|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
24- العطاء عند الطفل الولد في هذه السن، لا يعرف الحب الفلسفى المجرد. إنما الحب دليله العطاء. الله يحبنا، فيعطينا كل شئ ... حتى بابا وماما، هما عطية من الله لنا. وإنما تعبر عن محبتك للطفل، بالعطاء أيضاً. والعطاء يتنوع حسب تفضيل الطفل. نعطيه ما يحبه، مع التنويع فيما نعطى... قد نعطيه بعض الحلوى، أو بعض اللعب، أو صورة دينية، أو أيقونة أو صليباً... أو على الأقل نعطيه ابتسامة وحناناً ومداعبة وتشجيعاً... كما يفرح الطفل بعطائنا له، ينبغي أيضاً أن: نعلم الطفل أيضاً أن يعطى... فلو كانت كلها أخذاً، لا يكون هذا صالحاً له... لذلك نحن نعلمه أولاً أن يعطى، دون أن يؤثر ذلك عليه ... وهناك أمثلة كثيرة لذلك: * إذا حضر ضيوف مثلاً، بدلاً من أن نوزع عليهم بأنفسناً قطعاً من الحلوى، نعطيه هو ليوزع. نقول له: خذ إعط هذا لفلان، وإعط هذا لفلانة.. وسوف يسر بذلك، إذ يشعر أنه المضيف الذى يعطى. * نفس التدريب بصورة مصغرة على مائدة الطعام... * كذلك يمكن أن ندربه على هذا العطاء في التعامل مع أخوته الأصغر أو الأكبر. * أو تقول له الأم. نحجز هذا الشئ لبابا حينما يحضر، وأنت تعطيه بنفسك. وسيفرح بك ويشكرك. * نمتدحه في كل مرة يعطى فيها لغيرة، ونشجعه بكافة ألوان التشجيع. * كذلك يمكن أن نحكى له قصصاً من العطاء وهي قصص كثيرة، سواء من الكتاب المقدس، أو حياة القديسين، أو القصص الاجتماعية. اتذكر قصة حدثت معي سنة 1967 م. كانت الكلية الاكليريكية تجتاز ضائقة مالية شديدة جداً، مما أدى إلى أن مدير الديوان البابوى أرسل مجموعة من الخطابات يعلن فيها وقف الصرف عليها وعلى كل المعاهد الدينية... وأقمنا قداسات من أجل هذا الأمر. وفى آخر أحد القداسات، تقدم بعض الأحباء، يقدمون تبرعات للصرف على الاكليريكية. ورأى أحد الأطفال كل هؤلاء يتقدمون ويعطون من عندهم شيئاً... فجاء هذا الطفل إلى، ووضع يده في جيبه، وقدم لى ملبساية... وتكرر هذا الفصل وقدم من طفل آخر، عن حب وليس عن تقليد لغيره... جاءنى في محبة وقدم لى ملبسة مما في يده، مع عبارة حب رقيقة... |
09 - 07 - 2012, 10:45 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
25- قوة الحفظ لدى الطفل الطفل في سن الطفولة سريع الحفظ، وله ذاكرة قوية جداً. يكفى أنها ذاكرة جديدة لم تمتلئ بعد... مثل ذاكرة كومبيوتر يمكن أن تسع خمسين ألف كلمة، ولم تسجل فيها سوى مائة كلمة فقط. وكلما كبر الطفل، واختلط بالمجتمع وسجل منه ألفاظاً وجملاً. ودخل إلى المدرسة، وأضيفت إلى ذهنه وذاكرته معلومات من شتى العلوم، وألفاظ من لغات أخرى أيضاً... حينئذ لا تصبح الذاكرة في تلك السن الناضجة مستعدة لتقبل كل شئ، وقد تنسى... بعكس الطفل الذي يولد بذاكرة بكر... بيبي يقرأ الجريدة!وكما قال أحد علماء التربية: إن الطفل في السنوات الخمس الأولى من عمره يحفظ قاموساً. ذلك لأنه يولد ولا يعرف لفظاً واحداً من اللغة. ثم يتعلم ويحفظ كل ألفاظ التخاطب ومسميات الأشياء التى أمامه. فلننتهز نحن هذه الموهبة التى فيها لكى نجعله يحفظ ما يفيده. نجعله يحفظ أيات وتراتيلاً وألحاناً. ونضيف إلى ذاكرته قصصاً من الكتاب والقديسين. نجعله يحفظ صلوات، وإن كان لا يفهمها. إن وقت الفهم والتأمل سيأتي فيما بعد. فلا نفقد سن الحفظ دون أن نستغلها. الأطفال نحفظهم قانون الإيمان ولا يهمنا أنهم لا يفهمونه ونحفظهم " أبانا الذى " وبعض صلوات أخرى. ونترك الفهم إلى مراحل النضوج المقبلة. إن مدرس مدارس الأحد الذى يهمل تحفيظ الأطفال، إنما يضيع عليهم ميزة تلك المرحلة من عمرهم. ونفس الحكم نقوله للآباء والأمهات الذين يهملون تحفيظ أولادهم. وينسون الوصية التى قال فيها الرب ولتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك... " (تث6: 6، 7). وثقوا جميعاً أنكم إن لم تملأوا ذاكرة الأطفال بما يفيد، فسوف تمتلئ بأشياء أخرى. إن لم تمتلئ بالتراتيل والألحان، فسوف تمتلئ بالأناشيد والأغاني من مصادر أخرى... وإن لم تمتلئ بقصص القديسين وشخصيات الكتاب وقصص الفضيلة، فسوف تمتلئ بتفاهات شتى، وربما بأشياء ضارة. ليتنا نضع برنامجاً للحفظ، خاصاً بالأطفال، سواء للبيوت، أو للتربية الكنسية. ويمكن تعليق آيات في براويز داخل بيوتنا، ليحفظها الأطفال، ويحفظها الكبار معهم. ويصبح وجود طفل في البيت بركة روحية لكل أفراد الأسرة. بسببه يحفظون الآيات والتراتيل، وبسببه يحترسون في الكلام وفى استخدام الألفاظ اللائقة وينمون معه روحياً، إن لم يكونوا قد نموا من قبل... |
||||
09 - 07 - 2012, 10:46 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
26- الطقوس بالنسبة للطفل تقرأ الكتاب المقدسما أجمل كنائسنا بكل ما فيها من اشباع لحواس الطفل... وهذا الإشباع الذى ينتقل إلى روحه أيضاً... أقصد ما فى الكنيسة من أيقونات، صور ملائكة وقديسين، وما فيها من ألحان وموسيقى، وما فيها من بخور. يضاف إلى ذلك الملابس الكهنوتية، تحركات الأب الكاهن والشمامسة. والشموع التى يحملها أثناء قراءة الإنجيل، وحول المذبح... بالإضافة إلى الركوع والسجود. كل هذه الطقوس تشبع نفس الطفل، وتكون مجالاً لتأمله، وتربطه بالكنيسة أيضاً. لذلك فالطفل الذى يرسم ابصلتس فى صغره، ويتعود المجئ إلى الكنيسة والمشاركة في أسرارها، يكون أكثر عمقاً في روحياته... بل أيضاً كل هذه الطقوس تغرس العقيدة في أعماقه، فلا ينحرف عنها إذا كبر. وبخاصة كلما ينمو في الفهم وفى معرفة ما يتلى في القراءات الكنيسة ... ويفرح الطفل أنه يلبس تونية، ويدخل إلى الهيكل، ويمسك شمعة في يده، ويرد بعض المردات وراء الأب الكاهن، ويتناول من الأسرار المقدسة. وهنا لا تصبح الطقوس مجرد طقوس، إنما فيها الإيمان والعقيدة والروحيات والممارسة، والمعرفة... كل هذا يأخذه الطفل في مرحلة التسليم، قبل أن يكبر في السن، ويدخل في مرحلة طغيان العقل وسيطرته على كل شئ ، ومحاولته المناقشة والجدل في كل ما يتلقاه. الطفل الذى تسلم العقيدة والإيمان في مرحلة الطفولة. هذا إذا دخل في مرحلة النضوج الفكرى، يساعده العقل على الفهم، وليس على الشك... لا ننسى أيضاً النعمة التى تعمل فيه من خلال الأسرار الإلهية. أما الذين يقولون: نعمد الطفل حينما يكبر ويؤمن، إنما يحرمونه من شركة الكنيسة في طفولته ولا ندرى حينما يكبر، ماذا سيكون؟ وأية عوائق ضد الإيمان تكون قد دخلت إلى نفسه. |
||||
09 - 07 - 2012, 10:46 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
27- أهمية فترة الطفولة ... إن الأشياء التى تنطبع في الطفل أثناء طفولته، يكون لها تأثير على حياته كلها... لذلك فإن علماء علم النفس حالياً يحاولون أن يرجعوا كل طباع الإنسان وانفعالاته، وكل نواحى قوة شخصيته أو ضعفها... يرجعونها كلها إلى فترة طفولته. العقد النفسية التى فيه، يرجعونها إلى ما ترسب فيه أثناء طفولته، كذلك ما في أخلاقه من شجاعة أو خوف أو تردد، وما يتصف به في معاملات مع الناس من ثقة أو شك... فترة الطفولة هي الأساس الذى تبنى عليه كل حياته... إذن اهتموا بالطفولة، وقدموا لها كل ما لديكم من علم وفن، وكل ما في قلوبكم من حب وحنان. |
||||
09 - 07 - 2012, 10:46 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
28- العلاقة بين مرحلة الطفولة المبكرة و المتأخرة نبدأ الآن مع مرحلة الطفولة المتأخرة، وهي تشمل السنوات الخمس التالية من حياة الطفل (مرحلة التعليم الابتدائى تقريباً) كمقدمة، لا نستطيع أن نضع فواصل أو حدوداً حاسمة بين فترة وفترة. فلا يمكننا بالنسبة إلى جميع الأطفال، أن نقول بطريقة قاطعة إن مرحلة الطفولة المبكرة تنتهى عند هذه السن، ثم تبدأ فترة الطفولة المتأخرة في سن (كذا)... فقد يحدث تداخل بين المرحلتين عند كثير من الأطفال... فالأمر يختلف من طفل لطفل... حسب درجة ذكائه، ونوع نفسيته ، وكيفية تربيته، ومقدار خبرته، وما ناله من توعية ومن تعليم، وما اكتسبه من صفات وراثية... كل هذه الأمور تؤثر فيه، وتوجد تفاوتاً بين طفل وطفل... ولكننا فيما سنشرحه، إنما نتكلم عن الخطوط العامة. كذلك فالانتقال من فترة إلى فترة يحدث تدريجياً... كلما نضج الطفل في عقله وفى نفسيته... وقد يكون هذا النضوج سريعاً عند طفل، وبطيئاً عند آخر... كما لا ننسى مطلقاً نوع الطباع. فقد يكون أحد الأطفال بشوشاً بطبيعته، يميل إلى التآلف مع الغير، بينما طفل آخر يكون منطوياً لا يصادق أحداً بسرعة.. مرحلة الطفولة المبكرة، ومرحلة الطفولة المتأخرة، تشتركان معاً في بعض الصفات. ولكن تختلفان في مستوى النضج... كلاهما يشتركان في القدرة على الحفظ، وفى حب التقليد، وفى محبة من يقدم الحب والعطاء والمديح والمداعبة... وكل منهما فترة تسليم. |
||||
09 - 07 - 2012, 10:46 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
29- تفاوت بين المرحلتين فى المرحلة الابتدائية، يصدق الطفل ما يقال له. ولكنه كلما ينضج في عقله، يقبل بعض الأمور، ويسأل في أمور أخرى، وقد لا يقبل أموراً ثالثة. وبعض النقاط تحتاج بالنسبة إليه إلى تفهيم ... في المرحلة السابقة، كان يعتبر كل شئ ملكاً له، ويأخذ ما يريد كأنه من حقه... ولكنه يبدأ هنا أن يفرق بين الذى له، وبين ما يملكه غيره. وإن أخذ مما لغيره، يشعر بأنه يرتكب خطأ. فيلجأ إلى الإخفاء. وإن سئل عما أخذه قد يكذب. ويكون الكذب هنا كذباً، وليس خيالاً كما كان في المرحلة السابقة. وإن استردوا منه أخذه من غيره، قد يقاوم، وقد يصمت وقد يستسلم ويبكى... |
||||
09 - 07 - 2012, 10:47 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
30- مجتمع أوسع فى هذه المرحلة، ينتقل إلى مجتمع جديد، أوسع من نطاق الأسرة، إنه خارج بيته. فى هذا المجتمع يلتقى بنوعيات من الناس، قد يتأثر بهم. وتصبح له مصادر للمعرفة غير والديه وأهله: منهم . وقد يتعرف على طباع وتصرفات لم يتعودها... ومن المفروض أن نقدم له الرعاية اللازمة والحماية. إما أننا نغرس في ذهنه وقلبه مبادئ ترسخ فيه، خلال فترة تواجده في محيط الأسرة وحدها قبل أن يخرج إلى المجتمع الأوسع. بحيث أن ما يراه شاذاً بالنسبة إليه، يبتعد عنه تلقائياً وإما أننا نلاحظ بعناية، ونصحح له ما يلتصق به من أخطاء خارج محيط الأسرة. ونحتاج هنا أن نصادق الطفل، حتى لا يخفى عنا شيئاً. فهو إن كان بخبرته السابقة يخاف الأسرة وعقابها، فإنه لابد سيخفى عنها كل ما يجد عليه، أى كل ما يتعلمه من ألفاظ ومن تصرفات، حتى لا يقابل بالضرب أو التوبيخ أو التهديد. أما إن صادقناه، وأشعرناه بالأمان، وأن أخطاءه سنقابلها بالشرح والتوجيه المخلص دون أذى... حينئذ سيكشف لنا كل شئ، فيمكننا معالجة الأمور من بدايتها ونشرح له كيف يسلك في المجتمع الجديد، إذ سيحكى لنا بدون خوف... |
||||
09 - 07 - 2012, 10:47 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
31- مدارس الأحد فى هذه المرحلة الابتدائية، يدخل مدارس الأحد. ويتلقى فيها تعليمه الدينى. وبعض الأسرات تعتمد اعتماداً كاملاً على مدارس الأحد. بحيث تلقى عليها كل مسئوليه التعليم الدينى للطفل. وهذا خطأ. لأن مسئولية الوالدين عن طفلهما لا تزال قائمة، سواء في تعليمه الدينى، أو في الإشراف على هذا التعليم... نسأل إذن عن واجب الوالدين في الإشراف على التعليم الدينى لطفلهما: ما أسهل أن يذهب الطفل إلى مدارس الأحد، ولا يلتفت إلى الدرس، ولا يستوعب منه شيئاً، ولا يتذكر منه شيئاً. وكثيراً ما كنت أقابل بعض الأطفال، وأسألهم عن آخر درس تلقوه في مدارس الأحد. فتكون إجابتهم هي أحد الدروس الثلاثة المشهورة وهي: درس مش عارف، أو مش فاكر، أو لم أحضر في الأسبوع الماضي... طبعاً الواجب على مدرس مدارس الأحد أن يراجع الدرس علي تلاميذه، ويتأكد من استيعابهم وحفظهم... كذلك من واجب الأم أن تسأل إبنها عندما يرجع من مدارس الأحد عن الدرس الذى أخذه. وحينما يعرف الطفل سيسألونه فى البيت عما أخذه لابد سيلتفت ويركز أثناء الدرس، حتى لا يخجل في البيت ويقول: لا أعرف...! كذلك من واجب الأبوين أن يكملا معلومات الطفل، بإعطائه دروساً أخرى. فتزداد معلوماته من جهة، ويشعر من جهة أخرى أن والديه لهما صله بالدين، فيحترمهما. ويستطيع أن يسألهما فيما يجهله من أمور الكتاب والعقيدة ... والتعليم الدينى بالنسبة إلى الطفل سهل لأنه في مرحلة التسليم والتلقين. وليست لديه شكوك يحتاج أن يعرف إجابة عنها. لأنه لم يصل إلى مرحلة الشك بعد ... |
||||
09 - 07 - 2012, 10:47 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
32- التسليم عند الطفل الطفل في هذه الفترة مستعد لأن يتسلم أشياء كثيرة فهو يقبل ما تقدمه له من معلومات، ولا يعارض... إلا لو كان شيئاً مضحكاً أو غير مقبول، فيعتبر الكلام مداعبة... هذه الفترة هي من أصل الفترات لغرس العقائد. عن طريق التسليم، وليس عن طريق الشرح والتعليم. يقبل مثلاً عقيدة التثليث دون شرح. تدربه على رشم الصليب، فيفعل ذلك: تقول له "باسم الأب والابن والروح القدس" فيردد ذلك معك دون أن يسألك. كذلك تسلمه قانون الإيمان فيتسلمه دون أن يناقشك في محتوياته، دون أن يستوضح معانى ألفاظه... إن حاولت أن تشرح له، سوف تربكه... كما أن عقله لا يكون قد نضج بالمستوى الذى يقبل فيه الشرح والتفهيم وعمق المعانى. |
||||
09 - 07 - 2012, 10:48 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
33- الدرس المناسب للأطفال نصيحتى لخادم مدارس الأحد، أن يكون درسه مناسباً. مناسباً للسن، وللعقلية، والظروف، ولإمكانية التنفيذ. أتذكر في حوالي سنة 1943، إخترت أن أدرس فصلاً في مستوى الرابعة الابتدائية (وكانت شهادة عامة في ذلك الحين). وكنت أحب هذه السن، لأنها انتقال من مرحلة الطفولة، ووقوف على أعتاب المراهقة أو ما يقرب من ذلك. وتصلح لغرس المبادئ... وكنا في مناسبة عيد القيامة. حدثتهم عن ذهاب المريمات مبكرات إلى القبر. وأحببت أن يكون عملياً، فركزت في هذه النقطة باستفاضة كثيرة، وشرحتها شرحاً وافياً جداً. ثم سألت الطلبة هل اقتنعوا، فوافقوا جميعاً. وحينئذ سألتهم: هل سنذهب إلى الكنيسة إن شاء الله مبكرين من الأسبوع المقبل؟ وللأسف أجابوا جميعاً بأنهم لا يستطيعون. وخجلت من هذا الفشل، وجمعت بقايا نفسيتى المتبعثرة. وسألتهم عن السبب. فوقف أحدهم يعبر عن رأى جماعة من حوالى خمسة أطفال وقال: نحن الآن في آخر العام، ونستعد لامتحان الشهادة الابتدائية. ونسهر في المذاكرة لذلك لا نستيقظ مبكرين . ولا نستطيع لهذا السبب أن نذهب مبكرين إلى الكنيسة. كانت هذه المجموعة على حق. والدرس لم يكن مناسباً من جهة موعده في آخر العام الدراسى، وبالقرب من الأمتحان. ووقف طالب آخر، يمثل مجموعة أخرى من حوالى خمسة أو أكثر. وقال " أنا أذهب إلى الكنيسة مع بابا. وهو يذهب متأخراً". ووجدت أيضاً لهذه المجموعة عذراً، لأنهم أطفال ولا يملكون أمرهم في يدهم. وقد لا يستطيعون الذهاب إلى الكنيسة في غير صحبة آبائهم. ووقف طالب آخر وقال " لا أستطيع أن أذهب مبكراً إلى الكنيسة، لأننى في كل صباح أذهب لأشترى لهم طعام الأفطار" ... حقاً يجب أن يذهب الناس إلى الكنيسة صائمين. ولكن ليس الجميع يفعلون هكذا ... فإن أرادوا الإفطار، ولم تكن عندهم شغالة، قد يرسلون هذا الطفل ليشترى الطعام من أقرب محل إلى بيتهم. وتكاثرت الأسباب. وعرفت أن الدرس كان مقنعاً عقلياً. وكان فاشلاً تماماً من الناحية العملية. وقد ترك هذا الفشل أثراً كبيراً في نفسى، كانت له نتائجه الإيجابية في طريقتي في التدريس. وأصبح الموضوع الذى أدرسه ينقسم إلى أربعة أقسام: 1 – شرح الموضوع واستخراج الدروس الروحية منه. 2 – تطبيق هذه الدروس في حياتنا العملية. 3 – معرفة العوائق والموانع، والتفكير في الانتصار عليها. 4 – مراجعة وأسئلة وحوار حول الموضوع. |
||||
|