكرِ الزنى، وإن هو دخل على العقلِ فماذا يعمل، وهل ينبغي أن يكونَ طعامي بوزنٍ»؟

الجواب: »يا ولدي، إذا حفظ الإنسانُ قلبَه فإنه يكون منتبهاً طاهراً، وإنما يعرض له القتالُ إذا تهاون هو أولاً، فإذا أبصرَ العدوُ تهاونَه عمل على قِتالِه، لأننا لسنا نقعُ إلا من تهاونِنا وكوننا لا نقاومهم، لأنهم يريدون منك المحادثةَ كي ما يشغلوكَ ولا يكفُّون، فتقدم إلى اللهِ من أجلهِم، وألقِ ضعفَك أمامَه وهو يصرفهم عنك ويُبطل قوَّتَهم. وأما من جهةِ شيطان الزنى فجيدٌ هو أن تَسُدَّ عليه ولا تدعه يدخلَ، لأنه إذا دخل نجَّسك وسجَّسك، لأنه يتخذ له مادةً منها وبها يتطاول عليك، فإن هو خطفك بغتةً ودخل فيك، لا تتوانَ حتى ولا وقتاً قصيراً، بل قم وجاهد وألقِ ذاتَك أمام اللهِ وقِرَّ بضعفِك واسأله أن يلقيه خارجاً عنك، أما من أجلِ الطعامِ ووزنه، فليكن ذلك بالتخفيف والتحفظ».

سؤال: «قل لي يا أبي رأيَك فيما لو كنا نُقِرُّ لأحدِ الإخوةِ ببعضِ القتالات ونلتمسَ منه صلاةً بخصوصِها»؟

الجواب: «جيدٌ أن نُقِرَّ لمن له قوةٌ لأن يسمعَ، ولا نُقِرّ لمن هو بعد شابٌ، وأما ابتغاء الصلاةِ، فجيدٌ أن نطلبَ من كلِّ واحدٍ».

سؤال: «إذا سَكَتَ الإنسانُ، فما هي الحالُ التي ينبغي أن يكونَ عليها في القلايةِ»؟

الجواب: «الجلوسُ في القلايةِ هو أن يتذكَّرَ الإنسانُ خطاياه، ويبكي وينوح من أجلِها، ويتحرز ألا يُسبى عقلُه، وإن سُبيَ فليجاهد أن يردَّه إليه».

سؤال: «علِّمني كيف أقطعُ هوايَ وأنا في القلايةِ، وكذلك إذا كنتُ بين الناسِ، وما هي مشيئةُ الجسدِ وما هي مشيئةُ الشيطانِ، وما هي مشيئةُ اللهِ»؟

الجواب: «أما قطعُ الهوى الذي يكون في القلايةِ، فذلك برفضِ كلِّ النياحِ الجسدي، أما مشيئةُ الجسدِ فهي أن تعملَ نياحَه دائماً في كلِّ الأمورِ، فإذا لم تعمل نياحَه، فاعلم أنك قطعتَ هواك وأنت جالسُ في القلايةِ. وأما قطعُ الهوى الذي بين الناسِ فذلك بأن تكونَ كالميتِ بينهم أو كالغريبِ عنهم. وأما مشيئةُ الله، فهي ألا يهلكَ أحدٌ من الناسِ، كما قال السيد، وأن لا يموتَ الخاطئ، كما قال النبي. وأما مشيئةُ الشيطانِ فهي أن يُزكِّيَ الصدِّيقُ نفسَه ويطمئنَ إليها، وعند ذلك يقعُ في الفخِ، كما أن مشيئةَ الشيطان كذلك في ألا يتوب الخاطئُ عن خطيئتهِ». واستطرد قائلاً: «إن أردنا أن ننجحَ بالكمالِ فلنقطع مشيئاتنا قليلاً قليلاً، لنبلغَ إلى عدمِ الأوجاعِ، وذلك بأن لا نتكلمَ فيما لا تدعو إليه الضرورةُ، وأن نرضى بجميعِ ما يحدثُ لنا كأنه حسب مشيئتهِ، وألا يكون لنا مَيلٌ إلى شيءٍ، فمن عدم الميلِ بالكليةِ يكون عدمُ الآلامِ بنعمةِ اللهِ».

سؤال: «إذا طلب مني إنسانٌ أن أصليَ عليه، أينبغي لي أن أصليَ عليه أم لا»؟

الجواب: «جيدٌ أن تصلي على كلِّ من يسألك، لأن الرسولَ يعقوب يقول: صلُّوا على بعضِكم بعضاً كي ما تُعافوا. وقد صلَّى أناسٌ على الرسلِ، على أن تفعلَ ذلك كمن هو غيرُ مستحقٍ ولا دالة له».

سؤال: «أخبرني يا أبي كيف يكون الفكرُ مأكلاً للسباعِ»؟

الجواب: «يصير الفكرُ مأكلاً للسباعِ إذا لم يسبق الإنسانُ إلى لومِ نفسِه، فإن هو تغافل، جَرَحَته بأنيابها وأظفارها، فحسنٌ أن يحتاجَ إلى الالتصاق بالتوبةِ، ويجب عليك ألا تزكي نفسَك، وألا تقول إنك شيءٌ، فتبرأ أوجاعُك، ولا تدن آخرين».

وقد حدث مرةً لأخٍ أن آذاه اللصوصُ، فجَبُنَ جداً، وبمعونةِ اللهِ خلص منهم، فأخبر الشيخَ عن انزعاجِه وسأله أن يصليَ عليه، فقال الشيخُ: «يا ولدي، إن اللهَ لا يتركنا إن لم نتباعد عنه نحن، لأنه يقول: لا أتركك، لا أهملك. ولكن قلةَ إيماننِا هي التي تجعلنا نَجْبُن ونخاف من اللصوصِ الذين حضروا إليك، حتى ولو كانوا أكثرَ من مركباتِ فرعون وجنودِه، وقد علمتَ أنهم بكلمةِ اللهِ وعزتهِ قد غرقوا في البحرِ، ألا تذكر المكتوبَ عن الذين جاءوا لأخذ أليشع كيف أصابهم العمى، والكتاب القائل: الربُّ يحفظك من كلِّ سوءٍ، الربُّ يحفظُ نفسَك، الربُّ يحفظُ دخولَك وخروجَك. وكيف ننسى القائل: إن عصفوراً لا يسقطُ على الأرضِ بدون إذنِ أبيكم السماوي، وإنكم أفضل من عصافير كثيرةٍ. والجُبن هو وليد قلة الإيمان، وهو منتهى قلة الرجاءِ، وهو يرخي القلبَ ويجتذب الناسَ من اللهِ إلى بلدةِ الهلاكِ. فلنفر منه يا ولدي، ولنُنَبِّه يسوعَ ربَّنا النائمَ فينا قائلين: يا عظيمُنا خلِّصنا، وهو ينتهر الريحَ ويُسكِّن الأمواجَ. لنترك الآن القصبةَ المرضوضةَ ونلتمس عصا الصليبِ التي شقَّت البحرَ وأغرقت فرعون الفعلي، ونتكل ملقين أنفسَنا على الذي صُلب من أجلِنا، لأنه يعرفُ كيف يرعانا نحن غنمَه ويطرد عنا الذئابَ الرديئةَ. يا ولدي، إني لمتعجبٌ منك كيف تفزع من العبيدِ الوقوفِ خارجاً، ولا تفكر في السادةِ الذين هم من داخل، لأن اللصوصَ المحسوسين هم عبيدُ الشياطين اللصوصِ الفعليين، فينبغي لك أن تعرفَ بالنعمةِ أن اللصوصَ أتوْك ولكن المسيحَ لم يتركك، فأسرع أنت في طلبهِ، واسأله أن يعينك لأنه مكتوبٌ: الربُّ قريبٌ من الذين يدعونه، والذين يرغبون إليه بالاستقامةِ، وهو يصنعُ مشيئةَ خائفيه ويسمع طلباتهم ويخلصهم. فاقترن بسيدِك ملتصقاً به وهو يطردُ عنك كلَّ الأردياء، ويُبطِلُ قوَّتَهم».

وحدث أيضاً أن هذا الأخَ حَزِنَ، فسأل الشيخَ بأن يصلي عليه، فأجابه قائلاً: «يا ولدي، إن الربَّ قد صبر إلى الصلبِ والموتِ، أما تفرح أنت بالأحزانِ؟ لأنه بضيقاتٍ كثيرةٍ ينبغي لنا أن ندخلَ ملكوتَ السموات، فلا تطلب يا ولدي النياح، إن لم يعطِك إياه الربُّ، لأن كلَّ نياحٍ جسدي هو مكروه عندَ اللهِ، والربُّ قال: في العالمِ يكون لكم ضيقٌ، ولكن تقووا، أنا قد غلبتُ العالمَ، والربُّ يعينُك وإياي آمين».

سؤال: «أخبرني يا أبي كيف أفتقدُ الأخَ»؟

الجواب: «افتقادُ الأخِ جيدٌ، والكلامُ البطَّالُ رديءٌ، وهذا الأمرُ يأتي بك إلى التجربةِ، فافتقد إذن أخاك، وتحفَّظ من الكلامِ البطَّالِ، وليكن حديثُكما في أخبارِ الآباءِ السالفين، وفيما كانوا يعملونه. وتقول له: كيف أنت؟ وكيف حالك يا أخي ويا أبي؟ ولا تلتمس منه سوى كلامِ الحياةِ فقط. وقل له: صلِّ عليَّ، فإن لي خطايا كثيرةً، وما شاكل ذلك، واعمل للحين مطانيةً وانصرف من عندهِ بسلامٍ».

سؤال: «أسألك يا أبي أن تبينَ لي ما هي المشيئةُ الجيدةُ، وما هي المشيئةُ الرديئةُ»؟

الجواب: «قلتُ لك إن كلَّ نياحٍ جسدي مرذولٌ عند إلهنِا، لأنه قال إن الطريقَ المؤديةَ إلى الحياةِ حزينةٌ وضيقةٌ، فمن يختارها لنفسِه فهي المشيئةُ الجيدةُ، ومن أرادها فإنه يُلقي بنفسِه في كلِّ أمرٍ حزينٍ بهواه، وبقدر استطاعته. اسمع ما قاله الرسولُ: إني أُضْمِرُ (أي أقمعُ) جسدي واستعبده. فافهم أن الجسدَ لا يريد ذلك، بل بمشيئتِه كان يَقْسِرُه، فالذي يريد الخلاصَ يجب أن تكونَ مشيئتُه هكذا، ومن كان كذلك، فكلُّ أمورِه يختلط فيها الحزنُ. لا تستعمل فراشاً ليناً، وتذكَّر أن كثيرين ينامون على الأرضِ وبين الشوكِ، وإن صادفتَ طعاماً لذيذاً فاتركه، وكُلْ من الدون، كي ما يحرك على جسمِك حزناً، واذكر الذين لا يذوقون خبزاً البتة، واذكر كذلك الألمَ الذي قَبله سيدُك من أجلِك، وأعطِ لنفسِك الويلَ. هذه هي المشيئةُ الجيدةُ، أما المشيئةُ الرديئةُ فهي نياحُ الجسدِ في كلِّ ما يطلبه منك، ولا سيما إذا اتفق لك طعامٌ غيرُ جيدٍ، وقلتَ: لا آكل، فهذه هي المشيئةُ الرديئة، فاقطعها عنك وأنت تخلص».

سؤال: «أخبرني يا أبتاه ماذا أعملُ، لأن الأفكارَ قد اضطربت فيَّ جداً»؟

الجواب: «يا ولدي، إن كان الإنسانُ بطَّالاً، فإنه يتفرغ لقبولِ الأفكار التي تأتيه، وإذا كان له عملٌ يعمله، فلا يتفرغ لقبولها، قم وقت السحرِ وأمسك الطاحونَ واطحن قمحَكَ، فتعمل منه خبزاً لغذائِك، وذلك قبل أن يسبقَك العدو ويجعل عليها رملاً، وأسرع فاكتب لوحَك، واحفظ الوجه الآخر، لأن ربنا يقول للرسلِ، أنتم ملحُ الأرض. فالأرضُ يا ابني هي جسدُك، فكن أنت ملحاً تملِّحه، وجفف (نماسيه) ودودَه، أعني أفكارَك الرديئةَ».

من قولِ القديس سمعان العمودي: «مثلُ إنسانٍ يتكلمُ عن غنىً ليس له، ويحسبُ مالَ قومٍ آخرين، وهو نفسه ليس له شيءٌ، بل تجده عرياناً معوزاً فقيراً، كذلك الذي لم يقتنِ لنفسِه شيئاً من غنى المسيح، وهو مرافقٌ لأناسٍ قديسين، فتجده عرياناً مِن مشاركةِ الروح، لا يربح شيئاً من غنى القديسين، لأنه مشاركٌ لهم بالسكنى، وليس بمشاركٍ لهم في الفضيلةِ».

للقديس يوحنا ذهبي الفم عن الكلمةِ المكتوبةِ: أصلِّي بروحي وأصلِّي بضميري، وأرتِّل بروحي وأرتِّل بضميري: «يريد الرسولُ ألا يكونَ الإنسانُ مصلِّياً بلسانِه فقط تاركاً عقلَه يتوه في شتى الأمورِ، فيصيرَ بلا ثمرٍ، بل ليكن جهادٌ واحدُ لاثنيهما، اللسانُ ينطقُ بكلامِ الصلاةِ، والعقلُ يميزُ المعنى الخفي غير المنظور، والفكرُ يتبعُ يسوعَ إلى فوق، مثل النَفَسِ الصاعدِ مع الكلامِ، فيكون مثلَ إنسانٍ يشتكي إلى الملكِ ووجههُ ناظرٌ إليه ولسانُه يتكلم بغير انشغالٍ».

قال شيخٌ: «إن الله يطيل روحَه على خطيةِ العالمِ، ولا يطيل روحَه على خطية البريةِ».

قال الأب نستاريون: «يجب على الراهبِ أن يحاسبَ ذاتَه كلَّ مساءٍ وكلَّ صباحٍ، ماذا صنعنا مما يشاءُ الله، وماذا عملنا مما لا يشاءُ الله، لأنه هكذا عاش الأب أرسانيوس وهكذا نفتقدُ ذواتَنا كلَّ أيامِ حياتِنا. احرص كلَّ يومٍ على أن تقفَ قدامَ اللهِ بلا خطيةٍ، وهكذا صلِّ لله كأنك مشاهدٌ له، لأنه بالحقيقةِ حاضرٌ. لا تحسِّن لذاتِك أن تدينَ أحداً، لأن الدينونةَ، الكذبَ، اللعنَ، الشرَ، الشتمَ، الضحكَ، كلَّ هذه غريبةٌ عن الراهبِ، وأما الذي يُكرَّم أكثر مما يستحق فإنه يخسرُ كثيراً».

وسأله أخٌ قائلاً: «إن وجدتُ وقتاً ما، وأكلت ثلاثَ خبزاتٍ، فهل هذا كثيرٌ»؟ فقال له: «هل أنت في البيدر يا أخي»؟ قال له أيضاً: «وإن أنا شربتُ ثلاثةَ أقداحِ خمرٍ، فهل هذا كثيرٌ»؟ أجابه وقال: «إن لم يكن هناك شيطانٌ فإنها ليست كثيرةً، أما إن كان، فهي كثيرةٌ، لأن الخمرَ مضرٌ جداً للرهبانِ لا سيما الشباب فيهم».

وقال أيضاً: «إن اللصَّ كان على الصليبِ وبكلمةٍ واحدةٍ تزكَّى، ويوداس كان من جملةِ الرسلِ، وفي ليلةٍ واحدةٍ ضيَّع كلَّ شيءٍ، من أجل ذلك، لا يفتخر أحدٌ من صانعي الحسناتِ، لأن كلَّ الذين وثقوا بذواتِهم سقطوا».

قال القديس اكليميكوس: «من يستطيع أن يُميت نفسَه من كلِّ شيءٍ، فذاك يستطيع أن يتفرَّغ لنفسِه بذكرِ الموت، ومن يحب مخالطةَ الناسِ فلن يستطيعَ أن يتفرَّغ لنفسِه، وهو عاهةٌ لنفسِه».

وقال أيضاً: «لا يستطيع إنسانٌ أن يجتازَ يوماً كما ينبغي، إن لم يحسبه آخِرَ يومٍ من حياتِه في الدنيا».

سأل أخٌ الأب روفس: «ما هو السكوت»؟ فأجابه الشيخُ قائلاً: «هو الجلوسُ في القلايةِ بمعرفةٍ ومخافةِ اللهِ، والامتناعُ من ذِكرِ كلِّ شرٍّ. والمداومةُ على حفظِ ذلك يلدُ التواضعَ، ويحفظُ الرهبانَ من العدوِ».

وعند نياحته اجتمع إليه تلاميذُه قائلين: «كيف يجب أن نتدبَّرَ من بعدِك»؟ فأجابهم الشيخُ: «لستُ أعلمُ أني قلتُ لأحدٍ منكم قط أن يصنعَ شيئاً، قبل أن أُصلِحَ الفكرَ أولاً، ولم أسخط إذا هو لم يصنع بحسبِ ما قلتُه له، وهكذا قضينا كلَّ زماننا بهدوءٍ».
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:34 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

كان إنسانٌ اسمُه اصطفان، سالكاً طريقَ النساكِ ساكني البريةِ، هذا أقام في مصارعةِ التقشف سنين عديدة، وكانت قلايته في منحدرِ الجبلِ الذي سكنه إيليا، وفي أواخر أيامهِ صعد إلى ذروةِ الجبلِ في مواضع حرجةٍ مغشوشةٍ ليس فيها عزاء، فأقام هناك مصلياً نادباً متجملاً بجميع الفضائلِ، فمرض مرضاً قضى فيه نحبه، وقبل موته بيومٍ واحدٍ، شَخَصَ بعقلِه وعيناه مفتوحتان والتفتَ يُمنى ويُسرى، وكأن محاسِباً يحاسبه والجماعةُ تسمع، فكان مرةً يقول: «نعم، هذا صحيح». ومرةً يقول: «لا، هذا كذب». ومرةً أخرى: «نعم، إلا أنني صُمتُ عوض هذا كذا وكذا وبكيتُ وتعبتُ». وفي أشياءٍ أخرى كان يقول: «نعم، وليس لي ما أقول في هذا، ولكن رحمةَ اللهِ كثيرةٌ». وفي أشياءٍ أخرى يقول: «لا، هذا كذب، لم أفعله». وكان المنظرُ مبهراً مفزعاً، وعلى هذه الصفةِ فارق الدنيا محاسَباً، وأما ما انتهى إليه أمرُه، ومصيرُ القضيةِ بالنسبةِ إليه فما أبانها.

القديس أثناسيوس الرسولي: سؤال: «لماذا نرى قوماً من الصديقين ينازعون (عند الموتِ) أياماً ويُحاسبون، وقوماً خطاةً نراهم يقضون أجلَهم بسكونٍ وهدوء»؟

الجواب: «إن عرفنا جميعَ أحكامِ اللهِ فنحن إذن آلهةً، فجيدٌ هو لنا ألا نفتش تفتيشاً زائداً عن مثل هذه الأحكامِ لأنه يتفق أن رجالاً أبراراً يُعاقبون في وقتِ نزعهم الأخير، لنرى نحن ذلك ونفزع ونعف، كما أنه ربما كان لأولئك القديسين – بما أنهم بشرٌ – زلةٌ صغيرةٌ، فيُنظَفون بذلك العقابِ في وقتِ نزعهم تنظيفاً تاماً بليغاً، ويمضون بلا عيبٍ أنقياء».

قال القديس غريغوريوس: «إن هذا النزع يُنظِّف النفوسَ الخارجةَ من العالمِ من الخطايا الدَنيَّة الخفيفة، وذلك بحسب ما سمعتُه من رجلٍ قديسٍ، حكى لي عن قديسٍ آخر فقال: إنه لما حضرته الوفاةُ فزع فزعاً عظيماً، وبعد موتِه ظهر لتلاميذِه بحلةٍ بيضاء، دالاً بذلك على البهاءِ الذي حصل عليه».

قال القديس مكسيموس: «لا نحتمل الأفكارَ التي تُصَغِّر لنا الخطايا إذ أن الربَّ أمرنا أن نتحفظ منها قائلاً: تحفَّظوا من الأنبياءِ الكذبةِ الذين يأتونكم بثيابِ الخرافِ ومن داخلهم ذئابٌ خاطفةٌ. لأنه مادام فكرُنا منزعجاً من الخطيةِ، فلا نكون قد حظينا بالصفحِ عنها والغفران، لأننا ما عملنا أثمارَ التوبةِ، لأن ثمرَ التوبةِ هو عدمُ انفعالِ النفسِ وعدمُ انفعالِ النفسِ هو تمحيصُ الذنوبِ، فإذا كنا نوجد وقتاً ما قلقين من الآلام فلنتُب إذن توبةً نقيةً، كي ما إذا عُتقنا من الآلامِ نحظى بالصفحِ عن الذنوبِ».

سؤال: «كيف تتحقق النفسُ أن اللهَ قد سامحها من خطاياها»؟

الجواب: إذا ما نظرتْ ذاتَها في طبقةِ ذاك القائل: «لقد أبغضتُ الظلمَ ورذلتُه وناموسَك أحببتُه». والقائل أيضاً: «أنا أسبحك برحمةٍ وحكمٍ». فلنعمل عملَ التوبةِ، لنُظهرَ حكمَ اللهِ العادلِ، ويُتِمُ فينا رحمتَه إذ يغفر لنا خطايانا.

سأل أخٌ الأنبا مادانا: «قل لي كلمةً». فقال له الشيخُ: «امضِ واسأل الله أن يهبَ لك في قلبك نوحاً واتضاعاً، واجعل بالَك من خطاياك كلَّ حينٍ، ولا تدن أحداً، بل اجعل نفسَك تحتَ كلِّ الناسِ، ولا تجعل لك مرافقةً مع صبي، ولا معرفةً بامرأةٍ، ولا صداقةً مع هيراطيقي، واقطع عنك الدالةَ، واحفظ لسانَك، وامسك بطنَك عن الخمرِ قليلاً، ولا تكن محباً للقنيةِ ولا تلاجج أحداً ولا تحارنه، وهذا هو الاتضاع».

قال أنبا يوسف: «أنا أعرفُ إنساناً له السيرة الجسدية، فكان يصوم إما يومين يومين، وإما أربعةً أربعة، واتفق مرةً وهو صائمٌ أربعة أيامٍ أن وقع في قلةِ القوةِ، فجاءه صوتٌ يقول له: لا تحتقر أحداً من الإخوةِ، ولا تدن أحداً من خليقةِ اللهِ، وما استطعتَ أن تعملَه اعمله، لكن ضع ذاتَك فقط، وتحفَّظ على قدرِ قوتِك وأنت تخلص». وأنبا يوسف هذا، هو الذي قاتله الشيطان بالزنى وهو صبي، فأرسله أبوه ليقيمَ أربعين يوماً، فأبصر الشيطانَ بشكلِ امرأةٍ سوداء.

قيل من أجل الأب اللينوس إنه كان مرةً يخدم والإخوةُ جالسين عنده يمدحونه، وهو لا يجيبهم البتة، فقال له إنسانٌ منهم: «لماذا لا تجيب الآباءَ وهم يسألونك»؟ فقال: «لو أجبتُهم لصرتُ مثلَ مَن يقبل المدحَ».

سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «كيف نتعب نحن في النسكِ ولا ننال المواهب مثل الأولين»؟ قال له الشيخُ: «كان في ذلك الزمانِ الحُبُّ الكثير حيث كان كلُّ واحدٍ يجرُّ رفيقَه إلى فوق، أما في هذا الزمانِ فقد قلَّ الحبُّ، وصار كلُّ واحدٍ يجرُّ رفيقَه إلى أسفل، ومن أجلِ ذلك لا ننال المواهبَ».

قال شيخٌ: «كما أننا نحمل معنا ظلَّنا أينما ذهبنا، كذلك يجب أن يكونَ البكاءُ معنا في كلِّ موضعٍ، كالقولِ: أعوِّم كلَّ ليلةٍ سريري وبدموعي أبلُّ فراشي».

سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «كيف يأتي خوفُ اللهِ إلى النفسِ»؟ قال له الشيخُ: «إذا وُجد في الإنسانِ الاتضاعُ والكفرُ بكلِّ الأشياءِ وبنفسهِ أيضاً، وكان لا يدين أحداً، فخوفُ اللهِ يأتيه».

قال شيخٌ: «ما تكرهه لنفسِك، لا تَقُلْهُ لآخر، فأنت تغضب على من ينمُّ عليك، فلا تنمَّ أنت على أحدٍ، أنت تبغض من يشتمك، فلا تشتم أنت أحداً، فمن له أذنان تحفظان هذه الأمور فإنها تكفيه».

وقال شيخٌ: «جيد هو أن يوجد اسمُك مكتوباً في بيوت المساكين والأرامل والضعفاءِ، ذلك أفضل من أن يوجد مكتوباً في بيوت باعة الخمر، وجيد هو أيضاً أن يوجد فمك منتناً من الصومِ، فذلك أفضل من أن يوجد فيه رائحة خمر».

قال شيخٌ: «إن أنبا كاما قال لي، إن كلَّ خطيةٍ نفعلها يغفرها لنا لله إذا دعوناه، فإذا تاب إليَّ أخي ولم أغفر له فلن يغفرَ لي الله البتة».

كما قال شيخٌ: إني سألت أنبا شيشاي: «هل الهروب نافعٌ للراهبِ»؟ فجعل إصبعَه على فمهِ وقال: «إن حفظتَ نفسَك من هذا يا ابني، فهذا هو الهروبُ».

قال شيخٌ: إن أنبا بفنوتيوس قال لي: «إن جميعَ آبائنا – الذين كانوا قبلَنا – حفظوا قلوبَهم، إذن فإن كان أحدٌ من جيلنا الآن يحفظُ لسانَه من النميمةِ وجسدَه من الزنى، ويديه من السرقةِ، وبطنَه من الشره، فهو طوباوي، لأن الشره هو الذي يولِّد الزنى والسرقةَ وأشياءَ أخرى كثيرةً جداً».

وهو قال: «إن أنت اتّبعتَ المسكنةَ والضيقةَ والإمساك فإنك تحيا».

قال أنبا أبرآم: «إذا أمسك الإنسانُ بالضيقةِ فهو ينمو وينظر جميعَ قواتِ اللهِ وجميعَ حسناتِه».

قال أنبا بلا: «إن حفظنا الإيمانَ الصحيحَ، وحفظنا الجسدَ من الزنى واللسانَ من النميمةِ، فنحن بنعمةِ اللهِ مُفلحون حسب هذا الزمان».

للقديس برصنوفيوس: سؤال: «من أين تعرض لنا حركةُ الجسدِ»؟ الجواب: «حركةُ الجسدِ تكون من التهاونِ، لأن التهاونَ يخطفك وأنت لا تدري، لأنك تدين أخاك وتحكم عليه، فمن ههنا تُسلَّم».

سؤال: «أخبرني يا أبي إن كان ينبغي أن نخبرَ المشايخَ بكلِّ الأفكارِ النابعةِ من القلبِ، وهل ينبغي للمصلي أن يعلنَ صوتَه أم يصلي بعقلهِ»؟

الجواب: لا ينبغي للإنسانِ أن يسألَ الآباءَ عن الأفكارِ التي تنبعُ من القلبِ، لأنها كثيرةٌ جداً، لأن الإنسانَ إذا سمع كثيرين يفترون عليه فإنه لا يعتني بافترائهم ولا يهتمُ به، فأما إن انتصب له واحدٌ فقط، وافترى عليه وقاتله، فحينئذ يجدُ السبيلَ كي يستعدَ له أمامَ السلطانِ، كذلك الحال في الأفكارِ. أما من جهةِ قراءةِ المزامير والصلاةِ، فلا يجبُ أن تُقال بالعقلِ فقط، بل بالشفتين أيضاً، لأن النبيَ هكذا قال: «يا ربُّ افتح شفتيَّ ليخبرَ فمي بتسبحتِك»، كما يقول الرسولُ أيضاً: «ثمرةُ شفاهِ شاكرةٌ لاسمِه». ولا يجب أن يكونَ في الصلاةِ شيءٌ من الأفكارِ الأرضيةِ، كما ينبغي أن تكونَ مقرونةً بالدموعِ والاتضاع، لأن الآباءَ لم يقوِّموا شيئاً إلا بالتعبِ والاتضاعِ.

سؤال: «أخبرني يا أبتاه كيف يرصد الإنسانُ قلبَه، وكيف يقاتل تجاه الشيطان، وإن كان ينبغي له أن يَسُدَّ مدخلَ الكلامِ قدام فِكرِ الزنى، وإن هو دخل على العقلِ فماذا يعمل، وهل ينبغي أن يكونَ طعامي بوزنٍ»؟

الجواب: »يا ولدي، إذا حفظ الإنسانُ قلبَه فإنه يكون منتبهاً طاهراً، وإنما يعرض له القتالُ إذا تهاون هو أولاً، فإذا أبصرَ العدوُ تهاونَه عمل على قِتالِه، لأننا لسنا نقعُ إلا من تهاونِنا وكوننا لا نقاومهم، لأنهم يريدون منك المحادثةَ كي ما يشغلوكَ ولا يكفُّون، فتقدم إلى اللهِ من أجلهِم، وألقِ ضعفَك أمامَه وهو يصرفهم عنك ويُبطل قوَّتَهم. وأما من جهةِ شيطان الزنى فجيدٌ هو أن تَسُدَّ عليه ولا تدعه يدخلَ، لأنه إذا دخل نجَّسك وسجَّسك، لأنه يتخذ له مادةً منها وبها يتطاول عليك، فإن هو خطفك بغتةً ودخل فيك، لا تتوانَ حتى ولا وقتاً قصيراً، بل قم وجاهد وألقِ ذاتَك أمام اللهِ وقِرَّ بضعفِك واسأله أن يلقيه خارجاً عنك، أما من أجلِ الطعامِ ووزنه، فليكن ذلك بالتخفيف والتحفظ».

سؤال: «قل لي يا أبي رأيَك فيما لو كنا نُقِرُّ لأحدِ الإخوةِ ببعضِ القتالات ونلتمسَ منه صلاةً بخصوصِها»؟

الجواب: «جيدٌ أن نُقِرَّ لمن له قوةٌ لأن يسمعَ، ولا نُقِرّ لمن هو بعد شابٌ، وأما ابتغاء الصلاةِ، فجيدٌ أن نطلبَ من كلِّ واحدٍ».

سؤال: «إذا سَكَتَ الإنسانُ، فما هي الحالُ التي ينبغي أن يكونَ عليها في القلايةِ»؟

الجواب: «الجلوسُ في القلايةِ هو أن يتذكَّرَ الإنسانُ خطاياه، ويبكي وينوح من أجلِها، ويتحرز ألا يُسبى عقلُه، وإن سُبيَ فليجاهد أن يردَّه إليه».

سؤال: «علِّمني كيف أقطعُ هوايَ وأنا في القلايةِ، وكذلك إذا كنتُ بين الناسِ، وما هي مشيئةُ الجسدِ وما هي مشيئةُ الشيطانِ، وما هي مشيئةُ اللهِ»؟

الجواب: «أما قطعُ الهوى الذي يكون في القلايةِ، فذلك برفضِ كلِّ النياحِ الجسدي، أما مشيئةُ الجسدِ فهي أن تعملَ نياحَه دائماً في كلِّ الأمورِ، فإذا لم تعمل نياحَه، فاعلم أنك قطعتَ هواك وأنت جالسُ في القلايةِ. وأما قطعُ الهوى الذي بين الناسِ فذلك بأن تكونَ كالميتِ بينهم أو كالغريبِ عنهم. وأما مشيئةُ الله، فهي ألا يهلكَ أحدٌ من الناسِ، كما قال السيد، وأن لا يموتَ الخاطئ، كما قال النبي. وأما مشيئةُ الشيطانِ فهي أن يُزكِّيَ الصدِّيقُ نفسَه ويطمئنَ إليها، وعند ذلك يقعُ في الفخِ، كما أن مشيئةَ الشيطان كذلك في ألا يتوب الخاطئُ عن خطيئتهِ». واستطرد قائلاً: «إن أردنا أن ننجحَ بالكمالِ فلنقطع مشيئاتنا قليلاً قليلاً، لنبلغَ إلى عدمِ الأوجاعِ، وذلك بأن لا نتكلمَ فيما لا تدعو إليه الضرورةُ، وأن نرضى بجميعِ ما يحدثُ لنا كأنه حسب مشيئتهِ، وألا يكون لنا مَيلٌ إلى شيءٍ، فمن عدم الميلِ بالكليةِ يكون عدمُ الآلامِ بنعمةِ اللهِ».

سؤال: «إذا طلب مني إنسانٌ أن أصليَ عليه، أينبغي لي أن أصليَ عليه أم لا»؟

الجواب: «جيدٌ أن تصلي على كلِّ من يسألك، لأن الرسولَ يعقوب يقول: صلُّوا على بعضِكم بعضاً كي ما تُعافوا. وقد صلَّى أناسٌ على الرسلِ، على أن تفعلَ ذلك كمن هو غيرُ مستحقٍ ولا دالة له».

سؤال: «أخبرني يا أبي كيف يكون الفكرُ مأكلاً للسباعِ»؟

الجواب: «يصير الفكرُ مأكلاً للسباعِ إذا لم يسبق الإنسانُ إلى لومِ نفسِه، فإن هو تغافل، جَرَحَته بأنيابها وأظفارها، فحسنٌ أن يحتاجَ إلى الالتصاق بالتوبةِ، ويجب عليك ألا تزكي نفسَك، وألا تقول إنك شيءٌ، فتبرأ أوجاعُك، ولا تدن آخرين».

وقد حدث مرةً لأخٍ أن آذاه اللصوصُ، فجَبُنَ جداً، وبمعونةِ اللهِ خلص منهم، فأخبر الشيخَ عن انزعاجِه وسأله أن يصليَ عليه، فقال الشيخُ: «يا ولدي، إن اللهَ لا يتركنا إن لم نتباعد عنه نحن، لأنه يقول: لا أتركك، لا أهملك. ولكن قلةَ إيماننِا هي التي تجعلنا نَجْبُن ونخاف من اللصوصِ الذين حضروا إليك، حتى ولو كانوا أكثرَ من مركباتِ فرعون وجنودِه، وقد علمتَ أنهم بكلمةِ اللهِ وعزتهِ قد غرقوا في البحرِ، ألا تذكر المكتوبَ عن الذين جاءوا لأخذ أليشع كيف أصابهم العمى، والكتاب القائل: الربُّ يحفظك من كلِّ سوءٍ، الربُّ يحفظُ نفسَك، الربُّ يحفظُ دخولَك وخروجَك. وكيف ننسى القائل: إن عصفوراً لا يسقطُ على الأرضِ بدون إذنِ أبيكم السماوي، وإنكم أفضل من عصافير كثيرةٍ. والجُبن هو وليد قلة الإيمان، وهو منتهى قلة الرجاءِ، وهو يرخي القلبَ ويجتذب الناسَ من اللهِ إلى بلدةِ الهلاكِ. فلنفر منه يا ولدي، ولنُنَبِّه يسوعَ ربَّنا النائمَ فينا قائلين: يا عظيمُنا خلِّصنا، وهو ينتهر الريحَ ويُسكِّن الأمواجَ. لنترك الآن القصبةَ المرضوضةَ ونلتمس عصا الصليبِ التي شقَّت البحرَ وأغرقت فرعون الفعلي، ونتكل ملقين أنفسَنا على الذي صُلب من أجلِنا، لأنه يعرفُ كيف يرعانا نحن غنمَه ويطرد عنا الذئابَ الرديئةَ. يا ولدي، إني لمتعجبٌ منك كيف تفزع من العبيدِ الوقوفِ خارجاً، ولا تفكر في السادةِ الذين هم من داخل، لأن اللصوصَ المحسوسين هم عبيدُ الشياطين اللصوصِ الفعليين، فينبغي لك أن تعرفَ بالنعمةِ أن اللصوصَ أتوْك ولكن المسيحَ لم يتركك، فأسرع أنت في طلبهِ، واسأله أن يعينك لأنه مكتوبٌ: الربُّ قريبٌ من الذين يدعونه، والذين يرغبون إليه بالاستقامةِ، وهو يصنعُ مشيئةَ خائفيه ويسمع طلباتهم ويخلصهم. فاقترن بسيدِك ملتصقاً به وهو يطردُ عنك كلَّ الأردياء، ويُبطِلُ قوَّتَهم».

وحدث أيضاً أن هذا الأخَ حَزِنَ، فسأل الشيخَ بأن يصلي عليه، فأجابه قائلاً: «يا ولدي، إن الربَّ قد صبر إلى الصلبِ والموتِ، أما تفرح أنت بالأحزانِ؟ لأنه بضيقاتٍ كثيرةٍ ينبغي لنا أن ندخلَ ملكوتَ السموات، فلا تطلب يا ولدي النياح، إن لم يعطِك إياه الربُّ، لأن كلَّ نياحٍ جسدي هو مكروه عندَ اللهِ، والربُّ قال: في العالمِ يكون لكم ضيقٌ، ولكن تقووا، أنا قد غلبتُ العالمَ، والربُّ يعينُك وإياي آمين».

سؤال: «أخبرني يا أبي كيف أفتقدُ الأخَ»؟

الجواب: «افتقادُ الأخِ جيدٌ، والكلامُ البطَّالُ رديءٌ، وهذا الأمرُ يأتي بك إلى التجربةِ، فافتقد إذن أخاك، وتحفَّظ من الكلامِ البطَّالِ، وليكن حديثُكما في أخبارِ الآباءِ السالفين، وفيما كانوا يعملونه. وتقول له: كيف أنت؟ وكيف حالك يا أخي ويا أبي؟ ولا تلتمس منه سوى كلامِ الحياةِ فقط. وقل له: صلِّ عليَّ، فإن لي خطايا كثيرةً، وما شاكل ذلك، واعمل للحين مطانيةً وانصرف من عندهِ بسلامٍ».

سؤال: «أسألك يا أبي أن تبينَ لي ما هي المشيئةُ الجيدةُ، وما هي المشيئةُ الرديئةُ»؟

الجواب: «قلتُ لك إن كلَّ نياحٍ جسدي مرذولٌ عند إلهنِا، لأنه قال إن الطريقَ المؤديةَ إلى الحياةِ حزينةٌ وضيقةٌ، فمن يختارها لنفسِه فهي المشيئةُ الجيدةُ، ومن أرادها فإنه يُلقي بنفسِه في كلِّ أمرٍ حزينٍ بهواه، وبقدر استطاعته. اسمع ما قاله الرسولُ: إني أُضْمِرُ (أي أقمعُ) جسدي واستعبده. فافهم أن الجسدَ لا يريد ذلك، بل بمشيئتِه كان يَقْسِرُه، فالذي يريد الخلاصَ يجب أن تكونَ مشيئتُه هكذا، ومن كان كذلك، فكلُّ أمورِه يختلط فيها الحزنُ. لا تستعمل فراشاً ليناً، وتذكَّر أن كثيرين ينامون على الأرضِ وبين الشوكِ، وإن صادفتَ طعاماً لذيذاً فاتركه، وكُلْ من الدون، كي ما يحرك على جسمِك حزناً، واذكر الذين لا يذوقون خبزاً البتة، واذكر كذلك الألمَ الذي قَبله سيدُك من أجلِك، وأعطِ لنفسِك الويلَ. هذه هي المشيئةُ الجيدةُ، أما المشيئةُ الرديئةُ فهي نياحُ الجسدِ في كلِّ ما يطلبه منك، ولا سيما إذا اتفق لك طعامٌ غيرُ جيدٍ، وقلتَ: لا آكل، فهذه هي المشيئةُ الرديئة، فاقطعها عنك وأنت تخلص».

سؤال: «أخبرني يا أبتاه ماذا أعملُ، لأن الأفكارَ قد اضطربت فيَّ جداً»؟

الجواب: «يا ولدي، إن كان الإنسانُ بطَّالاً، فإنه يتفرغ لقبولِ الأفكار التي تأتيه، وإذا كان له عملٌ يعمله، فلا يتفرغ لقبولها، قم وقت السحرِ وأمسك الطاحونَ واطحن قمحَكَ، فتعمل منه خبزاً لغذائِك، وذلك قبل أن يسبقَك العدو ويجعل عليها رملاً، وأسرع فاكتب لوحَك، واحفظ الوجه الآخر، لأن ربنا يقول للرسلِ، أنتم ملحُ الأرض. فالأرضُ يا ابني هي جسدُك، فكن أنت ملحاً تملِّحه، وجفف (نماسيه) ودودَه، أعني أفكارَك الرديئةَ».

من قولِ القديس سمعان العمودي: «مثلُ إنسانٍ يتكلمُ عن غنىً ليس له، ويحسبُ مالَ قومٍ آخرين، وهو نفسه ليس له شيءٌ، بل تجده عرياناً معوزاً فقيراً، كذلك الذي لم يقتنِ لنفسِه شيئاً من غنى المسيح، وهو مرافقٌ لأناسٍ قديسين، فتجده عرياناً مِن مشاركةِ الروح، لا يربح شيئاً من غنى القديسين، لأنه مشاركٌ لهم بالسكنى، وليس بمشاركٍ لهم في الفضيلةِ».

للقديس يوحنا ذهبي الفم عن الكلمةِ المكتوبةِ: أصلِّي بروحي وأصلِّي بضميري، وأرتِّل بروحي وأرتِّل بضميري: «يريد الرسولُ ألا يكونَ الإنسانُ مصلِّياً بلسانِه فقط تاركاً عقلَه يتوه في شتى الأمورِ، فيصيرَ بلا ثمرٍ، بل ليكن جهادٌ واحدُ لاثنيهما، اللسانُ ينطقُ بكلامِ الصلاةِ، والعقلُ يميزُ المعنى الخفي غير المنظور، والفكرُ يتبعُ يسوعَ إلى فوق، مثل النَفَسِ الصاعدِ مع الكلامِ، فيكون مثلَ إنسانٍ يشتكي إلى الملكِ ووجههُ ناظرٌ إليه ولسانُه يتكلم بغير انشغالٍ».

قال شيخٌ: «إن الله يطيل روحَه على خطيةِ العالمِ، ولا يطيل روحَه على خطية البريةِ».

قال الأب نستاريون: «يجب على الراهبِ أن يحاسبَ ذاتَه كلَّ مساءٍ وكلَّ صباحٍ، ماذا صنعنا مما يشاءُ الله، وماذا عملنا مما لا يشاءُ الله، لأنه هكذا عاش الأب أرسانيوس وهكذا نفتقدُ ذواتَنا كلَّ أيامِ حياتِنا. احرص كلَّ يومٍ على أن تقفَ قدامَ اللهِ بلا خطيةٍ، وهكذا صلِّ لله كأنك مشاهدٌ له، لأنه بالحقيقةِ حاضرٌ. لا تحسِّن لذاتِك أن تدينَ أحداً، لأن الدينونةَ، الكذبَ، اللعنَ، الشرَ، الشتمَ، الضحكَ، كلَّ هذه غريبةٌ عن الراهبِ، وأما الذي يُكرَّم أكثر مما يستحق فإنه يخسرُ كثيراً».

وسأله أخٌ قائلاً: «إن وجدتُ وقتاً ما، وأكلت ثلاثَ خبزاتٍ، فهل هذا كثيرٌ»؟ فقال له: «هل أنت في البيدر يا أخي»؟ قال له أيضاً: «وإن أنا شربتُ ثلاثةَ أقداحِ خمرٍ، فهل هذا كثيرٌ»؟ أجابه وقال: «إن لم يكن هناك شيطانٌ فإنها ليست كثيرةً، أما إن كان، فهي كثيرةٌ، لأن الخمرَ مضرٌ جداً للرهبانِ لا سيما الشباب فيهم».

وقال أيضاً: «إن اللصَّ كان على الصليبِ وبكلمةٍ واحدةٍ تزكَّى، ويوداس كان من جملةِ الرسلِ، وفي ليلةٍ واحدةٍ ضيَّع كلَّ شيءٍ، من أجل ذلك، لا يفتخر أحدٌ من صانعي الحسناتِ، لأن كلَّ الذين وثقوا بذواتِهم سقطوا».

قال القديس اكليميكوس: «من يستطيع أن يُميت نفسَه من كلِّ شيءٍ، فذاك يستطيع أن يتفرَّغ لنفسِه بذكرِ الموت، ومن يحب مخالطةَ الناسِ فلن يستطيعَ أن يتفرَّغ لنفسِه، وهو عاهةٌ لنفسِه».

وقال أيضاً: «لا يستطيع إنسانٌ أن يجتازَ يوماً كما ينبغي، إن لم يحسبه آخِرَ يومٍ من حياتِه في الدنيا».

سأل أخٌ الأب روفس: «ما هو السكوت»؟ فأجابه الشيخُ قائلاً: «هو الجلوسُ في القلايةِ بمعرفةٍ ومخافةِ اللهِ، والامتناعُ من ذِكرِ كلِّ شرٍّ. والمداومةُ على حفظِ ذلك يلدُ التواضعَ، ويحفظُ الرهبانَ من العدوِ».

وعند نياحته اجتمع إليه تلاميذُه قائلين: «كيف يجب أن نتدبَّرَ من بعدِك»؟ فأجابهم الشيخُ: «لستُ أعلمُ أني قلتُ لأحدٍ منكم قط أن يصنعَ شيئاً، قبل أن أُصلِحَ الفكرَ أولاً، ولم أسخط إذا هو لم يصنع بحسبِ ما قلتُه له، وهكذا قضينا كلَّ زماننا بهدوءٍ».
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:35 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

جلس الاب الراهب يتحدث مع احد الشيوخ فى الدير وقال له كلمنى يا ابى عن حياة الاتضاع
فتنهد الاب الشيخ
الاتضاع (موضوع متكامل) وقال ساحكى لك عن سر عشته بنفسى
حدث فى يوم ان هاجت عليا افكار البر الذاتى والكبرياءفقمت مسرعا وصرخت الى الله حتى ينقذنى ويرفع من هذة الافكار وبينما كنت اصلى وقعت فى غيبةووجدت امامى شيخا وقورا بدت عليه علامات القداسة فارتجفت منه ولكنه نظر الى فى ابتسامة رقيقة وقال السلام لك يا ابنى
لا تخف قم وتشدد انما اتيت لأريك كم ينبغى ان تتضع فقمت وسرت خلفه وادخلنى الى كنيسة الدير وكان وقت تسبحة نصف الليل فأشار بيده الى احد الرهبان وقال لى هل تعرف هذا الاب الراهب فقلت له نعم انه ابونا اغسطينوس فقال لى انظر اليه وتامله فقلت له نعم يا سيدى هو دائما يجلس كمحتقر فى هذا الركندون ان يفتح فاه بكلمة حتى تنتهى التسبحة ويبدا القداس فقال لى ان هذا القلب المتضع الصامت تخرج منه نبضات حب الى الله اقوى بكثير ممن ترتفع اصواتهم بالتسابيح ثم اخذنى وقال لى سأريك منظرا اخر لشخص علمانى وبينما نحن وقوف داخل الكنيسة دخل رجل مسن جدا زاد عمره عن الثمانين عاما وكان يسير ببط متكى على احد اولاده وما ان اقترب من الهيكل حتى انحنى على الارض واحنى ظهره بجهد كبير ووجدته يقبل بفمه عتبة الهيكل ووقف ثم تحرك الى مكانه فى الكنيسة فقال لى الاب القديس هل تعلم ان المطانية التى عملها هذا العجوز اكثر بكثير فى عينى الرب من مائة مطانية يفعلها شاب مثلك ولكن لا تحزن بل تشدد واتضع كثيرا حتى تخلص فالاتضاع خلص كثيرين بلا تعب وتعب الانسان بلا اتضاع يذهب باطلا كن متضعا ليحرسك الرب ويقويك فانه يقول انه ينظر الى المتواضيعين كن وديعا ليحكمك الرب ويملاك معرفة وفهما لانه مكتوب انه يهدى الودعاءبالحكم ويعلم المتواضيعين طرقه وحينئذ يثبتك امامه ويهيى لك السلامة فى جميع سبلك باب الرحمة هو الاتضاع ومنه دخل اباؤنا الملكوت بغنيمة كبيرة فأقتنى الاتضاعفانه يكسر جميع فخاخ العدو
ومادمت تنظر غيرك فلن ترى نفسك
مار افرام السريانى
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:35 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

صداقة متضعة وجميلة بين قديسين معاصرين
vيروي لنا أبونا الحبيب القمص جوارجيوس قلته عن صداقة عجيبة ربطت بين ثلاثة قديسين معاصرين هم
قداسة البابا كيرلس السادس رجل الصلاة والتسبيح صاحب المواهب و المعجزات، والقمص ميخائيل إبراهيم أب اعتراف البطاركة، والقمص بيشوي كامل مؤسس مدرسة الغيرة الروحية التي غايتها خلاص النفوس بفكر إنجيلي كنسي حيّ.
vاشترك الثلاثة في سمة الحب الفعّال العملي المرتبط بروح الاتضاع الحقيقي. كما اتسموا بالفكر
الكنسي الحيّ، والغيرة على خلاص النفس، والجهاد في حياة الصلاة، مع العطاء بلا حدود وبذل النفس من أجل السيد المسيح.
اشترك الثلاثة في التزامهم بالجهاد بلا توقف حتى في فترات المرض، وخاصة وهم على فراش الموت.
فيما يلي بعض القصص التى تكشف عن صداقتهم مع اتضاعهم العجيب:
vجاء أحد الآباء الكهنة من الصعيد لمقابلة قداسة البابا كيرلس ونوال بركته، وكان القمص ميخائيل إبراهيم متواجدًا معه. فلما سأل الكاهن بركة أبينا البطريرك أجاب بكل اتضاع: "أباركك وأبونا ميخائيل موجود؟! خذ البركة من أبونا ميخائيل!"
صـداقة روحية مع اتضاع عجيب! البابا لا يود أن يُبارك في حضرة كاهن قديس!!
كان قداسة البابا إذا ما التقى بأحد الكهنة زملاء أبينا القمص ميخائيل إبراهيم يقول له: "يا بختك أنت بتصلي مع البركة كلها!"
ويروي أبونا جوارجيوس ما حدث معه قبل سيامته كاهنًا.
في يوم الثلاثاء الموافق 9 مارس 1971 علمت وأنا في عملي بانتقال قداسة البابا كيرلس. حزنت ودخلت إلى الكاتدرائية المرقسية، وهناك أخذت بركة مشاهدة جثمانه الطاهر. ثم ذهبت إلى كنيسة مارمرقس بشبرا لخدمة إخوة المسيح المحتاجين في ذلك اليوم. وبينما أنا جالس بمفردي في حجرة الخدمة أفكر في هذا الحدث المحزن، والضيق والحزن يملآن نفسي، لأن أبانا ميخائيل إبراهيم أيضًا كان قد داهمته ذبحة قلبية منذ بضعة أيام، ونظرًا لكثرة أبنائه الروحيين منع الأطباء الزيارة إليه مهما كان السبب، ووضعوا إعلانًا على باب بيته يفيد بهذا المعنى، وإذا بحفيد أبينا ميخائيل يطرق باب حجرة الخدمة وينقل إليّ رسالة من أبينا بأنه يريد مقابلتي في أمرٍ هام.
ذهبت إلى بيته القريب من الكنيسة بسرعة، وعندما فتحت ابنته الباب طلبت منى في همس ألا أخبر أبانا بانتقال البابا كيرلس، حتى لا تتأثر صحته بهذا الخبر المؤلم، نظرًا لوجود علاقة محبة قوية بينهما.
دخلت حجرة نومه، وكان يتكلم معي بوداعته المعهودة عن أخبار خدمة اخوة الرب المحتاجين خاصة الطلبة، وطمأنته أن الـرب يرسل إليهم كل احتياجاتهم بلا انقطاع. ثم طلب مني أن أفتح الدولاب، وأخرج منه مظروفًا به كمية من النقود، وهى تبرعات للطلبة المحتاجين قدمها بعض أبناء أبينا لهذا الغرض، وكانت أسماؤهم مكتوبة على المظروف.
وبعد أن كتبت إيصالات بأسماء المتبرعين ووضعتها في الظرف وسلمته لأبينا أردت أن أستأذنه بالانصراف بعد أن أخذت بركته. لكنه طلب مني البقاء معه بعض الوقت للتحدث معي.
جلست وتحدث معي عن بعض أمور الخدمة بالكنيسة، ثم فاجأني بهذه العبارة: "انت عرفت إن قداسة البابا كيرلس وصـل إلى السماء؟!"
ذُهلت من كلماته، وسألته عمن قال له هذا الخبر؟ وكررت السؤال، لكنه رفض أن يُفصح كيف علم بهذا الخبر. لكنني تأكدت أنه قد شاهد رؤيا معينة رفض أن يخبرني عنها، لأن الحادث لم يمضِ عليه أكثر من أربـع ساعات. ومما زاد من حيرتي أنه أضاف قائلاً: "يا بخته عقبالنا لما نوصل". قال هذا ووجهه مشرق بفرحٍ عجيبٍ.
عندما قلت له وأنا مرتبك: "ربنا يطول لنا في عمرك، إحنا محتاجين لك، والكنيسة محتاجة لخدمتك، ربنا لا يسمح بهذا"، كانت إجابته عجيبة أيضًا، وممتلئة بالإيمان والرجاء.
قال لي: "ما دام يوجد زيت ننير، ولما ينتهي الزيت نذهب إليه، فاهم يا سيدي!"
بعد أن جلست معه بعض الوقت طلب مني وأنا علماني أن أقف وأصلي، فاعتذرت أولاً، وعندما أصرّ صليت وأخذت بركته ودعواته، وانصرفت وأنا مستريح القلب، داعيًا له بطول العمر.
vيروي لنا أبونا جوارجيوس عن علاقة أبونا بيشوي كامل بأبينا ميخائيل إبراهيم، فيقول إنه في يوم انتقال
أبونا ميخائيل بقي جثمانه يومين بالكنيسة، وبقي أبونا بيشوي كامل بجواره طول الوقت يصلي المزامير ويرتل تسبحة نصف الليل ويرفع القداسات يومين.
لقد علمت مقدار علاقة الحب بينهما من نظرات الوداع، وكأنه يقول له في صمت: "سنتقابل قريبًا في حضرة السيد الرب". فلم تمضِ سوى أربع سنوات حتى سافر أبونا بيشوي إلى الفردوس ليلتقي بمن سبقوه من الأبرار والقديسين.
وكان أبونا ميخائيل إبراهيم قد اعتاد أن يقضي شهر مايو من كل سنة في بيت الأصدقاء بجوار كنيسة مارمينا بالمندرة، وكان أبونا بيشوي يحرص أن يأخذني معه في كل مرة نلتقي معه ليلاً نعترف لديه ونجلس معه نطلب مشورته في المشاكل الكنسية والرعوية!
قُبيْل سفري إلى استراليا عام 1975 سافرنا معًا إلى أبينا ميخائيل إبراهيم، وبعدما اعترفنا لآخر مرة لديه أصر أن نقرأ له التحليل ولم نحتمل ذلك، فأمسك بيد أبينا بيشوي ووضعها على رأسه، وأمره أن يقرأ له التحليل!"
vوالعجيب أن الثلاثة عبروا من هذا العـالم في شهر مارس، وبين كل منهم والآخر أربع سنوات، إذ
تنيح البابا كيرلس في 9 مارس 1971، والقمص ميخائيل في 26 مارس 1975، والقمص بيشوي في 21 مارس 1979.


  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:35 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

ذات يوم أثار الشيطان زوبعة داخل أسرة يرعاها أبونا بيشوى .. فهاج الزوج وثار فما كان من الزوجة إلا أن طلبت من أبنها أن يسرع إلى الكنيسة ليحضر أبونا بيشوى ...
وجاء الأب المحب فوراً .. وإذ بالشيطان يثير الزوج أكثر فيقول:
أنتم عايزين تضغطوا على عن طريق أبونا .. طيب أنا نازل ومش راجع البيت تانى .. قال هذا ونزل .. ولكن أبونا بيشوى نزل وراءه فقال الزوج: أبونا متتعبش نفسك . أنا مش راجع تانى .. فقال له أبونا : أنا مقدرش أسيبك وحدك وأنت تعبان كده.. فأسرع الزوج
فى خطواته حتى يختفى عن أعين أبونا .. ولكنه فوجئ بأبونا يسرع وراءه بنفس سرعته .. فوقف الزوج وعاتب أبونا قائلاً :
" الناس عرفاك يا أبونا " حيث أراد أن يحفظ لأبونا كرامته ...
ولكن أمام هذا الحب الأبوى أراد الزوج أن يضع حداً لوجود أبونا
معه فهداه تفكيره إلى طريقة ظنها ستخلصه من حصار الحب
الذى فرضه عليه أبونا .. لقد جلس الزوج على رصيف الشارع وهو يقول لأبونا" طي! ب آدى قعدة . لما أشوف بقى هتعمل أيه؟" وببساطة شديدة وبلا تردد جلس أبونا بيشوى بجواره على الرصيف أمام جميع المارة وهو يقول له "طيب وأيه يعنى آدى قعدة كمان جنبك " ّهل الزوج وقال " أبونا كل الناس شيفاك" "كرامتك يا أبونا " فأجاب الأب القديس :
" وأيه يعنى مش المسيح نزل لغاية رجلين تلاميذه
وغسلهم مش عايزنى أنا أقعد جنب أبنه وهو تعبان "
وإحترق الشيطان أمام هذا الأتضاع المذهل لقد ذابت نفس
الزوج فى داخله وإستسلم فى هدوء وإنهمرت دموعه من عينيه
فى غزارة وهو يقول لأبونا " عاوزنى أعمل أيه يا أبونا" فقال له نرجع البيت تانى فرجع الزوج وكانت هذة آخر زوبعة لهذة الأسرة لأجل كاهن تعلم كيف ينزل الى الرجلين فى أتضاع حقيقى مما رفعه عالياً فى أعين الله والناس.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:36 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

سمع أبونا بيشوى كامل عن أب يمنع اولاده من الذهاب لمدارس الاحد
فأخذ العنوان وقصد ذلك المنزل و ما ان دخل حتى قابله رب الأسرة بجفاء شديد و أخذ ينهال ذلك الرجل على أبونا بيشوى بكلمات جارحة الا أن أبونا دخل فى الكلام عن المسيح والخلاص.

وطلب الرجل من أبونا أن يشرب معه خمر ك! شرط لسماع كلام أبونا فألهمه الروح بالطاعة ولكنه قال له" احنا اتعمنا نصلى قبل ما نأكل أو نشرب " فقال له هذا الرجل " تصلى فى حجرة الشرب ؟" فقال له أبونا بيشوى " هات زجاجات الخمر كلها تحضر الصلاة عشان نشرب بعد الصلاة " و صلى أبونا صلاة عميقة جدا وبعدها رشم الصليب وقال للرجل " افتح و اشرب و اسقينى " ففتح الرجل الزجاجةالأولى وصب منها شوية فى كوب فلاحظ رائحة غريبة و عندما قربها من فمه صرخ بصوت عالى "ايه ده جاز جاز مش ممكن مش معقول !! " فقال له أبونا" افتح زجاجة تانية " .. وهكذا الى بقية الزجاجات فقد تحول الخمر الى جاز. وهنا سقط ذلك الرجل عند قدمى أبونا بيشوى قائلا له " لا تتركنى أهلك ..خذنى للمسيح بتاعك."
فلو كان أبونا رفض الصلاة داخل حجرة الخمر أو لو كان أبونا قاطعه كيف يشرب معه خمر ولكن ابونا بحكمته و قوة ايمانه فى الذى حول الماء الى خمر, صلى و بالمسيح تحول الخمر الى جاز. ليحول هذا الرجل الى رجل اللــه ويكسب نفسا للمسيح.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:36 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

حدثت هذه القصة عام 1960 في السنة الأولى لسيامة أبينا الحبيب المتنيح القمص بيشوى كامل ... وكانت كنيسة مار جرجس باسبورتنج ما تزال تحت الإنشاء .
كانت مكتبة البيع عبارة عن كشك خشبي صغير بجوار سور الكنيسة وتحوى! بعض الكتب والأيقونات والحل التي تحمل صور القديسين والسلاسل والصلبان .

فظن بعض الناس أن هذه الحلي من معادن ثمينة كالفضة والذهب ...

فتسللوا إلى الكنيسة ذات يوم ودخلوا المكتبة وفتحوا الأدراج ووضعوا كل ما تحويه من نقود وحلى صغيرة وسلاسل في صرة وهربوا بها .....

وفى اليوم التالي أكتشف خدام المكتبة السرقة فهرعوا إلى أبونا بيشوى قبل القداس وأخبروه بالحادث وعرضوا عليه جملة المعروضات وأسعارها .. واستأذنوا منه أن يبلغوا الشرطة ....

فرد عليهم أبونا بيشوى بثقة :

اتركوني فسوف ابلغ بوليس النجدة ..

( وكان يقصد بذلك مار جرجس شفيع الكنيسة ).

وبدأ أبونا يصلى القداس وطلب من الله بصلوات مار جرجس أن يتدخل في هذا الموضوع ..

وبعد القداس مباشرة جاء شرطي يريد أحدا من المسئولين بالكنيسة ليتعرف على المسروقات في قسم البوليس !

أما حقيقة ما حدث أن اللصوص بعدما أخذوا المسروقات ذهبوا بها إلى كافيتريا ، وجلسوا يقتسمونها فيما بينهم فلاحظ أحد المخبرين السريين ذلك فقبض عليهم .... واعترفوا بكل شيء.

فذهب خدام المكتبة لأبونا بيشوى يبشروه بالخبر فأجابهم بثقة

" مش قلت لكم هبلغ مار جرجس بوليس النجدة "

  رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2012, 09:36 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,307,734

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاتضاع (موضوع متكامل)

جاءت سيدة إلى أبونا بيشوى تشتكى ابنها الذي لا يريد أن يحلق شعر رأسه ويتركه كما انه لا يريد أن يحلق ذقنه وتركها تطول ، وشكله مش عاجب والدته فذهب إليهم أبونا في المنزل وأخذ الولد فى حضنه وقال لها ( ماله ما شكله حلو أهوه ! – ده باين عليه هيطلع أبونا أنا فرحان به خالص ده ولد ممتاز ) ودعاه أبونا للتناول وناوله وكسبه.

وبعد فترة جاء ذلك الشاب ولم يعرفه ابونا إذ أن شكله كان قد تغير فقد حلق شعره وحلق لحيته وعرف ابونا بنفسه وقال له

( لو لم تأخذني بمحبتك ما كنتش حلقت أبدا وأنا بأعاندهم من زمان لأنهم بيهاجمونى ولكن اللي قدسك عملته معايا أخجلني من نفسي وقررت أن احلق وافرح قلبك .. )

كان ابونا دائما يحرص على كسب الشخص بأي طريقة ولا يتسرع في فقد أي إنسان
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن عيد النيروز
موضوع متكامل عن احد الشعانين
موضوع متكامل عن صوم الرسل
موضوع متكامل عن سبت لعازر
موضوع متكامل عن سير القديسين


الساعة الآن 11:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025