22 - 05 - 2012, 08:48 PM | رقم المشاركة : ( 371 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الحديد يطفو! وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ.. فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: أَيْنَ سَقَطَ؟ فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ ( 2مل 6: 5 ، 6) ينتقل بنا الروح القدس في قصة أليشع من الملوك والعظماء إلى منظر عادي بسيط يتعلق ببناء مكان لسكن بني الأنبياء. وهذه الحادثة توضح لنا بكل بساطة حياة الوداعة والتواضع التي كان يحياها رجل الله. فمن ناحية نراه يعمل لإزالة مِحنة تعرَّض لها ملوك وقواد (2مل3)، ومن ناحية أخرى نراه مهتمًا بقطع الخشب وبناء مسكن لبني الأنبياء. هكذا الرسول بولس، من ناحية كان مهتمًا بجميع الكنائس، ومن ناحية أخرى كان يصنع خيامًا؛ اُستُخدم في خلاص كثيرين من الغرق في الماء، كما خرج ليجمع بعض القضبان ليضعها على النار في الجزيرة التي تُدعى مليطة. وفي الواقع لم يكن أليشع وبولس سوى آنيتين لإظهار روح سيدهما وربهما العظيم، الذي وهو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، يحتضن ولدًا صغيرًا بين ذراعيه، والذي وهو دائمًا في حضن الآب، كان يدخل بيت رجل صياد. وبينما يوجد رجال الله في أبسط الأعمال، نرى قوة الله تعمل لحسابهم؛ فبينما كان الرسول بولس يجمع القضبان ويضعها على النار، خرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده، لكنه نفض هذا الوحش إلى النار، ولم يتضرر بشيء رديء ( أع 28: 1 -5). «وقع الحديد في الماء ... فقال رجل الله: أين سقط؟ فأراه الموضع، فقطع عودًا وألقاه هناك، فطفا الحديد». وعلى خلاف نواميس الطبيعة صارت الفأس تطفو فوق الماء. لقد أُوقفت نواميس الطبيعة لكي يتعزى الرجل الذي استعار هذه الفأس التي سقطت منه في الماء بينما كان يقطع خشبًا. الله الذي هو خالق النواميس التي تحكم الخليقة، هو وحده الذي يستطيع أن يُغيِّر هذه النواميس لكي يُظهر قدرته؛ القدرة التي جعلت بطرس يمشي على الماء، كما جعلت الحديد يطفو فوق الماء. إن الطريقة التي بها صار الحديد يطفو فوق الماء أظهرت قدرة الله بلا شك، لأنه لا علاقة مُطلقًا بين السبب والنتيجة، بين إلقاء عود من الخشب وبين حديد يطفو. ألا نرى في هذا العمل حقيقة روحية عميقة؟ نعم نحن نرى أن عودًا من الخشب أُلقي في الماء فقهر قوة النهر، والأردن رمز للموت. إذًا نرى من خلال الحادثة: أولاً: الصليب وقد قهر الموت، وأيضًا نرى بيت الله يُبنى بهذا الذي خرج من الموت، الذي له كل المجد. هللويا فمخلِّصُ البشـرْ سحقَ القبرَ وقام وانتصرْ |
||||
22 - 05 - 2012, 08:49 PM | رقم المشاركة : ( 372 ) | ||||
† Admin Woman †
|
بطرس .. ظن أنه شديد! فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ! ( لو 22: 33 ) حذَّر الرب بطرس بالقول: «الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة!» ، وأعتقد أن التحذير عينه، بالأولى، هو لنا جميعًا. وهي حقيقة مع تسليمنا بها إلا أننا ننساها سريعًا، وحري بنا أن نحفرها في أذهاننا؛ أننا في حرب شعواء مع عدو مفترس يجول ملتمسًا ابتلاعنا، ولولا أن الرب لنا لابتلعنا بالفعل، ولولا شفاعته لأجلنا لفنى إيماننا أجمعين. ماذا كان رَّد فعل بطرس؟ لقد انفعل واندفع ـ كعادته، وكثيرون يشاركونه إياها ـ قائلاً: «يا رب، إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت!». ولعل قارئي العزيز يشاركني الاعتقاد بصدق دوافع بطرس هنا، وحسبي دليلاً أنه بالفعل مات من أجل الرب كما أنبأه الرب في يوحنا 21، وكما يحكي التاريخ. لم تكن المشكلة في رغبته، بل في الإمكانية. لم يكن يدرك أنه لا يستطيع بإمكانياته أن يفعل ذلك، ففعل العكس!! ومثله الكثيرون منا الآن ـ إن لم نكن جميعًا ـ في رغبة صادقة لإكرام الرب، ربما انفعالاً بخدمة أو موقف ما، أو اندفاعًا وراء حماسة تولَّدت، نسعى بإمكانياتنا لنفعل ذلك. فنحاول ونحاول، ونَعِد الرب ونعاهده، ونجدِّد العهود، ونجاهد، ونبكي، ونسأل، ونجرِّب طرقًا كثيرة، ونضع على أنفسنا أحمالاً لا قِبَل لنا بها. ثم تكون الصدمة، أنه بدلاً من أن ننجح في مسعَانـا، نفعل العكس (ارجع إلى رومية7)!! والدرس الذي يجب أن يصل إلينا هنا، هو ما لخَّصه السيد في قوله البليغ: «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 ). نعم، لا نقدر فعل أي شيء بدونه، وأؤكد تعبير ”أي شيء“. في حين أن فيه يستطيع كل منا أن يهتف «أستطيع كل شيء في المسيح» ( في 4: 13 )، ودعني أضع هنا للمباينة التعبير ”كل شيء“. وليتحقق ذلك عمليًا، أحتاج أن أفهم وأوقن أنني «مع المسيح صُلبت» ( غل 2: 20 )! وليتنا نعلم أن الله، في الصليب، قد شطب على الإنسان تمامًا! وأنه ـ تبارك اسمه ـ لا يتوقع من الإنسان أي صلاح. والوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تنشئ فيَّ أي صلاح هي «فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ». إن «الله هو العامل فيكم أن تُريدوا»؛ فهو مُنشئ الإرادة والأشواق فينا لأي عمل صالح. ولكن لندرك أنه أيضًا العامل فينا لكي «تعملوا من أجل المسرة» ( في 2: 13 )، ووحده مَنْ يمكنه أن يعطينا الإمكانية لذلك. |
||||
22 - 05 - 2012, 08:50 PM | رقم المشاركة : ( 373 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لا نجهَل أفكاره لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ ( 2كو 2: 11 ) كان قد صُدم في حياته بخسارة مادية ونفسية جسيمة، فانجرف بكل طاقاته وإمكانياته وأهوائه إلى فعل الشر، شاعرًا بلذة حسية وقتية يجنيها من الإنغماس في الشر وارتكاب الرذيلة، ولكنه أبدًا لم يشعر بفرح حقيقي وسلام عميق، ولو للحظة واحدة. بالعكس، كان يشعر بغصةٍ في حلقهِ دائمة المرار، وخوفٍ ينتابه بين الحين والآخر، فيهرب منه مرة أخرى إلى فعل الشر لعله يرتشف منه ما يُسكره عن حقيقة ما هو فيه من ضياع. وكان قوله دائمًا: ”بعيدًا عن الخطية ضياعٌ بلا لذة، أما مع الخطية فضياعٌ تصحبه اللذة“. كان هذا هو مَنطِقه وطريقة تفكيره التي بها يُسكِّن نفسه التعوبة. دعاه أحد الإخوة المؤمنين لحضور اجتماع كرازي، وبعد محاولات كثيرة وافق. بدأ المتكلّم حديثه بالآية التي في صدر مقالنا، ثم قال: شاهدت ذات يوم قطيعًا من الخنازير يتبعون رجلاً دون انحرافٍ أو مقاومةٍ، وهو يقودهم إلى السلخانة ليذبحهم. تعجبتُ جدًا، فالمعروف أن الخنازير من أكثر الحيوانات صعوبة في قيادتهم، فكيف يقودهم هو بهذه السهولة والبساطة؟ اقتربت إلى الرجل وسألته عن السر في خضوع الخنازير له واتباعهم إياه بلا مقاومة. أجاب الرجل مبتسمًا: ألا ترى هذه الحقيبة المملوءة بالفول في يدي؟ إن الخنازير تعشق الفول، ولذا فأنا ألقي إليها ببعض حبّات الفول أثناء سيري، وأنا على يقين تام بأنها سوف تتبعني دون مقاومة، فهي لا تعلم إنني إنما أقودها إلى الذبح. ومن بين جميع الحاضرين، أشار الخادم إليه، قائلاً له: وأنت أيضًا إنما يقودك الشيطان إلى الذبح والهلاك. إنه يعرف كيف يستدرجك ويلهيك بما تلتذ به وقتيًا. إن حبّاته الصغيرة تستهويك وتسعدك وقتيًا، وستظل تسير وراءه حتى آخر حبة، عندما تفتح الهاوية أبوابها لتدخل أنت، ثم تغلقها خلفك إلى الأبد. فجأة، ظهرت الصورة على حقيقتها أمام عيني ذلك الشاب، فانفتحت عيناه وأدرك ما هو فيه من خطرٍ شديد. وفي مكانه صرخَ صرخةً مُرّة من قلبه؛ صرخة لم يسمعها غير الرب، طالبًا منه أن ينقذه من حيلة الشيطان، ومن شِباكهِ، ويستلم قلبه وكيانه ومشاعره، ويخلق منه إنسانًا جديدًا في المسيح. وهكذا انتقل ذلك الشاب من الموتِ إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى حرية النعمة. وأنت ـ عزيزي القاريء ـ ماذا عنك؟ هل انفتحت عيناك؟ |
||||
22 - 05 - 2012, 08:51 PM | رقم المشاركة : ( 374 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المحبة الإلهية لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ ...نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً ( 1يو 4: 18 ، 19) ألا ترى معي يا عزيزي أننا فقراء جدًا في إدراك عُمق محبة الله لنا. نعم، كم نحتاج أن ننهل من هذا النبع الذي لا ينضب، بل ونسبَح في هذا اليَّم الذي لا يُعبَر! كم نحتاج أن نغوص عميقًا لندرك شيئًا من سموَّها! إنها محبة المسيح الفائقة المعرفة. إنها إهانة بالغة لقلبه المُحب وصلاحه غير المحدود أن نخاف على أنفسنا ونحن في طريق خدمته، بل إني أتعجب من هذا الفكر! فكيف أخاف على نفسي وأنا أراها بين يدي هذا المُحب الذي بذل نفسه على الصليب لأجلها، والآن هو حي في السماء لأجلها؟ إني أرى نفسي الآن بين يدي هذا الجالس على عرش الله وكل شيء مُخضع تحت قدميه، وأتساءل متعجبًا: كيف يمكن أن يخرج شيء ما من تحت قدميه ليؤذي ما بين يديه؟! نعم إن «المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج». وكلما تعمّقت في إدراك محبته لي، سأحبه أكثر. وكلما أرى من جديد كيف قادته محبته لبذل نفسه لأجلي، سأمضي قدمًا في طريق بذل نفسي لأجله، وعندئذٍ لن يكون هناك خوف من الآلام في طريق الخدمة في مواجهة الصعاب والمشقات. لقد بدأ اختبار بولس من هذه النقطة البديعة «ابن الله، الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 )، وكانت النتيجة أن الآلام لم تُخِفْه، بل والموت لم يُعِقْه. يقول لإخوته: «إن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً: إن وُثُقًا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله» ( أع 20: 23 ، 24). والرب يا عزيزي رحيمٌ جدًا بنا، وصالح جدًا من جهتنا، والخوف من الآلام التي تأتي من يديه لتجهزنا لخدمته، هو نوع من الشك في صلاحه وأمانته. فهو يعرف جبلتنا، ويذكر أننا تراب نحن، لذلك يعرف جيدًا طاقة احتمالنا. إنه لا يتركنا نتألم كيفما اتفق، لكن كل شيء عنده بحساب. ثم انظر ما أعظم هذا الذي أعطاه لبولس أثناء الآلام. لقد أعطاه ليس نعمة بل نعمته، ونعمته كانت كافية لتجعل بولس يُسرّ بالآلام وكأنها هدايا جميلة لا بلايا ثقيلة ( 2كو 12: 9 ، 10). أُخضع ذاتي دون عنادِ لأصابعكَ تشكِّـلُ فيَّ إن أتوجع، لن أتراجع فأنا اشتقت لعملك فيَّ |
||||
22 - 05 - 2012, 08:52 PM | رقم المشاركة : ( 375 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كونُوا قدِّيسين نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ ( 1بط 1: 15 ) لا شك أن حياة القداسة هي أحد الأغراض الأساسية من دعوة الله لنا، وبدون هذه الحياة لن يتسنى للمؤمن أن يكون في شركة مع الله. وقد يعترض أحدهم قائلاً: إن هذا المطلَب مُحال تنفيذه ونحن نعيش في عالم سِمَته الأساسية النجاسة، والخطية تحيط بنا بسهولة. ولكن الله أعطانا كل المقومات الروحية التي تؤهلنا لنحيا هذه الحياة، فبالولادة الجديدة حصلنا على طبيعة الله الأدبية ( 2بط 1: 4 )، كما حصلنا أيضًا على روحه القدوس، القادر على حفظنا من السقوط في الخطية ( أف 1: 13 ؛ 1يو 5: 16)، بل والله نفسه يحفظنا من السقوط في الخطية بأنه يفتح لنا منفذًا وبابًا للنجاة حينما نتعرض للخطية ( 1كو 10: 13 ). وكما عرَّفنا الكتاب بمصادر القوة المذخرة لنا، رسم لنا أيضًا الطريق الذي نسلكه «اسلكوا بالروح فلا تُكمِّلوا شهوة الجسد» ( غل 5: 16 ). وطبعًا ليس المطلوب منا بهذه الآية، أن نقوم بعملين: الأول السلوك بالروح، والثاني عدم تكميل شهوة الجسد، بل أن نقوم بعمل واحد، وهو السلوك بالروح، لأن الآية لا تقول ”اسلكوا بالروح ولا تكمِّلوا شهوة الجسد“، بل تقول: «اسلُكوا بالروح فلا تُكمِّلوا شهوة الجسد». والعبارة الثانية تدل على أن عدم تكميل هذه الشهوة، هو نتيجة طبيعية للسلوك بالروح، أو بالحري للانقياد الكُلي وراء هديه وإرشاده. ومن الوسائل التي تساعدنا على السلوك بالروح، حصر الفكر في «كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادلٌ، كل ما هو طاهرٌ، كل ما هو مُسرٌ، كل ما صيته حسنٌ، إن كانت فضيلة وإن كان مدح» ( في 4: 8 ). إن هذا الأسلوب في التفكير، هو نوع من ”غسيل المخ“ أو بلغة الكتاب ”تجديد الذهن“ ( رو 12: 3 )، لأنه إذا كان العقل مشغولاً ومُشبَّعًا بأمور سامية، لا يكون هناك مجال لتسرب الخطية إليه، بينما إذا لم يكن مشغولاً أو مُشبَّعًا بهذه الأمور، تشرد الأفكار هنا وهناك، وتأتي إلينا بالأهواء التي تتعبنا وتحرمنا من الشركة الروحية مع إلهنا. حقاً إن حياة القداسة والطهارة هذه سامية كل السمو، لأنها انعكاس لحياة الله ذاته. ونحن بالطبع لا نستطيع الارتقاء إليها بقوتنا الذاتية، بسبب بقاء الميل إلى الخطية في طبيعتنا العتيقة، بيد أن الله ـ في نعمته الغنية ـ لا يتركنا لقدرتنا الذاتية، وإلا كان مصيرنا الفشل الذريع. ولذلك عندما نسلِّم حياتنا له تسليمًا كاملاً، يمكن أن يعمل بنا ما لا نستطيع أن نعمله بقوتنا الذاتية. |
||||
22 - 05 - 2012, 08:52 PM | رقم المشاركة : ( 376 ) | ||||
† Admin Woman †
|
واقفاتٌ عند صليب يسوع وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ، مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ ( يو 19: 25 ) نساء فُضليات كانت محبة الرب يسوع المسيح تحصرهن فوقفن عند صليبه، وفي شجاعة واجهن عالم العداء. لم يخشين غلاظة العسكر الرومان، ولا مكايد رؤساء الكهنة والكتبة، بل بكل سرور أظهرن ارتباطهن بذلك المصلوب المرفوض. وبهذا كان الإعلان منهن واضحًا بوقوفهن إلى جانب يسوع الناصري الذي حكم عليه الأمم ظلمًا، وبغلاظة صلبوه بين لصين. وفي موكب الوفاء من نساء فُضليات كن قد تبعن الرب يسوع من الجليل، ممَنْ كن يخدمنه، اقتربت أكثر إلى الصليب أُم ربنا مع الآخرين. ومن المؤكد أنه كان من شأن وقوفهن مع سيدنا في ساعة العار، أن يجلب عليهن التعيير والاضطهاد، لكنهن برغم ذلك أخذن مكانهن هناك!! ومَنْ ذا يستطيع أن يُحدِّثنا عن حجم الكآبة التي غشيت أذهان وقلوب أولئك النسوة وهن يستمعن لصوت صرخات الرب يسوع، وهن يرمقن مقامرة العسكر الشرهين، وعدم مُبالاة جمهرة الناظرين، وسخرية الكهنة والكتبة، واستهزاء الحكام، وتعييرات اللصين، حتى ولو لم يكنّ واقفات حين لفَّت الظلمة العظيمة المشهد العظيم ليسمعن تلك الصرخة الأسيفة خارجة من قلبه الكبير «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مز 22: 1 ). ألا ليت محبة الرب يسوع تأسر عواطف قلوبنا لتكون على استعداد أن تحتذي هؤلاء النسوة الفُضليات، ونأخذ موضعنا عند أقدام الصليب مثل بولس الذي كان فخره الوحيد «صليب ربنا يسوع المسيح». لقد فصلنا الصليب عن روابط الأرض واجتذبنا إلى المسيح «خارج المَحلَّة» لنشاركه رفضه، لنحمل اسمه، قابلين عاره. والصليب ما زال مُحتقرًا، والمُخلِّص الذي صُلِبَ لا زال مرفوضًا، والناس يفضِّلون مُخلِّصًا بغير صليب، وإنجيلاً بغير دم، لكن المسيح الذي كلَّلُوه بالشوك، الذي سخروا به، الذي بصقوا عليه، الذي جلدوه، الذي صلبوه، الذي امتهنوه. يسوع الناصري، ابن الله، السرمدي، المُعادل للآب، الخالق، حامل كل الأشياء، ضابط الكل، هو ربنا ومخلِّصنا، «وليس بأحدٍ غيرهِ الخلاص» ( أع 4: 12 ). وبدورنا، إذ نلتف معًا حول العشاء لنذكر مخلِّصنا المعبود، نعود بالخاطر إلى الساعة الخطيرة عينها إلى الصليب ذاكرين آلامه، وحزنه، وموته، وأن كل هذا كان من أجلنا. لقد مات عنا في الجلجثة، وحَمَلَ خطايانا في جسده على الخشبة. له كل المجد. |
||||
22 - 05 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 377 ) | ||||
† Admin Woman †
|
هو سيِّدكِ اسمعي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذْنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ ..، فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ ( مز 45: 10 ، 11) «اسمعي يا بنتُ وانظري، وأميلي أُذنكِ». نرى هنا أهمية الاستماع، لأن الإيمان أتى بالاستماع ( إش 55: 2 ، 3؛ يو5: 24؛ رو10: 17، 18). «أَميلي أُذنكِ». نتذكر قول المرنم في مكان آخر: «أحببتُ لأن الرب يسمعُ صوتي، تضرعاتي. لأنهُ أمالَ أُذنَهُ إليَّ فأدعوه مدة حياتي» ( مز 116: 1 ، 2). لقد أمال الرب أذنه ليسمع همساتي وتنهداتي، وأنا أميل أذني نحوه لأسمع لا وصاياه فحسب، بل رغباته وأشواقه. «وانسي شعبكِ وبيت أبيكِ» ... ومريم أخت لعازر في لوقا10 سمعت وقدَّرت، ثم في يوحنا12 نسيت الكل في تكريس كامل وولاء منقطع النظير. علَّق أحد الشرَّاح على هذه الآية قائلاً: ”بيت أبينا السابق هو الخطية التي عشنا فيها، وشعبنا هم رجال الإثم ورفقاء السوء الذين كانت تربطنا بهم علاقات غير مقدسة قبل الإيمان. ولكن إذ قد عرفنا المسيح، علينا أن ننفصل عن هذا البيت وعن هذا الشعب“. وقال آخر: ”إن كنا قد دخلنا فُلك الخلاص، فدعونا ننسى الجيف النتنة خارج الفُلك، وإن كنا قد وصلنا إلى جبل النجاة، فلا ننظر إلى سدوم المحترقة كما فعلت امرأة لوط. وإن كنا قد خرجنا من مصر، فلا يجب أن نشتهي قدور اللحم التي تركناها خلفنا، وإن كنا في حربنا مع مديان، فلنشرب الماء بالعجَلَة. وإن كنا على السطح، فلا ننزل لنأخذ الرداء الذي في المنزل. وإن كنا قد وضعنا أيدينا على المحراث، فدعونا لا ننظر إلى الوراء“. وقال ثالث: ”لقد دُعينا لنترك الحماقة لأجل الحكمة، والبُطل لأجل الأفراح الأبدية، والخداع لأجل الحق، والبؤس لأجل السعادة، والأوثان لنعبد الله“. وأخيرًا قال رابع: ”الفلسفة هي فن التذكُّر، والقداسة هي فن النسيان“. وبهذا وحده ـ أيها الأحباء ـ أي عندما ننسى شعبنا وبيت أبينا، يتم فينا ما ذُكِرَ بعد ذلك: «فيشتهي الملك حُسنك» لقد نسيت راعوث شعبها وبيت أبيها، فتغنى بوعز بجمالها وإخلاصها، وقال لها: «أحسنتِ» ( را 2: 11 ؛ 3: 10). كما أن ابني زبدي إذ وصلتهما دعوة الرب، فإنهما في الحال تركا أباهما مع الأجرى والشِباك، وتبعا يسوع. والحُسْن، في نظر العريس، هو التكريس والقلب الموحَّد لخوف اسمه ( مز 86: 10 ). فليتنا نُظهر تكريس قلوبنا لسيدنا فيأتي سجودنا له عملاً تلقائيًا «هو سيدك فاسجدي له» |
||||
22 - 05 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 378 ) | ||||
† Admin Woman †
|
بيدٍ أم بلا يد؟ اذْكُرُوا هَذَا الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا ( خر 13: 3 ) إلى عبيدٍ أذلاَّء، إلى مَن تتقرَّح عيونُهم بالبكاء، إلى مَن تُلهِبُ السياطُ ظهورَهم حتى الدماء، وغابت وعودُ آبائهم وقاربت الاختفاء، ظهرت ولا زالت تلوحُ اليدُ القويةُ داحِرةَ العدو، مُستَبدلة البلاء، بمشاهدَ إعجازيةٍ، فإنها يَدُ السماء. أَ ليست هى يمينُ الربِ، جلاَّبةَ الترنُمِ في بلقعِ البلاء؟ أ لم يُكتَب: «صوتُ ترنُّم وخلاص في خيام الصديقين». وما هو موضوع ترنيمتهم هنا يا تُرى؟ «يمين الرب صانعة ببأس. يمين الرب مرتفعة. يمين الرب صانعة ببأس» ( مز 118: 15 ، 16). في الآية أعلاه نقرأ عن ”اليد القوية“، وهى بعينها ”اليد الشديدة“، فنقرأ: «بيدٍ شديدة وذراع ممدودة، لأن إلى الأبد رحمته» ( مز 12: 136 ). وهى التي نتغنى عنها كما المرنِم: «فهناك أيضًا تهديني يَدُكَ وتُمسكني يمينُكَ» ( مز 10: 139 ). والعجيب يا قارئي أن هذه اليد القوية الشديدة وأيضًا الهادية، تُديرُ الكون بحذاقةٍ غير محدودةٍ، ولكنها تعرِفُ أيضًا كيف تتعامل مع أفرادِنا، فتلوح حتى في تهاويل جزيرةِ بطمس، مبَدِدةً مخاوفَ المُبتلي فيهتف: «وضعَ يده اليُمنى عليَّ قائلاً لي: لا تخف» ( رؤ 1: 17 ). ولكنها عندما تديرُ الكون، إنها تعمل من وراءِ الستارِ وذلك لأن العالم لا يعرفها، فالعاقلُ قد يُدلي بحكمتِهِ، والشرير يثورُ بغضبِهِ، والأحمق بجنونِهِ، والبحرُ بفيضانِهِ، والصِلُّ بسُمِهِ، والشمسُ تلمَعُ أو ترتدي فجأةً ثوب كسوفِها، وتظل اليد القوية، تديرُ الأمورَ بسلطانٍ عَلَوي، لله الذي لا يُغلَبُ على أمرِهِ. وعندما تعمَلُ على هذا النحو، قد يرى الإنسان الطبيعي، مبرِرًا لِما يحدُث، ويُفَسِّرَهُ على سبيل السطحيةِ بتحليلاتٍ مختلفةٍ، ولكن إن أخفقت في شرح الحقيقة فيكون وقوع هذه الأحداث في عينيهِ وكأنها ”بلا يد“. أَ لسنا نقرأ في الوحي: «قُطِعَ حجر بغير يدين» ( دا 2: 34 ). وأيضًا نقرأ عن ملك جافي الوجه، سيُهلِكُ كثيرين وفي النهاية «وبلا يدٍ ينكسر» ( دا 8: 25 ). ثم نذكر: «ويُنزع الأعزاء لا بيدٍ» ( أي 34: 20 ). وأخيرًا نرجِعُ للسؤال: أ هو بيدٍ أم بلا يد؟ والإجابة أنه بلا يدٍ إنسانية، ولكن باليد الإلهية. صديقي هل تبحث عمن سيُجري الأمور؟ هل تحاول أن تُفسِّرَ كُلَ الظواهر طبقًا لليد الإنسانية كَبُرَ أو قلَّ شأنُها؟ التفت إلى اليد الرفيعة، فبالنسبة لنا هي تُجري كُلَ أمورِنا، وللعالم تَحدُث كما وكأنها بلا يد. |
||||
22 - 05 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 379 ) | ||||
† Admin Woman †
|
بين إسحاق والمسيح وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ ( تك 21: 1 ) ولادة المسيح لها رموز وظلال في ولادة إسحاق، على الأقل في سبعة أشياء: (1) كان إسحاق هو النسل الموعود به، وهكذا كان المسيح ( تك 17: 16 ؛ 3: 15؛ إش7: 14). (2) مضت فترة طويلة من الزمان بين أول وعد أخذه إبراهيم من جهة النسل، وبين تحقيق الوعد. وحين نقرأ قول الكتاب «وافتقد الرب سارة كما قال، وفعل الرب لسارة كما تكلَّم» ( تك 21: 1 )، سيبدو لنا أن ذلك يرتبط بالإشارة القريبة ( تك 17: 16 تك 12: 7 )، لكن ذلك كان مرتبطًا بالوعد الأول الذي أُعطي لإبراهيم (تك12: 7). هكذا أيضًا مرت أيام كثيرة منذ أن أعطى الله الوعد بمجيء المسيح، حتى تحقق. (3) عندما سمعت سارة كلام الوعد بولادة إسحاق قالت: «أ فبالحقيقة أَلدُ وأنا قد شخت؟»، فكان جواب الرب: «هل يستحيل على الرب شيءٌ؟» ( تك 18: 13 ، 14). والمُشابهة واضحة بين سارة ومريم التي ـ عندما سمعت كلام الملاك أنها ستكون أُم المُخلِّص ـ قالت متعجبة: «كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرفُ رجلاً؟» ( لو 1: 34 )، فكان جواب الملاك على هذا الاستفسار: «الروحُ القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العلي تُظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله ... لأنه ليس شيءٌ غير ممكن لدى الله» ( لو 1: 35 ، 37). (4) اسم إسحاق قد تحدد قبل ولادته «تَدعو اسمهُ إسحاق» ( تك 17: 19 ). وكان كلام الملاك ليوسف قبل ولادة المسيح «وتدعو اسمَهُ يسوع» ( مت 1: 21 ). (5) كانت ولادة إسحاق في الوقت المُعيَّن من الله «في الوقت الذي تكلَّم الله عنه» ( تك 21: 2 ). هكذا أيضًا فيما يتعلَّق بالرب يسوع المسيح، نقرأ «ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس» ( غل 4: 4 ). (6) كما كانت ولادة إسحاق تتطلب حدوث معجزة، هكذا أيضًا من جهة تجسد عمانوئيل ( إش 7: 14 ). (7) الاسم ”إسحاق“ المُعطى من إبراهيم، وليس من سارة، والذي يعني ”ضحكًا“، كان إعلانًا عن سرور أبيه به، وهكذا أيضًا من جهة الابن الذي وُلد في بيت لحم: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» ( مت 3: 17 ). هذه الملاحظات السبع تؤكد بصورة تدعو للعجب وحي الكتاب المقدس. |
||||
22 - 05 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 380 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مغفورة ومنسية ولَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ ( عب 10: 17 ) يقول الإنسان: ”أستطيع أن أغفر، ولكني لا أستطيع أن أنسى“، فسطح المحبة البشرية قد يعلو أحيانًا إلى ارتفاع يغطي اللوحة المنقوش عليها سجل الإساءات، ولكن عندما ينخفض هذا السطح تظهر اللوحة باقية كما هي. ولكن ليس الأمر هكذا مع محبة الله. ففيضان هذه المحبة، ليس فقط يُغطي هذه اللوحة، بل يمحو ما عليها من كتابة إلى الأبد، فلا يبقى لها أقل تأثير على الإطلاق «لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد» ما أثمن هذه الكلمات: الله لا يغفر فقط، بل هو أيضًا لا يذكر! هنا الراحة الحقيقية للضمير المُتعَب: «دم يسوع المسيح ابنهِ يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ). إن عيني القداسة غير المحدودة لا يمكنها أن تَريا أقل إثم على الضمير الذي تطهَّر مرة بدم المسيح الثمين. كل خطايا وآثام المؤمن قد طُرحت في بحر النسيان الأبدي. لقد وعد الله الصادق أنه لن يذكرها في ما بعد. يستطيع القول إنه «لم يُبصر إثمًا في يعقوب» ( عد 23: 21 ). إن الإنسان لا يستطيع أن ينسى؛ لا يستطيع أن يمنع الذاكرة من أن تجد على سطحها يومًا ما سجَّل الماضي، ولكن الله يستطيع ذلك. إن عمل المسيح الفدائي قد محا إلى الأبد كل إثم المؤمن، لذلك لا يمكن أن يقف ضده مرة أخرى على الإطلاق. أين خطاياك أيها المؤمن؟ إنها ليست عليك لأن الله قد وضعها على الرب يسوع. وليست على الرب يسوع لأنه بعد أن حملها كلها هو الآن في المجد. فأين خطاياك إذًا؟ لقد انتهى أمرها وزالت إلى الأبد. فاسترِح على عمل المسيح. آمن وافرح «طوبى للذي غُفر إثمه وسُترت خطيته» ( مز 32: 1 ). وأنت أيها القارئ: هل قادك روح الله وكلمته لترى إثمك في نور محضره الإلهي؟ هل وصلت إلى معرفة نفسك هالكًا بالتمام؟ إن كان الأمر كذلك فتستطيع الآن أن تنال ما تقدمه هذه الكلمات المباركة من راحة لضميرك ” لن أذكر خطاياك وتعدياتك في ما بعد“. لقد دفع الرب دينك ـ دفعه على الصليب ـ دفعه بدمه. آمن بهذا مُصدقًا الله فتنال نفسك السلام الكامل. إن كان الله يؤكد لك أنه لن يذكر خطاياك وتعدياتك في ما بعد، فنصيبك يقينًا السلام الإلهي الأبدي، السلام المؤسس على دم المسيح، وكلمة الله الثابتة إلى الأبد. |
||||
|