منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 05 - 2021, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 39761 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَبِأَمْثَال..كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا ..

وَأَمَّا عَلَى انْفِرَادٍ .. يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ

( مرقس 4: 33 ، 34)




«كل شيء»: رائع أن يُفسر لنا الله مقاصده وكلمته، لكن رائع أيضًا أنه يفسر لنا كل شيء. لا يترك شيء للتخمين أو المحاولات البشرية لفك طلاسم المكتوب، بل هو يُفسر لنا كل شيء. اذهب إليه تجد لديه تفسيرًا وتوضيحًا لكل ما يدور في ذهنك. اذهب إليه بأسئلتك، بمخاوفك، بشكوكك، بآلامك. اذهب إليه وعلى انفراد .. تحدَّث معه في كل ما يشغلك ويؤرقك، ستجد عنده إجابة شافية ووافية لكل ما يُحيّرك ويُشتت ذهنك. فقط جرِّب أن تجلس معه على انفراد.
 
قديم 08 - 05 - 2021, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 39762 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحـق


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ
( يوحنا 17: 17 )


أولاد الله الذين تُميزهم البساطة يقبلون الكلمة في يقين الإيمان بأنها كلمة المسيح الذي أعطاها. والاستناد إلى كلمة الله هو الأساس الوحيد الثابت. والجواب الكافي عن كل سؤال يخطر بالبال مثل: “كيف أعلم هذا؟” أو “كيف أتأكد من ذلك؟” هو أن: الله قال كذلك. فإن كان كلام الله يحتاج إلى بيِّنة أو برهان فلا بد إذن من البحث عن شيء أحق وأصدق من الله لأستمد منه البيِّنة والبرهان. وإن كان الله ليس من حقه أن يتكلَّم بسلطان لا يحتاج معه إلى سَنَد يؤيد ويؤكد ما يقوله، إذن فقد انتفى الإيمان ولا ضرورة له على الإطلاق.

إن الذهن الروحي المُدرَّب يجد في كلمة الله سلطانًا لا يُناقش، وقوة يضمحل أمامها كل جَدَل. والذين صدَّقوا الكلمة ككلمة الحق وتغذُّوا بها صاروا أقدر على استعمالها وأكثر استعدادًا لخدمة الله بها. وحق الكلمة أو صِدقها هو الذي يغذِّي الإيمان، لأن نظر العينين دائمًا يقلِّل من الأهمية التي يعطيها الإيمان لِما نؤمن به. ولا يمكن للإيمان أن يتقوى بالمنظور.

هناك صفة لهذه الكلمة الصادقة وهي أنها «تثبت إلى الأبد» ( 1بط 1: 25 )، أو هي «الحية الباقية إلى الأبد» ( 1بط 1: 23 ). وكثيرًا ما تكون حكمة الناس أو مباحثات هذا العالم ضد كلمة الله، لكن هي الأثبت والأبقى والأحق بأن يُعتمَد عليها، أما غيرها فجرف غير مأمون.

قال الرب لتلاميذه ولآخرين كانوا حوله: «انظروا ما تسمعون! ... لأن مَنْ له سيُعطى» ( مر 4: 24 ، 25). فإن كنت أُخبئ في القلب وأختزن ما سمعته، فحينئذٍ يصير المكتوب جزء من كياني وبالتالي تصير لي طاقة أكبر لقبول مزيد من الحق. وهذا المكتوب الصادق يصير عزيزًا على قلبي، إذا كانت لي شركة مع الله. بل إن كل شيء عزيز وغالٍ على قلب الله يصير عزيزًا وغاليًا عندي.

وكل خطأ لا بد أن يحصل منه ضرر، إنما التقديس والتقويم يكون بالحق. فقد يفرح الناس بالإثم ويتسلُّون بالشر خصوصًا في شباب الحياة وربيع العمر، لكن عندما تغيض النضارة وتميل الشمس إلى الغروب وتجف الينابيع، هل يستطيع غير الحق الإلهي أن يحفظ ويختزن للشيخوخة اخضرارًا ودسمًا؟ ذلك لأن المكتوب الحق الصادق هو حق الله الذي يبقى إلى الأبد الذي يعلن عن أمجاد وصفات يسوع المسيح، ودائمًا يربطنا بمصدر ومنبع كل فيض مبارك.
 
قديم 08 - 05 - 2021, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 39763 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرسالة إلى ديوجنيتس:
<b>

لأنه ـ كما قلت ـ لم يكن اختراعا ارضياً محضاً ذلك الذي أعطي لهم، و لم تكن ايضًا مجرد فلسفة إنسانية يمكنهم أن يحكموا عليها بالصحة كي يتبعوها بالتدقيق. أو إعفاء من الاساطير التي اخترعها البشر و ألزموهم بها. لكنه بالحقيقة الله نفسه، الذي هو قدوس، و خالق كل الاشياء، و [هو] الغير مرئي قد ارسل من السماء و جعل بين البشر [هذا الذي هو] الحق و القدوس [الذي هو] كلمته الذي لا تدركه الأفهام [البشرية]. و قد وطده في قلوبهم. وهو [الآب] ـ كما يمكن لأي أحد ان يتصورـ لم يرسل للبشر أحد من الخدام، او ملاك، أو حاكم، أو اي من هؤلاء الذين يملكون السيطرة علي الأرضيات. أو واحد من هؤلاء الذين اوكلهم رب السماء، بل أرسل [هذا الذي هو] الخالق نفسه و مبدع كل الاشياء، الذي به صنع السماوات و الذي به وضع للبحر حدوده، الذي تلتزم العناصر[1] أحكامه ـ الغير مفحوصة ـ . الذي منه تلقت الشمس الأمر بأن تحفظ مسارها اليومي. الذي يطيعه القمر حين يأمره أن يسطع ليلاً. الذي تطيعه النجوم أيضًا ـ كما القمر ـ في مساراتها. الذي به نُظّمَت كل الأشياء ووضعت في حدودها المناسبة. الذي يخضع له الجميع؛ الشمس بمحتوياتها، الأرض و مافيها، و البحر و ما فيه، و النار و الهواء و الهاوية، ما في الأعالي و ما في الأعماق و ما بينهما. هذا [الرسول] الذي أرسله [الآب] لهم، أ كان ذلك [مرسلاً] ـ كما يمكن أن يتصور أحد البشرـ لأجل ممارسة الاستبداد، أو نفث الرعب و الرهبة ؟ حاشا. لكنه بدافع رحمته و وداعته كملك يرسل ابنه الذي هو بدوره ملك أيضًا ؛ لذلك أرسله [أبوه][2]. كإله [أي يسوع] أرسله [الآب] للبشر. كمخلص أرسله، ساعيًا لإقناعنا لا لإجبارنا. لأن العنف ليس له مكان في شخصية الله. كداعٍ أرسله لا كمنتقم يقنعنا [أن نقبل دعوته بالترهيب]. أرسله كمحب لنا لا كقاضي [ليحاكمنا]. فإنه سوف يرسله [مرة أخري] و من سيحتمل ظهوره[3]. ألا تراهم يُلقَوْن للضواري كي ينكروا الرب، و مع ذلك فلا يفعلون؟ ألا تري انه كلما كان أكثرهم يُعَذَبون؟، فإن البقية [المؤمنين الباقين] يتزايد عددهم[4]؟ لا يبدو هذا من صنع بشر؛ إنها قوة الله، إن [هذه الاحداث] هي دلائل استعلانه.
هذا الذي هو منذ الدهر، يُبَجل اليوم كابن[5]. هذا الذي بواستطه تغتني الكنيسة، و النعمة تنتشر و تتسع، و تزداد في القديسين، و تعطي الفهم، و تكشف الاسرار، و تعلن الأزمنة، متهللة بالأمناء، و تعطي للذين يسعون [خلفها]. هذا الذي بواستطه لا يمكن أن تُختَرق حدود الإيمان.أو تُتَخطي الحدود التي وضعها الآباء[6].
تاتيان السوري:
وان الارواح المطيعة للحكمة، تجذب اليها الروح الجوهر الواحد. لكن الغير مطيعين يرفضون خدمة الله الذي تألم، وقد أظهروا انفسهم كمحاربين ضد الله، بدلاً من ان يكونوا عابدين.

لاننا لا نتصرف كالحمقى، يا ايها اليونانيين، ولا نتفوه بحكايات بالية عندما نعلن بأن الله ولد في هيئة إنسان.

ميليتو أسقف ساردس:
لسنا نحن بمن يعطي الإجلال للأحجار (الاصنام) عديمة الاحساس. لكننا من الإله الوحيد [الآب] الذي هو قبل الكل و علي الكل. و نحن أيضًا نعبد مسيحه ـ الذي هو بالحقيقة ـ الله الكلمة الكائن قبل كل الدهور.

إيريناؤوس:
لكننا سنصبح أكثر استمتاعًا بكثير من هؤلاء الذين يشبهون طريقة توليد الكلمات البشرية [من العقل الإنساني] بطريقة ولادة كلمة الله [من الآب] جاعلين طريقة تعيينه و بدايته و ولادته [أي كلمة الله] مثل كلماتهم التي ينطقونها. فمن أي وجه إذًا سيختلف كلمة الله ـ بل بالحري الله نفسه بما أنه الكلمة ـ عن كلمات البشر إذا كان يتبع نفس طريقة المعالجة و التوليد؟

لكن الابن موجود منذ الأزل ـ في شركة ـ مع الآب منذ القديم ـ نعم ـ منذ البدء ، معلنًا الآب ـ دائمًا ـ للملائكة، و رؤساء الملائكة ، و القوات، والفضائل(القوات)[7] و لكل الذين يريد الله أن يُعلَن لهم.
فلم يكن الرب و لا الروح القدس و لا الرسل ليدعوا ـ ذلك الذي ليس بإله ـ إلهًا ـ بالتأكيد و بالقطع ـ إلا إذا كان هو فعلاً الإله الحقيقي. و لم يكونوا ليدعوا أحدًا ربًا [إلهًا] بذاته إلا الله الآب ضابط الكل. و ابنه الذي تلقي من ابيه السيادة علي كل الخليقة كما تُبين عبارة "قال الرب لربي أجلس عن يميني حتي أضع أعدائك موطئًا لقدميك" (مز110: 1). و هنا يقدم لنا النص [الكتابي] الآب مخاطبًا ابنه ذاك الذي أعطاه ميراث [السلطة علي] الوثنيين و أخضع له كل أعدائه، و لهذا و حيث أن الآب هو بالحقيقة رب، و الابن هو بالحقيقة رب، فإن الروح القدس بكل لياقة دعا كليهما ربًا.و مرة أخري بالإشارة إلي الدمار الذي حل بالسدوميين يقول الكتاب "فأمطر الرب علي سدوم و عمورة كبريتًا و نارًا من عند الرب من السماء" (تك19: 24). فإنه [النص الكتابي] هنا يشير إلي أن الابن ـ الذي تكلم أيضًا مع ابراهيم [8]ـ أخذ [من الآب] السلطان ليحكم علي السدوميين من أجل شرورهم. و هذا [النص اللاحق] يعلن نفس الحقيقة "عرشك يا الله إلي دهر الدهور، قضيب استقامة هو قضيب ملكك، أحببت البر و ابغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك" (مز45: 6) هنا يخاطب الروح [القدس] يدعو ـ كليهما ـ الله أي هذا الذي مُسِح كابن و هذا الآخر الذي مسحه أي الآب. و ثانية "الله قائم في مجمع الآلهة، بين الآلهة يقضي" (مز81: 1 الترجمة السبعينية). النص هنا يشير إلي الآب و الابن و هؤلاء الذين نالوا التبني[9] وهؤلاء [المتبنَون] هم الكنيسة؛ لأن الكنيسة هي مجمع الله و قد جمعها الله الابن نفسه بنفسه. و عنهم أيضًا يقول [الكتاب] "إله الآلهة، الرب تكلم و دعا الارض" (مز50: 1). من المقصود بالله God ؟ و الذي قيل عنه "يأتي إلهنا مُستعلنًا، و لا يصمت" (مز49: 3 الترجمة السبعينية)؛ إنه الابن الذي استُعلِن للبشر و الذي قال "استُعلِنت للذين لم يطلبونني" (أش65: 1 الترجمة السبعينية)، و لكن عن اي آلهة gods [يتحدث الكتاب] ؟ [إنه] يتحدث عن الذين قيل عنهم " أنا قلت أنكم آلهة و بنو العَلي كلكم" (مز82: 6). [أي] عن الذين ـ بلا شك ـ قد نالوا نعمة التبني "الذي به نصرخ ، يا أبَّا الآب" (رو8: 15).
و لهذا السبب، كما اوضحت سابقًا لا أحد آخر [يمكن أن] يسمى الله أو يُدعى الرب، إلا من هو إله و رب الكل الذي قال أيضًا لموسى "<< أنا هو مَن هو >>، و قال << كذا تقول لبني إسرائيل : ‘أنا هو’ أرسلني إليكم >> " (خر3: 14)، و ابنه يسوع المسيح ربنا الذي يجعل المؤمنين باسمه أبناء الله، و مُجددًا فإن الابن عندما يتكلم إلي موسى يقول "أنا أنزل لأخلص هذا الشعب"[10]. لأنه هو [اي الابن] الذي نزل و صعد لأجل خلاص البشر؛ لهذا فإن الله استُعلِن من خلال الابن[11] الذي في الآب و يحمل الآب في ذاته[12] ـ هذا الذي هو الآب يشهد للابن، و الابن يعلن الآب ـ كما يقول أشعياء النبي "أنا أيضًا أشهد" و يستطرد قائلاً " يقول الرب الإله، وعبدي[13] الذي أخترته، لتعرفوا و تؤمنوا و تفهموا أني ‘أنا هو’" (أش43 : 10 الترجمة السبعينية).
و قد فعل ذلك بلا مقارنة، لكي لا يُقارن عبد ما ـ مرتد [14] كما كان هو [اي يسوع] ـ بالرب. إذ ليس هو [أي العبد المرتد] وحده الذي ينبغي ألاّ يقارن بكلمة الله الذي بواسطته خلقت كل الاشياء[15] الذي هو يسوع المسيح ربنا.
بل أي أحد آخر من الأشياء المخلوقة و الخاضعة [لسلطان الله]. لأن كل الكائنات سواء كانت ملائكة أو رؤساء ملائكة، أو عروش، أو سيادات أُسِِسَت و خُلقت بواسطة ذاك الذي هو الكائن على الكل إلهًا[16] [و قد خلقهم] بكلمته. و هكذا أشار يوحنا لأنه حينما تكلم عن كون كلمة الله في الآب[17] استطرد قائلاً "كل شيء به كان، و بغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3). و أيضًا داود حينما أجزل الثناء [لله] مُلحقًا بالاسم ـ كل المخلوق المذكورة آنفًا ـ ، السماوات و قواتها (جنودها) "لأنه امر فخُلقت، تكلم فصُنِعَت"، لكنه أمر مَن إذًا؟ [أمر] الكلمة بلا شك. "الذي بواستطه [بكلمة الرب]" كما يقول [المرتل] "صنعت السماوات، و بنسمة فمه كل جنودها" (مز32: 9 الترجمة السبعينية). لكنه [أي كلمة الرب] خلق كل الأشياء بحرية[18] و كما أسرّه ذلك. و يقول داود ايضًا "لكن إلهنا في السماء فوق، و في الارض. و قد خلق كل الأشياء حسب مسرته" (مز113: 9 الترجمة السبعينية). لكن الأشياء المخلوقة غير هذا الذي خلقها و المصنوعات عن صانعها. لأنه [الابن] هو نفسه غير مخلوق بلا بداية ولا نهاية ولا يعوزه شيء. هو نفسه مكتفٍ بذاته. و مع ذلك مازال يضمن لكل المخلوقات الأخرى الوجود [في الحياة][19]. لكن الأشياء التي صنعها لها بداية[20]. و مهما كانت الأشياء فإن لها بداية و هي عرضة للانحلال(الفناء) وهي خاضعة و في حاجة دائمة لذاك الذي صنعها. و إنه لمن الضروري و من كل النواحي أن تُطلق ألقاب مختلفة [عن لقب إله] علي هؤلاء الذين يملكون قدر لا باس به من الدراية بكل هذه الاشياء[21]؛ لكي و بالتأكيد يُسمى الذي صنع كل الاشياء وحده [أي الآب] و كلمته إلهًا و ربًا God and Lord. لكن الأشياء التي صنعها لا يمكن ان تسمي بتلك الأسماء، أو عن استحقاق يُكنَى بهذه الالقاب التي تعود علي الخالق[22].
لكن متّى يقول إن المجوس الآتين من المشرق قالوا متعجبين "فإننا رأينا نجمه في المشرق و أتينا لنسجد له" (مت2: 2). و إن نجمًا هداهم إلى ديار يعقوب حيث عمانوئيل، لقد اظهروا بعطاياهم هذه التي قدموها قدر هذا الذي سجدوا له.المُر؛ لأنه هو الذي وجب عليه أن يموت و يدفن لأجل [خلاص] الجنس البشري المائت. و الذهب؛ لأنه الملك الذي "ليس لملكه نهاية" (لو1: 33). و اللبان؛ لأنه إله God [23]. الذي هو أيضًا "معروف في يهوذا" (مز76: 1) و "استعلن للذين لم يطلبونه"[24] .
و قد اعتاد الله علي مخاطبة الآباء البطاركة الذين كانوا قبل موسى بما يتناسب مع ألوهيته و طبيعته، لكن لهؤلاء الذين تحت الناموس فوضع خدمة ذبائحية و ليتورجية.
بولس نفسه أيضًا ـ بعدما كلمه الرب من السماوات و أوضحه له أنه [أي بولس] باضطهاده لتلاميذه [تلاميذ الرب] فإنه بذلك يكون قد اضطهد ربه ذاته. و أرسل له حنانيا ؛ لكي يستعيد بصره و يعتمد ـ كما قيل "جعل يكرز في المجامع بالمسيح ‘‘أن هذا هو ابن الله’’ " (أع9: 20). هذا هو السر الذي قال عنه [بولس] أنه عرفه عن طريق رؤيا بأن هذا الذي تألم علي عهد بيلاطس البنطي [الرب يسوع المسيح] هو في الوقت نفسه رب الكل، وهو الملك و الله و الديان الذي أخذ القوة من ذاك الذي هو رب الكل [أي الله الآب]؛ لأنه "أطاع حتي الموت، موت الصليب" (في2: 8).
و مجددًا في الرسالة [الأولي] إلي الكورينثيين حينما قام بسرد [اسماء] كل هؤلاء الذين رأوا الله بعد القيامة فإنه يكمل قائلاً "فسواء أنا أم أولئك هكذا نكرز و هكذا آمنتم" (1كو15: 11) معترفًا أن كرازة كل من رأوا الرب بعد القيامة من الاموات هي نفسها ذات الكرازة الواحدة.
لأنه [الرب يسوع] يتمم إرادة ابيه السخية و الشاملة، بقدر ما هو نفسه يُعد مخلصًا لهؤلاء المُخَلّصين، و ربًا لهؤلاء الذين تحت سلطان، و إله كل الأشياء التي كُونت، ابن الله الوحيد، المسيح الذي استُعلن، و كلمة الله الذي تجسد لمّا جاء ملء الزمان[25] حينما تحتم أن يصبح ابن الله ابنًا للإنسان.
كما بينّا بوضوح أن الكلمة الذي كان من البدء مع الله [الآب]، الذي به خُلقت كل الاشياء، و الذي كان موجودًا دومًا مع جنس البشر، الذي في هذه الأيام الأخيرة وفقًا للموعد الذي حدده الآب أتحد بصنعة يديه [الطبيعة البشرية] حتي إلي ذاك القدر الذي جعله عرضة للآلآم، [و بهذا] فإن كل اعتراض من عينة القول "إن كان ربنا ولِد في هذا الزمان، فإن المسيح بهذا لم يكن له وجود سابق [علي ولادته]" يجب أن يُنحَى جانبًا؛ لأنني اوضحت أن ابن الله لم يبتدأ في الوجود [منذ ساعة ولادته جسديًا] بل هو مع الآب منذ البدء، لكنه حينما تجسد و تأنس فإنه خلق جديدًا هذه السلسلة الطويلة من البشر. وأعطانا الخلاص بشكل مختصر و شامل، لذلك فإن ما فقدناه في آدم ألا وهو أن نكون على صورة الله و مثاله فإننا سنستعيده في يسوع المسيح[26] .
لذلك و كما قلت سابقًا لقد جعل [الرب يسوع] البشر(الطبيعة البشرية) تلتصق بالله و تصبح متحدة به. لأنه لو لم يغلب الإنسان [يسوع المسيح] عدو الإنسان [أي الشيطان]؛ فإن هزيمة العدو لم تكن لتصبح شرعية[27]. و مجددًا إن لم يكن الله هو الذي أعطانا الخلاص بحريته، لم نكن لنحُزه بالتأكيد.
فإنني بينت من الكتب المقدسة أنه لا أحد من ابناء آدم ـ مثلهم مثل كل المخلوقات ـ يمكن أن يدعى الله أو يسمى ربًا إلا هذا الذي وحده يملك الحق في أن يدعى هكذا ذاك الذي هو فوق كل البشر الذين وجِدوا يومًا، إلهًا و ربًا و ملكًا أبديًا[28] و الكلمة المتجسد، [ذاك الذي] تكلم عنه كل الأنبياء و الرسل بل و الروح القدس نفسه و يمكن أن يُرى في كل من بلغ و لو قدرًا ضئيلاً من الحق. الآن لم تكن الكتب المقدسة لتشهد له بهذه الاشياء لو كان مثل الآخرين مجرد إنسان. لكنه أمتلك في ذاته ذلك الميلاد الفائق من الآب العليّ، و أختبر تلك الولادة الفائقة من العذراء. و الأسفار الإلهية تشهد له في كلا الميلادين و أنه كان بلا منظر له فنشتهيه و مُعرّض للآلآم[29]، و أنه جلس على جحش ابن أتان[30] و أنه تجرع الخل و العلقم[31]، و أن كان مُحتقرًا بين الناس و أنه وضع نفسه حتى الموت، و أنه الرب القدوس، العجيب، المشير، البهي الطلعة، و الله القدير[32]. الآتي على السحاب كديان لكل البشر[33] . بكل هذه الأشياء تنبات عنه الاسفار المقدسة.
و إنه من المنطقة التي ناحية الجنوب و إنه من نحو ميراث يهوذا يجب أن يأتي الذي هو الله و إنه من بيت لحم حيث ولِد ربنا و إنه سيذيع مجده في كل الأرض حيث يقول حبقوق النبي " الله جاء من تيمان، و القدوس من جبل فاران. جلاله غطى السماوات و الأرض أمتلأت من تسبيحه.تخرج الكلمة قدامه، و خطواته تتقدم في السهل"[34].
فهو الذي يحمل ـ بلا مفاخرة أو تباهٍ ـ المجد الحقيقي الذي للخليقة و الخالق[35] و الكائن على الكل إلهًا قدوسًا و الذي كفل للكل وجودهم. و متى يستمر الإنسان في محبته [للرب يسوع][36] و الخضوع له و شكره؛ فإنه يتلقى منه [أي من الرب يسوع] مجد التقدم[37] [في درجات الكمال الروحي]، منتظرًاالوقت الذي سيصير فيه على صورة من مات لأجله[38]. إذ أنه [الرب يسوع] "أُرسِل في شبه جسد الخطية" (رو8: 3) ليدين الخطية و يقصيها كشيء مدان ـ الآن ـ و مُبعد عن الجسد. و هذا ليستدعي الإنسان ليجعله كمثاله مُعيّنًا إياه كمشابه لله، واضعًا عليه نير ناموس أبيه [ناموس الآب]، لكي يمكنه [أي الإنسان] رؤية الله و ضامنًا له القوة ليستقبل الله [في نفسه]. لكونه [الرب يسوع] كلمت الله الذي حل في الجسد البشري و أصبح ابن الإنسان ليستطيع بذلك أن يُعَوِد الإنسان على استقبال [سكنى] الله و يُعوِد الله أن يحل في الإنسان بحسب مسرة الآب الصالحة [39].
إذًا فقد بيّن الروح القدس بكل حرص ما قلناه سابقًا بشأن ميلاده [الرب يسوع] من عذراء و طبيعته الإلهية (حيث ان اسم عمانوئيل يشير إلى ذلك) ........... لكنه "لن يوافق على الشر، و سيختار ما هو صالح". و هذا حَريّ بالله، نظرًا لحقيقة أكله الزبد و العسل لا يجب أن نفهم انه مجرد إنسان، و من ناحية أخرى فالاسم عمانوئيل يجعلنا نشك في أنه إله بلا جسد.
لأن ربنا و سيدنا قال مجيبًا على الصدوقيين الذين "يقولون ليس قيامة"[40] و الذين لذلك يهينون الله و يُسقطون أمانة الناموس [الإلهي] "تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله" "و أما من جهة قيامة الاموات" فإنه يقول " أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا إله إبراهيم و إله اسحق و إله يعقوب" و استطرد قائلاً "ليس الله إله أموات بل إله أحياء، لأن له كل الحياة" (راجع مت22: 23- 32 ). بهذه الحجج وضّح بما لا يدع مجالاً للشك أن الذي كلم موسى من العليقة[41] و عرّف نفسه بأنه إله الآباء و أنه إله الأحياء، فمن يكن إذا إله الأحياء إلا ذاك الذي هو الله و لا يعلوه إله؟ و الذي قال عنه دانيال حينما سأله قورش ملك فارس "لماذا لا تسجد لبال؟" : "لأني لا أعبد أصنامًا صنع الأيدي، بل الإله الحي خالق السماوات و الارض و الذي له السلطان على كل بشر" و قال ايضًا "إني إنما أسجد للرب إلهي لنه هو الإله الحي"[42]إذا فالذي عُبِد بواسطة الانبياء عاي أنه الله الحي هو أيضُا إله الاحياء و كلمته أيضًا هو الذي كلم موسى، و هو أيضًا الذي أبكم الصدوقيين و هو أيضًا الذي أنعم علينا بعطية القيامة و هو الذي يعلن للعميان كلا الحقيقتين [أي] القيامة و الله [في شخصه الحقيقي]، فرغم كونه إله الاحياء لا الأموات، إلا أنه دُعي إله الأباء الذين رقدوا [ناموا نوم الموت] لكنهم بلا شك أحياء لله و لم يُمحوْا من الوجود؛ لأنهم ابناء القيامة، لكن إلهنا هو نفسه القيامة كما يوضح هو نفسه قائلا "أنا هو القيامة و الحياة" (يو11: 25) و الآباء هم ابناؤه كما قيل بالنبي "عوضُا عن آبائك يكون أبنائك" (مز45: 17). من أجل هذا فيسوع نفسه مع الآب إله الاحياء، الذي تكلم مع موسى و أعلن ـ أيضًا ـ للآباء.
هو أيضًا الذي كان معروفًا لم يكن شخصًا مختلفًا عن الذي استُعلِن [إذ أنه] "لا يوجد مَن يعرف الآب [كما هو في حقيقته]"[43] إلا واحد مساو [أي الابن]. و الآب قد أخضع كل شيء إليه[44] و قد شُهِد له من الجميع ـ من الآب و الروح القدس و و الملائكة و من الخليقة نفسها، من البشر و من الارواح العاصية و الشياطين، من العدو، و أخيرًا من الموت نفسه ـ أنه إنسان كامل و إله كامل.
فلهذا و بتكفير الخطايا فإنه بالفعل قد شفى الإنسان و في نفس الوقت أعلن عن كينونته، فإذا كان الله وحده هو القادر على غفران الخطايا، و الرب [يسوع] كفّر عن هذه الخطايا و شفى البشر إذًا فمن الواضح أنه هو كلمة الله الذي اصبح [أيضًا] ابن الإنسان مُقَبِلاً من الله القدرة على غفران الخطايا لكونه الله و الإنسان. فلكونه إنسان فإنه تألم لأجلنا، و لكونه إله فإنه يترآف علينا، و يسدد ديوننا التي بسببها جُعلنا مدينين لله خالقنا[45] و لذلك قال داود سلفًا "طوبى للذي غُفر أثمه و سُتِرَت خطيئته، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية" (مز32: 1- 2) مُشيرًا بذلك إلى غفران الخطايا بمجيء [الرب يسوع] الذي به "محا صك" الدين الذي علينا "مُسمرًا إياه في الصليب" (كو2: 14). فكما بشجرة [شجرة معرفة الخير و الشر] أصبحنا مدينين لله فبواسطة شجرة أيضًا[عود الصليب] يكون تسديد ديوننا.
و كما أن [المرأة] الأولى ضلت بكلام ملاك [إبليس][46] و هربت من الله حينما تعدت كلمته، كذلك فإن الأخرى [العذراء مريم] ببشارة ملائكية تقبل البُشرى بأنها ستحمل الله مذعنة لكلمته[47]. و إن كانت الأولى قد عصت الله فإن الثانية أقتنعت بأن تطيع الله. لكي تصبح العذراء مريم منقذة Patroness حواء العذراء[48].
</b>
 
قديم 08 - 05 - 2021, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 39764 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تاتيان السوري:
وان الارواح المطيعة للحكمة، تجذب اليها الروح الجوهر الواحد. لكن الغير مطيعين يرفضون خدمة الله الذي تألم، وقد أظهروا انفسهم كمحاربين ضد الله، بدلاً من ان يكونوا عابدين.

لاننا لا نتصرف كالحمقى، يا ايها اليونانيين، ولا نتفوه بحكايات بالية عندما نعلن بأن الله ولد في هيئة إنسان.
 
قديم 08 - 05 - 2021, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 39765 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميليتو أسقف ساردس
لسنا نحن بمن يعطي الإجلال للأحجار (الاصنام) عديمة الاحساس. لكننا من الإله الوحيد [الآب] الذي هو قبل الكل و علي الكل. و نحن أيضًا نعبد مسيحه ـ الذي هو بالحقيقة ـ الله الكلمة الكائن قبل كل الدهور.
 
قديم 08 - 05 - 2021, 02:38 PM   رقم المشاركة : ( 39766 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيريناؤوس:
لكننا سنصبح أكثر استمتاعًا بكثير من هؤلاء الذين يشبهون طريقة توليد الكلمات البشرية [من العقل الإنساني] بطريقة ولادة كلمة الله [من الآب] جاعلين طريقة تعيينه و بدايته و ولادته [أي كلمة الله] مثل كلماتهم التي ينطقونها. فمن أي وجه إذًا سيختلف كلمة الله ـ بل بالحري الله نفسه بما أنه الكلمة ـ عن كلمات البشر إذا كان يتبع نفس طريقة المعالجة و التوليد؟
 
قديم 08 - 05 - 2021, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 39767 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة الشهيدة فلومينا العجائبية (شفيعة المستحيلات)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة بركته شفاعتها وصلاتها تكون معنا امـــــــــــــ†ــــــــــــين وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت الراهبة تصلي أمام تمثال للقديسة فيلومينا وتدور في رأسها التساؤلات حول حياة هذه القديسة. إذا فجأة بالتمثال يحدثها قائلا
أختي العزيزة، أنا ابنة أمير من الأمراء وحاكم ولاية صغيرة في اليونان، وأمي سليلة عائلة ملكية. لم يكن لوالدي أبناء. فقدموا الذبائح والتقادم للآلهة المزيفة بلا انقطاع. عاش في قصر والدي طبيب اسمه بوبليوس وكان يدين بالمسيحية. عندما رأى معاناة والديَّ، دفعه الروح القدس إلى تبشيرهما بالمسيحية فوعدهما بأنه سيصلي لأجلهما إذا وافقا على نيل سر المعمودية. ورافقت النعمة كلماته فأنارت فهمهما وانتصرت على إرادتهما فصارا مسيحيين ونالا أخيرا السعادة التي طالما انتظراها والتي أكد لهما بوبليوس أنهما سينالانها مكافأة لإيمانهم
عندما حانت ولادتي، أسموني لومينا إشارة إلى نور الإيمان الذي كنتُ أنا ثمرته. وعند عمادي سموني فيلومينا أي ابنة النور، لأنني ولدت ذلك اليوم إلى الإيمان. كانت محبة والديَّ لي عظيمة جدا بحيث لم يفارقاني لحظة واحدة. لهذا السبب اصطحباني معهما إلى روما في رحلة اضطر إليها والدي بسبب الحرب التي هددت والدي وكنت قد بلغت حينئذ الثالثة عشرة من عمري
عندما وصلنا إلى عاصمة العالم، توجهنا إلى قصر الإمبراطور ومثلنا في حضرته. ما أن رآني ديوكليسيانوس حتى تسمرت عيناه عليَّ. بقي نظره موجها إليَّ طيلة الوقت الذي كان والدي يحادثه خلاله بكل ما من شأنه أن يسهم في الدفاع عنه. عندما انتهى والدي من الكلام، أعلن الإمبراطور لوالدي أن أحدا لن يزعجه بعد اليوم وأنه يستطيع أن يعيش بهدوء ولا يفكر إلا في سعادته. وقال ديوكليسيانوس لوالدي: "سأضع جميع قوات الإمبراطورية رهن إشارتك وذلك مقابل شيء واحد أطلبه إليك، وهو يد ابنتك". غمر أبي شعور بالنشوى لهذا الشرف العظيم الذي لم يكن ليحلم به وأعلن على الفور موافقته على طلب الإمبراطور
عندما توجهنا بعد ذلك إلى مخدعنا، حاول أبي وأمي جاهدين إغوائي بالنزول عند رغبة ديوكليسيانوس ورغبتهما. فبكيت قائلة: "هل تريدانني أن أحنث بوعدي للمسيح يسوع بسبب حب رجل؟ طهارتي وعذريتي كرستهما للمسيح ولم أعد أملك حق التصرف بهما". "ولكنك كنت طفلة حينئذ يا بنيتي صغيرة جدا لتتخذي قرارا مثل هذا" أجاب والدي. ثم راح يهددني بمختلف الأمور لكن نعمة إلهي جعلتني لا أُقهر
وعجز والدي عن تخليص نفسه من الوعد الذي قدمه للإمبراطور فاضطره ذاك إلى إحضاري إلى مخدعه مرغما. واضطررت إلى احتمال سورة غضب أخرى من أبي لبعض الوقت. وضمت والدتي جهودها إلى جهود أبي في محاولة لإقناعي بلطيف الكلام حينا والتوعد والتهديد حينا آخر. استخدما كافة الوسائل لإرغامي على طاعة أوامرهما
في آخر الأمر، جثا أبواي على ركبتيهما والدموع في أعينهما قائلين: "ابنتي، أشفقي على أبيك وأمك، وعلى بلادك، بلادنا وعلى أهلها". "لا! لا! أجبتهما، عذريتي التي نذرتها لله هي قبل كل اعتبار، أهم منكما وأهم من بلادي. مملكتي في السماء". أصابتهما كلماتي هذه باليأس. فأحضراني أمام الإمبراطور الذي حاول استمالتي إليه بكل الوسائل لكن وعوده وإغراءاته وتهديداته باءت كلها بالفشل. انتابته عندئذ سورة غضب وأثاره الشيطان فأمر بحبسي في إحدى زنزانات القصر حيث كبلوني بالقيود معتقدا بأن الألم والعار سيضعفان شجاعتي
بعد بضعة أيام، أصدر الامبراطور قرارا بفك قيودي وسمح لي بتناول بعض الخبز والماء. ثم جدد هجماته التي، لولا نعمة الله، لكانت هجمات مميتة ضد الطهارة. وكانت هزائمه المتوالية مقدمات للمزيد من التعذيب القاسي. كانت الصلاة تدعمني وتؤازرني. حيث لم أتوقف يوما عن الاتكال على يسوع وأمه العذراء الطاهرة
دام أسري 37 يوما. ثم فجأة رأيت أنوارا سماوية وفي وسطها مريم تحمل طفلها الإلهي على ذراعيها. وقالت لي: "يا بنيتي، ثلاثة أيام أخرى في السجن، ثم وفي اليوم الأربعين ستتخلصين من العذاب". فجددت سعادة اللقاء شجاعتي للاستعداد للمعركة المرعبة المنتظرة. وذكرتني سلطانة الملائكة باسمي الذي نلته إبان المعمودية وقالت: "أنتِ نور كما أن عريسك هو أيضا النور. لا تخشي شيئا فأنا ساكون في عونك. الطبيعة التي تؤكد على ضعف نفسها تحاول الآن إذلالك ولكن عند لحظة الصراع فستحل عليك النعمة لتمنحك القوة. الملاك الذي لي، جبرائيل، والذي يدل اسمه على القوة، سيهب لنجدتك وأنا سأعينه لحمايتك"
انتهت الرؤيا مخلفة وراءها رائحة بخور زكية. اختبرتُ فرحا ليس من هذا العالم، أمرا لا يمكن تحديده أو وصفه. وسرعان ما اختبرت العذاب الذي أعدتني له سلطانة الملائكة. فقد يئس ديوكليسيانوس وأيقن أنني لن أكون له لذلك قرر أن يخدش فضيلتي على الملأ. فأمر بتعريتي وجلدي على مثال عريسي الذي فضلته عليه. كانت كلماته المرعبة كما يلي: "بما أنها لا تخجل أن تفضل على امبراطور مثلي مجرما محكوما عليه بعار الموت على أيدي شعبه، فإنها تستحق أن يعاملها عدلي كما عومل هو من قبل". لكن الحراس ترددوا في تعريتي تماما، وقيدوني إلى عامود في حضرة عظماء رجال البلاط، وجلدوني بقسوة إلى أن غرقت في دمائي وبات جسدي كجرح واحد مفتوح ينزف. لكنني لم أفقد الوعي. ثم أمر ديوكليسيانوس بسحبي إلى زنزانتي متوقعا موتي وأنا أتوقع اللقاء أخيرا بعريسي السماوي والانضمام إليه
وظهر لي ملاكين مضيئين بنور لمع وسط ظلمة الزنزانة. فسكبا على جروحي بلسما مسكنا فملأني قوة لم أشعر بمثلها قبل ذلك العذاب. وعندما علم الامبراطور بالتغير الذي طرأ على حالتي أمر بمثولي في حضرته. فنظر إليَّ بشهوة كبيرة وحاول إقناعي بأنني شفيت بفضل جوبيتر ومنه نلت قوتي. وحاول إثارة انطباعي بأن جوبيتر انتقاني لأكون امبراطورة روما. ثم أضاف لكلماته هذه وعودا بالشرف العظيم مفعمة بأكثر كلمات العطف والحنان التي استطاع ديوكليسيانوس تذكرها. ولكنه حاول إتمام أعماله الشيطانية التي بدأها. أما الروح الإلهي الذي أدين له بالمحافظة على طهارتي، فملأني نورا ومعرفة، عجز ديوكليسيانوس وجميع معاونيه عن الإجابة على جميع البراهين والأدلة التي وضعتها على صلابة وقوة إيماني
حدجني الإمبراطور بنظرة مسعورة، ثم أمر الحراس بتقييدي إلى مرساة ودفني في مياه نهر التايبر العميقة. تم تنفيذ الأمر وألقوا بي في الماء. لكن الله أرسل ملاكين فحلا وثاقي من المرساة. فغاصت إلى قاع النهر حيث هي باقية إلى اليوم بلا شك. ونقلني الملاكين بلطف إلى حيث رآني الجموع المحتشدة على ضفتي النهر معافاة غير مبتلة. فصدرت عن الجموع صرخة ابتهاج وفرح واعتنق الكثير منهم المسيحية وأعلنوا إيمانهم بالرب إلهي، أما ديوكليسيانوس فعلل نجاتي بسحر غامض سري. ثم أمر بجرّي في طرقات روما ليرميني الرماة بالسهام حتى فاضت دمائي. ولما ظن ديوكليسيانوس أنني أحتضر أمر بإعادتي إلى الزنزانة وهناك تعطفت عليَّ السماء مرة أخرى وتعافيت تماما وغرقت في سبات عذب. ثم حاول الطاغية مرة أخرى طعني بالسهام المسممة فشدّ الرماة أقواسهم بكل عزم وقوة لكن السهام أبتِ الانصياع لنواياهم وكان الإمبراطور حاضرا فاستشاط غضبا ولقبني بالساحرة. فأمر أخيرا بتسخين رماح خفيفة في أتون النار وتوجيهها إلى قلبي ظنا منه أن النار كفيلة بتحطيم السحر، فأطاعوه. لكن الرماح التي اخترقت صدري في طريقها إلى قلبي، غيرت مسارها وعادت صوب قاذفيها الذين أطلقوها فمات ستة منهم ونبذ غيرهم الوثنية
بدأ العديد من بين الحاضرين إعلان شهادتهم بقدرة الله العليّ الذي يحميني. فأثارت هذه الكلمات غضب الطاغية الذي قرر التعجل في موتي بطعني بحربة في عنقي. فطارت حينئذ روحي إلى عريسي السماوي الذي كللني بإكليل العذارى وسعف الشهادة ووضعني في مكان مميز بين المختارين. وكان اليوم الذي شهد دخولي إلى المجد المساوي يوم جمعة وكانت الساعة الثالثة من بعد الظهر وهي الساعة عينها التي لفظ فيها المعلم الإلهي الروح على الصليب"

كانت هذه كلمات قديستنا الجميلة فيلومينا التي قدمت حياتها ليسوع وماتت عذراء شهيدة وهي في الثالثة عشرة من عمرها

في 24 أيار/مايو عام 1802، عيد سيدتنا مريم معونة النصارى، فيما كان الحفارون يزيلون أكواما من الرمال في مقبرة قديمة تُعرف باسم أرض بريشيلا، اصطدمت الفأس بسطح اسمنتي. توقف العامل ليتفحص الأمر فعثر على شاهد قبر من الرخام. واستغرب العمال بعد قيامهم بالحفر حول القبر أن المقبرة كانت محفوظة بحال جيدة ومحاطة بسور من الطوب. كانت شخصيات النبلاء والشهداء ذائعي الصيت هي التي تحفظ في قبور من الرخام وتزين بهذه الطريقة. تم إعلام حارس المقبرة على الفور وتوقفت الأعمال. أما شاهد القبر فقد تميز ببعض الرموز منها النخيل والزنبق ورسوم سهام ومرساة الأمر الذي يدل على أن المدفونة كانت عذراء بتولة طعنت بالسهام وقيدت إلى مرساة. بعد تنظيف شاهد القبر عثر أيضا على الكلمات اللاتينية التالية

‏"pax tecum Filumena"

أي: السلام عليك يا فيلومينا

تم فتح القبر وعثروا فيه على هيكل عظمي وجمجمة محطمة لفتاة صغيرة السن حيث أكد الباحثون أن الفتاة كانت تبلغ 12-13 عاما عندما توفيت وكانت مطعونة بحربة
عثروا أيضا في القبر على إناء صغير مكسور قليلا كان بها مادة جافة لونها أحمر داكن يميل إلى البن تبين بعد الفحص أنها دم جامد. كانت تلك عادة المسيحيين في القديم، جمع دماء الشهداء في إناء ودفنه مع الشهيد. فيما كان العلماء يحاولون إلصاق القطع المكسورة من الإناء لاحظوا وجود تفاعل كيميائي غير طبيعي. عندما فصلوا الأجزاء المهشمة من المزهرية ووضعوها في وعاء زجاجي لفحصها في المختبر لاحظوا ظهور الحجارة الكريمة البراقة، تبين أنها حجارة كريمة ثمينة عليها بريق من الذهب والفضة. حدق العلماء والحاضرون بهذه الظاهرة الفريدة بكل ورع وخشوع
تدلنا حقيقة أن رفات القديسة فيلومينا قد تم العثور عليها في المقبرة الواقعة في أرض بريشيلا لهو دليل أكيد على سمو مكانتها. فأرض بريشيلا كانت سراديب قبور مميزة برسومات غير عادية على جدرانها. في هذه المقبرة نجد أقدم التصاوير للعذراء مريم وابنها مرسومة على الجدران. تزين الجدران أيضا رسمة للعشاء الأخير الذي يرتدي فيه الرسل أكاليل الزهور. في المقبرة أيضا عثر على أطلال بازيليك صغيرة بناها البابا سيلفستر حيث دفن فيها هو وأربعة بابوات آخرين
بعد ثلاث سنوات وتحديدا في 10 آب/أغسطس عام 1805، نقلت رفات القديسة فيلومينا من نابولي إلى كنيسة كونيانو، إيطاليا. عندما اقترب الموكب من المنزل الذي ستحفظ فيه رفات القديسة مؤقتا، تكونت شبه زوبعة شديدة بثت الرعب في نفوس الجموع المحتشدة في انتظار العربة. فلما بلغ الإعصار إلى حيث رفات القديسة فيلومينا توقف فجأة واختفى. فاشتعل الحماس في نفوس الحاضرين وصاح أحد الكهنة بصوت جهوري: أيها المسيحيون لا تخشوا شيئا، إنما هذه فزاعات أرسلها أمير الظلمات الذي يعرف جيدا هذه القديسة الشهيدة ويذكر انتصاراتها ضده ويعرف منبتها وأصلها العريق. ها نفسها المنتصرة تواصل من السماء حربها ضد الأرواح الشريرة المتمردة وذلك بسبب الحظوة التي لقيتها في عيني الرب. لا شك في أنها ستنال نعما كثيرة لسكان هذه المنطقة التي أرسلها الله لحمايتها.




 
قديم 08 - 05 - 2021, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 39768 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة الشهيدة فلومينا العجائبية (شفيعة المستحيلات)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فيلومينا هى ابنة والي من ولايات اليونان في عصر الملك دقلديانوس. ولدت فى 10 يناير من عام 291 م ، لم يكن لوالديها ابناء وكان وثني وبعد ايمانه بالمسيحية اعطاه الله النسل . فاامن واعتمد هو واهل بيته واعطاه الله ابنة اسماها لومينا و التى تعنى ( نور)، اما في المعموديه فقد صار اسمها فيلومينا أي ( بنت النور) في اللغة اللاتينية. عندما رآها الملك دقلديانوس عندما كانت مع ابيها و امها فى زيارة له للقصر اعجب بها و ارد الزواج بها، و لكنها رفضت لانها تريد عيش حياة البتولية، و لذلك القي في السجن لمدة اربعين يوم.
وفي اليوم السابع و الثلاثين اضائت جدران السجن ورأت كليه الطهر القديسة مريم العذراء و قالت لها ، انت مدعوة من يوم معموديتك ابنة النور والنور هو الرب يسوع ، وبعد ثلاثه ايام ستنالين الشهادة ، لكن الرب سيرسل ملاكه جبرائيل والذي يعني اسمه قوة الله لاعانتك حتي تتممي جهادك.
بعد ذلك امر دقلديانوس بخروجها من السجن وجلدها فتم الجلد وقام الجنود بربطها وجرها في شوارع المدينه والقوها في السجن. وفي السجن رأت الملاك غبريال ومعه ملاك اخر وقاما بسكب بلسما علي جسدها فشفيت ، فعندما علم الامبراطور ما حدث امر بتعليق هلب سفينة في رقبتي والقائها في النهر، ولكن عناية الله ارسل لها الملاك غبريال وقطع سلاسل الهلب ورفعها ملاك اخر الي البر امام كل الحاضرين. مما ادي الي ايمان عدد كبير جدا من الموجودين، فثار الامبراطور جدا وقال لجنودها: “انها ساحرة! اربطوها في شجرة والقوها بالسهام والرماح المشتعلة!”.


كان عندما يقوم أي جندي بتصويب سهمة او رمحه اليها يرتد اليه ويصيبه، وبسبب هذا مات ستة جنود من جنود الامبراطور. بعدها امن جموع اكثر واكثر وكانت الهتافات ترتفع الي السماء ممجدة الله ومحدثة بعجائبه.
عندما علم الامبراطور بما حصل امر بقطع رأسها بحد السيف. فظفرت باكليل المجد ، و كان ذلك يوم 10 اغسطس عام 304 م.




 
قديم 08 - 05 - 2021, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 39769 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة الشهيدة فلومينا العجائبية (شفيعة المستحيلات)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنّنا نقتدي في محبّتنا للقدّيسة فيلومينا بمثال الحبر الأعظم بابا روما:
البابا ليون الثاني عشر منح الإذن بإقامة المذابح والكنائس إكرامًا للقدّيسة فيلومينا.
البابا غريغوريوس السادس عشر رفعها إلى المذابح في 30 كانون الثاني (يناير) عام 1837 وأعطى الإذن بإكرامها والتعبّد لها في العالم الكاثوليكي بأسره إلى الأبد.
"... عندما جثا ممثّلو السبحة الورديّة الحيّة أمام قدمي قداسته، تنازل رأس الكنيسة بمنح المؤسّسة نعمة خاصّة تحت رعاية القدّيسة فيلومينا وقال هذه الكلمات: "الآن السبحة الورديّة الحيّة هي تحت حماية القدّيسة فيلومينا!"
ابتهلوا إلى القدّيسة فيلومينا فكلّ ما تسألونه إيّاها ستحصل عليه من أجلكم! (1836 الطوباوية بولين جاريكو إلى زملائها)
لقد منحها البابا بيوس التاسع لقب: "شفيعة أطفال مريم".
قام البابا ليون الثالث عشر برفع أخويّة القدّيسة فيلومينا من أخويّة محليّة إلى أخويّة أبرشيّة وصادق على حَبْل القدّيسة فيلومينا ومنح امتيازات وغفرانات خاصّة لكلّ من يرتديها.
ثمّ قام البابا القدّيس ليون العاشر برفع مرتبة الأخويّة الأبرشيّة إلى أخويّة عالميّة وعيّن القدّيس جون فياني شفيعًا لها. وقال هذا البابا الذي هو أحد أكبر قدّيسي الكنيسة الأم المقدّسة: "... محاولة التقليل من القرارات والتصريحات الحاليّة بخصوص القدّيسة فيلومينا والقول بأنّها آنيّة، غير ثابتة وغير سارية المفعول وبدون تأثير وغير واجبة الطاعة وأنّها لا تتمتّع بتأثير أزليّ ينبع من عنصر باطل وفارغ وليس له أيّ استحقاق ولا سلطة" (البابا القدّيس بيوس العاشر 1912).
أيّتها القدّيسة فيلومينا، شفيعة أطفال مريم، صلّي لأجلنا!
أسّست القدّيسة فيلومينا جمعيّة السبحة الورديّة العالميّة عام 1826، وقد اعتمدها وثبّتها الكرسي الرسولي. وهذه التقوى مكرّسة أوّلاً للقدّيسة فيلومينا وهي إحدى أفضل الوسائل لتكريمها ونيل رضاها. أمّا نيّة صلاة الورديّة الأولى والأساسيّة فهي: انتصار قلب مريم الطاهر وتكريم شفيعتنا المحبوبة. فالقدّيسة فيلومينا لا تحتفظ بأيّ شيء لنفسها بل تقودنا جميعًا إلى أقدام سلطانة الورديّة.
"أبنائي الأعزّاء، للقدّيسة فيلومينا قوّة عظيمة لدى الله، عذريتها وسخاؤها في احتضان الشهادة جعلاها مرضيّة لدى الله حتّى بات لا يرفض لها أيّ طلب تطلبه منه لأجلنا"
(القدّيس جون فيّاني، راعي كنيسة آرس)
"إنّ فيلومينا لقدّيسة عظيمة بالفعل"
(البابا ليون الثاني عشر)
"ليكن عندكم ثقة كبيرة في هذه القدّيسة العظيمة، فإنّها ستنال من أجلكم كلّ ما تطلبون"
(الطوباويّة بولين جاريكو)
"عدوّنا البغيض هو تلك العذراء الشهيدة العظيمة القدّيسة فيلومينا. إكرامها والتكرّس لتقواها هي حرب دامية جديدة ضدّ الجحيم".
(الشياطين خلال طرد الأرواح)
ابتهلوا إلى القدّيسة فيلومينا
فكلّ ما تسألونه إيّاها
ستحصل عليه لأجلكم
(البابا غريغوريوس السادس عشر)

من كتاب : حياة القدّيسة فيلومينا
نور جديد في عصر من الظلمات
العذراء والشهيدة، وصانعة المعجزات






 
قديم 08 - 05 - 2021, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 39770 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة المسيح وابعادها



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة المسيح تكملة عمل الفداء

بدأ يسوع عمل الفداء بالتجسد والآلام والصلب والموت وأكمله بالقيامة. أنقذنا الربّ يسوع من الخطايا، وبقيامته أعاد كلّ ما فقدناه من خلال الخطيئة وفتح لنا أبواب الحياة الأبديّة كما جاء في تعليم بولس الرسول " أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أَجْلِ بِرِّنا." (رومة 4، 25). فإن كان قد ذُبح لأجلنا، فقيامته تؤكد قبول الذبيحة. وإن كان قد صُلب من أجل ديون ذنوبنا، فقيامته تعلن وفاء الدين. والقيامة برهان على ان المسيح خلص الخطأة واوفي الدين عنهم كما جاء في تعليم بولس الرسول "أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أَجْلِ بِرِّنا." (رومة 4: 25 او 1 بطرس 1: 3). ويُعلّق القديس ميليتيون أسقف سردينيا" اتخذَ الربُّ، معَ كونِه إلهًا، طبيعةَ الإنسان، وتألَّمَ عمَّن كانَ يتأَلَّمُ. وقُيِّدَ بدلَ مَن كانَ مُقيَّدًا، وحُكِمَ عليه بدلَ مَن كانَ مُجرِمًا، ودُفِنَ بدلَ مَن كانَ مدفونًا، وقامَ من بينِ الأموات؛ ولذلك فان قيامة يسوع من بين الاموات هي تمجيد للابن من قبل الآب (اعمال 2: 22-24).

وعلى ضوء القيامة أصبح للألم والصليب مفهوم جديد في فكرنا وشعورنا الذي لنا فكر الرب، كما قال بولس الرسول "لأنه "فمَنِ الَّذي عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَه؟ وأَمَّا نَحنُ فلَنا فِكْرُ المسيح." (1قورنتس 2: 16)، وأصبح الألم في اقتناعنا انه الطريق إلي المجد، كما صرَّح بولس الرسول " إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا " (رومة 8: 17). وكشف لنا يسوع بعد قيامته، أن الحياة تمر حتماً بالموت، والمجد بالآلام، والخلاص بالصليب، والفرح بالحزن، والخدمة بالتواضع، والأول بالآخر، والربح بالخسارة. فلا مجد دون ألم، ولا حياة دون موت، ولا قيامة دون جلجلة. فيقول:" الحقّ الحقّ أقول لكم: إنّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبقى وحدها وإن ماتت أخرجت ثمراً كثيراً" (يوحنا 12/24). ولذلك نحمل الألم ونحن نقول " مَحْزونينَ ونَحنُ دائِمًا فَرِحون" (2 قورنتس 6: 10).

وبالقيامة أصبح الصليب إكليلاً ومجدًا، وليس ألمًا كما صرَّح بولس الرسول" إِنِّي راضٍ بِحالاتِ الضُّعفِ والإِهاناتِ والشَّدائِدِ والاِضطِهاداتِ والمَضايِقِ في سَبيلِ المسيح" (2 قورنتس 12: 10). لم يلغي الفصح ألم العالم أو جروح التاريخ العديدة انما اعطى القدرة الجديدة على النظر إلى الفراغ ومحاورة الألم لرؤية علامات الموت والإيمان. ويوضِّح ذلك البابا فرنسيس "إنَّ قيامة المسيح هي انتصار المحبة على جذور الشرّ، انتصار لم "يتجاوز" الألم والموت بل عبرهما محوِّلاً الشرّ إلى خير". فالإيمان لا يلغي مآسي الوجود، بل يفتح أعيننا وقلوبنا على آفاق الخلاص والحياة الأبدية. لذلك يقول العلامة بول ريكور: "لم يأتِ المسيح لكي يلغي الألم إنما أتى ليملأه بحضوره".

واصبح المسيح بقيامته رباً ومسيحاً كما اعلن ذلك بطرس الرسول في عظته الأولى " َلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا" (اعمال الرسل 2: 36) وقائدا ومخلصاً كما صرح بطرس الرسول في مجلس اليهود "هو الَّذي رَفعَه اللهُ بِيَمينِه وجَعَلَه سَيِّدًا ومُخَلِّصًا لِيَهَبَ لإِسْرائيلَ التَّوبَةَ وغُفرانَ الخَطايا" (أعمال الرسل 5: 31)، انه آدم الجديد الذي وضع الله تحت قدميه كل شيء كما جاء في تعليم بولس الرسول " كما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح،" (1 قورنتس 15: 22)، وإنه راس للزاوية كما وصفه القديس بطرس "هذا هو الحَجَرُ الَّذي رَذَلتُموه أَنتُمُ البَنَّائين فصارَ رَأسَ الزَّاوِيَة (اعمال الرسل 4: 11).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025