11 - 05 - 2012, 11:51 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الرجولة الروحية اغضبوا ولا تخطئوا ( أف 4: 26 ) يتصف الكنعانيون بوجود الشعر متصلاً في منطقة ما بين الحاجبين، مما يُضفي عليهم مظهر العبوسة والتجهم وقوة الشكيمة، لا سيما في حالة الغضب. وكان من عاداتهم أن يحلقوا ما بين الحاجبين ويجعلوا قَرعة بين العينين لأجل الأموات، أي لإظهار العواطف الإنسانية ومشاعر الحزن نحو أحبائهم المائتين. وكأن لسان حالهم يقول: "إن الحزن على موتانا قد جعلنا أقل قوة وصرامة ورجولة" ( تث 14: 1 ). أما شعب الله، فكان في مستوى سامٍ ومقدس؛ مستوى القُرب من الله. وهذا القُرب، كان يجب أن يؤثر على عاداتهم وأخلاقهم. فجميع خصالهم وعاداتهم، أعمالهم وتصرفاتهم، طعامهم ولباسهم، الكل يجب أن ينبع من هذا الحق العظيم والامتياز السامي: «أنتم أولاد للرب إلهكم ... لأنك شعب مقدس للرب إلهك» ( تث 14: 1 ، 2)، ولذلك جاءت الوصية أن لا يتشبهوا بشعوب الأرض، وأن «لا تجعلوا قَرَعة بين أعينكم لأجل ميت» ( تث 14: 1 ). والمدلول الروحي لهذه الوصية الإلهية، هو عدم الحزن المُفرط والمُبالغة في إظهار العواطف البشرية إلى درجة تشويه المظهر الرجولي في حالة وقوع ضربة الموت، باعتبار الموت دخل كقضاء عام نتيجة الخطية ( رو 6: 23 ). ويقابل هذا، أدبيًا وروحيًا وكنسيًا، عدم المساومة في أمور الله، ومحاولة تخفيف الأمور بغية التقاء وجهات النظر المشتركة، وخاصة في وجود شر أدبي أو ضلال تعليمي يستوجب القضاء الإلهي. فلا يجوز أن يكون عندنا أقل تردد عندما نجد حقوق الله غير مُصانة وخاصة في بيته. ويجب أن تقترن صلواتنا من أجل هذه الأمور بإيجابية التصرف والعلاج. ولا يجوز لنا بأي حال أن نُظهر السلبية وعدم الاهتمام، ونتراخى في الأمر، ونقف على الحياد وكأن الأمر لا يعنينا في شيء، أو كأننا لسنا مسئولين أو حراسًا لمقادس الرب في وسطنا. أحبائي .. توجد ظروف لا يصلح فيها إلا الغضب المقدس المتقد كالنار. ولا نغالي إذا قُلنا إنه في بعض الحالات، يكون عدم الغضب شرًا لا يليق بالمؤمن الذي يحب الرب ويغار على مجده. |
||||
11 - 05 - 2012, 11:52 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أبفرودتس مريضًا أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمُتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي ... مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه ( في 2: 25 - 27) عاش أبفرودتس في فيلبي، وكان مبعوث الجماعة المسيحية فيها. وبولس يتحدث عنه بصفته: 1ـ أخي، 2ـ العامل معي. 3ـ والمتجند معي. فاللَّقب الأول يتعلَّق بالعاطفة، والثاني بالاجتهاد في العمل، والثالث بالجهاد الروحي. وبالإضافة إلى ذلك يذكر بشأنه بولس أنه «رسولكم، والخادم لحاجتي». وهذا يزوِّدنا بمعلومات قيِّمة أخرى عن شخصيته. لقد كان مستعدًا لأن يقوم بعمل وضيع أو عادي. ففي أيامنا هذه، معظمنا لا يكترث إلا للأعمال وللخدمات الظاهرة والمُحبَّبة. من هنا، كم ينبغي لنا أن نكون شكورين لأجل أولئك الذين ينجزون العمل الرتيب بكل هدوء وبعيدًا عن الأضواء. لقد كان على أبفرودتس أن يتواضع ويتذلل في معرَض قيامه بالعمل المُضني. لكن الله رفَّعه، إذ سجَّل أخبار خدمته الأمينة في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي، لكي يقرأها جميع الأجيال التالية. كان القديسون قد أرسلوا أبفردوتس في رحلة قطع فيها مسافة لا تقل عن 1100 كيلومتر، وذلك لمساعدة بولس. فمرض المُرسَل الأمين من جرَّاء ذلك حتى إنه أوشك على الموت. لقد سبَّب له هذا انزعاجًا بليغًا، لا لأن مرضه وصل إلى هذا الحد، بل لخشيته أن يكون القديسون قد سمعوا خبر هذا المرض. ففي هذه الحال، سوف يلومون أنفسهم على إرساله في هذه الرحلة الشاقة، ومن ثم تعريض حياته للخطر. حقًا إننا نرى في أبفرودتس ”قلبًا غير مشغول بذاته“. وكان أبفرودتس قد مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه. إن لهذا النص قيمة عظيمة في نظرنا، وذلك بسبب ما يسلِّطه من أضواء على موضوع الشفاء الإلهي: أولاً: وقبل كل شيء، ليس المرض نتيجة للخطية دائمًا. فنحن هنا أمام رجل مرض من جرَّاء قيامه بمسؤولياته بكل أمانة «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت» (ع30). ثانيًا: إن إرادة الله ليست دائمًا أن يشفي فورًا وبشكل معجزي. إذ إن مرض أبفرودتس قد طال، على ما يبدو، وأن تماثله للشفاء قد حصل تدريجيًا ( 2تي 4: 20 ؛ 3يو2). ثالثًا: نتعلم أن الشفاء هو عمل رحمة إلهي، وليس شيئًا باستطاعتنا مُطالبته تعالى به كأنه حق من حقوقنا. |
||||
11 - 05 - 2012, 11:52 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أبرام ولوط: نُصرة وهزيمة واسترجع (أبرام) كل الأملاك، واسترجع لوطًا أخاه أيضًا وأملاكه، والنساء أيضًا والشعب ( تك 14: 16 ) إنها حقيقة لا مفر منها أن المؤمن الذي يندمج مع العالم لا تصبح لديه قوة ضد العالم، لأنه حيث لا يوجد الإيمان الذي يضع اعتبارات المجد الآتي أمام العين، فلا تكون هناك قوة تغلب العالم الحاضر الشرير. هذه الحالة نراها في لوط الذي لم يعرف للنصرة طعمًا، إذ كانت حياته كلها سلسلة من الهزائم. فعندما خرج من وطنه خرج تحت تأثير أبرام وليس على مبدأ الإيمان، ولما جاء الامتحان سقط تحت تأثير المظاهر التي تخلب النظر، وإذ اقترب إلى العالم تأثر به وسكن في سدوم، وأخيرًا بعد سكنه في سدوم، وجد نفسه وحيدًا عندما دارت رحى القتال إذ كان بلا قوة وبلا أصدقاء لمعونته، ولم تكن له قدرة على الاتكال على الله فوقع أسيرًا في يد الأعداء. لكن بالمُباينة مع لوط الذي اختار لنفسه العالم، وأصبح له أسيرًا، يُستحضر أمامنا رجل آخر، هو أبرام، الذي لم يحب العالم، وغلبه. لم يكن لوط مستعدًا في يوم الحرب، لكن أبرام الذي كان في حالة الانفصال، كان على أتم استعداد، فكان عنده في بيته غلمانه المتمرنون على الحرب، كما كان هو متهيأً لأن يجاهد الجهاد الحَسَن، ليس كأهل العالم الذين يحاربون لمطامع شخصية، أو للحصول على غنائم عالمية، بل ليسترجع أخاه الذي كان قد سُبيَ. إن أسلحة محاربتنا نحن المؤمنين ليست جسدية، ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، لكننا نحارب لأجل الحق، ونجاهد لإنقاذ مَن يتعرضون لخطر الانزلاق في العالم أو الذين جرفهم العالم فعلاً. لقد كان الرسول يعيش على ضوء المجد العتيد، فاستطاع أن يفتخر بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم له، وهو للعالم. لقد عاش مجاهدًا الجهاد الحَسَن، وهاربًا من شِراك الذين يريدون أن يكونوا أغنياء في العالم الحاضر؛ الذين طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة، مجاهدًا لأجل أولئك الذين كانوا في خطر الانزلاق إلى الأركان الضعيفة، فكتب لمؤمني كولوسي قائلاً لهم: «فإني أريد أن تعلموا أي جهاد لي لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية» ( كو 2: 1 ). وهكذا في رسالة يهوذا نجد روح أبرام في القول «مُبغضين حتى الثوب المُدنس من الجسد». وأيضًا «أن تجتهدوا لأجل الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين». وبينما نحن نفعل ذلك، نُظهر الرحمة من نحو المؤمنين الذين أسَرهم العالم، فنسعى لاختطافهم من النار ( يه 3: 22 ، 23). |
||||
11 - 05 - 2012, 11:53 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المسيح كالمَن لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ( يو 6: 33 ) المسيح كالمَن هو طعام المؤمن في البرية والغذاء الروحي الذي يأكله شعب الله المحبوب. ولكن ما معنى المَن عند المؤمن؟ معناه؛ المسيح في الجسد أو المسيح المتضع، لأن «هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت» ( يو 6: 50 ). فالمن إذًا كان إشارة إلى المسيح المتجسد أو الإنسان الكامل الذي أعلن الآب للعالم. فنعمته، وحنوه، وعواطفه، ورقته، ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره، واحتماله، وطول أناته، ومثاله ـ كل هذه الصفات موجودة في الرب يسوع باعتباره المَن الذي أعطاه الله لنا لنأكله أثناء سيرنا في البرية. ونستطيع أن نراه مُمثلاً أمامنا في تلك الرسائل التي لها علاقة خاصة بموضوع سير القديسين في البرية «لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه مُحيطة بنا، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع ... فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه» ( عب 12: 1 -3). وهذا تحريض لنا بأن نأكل من المسيح كالمَن الذي يقوينا وسط التجارب والصعوبات والاضطهادات التي تصادفنا في البرية القاحلة. وعلى هذا المنوال نجد بطرس الرسول يكتب بصفة خاصة إلى العبرانيين في الشتات، ليقودنا إلى المسيح كالمَن «فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته» ( 1بط 2: 21 ). وأيضًا نجد الرسول بولس في رسالة فيلبى يُطعم إخوته بالمسيح كالمن المتضع، طالبًا منهم أن يكون فيهم الفكر الذي كان في المسيح يسوع .. الذي وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 6 - 8). أما في الأناجيل فالمَن منتشر حولنا من كل جانب ويسهل علينا أن نجمع منه بحسب إعوازنا المختلفة كل يوم. وفى هذه الأناجيل عينها تتجلى لنا كل مظاهر تلك الحياة العجيبة ـ حياة ذلك الإنسان الكامل الذي هو في نفس الوقت الله ظاهرًا في الجسد. |
||||
11 - 05 - 2012, 11:54 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
محبة لن تنطفئ مياهٌ كثيرة لا تستطيع أن تُطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقارًا ( نش 8: 7 ) إن المحبة الإلهية هي أسمى وأقوى من كل مقاومات الأعداء، ولا شيء يستطيع أن يعمله البشر أو الشيطان يمكنه أن ينتصر عليها. تأمل في تاريخ الكنيسة، أو في حياة المؤمنين أفرادًا، ومن بينهم تلاميذ الرب المحبوبين عندما كان هو ـ له كل المجد ـ هنا في هذا العالم، فكم ظهر منهم من عدم إيمان، ومحبة ذات، وثقة ذاتية، ولكن كأن «لظى الرب» قد أحرقها كلها. لقد انتصرت محبته على هذه كلها، فلم تستطع «المياه الكثيرة» أن تُطفئها. نعم، لقد كانت في كل واحد منا أشياء كثيرة تطفئ محبة الجميع من نحونا عدا محبته هو. إنها لن تنطفئ، فهي محبة أبدية، وهو تبارك اسمه يحبنا الآن ـ في هذه اللحظة ـ بقدر المحبة التي أحبنا بها عندما بذل نفسه لأجلنا على الصليب. مبارك اسمه المعبود إلى الأبد. وما أجمل أن نُطيل التأمل في محبة ابن الله القوية والتي تفوق الإدراك، ولا توجد ثروة في العالم تستطيع أن تعادل قيمة هذه المحبة أو تنيلها «إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقارًا». وأين نجد محبة مثل هذه؟ إنها في قلب ربنا يسوع وحده الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا ( أف 5: 2 ) لأنه «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا» ( 1يو 3: 16 ). لقد كان كل واحد منا بمفرده في قلب الرب يسوع لمّا كان على الصليب. صحيح أن هناك وجهًا عامًا لموته، فقد «مات لأجل الجميع» ( 2كو 5: 15 ) و«بذل نفسه فديةً لأجل الجميع» ( 1تي 2: 6 )، ولكن من جهة المختارين ـ أولئك الذين أعطاهم الآب له ـ فقد بذل نفسه لأجل كل واحد منهم شخصيًا، ويستطيع كل مؤمن أن يقول: «ابن الله الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ). لقد أعطى له المجد أكثر من «كل ثروة بيته»؛ إنه أعطى نفسه، وأي شيء أقل من ذلك غير كافٍ لأن يبيِّن محبته أو يجذب قلوبنا إليه لنحبه. وإذ ندرك أن ابن الله قد أحبنا، أحب كل واحد منا، فإننا نحبه محبة قلبية صادقة، فإن محبته التي بيَّنها في بذل نفسه لأجلنا لا يمكن أن «تُحتقر». وإذا كنا نُطيل التأمل في محبته لنا وبذل نفسه ـ حياته الغالية ـ لأجلنا، فإننا بدورنا نحبه محبة تقودنا إلى تسليم ذواتنا بجملتها له عالمين أننا إذا قدَّم أي منّا «كل ثروة بيته بدل المحبة (محبة قلوبنا له، فإنها) تُحتقر احتقارًا». |
||||
11 - 05 - 2012, 11:55 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
العمل إن كان أحد لا يريد أن يشتغل، فلا يأكل أيضًا ( 2تس 3: 10 ) أ ليس العمل مبدأ الهي؟ عندما خلق الله الإنسان «وضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها» ( تك 2: 15 )، فنجد أن آدم كان له عمل إذ كان فلاحًا، وبعد ذلك نجد أن ابنيه كان لكل منهما عمل، فقد «كان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين عاملاً في الأرض» ( تك 4: 2 )، وعلى مرّ الأجيال يعمل الإنسان ليأكل، بل إن خالق الكل عندما أتى إلى عالمنا عَمِل نجارًا ( مر 6: 3 )، وقال الرسول بولس لأهل تسالونيكي «لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم، ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد، بل كنا نشتغل بتعبٍ وكدّ ليلاً ونهارًا، لكي لا نثقِّل على أحد منكم» ( 2تس 3: 7 ، 8). فمبدأ الله أن يعمل الإنسان ولا يعوِّل على آخر، أ لم يعمل بولس خياميًا وهو يخدم، إذ قال: «أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي، خدمَتها هاتان اليدان» ( أع 20: 34 ). وعلى صفحات الوحى نجد أن القديسين سواء رجالا أم نساءً، كانوا يعملون ولم يكونوا متكاسلين، فنجد أن إسحاق كان يزرع، ويعقوب وداود كانا رُعاة غنم، وراعوث «ذهبت إلى الحقل» لتأتي بالطعام لها ولحماتها، وعاموس كان راعيًا وجاني جميز، وليديا كانت تبيع الأرجوان ... وهكذا. وإن كان البعض يريدون أن يعيشوا عالة على الآخرين «بلا ترتيب، لا يشتغلون شيئًا بل هم فضوليون»، يقول عنهم بولس: «فمثل هؤلاء نوصيهم ونَعِظهم بربنا يسوع المسيح، أن يشتغلوا بهدوء، ويأكلوا خبز أنفسهم» ( 2تس 3: 12 ). والله يريدنا من خلال العمل، أن نمجِّده ونشهد له، وذلك بأن نكون أُمناء في عملنا، أ لم يكن يوسف شهادة للرب من خلال عمله، إذ «رأى سيده أن الرب معه»؟ وكذلك كان دانيال أمينًا في السبى من خلال عمله، والفتاة المسبية كانت سببًا في خلاص وشفاء نعمان السرياني، وغيرهم من القديسين. وهكذا نرى أن الله رتب أن يكون لكل واحد عمله. |
||||
11 - 05 - 2012, 11:56 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ماذا سيكون بعد ذلك؟ الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 ) كتب الرسول بطرس إلى إخوته المتألمين يقول: «الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد». لقد رأى بطرس الرب وأكل معه ومشى وتحادث معه وعرفه معرفة وثيقة. لقد رآه في مشهد التجلي وشاهد معجزاته وكان معه في البستان، نعم وأنكره ثلاث مرات ولكن رُدت نفسه. ورآه بعد أن قام من القبر وتكلَّم معه على شاطئ بحر طبرية، كما رآه في يوم عودته إلى بيت الآب. ولكن أولئك الذين يكتب لهم رسالته لم يروه إطلاقًا ولا نحن أيضًا، لكننا نحب الرب وفيه نفرح بفرح لا يُنطق به ومجيد. وهذا هو أسمى أنواع الفرح الحقيقي. لأن الفرح في أي شيء آخر سيضيع وينتهي، أما الفرح في الرب فشيء باقٍ ودائم. ومجال الفرح في الرب بلا حدود ونستطيع أن نستزيد منه أكثر فأكثر. فقط كل ما نحتاج إليه هو أن نَدَع الروح القدس يكشف لنا عن صفاته وكمالاته أكثر فأكثر، لكي نفرح فيه أكثر. ولكن ماذا سيكون عندما نرى ذاك الذي لا نراه الآن، ونلاقيه وجهًا لوجه؟ ماذا سيكون عندما نوجد مع الرب ويستحيل الإيمان عيانًا ويتحقق الرجاء؟ لا يوجد شخص يستطيع أن يجاوب على سؤال كهذا، لكن إن كان الإيمان يجعل في القلب فرحًا لا يُنطق به ومجيد، فكم يكون فرح رؤيته له المجد بالعيان في النهاية؟ سيأتي الرب يقينًا ويتحقق الرجاء الذي تعلقت قلوبنا بالرب بواسطته، ونُعاين كل الأمور التي رجوناها. هذا أيها الأحباء هو هدفنا ونهاية مطافنا. هذا هو مستقبلنا السعيد اللانهائي. ليتنا ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح، وفي الشهادة له ولحقه لأننا لا نعلم، فربما فرصة الشهادة أمامنا قصيرة. وسريعًا نطرح النير من على أكتافنا ووجهًا لوجه نرى الرب الحبيب. |
||||
11 - 05 - 2012, 11:57 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
العبد الشرير ثم جاء أيضًا الذي أخذ الوَزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك إنسانٌ قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر ( مت 25: 24 ) لم يعرف صاحبنا المسكين أن المسيح هو الزارع الأعظم، الذي حمل مبذر الزرع، والذي في حياته هنا فوق الأرض كم زرع بالدموع! وليس فقط هو الزارع الأعظم، بل لقد شبَّه نفسه بالبذرة نفسها عندما قال: «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ). في الواقع إن العكس هو الصحيح، فالله يزرع دائمًا وبلا توقف، ولكن ما أقل ما يجمع أو يحصد، بسبب جحود الإنسان ونُكرانه. قال الرب قديمًا: «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟» ( إش 5: 4 ). وقال أيضًا: «ربيت بنين ونشَّأتُهم، أما هم فعَصوا عليَّ» ( إش 1: 2 ). إنه هو الذي دائمًا يُشرق شمسه ويمطر مطره، وما أقل مَنْ يقدِّر خيره! إنه يمتع كل شعوب الأرض بالإحسان والجود، وما أقل مَن يرجع إليه منهم بالعِرفان والسجود! حين قال ذلك العبد الرديء: «عرفت أنك إنسانٌ» فقد أنكر لاهوت المسيح وبنوته الأزلية، وحين قال: «إنك إنسانٌ قاسٍ» فقد أنكر تجسده في ملء الزمان، وتجاهل حياته التي لم يكن فيها يسعى لأن يُخدَم بل يَخدم، وحين قال: «تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذُر» فقد أنكر ختام حياته على الأرض، عندما بذل نفسه فديةً عن كثيرين. إذًا، فلقد أنكر هذا العبد الرديء لاهوت المسيح وتجسده وصلبه. «وإذ هم يُنكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا» ( 2بط 2: 1 ). لم يعرف ذلك العبد الشرير أفضل من هذا عن المسيح، وظل طوال حياته هنا على الأرض لا يعنيه من أمر هذه المعرفة شيئًا! مع أنه «هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، بل بهذا ليفتخرن المُفتخر: بأنه يفهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمةً وقضاءً وعدلاً في الأرض» ( إر 9: 23 ، 24). ولهذا فإني أنتهز هذه الفرصة لكي أتحدث معك أيها القارئ العزيز عن أهمية معرفتك بالله. قال الحكيم: «معرفة القدوس فهمٌ» ( أم 9: 10 ). ومن أين يمكننا أن نتعرَّف على المسيح ابن الله إلا من كتاب الله؛ الكتاب المقدس؟ |
||||
11 - 05 - 2012, 11:58 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
افعل كما نطقت والآن أيها الرب، ليثبت إلى الأبد الكلام الذي تكلَّمت به عن عبدك وعن بيته، وافعل كما نطقت ( 1أخ 17: 23 ) هذا نوع من أحسن أنواع الصلاة. كثيرًا ما نصلي لأجل أشياء لم يَعِدنا الله بنوالها، لذلك لا نعلم أحيانًا إن كانت طلباتنا بحسب قصد الله أم لا، إلا بعد أن نستمر في طلبها وقتًا ما. وأحيانًا أخرى نكون موقنين، كما كان الحال مع داود هنا، بأن طلباتنا هي بحسب مشيئة الله. نشعر أننا مُقادون لأن نُمسك ونطالب بوعدٍ ما، تحت تأثير خاص بأن هذا الوعد يحتوي على رسالة لنا. في مثل هذه الأوقات، وفي إيمان واثق، نقول «افعل كما نَطقت». قلما نجد حالة أكثر جمالاً وقوة واطمئنانًا من أن نضع الأصبع على أحد مواعيد كلمة الله ونطالب بتنفيذه. لا موضع لأي عمل أو جهاد هنا، فالأمر لا يتعدى تقديم ”الشيك“ وطلب صرفه، إبراز الوعد وطلب تنفيذه. ولا يجب أن يتطرق إلى المُمسك بالوعد أقل شك في النتيجة. إن كل وعد في الكتاب المقدس هو خطاب من الله، يمكن أن تضعه أمامه مقرونًا بهذا الطلب المعقول «افعل كما نطقت». إن الخالق لا يمكن البتة أن يغش مخلوقه الذي يعتمد على صِدقه، وأكثر من ذلك جدًا يمكن القول أن الآب السماوي لا يمكن أن يكذب على أحد أولاده المحبوبين. «اذكر لِعبدك القول الذي جعلتني أنتظره» ( مز 119: 49 )؛ هذا طلب مقبول. لاحظ أن القول هو قول الله. وهل الله لا يحفظ كلامه؟ إن لم يكن يقصد تتميمه، فلماذا ينطق به؟ ثم إذا كان قد جعلني أنتظره، فهل يمكن أنه يخيِّب الرجاء الذي هو بنفسه قد أوجده فيَّ؟ «وتيقَّن أنَّ ما وعد بِه هو قادرٌ أن يفعله أيضًا» ( رو 4: 21 ). إن أمانة الله غير المحدودة هي التي تجعل كل وعد في كلمة الله عظيم القيمة. إن الوعود البشرية كثيرًا ما تكون عديمة القيمة. كم من وعد لم يُنجَز، فترك وراءه قلبًا كسيرًا! ولكن منذ خلق العالم لم يكسر الله وعدًا واحدًا قد أعطاه لأولاده الواثقين به. إن كل وعد مؤسس على أربعة أعمدة وطيدة هي: بر الله وقداسته اللذان بهما لا يمكن أن يَضل أحدًا، صلاحه الذي به لا يمكن أن ينسى، صِدقه الذي به لا يمكن أن يغيِّر ما خرج من شفتيه. |
||||
11 - 05 - 2012, 11:58 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المَسحَة يسوع الذي من الناصرة كيف مَسَحَهُ الله بالروح القدس والقوة ( أع 10: 38 ) في لوقا 4: 18 يقول المسيح: «روح الربِّ عليَّ لأنه مسحني لأُبشِّر المساكين»، وفى يوحنا6: 27 «لأن هذا الله الآب قد ختمَهُ». وفى أعمال4: 27 «يسوع الذي مسحته»، وفى أعمال10: 38 «كيف مسحَهُ الله بِالرُّوحِ القدسِ والقوَّة»، وفى يوحنا3: 34 «لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله. لأنه ليس بكيل يُعطي الله الروح». هذه النصوص كلها تتكلم عن الرب يسوع، فذاك الذي وُلد بالروح القدس (متى1: 20) مُسح وخُتم بالروح. وكما أن الله ملأه بالروح، فإنه استطاع أن يتكلم بأقوال الله. وقبل أعمال2 فإننا لا نقرأ عن آخرين مُسحوا أو خُتموا بالروح القدس، فيما عدا الرب يسوع وحده الذي كان ممسوحًا. ولا أحد أمكنه أن يقبل الروح القدس بدون تتميم عمل الكفارة، وهذا يتفق أيضًا مع رموز العهد القديم. ففي الخروج29 واللاويين8 نقرأ عن تكريس الكهنة، فكان هارون يُمسح بدون ذبيحة أو قبل تقديم الذبائح، أما بنو هارون فيُمسحون بعد تقديم الذبائح، فكانوا يُرشون بالدم وبزيت المَسحَة. وبحسب الرسالة إلى العبرانيين، فإن هارون يرمز إلى الرب يسوع، أما بنو هرون فيرمزون إلى العائلة الكهنوتية (انظر مثلاً عب2: 11-13؛ 3: 1-6؛ 1بط2: 4، 5). وفى الرسائل نجد ثلاثة نصوص تتحدث عن مِسحَتنا: «ولكن الذي يثبِّتنا معكم في المسيح، وقد مسَحَنا، هو الله الذي ختمنا أيضًا، وأعطى عربون الروح في قلوبنا» ( 2كو 1: 21 ، 22)، «وأما أنتم فلكم مَسحة من القدوس وتعلمون كل شيء ... وأما أنتم فالمَسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلِّمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المَسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبًا. كما علَّمتكم تثبتون فيه» ( 1يو 2: 20 ، 27). من هذه الفقرات يتضح لنا معنى هذه المَسحَة. فنحن نعلم كل شيء لأن المَسحَة تعلِّمنا كل شيء. وفى كورثنوس الأولى، يشرح الرسول بولس هذا الكلام. فروح الله يعرف أمور الله، ونحن أخذنا «الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله» ( 1كو 2: 10 -12). ولذلك فإن مَسحَة الروح القدس تعني أننا في علاقة مباشرة وشركة مع الله بسُكنى الروح القدس، ولذلك فإننا نعرف أفكاره ونعرف ما يضاد هذه الأفكار. وبالتالي فإننا بقوة نفرح بحق الله في السماء. |
||||