30 - 01 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الشماتة ) وكما قال الشاعر: كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء إن الشماتة سبب لألم عميق، سواء من أعداء، أو من معزين متعبين كأصدقاء أيوب (أى 16: 2) وقد شكا داود النبى كثيرًا من هذه الشماتة في مزاميره. فقال".. إلهي عليك توكلت، فلا تخزني إلى الأبد، ولا تشمت بى أعدائى" (مز 35: 2). وصرخ في مزمور آخر قائلا "حتى متى الخطاة؟ حتى متى الخطاة يشمتون" (مز 94: 3). نرى ميخا النبى يجتذب نفسيته خارج شماتة الأعداء هذه التي تحزن القلب، فيقول "لا تشمتي بى يا عدوتى، فإنى إن سقطت أقوم" (مى 7: 8) إن استمرت الشماتة تدمى القلب وبالتالى تدمع العينين، إلا للذين ارتفعوا تمامًا عن كلام الناس حتى القديسون كانت الشماتة الروحية تتعهبم، وبخاصة ممن يقولون "أين هو الرب إلهم.."!! |
||||
30 - 01 - 2014, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
معوقات الدموع
|
||||
30 - 01 - 2014, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
قسوة القلب القلب الرقيق الطيب دموعه قريبة. أما القلب القاسى فتبتعد عنه الدموع. من السهل أن يبكى بطرس بكاء مرًا. ولكن من الصعب أن يبكى فرعون أو أن يبكى هيرودس. كذلك فإن الشدة والحزم، قد تمنعان الدموع أيضًا. لأن الإنسان يستخدم في ذلك الوقت القوة لا الرقة ويستثنى من هذا حالة الحزم النابعة من قلب مملوء من الحب، كما قيل عن السيد في تطهير الهيكل: يا قويًا ممسكًا بالسوط في كفه والحب يدمى مدمعك وفى حديثنا عن القوة والرأفة نقول: إن الدموع عند المرأة أسهل وأكثر مما عند الرجل. ولكن إن بكى الرجل، تكون دموعه أعمق. ذلك لأن شدته أو قوته لم تستطع أن تقاوم المشاعر الجيّاشة. فلابد أن سبب الدموع كان أقوى والانفعال بها كان أشد.. إن الدموع والقسوة لا يتفقان معًا. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
إدانة الآخرين وبالذات القسوة والشدة في الحكم على الناس.. هناك أشخاص عنفاء جدًا في أ حكامهم. إذا أنتقدوا إنسانًا، ينتقدونه بشدة وبقسوة، وبقلب خال من الحب ومن العطف، وخال من تقدير ظروف الآخرين.. الإنسان الذي الحالة، لا يمكن أن تسيل دموعه، إلا إذا تخلص من هذه المشاعر! الحديث عن أخطاء الناس، أو التشهير بهم، سبب من الأسباب الرئيسية التي تمنع الدموع. وفي نفس الوقت فإن هذا التشهير سبب من الأسباب التي تقسى القلب، وتبعده عن الرقة التي يتصف بها أولاد الله.. إدانة الآخرين ليست فقط قسوة وعنفًا. وإنما فيها أيضًا ينسى الإنسان خطاياه الخاصة. والذى ينسى خطاياه، يبعد عن أهم مصدر للدموع.. أما الإنسان الروحى، فإنه يشفق على الخطاه متذكرًا قوة العدو وحروبه، وضعف الطبيعة البشرية، ومتذكرًا أيضًا خطاياه وسقطاته. فيبكى على الساقطين كما يبكى على نفسه وفي ذلك قال القديس بولس الرسول: "اذكر المقيدين، كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3). رجل الدموع يمكن أن تكون عنده هذه المشاعر. ومن عنده هذه المشاعر يمكن أن يقتنى الدموع. وهكذا كان القديس يوحنا القصير.. حينما كان يرى إنسانًا يخطئ، كان يبكى ويقول: هذا الإنسان سقط اليوم. وقد أسقط أنا مثله غدًا وربما يخطئ هو يتوب ويخلص بينما أخطئ أنا أتوب... وهكذا كانت خطايا الناس تدفعه إلى البكاء، ولا تدفعه إلى والإدانة. والقديس موسى أيضًا كان باستمرار يتذكر خطاياه، لا خطايا الناس وهناك قاعدة روحية تقول: إن الإنسان يسقط عادة في الخطايا التي يدين الناس عليها.. والله يسمح بهذا، لكي يخزى كبرياء الذين يدينون غيرهم. لكي نعرف أننا إذا سرنا حسنًا فليس هذا لقوة فينا، إنما بسبب معونة تأتينا من فوق. فإن أدنا غيرنا بقساوة قلب، تتخلى عنا النعمة الحافظة، فنسقط مثلهم..وحينما نسقط، ونبكى على خطايانا، شاعرين بضعفنا، وبأن الخطية "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقويا" (أم 7: 26) وحينئذ ترق قلوبنا، ونشفق على غيرنا، ولا ندين الساقطين، بل نبكى من أجلهم.. شاعرين بأن الشيطان نشيط، ونشاطه يدعونا إلى الخوف والحرص والبكاء وطلب معونة. مثلما نسمع أن أسدًا في الطريق قد افترس إنسانًا... لا ندين هذا الإنسان، بل نبكى عليه، ونبكى على أنفسنا من خطر هذا الأسد المفترس، الذي شبه به الرسول عدونا الشيطان الذي يجول ملتمسًا من يبتلعه (1بط 5: 8) أو مثلما نسمع عن وبأ أصاب آخرين فماتوا.. هل نبكى عليهم أم ندينهم..!؟ هكذا الخطية، وهكذا الشيطان، وهكذا حال الذين يسقطون، والذين يدينوهم.. الإدانة إذن هى قسوة، ونسيان لقوة العدو، ونسيان للضعف البشرى. وكلها أمور تبعد الدموع.. وبنفس الوضع نتحدث عن الإدانة المستترة. ونقصد بالإدانة المستترة التي تختفى وراء النصح أو التوبيخ أو الإنذار. ولعلك تسأل: هل معنى هذا إننى لا أنصح أحدًا ولا أحذره؟ أقول لك: يمكن أن تفعل هذا، ولكن في محبة، وليس بروح التعالي. وتذكر قول بولس الرسول لرعاة أفسس: "متذكرين إننى ثلاث سنوات ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 31) لأنه ينذر، ولكن بدموع.. بدموع فيها حب ورقة، وخوف عليهم من السقوط، وتقدير للضعف البشرى. تذكر أن الطبيب حينما ينزع جزءًا فاسدًا من مريض، إنما يفعل ذلك يحنو دون أن يشمئز من فساد هذا الجزء الذي بقطعه، ودون أن يدين المريض بسبب ذلك |
||||
30 - 01 - 2014, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
العنف الإنسان العنيف لا يبكى. إنما يمنع عنه الدموع.. أيًا كان هذا العنف ونوعه.. فالقاتل لا يبكى. وقد يكون القتيل في حالة تذيب القلوب، وقد يتوسل إليه. ولكن قساوة قلبه في العنف، تجفف عينيه.. قد يبكى فيما بعد، حينما يرجع إلى نفسه ويتذكر قسوته.. وكذلك المخرب والتاثر.. وحتى العنيف في المنافسة، أو الخصومات، أو النزاع مع الناس أيًا كان نوعه. الذى يصيح ويعلو صوته في نقاشة مع الآخرين، هذا تهرب منه الدموع. الذى يحل المشاكل بعنف، أو يقرض عقوبات على مرؤوسيه بعنف، أو يستخدم العنف في المعاملات.. هذا أيضًا بعيد عن موهبة الدموع. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الغضب والحقد من المحال أن إنسانًا غضوبًا، تكون له موهبة الدموع. الدموع كما قلت تتمشى مع رقة القلب. والإنسان الغضوب يتصف بالحدة والعنف والقسوة. وهذه كلها ضد الدموع. من الجائز أن إنسانًا غضوبًا، يبكى من الغيظ والقهر. مثلما بكى عيسو لما اكتشف أن أخاه يعقوب أخذ منه البركة (تك 27: 38). ولكن هذه ليست من الدموع الروحية التي نتحدث عنها. ومن الجائز أن دموع الغيظ والقهر توجد في العلاقات العائلية، أو مجالات العمل.. إنها دموع، ولكن ليست من النوع الروحى.. ربما يدفع إليها اليًاس أو العجز أو الفشل أما الدموع الروحية فتصدر من قلب نقى، رقيق، حساس. الذى يقتنى موهبة الدموع، ثم يسلك في الطبع الغضب، بفقد تلك الموهبة.. ويجد أن دموعه قد جفت، أو فارقته، على الأقل في وقت غضبه.. فإن كان الله قد وهبك دموعًا، ثم فقدتها أدخل إلى داخل نفسك، وابحث عن السبب وعالجه. واسأل نفسك: هل كان الغضب من أسباب فقدك للدموع. الغضوب يركز أثناء ثورته على أخطاء غيره. أما صاحب موهبة الدموع، فيركز على أخطائه الخاصة. تركيزه على أخطائه الخاصة يبكيه، متذكرًا ضعفه وسقوطه وانفصاله عن الله.. أما التفكير أثناء الغضب في أخطاء الغير، فإنه قد يثير المشاعر والأعصاب، كما أنه ينسى الإنسان خطاياه.وقت البكاء وهو وقت مشاعر وأحاسيس. أما وقت الغضب، فهو وقت أعصاب وثورة وقسوة. وقت البكاء يسوده الحب، وأما وقت الغضب فتسوده الكراهية.. لذلك لا تلم غيرك، إنما لم نفسك. فلآباء يقولون: ملامة النفس تمنع الغضب.. وإن غضب الذي يلوم نفسه، فإنما يغضب على نفسه، لا على غيره.. لذلك نقوا أنفسكم من الغضب، إن أردتم أن يهبكم الله موهبة الدموع.. كذلك فإن الحقد أصعب وأقسى من الغضب. إن كانت إدانة الآخرين تمنع الدموع، والغضب يلاشيها. فمن باب أولى الحقد والكراهية والعداوة، لأنها درجات أكبر من الغضب واعنف. وتدل على قسوة في القلب، ورفض لغفران إساءة المسئ.. وكلها تعكر القلب وتفقده رقته. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الحياة في الخطية الألم بسبب الخطية، يجلبب الدموع ويكون في التوبة. أما الحياة في الخطية والتلذذ بها، فيمنعان الدموع. لأنه على أي شيء يبكى الإنسان، إن كان مسرورًا بحياة الخطية التي يعيشها؟! إن البكاء قد يأتي من وخز الضمير الثائر علية. أما في التمتع بالخطية، فإن الضمير يكون نائمًا أو مخدرًا!! والإنسان تقوده المتعة لا الضمير. بل الإنسان في الخطية، قد يبكى إن فقد الخطية!! وتكون دموعه في هذه الحالة خطية.. مثلما بكى بنو إسرائيل في البرية، ما لم يجدوا لحمًا يأكلونه (خر 16: 3) ومثلما يبكى إنسان مدمن، لا يجد ما اعتاده من المخدرات.. أو كما يبكى محب المال، إن فقد أمواله! أو كما يبكى محب اللذة الجسدية، إن أغلقت أبوابها أمامه.. أو محب العظمة والسلطة إن فقدها، وأصبح شخصًا عاديًا..!! وكلها دموع عالمية أو مادية، تعتبر خطية تضاف إلى الخطايا السابقة.. فهذه الدموع الخاطئة تدل على محبة عميقة للخطية. وبالتالى تدل على انفصال القلب عن الله..كما تدل على تعلق القلب بالعالم والماديات. وليست هى نوع الدموع الروحية التي نتحدث عنها. على أنه قد يحيا الإنسان أحيانًا في الخطية، وتوجد له دموع روحية. فكيف ذلك؟ نذكر لهذا مثلًا. قد يحيا إنسان في الخطية، مقهورًا من عادة مسيطرة عليه. فيبكى إذ يريد من كل قلبه أن يتخلص من الخطية، وإرادته أضعف من أن تساعده! هذا الإنسان تنتشله النعمة، ويعتبر الله بكاءه بداية للتوبة. وينظر إلى قلبه لا إلى عمله، إن كان صادقًا في نيته وفي دموعه.. وإن كان يفعل الخطية وهو غير متلذذ بها، إنما وهو مقهور منها.. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
اللذة والرفاهية اللذة بطبيعتها تتناقض مع الدموع. والذى يعيش في لهو ومتعة ورفاهية، يتمتع بالمال والمادة والسلطة وكل متعة عالمية.. هذا الإنسان من أين تأتيه الدموع..؟! بل إنه يحتاج إلى دموع الناس عليه، لكيما يصل إلى حياة الدموع. الذى يحيا حياة اللذة والمتعة، يكره الدموع، لأنها تعكنن عليه!! وتقطع حبل متعته، وتكون كنشاز في اللحن ملاذه كل هذه الأشياء، حتى لا يفكر في أبديته! لذلك أبعد عن حياة اللذة، حينئذ تدرك تفاهتها، فتبكى على الأيام الذي ضيعتها فيها.. وحينئذ تنشد مع سليمان الحكيم "لكل باطل وقبض الريح"، "باطل الأباطيل، الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس" (جا1)... لقد قال هذه العبارات إنسان مجرب، ذاق كل متع الدنيا، على تعدد أنواع، وقال في ذلك "ومهما اشتهته عيناى، لم أمنعه عنهما" (جا2: 10). ومع ذلك وجد الكل الباطل، ووجد أنه "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا7: 3) ينبعى أن تعرف أن حياة اللذة، هى ضدك وليست لك. وهى تنسيك حقيقتك! الإبن الضال حينما كان يعيش في حياة اللذة العالمية، ما كان يدرى ما هو فيه. ولكنه وصل إلى التوبة وإلى انسحاق النفس، حينما عاد إلى نفسه، وشعر بسوء خالته وعندئذ فقط بدًا حياته الحقيقية كابن، وعاد إلى بيت أبيه.. كذلك نقول: إن الاستغراق في الضحك والمزاح، يمنع الدموع. حقًا كما قال الحكيم "البكاء وقت، وللضحك وقت" (جا 3: 4). ولكن مع ذلك فإن الذين يعيشون في حياة كلها مزاح وضحك، من الصعب أن يصلوا إلى حياة الدموع.. على الأقل في وقت ضحكهم، يكونون بعيدين عن الدموع. إذن، إن كانت حياة اللهو والضحك واللذة والمتعة، تمنع الدموع.. فإننا نقول من الناحية العكسية: إن التجارب والضيقات والأمراض والآلام هى من مسببات الدموع.. ففيها يشعر الإنسان بضعفه، وبثقل النير عليه، فيتجه إلى الله، ويسكب دموعه أمامه.. ولكن على شرط أن يقبل التجارب والضيقات بغير تذمر. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
التذمر أن التذمر سبب من الأسباب التي تمنع الدموع. فإن الإنسان في تذمره يكون ساخطًا، وشاعرًا بأنه لا يستحق كل هذا الذي يحدث له. وفي سخطه وتذمره يفقد التواضع ويفقد الانسحاق اللذان يجلبان الدموع.. وفى التذمر، يشعر الإنسان أنه مظلوم، وبالتالى يدين من ظلمة. وهكذا ينتقل من التفكير في خطاياه، إلى التفكير في خطايا غيره.. وهذا ضد منهج الدموع.. والذى يتذمر قد يتذمر على الله نفسه، فيجدف، وفي كل ذلك يكون بعيدًا عن الجو الروحي الذي تسيل فيه الدموع.. بل إنه تذمره قد يدخل في قساوة. القلب، وفي الاعتداد بالذات، وفي الغضب والحقد.. ولا يمكن أن يجد دموعًا وسط هذه المشاعر الخاطئة كلها إن كانت الدموع تتفق مع التواضع والانسحاق، فلاشك أن كبرياء القلب وكبرياء التصرف، كلها تمنع الدموع.. وإن كانت الدموع تتفق مع لوم النفس وتبكيت الذات، فبالتالي يكون الفخر والحديث عن فضائل النفس، من الأسباب المانعة للدموع. فلا يمكن أن يبكى الإنسان وهو سعيد بذاته، يرفع شأنها، ويمتدح صفاتها. نفس الكلام نقوله عن العظمة، ومحبة المناصب والمتكآت الأولى، ومحبة الكرامة ومديح الناس.. فكل هذه تمنع الدموع تمامًا.. لأن الدموع تتفق مع الشعور بالضعف، وليس مع الشعور بالقوة والعظمة والسلطان.. كذلك فإن الافتخار بالدموع، يمنع الدموع. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الفخر والكبرياء فقد تسلك في الطريق الروحى السليم، وفي الحياة التوبة وحياة الاتضاع والانسحاق، وفي كل مسببات الدموع.. فإن أتتك الدموع، يحاربك الشيطان بها لكي يوقعك في المجد الباطل. فإن فرحت بالدموع، أو افتخرت بها، أو أظهرتها قصدًا، حينئذ يمكن أن تمتنع عنك وتنقطع.. ولذلك قال القديسون: إذ ما أتتك الدموع، فلا تنشغل بها. إنما فكر في الأسباب التي جلبت الدموع. إن بكيت مثلًا بسبب خطاياك، فكر في بشاعة تلك الخطايا، فيزداد انسحاقك وتزداد دموعك.. وحاذر أن تفتخر بدموعك أو تفرح بها، لأنك في هذا الوقت تكون قد نسيت خطاياك، وانتقلت من الانسحاق إلى الكبرياء، أي انتقلت من مسببات الدموع إلى موانع الدموع. ولتكن دموعك بينك وبين الله، لا تكشفها للناس، ولا تتكبر بسببها. فكل ذلك يمنعها بعد مجيئها. |
||||
|