![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37941 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العدل والرحمة ألتقيا ![]() بينما كان حاكم مشهور بعدله وحزمه يجول في السوق وجد رجل عجوز يسرق رغيف خبز. فقبض الحاكم عليه متلبسا"وحين ترجاه صاحب الفرن أن يتركه يذهب لسبيله لأنه سامحه برغيف الخبز... ولكن الحاكم لم يقبل بأن يسامحه دون أن يدفع الثمن.. لأنه بذلك ينتقص من العدل.. وحين مثل أمام الحاكم في اليوم الثاني حكم عليه بغرامة قدرها 10 دولارات فذهل الجميع لحكم المحكمة ... والرجل لا نقود له... وهو رجل معدم.. وحينها مد الحاكم يده لجيبه وأخرج عشرة دولارات وسددها لخزينة الدولة... وبذلك جمع بين العدل والرحمة ولم يكتفي بذلك بل طلب من الحاضرين أن يدفع كل واحد منهم للرجل ما استطاع.. تأمل روحي (الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما. الحق من الأرص ينبت. والبر من السماء يطلع) مز 85:10 هكذا الله الآب حكم على الإنسان الذي عصاه في الفردوس بالموت لأن الله كلي العدل وكل صفاته كاملة الصلاح. حين قال لآدم حين تأكل منها موتا"تموت إذا لا بد من التنفيذ ولا بد من الموت لإتمام العدل أو الحق... ولكن الله بالمقابل رحمته كاملة ومحبته عظيمة للبشر. فنفذ حكم الموت بالابن الوحيد عوضا" عن البشرية كلها فكما يتنبأ المزمور (الرحمة والحق التقيا) وبمن التقيا بشخص المسيح المصلوب ولنتأمل بباقي الآية.. (الحق من الأرض ينبت) أي المسيح ابن الانسان لابسا" الجسد الارضي يحقق العدل بموته و(البر من السماء يطلع) اي حينها الآب من السماء يغفر ويرحم الإنسان ويلبسه ثوب بر المسيح بعد أن يضع إثم جميعنا عليه ماأروعك من إله وما أعمق محبتك وأغناها للبشر.. لم تشأ موت الخاطئ... فبذلت ابنك فداء عن البشرية.. ولم تشفق على وحيدك نفذت به الحكم لتطبق عدلك..(.فأحزانا حملها وأوجاعنا تحملها.... مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا) اشعياء 53:4 تصوروا هذا الإله العظيم الذي سر بأن يسحق ابنه. وحيده بالحزن فيحمله إثم الجميع وهو الذي لم يوجد في فمه غش ولا وجد فيه خطيئة (أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. أن جعل نفسه ذبيحة إثم) إشعياء 53:10 أما هو (المسيح)فتذلل وكشاة تساق للذبح لم يفتح فاه وكنعجة صامتة أمام جازيها... استجاب لرغبة الآب ولم يعارض لأنه هو والآب واحد وذو مشيئة واحدة فالله محبة إذا المسيح ابن المحبة لذا سكب نفسه للموت وأحصي مع أثمة وجعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته وبعد كل ذلك كيف لا أردد مع الرسول بولص: (لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح) وكيف لا أفرح بالرب كل حين. وأنا استطيع كل شيئ في المسيح الذي يقويني المجد لك ربي وفادي الذي صلبت عوضا"عني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37942 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل الخطية الصغيرة زي الكبيرة في نظر ربنا؟ الجواب: في متى 21:5-28، يساوي المسيح بين إرتكاب الزنى والشهوة في القلب، وبين القتل وحمل الكراهية في القلب. ولكن، ذلك لا يعني أن الخطايا متساوية. ما أراد المسيح توضيحه للفريسيين هو أن التفكير والرغبة في الخطية، حتى دون فعلها، يعتبر خطية أيضاً. كان المعلمين الدينيين أيام المسيح يقولون أنه من الجائز التفكير في أي شيء يريدونه ماداموا لا يفعلون ما يفكرون به. وقد أجبرهم المسيح على إدراك أن الله سيحاسبنا على أفكارنا كما سيحاسبنا على أفعالنا. وقال يسوع أن أفعالنا هي ثمر لما هو موجود في قلوبنا (متى 34:12). فبالرغم من أن المسيح قال أن الشهوة والزنى كليهما خطية، فإن ذلك لا يعني أنهما متساويان. فقتل إنسان أسوأ بكثير من كراهيته، رغم أن كليهما خطية في نظر الله. فهناك درجات من الخطية. وبعض الخطايا أسوأ من خطايا أخرى. وفي نفس الوقت، بالنسبة لكل من العواقب الأبدية والخلاص، فكل الخطايا متساوية. فكل الخطايا تؤدي إلى العقاب الأبدي (رومية 23:6). كل الخطايا، مهما كانت "صغيرة أو تافهة"، هي معصية ضد الله الأبدي الأزلي، ولذا، تستحق عقاباً أبدياً أزلياً. والأكثر من ذلك، لا توجد خطية، مهما كانت "عظيمة"، لا يستطيع الله غفرانها. فقد مات المسيح لكي يدفع ثمن الخطية (يوحنا الأولى 2:2). والمسيح مات من أجل "جميع" خطايانا (كورنثوس الثانية 21:5). فهل كل الخطايا متساوية أمام الله؟ نعم، ولا. في خطورتها؟ لا. في عقابها؟ نعم. في غفرانها؟ نعم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37943 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خًطيُة الموُت ما هي؟ الجواب: الآية الموجودة في يوحنا الأولى 16:5 واحدة من أصعب آيات العهد الجديد في التفسير. "إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هَذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ". ولا يوجد تفسير يجيب على كل الأسئلة التي تطرح حول هذه الآية. وربما يكون من أفضل التفسيرات هو مقارنة هذه الآية مع ما حدث لحنانيا وسفيرة في سفر أعمال الرسل 1:5-10 (أنظر أيضاً كورنثوس الأولى 30:11). فالخطية التي للموت هي الخطية المتعمدة، والمستمرة، والتي لم يتم التوبة عنها. الله يدعو أولاده للقداسة (بطرس الأولى 2: 16)، ويقوِّمهم عندما يخطئون. فنحن لا "نعاقب" على خطايانا بمعنى خسارة خلاصنا، أو بإنفصالنا الأبدي عن الله، ولكنه يؤدبنا. "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ" (عبرانيين 12: 6). تقول رسالة يوحنا الأولى 5: 16 أنه يأتي وقت لا يسمح فيه الله للمؤمن بالإستمرار في خطية دون توبة. وعند الوصول إلى هذه النقطة، قد يقرر الله أن ينهي حياة المؤمن العنيد في خطيته. و"الموت" هنا هو موت جسدي. فأحياناً ينقي الله كنيسته بإزالة من يتعمدون عصيانه. ويميز الرسول يوحنا بين "الخطية التي للموت" و "الخطية التي ليست للموت". فلا يتم التعامل مع كل الخطايا في الكنيسة بنفس الطريقة لأنه ليست كل الخطايا في مستوى "الخطية التي للموت". في أعمال الرسل 5: 1-10 ورسالة كورنثوس الأولى 11: 28-32، تعامل الله مع الخطية المتعمدة في الكنيسة بالموت الجسدي للمخطيء. وهذا ربما هو ما يعنيه الرسول بولس بـ "هَلاَكِ الْجَسَدِ" في كورنثوس الأولى 5: 5. يقول يوحنا أننا يجب أن نصلي من أجل المؤمنين الذين يخطئون، وأن الله يسمع صلواتنا. ولكن، ربما يأتي وقت يقرر فيه الله أن ينهي حياة المؤمن بسبب خطية لا يتوب عنها. والصلاة من أجل مثل هذا الإنسان العاصي لن تكون فعالة. الله إله صالح وعادل، وسوف يجعل منا "كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 5: 27). ولتحقيق هذا الهدف يؤدب الله أولاده. ليت الله يحفظنا من قساوة القلب التي تجعلنا نرتكب "خطية للموت". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37944 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عبارة "غير المخلوق" القديس اثناسيوس الكبير ![]() - أن أقوالنا هذه تبهج المؤمنين، ولكنها تحزن الهراطقة الذين يرون هرطقتهم وقد دحضت وأبطلت، بهذه الأقوال. وأيضاً فإن سؤالهم ذلك الذى يقولون فيه "هل هناك واحد فقط غير مخلوق () أم أثنان؟" يثبت أن تفكيرهم ليس مستقيماً، بل هو مريب وملئ بالغش والخداع. فإنهم لا يسألون هذا السؤال من أجل أكرام الآب، بل من أجل أهانة الكلمة. فلو أن أحد الناس وهو يجهل خبثهم ودهاءهم أجابهم بأن الغير مخلوق هو واحد، ففى الحال ينفثون سمومهم قائلين: "إذن فالابن ينتمى إلى المخلوقات، وحسناً ما قلناه بأنه لم يكن موجوداً قبل أن يولد، وهكذا فإنهم يخلطون كل الأشياء وبهذا يثيرون الإضطرابات، وذلك لكى يفصلوا الكلمة عن الآب، ويحسبوا الذى هو خالق الكل، أنه من بين مخلوقاته. أنهم يستحقون الإدان والتنديد بهم، أولاً، لأنهم بينمايلومون الأساقفة الذين اجتمعوا فى نيقية(66) بسبب استخدامهم لعبارات ليست من الكتاب المقدس – رغم أنها ليس عبارات مضادة للإيمان بل قد وضعت بهدف فضح كفرهم، فقد وقعوا هم أنفسهم فى نفس الأمر، أى أنهم نطقوا بعبارات ليست من الكتاب المقدس وابتدعوا اهانات ضد الرب، "وهم لا يعرفون ما يقولونه ولا ما يقررونه" (1تيمو7: 1). لذلك فليسألوا إذن، اليونانيين. الذين سبق أن سمعوا منهم ما قالوه (لأنه ليس من الكتب المقدسة بل من اختراعهم) وذلك لكى يسمعوا منهم أيضاً. كم للفظ (غير المخلوق – غير الصائر) من معان عديدة، وعندئذ سيتعلمون أنهم حتى لا يعرفوا أن يسألوا السؤال الصائب، وذلك حتى بخصوص الأشياء التى يتحدثون عنها. لأنى أنا أيضاً – بسببهم – قد سألت وعرفت، (عبارة)، غير المخلوق" (غير الصائر) يقصد بها ذلك الذى لم يصر له وجود، ولكنه من الممكن أن يصير. وذلك مثل الخشبة التى لم تكن قد صارت سفينة بعد ولكنها من الممكن أن تصير كذلك. وأيضاً فإن "غير المخلوق" (أو غير الصائر). هو ذاك الشئ الذى لم يصر بعد، وليس من الممكن أن يصير أبداً، مثل المثلث الذى لا يمكن أن يصير مربعاً أو العدد الزوجى أن يصير فردياً. ذلك لأن المثلث لم يصر قط مربعاً ولا يمكن أن يكونه أبداً، كما لم يحدث قط أن صار العدد الزوجى فردياً ولا يمكن أن يكونه. وأيضاً يقصد بكلمة "غير الصائر – (غير المخلوق)" ما هو موجود، دون أن يصير من أحد، وليس له والد بالمرة. وقد أضاف أيضاً أستيريوس(67)السفسطى الخبيث، وهو المدافع عن هذه الهرطقة فى مقالته قائلاً: بأن غير المخلوق – (غير الصائر)، هو الذى لم يخلق (بضم الياء) ولكنه كائن دائماً. فكان ينبغى إذن حينما يسألون السؤال. أن يضيفوا ما المعنى الذى يفهمون به كلمة "غير المخلوق – (غير الصائر)، حتى أن الذى يسألونه يستطيع أن يجيب الإجابة الصائبة. 31- إن كانوا يحسبون أنهم يسألون السؤال الصائب. بقولهم "هل هناك واحد فقط غير مخلوق (غير صائر) أم اثنان؟" فإنهم أولاً سيسمعون الجواب – بإعتبارهم جهلة -، أن الأشياء غير المخلوقة (غير الصائرة) كثيرة، وليس لها وجود. كما أن الأشياء التى يمكن أن تخلق (أن تصير) هى أكثر جداً. وغير الكائن ليس فى إمكانه أن يصير كما سبق أن قيل. أما إن كانوا يسألون عن نفس الموضوع، على غرار أستيريوس بأن غير المخلوق (غير الصائر) هو الذى لم يخلق ولكنه كائن دائماً. فليسمعوا لا مرة واحدة بل مرات كثيرة، بأنه من الممكن أيضاً أن يقال عن الابن، أنه غير مخلوق (غير صائر) بحسب هذا المعنى المقبول عندهم، لأنه لا يحسب بين الأشياء المخلوقة، ولا هو مخلوق بل بالعكس فإنه كائن منذ الأزل مع الآب، كما سبق أن أتضح. وذلك رغم تقلباتهم (أى تقلبات الآريوسيين) الكثيرة، والتى ليس لها من هدف سوى أن يتكلموا ضد الرب قائلين "أنه وجد من العدم"، وأنه "لم يكن موجوداً قبل أن يولد". وهكذا فبعد أن خذلوا من كل ناحية، فإنهم أخذوا يسألون أيضاً بخصوص ذلك المعنى الذى يكون بمقتضاه "غير المخلوق (غير الصائر) هو ذلك الذى يكون موجوداً، بدون أن يكون مولوداً من أحد، وليس له أب خاص به" فأنهم سيسمعون منا أيضاً أن المقصود "بغير المخلوق" (غير الصائر) هو بهذا المعنى واحد فقط وهو الآب ولن يحصلوا على أى شئ أكثر مما سمعوه. لأن القول بأن الله "غير مخلوق" (غير صائر) بهذا المعنى، لن يبرهن القول بأن الابن مخلوق (صائر). وفقاً للبراهين السابقة. إذ يتضح أن الكلمة هو مثل ذاك الذى ولده. وتبعاً لذلك. فإن كان الله غير مخلوق (غير صائر)، فصورته – أى كلمته وحكمته ليس بمخلوق بل هو مولود. لأنه أى مشابهة هناك بين المخلوق (الصائر). وغير المخلوق (غير الصائر)؟ (لأنه ينبغى ألا نكل من تكرار نفس الكلام). فإن كانوا يريدون أن يجعلوا المخلوق مشابهاً لغير المخلوق فيكون أن من يرى هذا كمن يرى ذاك، فليس بعيداً عليهم إذن أن يقولوا. أن غير المخلوق هو صورة خلائقه، وبذلك تكون كل الأشياء قد اختلطت فى أذهانهم. وبذلك يساوون بين المخلوقات وغير المخلوق، وهذا يعتبر إلغاء لغير المخلوق وقياسه بقياس المخلوقات. وكل هذا إنما يفعلونه فقط لكى يحطوا من قدر الإبن ويحسبونه فى عداد المخلوقات. 32- ولكنى أظن أنهم لا يرغبون أن يستمروا مداومين على مثل هذه الأقوال، إن كانوا قاً يشايعون أستيريوس السوفسطائى. فإنه رغم أهتمامه بالدفاع عن الهرطقة الأريوسية بقوله أن غير المخلوق (غير الصائر) هو واحد، فإنه يناقضها مؤكداً أن حكمة الله أيضاً غير مخلوق وليس له بداية وهاك بعض المقاطع مما كتبه: "لم يقل المغبوط بولس أنه كرز بالمسيح على أنه القوة التى لله والحكمة التى لله(68) ولكنه بدون استعمال أداة تعريف قال، قوة الله وحكمة الله، وهكذا كرز بأن قوة الله الذاتية، التى هى من طبيعته، والكائنة معه أزلياً، إنما هى قوة أخرى". وبعد قليل أيضاً يقول "ولكن قوته الأزلية وحكمته التى يوضح منطق الحق إنها حقاً بلا بداية وغير مخلوقة (غير صائرة)، إنما هى واحدة بالتأكيد". لأنه وإن كان لم يفهم كلمات الرسول فهماً سليماً بظنه أن هناك حكمتان. ولكنه مع ذلك بقبوله القول بحكمة مشاركة معه فى الوجود دائماً، فهو يقول أن غير المخلوق (غير الصائر) ليس واحداً بعد. بل أن هناك غير مخلوق (غير صائر) آخر معه لأن المشارك (بكسر الراء) فى الوجود لا يتشارك فى الوجود مع نفسه بل مع آخر. ولذلك فليكف أولئك المشايعون لاستيريوس عن التساؤل: "هل غير المخلوق (غير الصائر) واحداً أم اثنان وإلا فإنهم سيصطدمون به فى هذا الأمر ويرتابون فيه. ومن الناحية الأخرى، فإن كانوا يقاومونه فى ذلك أيضاً فليكفوا عن الأعتماد على كتابه، لئلا ينهشوا بعضهم بعضاً ويفنوا بعضهم بعضاً. هذا هو ما قالوه بسبب جهالتهم، وماذا يستطيع أى شخص أن يقول أزاء مكرهم هذا؟ ومن هو الذى لن يكره بحق أولئك المتهوسين إلى هذه الدرجة؟. فما داموا لا يتجاسرون أن يقولوا صراحة "أنه من العدم". وانه "لم يكن موجوداً قبل أن يولد". لذلك أخترعوا لأنفسهم عبارة "غير مخلوق" (غير صائر). لكى بقولهم عن الابن أنه "مخلوق" (صائر)، وسط السذج البسطاء، فإنهم يقصدون نفس تعبيراتهم السابقة تلك وهى "أنه من العدم" وأنه "لم يكن موجوداً قط قبل أن يولد". لانهم يعنون بهذه العبارات "الأشياء الصائرة والمخلوقة". 33- فلو كانت لديهم الثقة فى ما يقولونه، لكان من الواجب عليهم أن يظلوا ثابتين على موقفهم، ولا يتغيرون بطرق متنوعة، ولكنهم يرفضون ذلك. ظانين أنه يمكنهم أن ينجحوا بسهولة، إذا هم أخفوا هرطقتهم تحت ستار كلمة "غير المخلوق" (غير الصائر) وفى الواقع فإن لفظة "غير المخلوق" هذه لا تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى الابن – ولو أنهم يتذمرون – بل بالنسبة إلى المخلوقات وهكذا يمكن أن نرى نفس الشئ فى كلمة "ضابط الكل"، وكلمة "رب القوات" فلو أن الآب يضبط ويسود كل الأشياء من خلال الكلمة. والإبن يملك مملكة الآب وتكون له السيادة على الكل. حيث أنه هو كلمة الآب وصورته. فيكون واضحاُ إذن أن الابن لا يحسب من بين الكل، ولا يسمى الله "ضابط الكل"، "والرب" بالنسبة إلى الابن، بل بالنسبة إلى المخلوقات التى (تكونت) عن طريق الابن، وهى تلك التى يضبطها ويسودها بواسطة الكل. وهكذا فإن لفظة "غير مخلوق" لا تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى الإبن ولكن بالنسبة إلى المخلوقات التى هى عن طريق الإبن، وأن هذا لصواب، حيث أنه ليس مثل المخلوقات. بل هو خالقها وصانعها بواسطة (من خلال) الإبن. كما أن لفظة "غير مخلوق" تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى المخلوقات، هكذا أيضاً فإن كلمة "الآب" تعلن عن الإبن. فإن من يسمى الله صانعاً وخالقاً وغير مخلوق. فإنه يرى ويفهم الأشياء المخلوقة والمصنوعة. أما الذى يسمى الله أباً فإنه فى الحال يدرك الإبن ويعرفه. ولذلك فقد يدهش البعض من حبهم للجدال مع عدم تقواهم، لأنه بالرغم من أن لكلمة "غير المخلوق" معنى حسن – سبق أن أشرنا إليه – بحيث يمكن أن نذكر هذه الكلمة بورع وتقوى، أما هم فيتكلمون بها لأجل إهانة الإبن بحسب هرطقتهم، وهم لم يقرأوا، أن الذى يكرم الإبن، إنما هو يكرم الآبن والذى لا يكرم الإبن، إنما هو لا يكرم الآب (يو23: 5) لأنهم لو كان لديهم أى أهتمام – على وجه العموم – بتمجيد وتكريم الآب، لكان من واجبهم بالأحرى، أن يعترفوا بأن الله أب ويلقبونه كذلك، بدلاً من أن يسمونه بهذه الطريقة (أى غير المخلوق)، وكان هذا سيكون أفضل وأعظم. أما أن يسموا الله "غير المخلوق". متخذين هذه التسمية من أعماله المخلوقة، كما سبق أن قلنا – وهكذا يلقبونه خالقاً وصانعاً فقط، ظانين أنهم بهذا يستطيعون أن يعتبروا "الكلمة" مخلوقاً حسب أهوائهم. أما الذى يدعو الله أباً، فإنه يسميه هكذا نسبة إلى الإبن بدون أن ينكر أنه ما دام يوجد ابن، فبالضرورة فإن كل المخلوقات قد خُلقت عن طريق الإبن. وأولئك عندما يسمون الله "غير المخلوق" فإنما يشيرون إليه فقط من جهة نسبته إلى المخلوقات. وهم بذلك لا يعرفون الابن مثلهم مثل الامميين. أما الذى يدعو الله أباً، فإنه يسميه هكذا نسبة إلى "الكلمة". والذى يعرف "الكلمة". فإنه فى نفس الوقت يعرف أنه الخالق. ويفهم أنه كل شئ به قد كان (قد صار) (يو3: 1). 34- لذلك فإنه بالحق سيكون أكثر تقوى، لو أنهم أشاروا إلى الله مبتدئين من الإبن، وهكذا يلقبونه أباً، بدلاً من أن يسمونه نسبة إلى أعماله فقط فيلقبونه "غير المخلوق". لأن هذا اللقب نسبة إلى أعماله فقط فيلقبونه "غير المخلوق". لأن هذا اللقب (الأخير) يشير فقط إلى كل خليقة – كما سبق أن قلت – وعموما فإن هذا اللقب يشير إلى كل الأعمال التى خلقت بإرادة الله من خلال الكلمة. فى حين أن لقب الآب يفهم وله دلالته فقط بالنسب إلى الابن. وبقدر ما يختلف الكلمة عن سائر الموجودات، فبمثل هذا القدر بل وأكثر. يكون الاختلاف بين أن يدعى الله "باً". وبين أن يدعى "غير المخلوق". لأن هذا اللقب (الأخير) غير مستقى من الكتب المقدسة بل ويثير الريبة والشك، لأنه يحوى فى الواقع معانٍ متعددة. لدرجة أنه فى حالة التساؤل عن هذا اللقب، فإن الفكر ينتابه الحيرة والإضطراب، أما لقب "الآب" فهو لقب بسيط مستقى من الكتاب المقدس، وهو لقب أكثر صواباً وحقاً. وهو يشير إلى "الابن" فقط. أما لقب "غير المخلوق" فهو كلمة موجودة عند اليونانيين (الامميين) الذين لم يكونوا يعرفون "الابن". أما لقب "الآب" فقد صار معروفاً إذ قد أنعم به الرب يسوع) علينا. لأنه قد عرف – فى الواقع – ابن من هو. عندما قال "أنا فى الآب والآب فى" (يو10: 14) وأيضاً "من رآنى فقد رأى الآب" (يو9: 14) وأيضاًُ "أنا والآب واحد" (يو30: 10). ولا يوجد فى أحد هذه الشواهد أى إشارة بتلقيب الآب بلقب "غير المخلوق" بل حين علمنا أن نصلى، لم يقل حينما تصلون قولوا: أيها الإله غير المخلوق، بل بالحرى قال "حينما تصلون قولوا أبانا الذى فى السموات" (مت9: 6) وهو بهذا قد أراد أن يركز على أساس إيماننا عندما أمرنا أن تكون معموديتنا ليس باسم "غير المخلوق" والمخلوق ولا بأسم "الخالق" و "المخلوق" بل بأسم "الآب والإبن والروح القدس" (مت 19: 28) لأننا وإذ نحن من بين المخلوقات. نصير هكذا مكتملين وبهذا نصير أبناء. وإذ ندعو اسم الآب، فإننا من هذا (الأسم) نعرف أيضاً الكلمة الذى هو من ذات الآب. إذن فما يجادلون به بخصوص لفظة "غير المخلوق"، إنما يدل على عبث، وليس هو أكثر مما هو فى خيالهم وحده. -- (66) الآباء الأساقفة ال 318 الذين اجتمعوا فى المجمع المسكونى الأول فى نيقية، والذى أدان الهرطقة الأريوسية. (67) كان أستيريوس مثل أريوس وأوسابيوس النيقوميدى، تلاميذ لوكيانوس الأنطاكى. وقد تبع استيريوس التعاليم الأريوسية وكتب لهم دستور عقيدتهم، وقد لعب دوراً هاماً فى نشر الأريوسية بواسطة رحلاته المستمرة التى كان يقوم فيها بالدعاية للآريوسية. (68) اللغة اليونانية تستعمل أداة التعريف قبل المضاف وقبل المضاف إليه والمقصود "قوة الله وحكمة الله" (المعرب). ======================== من كتاب: ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية المسيح القديس أثناسيوس الكبير،ترجمة بروفسور ب. ك خريستو،أستاذ الآباء بجامعة تسالونيكى باليونان |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37945 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أن أقوالنا هذه تبهج المؤمنين، ولكنها تحزن الهراطقة الذين يرون هرطقتهم وقد دحضت وأبطلت، بهذه الأقوال. وأيضاً فإن سؤالهم ذلك الذى يقولون فيه "هل هناك واحد فقط غير مخلوق () أم أثنان؟" يثبت أن تفكيرهم ليس مستقيماً، بل هو مريب وملئ بالغش والخداع. فإنهم لا يسألون هذا السؤال من أجل أكرام الآب، بل من أجل أهانة الكلمة. فلو أن أحد الناس وهو يجهل خبثهم ودهاءهم أجابهم بأن الغير مخلوق هو واحد، ففى الحال ينفثون سمومهم قائلين: "إذن فالابن ينتمى إلى المخلوقات، وحسناً ما قلناه بأنه لم يكن موجوداً قبل أن يولد، وهكذا فإنهم يخلطون كل الأشياء وبهذا يثيرون الإضطرابات، وذلك لكى يفصلوا الكلمة عن الآب، ويحسبوا الذى هو خالق الكل، أنه من بين مخلوقاته. أنهم يستحقون الإدان والتنديد بهم، أولاً، لأنهم بينمايلومون الأساقفة الذين اجتمعوا فى نيقية(66) بسبب استخدامهم لعبارات ليست من الكتاب المقدس – رغم أنها ليس عبارات مضادة للإيمان بل قد وضعت بهدف فضح كفرهم، فقد وقعوا هم أنفسهم فى نفس الأمر، أى أنهم نطقوا بعبارات ليست من الكتاب المقدس وابتدعوا اهانات ضد الرب، "وهم لا يعرفون ما يقولونه ولا ما يقررونه" (1تيمو7: 1). لذلك فليسألوا إذن، اليونانيين. الذين سبق أن سمعوا منهم ما قالوه (لأنه ليس من الكتب المقدسة بل من اختراعهم) وذلك لكى يسمعوا منهم أيضاً. كم للفظ (غير المخلوق – غير الصائر) من معان عديدة، وعندئذ سيتعلمون أنهم حتى لا يعرفوا أن يسألوا السؤال الصائب، وذلك حتى بخصوص الأشياء التى يتحدثون عنها. لأنى أنا أيضاً – بسببهم – قد سألت وعرفت، (عبارة)، غير المخلوق" (غير الصائر) يقصد بها ذلك الذى لم يصر له وجود، ولكنه من الممكن أن يصير. وذلك مثل الخشبة التى لم تكن قد صارت سفينة بعد ولكنها من الممكن أن تصير كذلك. وأيضاً فإن "غير المخلوق" (أو غير الصائر). هو ذاك الشئ الذى لم يصر بعد، وليس من الممكن أن يصير أبداً، مثل المثلث الذى لا يمكن أن يصير مربعاً أو العدد الزوجى أن يصير فردياً. ذلك لأن المثلث لم يصر قط مربعاً ولا يمكن أن يكونه أبداً، كما لم يحدث قط أن صار العدد الزوجى فردياً ولا يمكن أن يكونه. وأيضاً يقصد بكلمة "غير الصائر – (غير المخلوق)" ما هو موجود، دون أن يصير من أحد، وليس له والد بالمرة. وقد أضاف أيضاً أستيريوس(67)السفسطى الخبيث، وهو المدافع عن هذه الهرطقة فى مقالته قائلاً: بأن غير المخلوق – (غير الصائر)، هو الذى لم يخلق (بضم الياء) ولكنه كائن دائماً. فكان ينبغى إذن حينما يسألون السؤال. أن يضيفوا ما المعنى الذى يفهمون به كلمة "غير المخلوق – (غير الصائر)، حتى أن الذى يسألونه يستطيع أن يجيب الإجابة الصائبة. القديس اثناسيوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37946 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إن كانوا يحسبون أنهم يسألون السؤال الصائب. بقولهم "هل هناك واحد فقط غير مخلوق (غير صائر) أم اثنان؟" فإنهم أولاً سيسمعون الجواب – بإعتبارهم جهلة -، أن الأشياء غير المخلوقة (غير الصائرة) كثيرة، وليس لها وجود. كما أن الأشياء التى يمكن أن تخلق (أن تصير) هى أكثر جداً. وغير الكائن ليس فى إمكانه أن يصير كما سبق أن قيل. أما إن كانوا يسألون عن نفس الموضوع، على غرار أستيريوس بأن غير المخلوق (غير الصائر) هو الذى لم يخلق ولكنه كائن دائماً. فليسمعوا لا مرة واحدة بل مرات كثيرة، بأنه من الممكن أيضاً أن يقال عن الابن، أنه غير مخلوق (غير صائر) بحسب هذا المعنى المقبول عندهم، لأنه لا يحسب بين الأشياء المخلوقة، ولا هو مخلوق بل بالعكس فإنه كائن منذ الأزل مع الآب، كما سبق أن أتضح. وذلك رغم تقلباتهم (أى تقلبات الآريوسيين) الكثيرة، والتى ليس لها من هدف سوى أن يتكلموا ضد الرب قائلين "أنه وجد من العدم"، وأنه "لم يكن موجوداً قبل أن يولد". وهكذا فبعد أن خذلوا من كل ناحية، فإنهم أخذوا يسألون أيضاً بخصوص ذلك المعنى الذى يكون بمقتضاه "غير المخلوق (غير الصائر) هو ذلك الذى يكون موجوداً، بدون أن يكون مولوداً من أحد، وليس له أب خاص به" فأنهم سيسمعون منا أيضاً أن المقصود "بغير المخلوق" (غير الصائر) هو بهذا المعنى واحد فقط وهو الآب ولن يحصلوا على أى شئ أكثر مما سمعوه. لأن القول بأن الله "غير مخلوق" (غير صائر) بهذا المعنى، لن يبرهن القول بأن الابن مخلوق (صائر). وفقاً للبراهين السابقة. إذ يتضح أن الكلمة هو مثل ذاك الذى ولده. وتبعاً لذلك. فإن كان الله غير مخلوق (غير صائر)، فصورته – أى كلمته وحكمته ليس بمخلوق بل هو مولود. لأنه أى مشابهة هناك بين المخلوق (الصائر). وغير المخلوق (غير الصائر)؟ (لأنه ينبغى ألا نكل من تكرار نفس الكلام). فإن كانوا يريدون أن يجعلوا المخلوق مشابهاً لغير المخلوق فيكون أن من يرى هذا كمن يرى ذاك، فليس بعيداً عليهم إذن أن يقولوا. أن غير المخلوق هو صورة خلائقه، وبذلك تكون كل الأشياء قد اختلطت فى أذهانهم. وبذلك يساوون بين المخلوقات وغير المخلوق، وهذا يعتبر إلغاء لغير المخلوق وقياسه بقياس المخلوقات. وكل هذا إنما يفعلونه فقط لكى يحطوا من قدر الإبن ويحسبونه فى عداد المخلوقات. القديس اثناسيوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37947 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ى أظن أنهم لا يرغبون أن يستمروا مداومين على مثل هذه الأقوال، إن كانوا قاً يشايعون أستيريوس السوفسطائى. فإنه رغم أهتمامه بالدفاع عن الهرطقة الأريوسية بقوله أن غير المخلوق (غير الصائر) هو واحد، فإنه يناقضها مؤكداً أن حكمة الله أيضاً غير مخلوق وليس له بداية وهاك بعض المقاطع مما كتبه: "لم يقل المغبوط بولس أنه كرز بالمسيح على أنه القوة التى لله والحكمة التى لله(68) ولكنه بدون استعمال أداة تعريف قال، قوة الله وحكمة الله، وهكذا كرز بأن قوة الله الذاتية، التى هى من طبيعته، والكائنة معه أزلياً، إنما هى قوة أخرى". وبعد قليل أيضاً يقول "ولكن قوته الأزلية وحكمته التى يوضح منطق الحق إنها حقاً بلا بداية وغير مخلوقة (غير صائرة)، إنما هى واحدة بالتأكيد". لأنه وإن كان لم يفهم كلمات الرسول فهماً سليماً بظنه أن هناك حكمتان. ولكنه مع ذلك بقبوله القول بحكمة مشاركة معه فى الوجود دائماً، فهو يقول أن غير المخلوق (غير الصائر) ليس واحداً بعد. بل أن هناك غير مخلوق (غير صائر) آخر معه لأن المشارك (بكسر الراء) فى الوجود لا يتشارك فى الوجود مع نفسه بل مع آخر. ولذلك فليكف أولئك المشايعون لاستيريوس عن التساؤل: "هل غير المخلوق (غير الصائر) واحداً أم اثنان وإلا فإنهم سيصطدمون به فى هذا الأمر ويرتابون فيه. ومن الناحية الأخرى، فإن كانوا يقاومونه فى ذلك أيضاً فليكفوا عن الأعتماد على كتابه، لئلا ينهشوا بعضهم بعضاً ويفنوا بعضهم بعضاً. هذا هو ما قالوه بسبب جهالتهم، وماذا يستطيع أى شخص أن يقول أزاء مكرهم هذا؟ ومن هو الذى لن يكره بحق أولئك المتهوسين إلى هذه الدرجة؟. فما داموا لا يتجاسرون أن يقولوا صراحة "أنه من العدم". وانه "لم يكن موجوداً قبل أن يولد". لذلك أخترعوا لأنفسهم عبارة "غير مخلوق" (غير صائر). لكى بقولهم عن الابن أنه "مخلوق" (صائر)، وسط السذج البسطاء، فإنهم يقصدون نفس تعبيراتهم السابقة تلك وهى "أنه من العدم" وأنه "لم يكن موجوداً قط قبل أن يولد". لانهم يعنون بهذه العبارات "الأشياء الصائرة والمخلوقة". القديس اثناسيوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37948 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فلو كانت لديهم الثقة فى ما يقولونه، لكان من الواجب عليهم أن يظلوا ثابتين على موقفهم، ولا يتغيرون بطرق متنوعة، ولكنهم يرفضون ذلك. ظانين أنه يمكنهم أن ينجحوا بسهولة، إذا هم أخفوا هرطقتهم تحت ستار كلمة "غير المخلوق" (غير الصائر) وفى الواقع فإن لفظة "غير المخلوق" هذه لا تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى الابن – ولو أنهم يتذمرون – بل بالنسبة إلى المخلوقات وهكذا يمكن أن نرى نفس الشئ فى كلمة "ضابط الكل"، وكلمة "رب القوات" فلو أن الآب يضبط ويسود كل الأشياء من خلال الكلمة. والإبن يملك مملكة الآب وتكون له السيادة على الكل. حيث أنه هو كلمة الآب وصورته. فيكون واضحاُ إذن أن الابن لا يحسب من بين الكل، ولا يسمى الله "ضابط الكل"، "والرب" بالنسبة إلى الابن، بل بالنسبة إلى المخلوقات التى (تكونت) عن طريق الابن، وهى تلك التى يضبطها ويسودها بواسطة الكل. وهكذا فإن لفظة "غير مخلوق" لا تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى الإبن ولكن بالنسبة إلى المخلوقات التى هى عن طريق الإبن، وأن هذا لصواب، حيث أنه ليس مثل المخلوقات. بل هو خالقها وصانعها بواسطة (من خلال) الإبن. كما أن لفظة "غير مخلوق" تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى المخلوقات، هكذا أيضاً فإن كلمة "الآب" تعلن عن الإبن. فإن من يسمى الله صانعاً وخالقاً وغير مخلوق. فإنه يرى ويفهم الأشياء المخلوقة والمصنوعة. أما الذى يسمى الله أباً فإنه فى الحال يدرك الإبن ويعرفه. ولذلك فقد يدهش البعض من حبهم للجدال مع عدم تقواهم، لأنه بالرغم من أن لكلمة "غير المخلوق" معنى حسن – سبق أن أشرنا إليه – بحيث يمكن أن نذكر هذه الكلمة بورع وتقوى، أما هم فيتكلمون بها لأجل إهانة الإبن بحسب هرطقتهم، وهم لم يقرأوا، أن الذى يكرم الإبن، إنما هو يكرم الآبن والذى لا يكرم الإبن، إنما هو لا يكرم الآب (يو23: 5) لأنهم لو كان لديهم أى أهتمام – على وجه العموم – بتمجيد وتكريم الآب، لكان من واجبهم بالأحرى، أن يعترفوا بأن الله أب ويلقبونه كذلك، بدلاً من أن يسمونه بهذه الطريقة (أى غير المخلوق)، وكان هذا سيكون أفضل وأعظم. أما أن يسموا الله "غير المخلوق". متخذين هذه التسمية من أعماله المخلوقة، كما سبق أن قلنا – وهكذا يلقبونه خالقاً وصانعاً فقط، ظانين أنهم بهذا يستطيعون أن يعتبروا "الكلمة" مخلوقاً حسب أهوائهم. أما الذى يدعو الله أباً، فإنه يسميه هكذا نسبة إلى الإبن بدون أن ينكر أنه ما دام يوجد ابن، فبالضرورة فإن كل المخلوقات قد خُلقت عن طريق الإبن. وأولئك عندما يسمون الله "غير المخلوق" فإنما يشيرون إليه فقط من جهة نسبته إلى المخلوقات. وهم بذلك لا يعرفون الابن مثلهم مثل الامميين. أما الذى يدعو الله أباً، فإنه يسميه هكذا نسبة إلى "الكلمة". والذى يعرف "الكلمة". فإنه فى نفس الوقت يعرف أنه الخالق. ويفهم أنه كل شئ به قد كان (قد صار) (يو3: 1). القديس اثناسيوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37949 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فإنه بالحق سيكون أكثر تقوى، لو أنهم أشاروا إلى الله مبتدئين من الإبن، وهكذا يلقبونه أباً، بدلاً من أن يسمونه نسبة إلى أعماله فقط فيلقبونه "غير المخلوق". لأن هذا اللقب نسبة إلى أعماله فقط فيلقبونه "غير المخلوق". لأن هذا اللقب (الأخير) يشير فقط إلى كل خليقة – كما سبق أن قلت – وعموما فإن هذا اللقب يشير إلى كل الأعمال التى خلقت بإرادة الله من خلال الكلمة. فى حين أن لقب الآب يفهم وله دلالته فقط بالنسب إلى الابن. وبقدر ما يختلف الكلمة عن سائر الموجودات، فبمثل هذا القدر بل وأكثر. يكون الاختلاف بين أن يدعى الله "باً". وبين أن يدعى "غير المخلوق". لأن هذا اللقب (الأخير) غير مستقى من الكتب المقدسة بل ويثير الريبة والشك، لأنه يحوى فى الواقع معانٍ متعددة. لدرجة أنه فى حالة التساؤل عن هذا اللقب، فإن الفكر ينتابه الحيرة والإضطراب، أما لقب "الآب" فهو لقب بسيط مستقى من الكتاب المقدس، وهو لقب أكثر صواباً وحقاً. وهو يشير إلى "الابن" فقط. أما لقب "غير المخلوق" فهو كلمة موجودة عند اليونانيين (الامميين) الذين لم يكونوا يعرفون "الابن". أما لقب "الآب" فقد صار معروفاً إذ قد أنعم به الرب يسوع) علينا. لأنه قد عرف – فى الواقع – ابن من هو. عندما قال "أنا فى الآب والآب فى" (يو10: 14) وأيضاً "من رآنى فقد رأى الآب" (يو9: 14) وأيضاًُ "أنا والآب واحد" (يو30: 10). ولا يوجد فى أحد هذه الشواهد أى إشارة بتلقيب الآب بلقب "غير المخلوق" بل حين علمنا أن نصلى، لم يقل حينما تصلون قولوا: أيها الإله غير المخلوق، بل بالحرى قال "حينما تصلون قولوا أبانا الذى فى السموات" (مت9: 6) وهو بهذا قد أراد أن يركز على أساس إيماننا عندما أمرنا أن تكون معموديتنا ليس باسم "غير المخلوق" والمخلوق ولا بأسم "الخالق" و "المخلوق" بل بأسم "الآب والإبن والروح القدس" (مت 19: 28) لأننا وإذ نحن من بين المخلوقات. نصير هكذا مكتملين وبهذا نصير أبناء. وإذ ندعو اسم الآب، فإننا من هذا (الأسم) نعرف أيضاً الكلمة الذى هو من ذات الآب. إذن فما يجادلون به بخصوص لفظة "غير المخلوق"، إنما يدل على عبث، وليس هو أكثر مما هو فى خيالهم وحده. القديس اثناسيوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37950 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البنوة الإلهية القديس اثناسيوس الكبير ![]() البنوة الإلهية غير البنوة البشرية -القديس أثناسيوس الكبير وهكذا بعد برهنا هذه الامور وأثبتناها، فإنه لا يزالون يجدفون أكثر قائلين: "أن لم يكن هناك وقت ما، لم يكن فيه الابن موحوداً، بل هو أزلى فى وجوده مع الآب، إذن فلا يعود يسمى بعد ابناً بل أخاً للآب". يا لكم من حمقى. مغرمين بالتشاحن والمخاصمة! لأنه ان كنا نقول أنه هو وحده كائن أزلياً مع الآب، دون أن نقول – فى نفس الوقت – أنه ابن، لكان هناك بعض العذر لتوقيرهم ولتدقيقهم المصطنع هذا، ولكن إن كنا فى نفس الوقت الذى نقول فيه أنه أزلى، فإننا نعترف إيضاً أنه ابن من آب فكيف يكون ممكناً أن يعتبر المولود أخاً للذى ولده؟ فإن كان إيماننا هو بالآب والابن، فأى رابطة أخوية توجد بينهما؟ إذ كيف يمكن أن يدعى الكلمة أخاً لذلك الذى (أى الآب) هو أيضاً كلمة له.؟ وان هذا الاعتراض ليس من قوم يجهلون حقيقة الأمور، لأنهم هم أنفسهم يعرفون الحقيقة. ولكن هذه الحجة إنما هى حجة يهودية، آتية من قوم "بمشيئتهم يعتزلون الحقيقة" كما يقول سليمان(39). فالآب والابن لم يولدا من أصل سابق عليهما فى الوجود، حتى يمكن أعتبارهما أخوين، ولكن الآب هو أصل الابن وهو والده. والآب هو آب، وهو لم يكن ابناً لأحد، والابن هو ابن وليس بأخ. فإن كان هو يدعى ابناً أزلياً للآب، فحسناً يقال. لأن جوهر الآب لم يكن ناقصاً أبداً، حتى يضاف إليه (ابنه) الخاص به فيما بعد. وأيضاً فإن الابن لم يولد (من الآب) كما يولد انسان من انسان، حتى يعتبر انه قد جاء الى الوجود بعد وجود الآب، بل هو مولود الله، ولكونه ابن الله الذى هو من ذاته (من ذات الله) الموجود من الأزل. لذلك فإنه هو نفسه (أى الابن) موجود من الازل. فبينما خاصية طبيعة البشر أنهم يلدون فى زمن معين. بسبب أن طبيعتهم غير كاملة. أما مولود الله فهو أزلى، بسبب الكمال الدائم لطبيعته. فإذا لم يكن ابناً. بل مخلوقاً وجد من العدم، فعليهم أن يثبتوا ذلك أولاً. وبعد ذلك إذ يتصورونه مخلوقاً. يمكنهم أن يصيحوا قائلين "كان هناك وقت عندما لم يكن الابن موجوداً، لأن المخلوقات لم تكن موجودة قبل أن تخلق" أما أن يكن هو ابناً – كما يقول الآب وكما تنادى به الكتب المقدسة – فإن "الابن" ليس شيئاً آخر سوى أنه المولود من الآب. والمولود من الآب هو كلمته وحكمته وبهاؤه ما يجب أن نقوله. هو أن الذين يعتقدون أنه "كان هناك وقت عندما لم يكن الابن موجوداً "أنهم يسلبون الله كلمته، ويعلمون بمذاهب معادية كلية لله معتبرين أن الله كان فى وقت ما بدون الكلمة الذاتى وبدون الحكمة. وكان النور فى وقت ما بدون بهاء. وكان النبع جافاً مجدباً. حقاً أنه يتظاهرون أنهم يخشون ذكر اسم الزمن، بسبب أولئك الذين يعيرونهم، ويقولون، بأن (الابن) كان قبل الأزمنة إلا أنهم يحددون أوقاتاً معينة، فيها يتخيلون عدم وجوده، مبتدعين أزمنة ويا لسوء ما ابتدعوا – فإنهم بذلك ينسبون لله نقص الكلمة (أى عدم العقل) وبذلك فإنهم يكفرون كفراً شنيعاً. 15- وحتى أن اعترفوا معنا، بأسم "الابن" وذلك لأنهم لا يريدون أن يدانوا علناً من الجميع. إلا أنهم ينكرون أن الابن هو المولود الذاتى لجوهر الآب. ويبنون انكارهم على أساس أن الابن – بحسب كلامهم – يوجد. بلا شك، من جوهر يتجزأ وينقسم الى أقسام. وهذا الكلام لا يقل بالمرة عن غنكارهم أنه ابن حقيقى، وإنما هم يلقبونه بلقب ابن. بالاسم فقط. أفلا يرتكبون خطأ جسيماً حينما يتصورون أفكاراً جسدية. وينسبونها لغير الجسدى (اللاجسدى). وحينما بسبب ضعف طبيعتهم الخاصة. فإنهم ينكرون طبيعة الآب وذاتيته؟ لقد حان الوقت لهؤلاء الذين لا يفهمون كيفية وجود الله ولا ما هى هيئة الآب، أن ينكرون أيضاً. لأن هؤلاء الناس الأغبياء يقيسون مولود الآب بمقاييسهم البشرية الذاتية. وان اناساً يفكرون بمثل هذه الطريقة أنه لا يمكن أن يكون هناك ابن لله. فإن هذا أمر يستحق العطف والرثاء. ولكن يلزم أن نستمر فى سؤالهم وفضح أفكارهم. إذن فان كان الابن – كما تقولون – تكون من العدم. ولم يكن موجوداً قبل أن يولد، فإنه – على ذلك – يدعى ابناً والهاً وحكمة بحسب المشاركة فقد مثله مثل كل الأشياء الأخرى، فغن كل هذه الأشياء الأخرى (أى المخلوقات) قد تكونت وتقدست وتمجدت بالمشاركة أيضاً. إذن فهناك حاجة ملحة أن تقولوا لنا. من هو الذى يشاركه (الابن). ما دامت كل الأشياء الأخرى لها شركة فى الروح (القدس). أما هو – فبحسب قولكم- لمن يستطيع أن يكون (الابن) مشاركاً؟ هل للروح؟ بل كما قال هو ذاته حقاً بالأحرى ان الروح نفسه يأخذ من الابن(40) ومن غير المعقول القول بأن هذا (الابن) يقدس من ذلك (الروح). ولا يتقبى بعد ذلك بالضرورة إلا أن نقول أن الآب هو الذى يشاركه الابن. إذن من هو الذى يشاركه (الابن). ومن أين هو؟ فلو أن هذا (المشارك فيه) كان شيئاً من الخارج، مدبراً من الآب، فلن يكون فى الامكان أن يشارك الابن الآب، بل يشارك ذاك الذى هو من خارج الآب. ولن يكن الابن بعد ذلك، ثانياً بعد الآب. إذ أن ذاك الذى من خارج سيكون سابقاً على (الابن) ذاته، ولن يكون ممكناً أن يدعى ابن الآب، بل ابناً لذلك الذى باشتراكه فيه دعى ابناً والهاً. وان كان هذا أمر غير لائق وكفرى. إذ أن الآب يقول "هذا هو ابنى الحبيب"(41) وأيضاً يقول الابن أن الله أبوه(42). فيكون واضحاً إذن. أن ما يشترك فيه ليس من الخارج. وإنما هو من جوهر الآب. ومرة أخرى. إن كانت هذه المشاركة. شيئاً آخر. غير جوهر الابن، سيحدث نفس الخطأ، إذ فى هذه الحالة – سيكون هناك شئ فى الوسط بين ما هو من الآب وبين جوهر الابن أياً كان هذا الشئ. 16- وإذ يتضح أن مثل هذه الأفكار غير اللائقة إنما هى بعيدة عن الحقيقة، لذلك فمن الضرورى أن نقول أن ما هو من جوهر الآب الذاتى كلية، إنما هو الابن. لأن القول بأن الله يشترك فيه كلية هو نفس القول بأن الله يلد. وأن الله يلد. ماذا يعنى هذا القول سوى أنه يلد ابناً؟ وكل الأشياء تشترك فى الابن بحسب النعمة النابعة من الروح. ويتضح من هذه ان الابن نفسه ليس مشاركاً لشئ ما. وأما ما يشترك فيه من الآب، فهذا هو الابن – لأنه بإشتراكنا فى الابن. يقال عنا أننا نشارك فى الله. وهذا ما قاله بطرس: "لكى تصيروا مشاركين فى الطبيعة الالهية"(43) وكما يقول الرسول أيضاً "أما تعلمون أنكم هيكل الله"(44) وأيضاً "لأننا نحن هيكل الله إنما هى معرفة تدور حول الآب، لان الابن هو مولود ذاتى من جوهره. وكما أن الله يشترك فيه. فلا يستطيع أحد أن يقول أن هذا (الاشتراك فيه) هو ألم وتقسيم لجوهر الآب (لأنه قد صار أمراً واضحاً ومعترفاً به أن الله يشترك فيه. والاشتراك فى الله هو نفسه الولادة (هو نفسه أن الله يلد)). وهكذا يتضح أن الولود ليس بألم (بتغيير) ولا بتقسيم لذلك الجوهر المبارك. وليس كفراً (من عدم الإيمان) أن يكون لله ولد. مولود ذات جوهره وحينما نقول أنه "ابن" و "مولود" فلا يعنى هذا تغيراً ولا تقسيماً لجوهر الله. بل بالاحرى، نحن نعرف أنه ابن الله الوحيد الجنس، الأصيل والحقيقى. وهذا هو ما نؤمن به. فان كان المولود من جوهر الآب. إنما هو الابن. – كما أوضحنا، اثبتنا – فليس هناك أدنى شك. بل هو أمر ظاهر جلى للكل أن هذا المولود هو نفسه. حكمة الله وكلمته والذى به ومن خلاله خلق (الآب) كل الأشياء. والذى به يعلن نفسه لأولئك الذين يريد أن يعلن لهم. وهذا المولود هو أيضاً شكله (المعبر عنه) وصورته. التى فيها يرى ويعرف، لذا فإنه "هو والآب واحد". ولآن من يرى الابن فإنه يرى الآب أيضاً. وهذا (المولود) أيضاً هو المسيح، الذى به قد أفتديت كل الأشياء. وبه أيضاً خلقت الخليقة الجديدة(46). وأيضاً فإذا كان الابن هكذا، فلا يكون ملائماً – بل أن هذا يكون خطراً جسيماً – أن يقال أنه "مخلوق من العدم". أو أنه "لم يكن موجوداً قبل أن يولد". لأن من يتكلم هكذا عن المولود الذاتى من جوهر الآب، يكون قد جدف مسبقاً على ذات الآب، إذ أنه يعتقد عن الآب بمثل هذه التعاليم التى يخادع بها فى تخيلاته عن المولود منه. ==================== (39) أمثال 1: 18. (40) يوحنا 14: 16. (41) متى 5: 17. (42) يوحنا 18: 5. (43) 2بط 4: 1. (44) 1 كو 16: 3. (46) أنظر 2 كو7: 5. ======================== من كتاب: ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية المسيح القديس أثناسيوس الكبير،ترجمة بروفسور ب. ك خريستو،أستاذ الآباء بجامعة تسالونيكى باليونان |
||||