![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38571 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوكابد أولوياتها وأهدافها ![]() أولوياتها وأهدافها: معنى اسم يوكابد "مجد الله"، وقد اقترنت بعمرام الذي معنى اسمه "شعب مرتفع". فأولويات يوكابد، كانت مجد الله وخير شعب الله. لم يكتب الكتاب كثيرًا عن هذه المرأة، لكننا نقرأ عن سيرتها العطرة من خلال تأليفها لكتب ثلاثة، أو قُل من خلال أولادها الثلاثة الذين تعلموا منها مخافة الرب، إذ نُقشت على صفحات قلوبهم محبة الرب. ومن خلال التأمل في سيرة أولادها وخدمتهم، نلمس هدف يوكابد المقدس الذي حققته من خلال أولادها. كما شهد الرب عنهم قائلاً للشعب: «يا شعبي ... إني أصعدتُك من أرض مصر، وفككتك من بيت العبودية، وأرسلت أمامك موسى وهارون ومريم» ( مي 6: 4 )، ثلاثة كتب للإرشاد أمام شعب الرب بقلم يوكابد الأم الفاضلة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38572 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوكابد وفهمها الروحي فهمها: تميزت يوكابد بالفهم الروحي. لقد فهمت أهمية الزواج وترتيبه، بحسب فكر الرب. ولكونها من بيت لاوي، اقترنت برجل من بيت لاوي أيضًا ( خر 2: 1 ). وعندما وُلد موسى، رأته أنه حَسَنٌ ( خر 2: 2 )، وبلغة العهد الجديد، رأته «جميلاً جدًا» أو "جميلاً لله" أي يناسب الله ( أع 7: 20 ؛ عب11: 23). ![]() كذلك ظهر فَهم يوكابد في تعلقها بوعد الرب، فقد عرفت أنه دنا الوقت لتتميم ما وعد به الرب لإبراهيم «وفي الجيل الرابع يرجعون إلى هنا» ( تك 15: 16 )، فشعرت أنها في الأيام الأخيرة لخروج الشعب من العبودية القاسية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38573 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوكابد وإيمانها ![]() إيمانها: لمع إيمان يوكابد في أيام عصيبة، حيث كان المرسوم الملكي الشديد: كل ابن ذكر يولد من العبرانيين، يُطرح في النهر ( خر 1: 22 )، لكن يوكابد كان لها الإيمان الذي يتحدى أمر الملك، وبجرأة الإيمان خبأت الصبي ثلاثة أشهر، وبالإيمان صنعت له سفطًا، إذ علمت أن الأمر الفرعوني بقتل الأبناء الذكور، من ورائه العدو الذي أراد تفويت الفرصة لظهور الابن المُخلِّص، لكن الرب أفشل المؤامرة وأنقذ موسى، مُرجعًا إياه لحضن أمه، لتربيه لحساب مجد الرب، نافعًا لشعب الرب |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38574 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنتيباس شهيدي (3) ![]() أنتيباس شهيدي الأمين الذي قُتل عندكم حيث الشيطان يسكن ( رؤ 2: 13 ) أنتيباس شهيدي .. الذي كلفته شهادته حياته. كان جهاده نبيلاً .. كان شاهداً وشهيداً لأنه قُتل حيث الشيطان يسكن. ولنسأل أنفسنا أين ومتى يستطيع الله أن يصف الواحد منا بما وُصف به شهيده الأمين أنتيباس؟ صحيح أننا لسنا جميعاً مدعوين للاستشهاد. قد يعطي الرب نعمة للبعض أن يمجدوه من هذا القبيل إذا كانت هذه هي إرادته من جهة أي واحد منا. لكنه صحيح أيضاً أن الشهادة التي تميز بها أنتيباس ينبغي أن تميزنا نحن أيضاً، ينبغي أن تكون علامة مميزة لكل أولاد الله. فهل يستطيع الرب بحق أن يدعونا شهوداً له؟ هل نضيء نحن "بينهم كأنوار" في جو مُظلم كما كان أنتيباس في برغامس؟ قد يقرأ البعض من شعب الرب هذه السطور وهم مستوحشون كما كان أنتيباس، في موضع مُظلم أو في خطر من اضطهاد أو من سيف. أو قد يكونون في موضع مُظلم تلدغهم من كل جانب كلمات السخرية والاستهزاء من أفواه الأشرار وغير المؤمنين. ومثل هؤلاء كان حزقيال الذي قال له الرب: "أما أنت .. فلا تخف منهم، ومن كلامهم لا تخف ... وأنت ساكن بين العقارب" ( خر 2: 6 ). فمهما كانت طبيعة البيئة التي من حولنا أو التي سمح الرب أن نوجد فيها فإن الرب يريدنا أن نشهد له هناك. إن العالم من حولنا مُظلم حتى ولو لم نكن جميعنا في نفس برغامس الشريرة، ولكن الرب يريد كلاً منا أن يكون نوراً ـ أنا في زاويتي وأنت في زاويتك. والرب أضاف كلمة "الأمين" إلى كلمة "شهيدي"، وبهذه الكلمة أبرز فيه صفة يُركن إليها. فلم تتزعزع شهادته في أوقات الشدة والخطر. ونوره لم يتذبذب أمام رياح الشك. كان ثابتاً وكان أميناً. ثابتاً كالصخر الراسخ، وأميناً حتى الموت في زمن طغت فيه أمواج الاضطهاد المُرّ. أيها الأخوة الأحباء لنفحص أنفسنا جيداً وبتدقيق: هل نحن نتميز بوضوح بهذه الأوصاف؟ هل يميزنا الولاء الراسخ والولاء المستمر لفادينا وربنا؟ ليتنا من هذه اللحظة بنعمة الله أن نحرص على أن نكون أمناء يُوثق بنا ويُركن إلينا، ثابتين غير متزعزعين حتى يمكن للرب أن يقول لكل منا "نعما أيها العبد الأمين". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38575 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تربية الأولاد ![]() «رَبِّ الوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتى شَاخَ أَيضًا لاَ يَحِيدُ عَنهُ» ( أمثال 22: 6 ) ”ابني: مِلْك مَنْ هو؟ هل هو لي أم للرب؟“ هذا سؤال يجب أن يُجيب عليه الآباء والأمهات المسيحيون بصراحـة. يجب أن ندرك ونُقرِّر - حتى قبل أن يُولَد أولادنا - إنهم بوجه خاص عطية من عند الرب؟ ولمَّا جاءوا إلى العالم فإن أول واجب في أعناقنا هو أن نرعاهم ونُقدِّمهم له. وإذ تضع الأُم المسيحية هذه الحقيقة في بالها، تكون لها خير مبدأ يُسدِّد خُطاها في أمر تربيتهم. وإنني أهيب بالأمهات أن يُقرِّرن هذه الحقيقة في أذهانهن، وهي أن أطفالهن هم مِلك لله لا مِلك أنفسهن، وما هن إلا وكيلات عن الله يرضعن له أولادهنَّ ويُربينهم فـي خوفه ( خر 2: 9 ). وفي متناول الأُم، مهما تكن مواردها المادية ومداركها العلمية ونوع عملها، أن تفعل هذا لو أنها جعلت في قلبها - بنعمة الله - أن تتحمَّل مشقة التربية المسيحية. إن الطفل الذي ينشأ نشأة قَويمة تكون له ثقة بأبويه لا حدَّ لها، فعنده، أن ما يقوله أبواه هو فصل الخطاب، فإذا ما استطاعت الأُم أن تستغل هذا التأثير بحكمة، فإنها تُهيئ جوًا صالحًا حول طبيعة وليدها الأدبية؛ جوًا يَصون ويَصوغ كل حياته المستقبلة. إن شئتِ أيتها الأُم أن تُربِّي وليدك فانظري أن تمارسي ما تعملينه، وقدِّمي له بالبرهان كيف يمارسه بدوره، ومهما يكلِّفك الأمر من مشقة واهتمام فلاحظي باستمرار أنه يفعل ذلك. افرضي أنكِ صاحبة كرمة، وأن لهذه الكرمة عقل وإرادة. وتقولين للكرَّام: ”أُريد لكرمتي أن تأتي بأكبر كمية من الثمار“. فأخذ الكرَّام يتعهَّد الكرمة كل صباح قائلاً لها: ضعي في بالك أيتها الكرمة أن ينمو هذا الغصن في هذا الاتجاه، وذلك في اتجاه آخر، لا تُكثري من الفروع هنا وهناك، لا تبدِّدي العصارة في عديد من الأوراق. ثم يتركها الكرَّام، لشأنها بعد ذلك. ولكن ها الكرمة تنشأ كما تشاء هي وليس بحسب تعليمات الكرَّام، لأن الطبيعة أشد صلابة من أن تتجاوب مع مجرَّد النظريات. فالأقوال لا تمنع انحرافها، وإنما على الكرَّام أن يفعل ما هو أشد من الكلام. عليه أن يُثبِّت كل غصن حيث يريد له أن يمتد، وأن يستأصل ما هو شاذ، ويتعهَّد الكرمة باستمرار إن أُريد لها أن تتربَّى لتزدهر جمالاً وإثمارًا. وهكذا أيتها الأُم إن شئتِ أن يتربَّى وليدك لله وللبر يجب أن توجِّهيه وتُرشديه إلى الطريق التي يسلكها، وأن لا تكتفي بمجرَّد الأوامر والنواهي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38576 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موسى وتسرُّعهُ «لَمَّا كَبِرَ مُوسَى ... ![]() خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ» ( خروج 2: 11 ) كان موسى حقيقة شخصية رائعة، وقد مُنِحَ إيمانًا عظيمًا، ومع ذلك فالروح القدس لم يُخفِ عيوبه. فموسى كان متسـرعًا أكثر من اللازم. لقد كان يريد أن يسير قبل الرب. ولكن وقت الله لخلاص إسرائيل لم يكن قد أتى بعد. وكان يجب أن تمر 40 سنة أخرى من العبودية. ولكن صبر موسى كان قد نفد، وبدأ يعمل بقوته الجسدية. البعض يميل إلى تبرئة موسى، ولكننا نقرأ: «فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْـرِيَّ» ( خر 2: 12 ). هذه الكلمات تضع دليلاً أن موسى، في هذا الوقت، كان يسير بالعيان لا بالإيمان. كما أنه بعد أن قَتَلَ الْمِصْـرِيَّ «طَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ»، مما يُبرهن على خوفه من اكتشاف الأمر. وفي اليوم التالي، عندما أدرك موسى أن أمر قتله للمصري قد عُرف، وأن فرعون سَمِعَ به، خاف، وهرب ( خر 2: 13 -15). وهذا ما يؤكد فكرتنا عن موسى. فعين موسى لم تكن على الرب، ولكن على الإنسان. وخوفه من الإنسان قد أوقعه في هذا الفعل. فبمجرد تخيّله أن فرعون ولا بد أن ينتقم منه، هرب إلى أرض مديان. وبالرغم مِن أن هذا يبدو طبيعيًا من وجهة نظر الإنسان، ولكن يجب ألا نتجاهل أعمال العناية الإلهية، وتدبيرات الله. فإن وقت الله لخلاص إسرائيل لم يكن قد أتى بعد. كما أن ما فعله موسى لم يكن بحسب قصده، فلم يكن العصيان المُسلح هو ما يريده الله. وهكذا علَّم الله درسًا مفيدًا لمن كان سيصير في ما بعد خادمه الأمين. ولكن أليس هذا درسًا لنا؟ فعندما يفشل خادم الرب في الحصول على تصريح من الله ليؤدي مهمة معينة، فهذا لا يعني بالضـرورة وجود عيب في الخادم نفسه، ولكنه قد يكون بسبب أن وقت الله لهذه المهمة لم يأتِ بعد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38577 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العُليقَة المُتَّقِدَة ‬ ![]() «ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نارٍ مِن وسَطِ عُلَّيقَةٍ ... وإِذا العُلَّيقَةُ تتوَقَّدُ بِالنارِ، والعُلَّيقَةُ لَم تكُن تحترِقُ!»â€¬â€« ( خروج 3: 2 ) روحيًا، تُحدثنا العُلَّيقَة المُتَّقِدَة عن إنجيل نعمة الله. والرمز المُستخدَم هنا فريد ومُذهل: عُلَّيقَة تتوقد بالنار، إلا أن هذه العلَّيقة لم تكن تحترق، مع كونها قابلة للاشتعال جدًا، في تلك الصحراء. هنا نجد ظاهرة عجيبة، لكنها تُعلن عن سر أعجب بكثير. أما الظاهرة فطبيعية، وأما السـر فأدبي. إن النار في الكتاب المقدس عادةً ما تُشير إلى القضاء الإلهي، أي إلى قداسة الله في مناهضة فعالة ضد الشـر. والكلمة النهائية عن هذا الموضوع هي أن «إِلَهَنا نارٌ آكِلَةٌ» ( عب 12: 29 ). هنا إذًا السـر الأكثر غموضًا: كيف يمكن لله، الذي هو «نارٌ آكِلَةٌ» – الذي يحرق كل ما لا يتفق مع طبيعته المُقدَّسة، كيف يُمكنه أن يُظهِر ذاته، بدون إحراق أو إفناء؟ ولنعبِّر عن ذلك بطريقة أخرى: كيف يمكن لذاك الذي ”عينَاهُ أَطهَرُ من أَن تَنظُرا الشَّـرَّ، ولا تَستطيعُ النَّظَرَ إلى الجَورِ“ ( حب 1: 13 )، كيف يُمكنه أن يتعامل مع الناس، بغير الدينونة والقضاء؟ فقط إنجيل نعمة الله، يحتوي على العلاج الحقيقي لهذه المشكلة. فالإنجيل يُرينا كيف تسود وتملك النعمة، ولكن ليس على حساب البر «هكذَا تَملِكُ النِّعمَةُ بالبرِّ، للحَيَاة الأَبَديَّة بيَسوعَ المسيحِ رَبِّنَا» ( رو 5: 21 ).‬ ‫ ولكن كيف تحقق ذلك؟! بصيرورة قدوس الله «لَعنَةً لأجلِنَا» ( غل 3: 13 ). من المُميز جدًا أن كلمة ”سنط“ (الخشب الذي يرمز إلى ناسوت المسيح القدوس) تعني ”عُلَّيْقة“. والشوك هو المُذكِّر الدائم للَّعنة ( تك 3: 18 ). ففي موضع اللعنة، دخل بديلنا المُبارك. لقد لفَّته نيران الغضب الإلهي الرهيب، لكن لكونه «قَوِيٌّ» ( مز 89: 19 )، لم تُهلِكهُ. لقد استوعب هو نيران الغضب ووفى مطاليب العدل الإلهي وقال: قد أُكمل. لم يفنَ ”العِرْقُ الذي نَبَتَ مِن أَرضٍ يَابِسةٍ“ ( إش 53: 2 ). لم يكن مُمكنًا للموت أن يمسك رئيس الحياة. لقد بقي في القبر ثلاثة أيام فقط، وفي اليوم الثالث قام منتصـرًا، والآن حيٌّ إلى الأبد. ولكونه رب القيامة، هو يُخلِّص الآن. لاحظ كيف يتماشى ذلك أيضًا مع رمزنا. قال المخلِّص للصدوقيين: «وأَمَّا أَنَّ الموتَى يَقومُونَ، فقَد دَلَّ علَيه مُوسَى أَيضًا فِي أَمر العُلَّيقَة كما يَقُولُ: أنا اَلرَّبُّ إلَهُ إِبرَاهيمَ وإلَهُ إسحَاقَ وإلهُ يَعقُوبَ. وليسَ هوَ إلهَ أَمواتٍ بل إِلَهُ أَحيَاءٍ لأَنَّ الجميعَ عندَهُ أَحيَاءٌ» ( لو 20: 37 ، 38). ويا له من رمز تام ومُتقن: أنه ليس قبل أن يرفض إسرائيل المُخلِّص موسى ( خر 2: 14 )، أن أعلن الله عن نفسه هكذا في العُلَّيقَة!‬ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38578 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يخرجون بأملاكٍ جزيلة ![]() نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ...وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزيلَةٍ ( تكوين 15: 13 ، 14) لقد كان ألمًا شديدًا أن يُعاني أولاد أبرام مِن الظلم والرعب والألم إلى حدٍ كبير، ومع ذلك فإن النهاية هي «أملاكٌ جزيلة». فابتهج وافرح يا شريكي المؤمن لأنه مكتوب: «يخرجون»؛ فالألم لن يستمر إلى الأبد، والخروج من الأتون قريب، ونار كور المشقة في مصر لا بد أن تنتهي. والعجيب يا صديقي المتألم أنك لن تخرج من التجربة كما دخلتها، بل ستخرج «بأملاكٍ جزيلة»! لقد تعهَّد الله نفسه بذلك، وقال إنه سيكون معهم لتحقيق وعده. وهذا ما يجب أن يكون دائمًا مع أبناء الله عندما يكون معهم في الضيق. وسوف يخرجون بالتأكيد من التجربة – تجربة اختبار إيمانهم - في اللحظة التي تَحسُن في عيني الله، لأنه «كثيرةٌ هي بلايا الصدِّيق، ومن جميعها يُنجيه الرب» ( مز 34: 19 ). لقد اجتاز أيوب في الآلام المتنوعة والحيرة الطويلة، لكنه خرج من تجربته بأملاكٍ جزيلةٍ وبلا ندم، ربما باستثناء أنه كان بطيئًا جدًا في اعتماده كُليًا علي الله. وأوّد أن أقول إلى كل الذين يحبون الرب وحتى الآن يتجرَّعون كأس الألم والمُعاناة: اترك الفكر لديه وتأمل حبه، إذ إنه له قصد بالنسبة لك، فلنُسكِّن نفوسنا أمامه، ونضع ثقتنا فيه. قد يكون مصَابك أليم، ورعبك من التجربة شديد، فتصرخ إلى الله طالبًا رحمته، وتتوسل إليه ليُخلِّصك من ضيقتك، فدَعْ الله يسمع صراخك. فإنك لن تُكرِم إلهك إذا تذمَّرت عليه، فلقد صعد صراخ بني اسرائبل إليه بسبب ضيقتهم «وتنهَّد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا، فصعِدَ صراخهم إلى الله من أجل العبودية. فسمع الله أنينهم، فتذكَّر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ونظر الله بني إسرائيل وعَلِمَ الله» ( خر 2: 23 ، 24). إنها لحظة الربح الوفير والغني الجزيل، عندما تكتشف - وأنت تعتصر من الألم - أن الله هو ملاذك الوحيد، وملجأك الوطيد، ورجاؤك الذي لا يخيب. ويا لها من تعزية في هذا الفكر! ونحن لسنا جامدين عديمي المشاعر، فلقد أعطى الله أبناءه قلب حساس مليء بالعواطف الرقيقة. وعندما نجتاز الألم لا نقول: “هذا النوع من الألم شائع بين بني البشر، ولا مفر من أن نعض أسناننا ونتحمَّله”. فنحن الذين نعرف الله أكثر من ذلك، نُدرك أن الله معنا في كل تجربة وضيقة، وأننا متأكدون من الخروج منها بأملاكٍ روحية جزيلة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38579 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بركة الإرشاد الإلهي ![]() ولكني دائمًا معك. أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعدُ إلى مجدٍ تأخذني ( مز 73: 23 ، 24) دخل آساف المقادس، فاستعاد وعيه الروحي ووضعه مع الله، ثم خرج ليكتب لنا واحدًا من أروع المزامير، ومن ضمن ما ذكره فيه، تلك البركات الرُباعية المتضمنة في الآية التي في رأس المقال: وهي بركة الإقامة في دائرة الرضا الإلهي، ثم بركة حفظ النعمة، وثالثًا بركة إرشاد النعمة، وأخيرًا بركة القيادة الإلهية إلى المجد الأبدي. ومن حق كل مؤمن حقيقي أن يتغنى بهذه البركات الرُباعية أيضًا. أما عن بركة الإرشاد الإلهي، فيقول آساف: «برأيك تهديني» .. لقد استطاع آساف، رغم فشل إيمانه، أن يقول: «أمكست بيدي اليُمنى»، ولكن الآن بلغة الشركة يقول شيئًا آخر: «برأيك تهديني». هذا ليس مجرد إمساكه لنا بيده حتى وإن كنا لا نشعر أو نعلم، بل إنه التمتع برأي الرب في جو الشركة. والواقع كم نحتاج إلى الإرشاد والهداية، ونحن في رحلتنا نحو السماء، في طريق لم نعبره من قبل. لذلك كثيرًا ما حدَّثنا كتاب الله عن هداية الرب لنا. يقول كاتب المزمور: إنه «يهدينا حتى إلى الموت» ( مز 48: 14 ). وبالنسبة لنا، وفي ضوء العهد الجديد، يمكننا أن نقول إنه يهدينا حتى إلى السماء والمجد. وكما لا توجد نهاية لطريق أسمى من السماء، فإنه لا يوجد مُرشد في الطريق إليها أفضل من الرب! كيف يضل الذي له الرب مُرشدًا؟ إننا في جو الشركة ينطبق علينا قول الرب: «وأذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة: هذه هي الطريق اسلكوا فيها، حينما تميلون إلى اليمين وحينما تميلون إلى اليسار» ( إش 30: 20 ). وحتى لو حصل أنني تُهت، فإنه «يرُد نفسي، يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمه» ( مز 23: 3 ). وإننا لنتساءل: مع كثرة ما يتمتع به الخطاة المتكبرون من شهوات ولذَّات مختلفة، فما هي قيمة هذه كلها إزاء وقت الشركة السعيدة مع الرب. إن لحظات الشركة مع الرب لا تساويها كل تنعمات الدنيا. إن خزائن مصر، والتمتع الوقتي بالخطية في قصورها، تقصر تمامًا عن أن تعادل لحظة فيها نميل لننظر المنظر العظيم، فإذا بالرب ينادينا «اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة» ( خر 3: 3 - 5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38580 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المنظر العظيم ![]() اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة ( خر 3: 5 ) الصليب حَدَث فريد، تخطَّى العقل وتجاوز الفكر؛ أمامه خشعت الإنسانية وتملكها العَجَب. خضع له الزمان وإليه انصاع التاريخ، فقفز الزمان صعوداً، ووثب التاريخ قُدماً بديل انحدار الوراثية، وغدا مسارهما صحيحاً، بولادة الإنسان الجديد ذا الطبيعة الإلهية، هروباً من فساد الطبيعة، وابتعاداً عن عالم الشر. الصليب - بشرياً - أفظع جريمة ارتُكبت ضد أقدس إنسان؛ بطلها، والمحرِّض، والمنفذ هو الإنسان والشيطان. الصليب حادثة هزت الكون وما زالت، أثارت الأجيال وما برحت، جمعت الله والإنسان في أصعب مكان: الله يمتشق سيفه ويضرب، والإنسان يُجهِّز خشبة ويصلب، والمسيح، موضوع الضرب والصلب، يخترقه السيف وتمزقه المسامير؛ فيتفجر الخلاص من قلب المصلوب كاملاً، ويرضى الله، ويغتسل الإنسان ويتمتع. الصليب يجسِّد حب الله، وينطق بمكنون قلبه، ويكشف فكره الأزلي؛ ويعلن هدف تجسد الرب يسوع المسيح، أن يكون ذبيحة فداء عن الإنسان. أسس الصليب علاقة جديدة بين الله والإنسان، لم تستند إلى مجهود الإنسان وأعماله وتقواه، إنما على مبدأ مجانية النعمة، الواهبة المتفاضلة، التي تطفئ غضب الله، وتستجيب لمطالب عدله، وتحوله ثوب بر يكتسيه الإنسان الذي فشل في كتابة حرف واحد في ملحمة خلاصه. لكن الرب حبَّر قصة الخلاص بتلك الساعات المريرة القاسية مصلوباً، متألماً ثم مائتاً، بحيث صرخ في نهاية الصليب "قد أُكمل". فقد دفع المسيح كل شيء فنال الإنسان كل شيء. في الصليب قُسم العالمين قسمين، وشُقَّت طريقان: سماوية مجيدة، وجهنمية هالكة. ووجِدت جماعتان: واحدة آمنت فتمتعت بالخلاص، وأخرى رفضت فاستحقت الهلاك. أيها القارئ العزيز: هل فهمت معنى الصليب؟ |
||||