06 - 12 - 2012, 07:52 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد دوماديوس السرياني قبوله الإيمان تربى هذا القديس في بلاد الفرس وتعلّم التنجيم، وكان يشتهي أن يصير مسيحيًا. اتفق أن وجد راهبًا فارسيًا في السوق اسمه أوغالس فعرف منه طريق الله وابتهج جدًا حتى أنه كان يعظ أهل بيته ويعلّمهم ما يسهِّل لهم طريق الإيمان، ثم اعتمد. رهبنته ترهّب وصار يعمل أعمالاً عظيمة، فحسده بعض الاخوة. فلما شعر بذلك مضي من عندهم وأتى إلى دير القديس سرجيوس، فأقام هناك عند رجل متوحد عشرة سنوات لم يأكل في أثنائها شيئا مطبوخًا. بساطته ونقاوته سيم شماسًا، وفيما هو يخدم مع القديس المتوحد في الهيكل رأى حمامة بيضاء حسنة المنظر جدًا أتت وحلّت فوق المذبح فظن أنها حمامة جسدانية. فكان يُشير إليها برأسه ويده ليطردها خوفًا منه على الكأس. وبعد انتهاء القداس سأله القس عن سبب انزعاجه وقت القداس فعرَّفه بما رآه، فقال له القس: "إذا رأيتها مرة أخرى فقل لي". ففي اليوم التالي صعد إلى المذبح للخدمة كالعادة وعند حلول الوقت الذي رأى فيه الحمامة قال للقس: "يا أبي هوذا الحمامة"، فالتفت الشيخ ولكنه لم ينظر شيئًا، فانطرح على وجهه أمام الرب ببكاء وصلاة ليلاً ونهارًا وظل على هذه الحال زمانًا حتى استحق أن يرى تلك الحمامة وعلم أنها رمز الروح القدس، فلم يقل للقديس دوماديوس شيئًا لئلا يدخله الكبرياء، ولكنه أعلم الأب الأسقف بأمره فرسمه قسًا. ذاع خبر قداسته حتى بلغ مسامع بطريرك ذلك المكان فأراد زيارته. ولما علم القديس بذلك هرب من هناك وأتى إلى كنيسة القديس قزمان حيث أقام بقربها يأكل نبات الأرض زمانًا. استشهاده أجرى الله على يديه عجائب كثيرة. ولما خرج الملك يوليانوس لمحاربة الفرس اجتاز بمغارة القديس فأعلموه بأمره، فأمر برجمه هو وتلميذه بالحجارة حتى صارت فوق المغارة كَتَلٍّ عظيمٍ. وبعد سنين أظهر الله جسده فبُنيت له كنيسة وقد أظهر الله عجائبه فيها. السنكسار، 25 ابيب. |
||||
06 - 12 - 2012, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديسان دوماديوس ومكسيموس شابان صغيرا السن أدركا غنى الملكوت وعشقا شخص السيد المسيح، فتركا عظمة المُلك والجاه ووفرة الغنى والكرامة وعمدا إلى سكنى البراري والقفار. انفتاح قلبيهما على السماء حوَّل القفر إلى فردوس، وسلكا بسيرة ملائكية أدهشت القديس مقاريوس الذي كان يستصحب بعض زائريه إلى مغارتهما، ويقول لهم: "هلموا نعاين مكان شهادة الغرباء الصغار". كان يحسبهما شهيدين بدون سفك دم. نشأتهما كان هذان القديسان أخوين، وكان أبوهما فالنتيانوس القيصر الروماني (364-375) رجلاً خائف الرب وناصرًا للمسيحية، ربَّى ولديه وأختهما الصغيرة في مخافة الرب. لما كبر مكسيموس ودوماديوس اشتاقا إلى حياة الرهبنة. فطلبا من أبيهما أن يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ليُصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الأول الذي انعقد سنة 325م. فرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك. ولما وصلا أمرا الجند أن يرجعوا إلى أبيهما ويقولوا له أنهما يريدان أن يمكثا هناك أيامًا. ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين يُدعى حنا فشجعهما، ولما طلبا أن يبقيا معه اعتذر خوفًا من أبيهما وأوصاهما بالسفر إلى سوريا ليتتلمذا على يديّ القديس المتوحد الأنبا أغابيوس وهو طرسوسي من كيليكية، وكان ذا شهرة كبيرة. رهبنتهما توجها إلى الأنبا أغابيوس فقبلهما وألبسهما إسكيم الرهبنة. ولما قرب زمان نياحته سألاه ماذا يفعلان بعده. أما هو فقال لهما: "رأيت نفسي في هذه الليلة واقفًا علي صخرة جنوب مسكننا، ورأيت راهبًا واقفًا أمامي وعلي رأسه غطاء عليه صلبان. وكان في يده عصا من جريد وصليب. لما رأيته خفت، ولكنه اقترب مني وسلّم عليّ، وقال لي: "هل تعرفني؟" قفلت له: "لا يا أبي القديس". قال لي: "أنا مقاريوس المصري أتيت لأدعو أولادك لآخذهم إلى مصر". فقلت له: "ألا تأخذني معهم أيضًا يا أبي؟" فقال لي: "لا، ولكني أعلمك أنك بعد ثلاثة أيام ستتنيح وتذهب إلى السيد. وسيرسل الملك رُسلا وراء ولديه ليأخذهما إلى القسطنطينية، فاحذر ذلك ومًرهما أن ينزلا إلى مصر ليسكنا بالقرب مني. لأن السيد قد عينهما لي أولادًا، وها أنا قلت لك". ولما قال ذلك اختفي عنيِ". ثم قال لهما: "إنني كنت اشتهي أن أنظر هذا القديس بالجسد ولكنني قد رأيته بالروح، فبعد نياحتي امضيا إليه بسلام". أنعم الله عليهما بنعمة شفاء المرضى، وشاع ذكرهما في تلك البلاد خصوصًا بين التجار والمسافرين، وتعلّما صناعة قلوع المراكب فكانا يقتاتان بثمن ما يبيعانه ويتصدقان على الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما. لقاء والدتهما والأميرة أختهما بالقديسين في إحدى المرات كان نائب الملك في الميناء مع الجند يفتش السفن الداخلة، فلاحظ اسميّ القدّيسين على إحدى السفن. استفسر من صاحب المركب عن سبب ذلك. فقال له: "هذان اسمان لأخوين راهبين كتبتُهما على قلع مركبي تبَرُّكا لكي يُنجّي الله تجارتي". ثم بيّن له أوصافهما بقوله أن أحدهما قد تكاملت لحيته والآخر لم يلتحِِ بعد، فعرفهما، وأخذ الرجل وأحضره أمام الملك ثيؤدوسيوس الذي كان رئيسا لجنود الملك فالنتينوس، وتعين ملكًا بعد وفاته. قدم الملك ثلاث قطع ذهبية لكل بحار. وصرفهم بسلام. ثم أرسل مندوبًا من قبله اسمه ماركيلوس إلى سوريا ليتأكد من الخبر قبل إذاعته في القصر. وبعد بضعة أيام عاد المندوب مؤكدًا الخبر، وكان فرح عظيم في القصر. ذهبت إليهما والدتهما والأميرة أختهما، فلما تقابلتا بالقديسين وتعرفت عليهما بكتا كثيرًا جدًا، ورغبت أمهما أن يعودا معها فلم يقبلا، وطيّبا قلب والدتهما وأختهما. ترشيح القديس مكسيموس بطريركًا للقسطنطينية بعد ذلك بقليل تنيّح بطريرك القسطنطينية فاتجهت الأنظار إلى القديس مكسيموس ليخلفه ورحّب الملك ثيؤدوسيوس بذلك، وأرسل نائبه ومعه بعض الجنود لاستدعائه، كما كتب إلى والي سوريا بذلك. تسرّب الخبر إلى الأخوين عن طريق زوجة الوالي التي كانت تحبهما كقديسين. ولما علما بذلك هربا واختفيا عند راعي غنم أيامًا كثيرة، ثم غيّرا ثيابهما ولبسا ثيابًا مدنية وتنكّرا حتى لا ينكشف أمرهما وصلّيا طالبين مشورة الله للوصول للأنبا مقاريوس. لقاؤهما مع أنبا مقاريوس سارا نحو تسعة أيام حتى أعياهما التعب وهما يسيران على شاطئ البحر. افتقدهما الرب برحمته ووجدا نفسيهما في شيهيت حيث القديس مقاريوس وعَرَّفاه أنهما يريدان السُكنى عنده. ولما رآهما من أبناء النعمة ظن أنهما لا يستطيعان الإقامة في البرية لشظف العيشة فيها. فأجاباه قائلين: "إن كنّا لا نقدر يا أبانا فإننا نمضي إلى موضع آخر". عاونهما في بناء مغارة لهما ثم علَّمهما ضفر الخوص، وعرّفهما بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز. أقاما على هذه الحال ثلاث سنوات لم يجتمعا بأحد سوى أنهما كانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين. فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة وصلى طالبًا من الله أن يكشف له أمرهما، وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة. فلما استيقظ في نصف الليل كعادته للصلاة رأى القديسين قائمين يُصليان، وشُعاع من النور صاعدًا من فم القديس مكسيموس إلى السماء، والشياطين حول القديس دوماديوس مثل الذباب، وملاك الرب يطردهم عنه بسيفٍ من نار. فلما كان الغد ألبسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلاً: "صلّيا عني"، فضربا له مطانية وهما صامتين. نصائحهما روي كاتب السيرة، الراهب بيشوي شماس الكنيسة التي بناها القديس مقاريوس الكبير نفسه، وهي أول كنيسة في الاسقيط: [حدث مرة حينما كنت معهما أن قلت لهما: لو كنتما في القسطنطينية يا أبوي فبالتأكد كنا نجدكما قد توليتما الملك". فأدارا وجهيهما وقالا بوداعة: "أين إذن روحك أيها الأخ حتى بدرت منك هذه الكلمة؟ إنها بلا شك في المكان الذي ذكرته. لقد قلنا لك عدة مرات أيها الأخ بيشوي أنك سواء كنت جالسًا معنا أو في مسكنك يجب أن تذكر دائمًا اسم الخلاص الذي لسيدنا يسوع المسيح بلا انقطاع، لأنه بالحقيقة لو كان هذا الاسم القدوس في قلبك لما قلت هذه الكلمة التي تكلمت بها الآن. من الآن فصاعدًا انتبه بالتأكيد إلى نفسك، ولا تهمل الاسم القدوس، اسم سيدنا يسوع المسيح، بل تمسك به بكل قلبك باستمرار حتى في الآلام، لأننا لو أهملناه نموت حتما في خطايانا". ومن أقوالهما: "فلنفرغ من الدالة والمزاح والكلمات الباطلة التي تجعل الراهب يخسر كل الثمار حسب الطريقة التي تعلمناها، إذ كنا لا نزال بعد في سوريا حينما كان الناس يحاولون إسعادنا دون أن يتركوننا نفكر في خطايانا. لكن الغربة والسكوت بفهم واحتمال الشدائد هذه هي خصائص الراهب. فالشدة تولد الصلاة في طهارة، والصلاة تولد مخافة الرب والمحبة، وهذا ما ينمي الإنسان، لأنه لا جاه ولا غنى ولا قوة يتقبلها الله ما لم يكن المسيح يسكن فينا".] نياحتهما بدأ القديس مكسيموس يمرض بحمى عنيفة، فلما طال عليه المرض طلب إلى أخيه الأصغر أن يذهب إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور. فلما أتى إليه وجده محمومًا فعزاه وطيّب قلبه. يقول كاتب السيرة: [اجتمعنا حول القديس مكسيموس لننظره فسمعناه يقول وقد خُطف عقله: "يا رب أرسل لي نورك ليضئ قدامي في هذا الطريق التي لا أعرفها. يا إلهي وخالقي خلصني من قوات الظلمة المجتمعين في الهواء، وأصلح خطواتي في هذا الطريق لأبلغ إليك باستقامة. وكن لي نعمة وقوة يا إلهي وسيدي، لأنك أنت رب النور ومخلص العالم". ثم صمت قليلاً، وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء والرسل والقديسين ويوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم كانوا قائمين حول القديس إلى أن سلّم روحه الطاهرة بمجدٍ وكرامةٍ. فبكى القديس مقاريوس وقال: "طوباك يا مكسيموس". أما القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرًا، وسأل القديس مقاريوس أن يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يُلحقه بأخيه. وبعد ثلاثة أيام مرض بحمى شديدة هو الآخر وقيل للقديس مقاريوس عن ذلك فذهب إليه لزيارته. وفيما هو في الطريق وقف فترة طويلة ينظر نحو المغارة ثم التفت ناحية المشرق، فظن من معه أنه كان يصلي ولكنه كان يتأمل خورس القديسين الذين كانوا يتقدمون روح القديس دوماديوس. نظر الأب مقاريوس نحو السماء وهو يبكي ويقرع صدره قائلاً: "الويل لي لأني لم أعد راهبًا بالكلية". ثم قال لهم: "لقد تنيح القديس دوماديوس". كانت نياحة القديس مكسيموس يوم 14 طوبة ولحقه أخوه القديس دوماديوس في 17 طوبة. قال الأب مقاريوس أن الطغمات الذين جاءوا ليأخذوا نفس دوماديوس هم الذين جاءوا لأخذ روح أخيه. وبنى القديس مقاريوس كنيسة في موضع سُكناهما وهي أول كنيسة بنيت في البرية. كما كان القديسان مكسيموس ودوماديوس أول من تنيح من الرهبان في الإسقيط، وكانت نياحتهما بعد سنة 380م. الشماس يوسف حبيب: القديسان مكسيموس ودوماديوس ، 1969. باقات عطرة من سير الأبرار والقديسين، صفحة 177 |
||||
06 - 12 - 2012, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد دومنينُس جار جالريوس استشهد في تسالونيك Thessalonica أثناء حكم جالريوس Galerius الذي كان يبني لنفسه قصرًا في تلك المدينة، واغتم حين وجد أن في المدينة مازال يوجد رجل مسيحي يعترف جهارًا بمسيحيته وأن هذا المسيحي هو جاره المباشر. اعترافه بمسيحيته أُحضِر دومنينُس أمام جالريوس لمحاكمته، وحين اعترف القديس بمسيحيته أمر بقطع لسانه. وحين أصر دومنينُس على الثبات أمر جالريوس بإخراجه خارج المدينة حيث كسروا رجليه وتركوه. ومكث الشهيد على تلك الحال سبعة أيام بدون طعام وهو يشكر الله، إلى أن أسلم الروح. |
||||
06 - 12 - 2012, 07:54 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
دوميتيللا ونيريوس وأخيليوس الشهداء يتحدث القديس غريغوريوس في إحدى عظاته عن هؤلاء الشهداء قائلاً: "هؤلاء القديسين الذين نجتمع من أجلهم اليوم احتقََروا العالم وداسوا عليه بأقدامهم، في الوقت الذي كان أمامهم بريق السلام والغنى والثروة". راجع حرف "أ" الشهيد أخيلاوس. |
||||
06 - 12 - 2012, 07:54 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد دوميكيوس زحف جيش يوليانوس لمقابلة الفرس كان سابور أرساكيس الثاني ملك الفرس مسالمًا للدولة الرومانية وكان يدفع الجزية للإمبراطور قسطنطين، لكنه انقض على الإمبراطور يوليانوس الكافر وأعدّ جيشًا لمحاربة الرومان. قدم يوليانوس الذبائح لأوثانه في مدينة كاسيوس التي تبعد عن إنطاكية ستة أميال حيث يوجد الصنم أبوللون، وتوجّه الإمبراطور الجاحد مصحوبًا بالعرافين والسحرة وزحف الجيش الروماني لمقابلة الفرس. تهديد القديس دوميكيوس عند مروره على مكان منعزل شاهد تجمهرًا لعديدٍ من الرجال والنساء والأطفال، لأن كثيرين من المرضى كانوا ينالون الشفاء بصلوات القديس دوميكيوس خادم الله. فلما سأل عن هذه الجماهير أجابوه قائلين: "إن راهبًا يصنع المعجزات ويشفي المرضى وأن الجماهير التي تراها هم جموع المسيحيين الذين أتوا لينالوا بركته ويشفوا من أسقامهم". استشاط يوليانوس غضبًا وأرسل إلى القديس دوميكيوس جنديًا يخاطبه بلهجة التهديد قائلاً: "إذا كنت تقيم في هذه المغارة لتنال رضى الله فلماذا تتوخى رضى الناس؟ ولماذا لا تختفي عنهم؟" فأجابه القديس قائلاً: "لقد سلّمت نفسي وجسدي في يد الله إله السموات والأرض الرب يسوع المسيح، وقضيت عدة سنين معتزلاً في هذه المغارة. أما هذه الجماهير الذين يأتون عندي بإيمان قوي فلا أستطيع أن أطردهم". لما سمع الإمبراطور إجابته هذه أمر جنده أن يسدوا باب المغارة بالبناء، وكان القديس داخلها حيث أسلم الروح فيها، ونال إكليل الشهادة في سنة 362م. السنكسار، 27 برمهات. |
||||
06 - 12 - 2012, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد دومِتيوس الفارسي كان في الأصل وثنيًا وتحوّل إلى المسيحية، وصار راهبًا في نصيبين بالميصة (ما بين النهرين) Nisibis in Mesopotamia. رُسم شماسًا وذهب ليعيش متوحدًا في مغارة، واستطاع أن يقود كثيرين من الوثنيين في المنطقة إلى الإيمان المسيحي. بلغ شهرة واسعة حتى كان المرضى يأتون إليه من المناطق المحيطة طلبًا للشفاء ولنوال بركته. أثارت شعبيته الإمبراطور يوليانوس الجاحد. فكان رد دومِتيوس: "إذا كان هذا الجمع من البسطاء قد أتوا إليّ فلست أستطيع أن أردهم". أثار هذا الرد يوليانوس فأمر برجمه حتى الموت، فنال إكليل الشهادة حوالي سنة 362م. |
||||
06 - 12 - 2012, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
دوناتس أسقف قرطاجنة قائد حركة انشقاق نشأ في نوميديا Numidia في شمال غرب أفريقيا، بجوار الجزائر. إذ كان بعد شماسًا في عهد مينسيورس Mensurius أسقف قرطاجنة الذي طلب منه القنصل أنيلينوس Anulinus الكتب المقدسة فسلمه كتب مزورة، قاد دوناتس حركة انشقاق في قرطاجنة كمقاوم للكهنة الذين سلموا الكتب المقدسة للسلطات أثناء الاضطهاد العظيم (303 - 305م). وذلك قبل اختيار كاسليان Caecilian أسقفًا، وإليه يُنسب الدوناتستيون. سيم دوناتس أسقفًا منافسًا لكاسليان في قرطاجنة عام 313م. شرح قضيته في إيطاليا بعد سنوات قليلة من سيامته، لكن قسطنطين دانه عام 316، وفي عام 317 نُفي هو وأتباعه وعانى شعبه من الضغط الشديد عليهم. وفي عام 321 أصدر قسطنطين أمرًا بعودة المنفيين من الدوناتست، وبقي أغلبهم في سلام حتى عام 346. يرى القديس جيروم أن دوناتس قد نجح في خداع كل أفريقيا اللاتينية تقريبًا (منطقة شمال غرب أفريقيا). لكنه عاد ففشل إذ تشامخ، وفي عام 346 أُرسل مندوب إمبريالي إلى شمال أفريقيا لينظر في طلبه أن يكون الأسقف الوحيد لقرطاجنة فهاجمه الحكام الدوناستيين، ونُفي دوناتس وقادة حركته. ومات في بلاد الغال عام 355م. أفكاره لم يبق شيء من كتاباته، لذا يصعب تحديد أفكاره. أعتقد بضرورة مكافأة الأبرار وعقاب الظالمين فورًا، وأن كنيسته لا تضم سوى الأبرار، ولا خلاص للذين خارجها. كما رفض تمامًا أي تدخل من الدولة، إذ يقول: "ماذا يمكن للإمبراطور أن يفعل بالكنيسة؟" بعد قرن من سيامته أسقفًا دُعي الخطيب والمصلح الديني الذي طهّر كنيسة قرطاجنة من الخطأ. الدوناتستية هي حركة انشقاق حدثت في شمال أفريقيا بعد الاضطهاد العظيم في 303 - 305م، شقت الكنيسة في القرن الرابع وبداية القرن الخامس. بدأت هذه الحركة تنهار بعد سنة 411م عندما أعلنت الحكومة الإمبريالية بأن الكنيسة الحقيقية في شمال أفريقيا هي التي تحت قيادة القديس أغسطينوس. ولكن بقيت هذه الحركة حتى دخول الإسلام هناك في القرن السابع. أما علة ظهور هذه الحركة فهي أن بعض الكهنة سلموا الكتب المقدسة للسلطات أثناء الاضطهاد فنُظر إليهم كخونة. كان الدوناتست متشددين جدًا في هذا الأمر، وحسبوا كل كاهن فعل هذا لن يعود لعمله الكهنوتي مهما قدم من توبة. وإذ وجدوا معارضة من الكنيسة لتشددهم حسبوا أنفسهم الكنيسة الحقيقية في شمال أفريقيا التي تهتم بالطهارة والقداسة والكمال التي تقف أمام الكنيسة الرسمية. حسبوا أن كل سرّ يقيمه كاهن ساقط في خطيةٍ باطل، ومن سامه كاهن أو أسقف من الخونة تُحسب سيامته باطلة، ولذا وجب إعادة معمودية من نالوا العماد من كاهن خاطئ أو كاهن سيم بيد أسقف خاطئٍ أو خائنٍ. حسبوا أنفسهم شعب الله المتألم الذي عينّه الله للاستشهاد واحتمال الآلام من أجل الحفاظ على كمال المجتمع المسيحي. بلاشك ظهور هذه الحركة أوجد مدافعين ولاهوتيين من بينهم، يقوم تعليمهم على الفصل بين المخلصين والهالكين، يقطن الأولون مدينة الله والآخرون مدينة إبليس. وكان لهذا أثره العظيم على لاهوتيات القديس أغسطينوس في حديثه عن طبيعة المدينتين وفي حديثه عن "مدينة الله". يرى بعض الدارسين أثر هذه الحركة على المسيحية الغربية، خاصة في ظهور حركة البروتستانت التي تركز على التزام الفرد وعلى الكمال والقداسة والاستعداد للبذل حتى الموت |
||||
06 - 12 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدان دوناتيان وروجاتيان في السجن عاش دوناتيان في نانتس Nantes ببريطانيا في عهد الإمبراطور مكسيميانوس، وكان هذا الشاب ينتمي إلى عائلة مشهورة كما كان مسيحيًا غيورًا. عند بداية الاضطهادات تأثر أخوه الأكبر روجاتيان به واشتهى أن ينال العماد ليصير مسيحيًا مثله، لكنه لم يستطع أن يتعمد بسبب اختفاء الأسقف. أصدر الإمبراطور مرسومًا يقضي بموت كل من يرفض تقديم الولاء والطاعة للآلهة جوبيتر وأبوللو. وحين وصل الحاكم إلى نانتس قدموا إليه دوناتيان بتهمة المجاهرة بالمسيحية والتبشير بها، فوضعه في السجن، ثم لحق به أخوه روجاتيان الذي اعترف بإيمانه الجديد بكل شجاعة بالرغم من التهديدات. معمودية الدم كان روجاتيان حزينًا لأنه لم يتعمّد، وكان يصلي أن يمنحه الله هذه النعمة، وبتدبير الله نال معمودية الدم. قضى الأخوان الليلة سويًا في صلوات حارة، وقُدِما في الصباح إلى الحاكم حيث اعترفا برغبتهما في تحمل الألم من أجل المسيح مهما كانت أنواع التعذيب، فأمر الحاكم بتعذيبهما بالنار والرماح. أخيرًا قطعوا رأسيهما فنالا إكليل الشهادة، ووضعت رفاتهما في كنيسة بُنيت على اسميهما |
||||
06 - 12 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
دوناتُس أسقف أريزو هو ثاني أسقف لمدينة أريزو في تُسكاني Arezzo in Tuscany. ويقال أنه استشهد من أجل الإيمان في عهد الإمبراطور يوليانوس الجاحد. |
||||
06 - 12 - 2012, 07:57 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ديؤدور أسقف طرسوس يعتبر ديؤدورس الطرسوسى أحد مشاهير مدرسة إنطاكية التي تبنت التفسير الحرفي أو التاريخي للكتاب المقدس في مقابل التفسير الرمزي أو الروحي لمدرسة الإسكندرية. ثقافته نشأ في أسرة من الأشراف في إنطاكية حيث قضى أغلب حياته فيها حتى سُيم أسقفًا على طرسوس حوالي عام 379م. درس الفلسفة والعلوم الزمنية في أثينا وهناك غالبًا ما التصق بباسيليوس ويوليانوس Julian الذي صار فيما بعد إمبراطورًا. عند عودته إلى وطنه ومعه صديقه فلفيانوس، الذي صار فيما بعد أسقفا على إنطاكية وهو أيضًا من أسرة نبيلة، اتجه الاثنان إلى الحياة الدينية. مقاومته للأريوسية والوثنية قبل أن يُسام كاهنًا في إنطاكية في عهد قسطنطيوس كرّس ديؤدور وصديقه فلافيانوس حياتهما للدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي ضد الأريوسيين. كانا يجمعان العلمانيين (إن صح التعبير) الأرثوذكس معًا بالليل حول مقابر الشهداء يسبحون المزامير والتسابيح التي وضعاها لإلهاب قلوبهم بالغيرة الروحية. هذه الاجتماعات سندت الشعب في إيمانهم ومواجهتهم للاضطهادات. صار لهما ثقلاً في إنطاكية، ففي عام 350م إذ هددا الأسقف ليونتيوس Leontius بالانسحاب من الشركة اضطر أن يوقف آتيوس Aetius عن الشماسية. وعندما أراد يوليانوس أن يحيي الوثنية (361 - 363) هاجماه بقوة بالقلم واللسان. وتحول ديؤدور من صداقة الدراسة مع يوليانوس إلى عداوة شديدة معه. وعندما اضطهد الإمبراطور الأريوسي فالنس Valens الكنيسة عاد ديؤدور لاستلام القيادة في الدفاع عن الإيمان النيقوي، وكان في ذلك الوقت كاهنًا في إنطاكية. صار ديؤدور السند القوى لميليتوس أسقف إنطاكية (عام 360) والذي حارب من أجل تثبيت الإيمان النيقوي. وفي فترات طرد الأسقف المتكررة عُهد إليه مع فلافيان بإلقاء العظات، فسند ديؤدور الشعب ضد تيارات الانحراف عن الإيمان المستقيم. وفي الوقت الذي فيه منع فالنس الأريوسي المؤمنين أن يلتقوا معًا داخل أسوار المدينة، جمع ديؤدور شعبه في كنيسة بالمدينة القديمة جنوب أورونت Orontes. كانت الجماهير الغفيرة تقتات بطعام التعليم السليم. وعندما طُرد شعبه بالقوة من الكنيسة اجتمع بهم في إستاد gymnasium، وكان ينتقل بهم من بيتٍ إلى بيتٍ. تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن عظاته هذه بأنها قيثارة تنشد سيموفونية رائعة، وبوق يحمل القوة التي بها حطّم يشوع أسوار أريحا، إذ حطم حصون المقاومين الهراطقة. كان أيضا يقيم اجتماعات خاصة في بيته، يشرح فيها الإيمان المستقيم ويفند البدع والهرطقات. اضطهاده أثار نشاطه القيادي العجيب ضده الاضطهاد، فكان معرضًا للخطر أكثر من مرة، واضطر أن يهرب. مرة إذ طرد من إنطاكية اصطحب أباه الروحي ميليتوس في منفاه بجيتاسا Getasa بأرمينيا، حيث التقى بالقديس باسيليوس الكبير عام 372. في رسالة القديس باسيليوس الكبير (رسالة 185) إليه تحدث عن بهجته بالكتب التي أرسلها إليه. وقال عنها أنها مختصرة ومملوءة بالأفكار ومرتبة حسنًا في عرض اعتراضات المقاومين والرد عليهم كما قال: [منهجها البسيط الطبيعي يبدو لي أنه يناسب عمل المسيحي الذي يكتب لا للدعاية عن نفسه بل للصالح العام... إني أعرف أن ذكاءك معروف تمامًا... أكتب هكذا لأؤكد أنك لم ترسل عملك لمن يتملقك بل لمن يشاركك تعبك كأخ حقيقي.] منهجه التفسيري كأحد مشاهير مدرسة إنطاكية في تفسير الكتاب المقدس كان يرفض التفسير الرمزي لمدرسة الإسكندرية، كما يرفض المبالغة في التفسير الحرفي. سيامته أسقفًا إذ عاد الأسقف ميليتوس إلى إنطاكية عام 378 أقام ديؤدور أسقفًا على طرسوس ومطرانًا على ولاية كيليكية. اشترك في مجمع إنطاكية عام 379 الذي فشل في علاج الانقسام الأنطاكي، كما اشترك في المجمع المسكوني الثاني عام 381 بالقسطنطينية. في 30 يوليو 381 أصدر الإمبراطور ثيؤدوسيوس منشورًا حيث أشار إلى ديؤدور كأحد الأساقفة الأرثوذكس الشرقيين الذي له شركة في الإيمان الأرثوذكسي. إذ تنيح ميليتيوس أثناء عقد المجمع اتحد ديؤدور مع أكاكيوس أسقف Beroea في سيامة فلافيانوس أسقفًا لأنطاكية. ديؤدور والنسطورية يقول بعض المؤرخين القدامى أن ديؤدور مات شبعان أيامًا ومجدًا، تكرمه كل الكنيسة ويمتدحه رؤساؤها مثل باسيليوس الكبير وميليتس ودومنيس الأنطاكي حتى العظيم كيرلس الكبير. لكن هذا المجد العظيم انهار في القرن التالي بظهور النسطورية التي تنسب حقيقة إلى تلميذه ثيؤدور المؤبستي (أسقف ما بين النهرين أو الميصة) أستاذ نسطور. مهد ديؤدور الطريق لظهور النسطورية. |
||||
|