![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38661 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ربي لا استطيع ان ادخل الكنيسة حامل السعف ولا ان أخلع ثيابي وافرشها امامك لكن اتى بقلبى المكسور ونفسي المره افرش امامك حزنى وصراخى ومخاوفى لكى تحولها إلى أفراح قيامتك المحييه نعم يا سيدى قلب يصرخ عليك من عمق يأسي ونتانتى خلصنا مبارك الآتى باسم الرب اوصنا فى العالى |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38662 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "أحد الشعانين " د‰دƒخ±خ½خ½خ¬ ![]() "أحد الشعانين " الأحد السابع من الصوم الكبير.‬ كل سنة و حضرتكم طيبين كلمة شعانين Hosanna عبرانية הושיעהض¾×*×گ, הושיעה ×*×گ من "هو شيعه نان" ومعناها "يا رب خلص"، ومنها الكلمة اليونانية د‰دƒخ±خ½خ½خ¬ "أوصنا" التي استخدمها البشيرون في الأناجيل وهى الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو في الطريق إلى أورشليم. ويسمى أيضًا بأحد السعف وعيد الزيتونة، لأن الجموع التي لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح. ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل في أرجاء المسكونة، ومن طقس الصلاة في هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التي تستخدم في هذا اليوم وعيد الصليب، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبي: "ابتهجي يا ابنة صهيون... اهتفي يا ابنة أورشليم... هوذا ملكك يأتي إليك ... وهو عادل ومنصور... وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9، 10). إنه يوم عيد سيدي، نحتفل فيه بألحان الفرح، قبل أن ندخل في ألحان البصخة الحزينة. وفيه استقبل اليهود المسيح ملكًا على أورشليم، ويخلصهم من حكم الرومان، ولكنه رفض هذا المُلك الأرضي. لأن مملكته روحية... المسيح رفض أن يملك على أورشليم، ولكنه يفرح أن يملك على قلبك... قلبك عند الله، هو أعظم من أورشليم . إنه هيكل للروح القدس ومسكن للّه. فكّر كثيرًا هل الله يملك عليك كلك: قلبك وفكرك وحواسك وجسدك ووقتك...؟ قل له تعال يا رب واملك. هوذا أنا لك... إن كانت مملكتك يا رب ليست من هذا العالم. فتعالَ. عندي لك مملكة تناسبك، تسند فيها رأسك وتستريح. لعلك تجد راحتك في قلبي. وإن وجدت فيه عصاة أو متمردين عليك... تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك (مز 44). لا تنشغل بالسعف في هذا اليوم، بل انشغل باستقبال المسيح في قلبك ملكًا عليه، فأنت تحتاج أن يملك الربِ عليك، لكي يدبر أهل بيتك حسنا. طقس أحد الشعانين الأحد السابع من الصوم الكبير.‬ * شعانين معناها هوشعنا أو أوصنا ويحتفل كنسيًا في هذا اليوم إلى أورشليم بموكب ملوكي الذي سبق وتنبأ عنه أنبياء العهد القديم. * في باكر تقابل مع زكا عند مروره بأريحا وفي قوله له أسرع وانزل دليل على وجوب اغتنام الفرصة للخلاص وكان مقدمة لعملية الفداء لأن ابن الإنسان إنما جاء لكي يطلب ويخلص من كان ضالًا (أنجيل لوقا 19: 1). دورة الشعانين والصليب: وفيها يرفع الكاهن البخور أمام الهيكل وبعدها يزفون الصليب وأيقونة الشعانين وهي مزينة بسعف النخيل والورود ويتلون الفصول الخاصة بالدورة كالآتي: الهيكل الكبير (مز "الذي صنع ملائكته أرواحًا وخدامه نارًا تلتهب، أمام الملائكة أرتل لك وأسجد قدام هيكلك المقدس) (يوحنا 1: 44-52). أمام أيقونة العذراء مريم (مز "أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله. هو العلي الذي أسسها إلى الأبد لأن سكنى الفرحين جميعهم فيك الليلويا) والإنجيل (لوقا 1: 39 –56). أمام أيقونة الملاك غبريال (مز"يعسكر ملاك الرب حول كل خائفيه وينجيهم، ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للإنسان المتكل عليه الليلويا") والإنجيل (لو 1:26-38). أمام أيقونة الملاك ميخائيل (مز"باركوا الرب يا جميع ملائكته المقتدرين بقوتهم الصانعين قوله باركوا الرب يا جميع قواته. خدامه العاملين إرادته الليلويا") والإنجيل (متى 13: 44 – 53). أمام أيقونة مار مرقس الإنجيلي (مز "الرب يعطى كلمة للمبشرين بقوة عظيمة، ملك القوات هو الحبيب، وفي بهاء بيت المحبوب أقسموا الغنائم الليلويا") والإنجيل (لو 10: 1 - 12). أمام أيقونة الرسل الأطهار (مز "الذين لم تسمع أصواتهم في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم الليلويا") والإنجيل (مت 10:1-8). أمام أيقونة الشهيد العظيم مار جرجس أو أي شهيد آخر (مز "نور أشرق للصديقين وفرح للمستقيمين بقلوبهم. افرحوا أيها الصديقون بالرب واعترفوا لذكرى قدسه الليلويا") والإنجيل (21:12-19). 8 – أمام أيقونة الأنبا انطونيوس أو أي قديس (مز "عجيب هو الله في قديسيه إله إسرائيل هو يعطى قوة وعزاء لشعبه والصديقون يفرحون ويتهللون أمام الله ويتنعمون بالسرور. الليلويا ") والإنجيل (مت 16: 24-28). أمام باب الكنيسة البحري (مز "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب الليلويا") والإنجيل (لو 13: 23-30). أمام اللقان (مز "صوت الرب على المياه، إله المجد أرعد، الرب على المياه الكثيرة، صوت الرب بقوة الليلويا ") والإنجيل (مت 3: 13-17). أمام باب الكنيسة القبلي (مز "افتحوا لي أبواب العدل لكيما ادخل فيها واعترف للرب. هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه. الليلويا.") والإنجيل (مت 21: 1- 11). أمام أيقونة القديس يوحنا المعمدان (مز "وأنا مثل شجرة الزيتون المثمرة في بيت الله أتمسك باسمك فإنه صالح قدام أبرارك الليلويا") والإنجيل (لو 7: 28 –35). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38663 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إشكر ربنا علي يوم جديد وستر جديد ورحمة جديدة وفرصة جديدة واعلم ان مع كل يوم جديد هدية جديدة من ربنامراحم جديدة لا تزول ولا تنقطع ابداً..ففي بداية يوم جديد اشكر ربنا انه اعطاك فرصة جديدة لكي تقدم فيها توبة وتقدم فيها خير لكل من حولك اياك ان تُفوت الفرصة من غير ماتقوله اشكرك يارب علي مراحمك لينا في كل صباح ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38664 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "أحد الزعف " د‰دƒخ±خ½خ½خ¬ ![]() هذان اليومان، سبت لعازر وأحد الشعانين، يقعان ما بين الصوم الكبير والأسبوع العظيم، كأنهما استراحة صغيرة. ولكنهما بالحقيقة تذوق مسبق لما سوف يلي في الأسبوع العظيم وعلى رأسه أحد القيامة. هما تذوق مسبق للقيامة والحياة الجديدة. فإقامة لعازر هي إعلان موت الموت وانطلاق الحياة الجديدة بإقامة الرب لكل واحد منا، فكما أتى الرب إلى قبر لعازر وأقامه وكان قد أنتن هكذا سيأتي إلى قبر خطايانا ويقيمنا من فسادنا ويعبر بنا إلى أورشليم السماوية مدينة السلام العلوي الآبدي إذا نحن حقا صرخنا بصدق هوشعنا اي يا الله خلصنا، وقبلنا أن نصلب معه. الإنجيل: (في السحر (مت 21: 1- 17) وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ قَائِلاً لَهُمَا:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:«مَنْ هذَا؟» فَقَالَتِ الْجُمُوعُ:«هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ». وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ. فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ الْعَجَائِبَ الَّتِي صَنَعَ، وَالأَوْلاَدَ يَصْرَخُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ:«أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ!»، غَضِبُوا وَقَالُوا لَهُ:«أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا؟». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَبَاتَ هُنَاكَ دخل الرّب أورشليم فوجد الإنسان مسمّرًا بخطاياه، فأنزله بيديه وحمل خطايا البشر جمعيهم وفرد يديه على الصليب طوعًا ليقيمنا معه إلى حياة أبديّ هوشعنا في الأعالي - مباركٌ الآتي باسم الرّب الإنجيل: في القداس (يوحنا 12: 1- 18) ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ:«اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ». فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ. وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ». وَهذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلاً، وَلكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ، حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هذِهِ لَهُ. وَكَانَ الْجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ يَشْهَدُ أَنَّهُ دَعَا لِعَازَرَ مِنَ الْقَبْرِ وَأَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. لِهذَا أَيْضًا لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هذِهِ الآيَةَ. الرسالة (فيليبي 4: 4- 9) مبارك الآتي باسم الرب إلهنا اعترفوا للرب فإنه صالحٌ وإن إلى الأبد رحمته اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا. لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38665 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيرة الأوجاع والحب والخلاص في الأسبوع المقدس: أحد الشعانين ![]() مسيرة الأوجاع والحب والخلاص في الأسبوع المقدس: أحد الشعانين القدس – نضع بين أيديكم تأملات للأسبوع المقدس صادرة عن المكتب الرعوي التابع للبطريركية اللاتينية والتي نبدأها بأحد الشعانين. ملاحظة: هذه النصوص هي مرافقة للصلوات التي تتخلل هذا الأسبوع المقدس وليست بديلًا عنها. أحد الشعانين نفتتح الأسبوع المقدس بأحد الشعانين، وفيه نتذكر دخول يسوع الإحتفالي إلى مدينة القدس. "وتقدّم يسوع صاعدًا إلى أورشليم"، فهو يعلم أن هذا الصعود هو الصعود الأخير.نبدأ بنشاط للأطفال: نزيّن شمعة ونضيئها. نبدأ بالتأمل. صلاة افتتاحية: أيها الآب القدير، هذا هو اليوم الذي نُعلن فيه المسيح ملكنا، فنكرمك ونفرح بك. آمين. نبدأ بتأمل في إنجيل القديس متى الفصل ظ¢ظ¦، الذي يروي الدخول الاحتفالي والملوكي للسيّد المسيح إلى القدس: يعرف يسوع ما ينتظره هناك، ولكنه توجّه إلى القدس ليتمم إرادة الآب من خلال موته على الصليب، متأكدًا من قيامته. هنا تحققت نبوءة زكريا: وديعٌ متواضعٌ يركبُ حماراً، وسط هتافات الجماهير التي حملت أغصان الزيتون وسُعفِ النخيل، وحيث حيّاه الأطفال بقولهم "مُباركٌ الآتي باسم الرب، هوشعنا في الأعالي". عندما نهتف مثل الأطفال نُعلنُ حضور المسيح بيننا، ونضع ثقتنا به، لأنه مخلصنا وحياتنا. وهنا نتأمل بيسوع الذي يطلب من تلاميذه أن يذهبوا ويحضِروا الحمار! نتصور أن يسوع، الكلمة المتجسد، يحتاج إلى أتان لكي يحقّق مخطط الخلاص. ماذا تعني لكلّ واحد منا هذه الكلمات المتواضعة؟ تعني أن يسوع يريدنا جميعاً فقراء بالروح، ودعاء ومتواضعين. وفي هذه الأيام في حياتنا اليومية وفي زمن كورونا، نرى أنّ الفيروس يُصيب الجميع: الفقير والغني والكبار والصغار والرؤساء والحكّام وغيرهم من الناس. وهذا ما يدعونا إلى التواضع والتضامن مع الآخرين. كان يسوع يعرف ماذا سيحدث له، وقد قال ذلك لتلاميذه: "سيسلّم ابن الإنسان". لماذا؟... في هذا الأسبوع (الأسبوع المقدس) نعرف جواب الله لنا. لأنه يحبنا. فهو معنا ولا يتركنا ويريد منّا فقط قلباً طاهراً ونقياً. وفي زمن كورونا، نثق بالله ونتكل عليه. فهو يهتم بنا، ونحن نرفع صلاتنا إليه، الفردية والجماعية. وإن أُغلقت الكنائس، فهذا لا يعني ألا نصلي، بل نجعل من بيوتنا كنائس. أحد الشعانين هو أحد الآلام أيضاً، وفيه نقرأ رواية الآلام بحسب إنجيل متى، من أجلنا ومن أجل خلاصنا. يمكن أن نقرأ إنجيل الآلام في متى، ونتأمل فيه. ونحن نعلم أن هذه الآلام لا تنتهي بالجلجلة، بل بالقيامة المجيدة، وهذا هو مصدر إيماننا وأملنا ورجائنا. في هذا الأسبوع نصعد مع يسوع في درب آلامه. فلنفكر معاً: كيف يمكنني أن أعبّر عن تضامني مع إخوتي وأخواتي الفقراء في الأوقات الصعبة في حياتنا؟ الصلاة الختامية: يا رب، نسجد لك ونمجدك، لأنك بصليبك المقدس خلّصت العالم. نهتف: "مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الأعالي، يا رب خلصنا". آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38666 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() احد الشعانين او احد السعف ![]() : يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة. دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه". نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة. كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين. "هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية. الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب. بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح. سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم. دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39) يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11) أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد. رموز أحد الشعانين: - كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني "خلص الآن" فالله لا يتركنا وهوهتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم". - اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية. - تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر. أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء. -صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء.. -جحش ابن أتان: الحمار حيوان ضعيف ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم. -مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38667 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() احـــد الشعانين ظ¢ قَائِلاً لَهُمَا:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. ![]() ظ، وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ ظ£ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا . فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». ظ¤ فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: ظ¥ «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». ظ¦ فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، ظ§ وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. ظ¨ وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. ظ© وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». انجيل متى 21:1-9 ملاحظة : تم وضع كلمة الرب محتاج اليهما دليل لكل سائل اينما يعترف المسيح انه الرب وهذا ليس موضوعنا هنا. * كان ذلك اليوم، يوم بهجة واحتفال في أورشليم، لقد اعتادت الجماهير في اورشليم أن ترى دخول ملك أو قائد آتٍ من الحرب كالمنتصر - ولكن لم ترَ ابداً أورشليم احتفالاً مثل استقبالها للمسيح. * كان يدخل الملك مدينة القدس بين صفين من الجنود وهو راكب عربةٍ حربية ولكن من خلفه صف من الأسرى مقيدين في السلاسل يصرخون من شدة الالم و الاهانة يصرخون من الرعب والخوف على حياتهم لان سيف الجنود كان فوق رؤوسهم يهددهم في كل لحظة ويضرب في كل لحظة بدون رحمة الاسير الضعيف والمسكين – كان في الواقع دخول الملوك احتفالاً للدم وللموت… أما احتفال المسيح في مدينة القدس كان يختلف كل الاختلاف: هو ملك السلام قبل كل شيء، حوله لا جيش ولا سيوف ولا صوت سلاسل الأسرى بل صفوف من الناس ومن الاطفال كانوا يصرخون بفرح هوشعنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب!".. وفي صف الذين استقبلوا المسيح، الاعمى الذي اعاد المسيح البصر اليه، المشلول الذي شفاه المسيح، لعازر الذي اقامه من بين الاموات، جميع المرضى الذين شفاهم المسيح، والفقراء الذين بشرهم المسيح، والاطفال الذين احبهم المسيح وباركهم مراراً ومراراً. وأن كان الاستقبال للملوك احتفال للدم وللموت، كان الاستقبال للمسيح احتفال للحياة وللمحبة. * ونحن أيضاً خرجنا قبل قليل في احتفال مماثل، أعطتك الكنيسة غصناً من الزيتون وحملته وما هو رمز الغصن؟ هو رمز السلام والوفاق – لماذا اخترنا غصن الزيتون؟ لأن المسيح هو ملك السلام، لأنه أتى ليقدم لنا السلام الحقيقي الذي لا يزول أبداً، هو سلام القلب والضمير كما قال المسيح في الإنجيل:" السلام استودعكم وسلامي امنحكم، لا كما يتممه العالم، ولا أحد يستطيع أن ينزعه منكم أبداً". لماذا أعطتك الكنيسة غصناً من الزيتون؟ لأن الزيتون هو رمز السلام- مع من: مع الله أولاً ومع القريب. * أولاً مع الله: أن الله يجد فرحه عندما يسكن في قلب الإنسان، في ضمير طاهر نقي، ولكننا نبتعد عن الله عندما نرتكب الخطيئة- وكما أن لا يستطيع النور أن يتساكن مع الظلام، كذلك المسيح، لا يستطيع أن يسكن مع الشيطان ومع الخطيئة يجب أن نختار: أما المسيح، أما الخطيئة وفي اختيارنا هذا راحة الضمير إذا فصلت المسيح أو التوبيخ القائل إذا فصلت الخطيئة – عبثاً ستبحث عن السلام والطمأنينة لنفسك بدون الله لأن الله خلقنا حتى نلتقي وأياه ولا يستطيع قلبنا ان يستريح سوى في الله. نرى اخوتي عالم اليوم الذي فقد انسانيته، واصبح عالم معولم، سلعة رخيصة، اصبح الانسان ذئب لاخيه الانسان؟ هل نحن نسير على خطى هذه المسيرة المعولمة اللاانسانية؟ * ثانياً: الزيتون هو رمز السلام القريب –المسيح يأتي ويريد أن يجد السلام في قلوبنا– الويل لذلك الإنسان الذي يقترب من الأعياد الفصحية والحقد وروح الانتقام في قلبه – كيف تجرؤ أن تطلب الغفران من الله لنفسك وأنت ترفضه لأخيك ولقريبك؟ كيف تجرؤ أن تفتخر بأنك مسيحياً وينقصك ما يميزك أنت المسيحي عن سائر الناس، كما قال المسيح: بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إذا كنتم تحبون بعضكم بعضاً!" المحبة تميزك عن غيرك والا لست بمسيحي بل ممثل حقير باسم الديانة المسيحية. * ظهر يوماً المسيح للقديسة مارغريت وكان قد أخذها اليأس لأنها كانت تظن أن من المستحيل أن تصل يوماً إلى القداسة – أجابها المسيح: لا شيء مستحيل يكفيك أن تقولي شيئاً: "أريد الكمال" ستنالين ذلك! أيها الأخوة، في بداية هذا الأسبوع المقدس يجب علينا أن نقول: أريد! أريد أن اقترب من الله أريد أن أزيل الحاجز الذي بيني وبين الله، وبين القريب- أريد أن أعيد الصداقة مع الله والقريب، قل أريد أن اعترف بخطاياي أنا الذي تركت الاعتراف من سنين كثيرة لأني أريد أن أكون مسيحياً حقيقياً وليس حقير مرذول باسم المسيح – قل: "أريد" لأن الله في انتظارك. * حملت الزيتون وهو رمز السلام مع الله ومع القريب –وإذا ترفض السلام مع الله أو مع القريب– وإذا ترفض السلام مع الله أو مع القريب، فلا تحمل الزيتون إذاً، أرفضه، أمشي بدونه، والا أصبحت ممثلاً كاذباً. قل: أريد السلام مع الله والقريب، واحمل الزيتون، قل اريد أن اعود إلى الله، إلى الاعتراف والمناولة وأحمل بفخر الزيتون، وابدء هكذا الاسبوع المقدس، بمواعيد مقدسة!. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38668 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تفسير انجيل أحد الشعانين (يوحنا 12 /12-22) ![]() أحد الشعانين الّذي يبدأ بفرح (الشعانين) وينتهي بفرح (القيامة) • كما بدأ زمن الصوم بفرح (عرس قانا الجليل)وانتهى بفرح (الشعانين). • لقد أحبَ الرب أورشليم حباً عظيماً وفيها ومن أجلها جاد بنفسه على الصليب. وانجيل هذا الأحد، يخبرنا عن دخول الرب يسوع أورشليم ملكاً راكباً على جحش ابن أتان. حيث إستقبله الأطفال, فرأوا فيه البرارة التي في قلوبهم وعرفوا فيه المسيح الذي جاء ليُرجع للإنسان كرامته وعظمته . هؤلاء الأطفال، كانوا صغاراً في عالمهم ولكنهم كانوا كباراً في عالم الله. فأولادنا الذين نراهم اليوم حاملين الشموع وأغصان النخل والزيتون يحثوننا، من خلال فرحهم وحماسهم، على أن نحبّ الرب يسوع. بهذا الإحتفال تبدأ مسيرة آلام الرب يسوع وموته وقيامته. نداء الرب اليوم لكل إنسان ومهما كان أن يكمِل الدرب معه حتى الموت والقيامة. أخي المؤمن: نحن مدعوون لنُعيد لكل إنسان كرامته وقيمته التي هي من عند الله , فهل فكَرنا يوماً بالإهتمام والإصغاء للآخر وخاصة أطفالنا؟ انهم يكشفون لنا عن وجه الرب و يهللون بوجوده "وكان فصح اليهود قريبًا،فصعد كثيرون من الكور إلى أورشليم قبل الفصح ليطهرواأنفسهم". v أراد اليهود أن يجعلوا يوم العيد قرمزيًا بدم الرب. فيه ذُبح الحمل الذي قدسه كيوم عيدٍ لنا بدمه. كانت هناك خطة بين اليهود لقتل يسوع، وذاك الذي جاء من السماء ليتألم أراد أن يقترب من موضع آلامه، لأن ساعة آلامه قد جاءت. القديس أغسطينوس v يا له من تطهير عجيب بتصميمٍ لارتكاب جريمة، ونيات تنزع نحو القتل، وأيادي سافكة للدماء! القديس يوحنا الذهبي الفم "فكانوا يطلبون يسوع ويقولون فيما بينهم وهم واقفون في الهيكل: ماذا تظنون هل هو لا يأتي إلى العيد؟" ربما كان أهل افرايم يطلبونه إذ فارق المدينة، لعله ذهب إلى أريحا أو إحدى نواحيها. ولعل الذين طلبوه هم من قبل رئيس الكهنة، كانوا يبحثون عنه ليخبروا رئيس الكهنة بالموضع الذي يقيم فيه أثناء الاحتفال بالعيد. v جعلوا من الفصح فرصة للتخطيط ضده، وحسبوا وقت العيد وقت جريمة، فإنه سيسقط في أيديهم إذ يستدعيه موسم العيد. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس "وكان أيضًا رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمرًا، أنه إن عرف أحد أين هو، فليدل عليه لكي يمسكوه". v ليأتوا إلى الكنيسة ويسمعوا منا أين هو، يسمعوا ذلك من الإنجيل... إنه رحل (صعد)، وهو حاضر هنا. لقد عاد لكنه لم يتركنا. لقد حمل جسده إلى السماء لكنه لم يسحب جلاله من العالم. القديس أغسطينوس "ثم قبل الفصح بستةأيامأتى يسوع إلى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات". بعد إقامة لعازر قام السيد المسيح بزيارة ودية لبيت لعازر قبل الفصح بستة أيام، وهو في بيت عنيا على مقربة من أورشليم. جاءت زيارته هذه كإعداد للاحتفال بالفصح، ليعلمنا أن نهتم بإعداد أنفسنا للمناسبات الروحية. هذا ومن جانب آخر إذ جاءت الساعة لصلبه جاء بنفسه وهو يعلم أنهم سينصبون له الشباك، وهو قادر أن يفلت منها ويحطمها، لكنه جاء إلى العالم خصيصًا لتقديم نفسه ذبيحة حب عنا. وهي زيارة صداقة لبيتٍ محبوبٍ لديه جدًا، "بيت لعازر ومريم ومرثا"، لأنه يعلم أنه بعد قليل سيفارقهم حسب الجسد. إنها زيارة وداعية، يترك بصمات حبه وكلمات تعزية وداعية تسندهم في يوم التجربة الذي كاد أن يحل. أخيرًا فقد جاء إلى بيت عنيا بعد إقامته للعازر لكي يتابع آثار عمله، وكأنه جاء لكي يسقي ما قدس زرعه حتى يأتي بالثمر اللائق. جاء السيد المسيح في السبت اليهودي حيث يُحتفل بالفصح في اليوم السادس من زيارته. كان الوقت قد أزف لتختار كل أسرة الحمل الذي يُقدم فصحًا في العيد، وكان يلزم حفظه خمسة أيام عن الحظيرة. وها هو حمل الله الفصح الحقيقي، يأتي بنفسه ليعزل نفسه، مسلمًا نفسه في أيدي محبيه لمسحه بالطيب والدموع في اليوم التالي من وصوله. بإرادته كرس حياته مبذولة فصحًا عن العالم كله.وقد جاء موكب دخوله إلى أورشليم في السبت المسيحي (أحد الشعانين) في اليوم التالي من زيارته لبيت عنيا. "فصنعوا له هناك عشاء،وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه". قدمت الأسرة ذبيحة شكر عملية لذاك الذي أقام رب البيت، فصنعوا عشاء، وقام الثلاثة بأدوار مختلفة. لعازر بين المتكئين يشهد للمسيح الذي أقامه من الأموات، ومرثا تخدمه، ومريم تعلن حبها له بسكب الطيب على قدميه. يرى البعض أن هذه الوليمة هي بعينها التي تمت في بيت سمعان الأبرص (مت ظ¢ظ¤: ظ¦). لكن يرى البعض أن الوليمتين مختلفتان، فالوليمة هنا تمت في بيت لعازر وأختيه بدليل قيام مرثا بالخدمة. الوليمة المذكورة في إنجيل متى كانت في اليوم الثالث من أسبوع الفصح، أما هذه فتمت قبل الفصح بستة أيام. وأن الوليمتين تمتا في بيت عنيا، مريم سكبت هنا منًا أي حوالي الرطل من الطيب، وفي الوليمة الثانية سكبت بقيته كله (مر ظ،ظ¤: ظ£). لقد خدمت مرثا المائدة تعبيرًا عن تقديرها العظيم للسيد. حسبت ذلك كرامة لها أن تخدم السيد، أيا كانت الخدمة. لقد سبق أن قارن بين خدمتها وجلسة أختها مريم عند قدميه، قائلاً لها: أنت تهتمين بأمور كثيرة، أما مريم فاختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع عنها، مع هذا لم تترك الخدمة. "وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه" . وجوده هو برهان على حقيقة قيامته التي وهبه إياها السيد المسيح. لقد جلس يأكل مؤكدًا أن الرب أقامه فعلاً. v إنه يتلهف أن يعيد زيارته لذاك الذي أُقيم من الأموات، ويفرح بعطية الحياة المتجددة، إنه يأتي إلى الوليمة التي تعدها كنيسته له، بمناسبة ذاك الذي كان ميتًا فوجد بين الجالسين مع المسيح. القديس أمبروسيوس v واضح أن الوليمة كانت في بيت مرثا، إذ أن الذين أحبوا المسيح وهو أحبهم قبلوه عندهم. قوله: "وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه"، كان في هذا دلالة على صدق قيامته، إذ يعيش ويأكل بعد أيام كثيرة. القديس يوحنا الذهبي الفم v كلما أقام شخصًا من الأموات أمر السيد بتقديم طعامٍ له ليأكل، لئلا يُظن أن القيامة خيال. ولهذا السبب وُصف لعازر بعد قيامته أنه كان في وليمة مع ربنا. القديس جيروم "فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع،ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب". المن:وزن يوناني وروماني يساوي نحو مائة درهم. الناردين: نوع من الأطياب الثمينة التي تنافس بها القدماء، وذُكر في سفر نشيد الأناشيد (1: 12؛ 13:4، 14).أما كونه خالصًا فيعني أنه نقي غير مضاف إليه شموع أو راتنجات ليصير كالمرهم. عبَّرت مريم عن حبها بسكب رطلٍ من طيب ناردين خالص كثير الثمن، حيث دهنت قدميه ومسحتهما بشعر رأسها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. قدمت أغلى ما لديها لتكريم السيد. إنها لم تدهن رأسه كالعادة المتبعة، بل في حبٍ عميقٍ دهنت قدميه. حتمًا إن سكب رطل طيب نقي تدفق على ثياب السيد المسيح، وامتلأ البيت كله برائحته الطيبة. وكما تقول النفس البشرية عن عريسها الملك: "مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته" (نش ظ،: ظ،ظ¢). لقد سكبت مريم طيب حبها الخالص ولازالت رائحته الطيبة تملأ بيت الرب عبر الأجيال، يشتمه الآب إذ يحمل رائحة المسيح الذكية (ظ¢ كو ظ¢: ظ،ظ¥)، ونشتمه نحن المؤمنون بعد كل القرون، فنشتهي أن نقدم حياتنا كلها رائحة حب خالص نحو ذاك الذي بادرنا بحبه. v مرثا خدمت، من هذا يتضح أن الوليمة كانت في بيتها... مريم لم تخدم، إذ كانت تلميذة. هنا أيضًا سلكت بطريقة أكثر روحانية. فإنها لم تخدم كما لو كانت قد دُعيت لتفعل هذا، ولا قدمت خدماتها مشاعة لكل الضيوف بوجهٍ عامٍ، وإنما كرمت ذاك وحده. اقتربت إليه ليس كإنسانٍ بل بكونه إلهها. لهذا سكبت عليه دهن الطيب ومسحته بضفائر رأسها، لم تمارس هذه أفعال معتقدة فيه مثلما ظن الكثيرون[1252]. القديس يوحنا الذهبي الفم v الطيب هو البرّ، كان وزنه منًا (رطلاً)، لكنه طيب من ناردين خالص كثير الثمن... أصل الكلمة "خالص" في اليونانية ندعوها "الإيمان". أنتم تطلبون أن تصنعوا البرّ، فإن البار بالإيمان يحيا (رو ظ،: ظ،ظ§). امسحوا قدمي يسوع، أي اقتفوا إثر خطوات الرب بحياة صالحة. امسحوا قدميه بشعوركم، بما هو فائض لديكم، قدموه للفقراء بهذا تمسحون قدمي الرب. لأن الشعر يبدو كأنه أمر زائد في الجسد. لتقدموا شيئًا من الفيض الذي لديكم. إنه فائض عندكم، لكنه ضروري بالنسبة لقدمي الرب. ربما قدما الرب على الأرض في احتياج. فإنه عن من يقول إلاَّ عن أعضائه: "ما فعلتموه بأحد اخوتي الأصاغر فبي فعلتم" (مت ظ¢ظ¥: ظ¤ظ*)؟ إنكم تقدمون مما هو فائض عنكم، لكنكم تقدمون ما هو مُستحب لقدميه. v "فامتلأ البيت من رائحة الطيب" العالم يمتلئ بسمعته الشخصية الصالحة، لأن السيرة الصالحة كرائحة طيب مبهجة. الذين يسلكون في الشر ويحملون اسم مسيحيين يسيئون إلى المسيح. عن هؤلاء قيل أنه بسببهم يُجدف على اسم الرب (رو ظ¢: ظ¢ظ¤). إن كان بمثل هؤلاء يجدف على اسم الله، فإنه خلال الصالحين يُكرم اسم الله. استمعوا إلى الرسول وهو يقول: "نحن رائحة المسيح الذكية في كل موضع". كما جاء في نشيد الأناشيد: "اسمك دهن مهراق" (نش ظ،: ظ£). القديس أغسطينوس v هذا العطر لا يختلف عن عطر العروس الذي أفاح رائحة العريس. "مادام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته" (نش 1: 12). جاء في الإنجيل إن سكب الطيب على رأس ربنا قد أفاح رائحة ذكية في أرجاء المنزل حيث أقيمت المأدبة. يبدو أن المرأة ساكبة الطيب قد تنبأت بسرّ موت المسيح. وقد شهد الرب لعملها هذا قائلاً، "إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني" (مت 12:26). المنزل الذي امتلأ بهذه الرائحة يمثل الكون بأكمله، العالم كله: "حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم"، تنتشر رائحة عملها هذا مع الكرازة بالإنجيل، ويصير الإنجيل "تذكارًا لها"، إذ أن الناردين في نص نشيد الأناشيد يفيح رائحة العريس لعروسه، وفى الإنجيل أيضًا تصير رائحة المسيح الذكية التي ملأت كل المنزل كطيبٍ يطَّيب كل جسد الكنيسة في كل المسكونة والعالم أجمع. القديس غريغوريوس النيسي [في حديثه الموجه إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس كتب:] لذلك أيها الإمبراطور الآن أوجه كلماتي ليس فقط عنك بل إليك، إذ تلاحظ كيف بكل حزم يريد اللَّه أن يحاكم، فإنه بقدر ما قد صرت ممجدًا بالأكثر يليق بك أن تخضع لخالقك بالكامل، إذ هو مكتوب: "عندما يحضرك الرب إلهك إلى أرض غريبة، وتأكل ثمر الآخرين لا تقل: بقوتي وبري أعطاني هذه، إنما الرب إلهك هو الذي أعطاك إياها". فالمسيح بمراحمه وهبك هذه، لذلك فحبًا في جسده أي الكنيسة أعط ماءً لقدميه، قبِّل قدميه، فليس فقط تعفو عمن سقط في خطية بل أيضًا بواسطة حبك للسلام تصلحهم وتهبهم راحة. اسكب دهنًا على قدميه، لكي ما يمتلئ كل البيت الذي يجلس فيه المسيح برائحة طيبك، ويُسر كل الجالسين معه برائحتك الذكية. بمعنى كرِّم المذلولين، حتى تفرح الملائكة بالعفو عنهم، إذ يفرحون بخاطئ واحدٍ يتوب (لو10:15)، ويُسر الرسل، ويمتلئ الأنبياء بالبهجة. القديس أمبروسيوس "فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الأسخريوطي المزمع أن يسلمه". v إذ فاحت رائحة المسيح الذكية صارت للبعض رائحة حياة لحياة، ولآخرين رائحة موتٍ لموتٍ (ظ¢ كو ظ¢: ظ،ظ¤-ظ،ظ¦). هذه الرائحة الذكية صارت رائحة موت ليهوذا. القديس أغسطينوس "لماذا لم يُبع هذا الطيب بثلاث مائة دينار،ويُعط للفقراء؟" وسط هذا الجو السماوي، رائحة المسيح الذكية التي تسحب القلوب نحو السماء، وُجدت رائحة نتانة الإصرار على الطمع والسرقة مع روح الخيانة تنبعث من قلب تلميذ يبدو من خاصة المسيح. !! لا يستطيع القلب أن يحتمل رائحة المسيح الذكية واهبة الحياة، فتصير بالنسبة له رائحة موتٍ لموتٍ (ظ¢ كو ظ¢: ظ،ظ¦). لم يسترح يهوذا الخائن لهذا التصرف، وحسبه تبديدًا لمبلغٍ كبيرٍ كهذا، إذ حسب ثمن الطيب بحوالي ظ£ظ*ظ* دينارًا، كان يمكن تقديمه للفقراء، ولم يستطع أن يتلمس ثمن الحب الذي لا يُقدر بثمن. كان يهوذا رسولاً وكارزًا بالإنجيل، لكنه لا يحب روح التكريس والحب. تحولت الكرازة عنده إلى مهنة وعمل رسمي، لا تحمل رائحة طيب الحب التي تملأ بيت الرب "الكنيسة". لقد وجد الحجة التي يتذرع بها ليهاجم عمل المحبة، فبدا كمن هو مترفق بالفقراء. فإنه حتى الشيطان يحول نفسه كما إلى ملاك نور. استخدم الحكمة البشرية، فحسب خدمة الفقراء ضد إظهار الحب للسيد المسيح، خافيًا في أعماقه طمعه وحبه للمال، وأنه لص يسرق ما بالصندوق. لم يكن يحتمل هذا الخائن عمل الحب، حيث تسكب مريم طيبًا يمكن أن يُباع بثلاثمائة دينارًا، بينما قام هو ببيع السيد نفسه بثلاثين من الفضة. هي وضعت الثلاثمائة دينارًا تحت قدمي سيدها وحسبت ذلك كلا شيء، أما هو فوضع سيده تحت ثلاثين من الفضة وحسب سيده كلا شيء أمام هذا المبلغ التافه. "قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء،بل لأنه كان سارقًا، وكان الصندوق عنده،وكان يحمل ما يُلقى فيه". يرى البعض أن كلمة "اسخريوطي" معناها "حامل الصندوق". لم يحمل يهوذا حنوًا على الفقراء، ولا اهتمامًا بهم، وإنما كانت خدمة الفقراء فرصة لسرقة المال. يتساءل البعض: * لماذا عهد إليه السيد المسيح الصندوق، ولم يعهد به إلى بطرس أو يوحنا أو غيرهما ممن هم أهل الثقة؟ ربما لأن يهوذا اشتهى هذا العمل، فنال سؤل قلبه. ولعل السيد المسيح سمح له بذلك حتى لا يكون له عذر في بيع سيده، لأنه لم يكن في عوزٍ. تبقى الكنيسة عبر كل العصور تضم قلة مقدسة تلقي بكل ما لديها تحت قدمي السماوي، فتفوح رائحة حبهم، وتملأ بيت الرب برائحة المسيح الساكن في قلوبهم. وتضم أيضًا من يختفون وراء الشكليات وصناديق الفقراء ليسلبوا حق المسيح ويبيعونه بثمن عبدٍ، ولا يقوم بفضحهم، لعلهم يرجعوا إلى أعماقهم، ويكتشفوا شرهم وتتجدد حياتهم بالتوبة وبالرجوع إلى مخلصهم. v أطال الرب أناته على يهوذا الشيطان واللص والخائن له. لقد سمح له أن يُقبل بين الرسل الأبرياء ما يعرفه الأمناء كمكافأة لهم (يقصد جسد الرب ودمه). v انظروا الآن وتعلموا أن يهوذا هذا لم يصر فاسدًا فقط في الوقت الذي فيه قبل رشوة اليهود وخان ربه... لم يهلك في ذلك الحين وحده، بل كان بالفعل سارقًا وشريرًا حين كان يتبع الرب، إذ تبعه بجسده لا بقلبه. لقد أكمل عدد ظ،ظ¢ للرسل، لكن لم يكن له نصيب في البركة الرسولية... عند رحيله خلفه آخر فكمل العدد الرسولي. v لماذا كان للرب صندوق، هذا الذي تخدمه الملائكة، إلاَّ ليعلن بصراحة أن كنيسته تلتزم فيما بعد أن يكون بها مستودع للمال؟ لماذا أعطى اللص هذه المسئولية إلاَّ ليعلم كنيسته طول الأناة في احتمال اللصوص؟ لكن ذاك الذي اعتاد أن يختلس مالاً من الصندوق لم يتردد في أن يسلم ربه من أجل المال. القديس أغسطينوس وإنما تسحبه من هذا كله، كسيدة عنيفة تستعبد من تأسرهم... لقد جعلت جيحزي أبرص بدلاً من كونه تلميذًا ونبيًا، وأهلكت حنانيا (وسفيرة) معه، وجعلت يهوذا خائنًا. محبة المال أفسدت قادة اليهود... جبلت ربوات الحروب، وملأت الطرق بالدماء، والمدن بالنحيب والمراثي. القديس يوحنا الذهبي الفم "فقال يسوع:اتركوها، إنها ليوم تكفيني قد حفظته". بينما دانها يهوذا حاسبًا أنها تصرفت بغير حكمةٍ، وبددت المال فيما لا ينفع، وكان يجب تقديمه للفقراء، إذا بالسيد المسيح يعلن أنها قامت بعملٍ روحي نبوي فائق، فقد تنبأت عن تكفينه. خلال حبها تلامست مع آلام السيد المسيح وموته ودفنه، وبتصرفها أعلنت عن رائحة الخلاص الذكية. لم نسمع قط أن أنسانًا يُكفن، ويُدهن جسده للتكفين، وهو بعد حيّ، أما السيد المسيح فحسب هذا الطيب تكفينًا لجسده الذي لن يرى فسادًا. لقد سلم جسده المبذول طعامًا روحيًا عند تأسيسه سرّ الأفخارستيا في خميس العهد، والآن إذ بذل جسده بإرادته يعلن عن تكفينه. هكذا يؤكد السيد إرادته المقدسة الحرة في قبول الموت والدفن من أجل العالم ليهبهم قوة قيامته وبهجتها. v قول السيد المسيح عن مريم "اتركوها، إنها ليوم تكفيني قد حفظته" ذكر الدافع لما فعلته المرأة. القديس يوحنا الذهبي الفم v انظروا يا اخوة، فإنه لم يقل له: "إنك تقول هذا من أجل لصوصيتك". لقد عرفه أنه لص. ومع هذا لم يخَوِّنه بل بالأحرى احتمله، مقدمًا لنا مثالاً للصبر في احتمال الأشرار في الكنيسة. القديس أغسطينوس "لأن الفقراء معكم في كل حين،وأما أنا فلست معكم في كل حين". حمل هذا القول إشارة خفية للعملين، فمن جهة عمل يهوذا المختفي وراء تظاهره بحب الفقراء بينما يقوم بتسليم سيده للموت في خيانة بشعة، والثاني عمل مريم الرائع حيث تلقفت هذا الجسد المُسلم للموت لتكرمه بأغلى ما لديها، الطيب الكثير الثمن. إنه يوبخ يهوذا سرًا، لأنه يدعي حب الفقراء، ويكرم مريم، لأنها وجدت فرصة لا تتكرر "لست معكم في كل حين". لقد كفنت مريم جسد مسيحها وهو حيّ، فنالت مديحًا من فم السيد نفسه. كفن نيقوديموس ويوسف الرامي جسد السيد بعد موته، فنالوا كرامة لكنها لا تقارن بالكرامة التي نالتها مريم. هي قدمت رطلاً من الطيب وهما قدما مائة رطل، لكن التقدمة الأولى للجسد الحي فاقت كثيرًا التقدمة الثانية. مريم لا تزال تدعونا أن نطيب جسد المسيح الحي في أعضائه الفقراء والمساكين والمتألمين والمطرودين والذين ليس لهم من يسأل عنهم، فقد وعدنا الله: "لأنه لا تفقد الفقراء من الأرض، لذلك أنا أوصيك قائلاً: افتح يديك لأخيك المسكين والفقير في أرضك" (تث ظ،ظ¥: ظ،ظ،). ويدعونا نيقوديموس ويوسف الرامي أن نطيب جسده في الأعضاء التي رحلت، أي الشهداء والقديسين. لا يمكن أن نمارس عملاً على حساب الآخر، إذ حبنا للفقراء يتناغم مع حبنا للقديسين الذين لا يزالوا أحياء يمارسون الحب لله كما لكل البشرية بالصلاة والشكر الدائم. v أراد المسيح أن يحد من شره المتزايد، مستخدمًا تواضعًا عظيمًا نحوه. لذلك لم يذّكره بالسرقة مع أنه يعرفها، وهكذا وضع عبارة تحجز رغبته الشريرة، وتنزع عنه كل دفاع عن نفسه. القديس يوحنا الذهبي الفم v بخصوص حضوره الإلهي معنا، فالمسيح حاضر على الدوام، وبخصوص حضوره في الجسد، بحق قال لتلاميذه: "لست معكم في كل حين" . القديس أغسطينوس "فعلم جمع كثير من اليهودأنه هناك،فجاءوا ليس لأجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضًا لعازر الذي أقامه من الأموات". سمع كثير من اليهود بقصة إقامة لعازر من الأموات، إذ كانت موضوع حديث المدينة، فتقاطروا لا ليروا يسوع وحده بل وذاك الذي أقامه من الأموات. لم يأتوا ليسمعوه، بل لينظروا ويتأكدوا من قصة الإقامة من الأموات. لم يأتوا ليلقوا أيديهم عليه، ولا ليخبروا القيادات ضده، بل ليكرموه. جاء البعض لكي يثبتوا إيمانهم بالمسيح بأن يسمعوا معجزة الإقامة من فم لعازر نفسه، وآخرون بحب الاستطلاع جاءوا يتأكدون كيف يقوم إنسان من الموت، وماذا رأى في موته، وما هي أخبار العالم الآخر. صار لعازر في أيام العيد هذه عرضًا عجيبًا يريد كثيرون أن يروه ويسمعوه. "فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر أيضًا". كتب القديس جيروم رسالة إلى مارسيللاMarcella يمتدح فيه بلاسيللاBlaesilla ابنة باولاPaula فقد انتقل زوجها بعد سبعة شهور من زواجها، وأصيبت بمرضٍ خطيرٍ دفعها إلى الإيمان وتكريس طاقاتها لحساب المسيح، ف عانت الكثير من الهجوم على تصرفاتها. حسبها القديس جيروم لعازر الجديد حيث تمتعت بما هو أشبه بالقيامة من الأموات. v كانت حياتها السابقة تتسم بنوع من الإهمال، وقد تقيّدت بأربطة الغنى، ورقدت كمن هي ميِّتة في قبر العالم. لكن يسوع تحرك في ضيق وانزعج بالروح وصرخ: "بلاسيلا، هلم خارجًا". لقد قامت عند دعوته، وخرجت وجلست تأكل مع الرب (يو 2:12). في غضب هدّدها اليهود، يطلبون قتلها، لأن المسيح أقامها (يو 10:12). إنها تكتفي بأن يعطي الرسل المجد للَّه. بلاسيلا تعرف أنها مدينة بحياتها لذاك الذي رد لها الحياة. إنها تعرف أنها تقدر الآن أن تحتضن قدمي ذاك الذي منذ قليل كانت ترهبه كديّان لها... أيّة تعزية لها في كلماتهم (للمقاومين لها) التي هي أخف من الدخان؟ القديس جيروم أما كان يستطيع المسيح الرب القادر أن يقيم من الأموات أن يقيم من يُقتل (أي يقيم نفسه حين طلب اليهود قتله)؟ حينما كنتم تعدون موتًا عنيفًا للعازر، هل كنتم تجردون الرب من سلطانه؟ إن كنتم تظنون أن الميت غير المقتول فانظروا فقط إلى هذا، أن الرب فعل الأمرين، فأقام لعازر حين كان ميتًا، وأقام نفسه حين قُتل. القديس أغسطينوس "لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون،ويؤمنون بيسوع". إذ التهبت قلوب الكثيرين بالشوق نحو رؤية يسوع والإيمان به تزايد بالأكثر حسد رؤساء الكهنة، وتشاوروا معًا، فلم يجدوا سبيلاً آخر للخلاص من هذا الموقف سوى قتله. لقد بذلوا كل الجهد لتشويه صورته أمام الجموع حتى يتخلى الكل عنه، لكن ذهبت هذه كلها هباءً، خاصة بإقامة لعازر من الموت. لم يكن يوجد دليل على كونه المسيا مثل إقامته الأموات، واهبًا للحياة، لأنه هو الحياة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38669 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مهما كان الحال هاتقدر ياللى بتشق البحور مهما كان عالأرض ضلمه السما مليانه نور زى ما جالك نحميا كلنا جايين بنصرخ يا يسوع مد أيديك ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38670 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دخول يسوع الإحتفالي الآخير إلى أورشليم (مر 1:11-16) ![]() قال أشعيا: لقد سيق للذّبح ولم يفتح فاه! دخول يسوع الإحتفالي الآخير إلى أورشليم (مر 1:11-16) اليوم نبدأ أقدس أسبوع عرفه التّاريخ. الأيام والأسابيع، كلها مُقدّسة، لأنها أيام وأسابيع الله. لكن ما حدث مع يسوع في هذا الأسبوع، يُلزِمُنا على تسميتها، بأسبوع التّاريخ المقدّس؛ الأسبوع هو أقل من نقطة في البحر، بالنسبة للأيام وملايين السنين في برنامج الله تعالى، لكن ما فعل الله معنا ولنا في هذا الأسبوع، فهو فوق الوصف، حتَّم علينا تسميتَها بالأسبوع المقدّس في التاريخ. وها نحن نحتفل بأول يوم فيه وهو دائماً أحدُ الشّعانين، أي يومُ دخول يسوع الإحتفاليِّ الآخير، إلى مدينته المحبوبة أورسليم، ترافقه الجماهير الغفيرة، الّتي كانت تنتظره، رافعة أغصان النخيل والزيتون، كما كانت ترافق الفاتحين، حين عودتهم مُنتصرين سالمين. رافقته الجماهير إلى باب الهيكل، حيث ترجّل، وابتدات بينه وبين رؤوساء الكهنة وحراس الهيكل، سلسلةٌ من النقاشات والمجادلات، حول قُدسيّة الهيكل، الذي جعلوه قاعة تجارة، وحول دفع الضرائب والطلاق ورجم الزانية. وبما أن هذه الجدالات، هي قمّة ما حدث معه ومع الفريسيين والكهنة حتى الآن، كانت نهايتُها، تشويهَ سُمعتهم أمام الشعب، القادم في ذلك الوقت، من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، للإحتفال بعيد التحرير من يد فرعون، لذا قرّر هؤلاء التخلُّصَ منه، وطالبوا بقتله، لأنه، لمّا سألوه بأيِّ سلطة تدافع عن الهيكل؟ وبأيِّ سلطة تصنع العجائب؟ قال: هذا هيكل أبي، واضعا نفسه بنفس مرتبة أبيه، كما وأنّه يصنع العجائب بإصبع أبيه، جاعلا نفسه إلها، كأنّه لم يكن يعرف، أنه حسب توراتهم، من يدّعي أنه إله، فهو مستحقٌّ الموت. لكنَّ هذا التهديد منهم، لم يُخيفَه، لأنه لهذا أتى، ليشهد للحق. هذا حدث يعرفه الجميع. وها نحن نحتفل بذكرى هذا الحدث، كلّ سنة من جديد، وفي كل أنحاء العالم، بطريقةٍ تُشبه طريقة دخوله الحقيقي، وتيمُّناً بذاك الدّخول التاريخي، الّذي لا يُنتسى. ففي كل كنيسة في العالم، يحتفل المسيحيون بهذا الحدث، فيجعل من كل كنيسة أو قرية أو مدينة، أورشليم الصغيرة، التي، بصلواتها واحتفالاتها مع مؤمنيها، طيلة هذا الأسبوع، تُجدِّد موت يسوع لخيرهم وخير العالم. نبدأ بمباركة الشعانين، ثمّ نسير كلُّنا في موكبه وننادي: هوشعنا لابن داؤد. مبارك الآتي باسم الرّب. أمّا وكيف تمّ هذا الدّخول، فقد وصفه لنا الإنجيل الذي سمعناه قبل قليل (مر 11: 1-16). نقدر أن نسمّي هذا الأسبوع، أسبوع محبّة الله، التي لا تُقارن، بما نعرفه تحت إسم محبّة، إذ المحبة، التي يَكنُّها الله للبشر، لا مثيل لها، فهي وحيدة فريدة في الدّيانات، إذ إله من إله، وإله حق من إلهٍ حق، يُفضّل الموت على الحياة، يُفضِّل البشر على نفسه، يموت من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، وبالتالي هو ينتصر على الموت بقيامته. أخر عدوٍّ يُبْطَل هو الموت (1 كور 26:15). فبحق يهلّل بولس: أين شوكتك يا موت؟ أين انتصارك يا موت؟؟ قمّة احتفالنا اليوم بعد الدورة الرمزية بالنّخيل والشعانين في أيدينا، هي المؤشِّر أنَّ الكنيسة ابتدأت احتفالات الأسبوع المقدّس، حيث سنعيش أكبر حوادث تاريخ ديانتنا، التي يعجز اللّسان عن وصفها، وهي: موت يسوع ،بأبشعِ طريقةِ موتٍ في التّاريخ، ولكن أيضا بقيامته المُمجَّدة، التي هي أساس ديانتنا، التي تُميِّزها عن باقي الدّيانات، بحيث أنّ مؤسِّسها يموت عن الشّعب كلّه: إنه لأفضلُ، أن يموت رجلٌ واحدٌ عن الشعب ولا تهلك الأمّةُ كلُّها. هكذا بذل الله بابنه الوحيد، كي لا يهلك من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. وهذه من أجمل الكلمات، التي نسمعها عن يسوع في هذا الأسبوع. هي تُشعُرنا، ليس فقط بقرب شخصٍ منا، وإنّما بشخض يحبُّنا حتى النّهاية، وإلّا لما قبل بإذلال نفسه سدىً. هم رفضوه، لأنه جاء ليبثّ السّلام على الأر ض، لذا فَهُم لم يعرفوا السّلام حتى اليوم، لا في أورشليم خاصة، ولا في أي بقعة من العالم عامّة. يسوع في مثل هذا اليوم وقبل أكثر من ألفي سنة، دخل أورشليم كملك سلام، لكن الشعب الّذي كان ينتظره هناك، رفض السّلام، لأنه كان ينتظر قائداً حربيًا، يقود جيشا بالسّلاح، لطرد المُستعمِر الرّوماني من هذه البلاد. لقد رفضوه ورفضوا سلامه: دمه علينا وعلى بنينا. لذا فَهُم لم يعرفوا السّلام حتّى اليوم. احتفالنا اليوم يصل قمّته، بسماعنا لقصّة آلام يسوع، من الإنجيلي مرقس،: وهي أوّلُ وأقدمُ مخطوطة مكتوبة بهذا الموضوع. لكن وقبل كل شيء، ما يلي للتوضيح: مرتين في السنة، الأولى هي اليوم أحد الشعانين، والثانية هي الجمعة الحزينة، نسمع فيهما أطول مقاطع إنجيل في السنة كاملة، تصف لنا أخر حياة يسوع وآلامه. كلُّ سنة، يوم أحد الشعانين، نسمع هذه القصّة حسب إنجيليٍّ آخر. وأما يوم الجمعة الحزينة فنقرأ سنويا قصة الآلام حسب الإنجيلي يوحنا. قصة الآلام اليوم، هي إذن حسب الإنجيلي مرقس. كِمّيَّةً هذه القصّة، هي خُمْس إنجيله. والّذي نقدر أكتشافَه هو، ان الأربع أخماس الباقية، هي بمحتواها، تهيأة لِلْخُمْس الآخير هذا. بكلمة لا يمكن فهم الأربع أخماس، بدون الخُمْس الآخير. والعكس أيضا صحيح: فلا نقدر فهم الخُمس الآخير، لولا وصف مجرى حياة يسوع، في الأربع أخماس قبله. من هنا، أجمع عُلماء التوراة على القول، إن إنجيل مرقس، مع قصة الآلام، المسبوقة بمقدّمة طويلة، أي كل الفصول السابقة، التي تُلقى على مسامعنا، أحدا بعد أحد، طيلة هذه السنة، مع التلميح المتكرِّر عن ساعة ألام يسوع وموته، هو أقدم الأناجيل المخطوطة، لكن ليس أوفاها. فمثلا لا ذكرُ لحادث غسل الأرجل، ساعة العشاء الآخير، كما ولا ذكرُ لعرق يسوع في بستان الجتسمانية، والذي بدا كالدّم لكثافته، كما لا ذكر لمناقشته مع بيلاطس. وآخر ما آخر لا ذكرُ لكلمات يسوع السّبعة الآخيرة، فقط الكلمة المقتضبة: إلهي! إلهي! لماذا تركتني؟! أمّا كيف تمّ َموتُ يسوع، فيصفه مرقس بشكل مسرحي درامّاتيكي. يسوع يترك مريم المجدلية الخاطئة تغسل رجليه وتمسحهما بالطّيب، وتجفِّفُهما بشعر رأسها وترشُّهما بالطيب الغالي الثمن، ممّا أغضب الفريسيّين حوله، خاصة يهوذا، المُحبِّ للمال. ويهوذا نفسُه، هو الذي يخونه، لحفنة من الفضة. أصحابه ينامون، بدل ما يقفون إلى جانبه في حزنه. وعندما يُقبَضُ عليه، يهرب أصحابه، وبطرس ينكره. الثائر برأبا يُطْلَق سراحُه، بينما هو المسالم، يُحكم عليه بالموت. هذا وأثناءُ تعليقه على الصّليب، يُصبح عُرضة للإستهزاء من الجنود والجلّادين، واللّص المصلوب جنبَه. وأمّا ردَّةُ الفعل المؤلمة عنده، فطلعت بآية المزمور 22 التي يضع فيها كل الثّقة بالله أبيه، الّذي يبدو، وكأنَّهُ غائب عن الساحة. من ناحية ثانية، نفتقد كلَّ كلمة تعزية من فم يسوع، كما في لوقا، مثل: يا أبت إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون. أو الحق أقول لك، اليوم ستكون معي في ملكوت أبي. أو يا أبتِ! في يديك أستودع روحي! كما وينقص بالتالي عدم ذكر إعتراف القائد، الذي طعنه بالحربة، ليتأكد من موته. وأيضاً لا ذكرى لكلمة يوحنا المهمة: لقد تم! أي أن الإنتصار قد تمّ. فما نقص في مرقس، قد ذكره لنا باقي الإنجيليّون. فهم إذن، يكمِّلون بعضهم بعضاً. وهكذا عندنا منهم صورة كاملة، ونفهم تصميم الله، وكيف تمَّ خلاصُنا. فمن هذه الأوصاف الواسعة والمختلفة، عن آلام هذا الإنسان، الذي نعتزّ ونعترف به، نستخلص أنّه ابنُ الله. تُرى، سواء مرقس او باقي الإنجيليين، لمن كتبوا أناجيلهم؟ ممّا لا شكّ فيه، أن الأربعةَ أناجيل غيرُ مرتبطة بزمن معيّن، لأنها جاءت بإيحاء من الروح القدس، أي هي كتب موحاةُ المحتوى، الذي ينفع الكل. لكن، وهذا هو المهم، إن نشؤها، كان مرتبطا بالبيئة والوقت، الذي كُتِبَت فيه. فكل إنجيلي كان له قُرّاؤُه ومستمعوه ورعيّته، التي يخاطبها، ويريد أنْ يُعرّفها على المسيح المخلِّص. إذن مرقس أيضاً. فما أعجبهم في المسيح، قد تدفّق في أناجيلهم. فنجد أنَّ أربعتهم، أعجبتهم قوَّتُه الخارقة بصنع العجائب، وهم يؤمنون بها وبصحّتِها، لذا فهم ذكروا الكثير منها، بحجة أن قوّته كمنتصر على الموت، ستتجلّى أيضا في الرّعايا، التي أسّسوها وهم يُديروها. وهذا تفكير مرقس أيضا. أمّا ما كان يزعجهم، فهو اكتشاف نقطة ضعف في يسوع على الصليب، وما كانوا يقبلون بها: ساعد آخرين لكنه لا يقدر أن يساعد نفسه. هنا تدور في مُخيّلتهم كل المواقف، التي أظهر فيها قوّته على صنع العجائب. لذا فهم يخافون أن يفهم النّاس موقفه هذا على الصليب، أنه موقف ضعف فيه. وينسيهم "أن جهالة الله أحكم من النّاس. وضعفَ الله أقوى من النّاس.... اختار الله ضعفاء العالم ليُخزي الأقوياء" (اكور 1: 25 و 27). فهذا، ما يقصد الإنجيلييون تفهيمه، بل إيصاله لقرّائهم أو مستمعيهم: الإيمان والإعتراف بأن يسوع هو ابن الله المخلِّص، يجرُّ إلى الصليب، يفرض القبول بالصليب، وبتحمّل الآلام: كما اضطهدوني، سيضطهدوكم أنتم أيضا. لكن لا تخافوا! ثقوا، فإني قد غلبت العالم. قال أشعيا: لقد سيق للذّبح ولم يفتح فاه! هذا لا يعني، أنه مغلوب على أمره، وإنّما في هذا الموقف، هو يتمِّم إرادة أبيه: إنّ طعامي هو أن أعمل مشيئة أبي. لذا هو لم يُعِر استهزاءَ المارّين أيَّ انتباه: خلّص آخرين ولا يقدر أن يُخلِّص نفسه، لأنّه هكذا أراد الله أن يموت ابنُه، على الصليب فداءً عنّا، وهذا ما أراد مرقس أن يُبرِزه، في قصة حياة يسوع، للرعايا التي أسسها، والتي عمل فيه، أب أن يفهموا، أن تصرُّفَ يسوع هو ما طلبه الآب منه، وذلك كي يُفهمَهم، ليس فقط عِظَم بل وصِدْقَ محبّتِه، التي تجعل السامعين يقتنعون، بأنَّ الإيمان بأُلوهية يسوع، يقود إلى القبول بالصّليب. فهذي هي رسالة مرقس، كما وهي رسالة باقي الإنجيليين، كل واحد بأسلوبه ولمستمعيه، التي أرادوا أن يُوصِلوها لمعاصريهم، ولنا، وللأبد، من هذه القصّة، أي، أَنَّ خلاصَنا ما تمَّ إلا بألم وموت يسوع. فهذا الأسبوع سيذكرنا بما احتمل يسوع من أجلنا. لذا نسميه بالأسبوع المقدس، إذ كلُّ ما حدث فيه هو من الله ولتقديسنا. إن الخطيئة التي فصلتنا عنه تعالي، هي التي قرّبتنا إليه بالأكثر، لأنه لِمَحْوها من العالم ومنّا، قد اختار طريقا عجيبا غريباً. بدمه قد شُفينا. نعم بمونه ودمه قد قدّس هذا الأسبوع، حتى صار أقدس أسابيع السنة. شاكرين لما قدّم يسوع لخلاصنا، دعونا نتبعه ونتأمّل بحب وشكر ما احتمله لأجلنا هذا الأسبوع، حتى نحصل على الخلاص، حيث قال: وأنا إن ارتفعت على الصليب، جذبت إليَّ الجميع. آمين |
||||