منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 04 - 2021, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 39201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عهد الاتضاع بغسل الأقدام


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ربنا يسوع المسيح أخذ ماء وغسل أقدام تلاميذه. وكان هذا هو الدرس الأخير. وأراد أن يجعله درسًا أخيرًا قبل الصليب ليؤكد على أهميته، وليتذكروه دائما. وهذا العهد كان من خلال الماء، بغسل الأرجل، والأرجل هي التي تحمل الإنسان، ومعروف أن القائد أو الكبير لا ينحني إلى الأقدام. لكن ربنا يسوع المسيح أمام تلاميذه لا ينحني كقائد، وما صنعه قلب الموازين. لأنه أراد أن يقدم هذا الدرس الهام جدًا لحياة الإنسان لكي يقدر أن يصل لحياة الصليب. وهو درس الاتضاع.
ونحن في رحاب القديس العظيم مارمينا في ديره في مريوط وسير قديسين كثيرة في هذا الدير عاشت وتعيش، ولكن المفتاح الذي يؤدي صليب السيد المسيح وحياة القداسة، يأتي من خلال الاتضاع، فالاتضاع هو حارس النعمة التي يعطينا الله إياها. إن كنا آباء رهبان أو آباء أساقفة، أو خدام كيفما يكون وضعنا، هذه النعمة لا يحرسها إلا الاتضاع.
وللأسف ليس له مكان معين تتخرج منه، ممكن تتخرج مهندس أو مدرس أو محامي لكن وتكون هذه وظيفتي، أو ممكن أصبح راهبًا في أحد الأديرة. لكن الاتضاع لا يناله الإنسان إلا من خلال العهد.
أمنا العذراء مريم قالتها في عبارة وجيزة، "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ." (لو ظ، : ظ¥ظ¢).
وهذا العهد أعطانا إياها السيد المسيح من خلال الماء ليذكرنا أن بداية حياتنا من خلال المعمودية، معمودية الماء والروح، وهذه هي الحياة الجديدة.
والتوبة أيضًا تتم بالدموع، والدموع نوع نقي من الماء. التوبة تعني أيضًا الحياة الجديدة. ويأتي غسل الأقدام لكي ما يكون هو العهد الجديد الذي يأخذه الإنسان ويعيش به.
شئ مهم جدًا أن الإنسان يذكر نفسه بهذا العمل (عمل الاتضاع). لدرجة أني أحيانًا أتأمل وأقول أن الله سمح بهذا الوباء العالمي الذي يجتازه العالم كمحنة شديدة في مواضع وبلاد كثيرة وله ضحايا بالملايين. إن هذا الوباء الذي هو فيروس صغير جاء لكي ما يخضع الإنسان ويعلمه الاتضاع، حتى وإن كان هذا تعليمًا قاسيٍّا (لأنه من خلال المرض وأعراضه) ولكني أقصد أنه جاء ليواجه تشامخ وتكبر الإنسان، "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ." (أم ظ،ظ¦ : ظ،ظ¨).
ولكي يبني الإنسان عهد جديد مع الله يجب أن يتعهد أمام الله أن يعيش بهذا الاتضاع وهذه الوداعة. والسيد لما أرادنا أن نتعلم منه، وهو كنز الفضائل، قال: "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ." (مت ظ،ظ، : ظ¢ظ©). وأظن أن الحياة الرهبانية في أديرتنا قامت على هذا الاتضاع، فالميطانيات التي نقدمها وكلمة أخطأت سامحني أو حاللني التي نرددها باستمرار وحياتنا ونسكياتنا التي نمارسها داخل أديرتنا هي وسائل قوية لكي ما تعلمنا الاتضاع. إن غاب عنك الاتضاع غابت قوة الله. وإن غاب عنك الاتضاع اعلم أنك بعيد عن السماء. والاتضاع هو في هزيمة النفس، هزيمة الذات. لأن ذات الإنسان هي التي تتحكم فيه كثيرًا. واحد شايف نفسه إنه أفضل، إنه أحسن، إن مفيش زيه، معاند دماغه ناشفه، دايما مخالف، هذه كلها أشكال تعبر عن عدم الاتضاع. علشان كده لنا فرصة في هذا اليوم أن يكون في قلبك وأنت واقف تصلي أن تعد الله، الوعد الأول: وعد الاتضاع. أي أكون إنسانًا متضعًّا في حياتي، في علاقاتي في كلامي، في أسلوبي، حتى في صمتي.
 
قديم 29 - 04 - 2021, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 39202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عهد الاتحاد


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وعهد الاتحاد هو الذي أسسه ربنا يسوع المسيح من خلال سر الإفخارستيا (سر التناول) وانتبه إلى أن عهد الاتحاد جاء من حبوب القمح المتناثرة التي طُحنت وصارت دقيقًا ثم دخلت النار فتحولت إلى الخبز. وحبات العنب المتناثرة عُصِرت ثم صارت كأسًا واحدًا.
والاتحاد هنا يعني أن الإنسان يتحول من التعددية إلى الوحدانية. في أي مجتمع نعيش فيه نحن أفرادًا، لكن المهم أن يعيش الإنسان هذه الواحدانية في المجتمع الخاص به، ويفرح بها. وذلك في أي مجتمع، سواء مجتمع الدير، أو الكنيسة، أو الخدمة، أو المجتمع المحلي.
هذه الوحدانية لا تأتي إلا بالنار والعصر، أي أن يجتاز الإنسان الألم، ينسحق كما انسحق السيد المسيح تحت خشبة الصليب. فقدم لنا جسده ودمه لكي ما نتحد فيه. "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ." (يو ظ¦ : ظ¥ظ¦).


انتبه لئلا يكون سلوكك في أي مجتمع هو سلوك "المخالف" للمجموعة ، "المعترض" فتشذ وتكسر هذا الاتحاد.
 
قديم 29 - 04 - 2021, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 39203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا تضئ الكنيسة 3 شموع في صلاة البصخة؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الفترة الحالية بأقدس أيامها على الإطلاق، وهي فترة "أسبوع الالام"، التي تنظم خلالها الكنيسة يوميًا البصخة المُقدسة.


إن الطقس الكنسي يطالب الكهنة والشمامسة بإضاءة 3 شموع خلال خدمة صلاة البصخة المقدسة، وذلك رمزا للنص الكتابي الوارد في سفر المزامير "نور" سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي".



"والكنيسة فى كل صلاة من البصخة تقرأ نبؤات ومزمور ونص من نصوص الإنجيل، وكل شمعة ترمز لقراءة من هذه القراءات الثلاثة.


وكلمة "بصخة" أو"البسخة" هي الصورة اليونانية لنفس كلمة "فصح" العبرية "بيسح" ومعناها "الاجتياز" أوالعبور" وتطلق على فترة أسبوع الآلام.


وقد نُقِلَت بلفظها تقريبًا أوبمعناها إلى معظم اللغات. فهي في القبطية واليونانية "بصخة "، وفي العربية "فصح"، وفي الإنجليزية "Pass-over".

 
قديم 29 - 04 - 2021, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 39204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الست بمائة راجل



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تستطيع الزوجة ان تعمل (مائة حاجة) في وقت واحد

وتقيد صوابعها العشرة شمع علشان تسعد زوجها واولادي .
ولكن هذا الكائن المضحي عندما تشعر باهمال زوجها لها

وفتور الحب بينهم ينتابها الاحباط ثم الياس ثم الاكتئاب .
وهنا تفقد كل قدرتها علي العطاء وعلي عمل اي شئ

وتتسد نفسها علي الحياه .
فلا تهمل زوجتك وحبها من كل قلبك حتي لا تشتكي
من حياتك المبهدلة والنكد والمشكلات التي لا تعرف سببها





 
قديم 29 - 04 - 2021, 07:04 PM   رقم المشاركة : ( 39205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تفاصيل آخر أيام المسيح على الأرض طبقا للأنجيل


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"الجمعة العظيمة" أو "جمعة الآلام" أو "جمعة الصلبوت" وفقًا للعقيدة المسيحية، هو يوم صلب ودفن فيه المسيح وهو يوم الجمعة الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وتستمر الصلوات طوال اليوم دون توقف، ويرتدي الشمامسة الزي الجنائزي مرددين الألحان الحزينة. شهد اليوم الأخير في حياة المسيح، تقديمه إلى المحاكمة، التي استمرت نحو 18 ساعة على مرحلتين وأمام سلطتين، وخلال 6 جلسات مختلفة، إذ خضع لـ3 جلسات أمام محكمة دينية يهودية، و3 جلسات أخرى أمام محكمة سياسية رومانية، ليُحكم بجلد المسيح 39 جلدة، وموته صلبا، وكان ذلك في عهد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي.
وبحسب الأناجيل، خرج المسيح حاملا صليبه من دار الولاية، وهي قلعة أنطونيا بالقدس إلى تل الجلجثة، ولم يستطع أنّ يكمل الطريق بسبب الآلام التي ذاقها نتيجة الجلد بالسوط الثلاثي، وما استتبع ذلك من إهانات وتعذيب من قِبل الجند الرومان، كوضع تاج من شوك على رأسه، فسخّر له سمعان القيرواني لمساعدته على حمل الصليب.
وفي الجلجثة، صُلب المسيح مع لصين، ورفض أنّ يشرب خلا ممزوجا بمر لتخفيف الآلام التي يعانيها، في حين وضعت فوقه لافتة تتّهمه بوصفه "ملك اليهود"، واستمرّ نزاع المسيح على الصليب 3 ساعات، وفصّلت الأناجيل أحداثها، كالحديث مع اللصين المصلوبين معه، وحواره مع أمه ويوحنا الإنجيلي، واستهزاء المارة به، واقتسام الجند لثيابه، وأخيرا موت المسيح، الذي تزامن مع حوادث خارقة في الطبيعة، إذ أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل.
وقبل بداية مساء الجمعة وهو بداية سبت اليهود، أنزل المسيح عن الصليب، بناءً على طلب يوسف الرامي، ودفن في قبر جديد في بستان الزيتون، وكان بعض النسوة اللاتي تبعنه حتى الصليب، ينظرن موقع دفنه أيضا، ليكنّ فجر الأحد أولى المبشرات بقيامته، بحسب رواية العهد الجديد.



 
قديم 29 - 04 - 2021, 07:12 PM   رقم المشاركة : ( 39206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الجمعة العظيمة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يعد يوم الجمعة العظيمة أو الجمعة الكبيرة، الي تعد أحزن أيام السنة داخل الكنيسة، نظرا لما شهده هذا اليوم منذ عقود طويلة من الآلام والصلب للسيد المسيح، تكرس الكنيسة لهذا اليوم، طقوسا خاصة، ومختلفة تماما عن أي طقس في السنة، حيث تتشح الكنيسة، وكهنتها، ومصليها بالسواد، معلنين الحزن الشديد لما تعرض له السيد المسيح من عذابات وآلالام.

وعن طقوس الكنيسة في هذا اليوم، قال القس موسي عبود، الكاهن بكنيسة العذراء مريم بعين شمس الغربية، لـ«المصري اليوم»، إن «يوم الجمعة العظيمة، يوم مميز بالنسبة للكنيسة، حيث نبدأ فيه الصلاة من الساعة 5 صباحاً، وحتى الساعة 6 مساء».
وأضاف أن «الكنيسة تضع أيقونات الصلبوت بأماكن مرتفعة، لتظهر لجميع المصلين، إشارة لارتفاع السيد المسيح على الصليب أمام الجميع».
«الكهنة يرتدون في هذا اليوم ملابس كهنوتية سوداء، رمزًا لحزن الرسل على السيد المسيح، بالإضافة إلى إطفاء أنوار الكنيسة بأكملها، كذلك الشموع أيضا».
وأشار إلى أن «الظلام يستمر بالكنيسة من صلاة الساعة السادسة وحتى صلاة الساعة التاسعة، رمزا لغياب الشمس، وسيادة الظلام على الأرض لمدة 3 ساعات وقت الصلب».
أسرة مسيحية تصلي صلوات أسبوع الآلام بالمنزل في المنيا - صورة أرشيفية
«كما تؤدى صلاة كيريالسون (يارب ارحم) 100 مرة بالمطانيات، بالسجود أثناء الصلاة».
وأوضح أن «تصلى في كل جهة من جهات المسكونة 400 مرة، لنشهد أمام العالم أجمع بآلام المسيح وصلبه وموته من أجل البشر كفارة لخطايانا».
«بعد المطانيات، يطوف الكهنة والشمامسة، بأيقونة الصليب، إشارة لما فعله يوسف الرامي ونيقوديموس من إنزال جسد المسيح من على الصليب، بكل احترام وإجلال وقدسية».
وأكمل: «ثم نطوف داخل الكنيسة بكتب البصخة والأناجيل لنتذكر أحداث أسبوع الآلام منذ اليوم الأول وحتى يوم الجمعة، ثم نتمم قانون الدفن، كما فعلا يوسف ونيقوديموس، عند دفن المسيح داخل القبر».




كيف يقام طقس الدفن؟

«يُقام طقس الدفن على أيقونة تسمى بأيقونة الصلب، ملفوفة بستر من الكتان النقى إشارة إلى اللفائف المُكفن بها جسد المسيح، بالإضافة إلى باقة من الورد والعطور، رمزا إلى الحنوط والأطياب التي وُضعت على جسد المسيح».
«ثم نضع على الأيقونة ستر إشارة إلى الحجر الموضوع على القبر، كما نضع شمعتين على جانبى الأيقونة، رمزاً إلى الملاكين الجالسين على القبر».
وفى ختام الصلاة، نرتل لحن يسمى بلحن غولغوثا، وهو لحن يعود لآلاف السنين».
وأوضح الموسيقيين أن «هذا اللحن هو لحن فرعوني، كان يُستخدم في جنازات الأسر الفرعونية القديمة، ولكن الكنيسة اصطحبته في صلاتها لما تحتويه نغماته من شجن وحزن ممزوجا بالفرح».
ولفت إلى أنه «كتبت به كلمات تفصيلة عن أحداث الصلب، كما يصلي اللحن في صلاة الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة، أي في ختام الصلاة».
 
قديم 29 - 04 - 2021, 07:14 PM   رقم المشاركة : ( 39207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يقام طقس الدفن؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«يُقام طقس الدفن على أيقونة تسمى بأيقونة الصلب، ملفوفة بستر من الكتان النقى إشارة إلى اللفائف المُكفن بها جسد المسيح، بالإضافة إلى باقة من الورد والعطور، رمزا إلى الحنوط والأطياب التي وُضعت على جسد المسيح».
«ثم نضع على الأيقونة ستر إشارة إلى الحجر الموضوع على القبر، كما نضع شمعتين على جانبى الأيقونة، رمزاً إلى الملاكين الجالسين على القبر».
وفى ختام الصلاة، نرتل لحن يسمى بلحن غولغوثا، وهو لحن يعود لآلاف السنين».
وأوضح الموسيقيين أن «هذا اللحن هو لحن فرعوني، كان يُستخدم في جنازات الأسر الفرعونية القديمة، ولكن الكنيسة اصطحبته في صلاتها لما تحتويه نغماته من شجن وحزن ممزوجا بالفرح».
ولفت إلى أنه «كتبت به كلمات تفصيلة عن أحداث الصلب، كما يصلي اللحن في صلاة الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة، أي في ختام الصلاة».
 
قديم 29 - 04 - 2021, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 39208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تأمل ليوم الجمعة العظيمة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الجمعة العظيمة
يجسّد الصليب محبة الله، فهو الوسيلة التي استخدمها الله لخلاص البشرية. في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها العالم، علينا أن ننظر إلى الصليب كوسيلة نجاة وخلاص. الصليب هو في مركز عمل الله لفدائنا. لذلك علينا أن نتخذ الصليب قوة لنا أملًا. لنتحد معاً كعائلة واحدة ولنسجد لصليب يسوع الفادي واهب الحياة.
أولاً: التحضير
•علينا أن نجد المكان المناسب في البيت.
• نضع الطاولة في الوسط، ونغطيها بقطعة قماش ونضع عليها شمعة مضاءة والصليب المقدس.
•نحضر أنفسنا روحياً وجسدياً. (نتخلى عن كل مصادر التشتت).
ثانياً: نصلي
• نبدأ بصلاة للصليب المقدس. (يمكن اختيار أية صلاة اخرى)
”أيها الإله العظيم الذي تعذّب على خشبة الصليب من أجل خطاياي، كُن معي. يا يسوع المسيح بصليبك المقدّس ارحمني. يا يسوع المسيح بصليبك المقدّس نجني من كلّ أذى. يا يسوع المسيح بصليبك المقدّس نجّني من كل سلاح ماضٍ. يا يسوع المسيح بحق صليبك المقدّس نجني من كلّ خطيئة مميتة. يا يسوع المسيح بحق صليبك المقدّس قدني إلى طريق الخلاص. يا يسوع المسيح بحق صليبك المقدّس نجّني من كلّ خطر جسدي أو روحي. يا يسوع المسيح بقوّة صليبك المقدّس كُن تعزيتي وقويني على حمل الشدائد لأجل محبتك. يا يسوع المسيح بقوّة صليبك المقدّس نجّني من نار جهنم وأورثني الآخرة الصالحة. يا يسوع المسيح بقوّة صليبك المقدّس زدني إيمانا وثبتنى في محبة الله الى الأبد. لصليبك يا سيد نسجد ولقيامتك المقدسة يا رب نمجّد. بحق ميلادك العجيب ودمك الثمين وموتك على الصليب لأجل خطاياي احفظني يا يسوع لأنك قادر أن تقودني الى طريق الخلاص واجعلني ان اكون من مختاريك. آمين.“
• نقرأ إنجيل الصلب (يوحنا ظ،ظ©: ظ،-ظ£ظ§)
ثالثاً: نتأمل
لنتأمل معاً بيسوع المجلود والمجروح من أجل خلاصنا. في هذه الايام الصعبة التي نعيشها مع العالم، والخوف الذي يسيطر على قلوبنا، لنتذكر الإنسان والإله الذي رضيَ أن يكون موته على الصليب خلاصًا لجميع البشر. لم يُجبَر يسوع على أي شيء، ولم يحمل صليبه متذمراً؛ انما حمله بفرح، لأنه كان يعلم أنه بعد الصلب ستأتي القيامة.
لنتأمل آلام يسوع في هذا النص، نرى يسوع أمام بيلاطس في محاكمة غير عادلة. ويمكننا أن نشعر بمعاناته الجسدية والنفسية. نرى يسوع المجلود والذي أهانه اليهود وجنود الرومان، حاملاً صليبه وسائرًا الى الموت طوعاً.
أولاً، آلام يسوع الجسدية، كانت المعاناة الجسدية واضحة من بداية النص الانجيلي. الآية ظ،، ”فأخَذَ بِـيلاطُسُ يَسوعَ وأمَرَ بِجَلْدِهِ.“ أمر بيلاطس بجلد يسوع معتقداً ان اليهود سيكتفون بذلك. لكن الجموع أصرت على صلب يسوع. الآية ظ¢ ، قام الجنود بلف تاج الشوك ووضعوه على رأسه، الآية ظ£ ، وضربوه على وجهه. كانت هذه بداية الآلام التي تعرض لها يسوع. من بعد الجلد والضرب، الآية ظ،ظ§، حمل يسوع صليب الخلاص وسار به الى الجلجلة. وفي الآية ظ،ظ¨، حمل الصليب يسوع الفادي فتحول هذا الصليب من وسيلة موت الى وسيلة فداء. هذا الصليب الذي هو أمامكم في بيوتكم هو الوسيلة لخلاصنا من هذا الوباء الذي يهدد حياتنا. الصليب الذي حَمله يسوع، يحمل الآن جميع أوجاعنا وخوفنا.
(انظروا الى الصليب الذي أمامكم؛ أخبروه عن وجعكم وقلقكم وخوفكم.)
ثانياً، آلام يسوع النفسية، تعذب يسوع جسدياً وتعرض أيضًا إلى الإذلال. الآية ظ¢، سخر الجنود من يسوع وصنعوا له إكليلاً من الشوك وألبسوه ثوباً أرجوانياً. سخروا منه وقالوا: ”السلام عليك يا ملك اليهود“. الآية ظ¦، صرخ رؤساء الكهنة والحرس: ”اصلبوه ، اصلبوه!“
كل هذا الإذلال من أجل ذنب لم يقترفه. قبل الإهانة والصلب من اجلنا؛ قدم نفسه ذبيحةً حية ليخلصنا. لنسأل أنفسنا اليوم، ماذا قدمنا ليسوع؟
الآية ظ،ظ¨، صُلب يسوع بين مجرمَين. كان يسوع يعرف أنه لم يقترف أي ذنب، وأراد بيلاطس ايضاً أن يُخلي سبيل يسوع، الآية ظ،ظ¢، ولكن لم تكن هذه مشيئة الآب. الرجلان الذين صلبا مع يسوع استحقا جزائهم بالصلب، أما يسوع فلم يستحق الصلب، ومع ذلك صًلب في الوسط بين الرجلين وأصبح هو الخطيئة ليمسح عنا كل خطايانا. ”أنَّ الّذي ما عَرَفَ الخَطيئَةَ جعَلَهُ اللهُ خَطيئَةً مِنْ أجلِنا لِنَصيرَ بِه أبرارًا عِندَ اللهِ.“( ظ¢ كورنثوس ظ¥: ظ¢ظ،). الآية ظ¢ظ*، علق بيلاطس لوحة مكتوب عليها: ”يسوع الناصري ملك اليهود“. لم يخطئ بيلاطس بوصف يسوع ملكًا، لكنه أخطأ حين حصر مملكة يسوع في اليهود فقط. إن يسوع ملكٌ، هو ملك الملوك ورب الأرباب، وقد تجسّد ليصبح ملك الكون كله. دم يسوع الذي سال على الصليب افتدى جميع البشر. حتى الجنود الذين سخروا من يسوع ومزقوا ثيابه واقترعوا عليها فداهم يسوع بدمه الثمين.
لنقف ونتأمل الآية ظ¢ظ¥ وظ¢ظ¦، كل هذا الضرب والاهانات التي تعرض لها يسوع، كانت العذراء مريم شاهدة عليها. تحققت نبوءة سمعان الشيخ حين قال لمريم: ”هذا الطِّفلُ اَختارَهُ اللهُ لِسُقوطِ كثيرٍ مِنَ النّـاسِ وقِـيامِ كثيرٍ مِنهُم في إِسرائيلَ. وهوَ علامَةٌ مِنَ اللهِ يُقاوِمونَها، لتَنكَشِفَ خفايا أفكارِهِم. وأمَّا أنتِ، فسَيفُ الأحزانِ سَينفُذُ في قلبِكِ.“ (لوقا ظ¢: ظ¢ظ¤- ظ¢ظ¥)
سيف الأحزان ينفذ قلب مريم في كل مرة نتخلى فيها عن الله ونشكّك في وجوده معنا. اليوم ونحن نعاني من الخوف من الأوباء والمرض ونتساءل: ”أين الله في ظل هذه الظروف ولماذا سمح لكل هذا أن يحدت؟“ إن كانت اسئلتنا نابعة عن شك، فنكون قد أدخلنا سيف الاحزان في قلب مريم مرة بعد مرة. لنكن على مثال يوحنا التلميذ الحبيب، لنعتنِ بأمنا مريم التي قدّمت هي ايضاً ابنها إلى الموت من اجل اتمام مشيئة الله وخلاص البشرية.
ثالثاً، موت يسوع. مات يسوع على الصليب واتم مهمته على الارض. نقرأ في بداية انجيل يوحنا: ”هكذا أحبَّ اللهُ العالَمَ حتّى وهَبَ اَبنَهُ الأوحَدَ، فَلا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِه، بل تكونُ لَه الحياةُ الأبدِيَّةُ.“ (يوحنا ظ،ظ¦:ظ£) يخبرنا يوحنا أن مهمة يسوع على الارض كانت التضحية، فهو حمل الله الذي سيقدَّم كقربان ليزيل خطايا العالم أجمع. ذهب يسوع إلى الموت طوعاً لأنه الراعي الصلاح الذي يبذل نفسه في سبيل خرافه. قرأنا في نص الصلب أن بيلاطس حاول أن ينقذ يسوع من الصلب مرتين، لكنه لم يستطع لأن ذلك لم يكن مشيئة الله.
حقق يسوع جميع نبوءات العهد القديم ابتداءً من الآلام الجسدية التي تعرض لها وانتهاءً بالموت. تروى لنا نبوءة اشعيا ظ¥ظ£ "الخادم المتألم" بالتفصيل ما حصل مع يسوع، مع كلام يسوع على الصليب كما جاء في انجيل الصلب حسب الانجيلي مرقس: ”صرَخَ يَسوعُ بِصوتٍ عَظيمٍ: ((إيلوئِـي، إيلوئِـي، لما شَبَقْتاني))، أي ((إِلهي، إِلهي، لماذا تَرَكتَني؟))“ و هذا ما نقرأه في مزمور ظ¢ظ¢ ” إلهي، إلهي لِماذا ترَكْتَني واَمتنعتَ عَنْ نَجدَتي وسَماعِ أنيني؟“ وعن الإهانه النفسية والصلب، واقتراع الجنود على ثياب يسوع، ”زُمرةٌ مِنَ الأشرارِ يُحاصِرونَني. أوثَقُوا يَدَيَ ورِجلَيَّ…… يقتَسِمونَ ثيابي بَينَهُم وعلى لِباسي يقتَرِعونَ“
أتم يسوع كل شيء فلا عجب أن تقول، الآية ظ£ظ*، ” تم كل شيء“.
أظهر لنا يسوع أنه أتم مشيئة الآب، حمل صليب العار وحوّله الى صليب الخلاص. من خلال الصليب سينتصر يسوع على الموت وسيملأ قلوبنا بفرح القيامة. ونحن اليوم علينا أن نتحلى بالإيمان وأن نثق بأن الله سيرفع عنا هذه الأزمة العالمية وسيمنحنا الخلاص من جديد.
رابعاً: نصلي معاً كعائلة ونركع أمام الصليب.
 
قديم 29 - 04 - 2021, 07:20 PM   رقم المشاركة : ( 39209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كتاب تأملات في الجمعة العظيمة
البابا شنودة الثالث


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من المفروض أن يكون كل يوم في حياتنا مقدسًا للرب. ومع ذلك فإن أيام أكثر قدسية. وأن كانت أيام الصوم عمومًا هي أيام مقدسة فلا شك أن الصوم الكبير هو أكثر قدسية من جميع الأصوام. وإن كان الصوم الكبير، هو أكثر الأصوام قدسية، فإن أسبوع الآلام، هو أقدس أيام الصوم الكبير. ولا شك أن يوم الجمعة الكبيرة هو أقدس يوم في أسبوع الآلام كله وهكذا يكون أقدس أيام السنة، وأكثرها عمقًا وروحانية وتأثيرًا في نفس الناس. وقد اخترنا لك أيها القارئ المحبوب، بعض محاضرات وكلمات ألقاها قداسة البابا شنوده الثالث في أيام الجمعة الكبيرة في أكثر من مكان..
ليعطيك الرب بركة هذه الأيام المقدسة،،
 
قديم 29 - 04 - 2021, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 39210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح على الصليب، ذبيحة حب وبذل




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في يوم الجمعة العظيمة، نرى السيد المسيح في قمة حبة وفي قمة بذله..

إن المحبة تبلغ عمق أعماقها، أو ترتفع إلي قممها.. حينما تصعد علي الصليب. المحبة تختبر بالألم. نختبرها بالضيقة، ونختبرها بالعطاء والبذل. الذي لا يستطيع أن يبذل، هو إنسان لا يحب، أو هو إنسان محبته ناقصة، أو هو يفضل ذاته علي غيره.. أما إن أحب، فإنه يبذل..

وكلما يزداد حبه، يزداد بذله، حتى يبذل كل شيء..

فإن وصل إلي كمال الحب، وإلي كمال البذل، فإنه يبذل ذاته.. يصعد علي الصليب، ويقدم ذاته عمن يحبهم.




وهذا هو الدرس الذي أخذناه يوم الجمعة الكبيرة. "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16). لقد اظهر الله محبته للعالم بأنواع وطرق شتي: أعطي العالم نعمة الوجود، وأعطاه المعرفة، وكل أنواع الخيرات. بل أعطاه أيضًا المواهب الروحية. وتولي هذا العالم ورعايته وحبه. ولكن محبته لنا، ظهرت في أسمي صورها، حينما بذل ذاته عنا، لكي تكون الحياة الأبدية. ولقد جاء السيد المسيح إلي العالم، لكي يبذل.. لكي يبذل نفسه فدية عنا. وفي ذلك قال لتلاميذه:

"إن أبن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، وليذل نفسه فدية عن كثرين" (مر 10: 45).

وأول شيء بذله الرب مجده وسماءه وعظمته، حينما تجسد من أجلنا، وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان.. ثم بذل راحته أيضًا. وطاف يجول في الأرض يصنع خيرًا، وهو ليس له مكان يسند فيه رأسه. (مت 8: 20). وأخيرًا بذل حياته عنا علي الصليب.. وبهذا البذل، عبر عن حبه اللانهائي.. لنا.

وهكذا صارت صورة يسوع المسيح المصلوب، هي أجمل الصور أمام البشرية كلها. أنها صورة الحب الباذل، في أعماق بذله..

إن صورة التجلي علي جبل طابور، وربما لا تجدها في كل مكان صورة المسيح وهو داخل كملك إلي أورشليم.. ولكنك في كل مكان تجد صورة المسيح المصلوب.. لأنها أثمن صورة، أعمق الصور تأثيرًا في النفس. أمامها وقف المهاتما غاندي Gandhi، وبكي.. إنها صورة الحب الكامل، والعطاء. لأنه "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه" (يو 15: 13). ولهذا قال القديس بولس الرسول:

"حاشا لي أن أفتخر، إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل 6: 14).

وكلما ننظر إلي صورة الصليب، نتذكر الحب الإلهي العجيب.. نتذكر إلهنا القوي غير المحدود في قدرته وعظمته، وقد بذل سماءه، وأخلى ذاته، وأخذ صورة عبد، وبذل حياته، وبذل دمه، حبًا للإنسان المحكوم عليه بالموت..

إن أجمل عبارة تكتب علي صورة المسيح المصلوب، هي عبارة "أحب حتى بذل ذاته"..

لقد كتبوا لافتة علي صورة السيد المسيح ، مكتوب عليها "يسوع الناصري ملك اليهود" I N R I ولكن أجمل لافته نكتبها علي صليبه هي "الحب والبذل".. هكذا أحب الله العالم، حتى بذل أبنه الوحيد.. والعظة التي نأخذها من صلب ربنا يسوع المسيح، هي أن نحب وأن نبذل.. لا نحب ذاتنا، إنما نحب الناس، ونحب الله.. لا نحب راحتنا، إنما نحب راحة الناس، مهما كانت راحتنا.

إن كنت لا تحب ولا تبذل فأنت لم تستفيد من صليب المسيح دروسًا ولا استفدت من صليبه قدوة لحياتك..

إن صليب السيد المسيح، يعلمنا أن نحب حتى الموت.. في حبنا لله نفعل هذا. وفي حبنا للناس نفعل هذا "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (يو 3: 18).

وما هو هذا التعبير العملي للحب؟

إنه العطاء والبذل، حتى الموت. نحب المحبة التي تصعد علي الصليب، المحبة التي تصل إلي الموت من أجل من تحبه، أو علي الأقل تكون مستعدة قلبيًا أن تصل إلي الموت وأن تبذل ذاتها. انظروا في التوبة وفي مقومة الخطية، كيف أن الرسول يعاتب أهل العبرانيين ويقول: "لم تقاوموا بع حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4).

أتريد أن تحب الله؟ ينبغي إذن أن تحبه حتى الدم..

تقاوم الخطية حتى الدم. تصعد علي الصليب. تصلب ذاتك "تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24) تصلب العالم داخل قلبك، فلا يتحرك في داخلك. وتصلب ذاتك، فلا تتحرك هذه الذات طالبه أن تظهر. هنا يبلغ الحب غايته. وهنا تفتخر علميًا بصليب ربنا يسوع المسيح، وتقول عنه "هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 6: 4). نتعلم من صليب السيد المسيح، أن نحب وأن نبذل. ولا يمكن أن نحب وأن نبذل إلا إذا أنكرنا ذواتنا.

إن السيد المسيح، قبل أن يبذل ذاته، أخلى ذاته أولًا وأخذ شكل العبد..

إذن إذا أحببت، وأردت أن تبذل، عليك أن تخلى ذاتك أولًا من كل محبتك لنفسك وشعور بذاتك.. أي أن تتواضع، وتأخذ شكل العبد وحينئذ يمكنك أن تبذل..

وثق أن البذل هو التعبير الحقيقي عن الحب:







أبونا إبراهيم أبو الآباء، ظهرت محبته لله بالبذل
فبدأ أولًا بأن ترك من أجل الله عشيرته ووطنه وبيت أبيه، وجال وراء اله متغربًا يعيش في خيمة. ومع ذلك فإن حب إبراهيم لله، لم يظهر في قمته إلا حينما وضع ابنه الوحيد عل المذبح، مع الحطب، وأمسك بالنار وبالسكين، لكيما يقدمه محرقة لله..

هناك عوائق قد تحاول منع الإنسان من البذل:

مثال ذلك: محبة الراحة،محبة الكرامة ومحبة الذات.. أما الحب الحقيقي، فلا يعرف لذاته راحة ولا كرامة إلا في تحقيق محبته. وهكذا يبذل كل شيء لأخل من تحب. يعقوب أبو الآباء، عندما أحب راحيل، بذل من أجلها الشيء الكثير.. تعب من أجلها عشرين سنة تحرقه الشمس بالنهار، والبرد بالليل.. وكانت هذه السنوات في نظره كأيام قليلة من أجل محبته لها. (تك 31: 40)، "تك 29: 20). أن المحبة تستطيع أن تعمل الأعاجيب. المحبة تحتمل كل شيء، وتبذل كل شيء.

إن كنت لا تستطيع أن تبذل، فأنت إذن تحب ذاتك، وليست تحب غيرك..

وإن عاقتك الكرامة عن البذل، فأنت إذن تحب الكرامة أكثر وهكذا أيضًا إن عاقتك محبة الحياة، أو محبة الحرية.. حينما أحب دانيال الرب، لم يجد مانع من أن يلقي في جب الأسود الجائعة، ولم يمنعه الخوف، ولم ير حياته أغلي من الحب.

كان الحب في قلب دانيال، أقوى من الخوف، وأغلي من الحياة.

و الثلاثة فتية بالمثل في محبتهم لله، لم يجدوا مانعًا من أن يلقوا في أتون النار. استهانوا بالنار وبالموت وبالحياة، لأجل الله، والقديس بولس الرسول، قال في التعبير عن محبته للمسيح: "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح" و"ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربي" (في 3: 6-8).

وهنا نجد البذل، بكل رضى، بغير ندم علي شيء..

بل بكل زهد في ما يبذله، كأنه نفاية وخسارة.. أن صليب المسيح، يعلمنا بذل الذات في حب.. ولكن بذل الذات قد يحتاج إلي تدريب أخرى تسبقه. فقد يتدرب الإنسان الروحي علي أن يبذل أولًا من خارج ذاته، من ماله وعطاياه مثلًا، قبل أن يبذل ذاته.

وحقًا أن الذي لا يستطيع أن يبذل ما هو خارج ذاته، كيف يمكنه أذن أن يبذل ذاته؟

إن كنت لا تستطيع أن تعطي مالك للرب، أو عشورك وبكورك، فكيف يمكنك تعطيه عمرك وحياتك؟! كيف يمكنك أن تعطيه دمك؟! كيف..؟! وأن كنت لا تستطيع أن تعطيه الحياة كلها؟! في عصر الاستشهاد، لكي تدرب الكنيسة أولادها علي حب الموت ولقائه، دربتهم أولًا علي الزهد في الماديات، وترك الأملاك والمقتنيات، وترك الأهل والبيت، فكان "الذين يستعملون العالم كأنهم لا يستعملونه، والذين يشترون كأنهم لا يملكون، والذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو 7: 29- 31) لكي يثق الكل بأن "هيئة العالم تزول" وتضع الكنيسة في آذان أولادها في كل قداس قول الرسول "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.. فالعالم يمضي وشهوته معه" (1يو 2: 15، 17). أن الذي يزهد في العالم وما فيه، يستطيع أن يبذل الحياة من أجل الله. الذي يقول "مملكتي ليس من هذا العالم" مشتهيًا أن يملك مع المسيح في الأبدية، هذا يستطيع أن يبذل ذاته من آجل أخوته ومن آجل الرب

أما الذي لا يستطيع أن يبذل القليل، فكيف يمكنه أن يبذل الكثير؟! وكيف يستطيع أن يبذل الكل؟!

كيف يتمثل بالسيد المسيح الذي بذل الكل.. الذي بذل المجد وبذل الراحة، وعاش بلا لقب ولا مركز رسمي، وبلا مال وبلا مرتب.. ثم بذل دمه عن الحياة العالم كله، لكي نحيا نحن بموته، ونحيا بمحبته لنا..

كان السيد المسيح يعطي باستمرار قبل إعطاء ذاته علي الصليب.

كانت محبته تجول وسط الناس تعطيهم حنانًا وحبًا وشفقة. كانت تعطي البعض شفاء، والبعض عزاء والبعض طعامًا. كانت تنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق، وتعمل كل حين لأجل راحة الكل. ولكن كل هذا لم يكن يكفي..

كان ينتظر من المحبة أن تعطي ذاتها، أن تصعد علي الصليب، وتنضح بدمها علي البشرية، من قمة الفداء العالمية.

وسار السيد المسيح إلي الجلجثة، ليقدم ذاته ذبيحة حب. كان يمثل المحبة متجسدة، والمحبة باذلة. وتعجب الشيطان من هذا الحب، وثار عليه بكل قوته. وجميع كل قواته ليمنع محبه الرب من أن يصل إلي قمتها علي الصليب، بكل حيلة وبكل عنف..

وإذا بمياه كثيرة أحاطت بهذه المحبة التي تتقد نارًا.

مياه كثيرة.. كالاستهزاء، والإهانة، والتهكم، والتحدي بتلك العبارة الماكرة المحتفزة "لو كنت ابن الله، انزل من علي الصليب" أو بنفس المعني "خلص آخرين، أما نفسه فلم يستطيع أن يخلصها"..

ولكن محبة ربنا لنا، كانت أقوي من محاولات الاستفزاز.

وأنتصر الرب في المعركة. صمد أمام كل هذا التحدي والتهكم، لكيما يخلصنا من حكم الموت، واضعًا أمامه هدفه الذي جاء من أجله، أن يموت عنا لكي نحيا بموته. وهكذا ظلت محبته تصعد إلي قممها إلي الصليب والألم والعذاب، وتدوس في طريقها، كل عقبة، إلي أن وصلت إلي أعلي قمة لها وهي الفداء، فتكللت بمجد عجيب لا يوصف..

وصار الصليب رمزًا للحب، وبالتالي للفداء والعطاء.

فعلي الصليب أعطي السيد المسيح للعالم كله وثيقة العتق، وقدم له فداء كاملًا، وتكفيرًا عن خطاياه.. وعلي الصليب أعطي اللص اليمين وعدًا بان يكون معه في الفردوس، وأعطي لصالبيه -إن تابوا- غفرانا وتنازلًا عن حقه تجاه ظلمهم. وعلي الصليب أعطي يوحنا الحبيب أمًا روحية هي العذراء مريم. وأعطي السيدة العذراء أبنا هو يوحنا.. وعلي الرغم من آلام الرب علي الصليب، كانت أفكاره ليست مركزه في آلامه وفي ذاته، إنما في خلاص الناس وتقديم ثمن العدل الإلهي للآب.

وصارت أبصارنا معلقة في هذا الصليب وعطائه:

الصليب الذي يعطي غفرانًا وخلاصًا، وحياة، ورجاء أكيدًا في الأبدية السعيدة.. الصليب الذي يعطي صورة مثالية للعطاء وللبذل، ولنكران الذات وإخلائها.. بلا حدود.. الصليب الذي أعطانا صورة لمن يعطي وهو في عمق آلام الجسد، ولكن في عمق محبة الروح.. ويعطي إلي آخر قطرة تسفك من جسده، في الوقت الذي لا يقدم فيه العالم أي عطاء.. إلا دموع عزيزة كانت تسكبها قلوب محبة. وكانت لها قيمتها عند الرب.. فليعطينا الرب بركة صليبه، وليعطينا أن نتدرب علي الحب والبذل، وأن نحب الإعطاء أكثر من الأخذ. وليعطينا أن ننمو في هذا العطاء ونظل ننمو حتى نعطي أرواحنا لأجله له القوة والمجد والبركة والعزة إلي الأبد آمين.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025