![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38691 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا كان للرب صندوق، هذا الذي تخدمه الملائكة، إلاَّ ليعلن بصراحة أن كنيسته تلتزم فيما بعد أن يكون بها مستودع للمال؟ لماذا أعطى اللص هذه المسئولية إلاَّ ليعلم كنيسته طول الأناة في احتمال اللصوص؟ لكن ذاك الذي اعتاد أن يختلس مالاً من الصندوق لم يتردد في أن يسلم ربه من أجل المال. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38692 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة المال أمر مروع، فإنها تفسد الأعين والآذان، وتجعل البشر أردأ من الوحوش المفترسة، فلا تعطي للإنسان أن يضع في اعتباره ضميره ولا الصداقة ولا الزمالة ولا خلاص نفسه، وإنما تسحبه من هذا كله، كسيدة عنيفة تستعبد من تأسرهم... لقد جعلت جيحزي أبرص بدلاً من كونه تلميذًا ونبيًا، وأهلكت حنانيا (وسفيرة) معه، وجعلت يهوذا خائنًا. محبة المال أفسدت قادة اليهود... جبلت ربوات الحروب، وملأت الطرق بالدماء، والمدن بالنحيب والمراثي. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38693 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقد سلم جسده المبذول طعامًا روحيًا عند تأسيسه سرّ الأفخارستيا في خميس العهد، والآن إذ بذل جسده بإرادته يعلن عن تكفينه. هكذا يؤكد السيد إرادته المقدسة الحرة في قبول الموت والدفن من أجل العالم ليهبهم قوة قيامته وبهجتها. v قول السيد المسيح عن مريم "اتركوها، إنها ليوم تكفيني قد حفظته" ذكر الدافع لما فعلته المرأة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38694 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() انظروا يا اخوة، فإنه لم يقل له: "إنك تقول هذا من أجل لصوصيتك". لقد عرفه أنه لص. ومع هذا لم يخَوِّنه بل بالأحرى احتمله، مقدمًا لنا مثالاً للصبر في احتمال الأشرار في الكنيسة. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38695 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بخصوص حضوره الإلهي معنا، فالمسيح حاضر على الدوام، وبخصوص حضوره في الجسد، بحق قال لتلاميذه: "لست معكم في كل حين" القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38696 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لا يمكن أن نمارس عملاً على حساب الآخر، إذ حبنا للفقراء يتناغم مع حبنا للقديسين الذين لا يزالوا أحياء يمارسون الحب لله كما لكل البشرية بالصلاة والشكر الدائم. v أراد المسيح أن يحد من شره المتزايد، مستخدمًا تواضعًا عظيمًا نحوه. لذلك لم يذّكره بالسرقة مع أنه يعرفها، وهكذا وضع عبارة تحجز رغبته الشريرة، وتنزع عنه كل دفاع عن نفسه. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38697 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كانت حياتها السابقة تتسم بنوع من الإهمال، وقد تقيّدت بأربطة الغنى، ورقدت كمن هي ميِّتة في قبر العالم. لكن يسوع تحرك في ضيق وانزعج بالروح وصرخ: "بلاسيلا، هلم خارجًا". لقد قامت عند دعوته، وخرجت وجلست تأكل مع الرب (يو 2:12). في غضب هدّدها اليهود، يطلبون قتلها، لأن المسيح أقامها (يو 10:12). إنها تكتفي بأن يعطي الرسل المجد للَّه. بلاسيلا تعرف أنها مدينة بحياتها لذاك الذي رد لها الحياة. إنها تعرف أنها تقدر الآن أن تحتضن قدمي ذاك الذي منذ قليل كانت ترهبه كديّان لها... أيّة تعزية لها في كلماتهم (للمقاومين لها) التي هي أخف من الدخان؟ القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38698 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما كان يستطيع المسيح الرب القادر أن يقيم من الأموات أن يقيم من يُقتل (أي يقيم نفسه حين طلب اليهود قتله)؟ حينما كنتم تعدون موتًا عنيفًا للعازر، هل كنتم تجردون الرب من سلطانه؟ إن كنتم تظنون أن الميت غير المقتول فانظروا فقط إلى هذا، أن الرب فعل الأمرين، فأقام لعازر حين كان ميتًا، وأقام نفسه حين قُتل. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38699 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فدانا بموتِهِ فأحيانا ![]() حيٌّ هو الله. لو لَم يكُن حيًّا لما كانَ الله. وحياةُ “اللهِ-الحياةِ” أبديَّةٌ، لا موتَ فيها كما حياتُنا. لا نعجبُ إن قيلَ في أحدِهِم أنَّهُ تألَّمَ وماتَ وقُبرَ، لأنَّ حياةَ الإنسانِ ألمٌ ينتهي بالموتِ الأكيد. لكنَّ العقلَ يحارُ بسرِّ ابنِ اللهِ الحيِّ، الَّذي تألَّمَ وماتَ وقُبر. اللهُ الَّذي شاءَ أن يُخلِّصَنا ويُشركَنا بحياتِهِ الإلهيَّةِ، تمَّم مشيئتَهُ بنوعٍ عجيبٍ، إذ أرسلَ لنا ابنَهُ الحبيبَ، ليأخذَ طبيعتَنا البشريَّةَ، ويُشابهَنا بكلِّ شيءٍ، ما خلا الخطيئةَ، ويموتَ موتَنا عَنَّا ومِن أجلِنا، ويجذبَنا بقيامتِهِ ارتفاعًا نحوَ حياةٍ أبديَّةٍ لا تفنى. قبِلَ الابنُ مشيئَةَ الآب. حُبًّا وثقةً بالآبِ قبِلَها. وقبِلَها حبًّا بنا أيضًا. احتمَلَ يسوعُ بنوعٍ كاملٍ أقسى الآلامِ النفسيَّةِ والجسديَّة. اختبرَ الذُلَّ والتَركَ والمهانةَ، اختبرَ الأوجاعَ والجوعَ والعطشَ والإرهاقَ، وتكلَّلَت آلامُهُ بموتِ العارِ على الصليب. احتملَ عِقابَ المُجرمينَ، وهو لا ذنبَ لهُ، ليمنحَ التبريرَ لكلِّ خاطئ. اقتيدَ كالعبدِ واحتملَ السجنَ والجلدَ، وهو السيِّدُ، ليمنحَ التحريرَ لكلِّ أسير. قَبِلَ الموتَ الأقسى والأفظعَ، ليتَّحِدَ بآلامِ جميعِ الناسِ ومآسيهِم. بقبولِهِ لم يرضخ لميتتِهِ الخاصَّةِ كسائرِ الناسِ، بل اختارَ الموتَ عن سائرِ الناسِ ومِن أجلِهم. حكمةُ اللهِ في تخليصِنا تفوقُ العقولَ والمدارك. لا يعرفُ عَنها شيئًا إلَّا مَن استنارَ بالروحِ القدس. أمَّا نحنُ اليومَ فيلجأُ بعضُنا للتخفيفِ ليجعلَ الحدثَ أكثرَ تطابقًا معَ منطقِهِ المحدود. وما الهرطقاتُ عبرَ الزمَنِ سوى تخفيفٍ أو اجتزاءٍ لتبسيطِ ما يصعبُ على العقلِ البشريِّ أن يحتويَهُ. قد نجدُ مثلًا مَن يقولُ في موتِ يسوعَ، الَّذي اتَّحَدت فيهِ الطبيعتانِ الإلهيَّةِ والإنسانيَّةِ يومَ تجسَّدَ، أنَّ الطبيعةَ الإنسانيَّةَ وحدَها ماتَت على الصليب، أمَّا الطبيعةُ الإلهيَّةُ فغيرُ مائتةٍ وقامَت للحياةِ الأبديَّة. اعتقادٌ مثلُ هذا، لساذجٌ وسخيفٌ لأنَّ الطبيعةَ بحدِّ ذاتِها لا تموت. المُعلَّقُ على الصليبِ هو شخصُ يسوعَ بطبيعتَيهِ المُتَّحدتَينِ بغيرِ انفصالٍ قبلَ الموتِ وفيهِ وبعدَه. وتخفيفٌ آخرٌ يقولُ أنَّ يسوعَ ثائرٌ مُتمرِّدٌ اعتلى صليبَهُ كما ملكٌ على عرشٍ، لا يُخضِعُهُ ضربُ الجُندِ، ولا تُخجِلُهُ إهاناتُ المُتفرِّجينَ، ولا يُحزِنُهُ هروبُ التلاميذ. وكأنَّ أصحابَ الاعتقادِ هذا، يتصوَّرونَهُ إلهًا بطَّاشًا، يُحمِّلونَهُ رغباتِهِم بالتمرُّدِ على الأنظمةِ والمجتمعاتِ والعاداتِ والتقاليد. يُشبهونَ بعضَ اليهودِ الغيارى الَّذينَ أرادوا يسوعَ قائدًا عسكريًّا وملكًا زمنيًّا على إسرائيل. يُريدونَهُ قويًّا بحسبِ منطقِ العالمِ، مُحاكيًا أفكارَهُم الخاصَّة. فيُنكرونَ الخضوعَ الَّذي اختارَهُ مِن أجلِ تخليصِنا. مَن حملَ طبعَنا الإنسانيَّ قاسى الألَمَ الحقيقيَّ واقتيدَ إلى الذَبحِ كالحملِ الوديعِ ولَم يفتَح فاه. ماتَ البريءُ بينَ لصَّينِ فوقَ خشبةِ العارِ، مُعرًّى مِن ثيابِهِ، تنظرُ عورتَهُ الجموعُ فتشمئزُّ مِنه. الَّذي اتَّحدَت فيهِ المشيئَتانِ الإلهيِّةِ والإنسانيَّةِ، اختارَ الخضوعَ لمشيئَةِ الآبِ ومشيئَةِ الناسِ، لا التمرُّدَ، حُبًّا بالآبِ وبالناسِ. علَّمَنا أنَّ الحُبَّ يبلغُ غايتَهُ في الخضوعِ للهِ مِن أجلِ الآخرين. وتخفيفٌ آخرٌ يقولُ أنَّ يسوعَ قامَ لحظةَ موتِهِ مُباشرة. هذا يرتبطُ بمفهومِنا المُعاصرِ للموتِ، إذ نحدُّهُ بلحظَةِ انتهاءِ الحياةِ الماديَّةِ البيولوجيَّة. أمَّا الموتُ فهو امتدادٌ بعدَ الحياة. اعتقدَ الأقدمونَ بالجحيمِ، مثوىً للأمواتِ، يذهبُ إليهِ جميعُ المُنتقلينَ مِن هذهِ الحياة، وبأنَّهُ مكانٌ أرهبُ مِن حدثِ الموتِ بذاتِهِ، لأنَّهُ حتميٌّ، لا خيارَ للإنسانِ في تجنُّبِهِ، ولا معنى فيه. هو الموتُ الوجوديُّ الَّذي يفوقُ موتَ الجسدِ فظاعة. اختارَ يسوعُ أن يموتَ اتِّحادًا بموتِنا، لا بحسبِ الجسدِ وحسبُ، بل موتًا وجوديّا. القديرُ قبِلَ حتميَّةَ اللَّامعنى. تابعَ مسيرَةَ تجسُّدِهِ نزولًا حتَّى بلغَ أعماقَ الموت. نزلَ يسوعُ ابنُ اللهِ إلى مثوى الأمواتِ ومكثَ بينَهُم أيَّامًا ثلاثة. لم يقُم الربُّ مِن موتٍ ناقصٍ ما عرفَهُ كاملًا. بل قامَ مِن عُمقِ الجحيم. في مكانِ الموتِ، في عُقرِ دارِهِ، غلَبَهُ نهائيًّا وقام! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38700 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() آلام المسيح ونوعيتها "جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله"(10).![]() آلام المسيح ونوعيتها 1. الآلام النفسية 2. الآلام الجسدية 3. الآلام الكفارية ذاق السيد المسيح ثلاثة أنواع من الآلام، هى الآلام النفسية والجسمية والكفارية. 1- الآلام النفسية ![]() ذاق الآلام النفسية منذ ولادته فقد أخضع نفسه لكل ما للطبيعة البشرية: 1- لأنه أخلى نفسه من مجده وأخذ صورة العبد "أخلى نفسه آخذاً صورة عبد"(1) "إنه من أجلكم أفتقر وهو غنى لكى تستغنوا أنتم بفقره"(2). 2- "ومن ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته فى كل شئ لكى يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً فى ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه فيما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين"(3) لذا يقول الكتاب "كان مجرباً مثلنا فى كل شئ بلا خطية"(4). ولأنه جاء لكى يتألم فقد ذاق الألم منذ ولادته إذ ولد فى مذود البقر كأفقر طفل(5) ولما كبر لما يكن "له أين يسند رأسه"(6) فوصفه الكتاب بأنه "رجل أوجاع ومختبر الحزن"(7). جاء لكى يتألم، فقد كان محتوماً أن "يتألم مراراً كثيرة منذ تأسس العالم"(8) ودعا الكتاب آلامه ب "الآلام التى للمسيح"(9). وكانت آلامه النفسية تشمل: - آلام الرفض من أمته التى رفضته فرفضها: " يا أورشليم.. كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحها ولم تريدوا. هوذا بينكم يترك لكم خراباً"(11). ومن فرط حزنه على أمته "بكى عليها"(12). - آلام بسبب شك تلاميذه فيه ليلة القبض عليه وتركهم له وحيداً(13). - آلام بسبب خيانة يهوذا له وبيعه بثلاثين من الفضة(14). - آلام بسبب إنكار بطرس له أمام جارية وبعض الخدم(15). - وما حدث له منذ لحظة القبض عليه وحتى صلبه ودفنه. كانت آلامه النفسية مرة وقاسية كالموت، فقد ذاق ألم البصق فى الوجه واللطم واللكم والسخرية والاحتقار فحق فيه قول الكتاب: "أما أنا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب"(16). (أ) فقد سخر منه رئيس الكهنة ورؤساء اليهود وبصقوا فى وجهه ولكموه ولطموه ساخرين قائلين "تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك"(17) وذلك بعد أن شهدوا عليه زورا(18). وأدعوا عليه أمام بيلاطس أنه "يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية ليقصر قائلاً أنه مسيح، ملك"(19) مع أنه سبق أن قال لهم "أعطوا ما ليقصر لقيصر وما لله لله"(20) كما أدعوا أنه "فاعل شر"(21). (ب) سخر منه هيرودس الملك واحتقره مع عسكره "وأستهزأ به وألبسه لباساً لامعاً"(22) سخرية به وإحتقاراً له. (ج) سخر منه الجنود الرومان وأحتقره وأستهزأوه به وألبسوه أرجواناً وضفروا أكليلاً من شوك ووضعوه عليه" وكانوا يسخرون منه قائلين "السلام يا ملك اليهود. وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ويبصقون عليه ثم يسجدون له جاثيين على ركبهم. وبعد ما أستهزأوا به نزعوا عنه الأرجوان وألبسوه ثيابه وخرجوا به ليصلب"(23). (د) جلده بيلاطس كنوع من التأديب "فأنا أؤدبه وأطلقه"(24) ثم أسلمه ليصلب. فذاق المسيح من ظلم اليهود الذين حكموا عليه بالموت زوراً وظلماً، وظلم بيلاطس الذى جلده وصلبه وهو يعلم أنه برئ(25). (و) لم يشفق عليه قومه لحظة واحده ولما أحسوا أن بيلاطس يمكن أن يطلقه صرخوا قائلين "أصلبه أصلبه"(26) "دمه علينا وعلى أولادنا"(27) مع أنه الذى شفى مرضاهم وأقام موتاهم وكان يجول بينهم " يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس"(28). ولم يشفقوا عليه حتى وهو على الصليب يحتمل كل أنواع الآلام فسخروا منه وأستهزأوا به وعيروه(29). فأنطبق عليهم وعليه ما سبق أن تنبأ به داود ورأه بعين الوحى وكأنه كان جالساً تحت الصليب يدون ما يراه قائلاً بلسان المسيح: "إلهى إلهى لماذا تركتنى... أما أنا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب. كل الذين يروننى يستهزئون بى. يفغرون الشفاه وينعصون الرأس قائلين أتكل على الرب فلينجه. لينقذه لأنه سر به... أحاطت بى ثيران كثيرة. أقوياء باشان أكتنفتنى... لأنه أحاط بى كلاب جماعة من الأشرار أكتنفتنى. ثقبوا يدى ورجلى. أحصى كل عظامى. وهم ينظرون ويتفرسون فى. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون"(30). 2- الآلام الجسدية ![]() إذا كانت آلام السيد المسيح النفسية قاسية ومريرة فقد كانت آلامه الجسمية أيضاً رهيبة وقاسية قسوة الموت. فقد لطم ولكم وضرب بالقصبة على رأسه وجلد ووضع أكليل الشوك على رأسه وحمل الصليب وهو منهك وصلب بتسمير يديه وقدميه. 1- اللطم واللكم والضرب بالقصبة على رأسه بعد القبض عليه فى منتصف الليل وقف أمام السنهدرين ورئيس الكهنة وبدأت الإصابات الجسدية بأن لطمه واحد من الخدم(31) ثم بصق الحراس فى وجهه الطاهر "ولكموه. وآخرون لطموه"(32) ساخرين. وكذلك عندما وقف أمام بيلاطس سخر منه الجنود الرومان "وكانوا يلطمونه" و"بصقوا عليه أخذوا القصبة وضربوه على رأسه"(34). وكانت الضربات واللكمات شرسة ووحشية وعنيفة بلا رحمة فقد كانت تنهال عليه بلا وعى وبلا حساب. كما كانوا يضربونه بالقصبة على رأسه بوحشية، فكان يتألم بشدة ولكنه لم يفتح فاه من شدة الألم كما قال الكتاب عنه: "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه"(35). وقد كتب أحد العلماء (د. دافيد ويلز Dr. David Willis) تقريراً عن الجراحات التى لاحظها على صورة الوجه المقدس يقول: "إنتفاخ فى حاجبى العينين – تمزق فى جفن العين اليمنى – إنتفاخ كبير تحت العين اليمنى – إنتفاخ فى الأنف – جرح مثلث الشكل على الخد الأيمن متجهاً بقمته نحو الأنف – إنتفاخ فى الخد الأيسر – إنتفاخ فى الجانب الأيسر للذقن"(36). وهذا يوضح نبؤة الكتاب عنه التى تقول: " لا صورة له ولا جمال ننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس رجل أوضاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهرنا محتقر فلم نعتد به"(37). 2- الجلد كان الجلد عقوبة قاسية تطبق على العبيد والرعاع ولا تطبق على المواطن الرومانى الحر(38). كما كان الجلد يعتبر عقوبة كاملة إذا يجلد المتهم بسوط مكون من ثلاثة سيور من الجلد ينتهى كل منها بقطعتين من العظام أو كرتين من المعدن (قطر 12مم)، فيهوى الجندى الرومانى بكل قسوة بالسوط على الشخص فيحدث ستة تمزقات فى جسده. وكانت هذه العقوبة تؤدى إلى الموت أحياناً من شدة ما تحدثه فى الجسد من تمزقات. والكتاب يقول أن بيلاطس البنطي أمر بجلد السيد المسيح(39)0 ويرى أكثر المفسرين أن بيلاطس أمر بجلد السيد المسيح كعقوبة كاملة "فأنا أؤدبة وأطلقة لكم"(40) لكى يرضىاليهود0 وجلد الجنود الرومان السيد المسيح بوحشية وعنف حتى تركت آثار الجلدات على جسده الطاهر حوالى 130 (*) جرحاً (كدمه) من الكتفين إلى اسفل فتحقق فيه قول الكتاب: " بذلت ظهري للضاربين وخذى للناتفين.وجهى لم استر عن العار والبصق"(41). ولما وجد الجلادان أن السيد علي وشك الموت توقفا عن الجلد وألبسوه ثوب أرجوان.وأخرجه بيلاطس وهو فى هذه الحاله من الالم والأعياء الشديدين لكى يشفي غليل اليهود فيكتفون بذلك ولكن لآجل قساوة قلوبهم لم يكن يرضيهم سوى قتله. "فخرج يسوع خارجاً وهو حامل أكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس هوذا الإنسان.فلما رأه الكهنه والخدام صرخوا قائلين أصلبه أصلبه...يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله"(42). وقبل أن يحمل الصليب "أستهزأوا به ونزعوا عنه الأرجوان" الذى كان قد التصق بالجسد الذى كان ينزف منه الدم من موضع الجلد..مما جعل الجروح تنزف من جديد وتسبب ألاماً مضاعفه ورهيبه "وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه"(43). 3- أكليل الشوك بعد كل هذه الألام الرهيبه وجد الجنود الرومان فى السيد المسيح _ اليهودى العامى الذى يقال عنه أنه ملك _فكاهه وتسليه فضفروا حزمه من الآشواك فى شكل تاج وغرسوها فى رأسه بشده وعنف فأحدثت فى الرأس من خلف وأعلى الجبهه أكثر من إثنتى عشر ثقباً سال منها الدم على الرقبه والعينين وخصال الشعر فكان يحرك رأسه يميناً ويساراً من شدة الآلام التى نتجت عن ذلك ألاماً ناريه لاحد لها: وما كان يزيد من شدة ألامه أن العسكر كانوا يضربونه بالقصبه على رأسه "وأخذوا القصبه وضربوه على رأسه"(45) فكانت الأشواك تنغرس بعمق اكثر مسببه ألاماً ناريه لاحد لها. 4- الصلب "وبعد ما إستهزأوبه نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب "(46). "فخرج وهو حامل صلبه إلى الموضع الذى يقال له موضع الجمجمه ويقال له بالعبرانيه جلجثه حيث صلبوه"(47). حمل السيد صليبه عبر طريق الألام من دار الولايه إلى الجلجثه (650 يارده) وهو منهك من الدم بسبب هذه الجروح الكثيره التى فى جسده. فكان يئن تحت حمل الصليب الثقيل كما كان السطح الخشن للصليب ينحر فى الجلد والعضلات المتهرئه للكتفين مسبباً تمزقات عميقه وداميه فوق جراحات السياط وكذلك مسبباً ألاماً مبرحه لا حد لها فيسقط بالصليب الثقيل اكثر من مرة على وجهه وركبتيه مما سبب تجلطات وآلاماً اضافية. فأتوا بسمعان القيروانى لمساعدته فى حمل الصليب: "ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع"(48). وكالعادة كان الجنود الرومان يضربونه بالسياط طول الطريق بوحشية وثنية مجردة من العواطف الإنسانية. ثم صلبوه بتسمير يديه بمسمار حدادى مربع فنفذ من المعصم إلى الخشبة ثم سمروا قدميه بنفس الطريقة بلا رحمة ولا شفقة معلقين إياه على الصليب وكان جسده الطاهر محمولاً بكل ثقله على القمين والمعصمين وكان جسده يحمل على قدميه عند أرتفاعه إلى أعلى ويحمل على يديه عند أنخفاضه إلى أسفل للقيام بعملية التنفس وحتى لا يحدث شلل للعضلات الصدرية فيعجز عن التنفس، وقد استمرتا هذه العمليات حوالى ثلاث ساعات، وقد كانت هذه العمليات تحدث آلاماً نارية لا يتصورها العقل "سواء دوران كل من المعصمين حول المسمار الذى يحتك بالعصب الأوسط وبعظام الذراع، أو أرتكاز الجسد بكل ثقله على المسمار الذى أخترق القدمين كليهما"(49). وهنا تحقق قول داود النبى فى نبؤته عن صلب المسيح وآلامه: "كالماء انسكبت. أنفصلت كل عظامى. صار قلبى كالشمع. قد ذاب فى وسط أمعائى يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى. لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار أكتنفتنى. ثقبوا يدى ورجلى"(50). 3- الآلام الكفارية يقول الكتاب "أجرة الخطية هى موت"(51) والإنسان أخطأ وكان لابد ان يموت موتاً أبدياً "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع"(52) ولكن السيد المسيح، الإله القدير، أرتضى أن يتخذ جسداً ويموت عن الخطاة "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات فى الوقت المعين لأجل الفجار"(53) "البار من أجل الأثمة"(54). "بذل نفسه لأجل خطايانا"(55) كما قال "أنا أضع (أبذل) نفسى عن الخراف"(56). قبل الموت والآلام نيابة عنا "تألم.. لأجلنا"(57) جعل "نفسه ذبيحة إثم"(58) لأجلنا لكى "يرفع خطية العالم"(59)، "قدم عن الخطايا ذبيحة... ذبيحة نفسه"(60) وذلك لكى "يبطل الخطية بذبيحة نفسه"(61)، وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره (بجروحه) شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا"(62). تألم المسيح آلاماً نفسية وجسمية وكفارية مع أنه "القدوس البار" الذى لم يعرف خطية"(63) والذى قال عنه الكتاب "قدوس بلا شر ولا دنس قد أنفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات"(64) ولكنه أرتضى أن يتألم نيابة عن الخطاة، يتحمل هو خطية العالم "جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه"(65). "لذلك جاء فى الجسد"(66) "اتخذ جسداً"(67) ولكن بلا خطية "جاء فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد"(68). سفك دمه وتألم ومات على الصليب لأجلنا، احتمل الآلام الرهيبة فى جسده المحدود المتحد بلاهوته غير المحدود لكى يكفر عن خطايانا غير المحدودة، احتمل الآلام القاسية والمرة والرهيبة على الصليب لكى يشترينا نحن شعبه وكنيسته أو كما يقةل الكتاب "كنيسة الله التى أقتناها بدمه"(69). كانت آلامه الجسمية والنفسية والكفارية قاسية ورهيبة ومرة، احتملها وصاح من شدتها فقد كانت آلاماً مريرة وغير محدودة للإله المتجسد غير المحدود: "عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح"(70). --- (1) فى 7: 2. (2) 2 كو9: 8. (3) عب 17: 2 و 18. (4) عب 15: 4. (5) لو 1: 2 – 6. (6) متى 20: 8. (7) إش 3: 53. (8) عب 26: 9. (9) 1 بط 11: 1. (10) يو 11: 1. (11) متى 37: 23 و 38. (12) لو 41: 19. (13) متى 3: 26 و 56. (14) متى 14: 26 – 16 و 25 و 48 و 49. (15) متى 69: 2 و 75. (16) مز 6: 22. (17) متى 65: 26 – 68. (18) مر 56: 14. (19) لو 2: 23. (20) متى 21: 22. (21) يو 30: 18. (22) لو 11: 23. (23) مر 17: 15-20. (24) لو22: 23. (25) متى 24: 27، 26. (26) يو 5: 19. (27) متى 25: 27. (28) أع 28: 10. (29) متى 39: 27 – 34. (30) مز 1: 22 و 6 – 17. (31) يو 22: 18. (32) متى 67: 26. (34) متى 30: 27. (35) إش 7: 53. (36) الكفن المقدس لنيافة الأنبا بيشوى أسقف دمياط والقمص متياس فريد ص 135. (37) أش 2: 53و 3. (38) أع 25: 16 – 40، 22: 25 – 29. (39) متى 26: 27. (40) لو 22: 23. (*) جلد الجنود الرومان السيد المسيح حوالى 130 جلده وكل جلده اُستخدم فيها سوط به ستة قطع من العظم أو الرصاص، أى أنغرس فى جسده حوالى 720 قطعة من العظم أو الرصاص. فتم فيه قول الكتاب: "على ظهرى حرث الحراث" مز 3: 129. (41) إش 6: 50. (42) يو 5: 19 – 7. (43) مر 20.15. (44) متى 29: 27. (45) متى 30: 27. (46) متى 31: 27. (47) يو 17: 19 و 8. (48) لو 26: 23. (49) الكفن المقدس 162. (50) مر 14: 22 – 16. (51) رو 23: 6. (52) رو 12: 5. (53) رو 6: 5. (54) 1بط 18: 3. (55) غل 4: 1. (56) يو 14: 10. (57) 1بط 21: 2، 1: 4. (58) إش 10: 53. (59) يو 29: 1. (60) عب 12: 10، 26: 9. (61) عب 26: 9. (62) إش 5: 53،6. (63) 1بط 22: 2. (64) عب 26: 7. (65) 2 كو21: 5. (66) 1 يو 3: 4. (67) يو 4: 1. (68) رو 3: 8. (69) أع 28: 20. (70) 1 بط 18: 1. |
||||