منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 04 - 2021, 12:28 PM   رقم المشاركة : ( 38351 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المخلص يطلب الخلاص!



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


خلصني يا الله لأن المياه قد دخلتْ إلي نفسي،

غرقتُ في حمأة عميقة … تعبتُ من صراخي

( مز 69: 1 -3)




مَنْ الذي يطلب الخلاص هنا؟ إنه الأسد الخارج من سبط يهوذا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص!! غير أن الأشرار عند الصليب سخروا منه وتهكموا عليه "أما نفسه فما يقدر أن يخلصها". ونحن نعلم أنه لو كان الأمر يتوقف على قدرته في أن يخلص نفسه، ما كان أسهل ذلك عليه، لكن المسيح لم يستعمل قوته عند الصليب. كان في مقدوره لو استعمل قوته أن يفني الإنسان، بل والشيطان، لكن ما كان يصلح هذا لفدائنا. بل لكي يفدينا كان لا بد من دفع الثمن. والثمن كان أن يذوق بنعمة الله الموت. إن الكبش الذي قدمه إبراهيم عوضاً عن إسحاق ابنه كان مُمسكاً في الغابة بقرنيه، أي لم يكن مُصرحاً له باستخدام قوته. فليس هنا مجال استخدام القوة، والمسيح "صُلب من ضعف".

إنه يقول: "خلصني يا الله". وذلك لأنه جاء لا ليخلص نفسه، بل ليخلص الآخرين عن طريق موته. لذا فإن المخلِّص يطلب في ع1 الخلاص، والفادي يطلب في ع18 الفداء! ومستجيب الدعاء يطلب في ع13، 16، 17 سرعة الاستجابة!‍‍

ثم يقول: "غرقتُ في حمأة عميقة وليس مقر". لقد كانت كارثة كبرى أن تغرق أعظم وأشهر باخرة في التاريخ: الباخرة تيتانيك. لكننا هنا نجد الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته يقول "غرقتُ". لقد هبَّت عليه في كل رحلة حياته رياح كثيرة، وهاجمته عواصف عاتية، فصمد. لكننا هنا في الجلجثة نجد معبود القلب يغرق!

وما هذه الحمأة العميقة التي غرق فيها سيدنا القدوس؟ إنها حمأة خطايانا المُرعبة؛ من نجاسات تقشعر لها الأبدان! من خيالات الإنسان الدنس، وأقواله النجسة، وأفعاله الخبيثة … الكذب والنفاق، الغضب والبغضة، أفعال الرجال الأشرار على مرّ الزمان، وشرور النساء الساقطات على مدى تاريخ الجنس البشري. بل ولماذا نذهب بعيداً؟ فكِّر في الخطايا التي في داخلنا. نعم، خطاياي أنا وخطاياك أنت أيها القارئ العزيز!!

تأملي يا نفسي وأطيلي التفّرس في هذا المشهد الرهيب!

تأملي سيدك القدوس وهو غارق لأجلك في طين حمأة الخطية!!

تأملي واسجدي أمامه بكل الورع والخشوع.
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:30 PM   رقم المشاركة : ( 38352 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح ومدرسة الألم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الذي، في أيام جسده، إذ قدم بصراخٍ شديد

ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت ..
مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به

( عب 5: 7 ، 8)


يمكن وضع التركيبة في ترجمة أخرى "الذي في أيام جسده (إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من "بين فكي" الموت، وسُمع له من أجل تقواه) مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به». أعني أن النبرة في هذه التركيبة ليس على ما قدم، بل على «تعلم الطاعة مما تألم به» (مع كونه ابنًا). أي أن الطلبات والتضرعات المصحوبة بالصراخ الشديد والدموع، هي أحد فصول مدرسة الألم لتعلم الطاعة، ذلك أن سيدنا له المجد انفرد بتعلم الطاعة، الأمر الذي لا نجده أو لا نقرأه عن هارون ولا عن ملكي صادق. ولاسمه الكريم كل المجد والإكرام والسجود. فقد وقف وحده على القمة «لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء»، ومع أنه ـ تبارك اسمه ـ جمع سمات كهنوت هارون وسمات كهنوت ملكي صادق، بيد أنه الوحيد الذي تخرَّج من مدرسة الألم مؤهلاً أكمل تأهيل لخدمة الرثاء والأخذ بأيدي الضعفاء «عاضد كل الساقطين ومقوّم كل المنحنين» ( مز 145: 14 ).

إن الرسول يقودنا بهذا المقطع إلى حياة الرب يسوع بعد المعمودية وبدء خدمته الجهارية، ودون الإشارة إلى موته له المجد فوق الصليب، ذلك أن الصليب لا يدخل في نطاق "آلام المسيح" التي أهّلته للخدمة الكهنوتية، بل الصليب هو الرحى التي دخل بين شقيها هو ساعة غضب الله الكُلي القداسة على الخطية التي قادت القدوس الكامل إلى موت الصليب.

لقد امتلأت تلك الأيام «أيام جسده» بكل أشكال ومصادر الألم، وكانت ذروتها بستان جثسيماني. إن المجد في جوهره هو سيدنا بلا منازع أو مقارنة. غير أن النعمة وهبتنا في شخصه المعبود كل ما يعوزنا كخطاة وقديسين، إن خطيتنا وبؤسنا كانا فرصة للمحبة الإلهية التي إنما ظهرت بكمالها في المسيح الذي تألم إلى أقصى الحدود يوم جاء إلينا؟ فقد عانى آلامًا لم يكن أحد كفوًا لها غير شخصه الكريم. وفي «أيام جسده» نرى الناحية المنظورة ونسمع صوت أحزانه التي ليس غير الله يدرك ويرى أعماقها. ومن أجل هذا، ومن أجل أسباب أخرى في مقاصد الله، صار الكلمة جسدًا وحلّ بيننا وأطاع حتى الموت، موت الصليب.
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 38353 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملك المجد



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


للرب الأرض وملؤها. المسكونة، وكل الساكنين فيها.

لأنه على البحار أسسها، وعلى الأنهار ثبّتها

( مز 24: 1 ، 2)




سوف تؤول ملكية الأرض كلها للمسيح في المُلك الألفي بناءً على هذين الحقين: لأنه خلقها ( مز 24: 1 ، 2)، لكن أيضًا، وبحسب ما نتعلم من العهد الجديد، لأنه دفع ثمنها، دمه الكريم، فصارت الأرض له مرتين. ولعل هذا يذكِّرنا بأن سفر الرؤيا قبل أن يحدثنا عن مُلك المسيح على كل الكون، وامتلاك المسيح الفعلي للأرض وملئها، للمسكونة وللساكنين فيها، فإنه يشير في رؤيا 4 إلى حقيقة أن الرب هو الخالق، ثم في رؤيا5 إلى أنه الفادي. حيث تَرِد في هذين الفصلين تسبيحتان للشيوخ: «أنت مستحق ... لأنك أنت خلقت» ( رؤ 4: 11 ) «مستحق أنت ... لأنك ذُبحت واشتريت» ( رؤ 5: 9 ).

إذًا فالمسيح بالصليب اشترى الحقل كله ( مت 13: 44 )، فصارت ممالك العالم شرعًا لربنا ومسيحه ( 2بط 2: 1 )، وليس الأرض فقط بل الناس أيضًا (2بط2: 1)، وبلغة المزمور: للرب، لا الأرض فقط، بل «ملؤها» أيضًا، «المسكونة وكل الساكنين فيها».

من منظور واحد، فإنه يمكن اليوم أن نقول: إن «للرب الأرض وملؤها» (ارجع إلى 1كو10: 26، 28). لكن من الجانب الآخر ما أكثر البقع التي في الأرض، والتي ليست فعلاً للرب بعد ( عب 2: 8 ). فالأرض اليوم مُسلَّمة ليد الشرير ( أي 9: 24 )، الذي هو رئيس هذا العالم ( يو 14: 30 ). لكن الأرض ينتظرها يوبيلاً عظيمًا، بناءً على كفارة المسيح ( إش 11: 9 - 55)، فيه سيعود كل شيء إلى أصحابه، وستكون الأرض وملؤها للمسيح، وسوف يزيل المسيح اللعنة والتشويش من الأرض، وتغطي معرفة الرب الأرض كما تغطي المياه البحر ( مز 150: 5 ). نعم لا بد أن يأتي اليوم الذي فيه يتم القول «كل نسمة فلتسبح الرب» (مز150: 5).

ونلاحظ أن المزمور 24 يُفتتح بالإشارة إلى مجد المسيح باعتباره ”الخالق“، وأيضًا باعتباره "الحافظ" «للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها. لأنه على البحار أسسها (الخالق)، وعلى الأنهار ثبَّتها (الحافظ)». ورسالة العبرانيين تكلمت عن هذين المجدين: «الذي به أيضًا عمل العالمين (الخالق) ... وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته (الحافظ)» (عب1: 2، 3).

 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:33 PM   رقم المشاركة : ( 38354 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ضرورة الألم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


..وكان هناك في بيت السجن. ولكن الرب كان مع يوسف،
وبَسَط إليه لُطفًا، وجعل نعمةً له في عيني رئيس بيت السجن

( تك 39: 20 ، 21)


لقد قُطع يوسف من أهله، وأصبح عبدًا في أرض غريبة في بيت أحد المصريين، وهناك اتهمته امرأة شريرة اتهامًا باطلاً، وأُلقى في السجن موسومًا بهذه التُهمة الكبيرة، وهناك عُومل بجحود، وأصبح إنسانًا منسيًا وحيدًا. لقد عانى الهوان تلو الهوان، واستمر طريقه في انحدار. تكاثفت حوله السُحب، واكتنف حياته الظلام، حتى بدا وكأنه لا توجد بارقة أمل.

ولكن خلف ما هو ظاهر للعيان، يستطيع الإيمان أن يتبيَّن قصد الله في رفع يوسف إلى مكان العزة والمجد. والشيطان كعادته يحاول بكل قوته أن يعطل قصد الله. لقد استخدم شر إخوة يوسف لكي يبعده عن بيت أبيه، ثم استخدم زوجة فوطيفار الآثمة لكي تُلقي به في السجن، كما استخدم جحود ساقي فرعون ليُبقيه هناك. ولقد كانت كل خطوة توحي في ظاهرها بانتصار الشيطان، وبأن قصد الله قد غدا بعيدًا.

ومع ذلك، فإن الإيمان يستطيع دائمًا أن يرى يد الله خلف مكايد إبليس المتنوعة. وإذا كان الشيطان يستخدم الإنسان ليُعيق مقاصد الله، فإن الله يستخدم الشيطان نفسه لإتمامها. إن كل العوامل تحت أمره؛ الملائكة ورؤساؤهم، القديسون والخطاة، إبليس وجنوده، الكل يستخدم لتتميم خطته، حتى العناصر الطبيعية «النار والبَرَد، الثلج والضباب، الريح العاصفة الصانعة كلمته» ( مز 148: 8 ). والأمر كذلك مع ظروف الحياة المختلفة، كما نرى في قصة يوسف. إن كل التجارب التي اجتازها؛ مُعاملة إخوته القاسية، العبودية في بيت المصري، الاتهام الكاذب من زوجة فوطيفار، سجن فرعون، تجاهل الساقي؛ كل هذه ما كانت إلا خطوات في الطريق إلى المجد. لقد كان عمله كالراعي، وإرساليته إلى إخوته، وخدمته في منزل فوطيفار وفي السجن؛ هذه كلها كانت إعدادًا له لممارسة السلطان في يوم مجده.

وكما حدث مع يوسف في الرمز، هكذا مع المسيح؛ كل خطوة إلى أسوأ في طريق الآلام لم تكن سوى خطوة إلى أعلى في طريق المجد. وقد كانت خدمته وهو هنا بالجسد إعدادًا لدوره كملك الملوك ورب الأرباب. كما أن شهود الزور الذين قاموا ضده، وأولئك الذين حكموا عليه ظلمًا، سوف ينحنون أمامه عندما تجثو له كل ركبة ويعترف كل لسان أنه رب لمجد الله الآب.
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 38355 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تسبحة العذراء




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تُعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلِّصي،

لأنه نظر إلى اتضاع أَمَتِهِ.
فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني

( لو 1: 46 - 48)




في العذراء مريم نرى الخضوع للرب والإيمان بقدرته، فقد قبلت أن تكون الواسطة لإتمام مقاصد الله. وبالرغم من صعوبة إقناع ذويها بالأمر، والخوف من معاملة خطيبها، لكنها سلَّمت وخضعت لإرادة الرب، وقالت للملاك: «هوذا أنا أَمَة الرب. ليكن لي كقولك» (ع38)، ففي إيمانها أدركت أن القدير يستطيع أن يصنع العظائم (ع49). وهناك فارق كبير بين موقفها وموقف زكريا الكاهن الذي أظهر عدم الإيمان عندما سمع البشارة بميلاد يوحنا المعمدان ( لو 1: 18 )، أما موقف العذراء فكان التعجب والاستفهام، إذ قالت، عندما سمعت البشارة بميلاد المسيح: «كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟» ( لو 1: 34 ).

ومع تقديرنا لتسبحة العذراء، لكن يجب أن ندرك أن مجالها هو الرجاء اليهودي الخاص بمجيء المسيا، لإتمام المواعيد الأرضية المُعلنة في نبوات العهد القديم. أما مجال الرجاء المسيحي فيذهب إلى أبعد من هذا؛ إلى مقاصد ومشورات الآب الأزلية التي قصدها لنا، حيث باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح (أف1).

وفي تسبحتها تُنسِب العذراء كل شيء إلى الله، فتقول: «الله مخلِّصي ... نظر إلى اتضاع أَمَتِهِ ... القدير صنعَ بي عظائم واسمهُ قدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه» (ع47- 50). أما بالنسبة لها، فلا تُنسِب شيئًا سوى تعظيم النعمة والرحمة. وها هي في اتضاع رائع تعترف أنها ـ مثل أي شخص مولود من آدم بحسب الطبيعة ـ خاطئ يحتاج إلى خلاص الرب، فتقول: «تبتهج روحي بالله مخلِّصي، لأنه نظر إلى اتضاع أمَتِهِ» (ع47، 48). وعندما سمعت بشارة الملاك، قالت: «هوذا أنا أَمَة الرب» (ع38).

ونلاحظ أن هناك مُباينة بين تسبحة حنَّة (1صم2) وتسبحة العذراء. فحنَّة تنظر إلى نُصرة الرب الكاملة على أعداء شعبه في وقت النهاية، فتقول: «مُخاصمو الرب ينكسرون. من السماء يرعد عليهم. الرب يدين أقاصي الأرض، ويعطي عزًا لمَلِكِه، ويرفع قرن مسيحه» ( 1صم 2: 10 )، أما العذراء فتربط تسبحتها بالخلاص المرتبط بذاك المجيد الذي سيولد منها، ولذلك تقول: «عضَدَ إسرائيل فتاهُ ليذكر رحمة، كما كلَّم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد» ( لو 1: 54 ).



 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 38356 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تسبحة العذراء مريم




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تُعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلِّصي،

لأنه نظر إلى اتضاع أَمَتِهِ.
فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني

( لو 1: 46 - 48)




لقد قبلت المطوّبة مريم بإيمانها، وتصديقها البسيط، تشريف السماء لها. وأعلنت استعدادها ليعمل الله بها كما يريد. فقالت للملاك: «هوذا أنا أمَة الرب. ليكن لي كقولك» ( لو 1: 38 ). لقد أنعم الله على المطوّبة مريم، وهي آمنت. وهكذا دائمًا عطايا الله للإنسان: إنها مقدمة بالنعمة من جانب الله، وتُقبل بالإيمان من جانب الإنسان.

وما أجمل أن تتميز تلك الفتاة الطوباوية بروح التسبيح والشكر. أ لم تُميّز تلك الروح عينها داود في العهد القديم، وبولس في العهد الجديد؟ فأنت نادرًا ما تقرأ كتاباتهما، إلا وتسمع نغمة الحمد والشكر والتسبيح لله! هكذا هنا نسمع من فم المطوَّبة الحمد لله على نعمته عليها شخصيًا، أن يأتي منها النسل الموعود. كما لم تنسَ أن تُشيد بأمانة الرب لوعوده القديمة ... قالت المطوّبة مريم:

«تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي». ومع أنها أم المخلِّص بحسب الجسد، لكنها تغنت بالله مخلصها، معترفة أنها هي شخصيًا بحاجة إلى خلاصه.

«لأنه نظر إلى اتضاع أمته». ورغم الامتياز الذي أعطاه الله لها، فإنها لا تنسى أصلها، فتتحدث عن اتضاعها. والاتضاع والوداعة هما اللذان يقدّرهما الله، أكثر من أي شيء آخر ( 1بط 3: 4 ). قال أحدهم إن مسيحية الإنسان تُقدّر بمقدار وداعته وتواضعه. ليس الكل أغنياء، ليس الكل متعلمين، وليس الكل أصحاب مواهب. لكن كل أولاد الله يجب أن يتسربلوا بالتواضع.

«لأن القدير صنع بي عظائم». أ ليس حَبَل عذراء لم تعرف رجلاً هو إحدى العظائم؟ ثم أن يأتي منها المسيح مخلص العالم، أ ليس هو أيضًا من ضمن العظائم؟


«ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه». لقد كان لها خبرة بسابق معاملات الله مع شعبه. وكم هو جميل أن ندرس التاريخ المقدس، سواء تاريخ الشعوب أو الأفراد، لنخرج بالدرس والعِبرة. تُرى ما هي العبرة التي خرجت بها المطوّبة مريم؟ لقد أدركت أن التقوى، وهي شيء داخلي لا يراه البشر، يقدّرها الله جدًا.
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 38357 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مريم الساجدة ويهوذا السارق



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فأخذت مريم مَنًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن،
ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها،

فامتلأ البيت من رائحة الطيب
( يو 12: 3 )


في المشهد الذي أمامنا نلاحظ أن مريم لم تكن شاكرة للرب صنيعه فحسب، بل لقد ارتفعت نغمة مريم هنا على نغمة الشكر، فلا نجدها تشكر الرب لأجل إقامة أخيها، بل تفعل ما هو أسمى، إذ تسجد له بسكب قارورة الطيب الخالص. ويا لها من صورة رائعة لسجود المؤمنين الآن ونحن حول مائدة الرب نصنع له العشاء لإكرامه في هذا العالم: بيت الشقاء والعناء، كما كان بالنسبة له، وكما هو الآن بالنسبة لنا.

ويقول الوحي عن ناردين مريم إنه كثير الثمن. وهكذا هو سجود المفديين الآن في عيني الرب، ولكنه ليس كثيرًا على مَنْ قدَّرنا باعتبارنا اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن، والذي من أجلنا مضى وباع كل ما كان له ( مت 13: 45 ). كما أن مريم لم تقدم الناردين الغالي فقط، بل مسحت قدميه بشعر رأسها، وشعر المرأة هو مجدها ( 1كو 11: 15 ). وإن كان يهوذا بقلبه الخالي من محبة المسيح، والممتلئ من محبة المال، حسب بالدنانير ثمن الناردين الذي سكبته مريم رخيصًا عند قدمي المسيح في حب وتقدير لشخيه، فإنه لم يحسب سوى المبلغ الذي ضاع عليه لو كان هذا المبلغ قد أُضيف إلى رصيد الصندوق. وفاته أن يحسب الخسارة الحقيقية وهي خسارة ربح المسيح وخسارة نفسه إلى الأبد!

وأما مريم فقد كسبت اسمًا حسنًا وصيتًا عظيمًا على مرّ الأجيال. وإن كان طيبها ملأت رائحته أرجاء البيت ( يو 12: 3 )، فإن ذكرها الممدوح ملأ كل الأجيال ( مت 26: 13 ؛ مر14: 9).

لقد كان الرب حاضرًا بنوره الساطع في هذه الوليمة. وحقًا إن كل شيء يظهر للنور في محضر الرب، إذ هو النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان، والذي يكشف حقيقة كل الأشياء. ولهذا فإن المُباينة صارخة في هذا الإنجيل بين كل من مريم الساجدة ويهوذا السارق. الثاني كان بالنسبة له أي شيء أفضل من المسيح، فإن ضاع عليه الثلثمائة دينار، فهو مستعد أن يقبل ثلاثين من الفضة ثمنًا لخيانته. وأما مريم، فما كان في كل الدنيا شيء يساوي في نظرها شخص المسيح. فلا غرابة أن نلاحظ الفارق الكبير بين اسم مريم عندنا، واسم يهوذا. وكما قال الحكيم: «ذكر الصديق للبركة، واسم الأشرار يَنْخَر» ( أم 10: 7 ).
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 38358 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طوبى للتي آمنت




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فلما سمعت أليصابات سلام مريم ...

قالت مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك ...

فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب

( لو 2: 41 -45)


لقد نالت العذراء مريم من أليصابات تطويباً مثلثاً:

فأولاً: بمجرد أن دخلت مريم إلى بيت زكريا الكاهن، وسمعت أليصابات سلامها، حتى صرخت بصوت عظيم وقالت: "مباركة أنتِ في النساء". وكم أنعشت هذه العبارة نفس مريم وهي تستمع إلى العبارة ذاتها للمرة الثانية، فإنها هي نفسها التي كان جبرائيل الملاك قد قالها لها.

ثانياً: "مباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟". لاحظ أنه وهو ما زال جنيناً تدعوه أليصابات ربها.

ثالثاً: "فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب". لقد عرفت أليصابات أن ما حدث لرَجُلها من عدم النطق، كان سببه عدم إيمانه. والآن بالمقابلة مع ذلك تقول أليصابات لمريم الوديعة والبسيطة "طوبى للتي آمنت". نعم إن كان عدم إيمان زكريا قد توبَّخ من السماء، فها أليصابات الممتلئة من الروح القدس تمدح إيمان مريم.

وكم نقرأ في أسفار العهد القديم من قصص رجال ونساء "مشهود لهم بالإيمان"، وبالإيمان نالوا المواعيد (عب11). وبين هذا الجمهور المبارك نجد اسم المطوَّبة مريم يلمع. فلا غرابة أن تصرخ أليصابات بصوت عظيم قائلة "طوبى للتي آمنت".

والآن أخي العزيز، أتعرف شيئاً عن هذا الإيمان الثمين؟ أتعرف شيئاً عن إيمان مختاري الله ( تي 1: 1 )؟ قال الرسول يعقوب إن الله اختار فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان ( يع 2: 5 ). ذلك أن الذهب الذي يلمع الآن، لن ينفع في العالم الآخر، أما الإيمان فسيلمع هناك وينفع، لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله ( عب 11: 6 ).

وعندما تنتهي الحياة هنا، لتبدأ التي لا تنتهي، سيُقدِّر الملايين، بعد فوات الأوان، قيمة الإيمان! عندئذ كم ستصبح لهذه العبارة التي قيلت قبل ميلاد المسيح "طوبى للتي آمنت" وقول الرب الذي قيل بعد قيامته من الأموات "طوبى للذين آمنوا" ( يو 20: 29 ) رنينهما العالي وصداهما المرتفع!

عزيزي، فقير جداً كل من لا يمتلك الإيمان في الرب يسوع المسيح، ولو كان يمتلك ثروات الدنيا وكنوزها. فاطلب هذه العطية من الله، اطلبها الآن، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً.
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 38359 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله شبه نفسه بزارع يلقي بذراه في كل أرض..
لقد ألقي بِذاره علي الأرض الجيدة في كل مستوياتها، التي تنتج ثلاثين كالتي تنتج ستين كالتي تنتج مائه. الكل سعي الرب لتزويده بعمل نعمته، بتوصيل كلمه الخلاص إليه.. ولكن ماذا عن الأرض المتحجرة، والأرض المحاطة بالأشواك؟ كل منها أيضًا زارته النعمة. ولكن "من له أذنان للسمع فليسمع" (متى 13: 9)..

الله يسعي لخلاص الكل. لا يمنع كلمته المحيية عن أحد..

البابا شنودة الثالث
 
قديم 23 - 04 - 2021, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 38360 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حتى الطريق، وصلته بذار من الرب، وكذلك الأرض التي لم يكن لها عمق. فإن كان الله قد عمل في كل هؤلاء.. فليكن لك رجاء إن الله سيعمل فيك أنت أيضًا، لكي تثمر. وإن لم تثمر، هو "ينقب حولك ويضع زبلًا" (لو 13: 8).. هنا ونقول: ما أجمل تلك العبارات المعزية التي نصليها في القداس الغريغوري "لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك. ربطتني بكل الأدوية المؤدية إلي الحياة"..


البابا شنودة الثالث
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025