منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #381  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

555 - كل ما حولنا يدعو الى القلق . الحياة سلسلة ٌ متتابعة ٌ من حلقات قلق . تُشرق الشمس ويبدأ الانسان في القلق ، هل الشمس صحو ٌ أم مظلم ؟ هل تُمطر السماء أم تصفو ؟ هل تهب الريح أم تهدأ وتخبو ؟ هل سأتعب أم استريح ؟ هل سأحزن أم أفرح ؟ ماذا يخبأه ُ اليوم لي ؟ ماذا يختفي في الطريق عند المنعطف ؟ ما هي مفاجئات اليوم ؟ هل ينتظرني سلام ٌ أم حرب ؟ هل لدي ما يكفيني أم أعيش ُ احتياجا ً وعجزا ً ونقصا ً ؟ والانسان متشائم ٌ اكثر ُ منه متفائل ، قلق ٌ أكثر منه مطمئن . وينادينا الرب على لسان داود ويقول : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي .... انْتَظِرِ الرَّبَّ " ( مزمور 37 : 5 ، 7 ) . انت لا تعرف ماذا يخبأه ُ لك الطريق ؟ الطريق مجهول ٌ لك . كل ما تعرفه هو ما تراه ُ عيناك ، وعيناك نطاق رؤيتهما ضيق . هناك مناطق في الطريق لا يكشفها نظرك ، لا تراها ، لكن الرب يرى الماضي والحاضر والمستقبل ، يرى المكشوف والخفي . افق الله كبير ٌ ، واسع . هو يرى العالم كله كبقعة ٍ صغيرة ، وهو يقول لك : سلّم الطريق لي ، اتكل علي ، أنا اُجري . لا تنظر الى الشرير ، لا تغر منه ، لا تقارن نفسك به ، لا تخافه ُ ولا تخشاه " لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ..... تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ." هل تراه ُ يمتلك الكثير ؟ " اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. " هل تراه ُ يبغى ويتجبّر ويعتدي ؟ انتظر " لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ " اطرد القلق ، ابعد التشاؤم ، ثق بالرب ، اتكل عليه " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. " انتظر اشياء عظيمة رائعة قادمة ، ثق به ، لن يخذلك . انا لا استطيع ان ارى ما سيحدث لكنني ارى من يُحدث الاشياء . انا لا استطيع ان اتنبأ بالمستقبل ، لكنني اعرف من بيده المستقبل . كيف اشعر بالقلق . صوت العالم مليء بالمخاوف لكن صوته اعلى . اسكت امامه ، اسمعه ، اعرض امامه مخاوفك ، كل مخاوفك . ضعها في كفك ، يرفعها عنك ، يطويها في يده ، يُبعدها عن بصرك ، انظر الى شروق الشمس بتفاؤل ، بيقين ٍ ، بفرحة ٍ ، بأمل . لا تخف من الغيوم والامطار والزوابع والامواج الهادرة ، " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " .
  #382  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

556 - وانت تقف وسط الحقل تعمل ، تعرق ، تكافح ، تكدح ، تتعب ، وتتصور انك وحدك لا احد معك يتعاون ، يساعد ، يعمل . ارفع قامتك ، اصلب عودك ، انظر بعين الايمان والرجاء ، ستجد انه هناك ، هو يملأ الافق ، يداه تتحركان ، تعملان . يده الله خشنة ، مجروحة من آثار العمل ، يداه تعمل معك . بولس وابولوس كانا عاملان مع الله ، في فلاحة الله ، بناء الله . لا تتصور نفسك تقوم وحدك بالعمل ، انت تعمل مع الله . لا تتفاخر بانك تحمل العبء والمسؤولية وحدك ، انت تعمل مع الله ، والله يستطيع ان يتمم العمل كله بدونك فهو كلّي القدرة ، لكن مشيئته ان يتمم العمل بك وبيدك ، هو يحتاج اليك . يحتاج الى قلبك لينبض بمحبته ولهفته على الخراف الضالة . يحتاج الى قدميك لتسعيان وتذهبان الى العالم اجمع . يحتاج الى يديك تحصدان وتقطفان الثمار التي نضجت على الشجر . يحتاج الى ان تعرق بجواره فيسيل عرقك يروي الارض العطشى . نظر المسيح الى الجموع وامعائها تتلوى داخلها جوعا ً حوله . تلفّت الى التلاميذ وارادهم ان يعطوهم طعاما ً ليأكلوا ، لم يكن لديهم الا خمس ارغفة خبز ٍ جافة وسمكتين . ارادهم ان يجعلوهم يجلسون على الارض فاجلسوهم . وقام بعمله ، شكر وبارك وكسّر ومد يديه بالطعام الكثير . وقاموا بعملهم ، وزعوا الطعام على الجياع المنتظرين للطعام . وحقق الرب معجزة اشباع الخمسة آلاف جائع بعمله ِ وعملهم . امام القبر وقف وقد التف اهل بيت عنيا حول قبر لعازر . داخل القبر جسدٌ انتن وعمل به الفساد ما يعمله بالاجساد المائتة . اراد ان يكون لهم دور ٌ في المعجزة فامرهم ان يدحرجوا الحجر ، ودحرجوا الحجر وصلى وصرخ بقوة ٍ : " ً لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا " وخرج لعازر حيا ً، وكلفهم مرة أخرى ان يحلّوه ويدعوه يذهب . عملوا معه ُ وشاركوا في المعجزة ، ارادهم ان يعملوا معه . اراد الله وقصد ان يتمم الفداء ويحقق الخلاص ويرفع حكم الموت ، وجاء في المسيح انسانا ً ، حمل على كتفيه حكم الموت واعتلى الصليب ، وبنى جسرا ً بين الارض والسماء ، وفتح الطريق الى الحياة الابدية . قال : " قَدْ أُكْمِلَ " تم العمل ، لكنه ليخلّص الانسان ، يريدك ان تعمل معه . اذهب الى العالم اجمع واكرز بالانجيل للخليقة كلها ليتحقق قصد الله .
  #383  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

557 - تُظلم السماء ، تتلبد بالغيوم ، تغرب الشمس ولا يظهر القمر . يبدو كل شيء ٍ كئيبا ً ، جبال ٌ من المشاكل والمتاعب تجثم على القلب ، آلام ٌ تجعل الحياة كلها تتجمع في كأس ٍ مر مذاقه ُ لا يُحتمل . معاناة ٌ تُمزق النفس وتحرق الجوف وتجعل القلب ينزف دما ً . وتتلفت حولك فلا تجد معينا ً ولا ترى من يمد يدا ً تسند . الدموع تنهمر بلا أحد يمسحها . الدمٌ ينزف دون من يوقفه . وتصرخ وتضيع الصرخات في الفضاء وتمد يدك ولا أحد يمد يدا ً لك . تتصور انها النهاية ، تحسب ان الحياة توقفت والموت حل بالساحة . في قمة معاناته ، وكان عرقه كقطرات دم ٍ نازلة ٍ على أرض جثسيماني ، صرخ المسيح مناديا ً الآب : " يَا أَبَتَاهُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ " في الحال " ظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ . " ( لوقا 22 : 42 ، 43 ) لم يكن وحده ُ ، كان الله هناك . أبدا ً لن تكون وحدك في وسط الظلام الدامس تجد بقعة نور . أبدا ً لن يتركك منفردا ً ، في تيه الصحراء حولك " عَمُودِ سَحَابٍ " الله يشاركنا آلامنا ، يحزن أحزاننا ، يقاسمنا قلقنا وضيقاتنا . في كل ضيقتنا يتضايق وملاك حضرته ِ يخلّصنا " فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ " ( اشعياء 63 : 9 ) لسنا وحدنا ، هو معنا . هو يُمسك يدك ، يمشي معك خطوة خطوة ، الرب قريب دائما ً منك " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ . إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ." ( مزمور 37 : 23 ، 24 ) . يعاني معاناتي معي ، يحمل احزاني معي ، يواجه صراعاتي معي . وسط الأتون وألسنة النار ترتفع ، تلطم ، تأكل ، تحرق ، يسير بجوارهم ، يضع يده ُ عليهم ، تصد يداه النار عنهم . اذا اهتزت الارض ، تشققت ، اذا تزلزلت وتحطمت وانهارت . اذا خرج من جوف الارض نار واحترقت الصخور والاحجار ، يخرج مع النار ذهب ٌ ويرتفع مع اللهيب خير ٌ ومعادن ثمينة . اذا هوت الاشجار ودُفنت في اعماق التراب تحت الدمار ، يخرج منها فحما ً ، يُعطي طاقة ، يدير الحياة ويزرع الحضارة . لا تخف هناك يد اله ٍ قادر ٍ تُعينك وتحميك . لا تحزن هناك يد ُ أب ٍ محب ٍ تمسح دموعك وتضمد جروحك . لا تيأس ، خلف الغيوم شمس ٌ تطرد الغيوم . لا تكتئب وراء الدموع بسمة ٌ تطرد الدموع . هو هناك ، دائما ً هناك ، وسيبقى دائما ً معك ، دائما ً .
  #384  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

558 - انت مسيحي لأن المسيح فيك " أَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) انت مسيحي ٌ فمع المسيح صُلبت ومع المسيح قمت وحييت . المسيح حي ٌ فيك وانت بالمسيح حي ، تعيش وتتحرك وتحيا . اساس الايمان المسيحي هو ان المسيح فينا ومعنا حقيقة . لا مجازا ً أو تصورا ً بل حقا ً مطلقا ً لا مجال لمناقشته او التشكك فيه . ، المسيح مالكا ً ، مالكا ً لنا ، نحن ملكا ً له . في القديم تحدث الله الى الانسان باشكال ٍ واشخاص ٍ ووسائل متعددة . كان يظهر له في رؤى ، في احلام ٍ ، في احوال ٍ واحداث ٍ معينة . الآن هو فينا ، يتحدث ويوجه ، يتحرك ويحرّك ويحيا . لا نحتاج الى نبي ٍّ ينقل الينا كلام الله وتوجيهاته وارادته . ارادته ُ معلنة دائما ً لنا ومشيئته ُ تحيا داخلنا وتتحقق بنا . قبولنا سيادته واعلاننا اتباعه يخلع عنا الرداء القديم البالي . علاقتنا به وانتمائنا اليه ، ارتداء حياة جديدة وطبيعة ٍ جديدة . طبيعة جديدة لها لباس جديد يناسبها مصنوع ٌ ليليق بها . لباس كامل وسلاح كامل لله . حولنا مكائد ابليس تهاجمنا . هجمات ٌ ضارية ٌ متتابعة ٌ لا تهمد ، ليست من دم ٍ ولحم بل من اجناد الشر . منطقة الحق لاحقاءنا ، درع البر يغطي اجسادنا . انجيل السلام لمسيرنا ، ترس الايمان ليصد سهام الشرير الملتهبة ، خوذة الخلاص لرؤوسنا ، سيف الروح في ايدينا نهاجم به ونصد هجمات وتجارب شيطانية ( افسس 6 ) . اذا كان المسيح يحيا فينا يلزمنا ان نلبس ملابس مختاري الله : " أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا ، وَوَدَاعَةً ، وَطُولَ أَنَاةٍ " ( كولوسي 3 : 12 ) . بدون هذه الملابس نبدو غرباء عن صورة اولاد الله . كمسيحي لا يكفي ان تتمتع بوجود المسيح فيك وانت فيه ، المسيحي الحي يُظهر المسيح للعالم ليجذب العالم الى المسيح . الملابس الواقية ضد هجمات ابليس مع ملابس اولاد الله تعكس المسيح الحي داخلك وتعلن انتمائك له واتباعك اياه . البسها دائما ً ، اظهرها دائما ً ، اعلنها دائما ً ، تمسك بها . الهنا لا يطلب منا ان نفعل الصواب بل نكون انفسنا صوابا ً . لا تعمل الحق فقط بل البس الحق ليعيش الحق فيك . المسيح فيك ليعطيك الطريق والحق والحياة . المسيح فيك لتشعر بالامان وتحيا بالايمان .
  #385  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

559 - خلق الله لنا اليوم لنعمل فيه عمل اليوم . عمل اليوم يُعمل اليوم ، لا يؤجل . لكننا في جهالة نؤجل عمل اليوم الى الغد ، الجهالة هي اننا لا نعلم إن كان لنا غد . اليوم ملك ٌ لك ، تمسك به بيدك ، أما الغد فليس لك ، غير موجود ٍ لديك . والانسان ليس له سلطان ٌ الا على ما بحوزته ، ما هو بيديه . وقف الغني يوما ً ينظر الى حقوله ِ الخضراء الممتدة حتى آخر الأفق ، رأى كورته اخصبت ، رأى الثمر على الشجر والحنطة ذهبا ً كثيرا ً في ضوء الشمس . فكر في نفسه : كل هذا له ، ثمر ٌ كثير . وتسائل : ماذا يفعل ؟ فليس له موضع ٌ يجمع فيه أثماره ، وتطلع الى الغد . قال اهدم المخازن الصغيرة وابني أعظم منها ، أجمع فيها غلاتي . وبطموح ٍ وبجهالة ٍ قال : " وَأَقُولُ لِنَفْسِي : يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ ؟ " ( لوقا 12 : 19 ، 20 ) تصرف برعونة وطمع في غد ٍ ليس له بل هو لله . وكثيرا ً ما نؤجل ونتباطأ في أمور ٍ لو بقيت للغد لضاعت . ونماطل ونسوّف في قرارات ٍ نقدر ان نتخذها اليوم لا الغد . وقف يشوع على ربوة ٍ أمام الشعب بعد ان قادهم الى ارض الموعد . وفي قمة النجاح والانتصار أرادهم ان يتخذوا أهم قرار ٍ لهم ولأولادهم . قال لهم : " اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ " ( يشوع 24 : 15 ) اليوم هو يوم القرار ، لا تأجيل ، لا تعطيل ، لا مماطلة ، لا تسويف . اليوم لا الغد ، اليوم . المصائر لا تحتمل التأجيل خصوصا ً القرارات التي تحدد مصائر أبدية . عبادة الرب لم تكن تؤثر على جيل ٍ أو زمن بل تؤثر على مصير ٍ أبدي . وكل انسان له سلطان ٌ على يومه ِ ، والله ينادي البشرية جميعها اليوم :
" اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ." ( اشعياء 45 : 22 ) .
" لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ ، خَلَصْتَ." ( رومية 10 : 9 ) . " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ " ( اعمال الرسل 16 : 31 ) .
آمن الآن ، اليوم . هذا قرار ٌ لا يؤجل . والصوت الذي تسمعه اليوم قد لا تسمعه غدا ً " إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ " ( مزمور 95 : 7 ، 8 ) وها انتم تسمعون صوته . اقبلوه اليوم ، آمنوا به اليوم . آمنوا ما دام الوقت يُدعى اليوم . غدا ً الوقت يُدعى الغد . اليوم لك ، الغد ُ ليس لك .
  #386  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

560 - حين تُشرق الشمس صباحا ً يبدأ اليوم في حياة كل من يعيش تحت الشمس . رغم ان اليوم في شكله العام واحد ٌ لجميع الناس لكنه يختلف من الواحد للآخر . ظروف كل شخص تجعله يختلف . يوم المريض يختلف عن يوم الصحيح ، يوم الحزين يختلف عن يوم السعيد ، يوم الفقير الجائع غير يوم الغني الشبعان . والصحبة والرفاق والزملاء تجعله يختلف ايضا ً . يوم الفرحين غير يوم العابسين . يوم ٌ حولك اصدقاء غير يوم ٍ مشحون بالاعداء . يوم فيه حمقى غير يوم بهِ حكماء . الظروف والناس حولك تحدد ملامح اليوم لك فيختلف عن يوم الغير . وفوق ذلك كله لو صاحبك الله في يومك وبقي معك ، يكون يومك مختلفا ً جدا ً عن كل الايام ، الله في اليوم يجعله اعظم يوم . تصور ان الله ليس موجودا ً معك أحد الايام ، كيف تقضيه ؟ وتصور ان الله ليس موجودا ً معك في اي يوم ، كيف تكون الحياة ؟ مهما أوتي الانسان من قوة لا يستطيع أن يقاوم هجمات الطبيعة دون الله . هل يصمد لعاصفة عاتية ، رياحها قوية وامواجها عالية ، هل يصمد ؟ نعم نعيش في بيوت ٍ تحمينا ووسائل تدفع عنا ، لكن البيوت تنهار وتنهدم . مهما أوتي الانسان من علم وفهم لا يستطيع ان ينجح في اتخاذ القرار وحده . المجهول يحيط به والطرق متشعبة حوله والحق مخفي عن ناظريه . الله كلّي الحكمة ، يفتح ذهنه ويوجه عقله اذا لجأ الى الله يستشيره . اعظم الرجال لن ينجحوا الا بوجود الله معهم في حياتهم وتصرفاتهم . موسى النبي كليم الله بعد اربعين سنة يرتشف علم وحكمة المصريين ، وبعد اربعين سنة في البرية يتأمل ويمتلأ بقوة ٍ روحية داخلية ، يقف مرتعبا ً أمام العليقة ، يسمع تكليف الله له لانقاذ شعبه ويقول : " مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟ " ( خروج 3 : 11 ) فقال له الله : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ " وكان معه ُ . وبذراع قوية اخرج الله شعبه من مصر بموسى الذي كان معه . وجدعون وعشيرته هي الذلّى وهو الاصغر " هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى ، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي . " ( قضاة 6 : 15 ) . لم يكن يستطيع تخليص الشعب ، لكن الله قال له : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ " وتخلص شعبي منهم ، وهذا ما حدث ، وهذا ما يحدث معك ومعي ومع كل من يكون الله معه . ويعدنا الله ، يعد كل المؤمنين ، يقول : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) . " إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا ، فَمَنْ عَلَيْنَا ؟ " ( رومية 8 : 31 ) .
  #387  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

561 _ تمر الايام متشابهة ، تُشرق الشمس ثم تغرب وينتهي اليوم . وتشرق الشمس ايضا ً ويبدأ يوم ٌ جديد مثل اليوم القديم وتغرب الشمس وينتهي اليوم . هناك ايامٌ صحوة وايام معتمة ، ايام ٌ دافئة وايام باردة ، ايام ٌ منيرة وايام مظلمة ، ايام تأتي بالفرج وأخرى تأتي بالضيق ، أيام ٌ تأتي بالفرح وأيام تأتي بالحزن ، لكنها ايام ، اليوم مثل الآخر ، مهما اختلفت تتشابه مثل اسنان المشط ، الا انه في حياة كل انسان يوم ٌ عظيم ، يوم ينتقل فيه من الموت الى الحياة . زكا العشار عاش ايام جمع فيها مالا ً كثيرا ً ، كل ايامه كانت نفوذا ً وسطوة ، لكنه في داخله ِ كان تعيسا ً ، قلقا ً، حزينا ً ، ايامه ُ ندم ٌ وعذاب ٌ وتأنيب ضمير ، حتى جاء يومه ُ العظيم ، يوم التقى بالمسيح ، رآه من بين اوراق وفروع الجميزة . ناداه المسيح فنزل وجرى الى بيته وجلس بجوار المسيح ، ورأى عينيه . رأى فيهما محبة لم يرها من قبل ، وسمع دعوة للحياة لم يسمعها من قبل . وجد الرجاء ، وجد السلام ، وجد الطريق فألقى بالاموال الملوثة وتطهر . واعلن المسيح له ان " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ " ( لوقا 19 : 9 ) . لص ٌ مذنب ٌ محكوم ٌ عليه بالموت ، قضى ايامه في الشر والاجرام والقتل ، اخذوه ونفذوا فيه الحكم وصلبوه على خشبة ٍ بجوار المسيح في الجلجثة . وجاء يومه ُ العظيم وهو معلق ٌ على الصليب ، تلفت نحو المصلوب معه ، ليس مجرما ً وليس قاتلا ً ، لعله التقى به يوما ً وهو يعلّم أو يصنع معجزة . في الايام الماضية لم يره ُ عن قرب ، أما الآن فهو يراه ، رأى وجهه ُ يشع حبا ً ، حتى لأعدائه ِ . سمعه وهو يرفع رأسه ُنحو السماء ويقول : " يَا أَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ " ( لوقا 23 : 34 ) . سمع ذلك وعرف من هو . هو ليس انسانا ً كباقي البشر . أي انسان يستطيع ان يطلب غفرانا ً لمن صلبوه ؟ المصلوب في الجانب الآخر كان يجدّف عليه : " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا " ( لوقا 23 : 39 ) واستشاط اللص غضبا ً : " وَانْتَهَرَهَُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ ؟ " الصلب " أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل ، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا ، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ " وفي ابتهال ٍ قال للمسيح : " اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ " وبسرعة اجابه المسيح : " الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ " يا له من يوم ٍ عظيم .
وانت ، ماذا عن يومك َ العظيم ؟ هل قابلت المسيح ؟ هل قابلته ؟
  #388  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

562 - مر على مولد المسيح الفا عام ، الفان من السنين ، عشرون قرنا ً مضت ، و نخطو في القرن الحادي والعشرين ، وستمر السنون سنة وراء سنة . منذ ميلاد المسيح ، منذ مجيئه الى العالم والمؤمنون بالمسيح ينتظرون مجيئه الثاني . ما ان رأوه يصعد الى السماء أمام عيونهم وتأخذه السحابة عن اعينهم ، وقفوا يشخصون الى السماء وهو منطلق ٌ ، ولعلهم كانوا ينتظرون عودته ، تنقشع السحابة ويهبط مرة اخرى اليهم . لكن الرجلين في الملابس البيضاء اعلنا لهم : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ " ( اعمال الرسل 1 : 11 ) . منذ ذلك الوقت ونحن ننظر ونراقب السماء ، ننتظر عودة المسيح ، ننتظر مجيئه الثاني ، العلامات تؤكد ان وقت مجيئه قد حان . وتمر الايام وتتابع السنوات ونحن ننتظر ، ننتظر الرجاء المبارك . لم يحظر حتى اليوم ، مرت الفا سنة ولم يحظر ، عشرون قرنا ً ننتظر . طال وقت الانتظار ، بدأ الاحباط والشك يهاجم الكثير من المؤمنين . لكن هل يقيس الله السنوات كما نقيسها ؟ هل عند الله اثنا عشر شهرا ً في السنة ؟ هل الشهر ثلاثون يوما ً ؟ هل اليوم اربع ٌ وعشرون ساعة ؟ أم هو كألف سنة والالف سنة كيوم ٌ واحد ؟ " أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ." لو حساب الله هكذا سيكون ما مر ّ يومان . بهذا الحساب لن نشعر بالاحباط والملل أو الشك في وعد الله بمجيء المسيح ثانية ً . الرب لا يتباطأ عن وعده ، هو يتأنى ويتأنى حتى يأتي الجميع الى التوبة . يمد الله حبال الصبر حتى لا يهلك احد ، ثم يأتي يوم الرب الذي حدده . يوم ٌ لا تحدده السنون ، يوم ٌ لا يأتي كباقي الايام ، سيأتي فجأة ً " لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. " ( 1 تسالونيكي 5 : 2 ) لا يتوقعه احد ، مهما راقبوا الاحداث ، مهما أحصوا العلامات وتابعوها . حين تحدث المسيح عن علامات مجيئه لم يقل بعد الحروب والقلاقل يأتي ، لم يقل بعد حدوث الزلازل والمجاعات والأوبئة أعود ولا بعد الاضطهاد والقتل والاستشهاد . لم يربط المسيح مجيئه ُ بتلك الاحداث والعلامات . لا بد ان يحدث ذلك كله ولا يكون المنتهى بعد " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا " . يوم الرب وساعة مجيئه لا يعلم بها احد ولا ملائكة السماوات الا الله الآب وحده " وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. " كم الف سنة أخرى باقية أوكم يوما ً باقي على مجيء ذلك اليوم ؟ لا أحد يعرف وليس لنا ان نعرف لكن علينا ان نسهر ، علينا ان نستعد " لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ . و" أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى ؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ " ( 2 بطرس 3 : 11 ، 12 ) .
  #389  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

563 - تُشرق الشمس ، تتحرك في السماء نحو الغروب وتمر الساعات وينتهي اليوم . نراقب تحرك عقارب الساعة ، تنقضي الدقائق ، تكتمل الساعات ويأتي الليل هكذا نحسب اليوم : شروق ، نهار ، مغيب ، ليل ، ويتم اليوم ، هكذا نحسب الايام . ليس هكذا يحسب الله الايام . كان الله منذ بداية الزمن يحسب الايام بشكل ٍ مختلف . في بداية الخلق حسب الله الايام الستة الاولى ، اول ايام الوجود بالعكس ، خلق النور " وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ .. ….. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا. ً " ( تكوين 1 : 4 ، 5 ) . حسب الله اليوم من المساء الى الصباح ، من الظلام الى النور ، من الليل الى النهار . ظلام ٌ يغطي الكون ، ليل ٌ يخيّم على العالم ، ثم تظهر نجمة الصبح وتشرق الشمس . كل ليل ٍ ينتهي في نور النهار . مهما طال الليل شتاء ً أو قَصُر صيفا ً سينبلج نور النهار ، وستنتهي كل الليالي ، وتمضي كل الايام ويحل اليوم الابدي حيث لا يوجد ظلام . هذا ما رآه يوحنا الرائي وحدثنا به في رؤياه وهذا ما ننتظره ونتلهف عليه . سوف لا يكون ليل فيما بعد " لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ " . الله اعطى النور ، الله النور يجعل الابدية نور . تغيب الشمس في المحيط الاسود وبالتالي يختفي القمر ولا يكون للنجوم مكان . الله الموجود دائما ً يولد " سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً " يغلفها نور وجوده . يُخرج من اللليل نهارا ً دائما ً . يُخرج من الخليقة القديمة خليقة ً أبدية ً جديدة ، ونبقى مع الله الى الابد ، نهارٌ لا ليل له ، نور ٌ لا ظلمة فيه . تشترك خليقة الله الجديدة في مجده الازلي الابدي ولا يكون زمن ٌ بعد . هنا نحن في ليل ، تمر بنا ليالي سوداء مظلمة تطول احيانا ً وتقصر احيانا ً. هنا تكون الحياة مظلمة ً بسبب الخطية ، بسبب الحزن ، بسبب الالم ، بسبب الجهل . ونعاني من الظلام ، ثقيل ٌ مقبض ٌ قاسي نتمنى انقشاعه وزواله ُ . وتُشرق الشمس بنورها حين نتطهر من الخطية ونتخلص من الحزن والالم والجهل . الله لا يسمح ان نبقى في الظلمة ، يأتي بمغفرته فتنير حياتنا وتُبهج قلوبنا . وعدنا الله ان بعد الظلمة نورا ً ووراء اليل صباحا ً ونهارا ً جميلا ً . لذلك يحصي الله الايام كما احصاها في القديم ، مساء ٌ ثم صباح ، يوما ً جديدا ً . ونحن في ظلام الليل نعلم ان النورلا بد مقبل فنعيش على رجاء الصباح . عش حياتك هنا نورا ً متصلا ً مبنيا ً على رجائك في الله نورك .
  #390  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752
افتراضي

564 - الارض خصبة ، متسعة ، والمياه قريبة ، كافية ، وبكل عناية ٍ زرع الكرّام التينة . رعاها وسط الكرم ِ ووفر لها كل ما تحتاجه اليه لتنمو ، الارض والماء والجو . امتدت جذور شجرة التين ، انتشرت ، تشعبت في الارض ، وجدت لها مأكلا ً . ذهبت الجذور تخترق الطين اللدن وتعيش على ما تأخذه من الكرم . مرت السنوات وطال الوقت وامتدت الايام والتينة تتغذى وتنمو . في كل صباح يأتي الكرّام يبحث في اغصان التينة وبين اوراقها عن ثمر ، انتظر وانتظر ، مد حبال الصبر ، زاد من عنايته ِ بالشجرة ، لكن بلا ثمر . جاء صاحب الكرم يزور كرمه ، وجد شجرة التين منتصبة ً وسط المكان ، فروعها طويلة ، اوراقها خضراء ، جذعها طويل ٌ قوي ، لكن ثلاث سنوات ٍ ولا تثمر . سأل الكرّام عن الشجرة : لماذا لا تعطي ثمرا ً ؟ لم يكن لدى الكرّام جواب .
- قال : " اِقْطَعْهَا " لماذا ابقيت عليها كل هذا الوقت ؟ هي لاتبشر بخير او ثمر ." لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ" لماذا تأخذ غذاء اشجار الكرم المحملة بالثمار ؟ لماذا ؟ اقطعها . وفّر ما تتناوله من غذاء وما تستهلكه من ماء ومكان وعمل .
نظر الكرّام الى الشجرة ، حام حولها . اهتز قلبه حبا ً وعطفا ً عليها . نعم هي لا تثمر ، مرّت السنوات ، السنة تلو الاخرى وهي لا تثمر ، مصيرها القطع . لكن احشائه ُ أنّت داخله ، لعله قصّر ، لعلها تحتاج الى بعض الجهد ، بعض العرق . صبرُ صاحب الكرم نفذ ، لكن صبره هو لم ينفذ . ما يزال لها وقت ٌ عنده . طلب من صاحب الكرم وقت آخر ، سنة ً أخرى ، " ً اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا ". سنة واحدة يشمّر فيها عن ساعده ، وينحني ، ينقب حولها ويضع زبلا ً . وضعت ُ من قبل ، نقبّت ُ من قبل ، انتظرت بدل من السنة ثلاث سنوات ولم تثمر . سنة ٌ أخرى ، سنة ٌ جديدة ، فرصة ٌ جديدة . مد َّ في عمرها سنة ، فإن لم تأتي بثمر اقطعها ، اصنع بها ما تشاء بعد ان تدعني افعل ما اشاء . يا لصبر هذا الكرّام ، يا لاصراره ، يا لحبه ، ويا لإهتمامه بانقاذ الشجرة . ويا لصبر الله معنا ، يا لصبر الرب علينا ، يرانا بلا ثمر ، بلا فائدة . نستحق القطع والقلع ، نبطّل الارض ، نشغل مكانا ً في الحياة بلا نتيجة . ويصدر الحكم بالموت ، ويتدخل كرّامنا الاعظم ويعطي مهلة ً جديدة ، سنة ً جديدة ، فرصة ً جديدة ، ويعمل معنا ويتعب ويعرق ويكافح وينتظر ان نُثمر ، أن ننتج ، والا ...
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ربنا ممكن يأخر حاجة جميلة عشان يخليها أجمل😍 Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 0 03 - 04 - 2023 03:46 PM
مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي Mary Naeem أقوال الأباء وكلمة منفعة 0 08 - 01 - 2023 01:02 PM
أجمل| أسماء ولاد جميلة حديثة وقديمة MenA M.G أسماء أولاد 0 23 - 08 - 2018 06:59 PM
جميلة عوض vs سلمى حايك..أيهما أجمل فى لوك فريدا كاهلوا؟ Mary Naeem قسم المواضيع العامة المتنوعة 0 03 - 08 - 2017 04:15 PM
قرية ون قن السويسرية هي قرية جميلة وساحرة ومن أجمل الوجهات السياحية Mary Naeem الصور العامة والمتنوعة 0 19 - 11 - 2014 06:53 PM


الساعة الآن 11:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025