![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38561 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من أجل اسمِهِ ![]() «أكتُبُ إليكم أيها الأولاد، لأنه قد غفرت لكم الخطايا من أجل اسمِهِ» ( 1يوحنا 2: 12 ) «من أجل اسمِهِ». الواقع إن هذه العبارة القصيرة تطوي الحقيقة كاملة؛ حقيقة النعمة. ونفهم منها أن الله ـ في أمر غفران الخطايا ـ يعمل على أساس قيمة اسم ابنه المحبوب. قيمة اسمه كمَن مجَّده تمامًا على الأرض، وأكمَل العمل الذي أعطاه إيَّاه ليعمل «غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمِهِ». ولو أدرَكت النفوس هذه الحقيقة البسيطة. فبدلاً من أيام العناء يقضيها البعض بحثًا ـ في نفوسهم ـ عن شيء صالح أو استحقاق شخصي يستريحون إليه، سبيلاً إلى قبولهم أمام الله، أو دليلاً واضحًا على خلاصهم، بدلاً من ذلك يدركون أن علَّة خلاصهم هي تقدير الله للمسيح. ألا ليتهم يتفكَّرون بروح الصلاة في هذه الجملة القصيرة «من أجل اسمِهِ»! فإنها في وضوح لا يقربه الشك أن نظرة الله إلى الذين يَدنون منه مُعترفين بخطاياهم تتوقف ـ على وجه الإطلاق ـ على تقديره لقيمة اسم ذلك المبارك الجالس الآن عن يمينه. «من أجل اسمِهِ» لم نأخذ فقط غفران الخطايا ( 1يو 2: 12 )، بل إن أقدامنا كذلك محفوظة بنفس الطريقة، ونحن نجتاز البرية. فنقرأ هذا القول: «يرُّدُ نفسي. يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمِهِ» ( مز 23: 3 ). أي أن الله قد تولَّى عنا كل شيء، وذلك للسبب عينه الذي لأجله غفر الخطايا. فالباعث على أعمال نعمته ومحبته، الباعث على نظرته التي لا تتغيَّر، هو في المسيح لا في ذواتنا. فمسَار الحوار في مزمور 23 يجري هكذا: إذا كان الرب قد أصبح راعينا، فهو لا شك يعدّ لنا كل ما نحتاج إليه في طريق الاغتراب، حتى ونحن نسير في وادي ظل الموت. غير أن ع3 يُعلن لنا أنه «من أجل اسمِهِ» يَصون ويحفظ علاقات النعمة هذه. فإن أعيَت نفوسنا، إن خارَت، إن خانتها الشجاعة هو يَرُدُّ نفوسنا. وكمَن يعوزنا الإرشاد الدائم للسلوك في طرقه، وكمَن قد يشق علينا معرفة تلك الطرق مع وجود الرغبة في سلوكها، قد وضع نفسه في المقدمة يهدينا «إلى (وفي) سُبُل البر من أجل اسمِهِ». فإن كان اسم المسيح كريمًا في نظر الله بهذا القدر، وإن كان هذا الاسم المجيد هو أساس معاملاته معنا، كم يجدر بنا أن نكون في شركة مع ذلك الاسم! وهكذا ـ مع ما لنا من إدراك ضعيف لقيمته ـ يسعدنا أن نتلاشى فيه، مُستريحين عليه في اقترابنا إلى الله، كما يستريح فيه الله في علاقاته معنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38562 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() احذر الشبكة ![]() «لأنهُ بَاطِلاً تنصَبُ الشَّبَكَةُ في عَيني كلِّ ذِي جَناحٍ» ( أمثال 1: 17 ) تخيَّلت حديثًا دار في طبقات الهواء العُليا، بين نسـر وفراخه، حيث قال لهم: انظروا إلى الأرض، ستجدون شباكًاً منصوبة لاصطياد كل مَن يسير عليها، من الحيوانات والطيور. فقال واحد من الفراخ: وماذا عنا نحن؟ فقال له النسـر: نحن في أمان، فلا يمكن أن تُنصَب لنا شباك فى الهواء، وطالما نحن مُحلّقين في السماء، فلا خوف علينا، حتى لو امتلأت الأرض كلها بشباك الصيادين. ثم قص عليهم قصة جدّه الأكبر، الذي استهواه المشـي على الأرض، دون التحليق في السماء، فوقع في شبكة منصوبة، ومن يومها هو حبيس القفص في إحدى حدائق الحيوانات، ليكون عِبرة لمَن يترك مكان الأمان في السماء، ليتمشى على الأرض. إنها قصة من وحي الخيال، لكنها تُعبِّر عن واقع في حياة المؤمنين. فالنسـر الذي يُحلّق في السماء، بجناحيه القويان، هو رمز بديع للمؤمن الذي يُحلِّق عاليًا في جو الشركة مع الله «وأَمَّا مُنتظِرُو الرَّبِّ فيُجَدِّدونَ قُوَّةً. يَرفعونَ أَجنحَةً كالنسورِ» (اشظ¤ظ*: ظ£ظ،). وكما أنه من المستحيل أن تُنصَب الشبكة للنسـر الذي يُحلّق في جو السماء، هكذا لا يمكن أن ينصب الشيطان شبكة للمؤمن الذي يأخذ مكانه في الأقداس السماوية، حيث الشركة مع الآب ومع ابنه الرب يسوع. لذلك فإن شباك العدو منصوبة خصيصًا لمَن يهملون الشـركة مع الله. وشباك الشيطان متنوعة، فهناك شبكة الشهوة المُهلكة وشمشون أكبر عِظة وعِبرة لمَن يَقعون في هذه الشباك الدنسة. وداود أيضُا لم يتعظ من مرارة هذه الشبكة، فوقع فيها، وكان الثمن غاليًا. وهناك شبكة الاعتداد بالذات، وكان بطرس فريسة لهذه الشبكة، فأنكر سيده. وهناك شبكة محبة المال تلك التي نصبها الشيطان ليهوذا، فأهلكته، ولديماس الذي فضَّل العالم الحاضر عن السير مع الرسول بولس. والشباك كثيرة بقدر كثرة شرور العالم. والانترنت - رغم فوائده - لكنه أصبح الأرض الخصبة التي ينصب فيها الشيطان شباكه المُدمرة. وإن كان الاشرار يؤخَذون بشبكة مُهْلِكَةٍ ( جا 9: 12 )، فإن المؤمن الذي يهمل وسائط النعمة؛ الصلاة واللهج في كلمة الله وحضور الاجتماع والشـركة مع القديسين والخدمة، هو بكل تأكيد فريسة سهلة لشباك الشيطان. وإن كان الرب في أمانته لا يمكن أن يتركه، بل لا بد وأن يرُّد نفسه، ويَهديه إلى سُبُلِ البِرِّ ( مز 23: 3 )، مُنتشلاً إيَّاه من الشبكة التي أُخِذَ بها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38563 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنت معي ![]() أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً، لأنك أنت معي، عصاك وعكازك هما يعزيانني ( مز 23: 4 ) في وقت متأخر من ليلة حالكة، كان صبي يتلمس طريقه مُسرعاً بقدر المستطاع إلى بيته وسط الغابات الكثيفة، عندما سمع فجأة صوتاً يسأله: هل أنت جون؟ ففزع ولم يستطع الحركة وإذا به أبوه الذي جاء ليقابله في أظلم منطقة من الطريق. فتبدد خوفه ولم يَعُد الليل يبدو بهذه الظلمة لأن أباه كان يسير إلى جواره، فراح منه الفزع وكأنه قد وصل إلى بيته. وإذا ما عرفنا أن أبانا السماوي معنا في أظلم مراحل رحلتنا، وأصعب أوقات حياتنا، لَما شعرنا بالخوف "لأنك أنت معي" ( مز 23: 4 ). فكل راحته وغناه وبركاته هي لكل الذين يؤمنون بالرب يسوع المسيح. لقد وُجد "آلان جاردينر" المُرسل إلى Patagonia ميتاً على الشاطئ بعد أن كتب في مذكراته: "إني متمدد تحت مركب مقلوبة بعيداً عن مياه البحر. إنني في طريقي إلى الموت لكني في سلام تام وأكثر ما يؤلمني هو العطش". ثم كتب بعد ذلك وبخط أضعف: "لقد أمطرت السماء الليلة الماضية، فتمكنت من جمع قليل من الماء في قطعة من حطام المركب لأطفئ ظمأي غير المُحتمل". وفي النهاية كتب بخط يصعب قراءته: "إني مغمور بصلاح الله من نحوي أنا الذي كنت خاطئاً هالكاً". يا لها من كلمات غريبة نطق بها إنسان يموت على شاطئ، سكانه من آكلي لحوم البشر، بعيداً عن بيته بآلاف الأميال، يشرب ماء المطر في قطعة من حطام مركب، لكنه كان لا يزال مغموراً بصلاح الله من نحوه لأن "المراعي الخُضر" و"مياه الراحة" هي مُتاحة باستمرار لشعب الله. لقد تسلمت هذا الخطاب القصير من أرملة ألمانية بعد موت زوجها: "أريد أن أشكرك على كلمات التعزية التي بعثت بها إليَّ. أنت على حق، فإن كارل سيتمتع بمعية الرب أكثر جداً من بقائه هنا على الأرض في جسد الضعف. نعم إن الرب راعيَّ! إنه بقربي كل يوم، ولو لم أعرف هذا لَمَا استطعت أن أقول: "أنت معي". ورغم أني أعاني أحياناً من الحزن لأن زوجي العزيز ترك فراغاً كبيراً وراءه، لكني أعلم أن الرب يصب زيتاً على جراحي". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38564 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الراحة تحت ظله ![]() كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس ( نش 2: 3 ) مَنْ منا في وسط مشغوليات الحياة المتلاحقة، لا يصبو إلى ساعة هادئة يستجم فيها ويسترد بعض قواه المُنهكة؟ وأكثر من ذلك، نحن نعرف أن الراحة الألذ والأشهى؛ هي التي ننعم بها في صُحبة سيدنا وربنا المحبوب، الذي تحت ظله يحلو الجلوس. ولكن كثيرين يعوزهم أن يجدوا هذا الظل المبارك. إنهم يسعون عبثًا، وبالتعب وبالألم يواصلون السعي يومًا بعد يوم، وينوءون تحت ثقل اهتماماتهم ومشكلاتهم. لقد قال ربنا «اطلبوا تجدوا»، ولكن هؤلاء يعجزون عن أن يجدوا الراحة، لأنهم يطلبون مكانًا ومكانة وليس شخصًا. آه، لو علموا أن المسيح نفسه هو «شجرة التفاح»، وعند قدميه يلذ الجلوس ويُشتهى. إن ظل شجرة التفاح وحده هو الذي يُشبع وينعش القديسين المُتعبين. يجب أن نسعى إلى ذاك الذي تعلمت قلوبنا أن تحبه، فما من شخص وما من شيء يستطيع أن يحل محله. ومثل عروس النشيد دعنا نقول: «إني أقوم ... أطلب مَنْ تحبه نفسي» ( نش 3: 2 )، لأنه حلو ومُشتهى هو الجلوس تحت ظله. كثيرًا ما يُستعمل الظل رمزيًا في الكتاب المقدس، وقد يختلف الرمز اختلافًا طفيفًا في تطبيق معناه، ولكنه يشير بصفة عامة إلى العتق والوقاية اللذين يهيئهما الله لأولئك الذين يثقون فيه «لأنك كنت .... ظلاً من الحر» ( إش 25: 4 )، وأيضًا «ويكون إنسان ... كظل صخرة عظيمة في أرض مُعيية: ( إش 32: 2 )، والمُشبّه بذلك التشبيه الجميل، بظل شجرة التفاح وورقها الأخضر وثمرتها الحلوة ( نش 2: 3 )، والمرموز إليه في كل هذه الفصول، هو المحبوب والمعبود من جميع المخلَّصين؛ ظله وراف على الدوام، لذيذ ومُشتهى. ليتنا نتذكر أنه لا يعوزنا أن نذهب بعيدًا كي نجد هذا الظل؛ فالرب قريب منا. وإذ وجدناه، ليتنا نجلس تحت ظله، ونجعل من محضره المبارك مقامنا على الدوام. هناك نتعلم كيف أن الرب يحوطنا من خلف ومن قدام، وكيف أن يده تقودنا، وكيف أن يمينه تعضدنا، وفي ظله لن نخاف أية ظلال أخرى «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني» ( مز 23: 4 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38565 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الرب يعزي المتضعين ![]() التفت إليَّ وارحمني، لأني وَحدٌ ومسكينٌ أنا ( مز 25: 16 ) لقد ألف ربنا المعبود في حياته على الأرض أن يكون وحيدًا منفردًا متروكًا من الجميع، يعاني من الوحدة والانفراد إذ لا يجد مَنْ يشاركه أفكاره واهتماماته، مسراته وأحزانه. وقبيل الصليب، وفي وقت كان يحتاج إلى كل التعاطف والتسنيد من أحبائه، يقول لتلاميذه «كلكم تشكُّون فيَّ في هذه الليلة» ( مت 26: 31 )، وكل ذلك لتتم النبوة «أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي، وأقاربي وقفوا بعيدًا» ( مز 38: 11 )، وأيضًا «أبعدت عني مُحبًا وصاحبًا. معارفي في الظلمة» ( مز 88: 18 ). ولقد اختبر الرسول بولس شيئًا من «شركة آلامه» في هذا المجال حيث كان متروكًا في ظروف صعبة. فيقول هذه الكلمات المؤثرة، في احتجاجي الأول لم يحضر أحدٌ معي بل الجميع تركوني لا يُحسب عليهم» ( 2تي 4: 16 )، لكنه في هذه الظروف عينها اختبر رفقة الرب ومعيته، فيقول «ولكن الرب وقف معي وقواني» ( 2تي 4: 17 ). ومن بين اختبارات البرية الطويلة هناك اختبار شكَا منه الكثيرون، خاصة في الشيخوخة، ذلك هو اختبار الوحدة بلا رفيق يبدد صمت الانفراد. وهنا نزداد إحساسًا بوقعه مع الأيام، ذلك لأن أحباءنا يغيبون عنا الواحد بعد الآخر إلى أن نجد أنفسنا وحدنا، لكن عزاءنا هو رفقة الله لنا «أنا معك وأحفظك حيثما تذهب ... لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به» ( تك 28: 13 - 16). وهذا الوعد تكرر لموسى «إني أكون معك» ( خر 3: 12 )، وليشوع «أكون معك، لا أهملك ولا أتركك» ( يش 1: 5 )، ثم تكرر لنا بصفة عامة «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» ( مت 28: 20 ) ـ كل الأيام ـ في أيام الصحو وأيام الغيم، في أيام الصحة وأيام المرض، في أيام الخير وأيام الضيم، في الشدو والنوح، في النهار وفي الليل. ولن يأتي اليوم الذي فيه يكون الرب بعيدًا عنا. قد يتخلى مُحب وصاحب، لكنه يلتصق بنا ولو كنا في الأتون. «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ). هذا هو أقسى أنواع الوحدة والانفراد حيث يعبر الشخص إلى الشط الآخر من الحياة بمفرده. لكنه حتى في هذا يقول: «لأنك أنت معي»، ويا لها من تعزية! إنه الصديق الوفي والمُحب الألزق من الأخ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38566 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التابوت وعبور الأردن ![]() وكلَّم الرب يشوع قائلاً: مُر الكهنة حاملي تابوت الشهادة أن يصعدوا من الأردن ( يش 4: 15 ، 16) في هذه الحادثة الفريدة، والتي فيها عبر التابوت أمام بني إسرائيل، نهر الأردن، نقرأ عن قول الرب ليشوع بأن يأمر الكهنة حاملي ”تابوت الشهادة“ أن يصعدوا من الأردن، وهذا يبين أن التابوت مكث في وسط نهر الأردن حتى أمر الرب يشوع بأن يُصعده (انظر يشوع4: 10، 11). هذا عن الرمز، أما عن الحقيقة الأعظم، فهو أن الرب يسوع الذي كان التابوت رمزًا له، ظلَّ واقفًا في وسط مياه نهر ”الموت“ ـ فهكذا يشير نهر الأردن ـ مُحتملاً كل التيارات الرهيبة، فانطبق عليه القول: «غمرٌ ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولُججك طَمَت عليَّ» ( مز 42: 7 )، وأيضًا: «عليَّ استقر غضبك وبكل تياراتك ذللتني» ( مز 88: 7 ). وبعد أن احتمل الرب يسوع الآلام كاملة، عندئذٍ فقط تم العمل، ودَوَت صيحة المسيح الرائعة: «قد أُكمل»، وبعد أن ذاق بنعمة الله الموت، أقامه الله من الأموات، وهكذا «تعيَّن (أي تبرهن) ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» ( رو 1: 4 ). لقد أمر بإصعاده من الأردن! فكم كان المشهد مُرعبًا ومُخيفًا جدًا أمام أعين الشعب، والتابوت يقف في منتصف النهر! فمن جانب وقفت المياه المنحدرة وقامت ندًا واحدًا، وصارت تعلو وتعلو، وإن كانت لم تستطع أن تنحرف عن مجراها الطبيعي، وكأن هناك سدًا منيعًا عظيمًا غير مرئي يحول دون ذلك، ومن الجانب الآخر انقطعت المياه تمامًا، إذ استكملت مسيرها في مجراها إلى بحر العَرَبة. فمن الناحية الواحدة كانت المياه تتزايد وتعلو، ومن الناحية الأخرى ما كانت توجد مياه على الإطلاق!! فأية حالة نتوقع أن يكون عليها الشعب لو عبر التابوت أمامهم إلى الجانب الآخر من النهر، ثم طُلب منهم أن يعبروا مثله؟! حتمًا سينتابهم كثير من الفَزَع والهَلَع. إن وجود التابوت في منتصف النهر كفيل بأن يبعث في قلوبهم الأمن والسلام والطمأنينة، بل والفرح، وصار لهم أن يُرددوا مع المرنم: «هلم انظروا أعمال الله. فِعله المُرهب نحو بني آدم. حوَّل البحر إلى يَبس وفي النهر عبروا بالرجل. هناك فرحنا به» ( مز 66: 5 ، 6)، ومن ثم يستطيعون أن يُرنموا مع داود: «إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38567 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المشغولية بالمسيح في المجد ![]() شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ .. فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ ... ابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا .. ( أعمال 7: 55 ، 56) كان استفانوس مَمْلُوًّا من الروح القدس، ولذلك فقد شَخَصَ إلى السماء، ليس لكي ينظر إلى الملائكة، بل لينظر المسيح. فالشخص الذي يريد أن يحيا هنا كما يحق للمسيح، يجب أن ترتفع عين إيمانه إلى أعلى؛ إلى السيد المُبارك الجالس الآن عن يمين العظمة في الأعالي. لا يمكن أن ننال أية قوة من النظر إلى ما بداخلنا أو ما حولنا أو إلى بعضنا البعض. إننا نتقوَّى حينما نكون فقط «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع» ( عب 12: 2 ). ولاحظ أن استفانوس رآه – تبارك اسمه - باعتباره «يسوع .. ابن الإنسان .. الرب»: «يسوع» (ع55) .. اسمه الشخصي الإنساني باعتباره «رجلُ أوجاعٍ ومُختَبر الحَزَن» ( إش 53: 3 )، «مُجرَّبٌ في كل شيءٍ مثلنا، بلا خطية»، والذي «في ما هو قد تألمَ مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المُجرَّبين» ( عب 4: 15 ؛ 2: 18). «ابن الإنسان» (ع56) ... هذا اللقب يؤكد لنا ناسوت المسيح. كما أنه لقبه باعتباره الديَّان. «الرَّبُّ» (ع60) .. صاحب السيادة والسلطان، والذي له الحق أن يفعل بنا ما يشاء، باعتبارنا عبيده. حقًا ما أعظم البركة التي تحصل عليها قلوبنا من النظر إليه في المجد! وأيضًا سر القوة لاحتمال التجارب التي تُصادف المؤمن إنما هو في النظر إلى الرب في الأعالي. يوجد شخص في السماء الآن، سبق أن جاز في أحزان البرية وآلامها، وتجرَّب في كل شيء، ويُسَرّ بأن يُعين المُجرَّبين. ونلاحظ أنه بالارتباط بعمل المسيح الفدائي الكفاري الذي أُكمل تمامًا، فإن المسيح «بعد ما صنعَ بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا، جلسَ في يمين العظمة في الأعالي» ( عب 1: 3 ). ولكن بصدَد المشهد الذي نحن نتأمله، وبالارتباط بعمله الكهنوتي والشفاعي الذي لم ينتهِ بعد، فقد رآه استفانوس «قائمًا عن يمين الله» (ع55، 56). لقد قام المسيح ليُعين عبده المُجرَّب، ولكي ما يعبُر معه وادي ظل الموت ( مز 23: 4 )، ويُرحِّب به في السماء. وكأن الرب يقول له: ”استفانوس ... ها أنا قائمٌ لمعونتك ... لا تخف! ... اطمئن! ... ثبِّت نظرك عليَّ ... أنا معك ... كل إمكانياتي لحسابك ولنجدتك“. ويا لكأس النعمة الملآنة والفائضة، التي تكفي بل تزيد، لكل ظرف ولكل مشكلة صعبة، أو ظرف أليم! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38568 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأخيرات المحبة ![]() «فَلَمَّا سَمِعَ أَنهُ مَرِيضٌ مكَثَ حِينئِذٍ فِي المَوضِعِ الذي كانَ فيهِ يَومَينِ» ( يوحنا 11: 6 ) المحبة تسمح بالألم! أتى في يوم ما رسول يلهث بأخبار عن مرض لعازر ”الذي كانَ يسوعُ يُحِبُّهُ“ ( يو 11: 3 ، 5، 26). ولم تشك الأُختان في أن الرب سيسـرع ليكون بجانبه بالرغم من كل الأخطار، وأنه سيُنجيه من الموت. ولو كان قد فعل كما توقعتا لوفر عليهما قلق الانتظار الطويل، وتأرجُح الأمل، وغمّ مشهد الموت والقبر والبيت المُقفر. ولكن الرب «لَمَّا سَمِعَ أَنهُ مريضٌ مكثَ حينئذٍ فِي المَوضِعِ الذي كان فيهِ يومَينِ». يا لها من كلمات عجيبة! فقد امتنع عن الذهاب، ليس لأنه لم يُحبهم، بل لأنه أحبهم فعلاً. كان المتوقع أن المحبة تُلزمه أن يُسـرع على الفور لنجدة القلوب المحبوبة المنزعجة؛ ليصد عنها الحزن، ويُمتعها بفيض المحبة في مسح الدموع. ولكن العجيب أن الحب الإلهي هو الذي جعله يحجز رقة قلبه الشديدة، حتى يكون الألم قد عمل عمله. ومَن مِنا يُمكنه أن يُقرِّر كم نحن مَدينون للتجارب والآلام؟ فهي التي تُكوِّن الفضائل في الحياة المسيحية، ولا يمكن أن يكون هناك إيمان بدون امتحان. ولا يوجد صبر بدون تجربة لتُظهره. ولا اختبار بدون ضيقة لتنميته. والثمار الشهية لا تنضج إلَّا بواسطة تحمّل ريح الشمال وريح الجنوب. إن الآلام تُخلِّصنا من كبرياء الاعتماد على الذات، وتُلقي بنا، في كَربنا، عند قدمي ربنا. والآلام تعزل النفس عن كل مساعدة بشرية لكي تلجأ للرب وحده. إن النبات العطري يجب أن يُرض قبل أن يبعث بأريجه، وخام الذهب يجب أن يُوضَع في البوتقة قبل أن يخرج الذهب نقيًا، وقطعة الماس يجب أن تُصقَل على العجلة الخاصة بالأحجار الثمينة قبل أن تظهر ألوانها الساطعة. إن ذلك النبات وذلك الحجر الثمين هما قلبك: إنه يجب أن يَعتصـر بالحزن، وأن يُنظَّف بالألم قبل أن يُصدر رائحة حلوة، وقبل أن يكون جوهرة ملائمة لأن توضَع عند قدمي المُخلِّص! سرعان ما يقودنا الألم للمُخلِّص. عندما كان لعازر يتمتع بصحة جيدة، لم يُسـرع رسول ما لإحضار المُخلِّص لبيت عنيا. ولكن عندما حوَّم الموت عليهم، استحضـروه على عجَل. وهذا يُشبه موجة المحيط الكبيرة التي ترفعنا إلى فوق، وتطرحنا إلى أسفل عند قدمي المُخلِّص. فالمياه المُزبدة هي التي قادَت الحمامة إلى الفلك، والشتاء الموحش يُرسل السنونة جنوبًا، والأصوات المُزعجة يجعل الفراخ الضعيفة تستكن بالقرب من أُمها. إن الألم يجعل الله ضرورة في حياتنا، ويجعلنا نستبدل كلمة ”هو“ بكلمة ”أنت“ ( مز 23: 4 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38569 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وادي ظِلِّ الموتِ‬ ![]() «أَيضًا إِذا سِرتُ فِي وَادِي ظِلِّ المَوتِ لاَ أَخافُ شَرًّا، لأنكَ أَنتَ مَعِي»â€¬â€« ( مزمور 23: 4 ) «أَيضًا إِذَا سِرتُ فِي وَادي ظِلِّ المَوتِ لا أَخَافُ شَرًّا، لأنَّكَ أَنتَ معِي» ( مز 23: 4 ). إن أول ما يلفت انتباهي هو الطريقة التي تُفتتح بها الآية. فهي لا تقول: ”أَيضًا حِينمَا أَسِيرَ فِي وَادي ظِلِّ الموتِ“، بل «أَيضًا إِذَا سِرتُ فِي وَادِي ظِلِّ الموتِ». وسؤالي هو: لماذا هذه اللغة الشـرطية؟ أ ليس من المؤكد أنى فى يوم من الأيام سأُدعى لأَسِيرَ فى وادي ظل الموت؟ لكنني أتذكَّر الكلمة المباركة الواردة فى 1كورنثوس15: 51 «لا نرقُدُ كُلُّنا، ولكِنَّنا كُلَّنا نتغَيَّـرُ». بذلك أعي لماذا افتتح الروح القدس هذه الآية هكذا.‬ ‫ وإذ أنتقل إلى الأمر الرئيسـي فى هذا العدد «وادي ظِلِّ المَوتِ» الذي يسير فيه المؤمن الذي يموت بالفعل. وأتساءل لماذا يُشبَّه الموت بالسير فى ”وادٍ“؟ ما هي الأفكار التي ترجحها هذه الصورة؟ إن ”الوادي“ يُوحى بالسلام والجمال الخصب، وأيضًا – وبصفة خاصة- بسهولة السفر. ”الوادي“ هو على النقيض من ”الجبل“، الذى هو وعر وخطر للصعود. بالتباين إذًا مع صعود الجبل الذي هو أمر شاق وخطير، يُشبَّه موت المؤمن بالسير فى وادٍ مُفرح وآمن! فعندما يأتي المؤمن إلى نهاية سياحته هنا، يتعلَّم أن الموت ببساطة هو بمثابة المرور فى وادٍ. ولاحظ أنه ”يَسِير“؛ لا يجرى كمَن هو خائف. ثم لاحظ: «إِذا سِرتُ فِي»؛ إنه لا يبقى في ”الوَادِي“، بل يسير فيه. إن الموت ما هو إلا باب يمر منه المؤمن من مشاهد الخطية والأحزان، إلى عالم المجد والبهجة.‬ ‫ بعد ذلك ألاحظ أن هذا ”الوَادِي“ يُدعى «وَادي ظِلِّ المَوتِ». وما هو ”الظِلّ“؟ آه ما أكثر ما يُخيفنا! مَن منَّا وبالذات في أيام الطفولة، ما كان يخاف من الظلال! لكننا إن مشينا نحوها سريعًا سنكتشف أن لا قوة لها على أذيَّتنا. وكم من مؤمنين ملأوا وادي الموت بخيالات مرعبة! كم تأملوا في تلك المناظر التي رسمها لهم عدم إيمانهم! آه يا أخي المؤمن، ليس هناك أى شيء - لا شيء مُطلقًا - تخاف منه في الموت، إذا أخذك قبل مجيء الرب يسوع. إن الوادي يُدعى «وادِي ظِلِّ المَوتِ» لأن ”الظِلّ“ هو أكثر شيء موجود لا يضر ولا يؤذي!‬ ‫ والآن إذ وضع المؤمن يده تمامًا على بركة هذه الصور الجميلة، وبعد أن اكتشف أن الموت ليس جبلًا وعرًا خطيرًا عليه أن يصعده، بل هو ”وادٍ“ – كله سلام وسلاسة – يمر فيه؛ وإذ تعلَّم أنه فى هذا الوادي لا يوجد شيء مُخيف، بل هو ”ظِل“، يمكنه عندئذ أن يشدو بغبطة الثقة: «لا أَخَافُ شرًّا، لأنَّكَ أنتَ مَعِي».‬ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 38570 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوكابد؛ المرأة التي أرضت الرب ![]() فَحبلت المرأة وولدت ابنًا. ولما رأته أنه حسنٌ، خبأته ثلاثة أشهر ( خر 2: 2 ) كم من الأعمال العظيمة التي مجَّدت الله، عملتها نساء فاضلات! وإحدى هؤلاء النساء؛ يوكابد أم موسى، التي تميزت بمميزات روحية عالية. وإليك بعض من تلك المميزات: (1) أولوياتها وأهدافها: معنى اسم يوكابد "مجد الله"، وقد اقترنت بعمرام الذي معنى اسمه "شعب مرتفع". فأولويات يوكابد، كانت مجد الله وخير شعب الله. لم يكتب الكتاب كثيرًا عن هذه المرأة، لكننا نقرأ عن سيرتها العطرة من خلال تأليفها لكتب ثلاثة، أو قُل من خلال أولادها الثلاثة الذين تعلموا منها مخافة الرب، إذ نُقشت على صفحات قلوبهم محبة الرب. ومن خلال التأمل في سيرة أولادها وخدمتهم، نلمس هدف يوكابد المقدس الذي حققته من خلال أولادها. كما شهد الرب عنهم قائلاً للشعب: «يا شعبي ... إني أصعدتُك من أرض مصر، وفككتك من بيت العبودية، وأرسلت أمامك موسى وهارون ومريم» ( مي 6: 4 )، ثلاثة كتب للإرشاد أمام شعب الرب بقلم يوكابد الأم الفاضلة. (2) فهمها: تميزت يوكابد بالفهم الروحي. لقد فهمت أهمية الزواج وترتيبه، بحسب فكر الرب. ولكونها من بيت لاوي، اقترنت برجل من بيت لاوي أيضًا ( خر 2: 1 ). وعندما وُلد موسى، رأته أنه حَسَنٌ ( خر 2: 2 )، وبلغة العهد الجديد، رأته «جميلاً جدًا» أو "جميلاً لله" أي يناسب الله ( أع 7: 20 ؛ عب11: 23). كذلك ظهر فَهم يوكابد في تعلقها بوعد الرب، فقد عرفت أنه دنا الوقت لتتميم ما وعد به الرب لإبراهيم «وفي الجيل الرابع يرجعون إلى هنا» ( تك 15: 16 )، فشعرت أنها في الأيام الأخيرة لخروج الشعب من العبودية القاسية. (3) إيمانها: لمع إيمان يوكابد في أيام عصيبة، حيث كان المرسوم الملكي الشديد: كل ابن ذكر يولد من العبرانيين، يُطرح في النهر ( خر 1: 22 )، لكن يوكابد كان لها الإيمان الذي يتحدى أمر الملك، وبجرأة الإيمان خبأت الصبي ثلاثة أشهر، وبالإيمان صنعت له سفطًا، إذ علمت أن الأمر الفرعوني بقتل الأبناء الذكور، من ورائه العدو الذي أراد تفويت الفرصة لظهور الابن المُخلِّص، لكن الرب أفشل المؤامرة وأنقذ موسى، مُرجعًا إياه لحضن أمه، لتربيه لحساب مجد الرب، نافعًا لشعب الرب. |
||||