18 - 09 - 2013, 07:54 PM | رقم المشاركة : ( 3911 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نتابع شروط الخلاص بدم المسيح ************************** نتابع: 3- الأسرار الكنسية اللازمة للخلاص ==================== + سر المسحة المقدسة + سر الإفخارستيا "التناول" + سر التوبة تكلمنا عن سر الإفخارستيا "التناول" سنتكلم الان عن: + سر التوبة: -------------- هل تلزم التوبة للخلاص..؟ نعم بل انه بدون التوبة لا يكون لك خلاص.. لعلك تسأل: كيف هذا..؟ إنني آمنت وتعمدت وتبررت.... نعم انك قد تعمدت، ونجوت من الخطيئة الأصلية، ولكن ماذا عن خطاياك الفعلية التي ترتكبها كل يوم، أين تهرب منها؟ وكيف تهرب منها؟ هل الإيمان والمعمودية يجعلانك لا تخطئ بعدهما أبدآ؟! كلا بلا شك. هوذا يوحنا الرسول يقرر بأنه (إن قلنا إنه ليس لنا خطيئة نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1 يو 1: . وذلك لأنه (ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله) (مت 19: 17). لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع 3: 2) وليس أحد بلا خطيئة ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض كما نصلى في أوشية الراقدين.. فماذا نقول عن هذه الخطايا كلها..؟ كيف يخلص منها الإنسان..؟ أليس بالتوبة..؟ لعل أحد يهمس في أذنك قائلا: (آمن فقط.. آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك).. ! إن هذه الآية أيها الأخ الحبيب قد قلناها فيما مضى قبل المعمودية. أما عن خطاياك بعد المعمودية فينصحك بخصوصها يوحنا الرسول قائلًا : (إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم) (1يو 1: 9). وعنها يقول الكتاب: (من يكتم خطاياه لا ينجح.. ومن يقر بها ويتركها يرحم) (أم 28: 13).. من أجل هذا وضعت لنا الكنيسة المقدسة سر التوبة. فما دام الإنسان المؤمن معرضًا للسقوط في كل وقت، ومعرضًا للهلاك بخطيئته على الرغم من إيمانه، وما دام الإنسان في حرب دائمة ضد الخطيئة كثيرًا ما يزل فيها ويعثر ويسقط كل يوم، لذلك وضع الله لنا التوبة نتجدد بها ونتطهر ونغتسل من خطيتنا. والتوبة عمل لا ينكر أحد من البروتوستانت أهميته ولزومه ويدخل في التوبة الندم والنوح والاعتراف والعزيمة على ترك الخطيئة، وكلها أعمال. لا أقول أنه بالتوبة وحدها يخلص الإنسان، فالتوبة بدون دم المسيح لا فائدة منها. ولكنى أقول أن التوبة تجعل الإنسان مستحقًا لأن يغتسل ويتطهر بدم المسيح فيخلص. دم المسيح مثل كنز عظيم، ولكننا نقترب إليه بالتوبة، ونأخذ منه فنغتني. أما إذا لم نستعمل التوبة، فان الكنز يبقى كنزا محتفظًا بقيمته، ونبقى نحن بعيدين عنه، فقراء نهلك جوعًا. حنان الأب موجود، والثوب الجديد موجود والعجل المسمن موجود، ولكن على الابن الضال أن يقترب إلى الآب بالتوبة ليحظى بكل هذه..فلنعترف إذن بأن: (الله أعطى الأمم التوبة للحياة) (أع 18). إن أهمية التوبة يوضحها قول السيد المسيح له المجد: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). فهذه الآية تدل على أن التوبة وسيلة للخلاص تنجى من الهلاك، وتدل أيضا على أنه بدون التوبة يهلك الإنسان الخاطئ. (فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل) (أع 17: 30). وليس أن يتوبوا فقط، وإنما يتبع ذلك أيضًا أن يعملوا (أعمالا تليق بالتوبة) (أع 26: 20). هذه التوبة ينادى بها الرسل والقديسين كوسيلة للخلاص من الهلاك المعد للخطاة. فبطرس الرسول يقول عن الله أنه (يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ) (2 بط 3: 9) فهنا مقابلة بين التوبة والهلاك، تعنى أن من يقبل إلى التوبة يخلص وينجو من الهلاك، والعكس بالعكس.. وبولس الرسول يشرح الغضب المعد لغير التائبين الذين يتعرضون لدينونة الله العادلة فيقول: (أم تستهين. بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنه من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا ليوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رو 2: 4-6). هذه التوبة لم يطلبها الله من الأمم فقط ومن غير المؤمنين، وإنما طلبها أيضا في سفر الرؤيا من ملائكة كنائس آسيا. فقال لملاك كنيسة أفسس (فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأولى. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب) (رؤ 2: 16) وقال لملاك كنيسة ساردس: (فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب. فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3). وقال أيضًا لملاك كنيسة لاوديكيا: (كن غيورًا وتب ) (رؤ 3: 19). لا تظن يا أخي إن خطية آدم وحده هي التي كانت تستحق الموت. وإنما عموما أجرة الخطيئة هي موت. وكل خطية ترتكبها بعد معموديتك يمكن أن تكون سببًا في هلاكك إن لم تتب. وسر التوبة في الكنيسة يسمى أيضا سر الاعتراف. فأنت تحتاج أن تأتى وتقر بخطاياك لكي تأخذ عنها حلًا من الكاهن فتغفر لك. وقد مارست الكنيسة المقدسة سر الاعتراف منذ البدء. ففي أيام الرسل يقول الكتاب: (كان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم) (أع 19: 18) وحتى قبل الرسل يقول الكتاب عن يوحنا المعمدان: (واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم، (مت 3: 6). في طريق خلاصك إذن، ليتك تستفيد من قول السيد المسيح لتلاميذه: (.. اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) (يو 20: 22، 23). |
||||
18 - 09 - 2013, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 3912 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نتابع شروط الخلاص بدم المسيح ************************** تكلمنا عن: 1- الإيمان 2- المعمودية 3- الأسرار الكنسية اللازمة للخلاص بقى ان تنكلم عن: 4- الأعمال الصالحة : ============ أعمال الإنسان أما صالحة وأما شريرة. فالأعمال الشريرة تهلك الإنسان وتفقده خلاصه. أما الأعمال الصالحة فهي لازمة للخلاص. عدم وجودها يدل على أن الإيمان ميت، وعلى أنه لا ثمرة له. ولكن الأعمال الصالحة وحدها لا تكفى للخلاص بدون إيمان وبدون معمودية وبدون استحقاقات دم المسيح. هذه الأعمال الصالحة هي ثمرة الإيمان وبرهان على وجود الإيمان، وبها نكمل الإيمان، وقد طلب الله هذه الأعمال الصالحة وأمر بها، وحدد عقوبات على من يهملها. وستكون الدينونة في اليوم الأخير بحسب الأعمال. إن الأعمال الصالحة لا يتم الخلاص بسببها، ولكنه لا يتم بدونها. فالخلاص لا يكون إلا بدم المسيح وحده، ولكن الأعمال تؤهل لاستحقاق هذا الدم. على أنه يلزمنا أن نوجه الانتباه إلى أمر هام جدًا وهو أن أعمال الإنسان الصالحة تحتاج إلى مؤازرة من النعمة. فقد قال المسيح له المجد: (بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا) (يو 15: 5) فأعمالنا الصالحة هي نتيجة لاشتراك إرادتنا مع عمل الروح القدس فينا. إن نصوص الكتاب المقدس التي تقلل من قيمة الأعمال، هذه أما أن يكون المقصود منها هو أعمال الناموس كالختان والممارسات الطقسية وحفظ الأيام والشهور وما إلى ذلك و اما أن يكون المقصود منها هو مهاجمة الأعمال غير المبنية على دم المسيح وفدائه. كأعمال غير المؤمنين والوثنيين.. الخ.. أما أعمال بدون إيمان. أو أعمال سابقة على الإيمان. الأعمال الشريرة تؤدي إلى الهلاك:- ............................................. وهذا أمر طبيعي. لأن الله كما انه كامل في رحمته، كذلك الأمر هو أيضًا كامل في عدله. وما دامت (أجرة الخطيئة هي موت) (رو 6: 23). فلابد أن ينال الخاطئ عقوبة خطيئته. حقيقي أن المسيح قد مات عنا، ولكن لا يتمتع باستحقاق موت المسيح سوى التائبين. وإلا كان هذا الخلاص المجاني بابًا مفتوحًا للاستهتار والفساد، وتصريحًا بارتكاب الخطيئة دون خوف من عقوبتها، اعتمادًا على دم المسيح وكفارته التي وفت كل شيء!!! لذلك يقول بولس الرسول في هذا المعنى: "فماذا نقول..؟" أنبقى في الخطيئة لكي تكثر النعمة؟! حاشا. نحن الذين متنا عن الخطيئة، كيف نعيش بعد فيها؟! إّن لا تملكن الخطيئة في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته) (رو 6: 10-12). ويتابع بولس الرسول في حديثه فيقول: فماذا إذن أنخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟! حاشا. ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدًا للطاعة أنتم عبيد للذي تطيعونه. أما للخطيئة للموت أو للطاعة للبر) (رو 6: 15، 16). وفى هاتين الآيتين بين لنا الرسول أننا لو أطعنا الخطيئة -ونحن تحت النعمة- فإنها تكون طاعة للموت. وما دامت للموت، فمعناها فقداننا للحياة الأبدية التي لنا في المسيح يسوع. ما أهم هذه الآيات، وخاصة لأنها كلام الوحي على لسان بولس الرسول الذي هو أكبر رسول يعتمد عليه البروتستانت في موضوع النعمة والتبرير بالإيمان. وأيضًا لأنها آيات من الرسالة إلى رومية وهى الرسالة الأولى والأساسية التي يعتدون عليها في هذا الموضوع (انظر أيضًا غلا 2: 17). ما أكثر نصوص الكتاب التي تدل على أن الأعمال الشريرة تؤدى إلى الهلاك. · (غل 5: 19 – 21): (وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنا، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي سبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أن الذين يفعلون هذه لا يرثون ملكوت الله). إذن فالإيمان مع مثل هذه الأعمال الشريرة – لا يفيد شيئًا ولا يخلص وحده الإنسان.. (أف 5: 5، 6): (فإنكم تعلمون هذا، إن كل زان أو نجس أو طماع الذي هو عابد للأوثان، ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله. لا يغركم أحد بكلام باطل، لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية). · (1كو 6: 9، 10): (2م لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا. لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاعجو ذكور، ولا سارقون، ولا شتامون، ولا خاطفون، يرثون ملكوت الله. · (عب 13: 4): (أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله).. هذه آيات صريحة يقدم بها بولس الرسول ما يزيد عن عشرين عملا تغلق ملكوت الله أمام المؤمن اذا أخطأ.. ويتحدث بولس الرسول -رسول النعمة والتبرير- بعنف شديد في رسالته إلى العبرانيين فيقول: (فانه ان أخطانا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين). (فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة.. فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب، وأيضًا الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع في يدى الله الحى). ونفس المعنى الموجود في الآيتين الأولين يقول في شدة ما يشبهه في موضوع آخر من الرسالة (عب 6: 4-8): · (رو1: (لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم). (كو 3: 5، 6) (فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الرديئة، الطمع الذي هو عبادة الأوثان. الأمور التي من أجلها غضب الله على أبناء المعصية). · (2تس 1: 8، 9): (.. معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح، الذي سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه الرب). نلاحظ هنا أنه جعل الهلاك الأبدى عقوبة للأمرين معًا: ترك الإيمان، وترك الأعمال. فعبارة (الذين لا يعرفون الله) خاصة بعدم الإيمان، وعبارة (الذين لا يطيعون الانجيل) خاصة بترك الأعمال. · (رو 2: 8-10): (وأما الذين هم من أهل التحزب ولا يطاعون للحق بل يطاعون للاثم، فسخط وغضب. شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر، اليهودى أولا ثم اليونانى. ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح، اليهودى أولا ثم اليونانى) نلاحظ هنا أيضًا ليس فقط عقوبة الأعمال الشريرة، بل أيضا مكافأة الأعمال الصالحة. أوردنا آيات من عقوبة الخطيئة، وكيف أن المؤمن إذا أخطأ يهلك بخطيئته. وإن الأعمال الشريرة تجعل الذي يخطئ لا يرث ملكوت الله، ويقع عليه غضب الله، ويعتبر من أبناء المعصية، ويتعرض لدينونة مخيفة، وغيرة نار تاكله، ويعاقب بهلاك أبدى من وجه الرب، وتقع على نفسه شدة وضيق، ويدينه الله. وكل هذا ذكره بولس الرسول، الذي تحدث باسهاب عن النعمة والتبرير بالإيمان. وقد بدأنا وذكرنا هذه الآيات حتى على ضوئها نفهم الآيات الخاصة بالنعمة والإيمان التي ذكرها بولس الرسول نفسه.. حتى لا يبدو لأحد أن لبولس الرسول تعليمًا آخر، وإنما هو أيضًا علم -في كل رسالة تقريبًا- بأن الخطايا تغلق ملكوت السموات.. بل أنه علم كذلك بأن الأعمال الشريرة تلغى عمل الإيمان، فقال في رسالته إلى تيطس: (يعترفون بأنهم يعرفون الله، ولكنهم بالأعمال ينكرونه، إذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفضون). |
||||
18 - 09 - 2013, 08:15 PM | رقم المشاركة : ( 3913 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دعوة المسيح ...أتبعني
دعوة المسيح ...أتبعني لأتباعه وشروطها كانت دعوة المسيح غاية في البساطة وهي {اتبعني}، وقد طلب من الجميع، رجالاً نساءً، ولاءهم الشخصي، ودعاهم أن يتعلموا منه وأن يطيعوا كلامه، وأن يلموا بدعواه وحركته. ولكن لا اتباع بدون التخلي عن عزيز. اتباع المسيح معناه أن نعتبر أن ولاءنا له يفوق أي ولاء آخر. وفي أيام تجسده قصد أن يكون الولاء حرفياً، فقد ترك سمعان واندراوس شباكهما وتبعاه، أما يعقوب ويوحنا{فتركا أباهما زبدي مع الأجرى وذهبا وراءه}.وها متى لما سمع دعوة المسيح عندما كان جالساً في مكان الجباية{ترك كل شيء وقام وتبعه} (مرقس ١٦:١ – ٢٠؛ لوقا ٢٧:٥ – ٢٨). ومن حيث المبدأ، فإنه لم تتغير دعوة الرب يسوع حتى اليوم. فهو لا يزال يقول {اتبعني}، ويضيف أيضاً: {فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً} (لوقا ٣٣:١٤). ومع أن المسيحيين، بصورة عامة، لا يعتقدون بحرفية التخلي عن بيوتهم وأعمالهم، إلا أنهم يعتبرون واجباً ملحاً أن يكون لهم التسليم القلبي للمسيح، فلا يسمحوا لعواطفهم العائلية ومطامعهم الدنيوية أن تنافس المسيح على احتلال المركز الأول في قلوبهم. واسمحوا لي أن أتكلم بأكثر صراحة ووضوح عن الترك الذي لا يمكن أن نفصله عن اتباع يسوع المسيح. أولاً: يجب ترك الخطية وبعبارة أخرى هذا ما نسميه: {التوبة} وهو الجزء الأول من التجديد أو التغيير المسيحي، ولا يمكن التغاضي عنه بتاتاً. فالتوبة والإيمان يسيران جنباً إلى جنب، ولن نستطيع أن نتبع يسوع دون أن نترك الخطية. زد على ذلك أن التوبة هي رجوع أكيد عن كل تفكير أو كلام أو عمل أو عادة خاطئة. فلا نكتفي بالشعور بوخزات الضمير أو طلب الغفران من الله، وإنما في الأساس، التوبة أمر لا علاقة له بالعاطفة ولا بالكلام، ولكنها تغيير داخلي في الفكر والموقف إزاء الخطية، يقودنا إلى تغيير في التصرف والسلوك. ولا مجال للتساهل والمساومة هنا، فقد توجد في حياتنا خطايا، نظن أنه لا يمكن التخلي عنها أو تركها أبداً، ولكن ينبغي أن نكون مستعدين لتركها، ونحن نصرخ إلى الله طالبين النجاة والخلاص منها. فإن كنت في ريب بما هو صواب وبما هو خطأ، وعما يجب أن تتركه، وعما يلزم إبقاؤه، فلا تتقيد بمعتقدات رفاقك المسيحيين وبعاداتهم، بل اتبع تعليم الكتاب المقدس الواضح، واسمع صوت ضميرك، وبالطبع سيقودك المسيح في طريق البر. وإذا طلب منك أن تتخلى عن أي شيء اتركه في الحال، وقد يكون هذا الشيء صداقة أو تسلية أو نوعاً من الكتب التي تقرأها أو موقف كبرياء أو حسد أو كره أو روح عدم التسامح الخ. كن حازماً في موقفك، وتذكر ما علم به المسيح قائلاً: { إن أعثرتك عينك فاقلعها... وإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها } . وقد تتضمن التوبة أحياناً، التعويض أو رد المسلوب، ذلك لأن بعض خطايانا تؤثر على غيرنا من الناس، كما تؤثر على الله. إن خطايانا تجرح الله، ولا يمكن لأي عمل صالح نعمله، أن يشفي الجرح، بل وحده موت مخلصنا يسوع المسيح الكفاري يستطيع هذا. وفي حال كانت خطايانا قد ألحقت أذى بآخرين، يمكننا أن نساعد في إصلاح الضرر، وحيث نقدر، يجب أن نفعل. ها كم زكا رئيس العشارين، قد رد من الأموال أكثر من التي سرقها من الناس. وليعوض عن السرقات التي ارتكبها ولم يرجعها، وعد أن يعطي نصف ماله للمساكين. وجدير بنا أن نتبع مثاله، فقد نكون مدينين بمال، أو وقت، أو إشاعات نشرناها، أو مقتنيات أخذناها ولم نرجعها، أو اعتذارات، أو علاقات محطمة تحتاج إلى إصلاح. ولا أظنه مرضياً أمام الله، أن ننحو إلى الهواجس والوساوس بهذا الشأن، ونضيع وقتاً في البحث عن أخطاء تافهة في السنين الماضية لنعتذر عنها الآن، أو عن هفوات وإساءات ضد أناس نسوها، لكن المقصود أنه يجب أن نكون عمليين في هذا الواجب. ثانياً: يجب نكران الذات رغبة منا في اتباع المسيح، يجب علينا لا أن نترك الخطايا فحسب بل أن نتخلى عن مبدأ الأنانية – أنا – التي تكمن في جذور أعمال الخطية. إنّ اتباع المسيح معناه تسليمه كل الحق للإشراف على حياتنا الخاصة، متنازلين عن عرش قلوبنا، واضعين الصولجان في يده وتاجنا فوق رأسه، نتوجه ملكاً لنا. إن ترك النفس هذا، وصفه يسوع في هذه العبارات: 1. العبارة الأولى إنكار النفس: {إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه}. والكلمة {ينكر} هي عينها التي ذكرت في إنكار بطرس للرب، في بيت رئيس الكهنة وقت المحاكمة. يجب أن نتنكر لأنفسنا كما تنكر بطرس لسيده وأنكره قائلاً: {أنا لا أعرف الرجل}. إنكار النفس لا يعني حرمانها من أي شيء، بل حرمانها من نفسها، أي أن تقول {لا} للنفس و {نعم} للمسيح، أن ترفض النفس وتنكرها، وتعترف بالمسيح. 2. والعبارة الثانية هي {ويحمل صليبه} {إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني}. لو عشنا في فلسطين، في أيام السيد المسيح، ورأينا إنساناً يحمل الصليب لعرفنا في الحال أنه سجين يقاد إلى مكان الإعدام. ولعل ما قاله الأستاذ {هـ.ب. سويت}، في تفسيره لإنجيل مرقس عن {حمل الصليب} يلقي ضوءاً لنا. قال: {حمل الصليب معناه أن يضع الإنسان نفسه مكان إنسان مدان في طريقه إلى الإعدام. فالموقف الواجب علينا هو أن نصلب النفس}. ويستخدم الرسول بولس التشبيه المجازي ذاته عندما يقول: {ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات} (غلاطية ٢٤:٥). 3. إن العبارة الثالثة التي استخدمها يسوع لإنكار النفس هي أن {يهلك نفسه}: {من يهلك نفسه... يخلصها}. الكلمة المترجمة {نفس} هنا لا تعني الكيان الجسدي الطبيعي، كما لا تعني أرواحنا، لكنها تعني ذاتنا؛ {أنا}. وهي الشخصية الإنسانية التي تفكر وتشعر وتخطط وتختار. وفي تعبير مشابه ذكره لوقا، نرى يسوع يستخدم الضمير الشخصي ويتكلم عن الغني الغبي الذي خسر نفسه. إذاً فالإنسان الذي يسلم نفسه للمسيح، هو الذي يهلك نفسه، ليس بذوبان شخصيته بل بإخضاع إرادته لإرادة المسيح سيده. لكي نتبع المسيح، يجب أن ننكر نفوسنا، أن نصلبها، أن نهلكها. وها يسوع يضع طلبه مكشوفاً صريحاً، فإنه لا يدعونا لنخضع خضوعاً ناقصاً. بل إلى تسليم تام مطلق ولأن نجعله رباً. من الغرابة بمكان في عصرنا الحاضر، أن البعض يدعي أنه بإمكاننا أن نتمتع بفوائد خلاص المسيح، دون أن نقبله رباً لنا. إن مثل هذا الرأي، لا وجود له في العهد الجديد، فالعبارة {يسوع رب} كانت أقدم قانون إيمان عرفه المسيحيون. وفي الأيام التي فرضت فيها الإمبراطورية الرومانية على رعاياها أن يقولوا: {القيصر رب}، كانت لهذه العبارة خطورتها، أما المسيحيون فلم يرتعبوا أو يتراجعوا، وما كان بإمكانهم أن يعطوا قيصر المكان الأول في قلوبهم وولائهم، لأنهم كانوا يخدمون الإمبراطور يسوع.{ فوق كل رياسة وسلطان وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة. ويعترف كل لسان، إن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب} (فيلبي ١٠:٢ و ١١). إن نجعل المسيح ملكاً معناه أن نضع كل ما في حياتنا الخاصة والعامة، تحت سلطانه، وهذا يشمل عملنا ومستقبلنا. إن لله قصداً وغاية لكل حياة، إذاً فليكن شغلنا الشاغل أن نكتشف هذا القصد ونحققه. وقد يختلف قصد الله فينا عما قصدناه نحن لانفسنا أو قصده لنا والدونا. وإن كان المسيحي عاقلاً وحكيماً حقاً، فلن يفعل شيئاً عن طيش أو تهور، سواء في العمل الذي أعده الله له، أم في ما أعده هو لنفسه. وإن كنا فعلاً قد أخذنا المسيح رباً لنا، ينبغي أن يكون لنا الاستعداد لتقبل ما يجريه في حياتنا من تغيير. فقد يدعونا للخدمة هنا، أو في حقل أجنبي، لذلك وجب أن نكون على استعداد للقبول والطاعة. ولكن لا تتسرع لاكتشاف إرادته. فإن استسلمت لها، وطلبت من الله منتظراً أن يكشفها لك، تأكد أنه سيفعل ذلك في وقته المناسب. ومهما يكن الأمر، فلن يمكن أن يجلس المسيحي عاطلاً بليداً، سواء كان رب عمل أم عاملاً أم حراً، لأن له سيداً في السماء، وقد تعلم كيف يرى قصد الله في عمله، فيعمله من كل القلب{ كما للرب وليس للناس } (كولوسي ٢٣:٣). هناك أشياء أخرى خاصة بنا، يلزم أن تخضع لسيادة يسوع المسيح وسلطانه، إذا سلمنا حياتنا له، ألا وهي المال والوقت. لقد تكلم المسيح كثيراً عن المال وعن خطر الغنى، حتى أن الكثير من تعاليمه بهذا الشأن يبدو مقلقاً. ونرى المسيح أحياناً كما لو كان يوصي تلاميذه، بتحويل ما عندهم من الممتلكات والمقتنيات إلى نقود وأموال، لتوزيعها كلها على الفقراء، وإنه وبدون جدال، يفعل هذا عينه في وقتنا الحاضر، ويدعو أتباعه لهذا العمل نفسه. لكن الأرجح أن وصيته موجهة إلى قلوبهم وداخلهم، والمقصود هو ألا يضعوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، لأن تعاليمه لم تكن حرفية. إن العهد الجديد لم يذكر أن المقتنيات خاطئة في ذاتها، ولكن المقصود هو أننا نضع المسيح أولاً وقبل وفوق المادة والثروة. كما نضعه قبل الربط العائلية، فإننا لا نقدر أن نخدم الله والمال. إن جل قصد المسيح هو أن نكون حريصين على أموالنا وفي الوقت ذاته أن نصرفها بسخاء وبضمير حي؛ لأن المال الذي في أيدينا، ليس لنا، لكنه لله، وما نحن إلا مجرد وكلاء عن الله، فالسؤال الذي يتبادر إلى ذهننا، ليس { كم أعطي للرب من مالي } ؟ بل { كم من مال الرب يجب أن أحتفظ به لنفسي} ؟ لعل الوقت، مشكلة كل إنسان في هذه الأيام! ويجب على المسيحي أن يعيد ترتيب قائمة أفضلياته في الحياة. فإذا كان طالباً، فإن الدراسة ستكون في رأس قائمة الأعمال. ولئن كان المسيحي يعرف عادة، بالاجتهاد والأمانة في العمل لكن عليه أن يعطي وقتاً، في برنامجه المزدحم، للصلاة اليومية ودرس الكتاب المقدس، ولتكريس يوم الأحد للرب يوم عبادة وراحة، وللشركة مع المؤمنين أمثاله، ولقراءة كتب دينية أو للقيام بخدمة مسيحية في الكنيسة أو المجتمع. إن كل هذه الأشياء تدخل في الحسبان، إذا تركنا خطايانا وأنكرنا أنفسنا واتبعنا المسيح. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
||||
18 - 09 - 2013, 08:15 PM | رقم المشاركة : ( 3914 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دعوة المسيح ...أتبعني
دعوة المسيح ...أتبعني لأتباعه وشروطها كانت دعوة المسيح غاية في البساطة وهي {اتبعني}، وقد طلب من الجميع، رجالاً نساءً، ولاءهم الشخصي، ودعاهم أن يتعلموا منه وأن يطيعوا كلامه، وأن يلموا بدعواه وحركته. ولكن لا اتباع بدون التخلي عن عزيز. اتباع المسيح معناه أن نعتبر أن ولاءنا له يفوق أي ولاء آخر. وفي أيام تجسده قصد أن يكون الولاء حرفياً، فقد ترك سمعان واندراوس شباكهما وتبعاه، أما يعقوب ويوحنا{فتركا أباهما زبدي مع الأجرى وذهبا وراءه}.وها متى لما سمع دعوة المسيح عندما كان جالساً في مكان الجباية{ترك كل شيء وقام وتبعه} (مرقس ١٦:١ – ٢٠؛ لوقا ٢٧:٥ – ٢٨). ومن حيث المبدأ، فإنه لم تتغير دعوة الرب يسوع حتى اليوم. فهو لا يزال يقول {اتبعني}، ويضيف أيضاً: {فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً} (لوقا ٣٣:١٤). ومع أن المسيحيين، بصورة عامة، لا يعتقدون بحرفية التخلي عن بيوتهم وأعمالهم، إلا أنهم يعتبرون واجباً ملحاً أن يكون لهم التسليم القلبي للمسيح، فلا يسمحوا لعواطفهم العائلية ومطامعهم الدنيوية أن تنافس المسيح على احتلال المركز الأول في قلوبهم. واسمحوا لي أن أتكلم بأكثر صراحة ووضوح عن الترك الذي لا يمكن أن نفصله عن اتباع يسوع المسيح. أولاً: يجب ترك الخطية وبعبارة أخرى هذا ما نسميه: {التوبة} وهو الجزء الأول من التجديد أو التغيير المسيحي، ولا يمكن التغاضي عنه بتاتاً. فالتوبة والإيمان يسيران جنباً إلى جنب، ولن نستطيع أن نتبع يسوع دون أن نترك الخطية. زد على ذلك أن التوبة هي رجوع أكيد عن كل تفكير أو كلام أو عمل أو عادة خاطئة. فلا نكتفي بالشعور بوخزات الضمير أو طلب الغفران من الله، وإنما في الأساس، التوبة أمر لا علاقة له بالعاطفة ولا بالكلام، ولكنها تغيير داخلي في الفكر والموقف إزاء الخطية، يقودنا إلى تغيير في التصرف والسلوك. ولا مجال للتساهل والمساومة هنا، فقد توجد في حياتنا خطايا، نظن أنه لا يمكن التخلي عنها أو تركها أبداً، ولكن ينبغي أن نكون مستعدين لتركها، ونحن نصرخ إلى الله طالبين النجاة والخلاص منها. فإن كنت في ريب بما هو صواب وبما هو خطأ، وعما يجب أن تتركه، وعما يلزم إبقاؤه، فلا تتقيد بمعتقدات رفاقك المسيحيين وبعاداتهم، بل اتبع تعليم الكتاب المقدس الواضح، واسمع صوت ضميرك، وبالطبع سيقودك المسيح في طريق البر. وإذا طلب منك أن تتخلى عن أي شيء اتركه في الحال، وقد يكون هذا الشيء صداقة أو تسلية أو نوعاً من الكتب التي تقرأها أو موقف كبرياء أو حسد أو كره أو روح عدم التسامح الخ. كن حازماً في موقفك، وتذكر ما علم به المسيح قائلاً: { إن أعثرتك عينك فاقلعها... وإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها } . وقد تتضمن التوبة أحياناً، التعويض أو رد المسلوب، ذلك لأن بعض خطايانا تؤثر على غيرنا من الناس، كما تؤثر على الله. إن خطايانا تجرح الله، ولا يمكن لأي عمل صالح نعمله، أن يشفي الجرح، بل وحده موت مخلصنا يسوع المسيح الكفاري يستطيع هذا. وفي حال كانت خطايانا قد ألحقت أذى بآخرين، يمكننا أن نساعد في إصلاح الضرر، وحيث نقدر، يجب أن نفعل. ها كم زكا رئيس العشارين، قد رد من الأموال أكثر من التي سرقها من الناس. وليعوض عن السرقات التي ارتكبها ولم يرجعها، وعد أن يعطي نصف ماله للمساكين. وجدير بنا أن نتبع مثاله، فقد نكون مدينين بمال، أو وقت، أو إشاعات نشرناها، أو مقتنيات أخذناها ولم نرجعها، أو اعتذارات، أو علاقات محطمة تحتاج إلى إصلاح. ولا أظنه مرضياً أمام الله، أن ننحو إلى الهواجس والوساوس بهذا الشأن، ونضيع وقتاً في البحث عن أخطاء تافهة في السنين الماضية لنعتذر عنها الآن، أو عن هفوات وإساءات ضد أناس نسوها، لكن المقصود أنه يجب أن نكون عمليين في هذا الواجب. ثانياً: يجب نكران الذات رغبة منا في اتباع المسيح، يجب علينا لا أن نترك الخطايا فحسب بل أن نتخلى عن مبدأ الأنانية – أنا – التي تكمن في جذور أعمال الخطية. إنّ اتباع المسيح معناه تسليمه كل الحق للإشراف على حياتنا الخاصة، متنازلين عن عرش قلوبنا، واضعين الصولجان في يده وتاجنا فوق رأسه، نتوجه ملكاً لنا. إن ترك النفس هذا، وصفه يسوع في هذه العبارات: 1. العبارة الأولى إنكار النفس: {إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه}. والكلمة {ينكر} هي عينها التي ذكرت في إنكار بطرس للرب، في بيت رئيس الكهنة وقت المحاكمة. يجب أن نتنكر لأنفسنا كما تنكر بطرس لسيده وأنكره قائلاً: {أنا لا أعرف الرجل}. إنكار النفس لا يعني حرمانها من أي شيء، بل حرمانها من نفسها، أي أن تقول {لا} للنفس و {نعم} للمسيح، أن ترفض النفس وتنكرها، وتعترف بالمسيح. 2. والعبارة الثانية هي {ويحمل صليبه} {إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني}. لو عشنا في فلسطين، في أيام السيد المسيح، ورأينا إنساناً يحمل الصليب لعرفنا في الحال أنه سجين يقاد إلى مكان الإعدام. ولعل ما قاله الأستاذ {هـ.ب. سويت}، في تفسيره لإنجيل مرقس عن {حمل الصليب} يلقي ضوءاً لنا. قال: {حمل الصليب معناه أن يضع الإنسان نفسه مكان إنسان مدان في طريقه إلى الإعدام. فالموقف الواجب علينا هو أن نصلب النفس}. ويستخدم الرسول بولس التشبيه المجازي ذاته عندما يقول: {ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات} (غلاطية ٢٤:٥). 3. إن العبارة الثالثة التي استخدمها يسوع لإنكار النفس هي أن {يهلك نفسه}: {من يهلك نفسه... يخلصها}. الكلمة المترجمة {نفس} هنا لا تعني الكيان الجسدي الطبيعي، كما لا تعني أرواحنا، لكنها تعني ذاتنا؛ {أنا}. وهي الشخصية الإنسانية التي تفكر وتشعر وتخطط وتختار. وفي تعبير مشابه ذكره لوقا، نرى يسوع يستخدم الضمير الشخصي ويتكلم عن الغني الغبي الذي خسر نفسه. إذاً فالإنسان الذي يسلم نفسه للمسيح، هو الذي يهلك نفسه، ليس بذوبان شخصيته بل بإخضاع إرادته لإرادة المسيح سيده. لكي نتبع المسيح، يجب أن ننكر نفوسنا، أن نصلبها، أن نهلكها. وها يسوع يضع طلبه مكشوفاً صريحاً، فإنه لا يدعونا لنخضع خضوعاً ناقصاً. بل إلى تسليم تام مطلق ولأن نجعله رباً. من الغرابة بمكان في عصرنا الحاضر، أن البعض يدعي أنه بإمكاننا أن نتمتع بفوائد خلاص المسيح، دون أن نقبله رباً لنا. إن مثل هذا الرأي، لا وجود له في العهد الجديد، فالعبارة {يسوع رب} كانت أقدم قانون إيمان عرفه المسيحيون. وفي الأيام التي فرضت فيها الإمبراطورية الرومانية على رعاياها أن يقولوا: {القيصر رب}، كانت لهذه العبارة خطورتها، أما المسيحيون فلم يرتعبوا أو يتراجعوا، وما كان بإمكانهم أن يعطوا قيصر المكان الأول في قلوبهم وولائهم، لأنهم كانوا يخدمون الإمبراطور يسوع.{ فوق كل رياسة وسلطان وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة. ويعترف كل لسان، إن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب} (فيلبي ١٠:٢ و ١١). إن نجعل المسيح ملكاً معناه أن نضع كل ما في حياتنا الخاصة والعامة، تحت سلطانه، وهذا يشمل عملنا ومستقبلنا. إن لله قصداً وغاية لكل حياة، إذاً فليكن شغلنا الشاغل أن نكتشف هذا القصد ونحققه. وقد يختلف قصد الله فينا عما قصدناه نحن لانفسنا أو قصده لنا والدونا. وإن كان المسيحي عاقلاً وحكيماً حقاً، فلن يفعل شيئاً عن طيش أو تهور، سواء في العمل الذي أعده الله له، أم في ما أعده هو لنفسه. وإن كنا فعلاً قد أخذنا المسيح رباً لنا، ينبغي أن يكون لنا الاستعداد لتقبل ما يجريه في حياتنا من تغيير. فقد يدعونا للخدمة هنا، أو في حقل أجنبي، لذلك وجب أن نكون على استعداد للقبول والطاعة. ولكن لا تتسرع لاكتشاف إرادته. فإن استسلمت لها، وطلبت من الله منتظراً أن يكشفها لك، تأكد أنه سيفعل ذلك في وقته المناسب. ومهما يكن الأمر، فلن يمكن أن يجلس المسيحي عاطلاً بليداً، سواء كان رب عمل أم عاملاً أم حراً، لأن له سيداً في السماء، وقد تعلم كيف يرى قصد الله في عمله، فيعمله من كل القلب{ كما للرب وليس للناس } (كولوسي ٢٣:٣). هناك أشياء أخرى خاصة بنا، يلزم أن تخضع لسيادة يسوع المسيح وسلطانه، إذا سلمنا حياتنا له، ألا وهي المال والوقت. لقد تكلم المسيح كثيراً عن المال وعن خطر الغنى، حتى أن الكثير من تعاليمه بهذا الشأن يبدو مقلقاً. ونرى المسيح أحياناً كما لو كان يوصي تلاميذه، بتحويل ما عندهم من الممتلكات والمقتنيات إلى نقود وأموال، لتوزيعها كلها على الفقراء، وإنه وبدون جدال، يفعل هذا عينه في وقتنا الحاضر، ويدعو أتباعه لهذا العمل نفسه. لكن الأرجح أن وصيته موجهة إلى قلوبهم وداخلهم، والمقصود هو ألا يضعوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، لأن تعاليمه لم تكن حرفية. إن العهد الجديد لم يذكر أن المقتنيات خاطئة في ذاتها، ولكن المقصود هو أننا نضع المسيح أولاً وقبل وفوق المادة والثروة. كما نضعه قبل الربط العائلية، فإننا لا نقدر أن نخدم الله والمال. إن جل قصد المسيح هو أن نكون حريصين على أموالنا وفي الوقت ذاته أن نصرفها بسخاء وبضمير حي؛ لأن المال الذي في أيدينا، ليس لنا، لكنه لله، وما نحن إلا مجرد وكلاء عن الله، فالسؤال الذي يتبادر إلى ذهننا، ليس { كم أعطي للرب من مالي } ؟ بل { كم من مال الرب يجب أن أحتفظ به لنفسي} ؟ لعل الوقت، مشكلة كل إنسان في هذه الأيام! ويجب على المسيحي أن يعيد ترتيب قائمة أفضلياته في الحياة. فإذا كان طالباً، فإن الدراسة ستكون في رأس قائمة الأعمال. ولئن كان المسيحي يعرف عادة، بالاجتهاد والأمانة في العمل لكن عليه أن يعطي وقتاً، في برنامجه المزدحم، للصلاة اليومية ودرس الكتاب المقدس، ولتكريس يوم الأحد للرب يوم عبادة وراحة، وللشركة مع المؤمنين أمثاله، ولقراءة كتب دينية أو للقيام بخدمة مسيحية في الكنيسة أو المجتمع. إن كل هذه الأشياء تدخل في الحسبان، إذا تركنا خطايانا وأنكرنا أنفسنا واتبعنا المسيح. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
||||
19 - 09 - 2013, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 3915 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
باب الرحمة... صنع أحد المصممين نموذجا لباب أسماه باب الرحمة ... وهو باب من ذهب ... وجاء جمهور من الفنانين يناقشون عمله ... وكان من بينهم نجار محترف قال النجار لمصمم الباب :" بابك عريض جدا وما هكذا تصنع الأبواب !"... .قال الفنان :" أعلم ذلك , ولكن باب الرحمة ليس ككل الأبواب ... ,إنه واسع وعريض ليتسع لكل القادمين إليه " . ضحك النجار وقال ساخرا :" ولكنه قصير حتى أن الإنسان العادي لا يستطيع أن يدخله " . اجاب الفنان : " هذا الباب لا يستطيع أن يدخله إلا المتواضعون , الذين يعبرونه راكعين ساجدين بلا ترفع أو كبرياء " . قال النجار : " ولماذا لم تصنع له مفتاحا ككل الأبواب " . اجاب الفنان : " لأنه مفتوح دائما " .تعجب النجار وقال :" و لماذا هذه المزاليج والأقفال من الداخل؟! " . قال الفنان :" لانه سيأتي يوم فيه يغلق باب الرحمة ,في وجه الرافضين الرحمة " |
||||
19 - 09 - 2013, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 3916 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نتابع شروط الخلاص بدم المسيح ************************** نتابع: ... 3- الأسرار الكنسية اللازمة للخلاص ==================== + سر المسحة المقدسة + سر الإفخارستيا "التناول" + سر التوبة تكلمنا عن سر المسحة المقدسة سنتكلم الان عن: + سر الإفخارستيا "التناول" ------------------------------ لكي ندرك أهمية التناول من جسد الرب ودمه، يكفى من باب الاختصار أن نذكر قول المسيح: (الحق الحق أقول لكم! إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير.. من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه) (يو 6: 53-58). هنا نرى الحياة الأبدية متعلقة بالتناول من جسد الرب، بحيث أن الذي لا يتناول لا تكون له حياة، أي يهلك.. أتسأل بعد هذا عن لزوم التناول للخلاص؟ ! إن كنا أرثوذكس ونؤمن بالإيمان الأرثوذكسي، فنحن إذن نؤمن بما نقوله في القداس الإلهي عن جسد الرب الذي نتناوله: (يعطى عنا خلاصًا وغفرانا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) أيسأل أحد ويقول: (هل ممكن الخلاص بدون تناول؟ أقول كلا، لا يمكن. لأن جسد الرب يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه. فكيف نشرح هذا من الناحية اللاهوتية..؟ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ إن المعمودية قد خلصتك من الخطيئة الأصلية، وهذا هو الخلاص الأول الذي نلته. والمعمودية قد صيرتك ابنا لله وجعلتك مستحقًا لنوال استحقاقات الدم. ولكنك في كل يوم تخطئ، وتحتاج أن تمحى خطيئتك بالدم (إن قلنا أنه ليس لنا خطيئة، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو 1: أنت إذن في كل يوم تخطئ وتحتاج إلى جسد المسيح المذبوح عنك. تحتاج إلى الذبيحة المقدسة كفارة لخطاياك. وما الذبيحة المقدسة في سر الافخارستيا سوى امتداد لذبيحة المسيح. لذلك لا يمكن أن تخلص من خطاياك بدونها، هذه التي تعطى عنا خلاصًا وغفرانا للخطايا. كما أن بها نثبت في الرب كما قال. قد يأتيك إنسان ويقول لك: أتريد أن تخلص..؟ اطرح نفسك تحت قدمي المسيح، وقل له: اقبلني يا يسوع!! هذا الكلام يا إخوتي يحتاج إلى إجراءات تنفيذية.. أتريد أن يقبلك المسيح..؟ هناك طريق للخلاص يقبلك به: تموت مع المسيح وتدفن معه بالمعمودية فيقبلك. تمسح بالروح القدس فيقبلك. تأكل جسده وتشرب دمه لكي تثبت فيه وبهذا يقبلك. تعترف بخطاياك فيقبلك.. هذا هو الطريق العملي الذي يقبلك بها الرب. أما أن تطلب منه قبولك دون أن تسير في طريقه الذي رسمه، فهذا كلام غير لائق. وبالمثل نقول عن عبارة (سلم حياتكم ليسوع)..! ما أسهل أن يلفظ إنسان مثل هذا الكلام، وما أصعب أن ينفذه..! هل تظنون تسليم الحياة شيء هين؟! إن كل جهادنا الروحي يتركز في هذه العبارة (تسليم الحياة)! ففيها يسلم الإنسان إرادته للرب، ويسلم قلبه وعواطفه، ويسلم الإنسان إرادته للرب، ويسلم قلبه وعواطفه، ويسلم عزيمته، ويسلم فكره.. أي يعمل أعمالًا تليق بالتوبة. وإن كنا نتكلم عن سر الافخارستيا فلابد أن نسبقه بكلام عن سر التوبة. |
||||
19 - 09 - 2013, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 3917 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||
19 - 09 - 2013, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 3918 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا أحباء الله العلي، اسمعوني يا أولاد النعمة المُخلصين
يا أحباء الله العلي، اسمعوني يا أولاد النعمة المُخلصين، أنتم كالورد النامي على مجاري المياه الحية، تنبتون غُرس الرب للتمجيد، فانشروا عطركم كالبخور، وازدهروا كزنابق الحقل الخصب، غنوا وأنشدوا حمد ومجدوا الرب على أعماله، أعزفوا ألحان طرب مرنمين في قلوبكم لهُ شاكرين لأن نوره أضاء علينا وأشرق، فسبحوا الرب بملء أفواهكم وبكل قلوبكم باركوا اسمه قائلين بمحبة:
أحمدك أيها الرب الملك وأُسبحك يا الله مُخلصي أفرحوا يا إخوتي برحمة الرب واشكروه في كل أحوالكم تعزوا في آلامكم لأنها مجدكم في المسيح الرب إلهكم اعملوا عملكم الموهوب من الله لكم والرب يجازيكم خيراً في أوانه كونوا معافين |
||||
19 - 09 - 2013, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 3919 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمــــــــة الله
كما أن الإنسان يفتح شرفة منزله كل يوم ليجعل الشمس تدخل فتنير المكان كله وتقتل الميكروبات وتجعل البيت كله صحة وعافية، هكذا المسيحي يعمل دائماً على أن يأتي يومياً وبدوام لشمس البرّ الحقيقي لكي يطهر قلبه ويغسله وينير كل خفايا قلبه ويطرد منه كل روح شرير يتوارى داخله ليغتصب نفسه ويحتلها، ويمد يده لكل جزء في كيانه لكي يعطيه العافية والقوة السماوية، لأن حينما يصير الإنسان مهملاً متكاسلاً عن الوقوف أمام الملك القدوس والطبيب الحقيقي للنفس، فأن البرودة تدخل قلبة والخطية تجد المكان متاح لها لأن الظلمة بدأت تدخل هذه النفس المهملة، حتى أن الأعداء يجدون الساحة خالية مظلمة فينتهزون ستار الظلمة لكي يتسللون إلى ملكات النفس ومراكزها الاستراتيجية وهي الذهن والقلب والحواس، فيعبثوا بها مرة أخرى لتقع فريسة لهم، فيصير آخرها أشر من قبل أن تبدأ توبتها وشركتها مع الله الحي، فالعدو خبيث ماكر ينتظر أن تغفو النفس وتهمل فينقض عليها ليحكمها مرة أخرى، لذلك دورنا الحقيقي هو دور الوقاية لأنفسنا لكي لا يعود لنا المرض مرة أخرى، أو الأعداء بعدما طُردوا من داخل نفوسنا يعودون إلينا ويفسدون أنفسنا بالتمام، لذلك يا إخوتي علينا: 1– المواظبة على قراءة كلمة الله بروح الصلاة = نقاء القلب وفحصه في النور. 1 - قراءة كلمة الحياةحينما خلق الله الإنسان أعطاه كل حاجة الجسد لكي يكون قادراً على أن يحيا وفق الطبيعة التي خلق عليها، وهذا لكي ينمو ويصير في صحة وقوة، لذلك نجد أنه منذ ساعة الولادة والطفل يبدأ بأن يتغذى حسب ما يتناسب معه لكي يكون قادراً على الحياة والنمو، وليس ذلك فقط بل يحتاج للهواء النقي والبيئة النظيفة لكي يحيا صحيحاً مُعافاً، وهكذا الإنسان الذي وُلِدَ من الله، لا يستطيع ان يعيش وينمو أن لم يحصل على الهواء والطعام والشراب والتقويم والتأديب المناسب له، لذلك أول شيء يتعرف عليه الإنسان المولود من الله هو كلمة الله، لأن كلمة الله ليست مجرد كلام مكتوب بحبر على ورق، يحتاج لعقل يحفظه، لكن كلمة الله تختلف عن كلام الناس، وبشارة الحياة بالإنجيل ليست كلام مكتوب، لأن الرب قال بفمه الطاهر: [ أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به ] (يوحنا 15: 3)، ويقول أيضاً: [ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ] (يوحنا 6: 63). فلكي نحيا في بيئة نظيفة وننال قوة نقاوة القلب فتهرب منا الخطية وينغلق العقل أمام الشرّ ولا يتعامل معه فلا يكون له تأثير على النفس ولا على أعضاء الجسد، ينبغي أن نصغي لكلمة الله، ونسمع من خلالها صوت الرب الحسي في آذان قلبنا الداخلي، فنطيع كلمته، لأن لو عندنا نية الطاعة للكلمة فأن النعمة تحل وتعطينا قوة كلمة الله لتسكن فينا بقوة فنعمل بها تلقائياً: [ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة مُعلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب ] (كولوسي 3: 16) فطبيعة كلمة الله مطهرة ومُنيرة لعيني الذهن، لأن الرب بكلمته ينقي ويُشفي مُحبيه وكل طالبي وجهه باتضاع وعن حاجة حقيقية بصدق وأمانة قلب، وذلك بكونه نصيرٌ قدير وسند قوي يُقيم النفس ويحميها من السقوط ان استسلمت له ووثقت فيه، فهو بكلمته يُنعش النفس ويمنح الصحة والحياة والبركة، لأن كلمة الله قوية فعالة تخترق أعماق النفس من الداخل وقادرة على التجديد والتغيير بفاعليه، أن قُرِأت باحتياج قلب وإيمان حي مع الصلاة، لذلك لا يظن أحد أن من خلال حكمته أو قدرته يستطيع أن يُغير قلبه أو يُجدد ذاته، ممكن يفعل هذا على المستوى الاجتماعي، إذ يقنع نفسه أنه قادر على التغيير وأن يتعامل مع المجتمع إيجابياً، ويحيا وفق معايير الأخلاق الإنسانية الطبيعية، لكنه لن يكون قادر أن يتغير على صورة الله من ذاته أو بإقناع نفسه بنفسه أنه صار ابناً لله في الابن الوحيد، بل يحتاج قوة خاصة ترسم ملامح صورة شخص ربنا يسوع في قلبه، وكلمة الله وحدها هي فقط القادرة على نحت صورة الله فيه بقوتها الخاصة. لذلك قراءة الكلمة بدون صلاة قلبية مرفوعة بإيمان حي طالب قوة الله، فأنها لن تكون إلا بمثابة معلومة أو فكرة، أو ربما لمن يسمعها بأمانة ووعي، مجرد تبكيت من الله أو صوت لله الحي موجه نحوه، لكنه لا يتفاعل مع صوت الله على مستوى الواقع المُعاش، لأن التفاعل الحقيقي مع كلمة الله وصوته الظاهر فيها لا يكون إلا بمخاطبة الله الحي، أي بالصلاة، لأن من لا يُصلي فيا إما لم يسمع بعد صوت الله ولم تُدرب أذنه الداخلية على طبقة رنين صوت الله الحسي، وذلك مثل الطفل الأصم الذي لا يستطيع ان يتعامل مع والديه لأنه لا يستطيع أن يسمعهم أو يدرك ما يقولانه... أو ربما من يسمع الكلمة يهرب منها بسبب تمسكه بما يخالف وصية الله، أو أنه غير متفاعل معها ولا يُريد أن يتم فيه قوة التغيير وتجديد النفس، أو أنه يبحث عن شيء آخر من خلال الكلمة، علم أو فكرة جديدة يقولها للناس أو مجرد بحثن بمعنى أوضح أنه لا يقرأ كلمة الله لكنه يقرأ كتاب علم أو معرفة، أو بغرض أنه يكون معلم أو أي شيء آخر...
واعملوا يا إخوتي أن كلمة الله ينبغي أن تُقبل كما هي بإيمان حي عامل بالمحبة، لأن أن لم يكن عندنا استعداد للطاعة والخضوع لما يقوله الله بإيمان وثقة في تدبير محبته، فأننا لن نستفيد شيئاً قط، بل قد تصير الكلمة نفسها مجرد معلومة وفكرة للجدل والنقاش أو الأبحاث وتقديم الدراسات للناس غير مصحوبة بالقوة التي تطهر وتغير النفس، وبذلك نخسر فاعليتها وعملها، بل قد يصنع قائلها الشر ولا يستفاد بها شيئاً حتى أنه يظن أن كل ما نقوله خيال يستحيل يتم في الواقع العملي لأنه يقرأ الكلمة باستمرار ودوام، ويبحث فيها بدقة ويخدم بها بقوة، ولكنه لم يتذوق يوماً فاعليتها، لذلك يحيا في وهم إيمان باطل ظناً منه انه يخدم الله ويعمل أعمال البرّ ويتمم كل ما يُرضي الله، مع أنه بعيد تماماً عن الشركة والحياة في المسيح:
_____________________________ |
||||
21 - 09 - 2013, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 3920 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السم القاتل للنفس
لنحذر وننتبه لحياتنا كلمة للبنيان كل شخص في هذا العالم له حياته وطريقة التي يختارها بإرادته ووعيه ليسير فيها، فهناك من هم من أهل هذا العالم، مولودين فيه وهو ساكن قلبهم فيحبونه وينتمون إليه ويحبون كل ما فيه ويضحون بكل شيء لكي يحققوا ذواتهم فيه، وهذا مقبول لأن كل واحد يحيا وفق طريقه، وهناك آخرين مولودين من فوق يعيشون في العالم لكنهم ليسوا منه لأن لهم عالم آخر ينتمون إليه ويسيرون وفق قانونه الخاص المُعلن بالإنجيل، وكل واحد من الفريقين له حياته الخاصة التي تتوافق مع العالم الذي ينتمي إليه، لأن كل واحد سفير عالمه ويُعبِّر عنه بسلوكه واتجاهاته التي تظهر في واقعه المُعاش... ولكن الكل مدعو في الأساس للمجد الفائق للطبيعة بشركة الحياة الجديدة في المسيح يسوع، وغير مطلوب منه أن يخرج خارج العالم أو لا يستخدمه، بل يكون عائش في العالم لكن قلبه وفكره لا ينتمي لهذا العالم محباً للأشياء التي فيه، مع أنه يستخدمها لكن قلبه لا ينبغي أن يكون متعلقاً بها حتى يحزن لخسارتها، لذلك الإنجيل ينبهنا أنه حينما يعمي الشر البصيرة ويسود الموت ويتسلط على النفس، فأن الإنسان في هذه الحال لا يستطيع أن يعرف أسرار الله، ولا يقدر على أن يفهم طبيعة العالم السماوي، لأن عنده جهالة من جهة معرفة الله الحي، لذلك يُخطئ البعض – بسبب عدم الاستنارة – في حق نفسه أولاً ثم في حق أولاد الله الحي الذي يحملون اسمه القدوس في قلوبهم وعلى شفتيهم، فيتعدون عليهم ويكيلون لهم كل إهانة وتحقير... فكل بعيد عن الله يحيا طبيعياً حسب أركان هذا العالم الضعيف فأنه يقول: [ حياتنا قصيرة بائسة ولا من دواء للموت، كذلك لا نعلم أحداً رجع منه. وُلدنا مُصادفةً وبعد موتنا يكون كما لو لم نكن. وما النسمة التي نتنفسها إلا دُخان، وما الحس إلا شرارة في خفقان قلوبنا، فإذا انطفأت، عاد الجسم رماداً وتلاشت الروح كنسمة واهية. وبعد حين يُنسى اسمنا ولا يُذكر أحدٌ أعمالنا، وتزول حياتنا كغيمة بلا أثر، وتتبدد كضباب يسوقه شُعاع الشمس ويُلاشيه حرها. فأيامنا ظل عابر ولا رجوع لنا بعد الموت، لأنه يُختم أبواب قبورنا فلا يعود منها أحد. فتعالوا نتمتع الآن بالملذات الحاضرة وسريعاً كما يفعل الشباب، نرتوي من الخمور الفاخرة، وبالطيوب نتعطر، ولا تفُتنا زهرة في ربيع. نتكلل بالورد قبل ذبوله، ولا يُحرم أحدنا نصيبه من اللذات، ولا نترك مكاناً إلا ولنا فيه أثر من لذةٍ. فهذا حظنا ونصيبنا في الحياة ] (الحكمة 2: 1 – 9 حسب الترجمة السبعينية) ولذلك يقول الناس الغير عارفي الله عن الأتقياء محبي اسمه العظيم: [ فلنتحين الفرصة للانقضاض على الأتقياء لأنهم يضايقوننا ويقاومون أعمالنا ]، طبعاً الأتقياء يدينون الشرّ بأعمالهم وأفعالهم، ولكن الغير مؤمنين والغير عارفي الحق لا يقبلون أن يقال عن ما يفعلونه أنه شرّ، أو يجدوا أحد مخالفاً لأعمالهم ولا يشترك معهم فيها:
لذلك علينا أن ننتبه يا إخوتي ونكون صاحين فاهمين مملوئين من كل حكمة ونفهم طبيعة هذا العالم وكل من يحيا غريب عن حياة الله، لا نهاجمه لكن بمحبة نصلي لأجله ونعطي حياتنا مثالاً، وتأكدوا أننا لن نصير مقبولين بسهولة، كما ينبغي أن لا نساعد أحد ان لا يقبلنا، بل نكون أتقياء محبين للجميع، سفراء عن ملكوت الله وسط هذا العالم: [ إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله ] (2كورنثوس 5: 20) لكن مع هذا فأن كل من لا يُريد أن يحيا مع الله سيقاومنا بشدة ويلفظنا تماماً، ولكن الله وضعنا هنا في وسط العالم لكي نكون شهادة حسنة لهُ، وأعلموا أن كل من يحاول أن يعرف مدى صدق إيماننا سيحاول أن يمتحنا قائلين: [ فلننتظر لنرى هل أقوالهم هذه حق، وكيف تكون عليه نهايتهم في الحياة. فأن كان الأتقياء أبناء الله، أفلا يُعينهم ويُنقذهم من أيدي خصومهم؟ فلنمتحنهم بالإهانة والتعذيب لنعرف مدى وداعتهم ونختبر صبرهم. ولنحكم عليهم بالموت في العار لنرى إذا كان الله يرد عنهم ] (حكمة 2: 17 – 20 حسب الترجمة السبعينية)
ولكن علينا أن نحذر جداً، أن لا نكون نحن من يتسبب في آلامنا أو وضع حياتنا تحت الضيق لأن القديس بطرس الرسول يقول: [ فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو متداخل في أمور غيره، ولكن أن كان كمسيحي فلا يخجل بل يُمجد الله من هذا القبيل ] (1بطرس 4: 15).فيا إخوتي صلاتنا ينبغي أن تكون دائماً مع المزمور: [ اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري. وانظر ان كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقاً أبدياً ] (مزمور 139: 23 و24)، وذلك لكي ينقي الله قلبنا لكي نستطيع أن نُعاين مجده: [ إنما صالح الله لإسرائيل لأنقياء القلب ] (مزمور 73: 1)، [ طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله ] (متى 5: 8).
|
||||