![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39091 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موطن الناصري ![]() «وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ» ( مت 2: 23 ) لقد جعل الرب يسوع من هذه القرية الصغيرة، موطنًا له، إلى أن يحين الوقت لبدء خدمته العلنية. وما أحلى فكرة إقامة ابن الله، لعدة سنوات، في موطن على الأرض. لقد تفتحت حياته النقية التي بلا خطية، كبرعم يتفتح إلى وردة جميلة، تبعث الأريج العطر في كل ربوع هذا المكان المتضع. ومن دراسة طفولة وصبا الرب يسوع – وإن كان لنا منها فقط لمحات صغيرة متفرقة، يُعطينا الإنجيل إياها – إلا أن من شأنها أن تُبرهن على ما يُعلّمه الوحي لكل طفل ولكل شاب يافع. ولا شك أنا كنا نتوق إلى أن نعرف أكثر عن هذه الحياة البيتية المباركة الحلوة، ولكن القليل الذي يُخبرنا عنه يكفي، وإلا لكان روح الله قد أعطانا المزيد عن هذه القصة. فنحن نعلم أنه لم تكن خطية في الرب يسوع. ويحق لنا أن نفكر في لطفه وطاعته ومحبته وإيثاره، وكل مظاهر النعمة والجمال والحكمة، في صفاته. نعم، كان هو طفلاً طبيعيًا سعيدًا فرحًا، ومهتمًا بالأشياء الجميلة، ودارسًا باجتهاد. وكان جادًا، ولكن بدون أن يكون متدينًا ذلك التدين المتسم بالمبالغة والتعلّق بالأوهام السقيمة. وبالإجمال كان صبيًا كمثل ما يُحبه الله، ومثل ما كان يصبو إليه كل صبي باجتهاد. ولنا لمحة واحدة عنه عندما كان في الثانية عشرة من عمره، مهتمًا بأن يكون فيما للآب السماوي. ولكن مع ذلك نلاحظ حقيقة أنه عاد إلى الناصرة، واستأنف موقع واجب الابن، وكان خاضعًا ليوسف والمُطوَّبة مريم. وظلَّ لمدة ثماني عشرة سنة أخرى في موطنه آنذاك، طائعًا مُؤديًا لواجبه، ثم شابًا سعيدًا نافعًا، ثم كرجل ناضج مجتهد. فما أجمله! وما أمجده! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39092 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خافوا! ![]() خافوا من الذي بعدما يقتل، لـهُ سلطانٌ أن يُلقي في جهنم .. من هذا خافوا» ( لوقا 12: 5 ) غضب الله هو من كمالات الطبيعة الإلهية التي نحتاج أن نتأمل فيها كثيرًا. أولاً، حتى تتأثر قلوبنا بحق بكراهية الله للخطية. فكلَّما تأملنا أكثر في كراهية الله للخطية، وانتقامه الرهيب منها، أدركنا فظاعتها أكثر. ثانيًا، حتى تتولَّد فينا مخافة حقيقية لله «لذلك ونحن قابلون ملكوتًا لا يتزعزع، ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوى. لأن إلهنا نارٌ آكلة» ( عب 12: 28 ، 29). لا نقدر أن نخدمه ”خدمة مقبولة“ إلا إن كان هناك ”مخافة حقيقية“ من جلاله الرهيب، ”وخوف بحسب الله“ من غضبه المقدس. وأفضل ما يدعم هذا هو أن نتذكَّـر على الدوام أن «إلَهَنا نارٌ آكلة». ثالثًا، حتى يجذب نفوسنا في تسبيح حار لأنه خلَّصنا من ”الغضب الآتي“ ( 1تس 1: 10 ). حين أُفكِّر كيف يُسيء أغلب البشر إلى صلاح الله، لا يسَعني إلا أن أتفق مع مَن يقول: ”أعظم معجزة في العالم هي صبر الله وتمهُّله على عالم جاحد“. إن وَجَد ملك أن عدوًا له دخل إحدى مدنه، لن يُرسل له المؤن، بل ينصب حصارًا قويًّا حول المكان، ويبذل قصارى جهده لتجويعه. لكن الله العظيم، الذي يقدر أن يُرسل كل أعدائه للهلاك بنفخة من فمه، يتحمَّلهم، ويتكفل يوميًا بتكاليف إعاشتهم. من حقِّه أن يطلب منَّا أن نُبارك لاعنينا، فهو نفسه يفعل الخير للأشرار وغير الشاكرين. لكن لا تعتقدوا – أيها الخطاة – أنكم ستهربون بأفعالكم، فطاحونة الله بطيئة، لكنها تطحن ناعمًا. وبقَدر ما تُعجَبون بصبره وإمهاله الآن، بقَدرِ ما سيكون غضبه رهيبًا ولا يمكن إيقافه. لا يوجد ما هو أنعَم من البحر، لكن حين يثور في العاصفة، لن تجد شيئًا يثور أكثر منه. لا يوجد ما هو أحلى من صبر وصلاح الله، ولا يوجد ما هو أكثر رُعبًا من غضبه حيت يتقد نارًا. لقد أخـبرَ أنبياءُ العهد القديم مُستمعيهم كثيرًا أن حياتهم الشريرة أغضبَت قدوس إسرائيل، وأنهم كانوا يذخَـرون لأنفسهم غضبًا في يوم الغضب. وليست الأحوال في العالم أفضل مما كانت عليه حينئذٍ! لا يوجد ما يُنظَر له باعتباره يُثير المُهملين، ويجعل المُعلِّمين الجسدانيين يفحصون قلوبهم أكثر من حقيقة أن «الله قاضٍ عادل، وإلهٌ يسخَط في كل يوم» ( مز 7: 11 ). وقد حذَّر المُبشِّر بالمسيح مُستمعيه أن ”يَهربوا من الغضب الآتي“ ( مت 3: 7 ). إن الأمانة تتطلَّب أن نتكلَّم بوضوح عن الجحيم، كما عن السماء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39093 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غضب الله ![]() «لأنَّ غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» ( رومية 1: 18 ) غضب الله هو واحدة من كمالات الله ويساوي أمانته، أو قوَّته، أو رحمته. وهذا ما يجب أن يكون، فلا يوجد في الله أيُّ عيب، ولا أقَلُّ خطأ؛ وكان من الممكن أن يوجد فيه هذا لو لم يكن ”الغضب“ في شخصه! التغاضي عن الخطية هو تشوُّه أخلاقي، ومَن لا يُبغضها هو أبرص أدبيًا. كيف يُمكن لمَن هو مجموع كُلِّ الصفات السامية أن ينظر بعين المُساواة لكُلِّ من الفضيلة والرذيلة، الحكمة والجهل؟ كيف يُمكن لمَن هو في منتهى القداسة أن يتغاضى عن الخطية، ويرفض أن ”يُظهر غضبَهُ“ عليها؟ ( رو 9: 22 ). كيف يُمكن لمَن لا يُسرّ إلا بما هو طاهر وجميل، ألاَّ يحتقر ويُبغِض ما هو نجس وحقير؟ غضب الله هو كراهية الله الأبدية لكُلِّ أنواع الإثم. إنه استياء وسخط الإنصاف الإلهي على الشر. إنه قداسة الله التي أُثيرَت لتعمل ضد الشر. إنه السبب الدافع لهذا الحُكم العادل الذي يُصدره على فاعلي الشر. الله غاضب على الخطية لأنها تمَرُّد على سلطانه، إساءة ضد قدرته التي لا يمكن انتهاكها. هؤلاء الذين انقلبوا على مُلك الله سيعرفون أنه هو الرب؛ سيشعرون كَم أن هذا الجلال الذي احتقروه عظيم، وكَم أن هذا الغضب الذي هدَّدهم به ولم يعتبروه، رهيب. لا يعني هذا أن غضب الله هو ثأر خبيث وضار، يؤذي بغرض الأذى، أو هو ردٌّ على أذى قد لحق به. لا؛ رغم أن الله سينتقم لسُلطته كَمَلِك الكون، فهو ليس انتقاميًا. لقد أُعلِن غضب الله حين أُصدِر أول حُكم بموت، ولُعِنت الأرض، وطُرِد الإنسان من الجنة. ثم في أمثلة العقاب كالتي في الطوفان وهلاك مدن السهل (سدوم وعمورة) بالنار من السماء. لكنه أُعلِن بصورة خاصة في مُلك الموت على العالم. لقد أُعلِن في لعنة الناموس على كل تعدٍ. وقد تمَّ التلميح له في الذبيحة. وفي رومية 8 نقرأ أن الخليقة كلها أصبحت خاضعة للبُطل، وتئن وتتمخض معًا. نفس الخليقة التي تُعلن أن الله موجود، وتنشر مجده، تُعلِن أيضًا أنه عدو للخطية، والمنتقم من جرائم البشر. لكن فوق كل ذلك، أُعلِن غضب الله من السماء حين نزل ابن الله ليُعلِن شخص الله، وحين اُعلِن هذا الغضب في آلامه وموته، في طريقة أكثر بشاعة من كل الرموز التي أعطاها الله قبلاً للتعبير عن استيائه من الخطية. عزيزي: اهرب «من الغضب الآتي» ( مت 3: 7 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39094 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إلى الأبد رحمته ![]() اَحْمَدُوا الرَّبَّ لأِنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأْبَدِ رَحْمَتَهُ ( 1أخبار 16: 34 ) هذه العبارة الجميلة تبدأ أربعة مزامير هي المزامير 106؛ 107؛ 118؛ 136. وعليه فإنها جديرة منَّا بكل اهتمام واحترام. والحمد يليق بالرب، لأن الرب صالح، وكل خليقته تنعَم بخيره العظيم وتهنأ ( أع 14: 17 ). قال عنه الرسول بولس لجماعة من الوثنيين: «هو يفعل خيرًا، يعطينا من السماء أمطارًا وأزمنة مُثمرة، ويملأ قلوبنا طعامًا وسرورًا» (أع14: 17). والملائكة لا تكُّف عن التسبيح للرب لأنه صالح. فصلاح الله تعرفه الملائكة، وتدريه الخليقة كلها؛ أما رحمة الرب فيعرفها الإنسان بصفة خاصة. فالملائكة لم تخطئ، لذلك لا تعرف شيئًا عن رحمة الله، أما نحن الذين تلوَّثنا بالخطية، لنا أن ننشد مع الرسول بولس: «الله الذي هو غنيٌ في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبَّنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح» ( أف 2: 4 ). وهذا عين ما اختبره داود عندما وقع في خطيته المعروفة، وقال: «هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حَبلت بي أمي»، فإنه بدأ المزمور بالقول: «ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتِكَ امحُ معاصيَّ» ( مز 51: 1 ). ما معنى إلى الأبد رحمته؟ إنها تعني أن في كل يوم هناك رحمة «رحمة الله هي كل يوم» ( مز 52: 1 ). وقديمًا هتف إرميا قائلاً: «إنه من إحسانات الرب أننا لم نفنَ، لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح» ( مرا 3: 22 ، 23) كما قال المرنم أيضًا: «أما أنا فأغني بقوتك، وأُرنم بالغداة برحمتك، لأنك كنت ملجأ لي، ومناصًا في يوم ضيقي» ( مز 59: 16 )، وكم نتعزى من القول: «أما المتوكِّل على الرب فالرحمة تحيط به» ( مز 32: 10 ). قال أحد القديسين: “متى يصحُّ لنا أن نتوقف عن حمد الرب، ذاك الذي لا تتوقف مراحمه تجاهنا مُطلقًا”؟! قال داود: «إنما خيرٌ ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي» ( مز 23: 6 ). وكأن رحلة المؤمن عبارة عن خطوة خير، وخطوة رحمة؛ خطوة خير وخطوة رحمة. وعلينا أن نشكر الله دائمًا وفي كل الأحوال: عندما يمنح وعندما يمنع، وذلك لأنه إذا منح وأعطى فهذا خير، وإذا منع ولم يعطِ، فهذه رحمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39095 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المجد الإلهي ![]() «بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي، وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي» ( مزمور 73: 24 ) «وَبَعْدُ» ... ما أعظمها كلمة! فبعد الصراع والمعارك، بعد الشكوك والمخاوف، بعد الانتصارات والهزائم، بعد الغيوم والمطر، بعد التعب والمُعاناة في الطريق، بعد الاغتراب والحيرة، بعد الآلام والضنك. بعد ذلك كله، فإنك تأخذني إلى المجد! وكم يلذ لنا مقطع الترنيمة الذي يقول: يا تُرى ماذا يكون بعد هذا في السما؟ أ تعرف ما الذي سيكون هناك في السماء؟ يقول المرنم: «أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ» ( مز 16: 11 ). حقًا إن التقوى لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة. فالرب معنا في طريق الغربة الآن، يهدي طريقنا، وبعد ذلك هناك مستقبل بهيج ومبارك «أَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ» ( مز 23: 6 ). ما أجمل الأفكار التي في مزمور 73: 23، 24؛ إنها تحدثنا عن اكتفاء المؤمن بالرب في هذا العالم وفي الآتي، كما أنها تذكِّرنا بأخنوخ، الذي سار مع الله، ثم انتقل ليكون معه. أخذه إليه! وعليه، فيمكن القول إن حياة المؤمن تبدأ بانتقال وتُختم بانتقال. فالمؤمن يبدأ المسيرة بالانتقال من دائرة الظلمة إلى دائرة النور، ومن سلطان الشيطان إلى الله وملكوت ابن محبته، ومن العبودية إلى حرية النعمة، ولكنها أيضًا تُختم بانتقال مجيد، من هذا العالم إلى محضر الرب يسوع في السماء، حيث تبدأ الترنيمة الأبدية التي لن يعقبها أنين ولا آلام! رائعة هذه الرُباعية: (1) «دَائِمًا مَعَكَ»: يا للكرامــة! (2) «أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى»: يا للأمـان! (3) «بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي»: يا للامتياز! (4) «وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي»: يا للسعادة! أخي الحبيب شريك السياحة الآن، والمجد عن قريب. ما أعظم كنوز النعمة التي تناسب احتياجاتنا في هذا العالم، وما أعظم كنوز المجد التي تناسب أفراحنا في العالم الآتي! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39096 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصليب والمجد ![]() صَارَتْ هَيْئَةَ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً ... وَتََكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ ( لوقا 9: 29 - 31) المشهد فوق جبل التجلي مشهد مجد ولكن الحديث يدور حول الصليب لأنه لا قيمة للمجد بالنسبة لنا إذا فُصل عن الصليب. فالمجد منفصلاً عن الصليب يُرعبنا ويُخيفنا. ولكن جمال المجد وجاذبيته للمؤمنين في اقترانه بصليب المسيح. إن يوحنا الحبيب الذي كان يسوع يحبه، والذي كان يتكئ في حضن يسوع، والذي في العشاء الأخير اتكأ على صدر يسوع، لمَّا رآه في مجده، سقط عند رجليه كميت، فأمسك بيده اليُمنى وأقامه وقال له: «لا تخف». على أي أساس لا يخاف؟ لأني أنا الحي «وكنت ميتًا وها أنا حي إلى أبد الآبدين». فعلاج رهبة المجد هو الصليب. وفي المجد لا يكون موضوع تعبدنا هو المجد بل الصليب «مستحقٌ هو الخروف المذبوح» «مستحقٌ أنت أن تأخذ السفر .. لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك». ليتنا لا نُبْعِد عن أذهاننا مشهد الصليب عندما نتأمل في أمجاد المسيح. وليت هذه المشاهد تجتذب قلوبنا للرب فتتعلق به ونكون في شركة دائمة معه، وهذا هو أساس حياة القداسة التي يستقر عليها الرضى الإلهي. إن مشهد التجلي لم يتكرر ولكنه رمز لِما سيحدث على أكمل صورة في المستقبل. ونحن الآن لا نرى مجد المسيح الرسمي، ولكننا نرى مجده الأدبي، ولا يمكننا أن نراه ونتمتع به إلا بالصعود إلى جبل الرب وهذا يتطلب حياة النقاوة «مَن يصعد إلى جبل الرب؟ ومَن يقوم في موضع قُدسه؟ الطاهر اليدين والنقي القلب» ( مز 24: 3 ). فالقلب يكون نقيًا أمام الله، واليد طاهرة في تعاملها مع الناس. ونلاحظ أن التلاميذ عند جبل التجلي «لما استيقظوا رأوا مجده» - أي أنهم لمَّا ناموا حُرموا من منظر المجد. فالمستيقظ هو الذي يرى المجد ويتمتع به، أما النائم فقد يعتقد بالمجد ويتكلم عنه ولكنه لا يتمتع به. والنوم ينساق إليه المؤمن بالتدريج، ليتنا نصحو وننتبه حتى نرى مجد الرب ونتمتع به في حياتنا الخاصة. ثَمة شيء آخر مرتبط بالمجد، وهو آلام الزمان الحاضر، حيث إنها «لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا». وهكذا نحن إذا أردنا أن نرتفع فوق الآلام، علينا أن ننظر إليها في ضوء ما هو أمامنا من مجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39097 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ومن فم الرب لم يسألوا ! ![]() فأخذ الرجال من زَادهم، ومن فم الرب لم يسألوا. فعمل يشوع لهم صُلحًا وقطع لهم عهدًا لاستحيائهم، وحَلَف لهم رؤساء الجماعة ( يش 9: 14 ، 15) «ومن فم الرب لم يسألوا!» .. يا لها من كلمات تُنذر بالسوء، بل تُنذر بالمصائب. وهذا ما حصل فعلاً. إلى الآن كان الرب هو المحرك الأصلي لهم، أما الآن فلأول مرة يصبح المحرك الأصلي يشوع والشعب. في كل الأصحاحات السابقة نقرأ هذه الكلمات «وقال الرب ليشوع»، أما هنا فلا نعثر على هذه العبارة، لأن إسرائيل عملوا من تلقاء ذواتهم عن طريق رؤسائهم المنتخبين، ولذلك فإنهم سقطوا في الفخ بسهولة. لو أنهم سألوا الرب لاكتُشفت المؤامرة، وما انطَلَت عليهم خدعة الجبعونيين. فلنتعلم هذا الدرس الجوهري. إن الحياة مليئة بالأشياء الغامضة المُحيِّرة، وكثيرًا ما يتعذر علينا أن نتبيَّن الحق، فالعذارى الجاهلات يُشبهن الحكيمات في مظهرهن، والزوان يُشبه الحنطة، والأجير يقلد تمامًا صوت الراعي، والشيطان يظهر تمامًا في شبه ملاك نور. إننا في أشد الاحتياج لا إلى المعرفة فقط، بل إلى الفهم لكي نميِّز الأمور المتخالفة ( في 1: 9 ، 10). وتلك القوة تُنال بطبيعة الحال بالتعود على طلب المشورة من فم الرب. لا تثق في حُكمك الشخصي. حينما تكون واثقًا كل الثقة من أنك على حق في عمل معيَّن، فيحسن أن تزداد تأكدًا برفع قلبك إلى الله لتتبين رضاءه من عدم رضائه. وحينما تدفعك البواعث الداخلية أو الخارجية للتعجيل في إصدار الحكم بالاستناد إلى استنتاجاتك الشخصية، فاحرص بأن ترفع القضية من المحكمة الابتدائية ـ حكمك الشخصي ـ إلى المحكمة العُليا. وإن وجدت بعد ذلك بعض الشكوك أو التردد فاعلم أن الوقت لم يَحن بعد لكي تدرك كل إرادة الله. في مثل هذه الظروف انتظر، واضعًا كل مسئولية الانتظار وما ينجم عنها على الله. والبَث في الانتظار. وكما أن السائح فوق الجبال إذا داهمه الضباب يُفضل أن يقف منتظرًا أو يضطجع حيث داهمه الضباب، على أن يهيم على وجهه لئلا يصل إلى هاوية سحيقة، كذلك انتظر أنت أيضًا. إن كنت قد وضعت في الله ثقة مُطلقة، فعليه هو أن يرشدك إرشادًا واضحًا لِما يجب أن تفعله. وحينما يحين وقت العمل، فإنه يعطيك علامات واضحة لا تقبل الشك عن إرادته، بدرجة أنك لا تستطيع بأن تُخطئها «كل مُنتظريك لا يَخزوا» ( مز 25: 3 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39098 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صلاح الله ![]() اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذَلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ .. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌِ ( مز 25: 8 - 11) قلب الإنسان الطبيعي يعكس الأوضاع دائمًا. فهو يميل إلى وضع استقامة الله قبل صلاحه لأنه يظن أنه إذا كان الشخص طيبًا، وعمل ما يجب عليه عمله، فإن الله يكون صالحًا له. ويظن أنه إذا كانت خطاياه قليلة وصغيرة، فإن الله يكون صالحًا من جهته ويغفرها له. ولكننا نجد الوحي هنا يضع صلاح الله أولاً «الرب صالحٌ ومستقيم»، وأنه بالنسبة لصلاحه يُعلِّم الخطاة ـ وليس الصالحين ـ الطريق. ثم في الصلاة الموحى بها يقول: «من أجل اسمك يا رب اغفر إثمي» ـ لا لأنه قليل وصغير ـ بل «لأنه عظيمٌ». «يا رب اغفر إثمي» لا لأني قد عملت جهدي، بل «من أجل اسمك»، فهو لا يحاول التقليل من شأن إثمه. ولأن الله صالح، يبدأ معنا كما نحن، ولأنه مستقيم، يبدأ بحالتنا كما هي ولا يقلل من رداءتها لأن التقليل ليس من الاستقامة. فالله يغفر للخاطئ، لا لأنه يستحق، بل لأن الله صالح. لقد تناول في صلاحه موضوع خطايانا قبل أن نشعر نحن بحاجتنا إلى الغفران. لقد بذل ابنه الوحيد لتطهير خطايانا بواسطة ذبيحته على الصليب. الإنسان يحاول أن يُخفي خطاياه، وأن يُظهر محاسنه. لا يريد أن أحدًا يكلِّمه عن خطاياه ولا يريد أن يعترف بها، ولكن الله مستعد أن يتلاقى مع الخاطئ حيث هو في كل احتياجات قلبه، وفي كل رداءة حالته. لقد عمل الله ترتيبات عظيمة لكي يُخلّصه من خطاياه ولكي يجتذب قلبه إليه. لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجله حتى يستطيع أن يغفر للخاطئ آثامه مهما كانت عظيمة. وعوضًا عن تعيير الخاطئ بخطاياه، يُظْهِر له الله أنه قد رآها كلها وأنه يعرف كل شيء عنها ومع ذلك فقد أعدّ، في صلاحه، فِدية يستطيع على أساسها أن يغفرها له، ويعامله بالنعمة من أجل اسمه، ومن أجل صلاحه. إن الله يريد أن الخاطئ يعرف كم هو صالح حتى يكتسب ثقته الكاملة ويربح قلبه. فعندما يأتي الخاطئ شاعرًا بثقل خطاياه، يخرج الله لمُلاقاته ويُريه أنه قد وضع كل خطاياه على المسيح، وأنه قد انشغل بأمر خطاياه منذ القديم، وقد أبعدها بواسطة ذبيحة ابنه، وبذلك يستطيع الخاطئ أن يشعر بالراحة في حضرة الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39099 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طرق القيادة الإلهية ![]() علّم الودعاء طرقه ( مز 25: 9 ) وجد طرق ثلاث لقيادتنا وإرشادنا، فكلمة الله ترشدنا والروح القدس يقودنا، والطبيعة الإلهية التي أصبحنا شركاء فيها لها فطرتها وسليقتها الخاصة بها. ولا يغيب عن بالنا قط أن غريزة الطبيعة الإلهية وقيادة الروح القدس وتعاليم الكتاب المقدس لا بد وأن تتفق هذه كلها دواماً معاً. وهذا الأمر من الأهمية بمكان، فيجب أن نلتفت إليه وأن نعيره اهتماماً خاصاً، وربما يظن الواحد أنه منقاد بحسب ما تمليه الطبيعة الإلهية، أو متبع قيادة الروح القدس في أمر من الأمور التي لا تتفق مع كلمة الله، مثل هذا في ضلال مُبين. وإذا عمل الإنسان عملاً ما لمجرد وجود محرك داخلي وانفعال نفساني يقوده إلى فعله، يعرِّض نفسه لخطر جلل، إذ ربما يقع في فخ نصبه له العدو، وبذلك يجلب ضرراً عظيماً على الكنيسة، وإهانة كُبرى لاسم المسيح، فيجب والحالة هذه أن نزن المحركات والعوامل النفسانية في مقادس العلي ونطبقها بأمانة تامة على قياس الكلمة الكامل، وبهذه الكيفية نُحفظ من الخطأ والزلل. ومن الخطورة بمكان أن نعوّل على التأثيرات الداخلية التي فينا، أو نعمل حسبما تحثنا قلوبنا. فما أرهب النتائج الوخيمة التي تعقب مثل هذا التصرف. ومن المبادئ التي يجب التسليم بها أن الوقائع قد يصح أن يُركن إليها كما يجوز عدم التعويل عليها، ولكن كلمة الله بالعكس يجب التعويل عليها في كل وقت لأنها محققة وبريئة من كل خطأ. وقد تكون المحركات الداخلية فينا مُضللة لنا كالسراب الذي يظنه الإنسان السائر في البرية ماء فيتبعه ولا يجده إلا مجرد سراب ووهم، ولهذا فلا يجوز لنا أن نعوّل قط على شعورنا وإحساسنا البشري، ولكن نفحص بكل تدقيق أعماق ما فينا لئلا تخوننا هذه الحاسيات وتقودنا للنفاق والرياء والبهتان، أما الكتاب المقدس فنستطيع أن نثق فيه ونعوّل عليه، لأن شائبة شك لا يمكن أن تتطرق إليه. وسنجد هذه القاعدة ثابتة لا استثناء لها، وهي أن الشخص الذي ينقاد بالروح القدس أو يتبع ما تمليه الطبيعة الإلهية يستحيل أن يعمل عملاً يناقض كلمة الله، وهذا ما يجوز لنا أن نسميه من بديهيات الحياة الروحية، ومن القواعد الأساسية في المسيحية العملية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 39100 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السير مع الله (أَخْنُوخُ) ![]() وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ ( تك 5: 22 ) معنى اسم ”أَخْنُوخ“ ”مُتدرِّب“ أو ”مُتعلِّم“ كما قد يعني أيضًا ”مُعلِّم“. فمن خلال سيره مع الله اكتسب بصيرة ليعرف أفكار الله وخططه، وقد مكَّنه ذلك أن يُعلِّم الآخرين، وأيضًا أن يتصرف كنبي لله في وسط عالم شرير. فقد أُخبرنا في رسالة يهوذا أن أخنوخ تنبأ، وكانت نبوته عن مجيء الرب ليدين الفجار (يه14، 15). نعم، فالله يكشف خططه لعبيده الأنبياء «إن السيد الرب لا يصنع أمرًا إلاَّ وهو يُعلن سِرّه لعبيده الأنبياء» ( عا 3: 7 ). إن غرض قلب الله أن يُشارك خاصته في أفكاره، كما نرى في حياة إبراهيم: «فقال الرب: هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعِلُهُ» ( تك 18: 17 ). ولكن ذلك يتطلب معرفة حقيقية بالله، وسيرًا في رضاه. فكيف يتسنى لإنسان خاطئ، مُتغرِّب عن الله، أن يُحْضَر إلى مركز قريب من قلب الله، ليتعلَّم أسراره الحميمة؟ لن يمكن له إدراك ذلك إلا بميلاد جديد وسُكنى الروح القدس فيه، الأمران اللذان يجعلان الإنسان في انسجام مع الله. فعندما نُولد من الله، نعرف أن الله لا يُخفي شيئًا عن أولاده الأعزاء. وهكذا نقرأ في 1كورنثوس 2 أنه بسكنى الروح القدس، وبواسطة الكلمة المُوحى بها، نعرف أفكار الله الحميمة، ومقاصد ومخططات محبته ( 1كو 2: 9 ). وهذا هو امتيازنا الحاضر كأولاد الله، بينما نعيش في عالم بلا إله وبلا رجاء. هل نختبر هذه العلاقة والشركة الحلوة معه؟ هل نحن ننمو في معرفته وفي معرفة خططه ومشوراته؟ دعونا نفحص أنفسنا إذا ما كنا نسير حقًا مع الله. كان السير مع الله امتياز آدم في جنة عدن، ولكنه خسره بسقوطه. كان الله يسير مع آدم، في الجنة، في سكون النهار، ولكن بعد سقوط آدم وحواء أخفيا أنفسهما من حضرة الرب الإله. على أية حال أضحى ذلك امتياز أخنوخ الذي تمتع به إلى أن أُخِذَ من هذا المشهد، وامتياز نوح الذي اجتاز بأمان مياه الطوفان وصولاً إلى عالم جديد ( تك 5: 22 ، 24؛ 6: 9)، لأن «سر الرب لخائفيهِ» ( مز 25: 14 ). واختطاف أخنوخ من الأرض، بعد عدَّة سنوات من السير مع الله، هو رمز لاختطاف الكنيسة. دعونا إذًا نسير مع الله، بينما ننتظر ابنه من السماء، شاهدين لاسمه في عالم شرير. |
||||