![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38591 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأزلي والواجب الوجود ![]() قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ( يو 8: 58 ) ما الذي يعنيه قول المسيح: «أنا كائن» قبل إبراهيم؟ إن المسيح لا يقول لليهود: ”قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت“، بل لاحظ عظمة قول المسيح: «قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن». إنها كينونة لا علاقة لها بالزمن، كينونة دائمة! إن عبارة «أنا كائن» تعادل تمامًا القول «أنا الله» أو «أنا الرب» أو «أنا يهوه» الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية. فهذا التعبير «أنا كائنٌ» هو بحسب الأصل اليوناني الذي كُتب به العهد الجديد ”إجو إيمي“ وتعني ”الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي“. فمَن يكون ذاك سوى الله؟ عندما ظهر الرب لموسى في العلّيقة، كي يرسله إلى بني إسرائيل «قال موسى لله: ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آباءكم أرسلني إليكم، فإذا قالوا لي: ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه». وقال هكذا تقول لبني إسرائيل «أهيه أرسلني إليكم» ( خر 3: 13 ، 14). وعندما تُرجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، فقد تُرجم اسم الجلالة «أهيه»، إلى ”إجو إيمي“. نفس الكلمة التي استخدمها المسيح مع اليهود عندما قال لهم: «أنا كائن»! وعبارة «أنا كائن» مُشتقة من الفعل ”أكون“، والذي منه جاء اسم الجلالة «يهوه». ولقد تكررت هذه العبارة ”إجو إيمي“ عن المسيح في إنجيل يوحنا 21 مرة (3× 7). كأن المسيح يرى في نفسه، بحسب ما أعلن عن ذاته، أنه هو ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العلّيقة في جبل حوريب، والذي أرسل موسى ليُخرِج بني إسرائيل من أرض مصر. إن هذا الإعلان الذي ذكره المسيح في يوحنا8: 58 يُعتبر أعظم الأدلة والبراهين على لاهوت المسيح، بحيث لو لم يكن لدينا في كل الكتاب سوى هذا الإعلان لكان يكفي، لكن لدينا العديد من البراهين. ولقد فهم اليهود جيدًا ماذا كان المسيح يقصد من هذه الأقوال، ولم يكن ممكنًا التجاوب مع ذلك الإعلان العظيم إلا بأسلوب من اثنين: إما أن ينحنوا أمامه بالسجود باعتباره الله، أو أن يعتبروه مجدفًا. وللأسف لقد اختاروا الأسلوب الثاني المدمِّر لهم! ويذكر البشير أن اليهود «رفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا» (ع59) مما يدل على أنهم فهموا ما كان يعنيه المسيح تمامًا، أنه هو الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38592 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إعداد موسى لخدمة الله ![]() وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان ... وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة ( خر 3: 1 ، 2) إن الأربعين سنة التي قضاها موسى كراعٍ في برية مديان، تبدو كأنها مدة طويلة من عدم النشاط والخمول الذي لا معنى له. ونحن نميل للتساؤل: ما الغرض من ضياع كل هذه السنين؟ ولكن لنعلم يقينًا أن الله يسهر على أيام وساعات شعبه المختار. فالذي أحصى حتى شعور رؤوسنا، ألا يسهر أيضًا على سنينا؟ لقد خطا موسى خطوته الكبرى واختار خيرته العُظمى، ترك عظمة مصر وسهولة الحياة فيها واحتضن عار المسيح. والآن هو يتعلم في وحشة مديان، كيف يصلب الذات، وكيف ينتظر الله في هدوء، وكيف يسلم مشيئته وقوته الخاصة، وكيف يصير غريبًا ونزيلاً كما كان آباؤه. إن عبيد الله كثيرًا ما يُرسلون إلى البرية. هكذا كان يوحنا المعمدان قبل أن يبدأ شهادة حياته القصيرة اللامعة التي كانت أشبه بشعلة ساطعة. كذلك فعل شاول بعد تغييره إذ ذهب إلى العربية. بل ذلك ما حدث مع ربنا يسوع المسيح نفسه الذي، مع أنه البار القدوس الذي لم تخالط حياته قط ذرة واحدة من عنصر الغيرة المُرّة أو القوة الكاذبة التي هي من صفات الطبيعة البشرية، قضى قبل خدمته ثلاثين سنة من السكون في الناصرة. وبعد أربعين سنة، ظهر الرب لموسى. والكتاب لا يخفي عنا إحجام موسى وعدم إيمانه ومقاومته عندما صدر له الأمر العظيم بإنقاذ إسرائيل من مصر. كان قبلاً مستعدًا ومُسرعًا لاستلال السيف وإعانة المظلوم، أما الآن، فقد عرف ضعف الإنسان وعجزه الشخصي التام عن القيام بمثل هذه المهمة العظيمة. ولكن كلمة الله ووعده تغلبا على كل صعابه. سأل موسى: مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون؟ ( خر 3: 11 ) وأجاب الرب بتذكيره مَنْ هو، مُعلنًا له اسمه وواعدًا إياه بحضوره ومعونته التي فيها كل الكفاية. وبالإيمان ذهب موسى إلى مصر وإلى فرعون، وما استطاع غضب الملك ولا تذمرات الشعب وتعييراتهم المُرّة وعدم إيمانهم أن تزحزحه، بل تشجع واحتمل لأن أمام عيني قلبه كان يقف الله القدير غير المنظور. وموسى هو أول مَنْ يخبرنا الكتاب عنهم أنهم صنعوا معجزات، وإذ آمن بكلمة الله، صنع آيات عظيمة وقوية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38593 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أهيه الذي أهيه ![]() فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه. وقال هكذا تقول لبني إسرائيل أهيه أرسلني إليكم ( خر 3: 14 ) إذا تتبعنا الأسماء الجليلة التي يتصف بها الله جلّ اسمه في الكتاب المقدس لوجدناها تطابق أعواز شعبه الذين أُعلنت لهم حسب ظروفهم المتنوعة. فمثلاً "يهوه يرأه" (الرب يرى أو يرتب) و"يهوه نسي" (الرب رايتي) و"يهوه شالوم" (الرب يرسل سلاماً) و"يهوه صدقينو" (الرب برنا)؛ فهذه الألقاب المختلفة فيها سد أعواز شعبه في ظروفهم المتنوعة، وأما قوله "أهيه" أي "أكون" أو "أنا هو" فيشمل كل شيء. كأن الرب هنا يقدم إلى شعبه تحويلاً أبيض (شيكاً) لكي يملأه شعبه على حسابه بأي احتياج شاءوا، لذلك يدعو نفسه "أنا هو" وعلى المؤمن أن يضيف أي لقب شاءه، أو كأن الله هنا يقدم للإنسان الرقم مجرداً لكي يضع الإنسان أصفاراً عن يمينه بقدر ما شاء. فإذا أردنا حياة مثلاً قال المسيح لنا "أنا هو الحياة" وإذا أردنا براً "فالرب برنا" وإذا أردنا سلاماً "هو سلامنا" وإذا أردنا حكمة فقد صار لنا من الله "حكمة وقداسة وفداء". وبالاختصار مهما فتشنا في قاموس احتياجات الجنس البشري ففي قوله "أهيه" غنى وملء يفوق حد التصور والإدراك. ويا لها من رحمة أن يطلب الله منا أن نسير مع مَنْ له هذا الاسم العجيب، فنحن سائرون في برية هذه الحياة المليئة بالتجارب والأحزان والصعوبات، ولكن ما دام الله يعطينا هذا الامتياز المغبوط وهو أن يعلن لنا ذاته بالنعمة كمن فيه كفايتنا في كل ظروفنا وضعفاتنا، فلا نخشى من العبور في البرية مهما كانت صفتها. كان الله مزمعاً أن يجوز بشعبه في وسط برية رمالها مُحرقة عندما أعلن له اسمه العجيب الثمين هذا. ومع أننا نحن المؤمنين الآن قد خُتمنا بالروح القدس ولنا روح التبني الذي به نصرخ "يا أبا الآب" إلا أننا لسنا محرومين من التمتع بالشركة مع الله في صفاته المتضمنة في هذا اللقب الجميل الذي سُرّ أن يعلن ذاته به لشعبه قديماً، لا بل في جميع أسمائه تعالى. إذاً ففي "أهيه" (أنا هو) كل الكمال وكل الجمال الإلهي بما يفوق حد التعبير. وكل مؤمن يجد في ذلك الاسم سد كل أعوازه الروحية مهما كانت إذ لا توجد نقطة في سياحة المسيحي ولا وجه من أوجه اختبارات نفسه، ولا ظرف من ظروف حياته التي يوجد فيها إلا وفي هذا اللقب ما يكفيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38594 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موسى وعصا الله ![]() وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات .. وأخذ موسى عصا الله في يده ( خر 3: 17 ، 20) هذه العصا تكلمنا عن قدرة الله وسلطانه في استخدام أوانيه، فالعصا صورة للجفاف وانعدام القوة، وبالرغم من ذلك، كانت الآلة المناسبة لكي يستخدمها الله لإتمام مقاصده الإلهية. وبالرغم من صمتها، فهي تتحدث عن سلطان الله. نحن مثل هذه العصا تحت سلطانه. وفي مرات كثيرة، نكون مثلها أيضًا في جفافها، إذ نشعر في قرارة نفوسنا بذبولنا وجفافنا الروحي، بل وبأننا فاقدون لكل طاقة روحية؛ مما يُصيبنا بحالة من الضيق بل والإحباط، ويجعلنا نشعر شعورًا أمينًا ومُخلصًا بأننا في ذلك الوقت لن نكون الآلة المناسبة التي يُسرّ الله بأن يستخدمها، بل إننا قد نرى أنه من الأمانة ألاّ نخدم الرب في ذلك الوقت، وعلينا أن ننتظر حتى تتحسن الأحوال روحيًا، فيتسنى لنا الحصول على بعض القوة الروحية التي تُعيننا في الخدمة حتى نشعر بأهليتنا لهذه الخدمة أو تلك. هذا هو شعورنا عندما نتحول إلى ما يُشبه العصا، إلا أننا نختبر ونحن في مثل هذه الأحوال نعمة الله الفائقة من نحونا، بل وسلطانه الإلهي علينا. إن الرب له سلطان علينا كما على هذه العصا، إذ يستخدمها بصرف النظر عن كونها عصًا، بل في الحقيقة إنها عصاه. وقد يتعجب المرء أحيانًا عندما يجد أن الله يقودنا بسلطان إلهي أقوى من إرادتنا التي تبغي في قرارة نفسها أن تستعفي من خدمة قَرُب أو حان موعد القيام بها. فنجد الرب وكأنه في إصرار يريد استخدامنا بالرغم من أحاسيسنا المختلفة في مثل هذا الوقت. فكما أصرّ الرب على استخدام موسى قديمًا حتى بعد قولته الشهيرة «أرسل بيد مَنْ ترسل»، هكذا نجده لا يتراجع عن قصده من نحو الآلات البشرية التي قصد في نعمته وسلطانه أن يستخدمها. فتارة نراه يبعث في قلوبنا إيمانًا يرفع قلوبنا فوق إحساس بالفشل والضعف الروحي. كما أنه لا يبخل علينا بالإرشاد الإلهي كيما يتلاقى بنعمته مع أعواز شعبه الغالي. بل إننا نجده في نعمة غامرة يجعل قلوبنا تفيض بكلماتٍ تفوه بها شفاه كانت منذ قليل تستعفي من الكلام، بل والأعجب من ذلك، تلك التأثيرات المباركة التي تتركها هذه الكلمات التي قيلت، أو هذه الخدمة التي قُدمت في ضعف. فيا لروعة النعمة الإلهية!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38595 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موسى ![]() وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان ( خر 3: 1 ) إن إلهنا عظيم، فهو الفخاري الأعظم الذي بحكمة عجيبة يستطيع أن يشكّل الأنية التي يستخدمها. ونرى في خروج2 كيف استخدم الرب كل الظروف بطريقة إلهية لإظهار الرجل الذي سيعمل به عملاً عظيمًا لإخراج شعبه من أرض المذلة. وفي خروج3 نرى كيف أن الرب درب وهيأ وأعد هذه الآنية ليصبح موسى رجل الله، فنجد: أولاً: كان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان لمدة 40 سنة، بعد أن تربى في قصر فرعون لمدة 40 سنة، وفيها عرف أنه شيء، لكن في رعاية الغنم، دربه الرب وعرَّفه أنه لا شيء. فدرّبه أولاً في رعاية الغنم لكي يستطيع أن يرعى ويقود شعبه في البرية. ثانيًا: «فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب» وهنا نجد أن الرب خبأه في البرية في تدريب سري، كما فعل مع إيليا «اذهب اختبئ عند نهر كريث» ( 1مل 17: 3 ) ومع بولس حيث انطلق إلى العربية ( غل 1: 17 ). ثالثًا: «نظر موسى وإذا عليقة تتوقد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق. ولما رأى الرب أنه مال لينظر، ناداه الله من وسط العليقة .. اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقفٌ عليه أرض مقدسة» وهنا عرَّفه الرب أن وجوده في الحضرة الإلهية، يتطلب حالة أدبية تتناسب مع هذا المكان وقداسة عملية. رابعًا: الرب هو الذي أرسله «الآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتُخرج شعبي بني إسرائيل من مصر» ( خر 3: 10 )، كما فعل مع إشعياء «مَنْ أُرسل؟ ومن يذهب من أجلنا؟ فقلت هأنذا أرسلني» ( إش 6: 8 )، ومع جدعون أيضًا «أمَا أرسلتك» ( قض 6: 14 ). خامسًا: «فقال موسى لله: مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون، وحتى أُخرج بني إسرائيل من مصر» ( خر 3: 11 ). لقد شعر بحقيقة ذاته عندما قال: «مَنْ أنا» أنه لا شيء، فقال له الرب: «إني أكون معك». سادسًا: الرب هو الذي وضع في فمه الكلام الذي يتكلم به «فإذا قالوا ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: أهيه الذي اهيه، وقال هكذا تقول لنبي إسرائيل أهيه أرسلني إليكم» ( خر 3: 13 ، 14). «فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به» ( خر 4: 12 ). فالذي يستخدمه الرب، هو الذي يدربه ويرسله، وتكون حالته الأدبية مقدسة، ويشعر بحقيقة ذاته أنه لا شيء، ليعمل به عملاً عظيمًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38596 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أُبوَّة الله ![]() فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ، وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا ( إشعياء 63: 16 ) رأى الله – في القديم – مذلة شعبه، فأرسل إلى فرعون قائلاً: «إسرائيل ابني البكر ... أطلِق ابني ليعبُدني» ( خر 4: 22 ). ونلاحظ أن الله قبل أن يقول: «أطلق ابني»، قال: «إسرائيل ابني البكر». ويُخَال إليَّ أن أبوَّة الله الحانية، عندما رأت مذلة شعبهِ عبَّرًت عن نفسها، كأبٍ رأى ضيق ابنه، فشعر وكأن حشَاه قد تمزق بداخله، فراحَ يصرخ: “يا ابني”!! ألا يُعبِّر هذا عن مشاعر الأبوَّة في عُمقها؟ لم تكن مشاعر الأبوَّة هذه مُخفاة عن قديسي العهد القديم، فنقرأ في إشعياء 63: 15، 16 «تطلَّع من السماوات وانظر من مسكن قُدسِكَ ومجدك: أين غيرتك وجبروتك؟ زفيرُ أحشائك ومراحمُكَ نحوي امتنعت. فإنكَ أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم، وإن لم يَدْرِنا إسرائيل. أنت يا رب أبونا». ونحن نستطيع أن نطبِّق بعضًا من هذه الكلمات، ولا أقول كلها، على المؤمنين في العصور المختلفة، ولكنها تنطبق تمامًا على المتألمين من الشعب الأرضي في أسبوع الضيقة. ولو رجعنا إلى هذا الأصحاح، سنجد الآية الجميلة: «في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرتهِ خلَّصهم. بمحبتهِ ورأفتهِ هو فكَّهم ورفعهم وحملَهم كل الأيام القديمة» (ع9). فلقد وصل هذا الشعب أن قلب الله الأبوي، بوفرة، جعله يتضايق لهم، ومعهم في كل ضيقهم، وقدرة ذراعيهِ تدخلت لصالحهم «فكَّهم ورفعهم وحملَهم كل الأيام القديمة»، وهذا سيجعلهم يعودون فيبحثون في ضيقهم المستقبلي عن مشاعر الأبوَّة هذه، قائلين: «زفير أحشائِكَ ومراحمُك نحوي امتنعت». ثم يستطردون: «فإنكَ أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم، وإن لم يَدرِنا إسرائيل». ماذا تعني هذه الكلمات؟ كُلنا نعلم أن يعقوب هو أبو الأسباط، وإبراهيم هو الأب أو الجد الأكبر لهذا الشعب، ولكن أثناء ضيقة الأُمة، أين سيكون إبراهيم ويعقوب؟ سوف لا يكونان بالجسد على الأرض معهم، لذلك سيقول الشعب في معمَعَتِهِ: “أين إبراهيم، وأين يعقوب؟”. هذه لغة الافتقاد للأبوَّة، الذي سيجعلهم يلوذون بقلب الله الأبوي، دائم الوجود: «أنت يا رب أبونا». إن أبوَّة إبراهيم كأبوَّة يعقوب، ليست دائمة الوجود، أما أبوَّة الله، وإن غابت عن أعينهم بسبب رذيلتهم، لكنها بقوتها ستعود. يا نفسي، هل تشعرين أن إبراهيم لا يدري بكِ؟ أقصد أن أبويكِ الأرضيين ليسا في معونتِكِ؟ لا أقصد تقصيرًا من جانبهما، ولكن قد يكون قصورًا أو عجزًا، أو لعدم بقائهما، فغدوتِ خارج الأحضان؟ .. اطربي .. إن أبوَّة الله لا تزول. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38597 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تدعو اسمَهُ يسوع ![]() يا يوسف ابن داود ... مريم امرأتك ... ستَلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 20 ، 21) «ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأةٍ، مولودًا تحت الناموس» ( غل 4: 4 ). هذا هو أساس عمل الفداء. يوجد، بلا نزاع، سجايا أخرى للطفل المقدس. وحيث أن إنجيل متى يقدم المسيح بصفة خاصة كالمسيا، وفاءً للوعد المقدم لأمة اليهود، فإنه يذكر نَسَبه في مولده في الزمان راجعًا به إلى إبراهيم وداود ( مت 1: 1 ). إن إنجيل متى لا يعلنه لنا فقط كمَن «جاء» من امرأة، و«جاء» تحت الناموس، ولكنه كنسل إبراهيم الموعود له أن تتبارك فيه جميع شعوب الأرض، كما يعلنه كابن داود، ومن ثمَّ وارث كرسيه ومُلكه. وهكذا في هذا الأصحاح (متى1) تمتزج وتُستعلَن أمجاد لاهوت وناسوت الرب المبارك. إن ما نعنيه بكلمة ”تمتزج“ هو أن سجايا شخص المسيح، كالله المتجسد، يُعلَن عنها لنا في اسمه وعمله. فمثلاً، إن نحن تمثلناه كذرية داود، فإننا نفطن في الحال أنه أيضًا أصل داود، أي أنه ابن داود وهو أيضًا رب داود. هذا أمر يمكن رؤيته بوضوح عند تأمل معنى اسم «يسوع» الذي أُمر يوسف أن يدعوه به عند ولادته، والذي معناه ”يهوه خلاصي“ أو ”الله المخلِّص“. فإن كان الأمر هكذا، فما أروعك من موضوع للتأمل والسجود حين نتمثلك بعين الإيمان! طفلاً مولودًا في العالم من أبوين وضيعين حسب مقاييس البشر، ومُعلَنًا عنك من قِبَل السماء أنك يهوه المخلِّص! نعم، هو الله الذي أصغى قديمًا إلى أنين شعبه إسرائيل في مصر، ورأى مذلتهم وسمع صراخهم من أجل مسخِّريهم، وعَلِمَ أوجاعهم فنزل ليُصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة تفيض لبنًا وعسلاً، والذي قال لموسى: «أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء. وأما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم» ( خر 6: 2 ، 3). لقد كان هو هو ذات الله، ذات ”شداي“؛ الله القدير، المعروف للآباء، الذي جاء إلى العالم كطفل. وإن يكن طفلاً، فليكن اسمه مباركًا إلى الأبد، فقد جاء كمخلِّص لشعبه. وهكذا نستطيع أن نقول إن الظلال التي حجبت الله عن شعبه قبلئذٍ قد انقشعت وولى الظلام الأدبار وظهر الله. حقًا لقد كان هذا هو فجر يوم النعمة المبارك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38598 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصلاة هي الجسر الذي يقودنا الى الله ، الصلاة هي ان نسلم حياتنا بأكملها بين يدي الرب ، الصلاة هي الأرتقاء بأرواحنا من هذا العالم الأرضي إلى السماء ، الصلاة هي ان نفتح ابواب قلوبنا لمحبة الرب لتدخلها وتنقيها من الداخل ، لنذهب الى القداس بخشوع تام وتواضع وبساطة ، لنذهب ونركع ونسجد ونندم على كل خطايانا ونطلب المغفرة ، لنصلي حتى يكون الرب هو كل حياتنا ونطلب مشيئته وليس مشيئتنا ، لنشكره على كل شيء ، لنصلي من أجل جميع المرضى والمتألمين والحزانى والمشردين والجائعين لنصلي من أجل السلام في العالم ، ولنتحد بالروح والجسد والعقل والقلب مع الرب في سر القربان المقدس ، حتى نقوم من موتنا الروحي وننهض معهُ في قيامة عظيمة .. احد مليئ بالقداسة والنعمة والمحبة المسيحية للجميع . ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38599 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مرقس الانجيلي ![]() لنتعرف عليه ..................................... ![]() كان القديس مرقس رفيق بولس الرسول في اسفاره واتعابه والتلميذ الخاص لبطرس الرسول. وكان مرقس من اورشليم حيث يقال ان المخلّص صنع الفصح في بيته. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38600 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سيرجع حتمًا عن قريب ![]() وعيناه كلهيبٍ نارٍ، وعلى رأسه تيجانٌ كثيرة ... وهو متسربلٌ بثوبٍ مغموس بدمٍ، ويُدعى اسمه كلمة الله ( رؤ 19: 12 ، 13) إن ربنا المعبود الذي أتى في اتضاع، وعاش في الآلام، وصُلب من ضعف، ومات على صليب الجلجثة منذ ألفي عام، ذلك الحَمَل الوديع، هو نفسه الأسد الرهيب الذي سيعود عن قريب في مجد، ويُستعلن في بهاء، وتظهر قوته. وعلى قدر مجده في إظهار نعمته، على قدر مجده في قوة دينونته. منذ نحو ألفي عام جاء إلى العالم في اتضاع، وقريبًا سيرجع إليه في مجد .. في مجيئه الأول أتى ليتألم ويموت، وقريبًا سيعود ليتمجد ويسود .. عند دخوله الأول إلى العالم أتى في صورة العبد ليطيع، أما في دخوله الثاني فسيأتي في صورة الملك الذي يُطاع .. في مجيئه الأول؛ مجيء الألم والدموع لم يتأخر، وفي مجيئه الثاني القريب؛ مجيء الفرح والأمجاد لن يتباطأ .. في مجيئه الأول لم يشعر بوجوده سوى القلائل، ولم يقدِّره سوى الأقلية، أما في مجيئه الثاني فستنظره كل عين، وستسجد له كل ركبة، وسيعترف به ربًا كل لسان .. في المرة الأولى صُلِبَ من ضعف وسالت دماه، أما في المرة الثانية فسيأتي في قوة وستكون ثيابه مغموسة بدم أعدائه. نعم، أتى ليتألم ويموت، ولكن يقينًا سيرجع ليملك ويسود، وذلك عن قريب جدًا جدًا. ليت هذا الحق الكامل ـ بشقيه ـ يتغلغل في قلوبنا ونفوسنا جميعًا، فلا نكتفي بالإعجاب الخشوعي بمجيئه الأول إلى العالم، بل نستطرد في انتظار واثق لمجيئه الثاني المهيب. أيها القارئ الحبيب: إن كل مَن التقى مع المسيح المخلِّص عند الصليب، لا يخشى عودته كالملك عن قريب، بل على العكس إننا نشتاق لرؤيته والوجود معه إلى الأبد، تمامًا مثلما نشتاق لظهوره واستعلان قوته ليتمجد في نفس المكان الذي سبق وأُهين فيه. فإن مجد سيدنا وعريسنا يسعدنا ويشفي غليل صدورنا. نعم، فلصبر المسيح ختام، ولاحتقاره ورفضه نهاية عندما تتم حرفيًا الكلمات الخالدة في الصلاة النموذجية «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض» ( مت 6: 10 ). نعم، قريبًا وسريعًا ستتم مشيئة الله على الأرض بالقوة. فهل تمت مشيئة الله بعد في حياتك بالنعمة؟ إن كل الذين لم يتعرفوا بشخصه كالمخلِّص من الخطية ودينونتها، سيواجهون غضبه كالديان. فمن أي فريقٍ أنت؟ وعلى أي جانب تقف؟ .. ليتك تتعقل وتقدِّر صبر نعمته، وإلا فلتحذر هول غضبه. إن للنعمة زمان، أما الغضب على الرافضين فهو أبدي. |
||||