![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39671 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا أؤمن بالكتاب المقدس؟ (2) أَبْتَهِجُ أَنَا بِكَلاَمِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً ![]() ( مزمور 119: 162 ) إني أؤمن بالوحي الإلهي للكتاب المقدس، لأنه أسمى جميع الكتب. من أي نبع استقى “ورد ورث” ترنيماته المُنعشة؟ من الكتاب المقدس. و“تنيسون” من أين له هذا الكنز من التأملات الخالدة؟ من ذات النبع. و“براوننج” الذي تزوَّد بشجاعة الإيمان التي كانت أساسًا لجميع كتاباته، من أين استقاها، إلا من الكتاب المقدس؟ و“لونج فيلو” وهو يتغنى بألحان المزامير الشجية، من أين له هذه، سوى من نبعها الفريد؟ وماذا يقول “رسكن”؟ “كل فكر فني أبدَعته، وكل ما سطَّره قلمي، وكل ما جادَت به قريحتي، بل إن كل سمُّو ارتفعت إليه أفكاري، يرجع الفضل فيه إلى حداثتي، حين كانت أُمي تُشرِف على قراءاتي اليومية للكتاب المقدس، وتحفيظها لي جزءً منه عن ظهر القلب”. والآن استمع إلى ما يقوله “فرويد” المؤرخ الإنجليزي الذائع الصيت: “الكتاب المقدس حين يُدرَس جيدًا يغدو نبعًا للآداب، بل إني موقن أنه المصدر الأصلي لكل علوم الأدب”. وإني أؤمن بالوحي الإلهي للكتاب المقدس، لأن فيه وحده شِبع النفس البشرية، وكما يقول كارليل: “إنه الكتاب الفريد الذي حوى بين ضفتيه عبر آلاف السنين، ما وجدَت فيه نفس الإنسان هداية وغذاء وتجاوبًا مع أعمق مشاعرها”. وفضلاً عن ذلك فإن السؤال الذي لا بد أن يواجهه كل منا، هو هذا: “هل أجد فيه شبعًا؟ هل هو وسادة لرأسي في أزمنة المتاعب والآلام والأحزان؟ هل هو المعزي لي أثناء عبوري إلى الأبدية؟”. إنه رجاؤنا. ماذا لنا لكي نحيا لأجله، إلا أن نحيا في علاقة مع الله الذي أعطانا هذا الكنز الغالي: الكتاب المقدس؟ فالله قد وهبنا كتابه ليكون دليلاً لنا حتى لا نتردَّد ولا نعثر. قُل للمتشكك والمُلحِد: “إياك وذاك المؤمن الذي أحب أعظم الكتب، إليه لا تذهب، لا تحاول أن تنزع الوسادة من تحت رأسه، ما لم تكن قد أعدَدت له ما هو أفضل ليستعيض به عن كتابه المقدس”. وإني إذ أواجه هذه الحقائق الجليَّة والأدلَّة الدامغة، لا يسَعني إلا أن أؤمن أن الكتاب المقدس هو بحق كلمة الله، وأن الله أعطانا فيه هذا النبأ العظيم: «هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذلَ ابنَهُ الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن بهِ، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 )، «فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» ( مرقس 1: 15 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39672 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إِلى العُمق‬ «ابعُد إِلَى العُمقِ وأَلقُوا شِبَاكَكُم لِلصَّيدِ»â€¬â€« ![]() ( لوقا 5: 4 ) في أوائل هذا العام كل شيء يستفزنا للوقوف والجهاد والعمل، ويدعونا للبُعد عن الراحة والكسل. فلنقف مع الرسول بولس، لننسى ما هو وراء، ونمتد إلى ما هو قُدَّام ( في 3: 13 ). ولنقف مع حزقيال الذي ناداه الله قائلاً: «يا ابنَ آدَمَ، قُم علَى قدَمَيكَ فأَتكلَّمَ معَكَ» ( حز 2: 1 ). ألا يقول لنا ما قاله لبطرس على شاطئ بحر الجليل: «ابعُد إِلى العُمقِ وأَلقُوا شِبَاكَكُم للصَّيدِ» ( لو 5: 4 ).‬ ‫ فابعد أيها الخادم إلى عُمق الكلمة فتعثر على اللآلئ النفيسة: فلنتقدَّم هذا العام إلى الركبتين، بل إلى الحقوين، بل لنسبَح في مياه الكلمة، فتغمُر أفكارنا وحياتنا العملية. قال ”جورج ملر“: بعدما صرفت ثلاث ساعات على ركبتيَّ في درس الكتاب، تعلَّمت أمورًا جديدة أكثر ممَّا تعلَّمت في ثلاث سنوات بالمدارس اللاهوتية. فلنبعد مع داود إلى عمق الكلمة، ونصلِّي معه قائلين: «اكشف عَن عَينَيَّ فَأَرَى عَجَائبَ من شَريعَتِكَ» ( مز 119: 18 ).‬ ‫ ابعد أيها الخادم إلى عمق الشـركة: ليكن شعارك «لأَعْرفَهُ، وقُوَّةَ قيامَته، وشَركةَ آلاَمه، مُتشَبِّهًا بمَوته» ( في 3: 10 )، «انمُوا في النِّعمَة وفِي مَعرِفَة رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المسيحِ» ( 2بط 3: 18 ). اصرف أوقاتًا أطول في المخدع، فهنا سر القوة. فبقدر ما تغلب مع الله في الصلاة، تغلب مع الناس. قيل عن ”جون وسلي“ إنه لمدة الأربعين سنة الأخيرة من حياته كان يستيقظ باكرًا الساعة الرابعة صباحًا، ويستمر في الصلاة إلى السادسة. وقيل عن ”جون والش“ إنه كان يعتقد أن اليوم قد ضاع سدى عندما لا يصـرف ثماني ساعات مع الله في المخدع. فلتكن لك شركة أمتن في هذا العام، مع المسيح، واشعر بقربه منك في كل لحظة.‬ ‫ ابعد أيها الخادم إلى عمق الخدمة: لمَّا تصل إلى عمق الشـركة تأتي إلى عمق الخدمة، فقد اختار المسيح اثنى عشـر ليكونوا معه أولاً، ثم ليُرسلهم ليَكرزوا ( مر 3: 14 ). لقد صعدوا معه على جبل الشـركة، قبل أن ينزلوا معه إلى وادي الخدمة. وقد مكث أندراوس معه يومًا واحدًا فربح أخاه بطرس. فلا يمكنك أيها الخادم أن تربح النفوس دون أن يكون لك شركة مستمرة مع المسيح. وأصغ إليه وهو يناديك: ”هَلُمَّ ورائِي فَأَجعَلُكَ تَصيرُ صَيَّاد الناسِ“ ( مر 1: 17 ).‬ ‫ أيها الأحباء: كفى السنين التي أكلها الجراد؛ جراد الكسل والإهمال والفتور. ‬ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39673 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هلم ورائي ![]() فقال لهما يسوع: هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس. فللوقت ترَكا شباكهما وتبعاه ( مر 1: 17 ، 18) في مرقس1: 16- 20 نرى النعمة التي تختار آخرين لمشاركة الرب في خدمته. لقد تخطى الرب الكهنة الرسميين والكتبة والفريسيين، واختار الصيادين المتواضعين. لقد قال سمعان عن نفسه: «ليس لي فضة ولا ذهب»، وقال العالم عنه إنه «إنسان عديم العلم وعامي» ( أع 3: 6 يو 12: 26 ). فعدم وجود الغنى والتعليم البشري لا يقف عائقًا في سبيل صُحبة الرب وخدمته. وأولئك الذين يدعوهم الرب لخدمته، مهما كانت وظيفتهم متواضعة، إلا أنهم ليسوا عاطلين. فلقد كان أولئك الرجال البسطاء يقومون بعملهم كصيادين عندما دعاهم الرب لكي يصيروا صيادي الناس. فخدمة الرب لا يجب أن يقوم بها أولئك الذين لا يجدون عملاً آخر. وعلاوة على ذلك فخدام الرب يجب أن يكونوا مؤهلين للخدمة، وهذا التأهيل لا يأتي إلا بالوجود في صُحبة الرب، ولذلك كانت كلمة الرب لمَن دعاهم للخدمة «هلم ورائي»، ولا زالت هذه هي كلمة الرب إلى الآن «إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني» (يو12: 26). قد نكتفي بالإيمان بالإنجيل لخير نفوسنا، ولكن مع الأسف الشديد ما أقل معرفتنا عن اتباع الرب في طريق الإيمان والطاعة والاتضاع لكي نكون مؤهلين للخدمة. قد لا يطلب الرب منا أن نترك كل شيء كما فعل التلاميذ عندما كان الرب هنا على الأرض، ولكن لكي نخدمه يجب أن يكون شخصه المبارك هو الغرض الوحيد الموضوع أمامنا. لا يطلب الرب من الكل أن يتركوا أعمالهم اليومية، فهذا هو طريق أقلية فقط، ولكن أغلبية شعب الله مُطالبون بأن يبقوا في أعمالهم الزمنية «الدعوة التي دُعيَ فيها كل واحدٍ فليلبث فيها» ( 1كو 7: 20 )، ومع ذلك فلكل واحد من شعب الله خدمة معينة «ولكن لكل واحد منا أُعطيت النعمة حسب قياس هِبة المسيح» ( أف 4: 7 )، ولإتمام هذه الخدمة يجب أن نتحرر من الانشغال الزائد والارتباك بأمور هذه الحياة، ونتخلَّص من كل ما يعوقنا عن أداء خدمة الرب. وهذا لا يأتي إلا بالاقتراب من الرب والشركة معه. لقد وجدت دعوة الرب للتلاميذ استجابة فورية منهم إذ نقرأ: «فللوقت تَرَكا شباكهما وتبعاه» ثم أيضًا «وذهبا وراءه» ( مر 1: 18 ، 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39674 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عند الغروب ![]() ولما صار المساء، إذ غَرَبت الشمس... كانت المدينة كلها مُجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراضٍ مختلفة، وأخرج شياطين.. ( مر 1: 32 - 34) انتهى السبت اليهودي، ووصلنا إلى بداية أول الأسبوع ( مر 1: 21 ). لم يكن السبت الموسوي يوم راحة بالنسبة لعبد الرب يهوه. لقد كان في المجمع أسير من أسرى الشيطان، ولكن كان هناك في الوقت نفسه ابن الله الذي جاء لكي ينقض أعمال إبليس (ع23- 28). وقد ظهرت أيضًا في بيت سمعان بطرس آثار الخطية التي دخلت إلى العالم، في شكل ضعف ومرض وألم (ع29- 31). لكن المسيح قدوس الله كان قد جاء لكي يفك من الأسر جميع المُنكسري القلوب ويُطلقهم إلى الحرية. كان يوم السبت هذا يوم خدمة ويوم عمل للرب، فشفى حماة بطرس. وكانت هذه الخدمة لازمة كدليل قدَّمه الرب يسوع على أنه يستطيع أن يعمل ما لم يستطع الناموس أن يعمله. وعند غروب الشمس جاءت الجموع الغفيرة من مرضى وضعفاء من كفرناحوم إلى بيت سمعان بطرس. كلهم انتظروا أن يمضي السبت الذي كانوا يظنون أنه لا يجوز الإبراء فيه، ولم يستطعوا أن يأتوا إليه بحرية دون خوف إلا في المساء، إما لأن منهم مَن لا يحتمل حر النهار، أو مَن يخاف كسر ناموس موسى. جاءوا لمَن اختفى منه أبوانا في جنة عدن عندما افتقدهما واختشوا من محضره. أما الآن فهو يطلب ويخلِّص أبناءهما المُتعبين من جرّاء الخطية. في تلك الليلة كان لدى الرب جمعٌ غفير جدًا ليستقبله. وكل الذين جاءوا إليه، كانوا مجموعة من السُقماء مرّ عليهم ذلك القادر على كل شيء، وهو الإنسان المجرَّب في كل شيء (ما عدا الخطية)، المُمتلئ حنانًا ومحبة نحو الإنسان، مرّ عليهم وكان يضع يدي الشفاء على كل مسكين متألم، وبكلمة كان يُخرج الشياطين. ما أجمل الصورة التي ظهر بها عبد الرب يهوه في تلك الليلة. وما أسعدها ليلة مرَّت على مدينة كفرناحوم. لقد تغيَّرت أحزانها وأتعابها إلى سعادة وفرح. إن التأمل في تلك الصورة الجميلة التي ظهر بها ربنا يسوع المعبود في تلك الليلة، يُشبع نفوسنا سرورًا وابتهاجًا لأننا ما زلنا بدورنا في نفس المشهد، مشهد الألم والحزن والمرض، ما زلنا في وادي ظل الموت. وكل الخليقة تئن وتتمخض مُنتظرة الخلاص الآتي. لكن الآن لنا في الرب يسوع كل كفايتنا. هو وحده القادر أن يخلِّص من كل تجربة إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39675 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() منه نتعلم الخدمة ![]() وفي الصُبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك ( مر 1: 35 ) إنجيل مرقس يتكلم عن الرب يسوع باعتباره العبد والخادم، وبالتأمل في أجزاء منه، نستطيع أن نخرج بدروس تُعتبر منهجًا لكل شخص وضع على قلبه أن يخدم الرب خدمة مرضية ومُثمرة. * لا يذكر ميلاده ونسبه: لا توجد سلسلة نسب في إنجيل مرقس الذي يكلمنا عن الرب كالعبد، فالسيد عندما يشتري عبدًا، لا يهمه ما هو أصله، قدر معرفة كيف يخدم هذا العبد. ونحن لكي نقتفي آثار سيدنا في هذا الأمر، علينا من جهة ألا ننظر إلى إمكانياتنا، ومن جهة أخرى ألا نعظّم أنفسنا في الخدمة، بل يكون هدفنا الوحيد هو إكرام الرب بخدمة مُثمرة. * لا وقت عنده للراحة (1: 29- 34): إنجيل مرقس أصحاح 1 يكلمنا عن يوم في حياة الرب، وبالتأمل فيه، نرى كيف أن برنامجه اليومي كان مُكثفًا، فبعد أن خدم في المجمع، دخل بيت سمعان، وكانت حماة سمعان محمومة، فشفاها. وعند المساء قدموا له مرضى كثيرين فشفاهم. وهكذا الخادم الحقيقي، تمتلئ حياته بالخدمة تلو الأخرى. * كان يعطي للصلاة أهمية خاصة (1: 35): فالصلاة كانت لها لذة خاصة عنده عالمًا أنها مصدر قوة خدمته، فخدمته تنبع منها، وحتى نوعية خدمته تتحدد من خلالها، لذلك خدمته كانت مؤثرة، فعندما دخل المجمع وعلَّم، بُهتوا من تعليمه (ع22)، وعندما وجد في المجمع شخصًا به روح نجس، صرخ هذا الروح النجس. * كان حريصًا في خدمته على تتميم مشيئة الآب: قال له التلاميذ: «إن الجميع يطلبونك» (1: 37) رد الرب: «لنذهب إلى القرى المجاورة» لأن المحرك الأساسي له، هو تتميم مشيئة الآب «لأني لهذا خرجت» وذلك برغم صعوبة الخدمة بالقرى عن المُدن، فهو لم يبحث عن تقرير الناس، ولا عن المكان الذي سيُحمل فيه على الأكتاف، بل المكان الذي فيه سيُكرم الله، أيًا كان التعب في هذا المكان. * يعرف احتياجات المخدومين ويسددها (1: 41): فمع أن الرب قادر على شفاء الأبرص بكلمة، لكننا نتعجب عندما نرى أن الرب يلمس هذا الشخص، لأنه رأى أن في ذلك تسديد احتياج حقيقي عنده، كحاجته للشفاء. وهكذا الخدمة المؤثرة تُشبع احتياجات المخدومين الحقيقية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39676 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الانفراد مع الله وكان كلام الرب له قائلاً: ![]() انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث الذي هو مُقابل الأردن، فتشرب من النهر ( 1مل 17: 2 -4) كان إيليا قد أخذ مكانًا عاليًا وسط إخوته، والرب في حكمته رأى لزوم أن يعود ثانية إليه لكي يُحفظ في مركز الاتضاع ولا يرتفع قلبه. ويجب أن تزيد فترات الاختلاء مع الرب عن فرص العمل الجهاري. وهذا ما ظهر في حياة الرب يسوع نفسه، وهو أعظم خادم ظهر على الأرض، إذ كان «يعتزل في البراري ويصلي» ( لو 5: 16 )، ويمضي إلى الجبل وحده لكي يصلي ( مت 14: 23 )، «وفي الصباح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك» ( مر 1: 35 )، وذلك بعد المعجزات العظيمة. وكلنا نحتاج أن نخبئ ذواتنا أكثر كثيرًا مما نفعل. فكثيرًا ما تدور أفكارنا حول ذواتنا، وأحيانًا نتخذ من خدمتنا سُلمًا نصعد عليه لمجد ذواتنا. ولهذا فإن صوت الرب لكل منا «اختبئ». وفي عُزلة إيليا تعلَّم المزيد عن الله في انفراده معه. وهنا نتساءل: ”ما هو الانفراد مع الله؟“. وبكل بساطة نقول: هو التفرغ من المشغولية بذواتنا وخدمتنا ونجاحنا. وأن نضع العالم جانبًا فلا ننخدع ببريقه، وتكون أفكارنا وأرواحنا محصورة في الله نفسه، في صفاته وأعماله، في أفكاره ومقاصده. وأن نستعرض جوده وصلاحه ونعمته، ونلهج بكل صنائعه، فنسمو فوق المنظور، ونحلِّق في جو السماويات، ونمتلئ من محبة الآب ونعمة الابن وأمجاده. قال الرب لإيليا: «انطلق من هنا» من مكان الشهرة والنجاح حيث المعجزة العظيمة والصلاة المقتدرة التي أغلقت السماء، حيث يمكن أن تشعر بقيمتك، «واتجه نحو المشرق». كان الله عتيدًا أن يستخدم إيليا على جبل الكرمل في الغرب، ولهذا فإن تدريبه تم في الشرق، أي في ظروف مُعاكسة للفكر الطبيعي والرغبات الطبيعية. ودائمًا أفكار الله ليست كأفكارنا ولا طُرقه كطرقنا. «واختبئ عند نهر كريث» هناك سيعيش وحيدًا، ويشعر أنه متروك بلا عمل، وكأن هذه الفترة بلا ثمر. وهذا اختبار مُذِل. ومن خلاله سيتعلم أنه لا شيء. وما أبعد الفرق بين مدرسة العالم ومدرسة الله. فمدرسة العالم تُعلّم الثقة في الذات وحُب الظهور والشعور بالقيمة. بينما مدرسة الله تُعلّمنا أننا لا شيء ليكون فضل القوة لله لا منا. إن عُزلة النبي كانت لفائدة أكبر من مجرد حمايته من بطش الملك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39677 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في الصُّبحِ باكرًا جدًا ![]() «فِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جدًّا ... مَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُناكَ» ( مرقس 1: 35 ) إذا كان الآلاف من قديسـي الله، المُثقلين بالأحمال والأنين وحمل الهموم وما أشبه ممَّا يكتم نور الله فيهم، فكم نوَّد أن ينهَضوا ويحيوا، وأن يرفعوا رؤوسهم بانتصار، ليُغنُّوا بدلاً من أن يئنوا. ولن يتأتى ذلك إلا بإدراك هذه الحقيقة العظيمة؛ لقد نهض الرب قبل أن تقوم أعوازهم، وعلِم بها قبل أن تثور لتربكهم وتُحيِّرهم أثناء النهار. لا ينبغي أن يكون ذلك محض مادة إيمانهم الذي يقبلون به على مضض، بل هو اقتناع عميق في أغوار النفس، والذي يدفعهم بدوره إلى طرح كل أثقال اليوم في باكورته على الرب، وأن يلقوا بهمهم عليه. ولا يُساورني أدنى شك بأنني ألتزم الصواب هنا، عندما أحضّكم على اتِّباع هذه الحقيقة العظيمة، المباركة، المُشجعة، المُسالمة. قرائي الأعزاء: احتياجاتكم غير خافية عن الرب. إنها قد تدهشكم ولكنها أبدًا لا تُفاجئه. إنني أنادي لكم بالمسيح كُلِّي الكفاية؛ مستعد، وقادر، وراغب في معونتكم. إنه يقوم في الصبح باكرًا جدًا، قبل أن تبدأ تواجهكم متاعب النهار. إنني أحث كل قارئ أن يقرأ هذه الكلمات لنفسه، دون تطبيقها على آخر؛ يقرأها كما هي رسالة شخصية خاصة موجَّهة له وحده دون غيره، وليَقُل لنفسه: ”هذا الحِمل الذي نمَا وثقل وضغط على كاهلي، كان معروفًا لدى الرب قبل أن أشعر بوجوده، ولقد نهض الرب قبله. ولئن كان لن يزيله، فهو يحملني عبر الظرف الصعب لأجتازه. وإنني أتوجه إليه – له كل المجد – وأطرح عند قدميه كل ما يُثقل منكبي، لأنني – أنا وثقلي – غرض اهتمامه العميق الشخصي والخاص“. إنه لأمر عجيب أن ندنو قُربًا إليه، وبين جوانحنا هذا الفهم: إنه قبل أن أستيقظ في الصباح، فقد سبقني الرب، وكنت موضوع مشغوليته؛ كان يُفكر فيَّ، وينتظر صيحة استيقاظي بكل لهفة. إن هذا ليملأ النفس بالرهبة، وبالعرفان والشكر؛ أما الرهبة فلأجل ما هو عليه. أما العرفان فلأجل كل ما هو لأجلي. هل هذه نظرة أنانية إلى الأشياء؟ فقط إذا نظرنا إلى الأمور من هذه الوجهة، سنتقدَّم على طريق الخلاص من الأنا والأنانية. فالرب هو الذي يُخلِّص؛ النعمة التي فيه، والتي تنهمر من علو مجده إلى أعماق أعوازنا، فيها كل الكفاية. إنه هو نفسه وكفايته الفائقة، التي ترفعنا من أنانيتنا، وتُطلقنا أحرارًا لِنُسبِحه، ولنعيش حياتنا يومًا فيومًا دون تذمر أو شكوى. وما أبعد الفرق بين مدرسة العالم ومدرسة الله. فمدرسة العالم تُعلّم الثقة في الذات وحُب الظهور والشعور بالقيمة. بينما مدرسة الله تُعلّمنا أننا لا شيء ليكون فضل القوة لله لا منا. إن عُزلة النبي كانت لفائدة أكبر من مجرد حمايته من بطش الملك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39678 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إليكَ أبكِّر «يَا اللهُ، إِلَهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ ... ![]() لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ» ( مزمور 63: 1 ، 2) «بَرِّيَّة يَهُوذَا»: ما أجمل المكان الذي نظم فيه داود هذا المزمور (مز63). “بَرِّيَّة”، ولكنها “بَرِّيَّةِ يَهُوذَا”؛ بَرِّيَّةِ “حمد وتسبيح وسط الظروف المُكدِّرة”. فما أجمل التتسبيح وسط وعورة الظروف! في “بَرِّيَّةِ يَهُوذَا” نجد داود هو وأبطاله، ليس يحتمون في ظل جناحي الرب فقط ( مز 57: 1 )، ولكنهم يُريدون أكثر أن يختبروا مجده في حياتهم ( مز 63: 2 ). «يَا اللهُ، إِلَهِي أَنْتَ»: قديمًا هتف موسى: «هَذَا إِلَهِي فَأُمَجِّدُهُ» ( خر 15: 2 )، وأجاب دَانِيآلُ من جُبِّ الأُسُودِ: «إِلَهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ» ( دا 6: 22 )، وسَيِّدنا الكريم في صباح القيامة يقول: «إِلَهِي وَإِلَهِكُمْ» ( يو 20: 17 )، وتُومَا بعد القيامة يقول: «رَبِّي وَإِلَهِي!» ( يو 20: 28 )، وداود هنا وسط وعورة الظروف يقول: «إِلَهِي أَنْتَ». وتعبير “إِلَهِي” هو تعبير فردي اختباري، فموسى قالها بعد أن شاهد عظمة الرب. ودَانِيآل قالها بعد أن اختبر عناية الرب في جُبِّ الأُسُود. وتُومَا بعد أن عالج الرب شكه. وداود يقول “إِلَهِي” وسط اختباراته في البرية. فهل - يا صديقي العزيز - تستحضر الله في كل ظروفك لتتعلَّمه كإلهك «يَا اللهُ، إِلَهِي أَنْتَ»؟ «إِلَيْكَ أُبَكِّرُ»: لقد كان سَيِّدنا - تبارك اسمه - يُبكِّر جدًا للصلاة ( مر 1: 35 ). والتبكير إليه ليس لنتمتع نحن به فقط، بل ليتمتع هو بنا أيضًا. نحن نُبكر إليه، وهذا هو الغرض الأساسي في التبكير. وكم جميل أن ينام القديس، وشغله الشاغل وملء كيانه، ذلك الميعاد الذي لديه في الصباح الباكر مع السَيِّد العظيم؛ «إِلَيْكَ أُبَكِّرُ». إذا كنا على سفر في موعد مُبكر، كم نحتاط لئلا يفوتنا الميعاد. وهكذا كان داود دائمًا على ميعاد، في الصباح الباكر، مع سَيِّد الأرض كلها. وهذه مسؤولية عظيمة علينا؛ فميعادنا مع سَيِّدنا في الصباح الباكر. ولكنها ليست مسؤولية فقط، ولكنه أيضًا امتياز عظيم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39679 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الخدمة المتكاملة ![]() ..عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ ..وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ ..حَيْثُ كَانَ .. مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ ( لوقا 10: 1 ) في هذا الجزء من كلمة الله يوضح لنا الروح القدس أمرًا غاية في الأهمية حيث نجد أن الرب كان يخدم برؤيا واضحة، ووِفق خطة إلهية كان يعلم أبعادها جيدًا. لم يكن يتحرك بناءً على الظروف المُحيطة به، أو الأحداث اليومية التي تحدث له، أو حتى يتحرك كرَّد فعل للدعوة التي تُقدَّم له، إنما كانت هناك خطة سماويِّة يعلَمها جيدًا، ويسير بموجبها طوال الوقت. والواضح هنا أن الرؤيا لم تكن دائمًا يومية. إنما كانت هناك خطة طويلة المدى، حيث يذكر لنا الروح القدس هنا أن الرب عيَّن سبعين آخرين للخدمة، ثم قسَّمهم اثنين اثنين، وأرسلهم أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع كان هو مزمعًا أن يأتي. وكأن الرب أراد أن يوضح لنا أهمية أن نخدم وِفق خطة إلهية ورؤيا واضحة نأخذها من رب الخدمة نفسه. وها هي بعض الأمثلة الأخرى التي توضح كيف كان الرب يعلم جيدًا ما الذي يفعله، وما الذي لا يفعله: * «لمَّا فتح السفر وجدَ الموضع الذي كان مكتوبًا فيهِ: روحُ الرب عليَّ، لأنهُ مسَحَني لأُبشِّر المساكين، أرسلني لأشفي المُنكسري القلوب، لأُنادي للمأسورين بالإطلاق وللعُمي بالبصَر، وأُرسِل المُنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلَّمَهُ إلى الخادم» ( لو 4: 18 -20). قرأ الرب هنا الجزء الكتابي الخاص بخدمته، دون أن يستمر في قراءة الآيات التي تخص الدينونة والقضاء، لأن وقتها لم يأتِ بعد، لذا فقد قرأ فقط عن زمان النعمة. * «وقال لقومٍ واثقين بأنفسهم أنهم أبرارٌ، ويحتقرون الآخرين، هذا المَثَل» ( لو 18: 9 ). كان يعرف مخدوميه، ويتكلَّم معهم بما يتناسب مع حالتهم واحتياجهم، فهؤلاء كانوا قومًا واثقين بأنفسهم، لذلك فهم يحتاجون لمَن يؤكد لهم أنهم خطاة يحتاجون لرحمة الله. فقصد الرب أن يحكي لهم عن الفريسي والعشار. * «ولمَّا وجدوه قالوا له: إن الجميع يطلبونك. فقال لهم: لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضًا، لأني لهذا خرجت» ( مر 1: 37 ، 38). كان يعرف مجال خدمته، ويعرف جيدًا متى يقول نعم ومتى يقول لا، فهو كالخادم لم يكن يتحرك بناءً على طلب الناس له، وإنما كان يتحرك بناءً على ما أخذه من الله أبيه دون تأثُر بما يقوله الآخرون له، أو يقولونه عنه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39680 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أُريد فاطهر! ![]() فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيًا وقائلاً له: إن أردت تقدر أن تطهرني. فتحنن يسوع ومدَّ يده ولمسه وقال له: أُريد، فاطهُر! ( مر 1: 40 ، 41) ما أتعس هذا الأبرص، المضروب بداء عضال، داء يعزّ علاجه على البشر أجمعين! ما أتعس هذا الأبرص المهجور من الجماعة كلها لأنه في نظر الجميع نجس! هذه ويا للأسف هي صورة الإنسان الطبيعي. صورة حقيقية للإنسان الساقط المبيع تحت الخطية، الذي تلطخ قلبه بمرض الخطية النجس. قد يقرأ هذه الكلمات شخص يشعر بتعاسة الخطية، شخص خاطئ، شخص أفرخ فيه البرص. وقد يحاول أن يخفي هذا الشخص عوارض دائه، ولكن الله يعلم، وهو أيضًا يعلم أنه شخص بائس تعس .. يا له من حِمل ثقيل على قلبك! حمل يجعلك تقول: ”ليتني ما وُلدت“، لأنك كم مرة طلبت دواء لدائك فعزَّ عليك الشفاء، وكم من مرة تدينت وتخلقت بأحسن الخُلق، وحاولت إصلاح نفسك مُجاهدًا وضاعت جهودك هباء. إن داءك أفظع من أن تداويه هذه العلاجات وأمثالها. وثق تمامًا أن الله يعلم بحزنك المُفرط وأنينك الموجع. تأمل هذين الشخصين. مَن هما؟ أحدهما أبرص نجس، والآخر ابن الله المبارك. وانظر كيف يتكلم الأبرص في غير ادعاء، فهو لم يسأل ماذا يعمل ليطهِّر نفسه، بل أتى إلى يسوع المسيح، وطلب إليه جاثيًا، وقائلاً له: «إن أردت تقدر أن تطهرني». وهل كان جواب المسيح له: ”اذهب وحسِّن نفسك أولاً“؟ كلا، بل تحنَّن يسوع، ومدّ يده ولمسه وقال له: «أُريد فاطهر!». ويا له من تغيير مُدهش! فذلك الأبرص النجس الذي تعذر شفاؤه، برأ في لحظة، تطهّر وفارقه البرص بمجرد ما نطق الرب يسوع بكلماته. أيها الصديق الخاطئ .. ثق أنه لم يتقدم شخص إلى الرب يسوع كما هو، إلا وقد نال في الحال تطهيرًا لخطاياه. إن محاولة تحسين حالتك، قبل أن يطهرك الرب يسوع، تسلب الله مجده. فلا تَقُل في قلبك إن الله لا يقبل ولا يطهر إلا الذين تحسنت حالتهم وقلَّت شرورهم. إن الرب المبارك لم يرفض أحدًا ولا يوجد أمامه فرق بين الناس البُرص مهما اختلفت درجة البَرَص عندهم. والآن أيها القارئ العزيز: هل انفتحت عيناك لترى الرب يسوع مشتاقًا أن يقبلك كما أنت؟ هل ترفض فكرة كل بر ذاتي أو تحسين أدبي من جانبك؟ إن كنت كذلك فثق أن خلاصك وتطهيرك أسهل مما تظن. نعم تطهُر أنت بالذات، وتطهُر إلى الأبد. |
||||