منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 04 - 2021, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 37811 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع هو الرب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



(يسوع أوجد واقع الصليب وبولس استنبط فلسفته). ما من أحد مثل بولس عاش أو قدّم هذه الحقيقة بشكل مثير انقلابي ولم يستخلص غيره أقصى نتائج الصليب. إنّ رسول الوثنيين اليهودي شاول بولس (صُلب مع المسيح) وما عاد هو الحي بل المسيح الحيّ فيه، ويسوع هو السيد المجيد الذي أحب بولس عبده وتلميذه وبذل حياته من أجل بولس وسائر الناس (عن غل 2: 19- 20).

ما تردّد الرسول المتوشّح بالمسيح أن يعرض الصليب البهي بروحانيته وسموّه إلى الكورنثيين الجسديين الدنيويين. حدثت في الرسول فرّيسيّ النشأة، على طريق دمشق معجزة التحوّل الاكبر: من مضطهِد للمسيح المصلوب ومن موحّد يكفّر المؤمنين بألوهية يسوع إلى مضطَهَد في سبيل الصليب (عن غل 6: ،12 ثم 1 كور 4: 9 - 13)، (متمّما في جسده ما ينقص من آلام المسيح) (عن كول 1: 24).
وانتقل تلميذ جملائيل الذي نخاله يخدم تحت راية النجمة الداودية الملكية الامبراطورية السداسية إلى مدرسة يسوع الناصري المصلوب الذي (أقامه الله ربّا ومسيحًا)، ملكا ولكن ليس من هذا العالم، متربّعا(69) على عرش الصليب كما كتب الوالي الروماني، وما كتب فقد كتب: (يسوع الناصري ملك اليهود).

(المصلوب ضحية الجلجلة هو قمّة نشاط بولس الرسولي ونجمه الساطع). (الصليبُ هو النقطة المحورية التي تنزل أشعتها المضيئة لتدد الظلمات وتُشعل القلوب.

في الكتابات إلى الكورنثيين، يتجلّى الصليب - وهو حجر عثرة وجنون ووهن وحزن وفناء - كحكمة الله وقدرته تعإلى وسرّه له المجد. انّه منطق الله وبلاغة الرب وفلسفة السعادة والشقاء والحياة والموت.
انه حكمة الحماقة وحماقة الحكمة، قوّة الوهن ووهن القوّة، انه يحمل انسانية الاله ويرفع بشرية الانسان نحو السماء والالوهية. انه (ملكوت الله بالعمل لا بالكلام) (4: 2)، انه أداة الفصح الجديد ومذبح الحمَل المجيد. انه خلاصة كل ألم وذل وتعب وموت. انه موضوع الفخر الوحيد (عن غل 6: 14).

انه انقلاب الموازين: فالموت عليه حياة والحياة من غيره موت، والخسارة فيه ربح وربح سواه خسارة (عن فيليبي 3: 8) والصمت على الصليب بليغ والكلام حوله سكوت.انّه مغناطيس المسيح (عن يو 12: 32) وجاذبيته الغريبة العجيبة المعجزة المحيّرة الخيّرة.

انّه نهج المسيح وطريق الاقتداء به الصحيح (عن 2 كور 4: ،10 عن مت 16: 24). انه المكان المميّز الذي اتّخذت فيه (صورة الله) (صورة العبد) بحيث ان (الذي أطاع حتى الموت، الموت على الصليب، رُفع ووُهب له الاسم الذي يفوق جميع الاسماء، لكي تركع لاسم يسوع كل رُكبة في السماء وعلى الارض وتحت الارض، ويعترف كل لسان ان يسوع هو الرب، تمجيدًا لله الاب) (عن فيليبي 2: 5- 11).
 
قديم 15 - 04 - 2021, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 37812 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي ويسوعي




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قد نعثر فيك أحيانا".... أعن ضعف إيماننا
قد لا نسمع صوت قرعك.... بسبب ضجيج العالم.... أعن ضعف طبيعتنا
قد نطلب منك أحيانا " بإيمان غير كامل...
بإيمان مرتاب.. فلا ننال... أعن قلة إيماننا
قوي ضعفنا.... نظف آذاننا من أدران العالم لنسمعك... حين تدق باب قلبنا لنفتح لك...
فتعطينا سؤل قلبنا.... وتهبنا شفاء الروح والجسد.... ممجد أنت يا قدوس
 
قديم 15 - 04 - 2021, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 37813 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقرباؤه تعثروا فيه





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أقرباؤه تعثروا فيه

(ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا :أنه مختل)مر 3:21
تخيلوا معي حين ألأقرباء يكون لهم مجنونا" أو مختل عقليا"يخجلوا به أمام المجتمع فيحبسونه في البيت ولا يريدون أن يخرج للملأ...هكذا أرادوا أ للمسيح أن يقبضوا عليه ولا يدعونه يخرج بين الناس...
يا للعار.... لا يكفيهم أنهم لم يتعرفوا على المسيا الذي قيل وتنبأ عنه في الكتب.... رغم أن كل النبوءات أنطبقت عليه... بل زادوا في غيهم أن اعتبروه مجنون وفاقد العقل.. وكيف لفاقد عقل أن يكون له كل هذ السلطان. يأمر الرياح والبحر فتطيعانه... يجول ويصنع خيراً.. يشفي ويقيم الموتى...
تعثروا به لسببين :أصله العائلي المتواضع ابن مريم ويوسف النجار وعمله المتواضع كنجار
لذا تساءلوا من أين له هذه الحكمة وهو النجار ابن مريم... أليست إخوته ههنا في مر 2:4
فرد عليهم (ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته)
وحتى هذا الرفض تنبأ عنه إشعياء النبي في8:14 (ويكون مقدسا"وحجر صدمة وصخرة عثرة لبني إسرائيل..... فيعثر بها كثيرون ويسقطون فينكسرون ويعلقون فيلتقطون)
حجرا مقدسا"لمن يؤمن به ولا يعثر فيتقدس به وينال البركة والنعمة من المسيا أما الذي يعثر فيه ولا يتعرف عليه فيسقط فلا ينال نعمة العهد الجديد... أما العالق المحتار والذي يطلب الأستنارة فيكشف الرب القشور عن عينيه ويلتقطه.... أما كونه جاء متواضعا"وليس كملك أو على السحاب بسطوة وجاه.. تعثروا فيه ولم يعرفوا عظمة النعمة من إله كلي المحبة لبس جسدنا... ومارس عملنا.... شاركنا حياتنا لنشاركه أمجاده الأبدية.... نزل إلينا متواضعا"وديعا"ليرفعنا إليه
تعثروا فيه لذا( لم يقدر أن يصنع هناك( بين أهله) ولا قوة واحدة غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم وتعجب من عدم إيمانهم) مر 5:6
هل يعقل أن المسيح الذي هو االإله المتجسد الخالق يقف عاجز عن صنع المعجزات أمام أقربائه... أين المشكلة إذا"
المسيح بطبيعته الكلية الصلاح والعدل لا يتدخل بإرادتنا ويحترم عقلنا ورغباتناوقرارنا. ... لذا بسبب هذه الطبيعة الخيرة والكاملة الحكمة.... لتتم المعجزة ويتم الشفاء وتلبية الطلب. .. نحتاج لأمرين :الأول قوة واهب الشفاء... والثاني إيمان المريض طالب الشفاء.... والأول موجود منذ الأزل... إذا"يتوقف على الإيمان هذا ما يفسر حين قال لم يقدر... وليس معناه أن المسيح عاجز وغير قادر... فالشفاء يتوقف على إيماننا وثقتنا المطلقة بقدرته على العطاء والبذل بسخاء لمن يطلب.... فجوده يتوقف على طاقة الإيمان فينا.
حين قال للأعميان(حسب إيمانكما ليكن لكما) متى 9:29. ... قال للمرأة الكنعانية غريبة الجنس (ليكن لك كما تريدين)متى15:28
قال للأعمى (إيمانك قد شفاك)18:42
إذا"هو واقف يقرع خلف باب قلبنا... ليلا"نهارا"....يستجدي حبنا له لنفتح ولكن لا يدخل عنوة وغصبا"عنا يحترم إرادتنا لصلاحه
ولكن حين نفتح باب قلبنا بالإيمان له نجده يدخل فيطهر كل دنس ويشفي كل مرض.. ويفتح عيوننا الروحية ويشفينا من برص الخطيئة.. فتنفجر ينابيع نعمه لكل من يطلبه
ربي ويسوعي
قد نعثر فيك أحيانا".... أعن ضعف إيماننا
قد لا نسمع صوت قرعك.... بسبب ضجيج العالم.... أعن ضعف طبيعتنا
قد نطلب منك أحيانا " بإيمان غير كامل...
بإيمان مرتاب.. فلا ننال... أعن قلة إيماننا
قوي ضعفنا.... نظف آذاننا من أدران العالم لنسمعك... حين تدق باب قلبنا لنفتح لك...
فتعطينا سؤل قلبنا.... وتهبنا شفاء الروح والجسد.... ممجد أنت يا قدوس
 
قديم 15 - 04 - 2021, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 37814 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إذا كانت المسيحية عظيمة بهذا المقدار هكذا فلماذا نسمع عن ارتفاع نسبة الطلاق عند المسيحيين، وعن الإدمان في المخدرات وعن كهنة يغتصبون الأطفال، وزواج الأشخاص ذوي الشذوذ الجنسي بالكنيسة؟





1. إن المسيحية لا تسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا(متى19: 3-9).أما الإدمان فى المخدرات أو أي نوع من التدمير للجسد فهو محرم تماماً في المسيحية (1 كورونثوس 6: 19، 02). كما إن المسيحية تدين اغتصاب الأطفال (1 كورونثوس 7: 18). أما الشذوذ الجنسي فهو محرم في المسيحية (روميه 1: 26، 27)، وتعتبر في الإنجيل جريمة بشعة. وبسبب الشذوذ حرق الله سادوم وعاموره (تكوين 19: 25).

2. وانه من الواضح أن الذين يرتكبون الخطية، وحتى إذا كان يطلق عليهم أسم مسيحيين" لكنهم ليسوا حقيقة كذلك، لانهم لا يتبعون تعاليم المسيحية. إن الكتاب مقدس لأي ديانة هو القاعدة الأساسية للحكم عليه، وليس المخالفون لتعاليمه.
===========================
 
قديم 15 - 04 - 2021, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 37815 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو التناقض؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التناقض هو القول بوجود شيء وعدم وجوده في وقت واحد وبمعنى واحد. وهو القول باجتماع صفتين متناقضتين في شخص واحد. وهو القول إن أمراً ما صادق وكاذب معاً. وقد قال أرسطو: «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص واحد، في وقت واحد، وبمعنى واحد». فإذا ثبت مخالفة مبادئ هذا التعريف في أية عبارة فلا بد من الحكم بوجود تناقض فيها.

(1) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص واحد». وقد يكون أمراً غير قابل للتصديق (مع كونه صحيحاً) أن الناس يتوهَّمون وجود تناقض بين عبارتين، ويغيب عن ذهنهم إن كان المقصود بالعبارتين شيئاً واحداً أم لا. ففي أعمال الرسل 12 يُقال إن هيرودس قطع رأس «يعقوب». وبعد هذا ببضع سنوات انعقد المجمع الرسولي العام (أعمال الرسل 15) وكان «يعقوب» أحد المتكلمين فيه. فيكون هناك تناقض إن كان يعقوب هو نفس الشخص المذكور في الأصحاحين. أما إن كان هناك شخصان يحملان نفس الاسم فلا يكون هناك تناقض. وكل من له ولو معرفة بسيطة بالعهد الجديد يعرف أن يعقوب أعمال 12 هو يعقوب بن زبدي، بينما يعقوب أعمال 15 هو يعقوب بن حلفي. فيتلاشى التناقض الظاهري لأن الأصحاحين يشيران إلى شخصين مختلفين.

(2) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في وقت واحد». قد يبدو وجود تناقض بين عبارتين بسبب عدم ملاحظة الزمن المقصود. ففي تكوين 1 يُشار إلى إكمال الخليقة كحقيقة واقعة، بينما تكوين 6 ينفي هذا الإكمال. فقال بعضهم إن سفر التكوين يناقض نفسه. ولكن سواء بتعمُّد أو بغير تعمُّد، فاتهم أن الإكمال المُشار إليه كان بعد الخلق مباشرة، بينما العبارة التي تنفي هذا الإكمال تشير إلى الزمن السابق للطوفان. كم يكون من الجهل أن يُقال إن ما كان يصْدُق عن بلادنا منذ ألفي سنة مثلاً يجب أن يصدُق عنها اليوم!!

(3) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها بمعنى واحد». كثير مما يُقال له تناقض يبدو واضحاً إذا روعيت هذه العبارة. كثيرون من غير المؤمنين يقولون بوجود اختلاف بين كلام المسيح عن يوحنا المعمدان وكلام المعمدان عن نفسه، فقد قال المسيح عنه: «إن أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي» (متى 11:14) بينما يوحنا المعمدان نفسه في ردّه على سؤال رسُل الفريسيين إن كان هو إيليا أم لا، أجاب: «لستُ أنا». فإحدى العبارتين تقول إن يوحنا المعمدان هو إيليا، والأخرى تفيد عكس ذلك. فهنا يبدو لأول وهلة تناقض صريح. ولكن على القارئ أن يفحص إن كان للعبارتين معنى واحد أم لا. فلم يقل المسيح عن يوحنا إنه نفس إيليا النبي القديم وقد رجع إلى الأرض، ولكنه يقول إنه إيليا الذي كان مزمعاً أن يأتي. يعني «إيليا» المتنبَّأ عنه، أو «سابق المسيا» (كما جاء في ملاخي 4:5). أما يوحنا المعمدان فقد أجاب السؤال: هل هو إيليا القديم الذي عاش في عهد أخآب وإيزابل أم لا؟ فنفى ذلك. فمن اللازم أن نراعي بدقة معنى كل عبارة.

(4) «الصفات التي تُسند إلى شخص أو شيء ما يجب ألاّ تكون متناقضة» فالطول والقِصر مثلاً صفتان متناقضتان، والشخص لا يمكن أن يكون طويلاً وقصيراً في وقت واحد. ولكن قبل القول بتصادم العبارتين لأنهما تنسبان صفتين متناقضتين إلى شخص واحد أو شيء واحد، علينا أن نتروَّى لئلا نخدع أنفسنا. يقول الكتاب عن الله إنه نار آكلة، كما يقول أيضاً إنه رحيم، ولذا قيل إنهما صفتان متناقضتان. كثيراً ما يكون القاضي الجالس على كرسي القضاء للحكم على المجرمين صارماً، ولكن عند احتكاكه بالبائسين المظلومين يكون مشفقاً لطيفاً.. ولنأخذ مثلاً آخر: يُقال في الكتاب عن المسيحيين إنهم قديسون، ويُقال عنهم أيضاً إنهم يخطئون. فيثور السؤال: «كيف يكونون قديسين وخطائين؟». ولكن عند الفحص يتضح أن هاتين الصفتين تجتمعان جنباً إلى جنب. ويخبرنا الكتاب المقدس أن المسيحي ذو طبيعتين، فهو خليقة جديدة مولود من روح الله، ولا يزال في الوقت نفسه بطبيعته الذاتية المولودة في الخطية، أي الإنسان الجديد والإنسان العتيق. فبحسب طبيعته الجديدة هو قديس، ولكن بحسب طبيعته العتيقة هو خاطئ. وهنا نرى الصفتين المختلفتين الموصوف بهما المسيحي مجتمعتين معاً (رومية 7).

(5) «القول الواحد لا يمكن أن يكون صادقاً وكاذباً معاً». فإذا قلنا مثلاً إن يوليوس قيصر هزم فرنسا، فلا يمكن أن تكون هذه العبارة صادقة وكاذبة. فإن قال قائل في موقف ما إن هذه العبارة صادقة، وقال في موقف آخر إنها كاذبة يكون هذا تناقضاً منه. ويقول الكتاب المقدس إنه يوجد إله واحد، فيظهر أمامنا شيء من التناقض إذا وجدنا في الكتاب ما يفيد أن هذا التصريح صادق وكاذب، ولكننا نقول بكل يقين إن الكتاب المقدس خالٍ على الإطلاق من مثل هذا.. فعندما نسمع عن وجود تناقض في الكتاب المقدس علينا أن نرجع إلى هذا التحديد الذي وضعه أرسطو، ونطبّق عليه كل عبارة، فنرى في الحال أن ما يُقال له تناقض لم يكن له وجود إلا في مخيَّلة الناقد. وعند فحص المتناقضات المزعومة، من المهم جداً أن نتذكر أنه قد توجد عبارتان مختلفتان الواحدة عن الأخرى دون أن تكونا متناقضتين. وأغلب الظن أن الذين يقولون إن بالكتاب المقدس تناقضاً لم يميّزوا بين الاختلاف والتناقض. فالقول بوجود ملاكين على قبر يسوع في يوم القيامة يختلف عن القول بوجود ملاك واحد (قارن يوحنا 20: 12 ومرقس 16: 5). وكل عاقل يرى فرقاً في العبارتين، ولكن: هل هما متناقضتان؟ كلا البتة! فإن إحداهما لا تنفي الأخرى، كل ما في الأمر أن إحداهما أوسع من الأخرى. ولما كان القانون المشار إليه مطابقاً للعقل ومعمولاً به في الحكم على مؤلفات البشر، حقَّ لنا أن نجعله أساساً لكل ما يُقال له تناقض في الكتاب المقدس.

(6) «أحياناً يبدو شيء من التناقض بين عبارتين في الكتاب المقدس، والسبب في هذا وقوع خطأ أو عدم تدقيق في الترجمة». ففي حالة كهذه كل من له إلمام باللغة الأصلية يمكنه بكل سهولة حل المشكلة. والخطأ في مثل هذه الأحوال لا يرجع إلى أصل الكتاب بل إلى ترجمته. فاللغتان العبرانية واليونانية المُعطى بهما الكتاب أصلاً لهما اصطلاحات خاصة بهما. وكثيراً ما يتعذَّر ترجمة هذه الاصطلاحات إلى ما يعادلها في اللغات الأخرى. ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى عبارتين وردتا في سفر الأعمال بخصوص اهتداء شاول الطرسوسي. ففي أعمال 9: 7 نقرأ: «وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين، يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً» بينما في أعمال 22: 9 نقرأ قول شاول الطرسوسي: «والذين كانوا معي نظروا النور وارتعدوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني». وعند أول وهلة يبدو في هاتين العبارتين تناقض، لأن أعمال 9 يفيد أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت، بينما أعمال 22 يفيد أنهم لم يسمعوه. ولكن من يعرف اللغة اليونانية يحل هذه العقدة بغاية السهولة، لأن العبارة الأولى تفيد مجرد سماع الصوت، أي مجرد وصول الصوت إلى الأذن. بينما العبارة الأخرى تفيد أن المقصود بالسمع فَهْم كلام المتكلم. فأعمال 22 لا ينكر أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت سمعاً، ولكنه يفيد أنهم لم يفهموا معنى الكلام الذي قيل.

(7) لا توجد بين أيدينا نسخ الأسفار المقدسة الأصلية، بل النُّسخ التي نُسخت فيما بعد. فمن المحتمل وقوع بعض هفوات في الهجاء وغيره أثناء النسخ. ولا شك أن أصل الكتاب هو الموحَى به. وتُعتبر النسخ التي نُسخت فيما بعد موحَى بها في كل ما كان فيها مطابقاً للأصل. على أن النُّسَّاخ الأولين قد تعبوا كثيراً وكانوا ذوي ضمائر صالحة. ولكن كما يوجد تشابه بين الحروف في كل لغة هكذا الحال أيضاً في اللغتين العبرانية واليونانية، مما يجعل النسخ عرضة لكتابة حرف بدلاً من حرف آخر.

هذا أمر مهم جداً فيما يختص بالأرقام، لأن اللغتين العبرانية واليونانية القديمتين لم يكن بهما الأرقام العربية. فكان العبرانيون يستخدمون الحروف الهجائية بدل الأرقام. وبعض هذه الحروف متشابهة الشكل. وكثير مما يُقال له »تناقض« يرجع سببه إلى عدم دقة غير مقصودة من الناسخ. فمثلاً حرفا الدال والراء في العبرانية متشابهان كثيراً. والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه يرجع سببها إلى النَّسْخ، ولا تؤثر البتة على نص الكتاب وتعليمه. ويمكن النظر إليها كما يُنظر إلى ما يقع من الغلطات الكثيرة في وقتنا الحاضر أثناء طبع الكتب المختلفة. ومهما كثر عدد الغلطات المطبعية في أي كتاب فهذا لا يغيّر نصَّه ومدلوله. وعلاوة على هذا لا يلقي أحدٌ مسؤولية خطأ كهذا على مؤلف الكتاب. وقال المفسر المعروف متى هنري تعليقاً على هذا الموضوع: «لا نجد كتاباً مطبوعاً بدون قائمة تصحيح الأخطاء، ولا تُنسب الأخطاء للمؤلف، ولا تبخس الكتاب قيمته. والقارئ العادي يدرك القراءة الصحيحة تلقائياً، أو يدركها بمقارنة الخطأ بصواب آخر في نفس الكتاب». وقد كان النسّاخ أمناء في الاحتفاظ بالنص الذي وصلهم بغير تغيير، فسلّمونا ما وصلهم كما هو.. وإذا تذكرنا هذه الحقائق، فلن يعتري المؤمن التقي اضطراب عندما يرى خطأً في النَّسْخ، ولا يكون للناقد أقل حقٍ أن يتطاول على وحي الكتاب المقدس.

(8) عند النظر في أي تناقض ظاهري يكفي الإتيان بحل واحد أو توفيق واحد بين العبارات التي يبدو فيها التناقض، وليس من العدل المطالبة بأكثر من هذا. إذا كتب كاتبٌ مثلاً عن شخص ما أنه أصفر اللون، وكتب عنه آخر أنه أسمر، يبدو اختلافٌ بين العبارتين، ولكن الاختلاف ينتهي لو عرفنا أن الأول يشير إلى هذا الشخص وهو شيخ، والثاني يشير إليه وهو شاب. حلٌّ كهذا جدير بالقبول، ولا يصحُّ رفضه ما لم يُؤتَ بالدليل على عدم صحته. وعليه يتلاشى التناقض إذا أمكن الإتيان بتوفيق لا يمكن الاعتراض عليه. أما إذا أمكن تقديم عدَّة حلول أو توفيقات، فلا مكان لاعتراض أي معترض على الكتاب المقدس. وفي حالة وجود توفيقات كثيرة لا يكون من اللازم الجزم بأفضلية أحدها عن باقيها. على أنه قد يجوز أخذ حل منها دون سواه.

(9) عجزنا عن حل عقدة لا يعني أن غيرنا سيعجز كذلك، فعندما نقابل في الكتاب عقدة معقَّدة نتعب باطلاً في حلّها، لا يجوز لنا مطلقاً في حالة كهذه أن نسلِّم بوجود تناقض حقيقي أمامنا. ولا يخفَى أن إدراكنا محدود ومعرفتنا ناقصة واختبارنا قليل، ومن المحتمل أن الأجيال المقبلة لا تجد صعوبة في حلّ ما نراه الآن معقَّداً وغامضاً.

(10) عند تناول ما يُقال له «تناقض في الكتاب» نحتاج إلى روح الخشوع والوقار، فنحني رؤوسنا إجلالاً عندما يتكلم الملك السرمدي الخالد الغير المنظور الإله الحكيم وحده. فمن اقترب من الكتاب بروح الاتضاع تتضح له الأمور التي تظهر للناقد الطائش كأنها ألغاز. إن الله يعلن ذاته في كلمته كما في أعماله، ففيهما معاً نرى إلهاً يعلن ذاته ويخفيها، ولا يراه إلا طالبوه بالحق. وفي كلمة الله وأعماله يرى الإنسان ما يؤيد الإيمان، وقد يرى فيهما أيضاً (بسبب قِصر نظره) ما يدعوه إلى الكفر. وقد يرى فيهما تناقضاً ظاهرياً لا يستطيع حله إلا من يسلّم ذهنه لإرشاد الروح القدس بالوقار. وقبول الإنسان إعلانات الله عن نفسه هو امتحان لقلبه.
============================
 
قديم 15 - 04 - 2021, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 37816 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لا يغفر الله لنا بدون الصليب؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مثلث الرحمات الأنبا بيشوى

البعض يقولون لماذا لا يغفر الله الخطية بناءً على طلب الإنسان بدون آلام الصليب ومعاناته. ونحن نجيبهم: أن الله إذا غفر بدون قصاص كامل للخطية يكون كمن يتساوى عنده الخير والشر. وإذا كان الغفران هو علامة لرحمته فأين قداسته الكاملة كرافض للشر إن لم تأخذ الخطية قصاصاً عادلاً؟

نحن نفهم أن الله يقول أنا أغفر لكم. لكنى أغفر لمن يدرك قيمة الغفران أن ثمنه غالى جداً؛ ولمن يقبل نعمة الشفاء من الخطية بفعل التجديد والتطهير الذى يعمله الروح القدس.

ما الفائدة أن مريضاً يطلب من الطبيب أن يسامحه على مرضه دون أن يطلب منه الشفاء؟!! الأجدر بالمريض أن يطلب من الطبيب أن يشفيه بكل الأدوية الضرورية. وهكذا لا يكفى طلب المغفرة من الله بدون وجود سبب للمغفرة، بل يلزم طلب المغفرة على حساب دم المسيح وطلب الشفاء وقبول تعاطى الدواء الذى يمنحه الطبيب السماوى وهو تجديد الطبيعة بالمعمودية وممارسة الأسرار المقدسة. والكتاب يقول عن شفاء مرض لذة الخطية التى دفع ثمنها السيد المسيح "الذى بجلدته شفيتم" (1بط2: 24).

وقيل أيضاً أنه "مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا مِلنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش53: 5،6).

الإنسان يشعر أن ثمن خلاصه مدفوع، وأن السيد المسيح اشتراه بدمه. فلم يعد ملكاً لنفسه. وأنه قد دُفن مع المسيح وصُلب معه فى المعمودية. فحينما تأتى الخطية وتقول له خذ نصيبك من المتعة، يقول لها أين هو نصيبى من لذة الخطية؟! هل الميت له نصيب فى ذلك؟!! لهذا يقول القديس بولس الرسول "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياءً لله بالمسيح يسوع ربنا" (رو6: 11). فالإنسان يرى أن خطيته قد دُفع ثمنها لكى ينال الغفران.

يأتيه الشيطان ويقول له إرتكب الخطية مرة أخرى. فيجيبه: كيف ذلك؟!! هذه الخطية ثمنها غالى.. الغفران مدفوع الثمن بالكامل. لأن "أجرة الخطية هى موت" (رو6: 23).

فالموت الذى أستحقه أنا، المسيح مخلصى دفع ثمنه بالكامل. الإنسان يخجل من نفسه كلما ينظر إلى الصليب ويشعر بالخزى، يحتقر نفسه.. يكره نفسه.. يكره النفس التى تطالب بالخطية وبلذتها.. يبكت نفسه ويقول فى مقابل هذه اللذة الرخيصة العابرة قد جُلد المسيح الذى أحبنى بالسياط وسمر بالمسامير. إذاً فكل لذة محرَّمة يقبلها الإنسان قد دفع ثمنها السيد المسيح بالجلدات الحارقة فى جسده المبارك تلك التى احتملها فى صبر عجيب وهو برئ.

فإذا تجاهلنا العدل الإلهى.. فما الداعى للصليب أصلاً؟.. ما لزومه؟ هل الصليب مجرد تمثلية لكى يظهر لنا السيد المسيح محبته فقط؟!! ثم ما معنى كلمة "الفداء"؟ حينما يقول "ليبذل (المسيح) نفسه فدية عن كثيرين" (مت20: 28) أو "الذى بذل نفسه فدية" (1تى2: 6). هل أصبحت كلمة الفداء كلمة ليس لها معنى؟

والعجيب أن البعض يرفضون أن يقدم الفادى نفسه فى موضع الخاطئ. أى يضع نفسه فى مكان الخاطئ بينما الكتاب واضح إذ يقول أشعياء النبى"والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش53: 6) وقال يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو1: 29). ويقول أيضاً أشعياء النبى "جعل نفسه ذبيحة إثم" (أش53: 10). وفى رسالته الأولى يقول معلمنا بطرس الرسول "عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى… بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب" (1بط1: 18-19) ويقول معلمنا بولس الرسول إن "المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا" (غل3: 13). ويقول "قد أشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20). ويقول "إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كو2: 14).

ماذا يعنى تمزيق صك الدين الذى كان علينا؟ إلا إيفاء الدين تماماً بالصليب. فلماذا نحسب الدين إهانة للمخلص المحبوب؟

بولس الرسول يقول فى جسارة "لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه".

القديس مار أفرام السريانى يقول [السبح للغنى الذى دفع عنا ما لم يقترضه وكتب على نفسه صكاً وصار مديناً] (الترنيمة الثانية عن الميلاد).

القديس أمبروسيوس يقول [ بالجسد علّق على الصليب ولأجل هذا صار لعنة. ذاك الذى حمل لعنتنا] (شرح الإيمان المسيحى – الكتاب الثانى- الفصل 11).

والقديس أثناسيوس يقول [ ولأن كلمة الله هو فوق الكل فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع. ] (تجسد الكلمة فصل 9 الفقرة 2).

مسألة إهانة كرامة الله:
الذين يرفضون عقيدة الكفارة يقولون: "إن شر
الإنسان لا يمكن أن يجرح كرامة الله، ولا يهينه. إذ كيف

للإنسان أن يمس كرامة الله، حتى لو فعل الإنسان كل ما فى وسعه من شر!!؟" ونحن نجيب عليهم بأن خطية الإنسان لن تمس كرامة الله طالما يعلن الله غضبه ضد الخطية. أما إذا لم يعلن غضبه كقدوس ففى هذه الحالة –وهذا مستحيل- تكون كرامته قد أهينت إذ لم تعلن قداسته المطلقة كرافض للشر. ولهذا فنحن نرى العدل والرحمة يتلاقيان بالصليب وبهذا أعلنت قداسة الله العادل ومحبته فى آنٍ واحد.

وقد أوضح القديس أثناسيوس أن العدل الإلهى قد استوفى بآلام وموت الصليب فقال [ لهذا كان أمام كلمة الله مرة أخرى أن يأتى بالفاسد إلى عدم فساد، وفى نفس الوقت أن يوفى مطلب الآب العادل المطالب به الجميع وحيث أنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، فكان هو وحده الذى يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شئ وأن يتحمل الآلام عوضاً عن الجميع وأن يكون نائباً عن الجميع لدى الآب ] (تجسد الكلمة فصل 7 فقرة 5).

الموت النيابى:
ينادى البعض فى زماننا الحاضر بأن السيد المسيح لم يمت عنا بل مات لأجلنا. بمعنى أنه لم يمت على الصليب بدلاً عنا بل مات بنا وبهذا نكون قد متنا معه!!!

ويقولون إنه من الخطأ القول بأنه تألم عنا أو صلب عنا أو مات عنا... وهكذا وقد نسى هؤلاء أن الكنيسة كلها تردد فى قانون الإيمان فى جميع صلواتها الليتورجية عن السيد المسيح أنه [نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطى] فمن الواضح أننا نعترف بأنه صلب عنا...

وأن السيد المسيح نفسه قال إن "إبن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين". (مت20: 28).

وما معنى الفدية إن لم تكن عوضاً عمن إفتداهم؟!!
لو كنا قد متنا مع المسيح يوم صلبه فى يوم الفداء، فما هو لزوم الفداء؟‍ إننا فى هذه الحالة نكون قد دفعنا ثمن الخلاص بأنفسنا فى يوم الصليب.

نحن صلبنا مع السيد المسيح ودفنا معه يوم قبولنا لسر العماد المقدس كقول معلمنا بولس "أم تجهلون أننا كل من إعتمد ليسوع المسيح إعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة" (رو6: 3،4).

إن الروح القدس بعمل فائق للطبيعة وفوق الزمان والمكان يعمل فى سر العماد ويأخذ من إستحقاقات موت المسيح ويعطينا.. يمنحنا الغفران بإستحقاقات دم صليبه ويمنحنا الطبيعة الجديدة التى تليق بحياة البنوة لله ويجعلنا أعضاء فى "جسده الذى هو الكنيسة" (كو1: 24). النعمة الإلهية لا حدود لها أما نحن فمحدودين.

نحن لم نكن موجودين قبل أن نوجد لكى نشارك المسيح تقديم نفسه فدية عن حياة العالم. وكيف نكون موجودين من ألفى عام؟ هل نأخذ حالة عدم المحدودية لكياننا البشرى المحدود بالزمان والمكان؟!!

نحن كنا فى صُلب آدم حينما أخطأ فى الفردوس لأننا من نسله بحسب طبيعتنا البشرية. ولكننا لسنا من نسل السيد المسيح بحسب طبيعتنا البشرية، لأن السيد المسيح لم ينجب نسلاً جسدياً مثل آدم، بل الروح القدس يجدد هذه الطبيعة فى المعمودية ويمنحنا التبنى بالولادة الجديدة من الماء والروح لأن "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو3: 6). نحن نصير أولاداً لله فى المعمودية وننتقل من الانتساب إلى آدم إلى الانتساب إلى السيد المسيح طالما نكون ثابتين فيه ونحيا فى حياة القداسة والبر وبهذا نصير أعضاءً فى جسده أى الكنيسة التى هو رأسها.

إن السيد المسيح قد إشترك فى طبيعتنا بلا خطية لكى يصير قادراً أن يموت نيابة عن جميع الذين إفتداهم حينما حمل خطاياهم مسمراً إياها بالصليب.

عن هذا قال القديس أثناسيوس الرسولى فى كتاب تجسد الكلمة الفصل الثامن [وهكذا إذ أخذ من أجسادنا جسداً مماثلاً لطبيعتنا، وإذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت، فقد بذل جسده للموت عوضاً عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا فعله شفقة منه علينا، وذلك: أولاً لكى يَبطل الناموس الذى كان يقضى بهلاك البشر، إذ مات الكل فيه، لأن سلطانه قد أكمل فى جسد الرب ولا يعود ينشب أظفاره فى البشر الذين ناب عنهم. ثانياً: لكى يعيد البشر إلى عدم الفساد بعد أن عادوا إلى الفساد، ويحييهم من الموت بجسده وبنعمة القيامة، وينقذهم من الموت كإنقاذ القش من النار] .

وأيضاً فى الفصل التاسع [وإذ رأى الكلمة أن فساد البشرية لا يمكن أن يبطل إلا بالموت كشرط لازم، وأنه مستحيل أن يتحمل الكلمة الموت لأنه غير مائت ولأنه إبن الآب، لهذا أخذ لنفسه جسداً قابلاً للموت حتى بإتحاده بالكلمة، الذى هو فوق الكل، يكون جديراً أن يموت نيابة عن الكل، وحتى يبقى فى عدم فساد بسبب الكلمة الذى أتى ليحل فيه وحتى يتحرر الجميع من الفساد، فيما بعد، بنعمة القيامة من الأموات. وإذ قدم للموت ذلك الجسد، الذى أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة فقد رفع حكم الموت فوراً عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً مماثلاً لأجسادهم ].

إن السيد المسيح قد ناب عن البشر الخطاة وصُلب بدلاً عنهم وأوفى الدين الذى علينا. لم يكن معه أحد على الصليب يوم صُلب لأنه هو المخلص الوحيد الذى ليس بأحد غيره الخلاص وهو الوحيد الذى بلا خطية والوحيد الذى يستطيع أن يحمل خطايا العالم كله ويكون فدية مقبولة أمام الآب السماوى لسبب بره الكامل وذبيحته الفائقة فى قيمتها فى نظر الله الآب لأنها ذبيحة الإبن الوحيد "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).

إن كان هناك أحد قد صلب مع المسيح فى يوم الفداء على الجلجثة فلماذا دار الحوار التالى بين إشعياء النبى والسيد المسيح بروح النبوة؟: "من ذا الآتى من أدوم بثياب حمر من بصرة هذا البهى بملابسه المتعظم بكثرة قوته؟ أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص. ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة؟ قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد. فدستهم بغضبى ووطئتهم بغيظى فرش عصيرهم على ثيابى فلطخت كل ملابسى" (أش63: 1-3).

أليس هذا هو المخلّص المسيح الذى رآه يوحنا فى رؤياه راكباً فرس أبيض "وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى إسمه كلمة الله... وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله... رب الأرباب" (رؤ19: 13-16)؟

لو كان أحد قد شارك المسيح فى يوم صلبه فلماذا قال "من الشعوب لم يكن معى أحد"؟!!! ولماذا قال لتلاميذه "تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونى وحدى. وأنا لست وحدى لأن الآب معى؟!!" (يو16: 32) لو كان هناك من رعيته من صلب معه فلماذا قال لمن أرادوا أن يقبضوا عليه "إن كنتم تطلبوننى فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو18: . ولماذا قال "أنا أضع نفسى عن الخراف" (يو10: 15). ولماذا تنبأ قيافا وقال "أنتم لستم تعرفون شيئاً ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه" (يو11: 49-51). كيف يتجاسر أحد أن يقول أنه قد شارك المسيح فى صلبه يوم الجلجثة وفى تقديم ذبيحة الفداء بينما النبى أشعياء يقول "كلنا كغنم ضللنا مِلنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش53: 6).

حتى اللص اليمين الذى صُلب إلى جوار السيد المسيح ومات على الصليب لا يستطيع أن يقول أن المسيح لم يمت بدلاً عنه. لأن موت اللص اليمين عل الصليب كان عقوبة أرضية على جرائمه التى إرتكبها فى حياته على الأرض. ولم يكن هذا ليعفيه من القصاص الأبدى على الإطلاق.. لولا أن المسيح مات بدلاً عنه على الصليب لما أمكن أن ينجو من الموت والهلاك الأبدى. وبواسطة ذبيحة الصليب الكفارية أمكن أن يفتح له باب الفردوس بناءً على توبته وبناءً على طلبته. اللص اليسار هو أيضاً مات ولكنه وهلك لأنه لم ينتفع من موت المسيح عوضاً عنه على الصليب.

لا وجه للمقارنة على الإطلاق بين صليب المسيح وصليب اللص، لأنه على صليب المسيح كانت الذبيحة الوحيدة المقبولة أمام الله الآب، والتى تفى بكل ديون الخطاة، وتوفى العدل الإلهى تمام الإيفاء.

لذلك وردت النصوص التالية عن ذبيحة المسيح على فم أشعياء النبى:
"أما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن إن جعل نفسه ذبيحة إثم" (أش53: 10).
"عبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها" (أش53: 11).
"هو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش53: 12).

والسؤال الخطير الآن هو ما يلى:
إذا كنا قد صلبنا مع المسيح فى يوم الصليب بحيث لم يصلب عنا بل صُلب بنا كما يقول البعض فهل نصلب معه مرة ثانية فى المعمودية أم لا؟!!
وهل يجوز أن يتكرر الصليب بالنسبة له، أو بالنسبة لنا؟!!
وما فائدة أسرار الكنيسة والمعمودية؟ وما فائدة عمل الروح القدس فى الكنيسة؟!!

نحن ننال شركة الموت مع المسيح فى المعمودية، ولهذا قال القديس بولس الرسول فى حديثه عن المعمودية: "إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته" (رو6: 5).

ونحن فى قوله "صرنا متحدين معه" يدل على أن هذا شئ قد حدث فى وقت العماد ولم يكن حادثاً من قبل. وإلا فما معنى الصيرورة هنا (من كلمة صرنا).

إننا نحذّر من هذا التعليم الغريب والخطير الذى يهدم عقيدة الفداء فينبغى أن نثبت على تعليم الآباء القديسين القدامى وتعليم قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته الذى أكد مراراً ضرورة التمسك بالتعليم الآبائى الصحيح "كى لا نكون فيما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال" (أف4: 14).

وقد قام قداسة البابا شنودة الثالث بإلقاء العديد من المحاضرات فى الكلية الإكليريكية ونشر العديد من المقالات فى مجلة الكرازة لمواجهة ما أسماه قداسته "بدعه معاصرة".

ونحن فيما نقتفى آثار خطوات قداسته فى هذا المجال إنما نرغب فى تأكيد إلتفاف الجميع حول القيادة الحكيمة لقداسة البابا لكنيستنا المجيدة فى حفظ الإيمان الأرثوذكسى المسلَّم مرة للقديسين.




 
قديم 15 - 04 - 2021, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 37817 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا تحتفل الكنيسة بارتفاع خشبة الصليب المقدس؟
وما علاقة ذلك بالحية النحاسية؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الاب انطونيوس لحدو

احتفلت كنيستنا السريانية المقدسة اليوم الاربعاء بمنتصف الصوم الأربعيني المقدس، وذكرى ارتفاع خشبة الصليب المقدس وابجر الخامس الملك الرهاوي.

ايها الاحباء:
قصة تمرد الشعب الاسرائيلي على الله تتكرر دائما بالكتاب المقدس، حتى انهم اشتهوا يوما ان يعودوا للعبودية والذل بارض مصر ليأكلوا فقط البصل والثوم وبعض الاطعمة! ( عدد 11: 5) على ان يسيرو مع الله برفقه نبيه موسى، مع أن الله اعطاهم طعاما وهو المنَّ السماوي وطير السلوى بمعجزة تنزل لهم بشكل يومي لمدة اربعين سنة عندما تاهوا في الصحراء، ومع ذلك بقي هذا الشعب متمردا وغليظ الرقبة.

- تذمر الشعب على موسى وهارون:
" وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيل الجَمَاعَةُ كُلُّهَا إِلى بَرِّيَّةِ صِينَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَأَقَامَ الشَّعْبُ فِي قَادِشَ. وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ. 2وَلمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلجَمَاعَةِ فَاجْتَمَعُوا عَلى مُوسَى وَهَارُونَ. 3وَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا لهُ: «ليْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ الرَّبِّ. 4لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى هَذِهِ البَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ 5وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلى هَذَا المَكَانِ الرَّدِيءِ؟ ليْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ وَلا فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ» " (عد 20: 1- 5)
قال الرب يسوع مرة لليهود عن النبوءات التي تتكلم عنه في العهد القديم: " فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي " (يو 5: 39)

فما هي هذه الامور التي تشهد للرب يسوع؟
سأكلمكم اليوم عن رمزين من الرموز الخاصة بالمسيح والتي ذكرها العهد القديم وهما الصخرة المتفجرة ماء والحية النحاسية.

الصخرة المتفجرة ماء:
" ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ. 2فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: «أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ!» فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟» 3وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَاءِ وَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَصْعَدْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلاَدَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالْعَطَشِ؟» 4فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ: «مَاذَا أَفْعَلُ بِهَذَا الشَّعْبِ؟ بَعْدَ قَلِيلٍ يَرْجُمُونَنِي!» 5فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُرَّ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ الَّتِي ضَرَبْتَ بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. 6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هَكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. 7وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسَطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟» " (عدد20: 7-12).

إن ضرب موسى للصخرة بعصاه ترمزاً إلى السيد المسيح الذي ضُرب لأجل خطايانا، الم يطعنه الجندي بالحربة ليخرج من جبنه ماء ودم!.
وأيضاً كما اخرجت الصخرة ماء لتروي الشعب، اعطانا السيد المسيح ماء حيا من يشرب منه لا يعطش ابدا! انه ماء يروي ظماءنا الروحي وهو ماءالروح القدس الذي يعمل فينا باستمرار.

هذا ما قاله الرب يسوع للمراءة السامرية عندما طلب منها ماء ليشرب فقالت له:
" كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. 10أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: « لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً». 11قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ 12 أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» 13أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. 14 وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» " (يو 4: 9- 14)

ولذلك قال مار بولس عن هذه الصخرة:
" وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَاباً وَاحِداً رُوحِيّاً، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ( ترافقهم) وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ " (1كو10: 4).
ونحن اثناء حلول الروح القدس في الذبيحة الالهية وعندما يقول الشماس (نقوم شافير- لنقف حسنا لنقف بورع لنقف بقداسة...الخ) يرفع الكاهن الشوشيف (قطعة قماش بيضاء اللون مخصصة لتغطية الذبيحة) فوق الخبز والخمر ويردد صلاة سرية يقول فيها:
(انت هي الصخرة الصماء التي فجرت اثني عشر نهرا لأسباط اليهود الاثني عشر، انت هي الحجر الذي وضع على قبر مخلصنا)

احبائي:
في هذا اليوم نتذكر قصة الحية التي رفعها موسى بالبرية وهي ترمز الى ارتفاع (صلب) السيد المسيح على خشبة الصليب. فاليوم منتصف الصوم الاربعيني المقدس وهو ذكرى ارتفاع خشبة الصليب نتذكر هذا الحدث استعدادا للجمعة الحزينة ورفع السيد المسيح على خشبة الصليب ومن ثم عيد قيامة الرب يسوع من بين الاموات.

احبائي:
نشاهد جميعا ان البطريرك والاساقفة في كنائس العالم يحملون بيدهم عصا طويلة عليها حيتان يتوسطهما صليب الرب يسوع المسيح وتسمى بالسريانية (مورونيثو – صولجان، عكاز) وبالعبرية (هاناهاشيم هاسيرافيم – حيات محرقة) كلمة سرافيم تعني يشتعل ، يحترق، ومنها تسمية طغمة من طغمات الملائكة باسم السرافيم.

لماذا يحملونها والى ماذا ترمز؟
هي ترمز الى الحية النحاسية التي رفعها موسى، والحية الثانية ترمز الى المسيح المرموز له بالحية الاولى ولذلك تتوسط الحيتان علامة الصليب، فما هي قصة الحية النحاسية ورموزها؟

يخبرنا الكتاب المقدس:
" وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ لِيَدُورُوا بِأَرْضِ أَدُومَ فَضَاقَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ. 5وَتَكَلمَ الشَّعْبُ عَلى اللهِ وَعَلى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي البَرِّيَّةِ! لأَنَّهُ لا خُبْزَ وَلا مَاءَ وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». 6فَأَرْسَل الرَّبُّ عَلى الشَّعْبِ الحَيَّاتِ المُحْرِقَةَ فَلدَغَتِ الشَّعْبَ فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيل. 7فَأَتَى الشَّعْبُ إِلى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلمْنَا عَلى الرَّبِّ وَعَليْكَ فَصَلِّ إِلى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الحَيَّاتِ». فَصَلى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. 8فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلى رَايَةٍ فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا». 9فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى الرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا " (عد 21: 4- 9)

ونلاحظ ان من نظر للحية لا يُشفي، بل يحيا! لان سم هذه الحيات مميت حتما، ولا شفاء من لدغتها، لذلك من بُرء من لدغتها اعطيت له حياة جديدة.
الحية النحاسية المرفوعة على الراية هي مثال المسيح المرفوع على الصليب:
- وفي حديث الرب يسوع مع نيقوديموس قال له:
" وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَان، 15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " (يوحنا 3: 14- 15).
كما ان من ينظر الى الحية النحاسية يحيا، كذلك من ينظر للسيد المسيح المرفوع على خشبة الصليب يحيا الى الابد!

جميعنا شاهد على لوحات الصيدليات علامة الحيّة الملفوفة على عمود من الخشب وهي تدل على وجود الادوية التي تشفي المرضى في هذ المكان، صحيح ان هذه العلامة موجوده في الاساطير القديمة كرمز للتداوي والشفاء (رمز لإله الطب عند الاغريق وهو المعروف عندهم باسم اسكليبيوس وهو ينتمي الى عائلة مارست الطب ويقال ان جده هو الإله أبولو اله الطب)، لكنها ايضا ترمز بشكل او باخر الى الحية النحاسية التي صنعها موسى ووضعها على عمود خشبي ليشفي الله بواسطتها كل من ينظر اليها من الملدوغين من الحيات المحرقة التي ارسلها بسبب تذمرهم، فكم بالأولى أن ننظر الى المرموز اليه بهذه الحية النحاسية وهو السيد المسيح المعلق على خشبة الصليب لفدائنا وخلاصنا، فهو الطبيب العظيم الذي يشفينا من سم الخطيئة وينقذنا من الموت ويحررنا من الشيطان " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ " (عب 12: 2)

الحية النحاسية ترمز للسيد المسيح:
1- الحية النحاسية كان شكلها مثل الحية المحرقة التي لدغت الشعب لكنها بدون سم. تماماً كالمسيح الذي اخذ طبيعتنا البشرية ولكنه كان بدون خطيئة " فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ " (عب2: 14).

2- كل من لدغته الحيات المحرقة ويريد الشفاء لكي لا يموت عليه فقط النظر الى الحية النحاسية التي رفعها موسى، كل من " نَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا "، كذلك الامر مع كل مؤمن لدغته الخطئة ولكي لا يموت موتا ابديا عليه النظر الى المسيح المصلوب ويؤمن بموته وقيامته فهو الطريق الوحيد للخلاص " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي " (يوحنا14: 6)
وليس لاحد الخلاص من الخطيئة إلا به:
" وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (اع4: 12).

3- رفعت الحية النحاسية عالياً فجذبت من يريد الشفاء اليها، ورُفع السيد المسيح عالياً على الصليب
" وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ " (يوحنا12: 32).

4- كل من لدغته الحية المحرقة كان محكوما عليه بالموت لا محالا ما لم ينظر إلى الحية النحاسية. وهكذا كل من لا يؤمن بالرب يسوع محكوم عليه بالموت الأبدي " لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. 18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ" (يو 3: 17- 18)

5- كل شخص لدغته الحية ينظر الى الحية النحاسية يخلص في الحال من الموت. وهكذا كل من يؤمن بالرب يسوع المسيح يخلص في الحال " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ " (رومية10: 9 -11).

6- علاج من لدغته الحية المحرقة سهل جدا وفي متناول كل شخص يريد الشفاء، وهكذا الخلاص بواسطة الرب يسوع المسيح هو في متناول كل شخص إن اراد ذلك " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ" (أع 16: 31).
نعمة الرب معكم الى الابد آمين.
.
 
قديم 15 - 04 - 2021, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 37818 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان نائما في مركبي

هاجت أمواج حياتي
أحسست بمركبي يغرق
وهو نائم في الخلف
تتقاذفني رياح الشك
وحجبت غيوم الحزن النور عني
ألم هنا... ضيق هناك... مشكلة تلو الأخرى
تعبت.. يئست.. صرخت:
أين أنت...؟؟ أنا أغرق أنت نائم؟!!!!
فهمس في أذني بكل هدوء :أنا معك...
قلت :أعني....قال :لم أتركك قط...
قلت :أنا أتعذب وأنت نائم.. وكأن الأمر لا يعنيك.
أعاد الهمس :يا أبنتي جعلت كل الأشياء تعمل معا "للخير من أجلك... لا تخافي لأني معك...
لا أهملك لا أتركك.. عيني عليك.. لا أنعس ولا أنام.. أحرسك وأرعاك... فلا تؤذيك الشمس في النهار ولا القمر في الليل.. لا تخافي لأني مع كل تجربة سأجعل لها منفذ ولكن لن أدعك تجربي فوق أحتمالك...
أجبته محتجة.. متذمرة... باكية:أنت لا تشعر بآلامي وتعبي..لا أرتاح من الضيقات والتجارب.
أحسست بيد على كتفي..فاستدرت. !!!!
فلم أجد سوى شبه إنسان وجهه ملطخ بالدماء لا منظر له ولا جمال فنشتهيه.. كما قال إشعياء
يداه ورجلاه مثقوبتان. ... عاري الظهر ومجلود
مطعون الجنب والدم والماء يسيل....
فقلت في نفسي:لا..لا..هذا ليس يسوع الذي كان معي نائما"في مركبي... ذاك كان جميلا"بل أبرع جمالا"من بني البشر.. .
عرف كعادته مايجول في خاطري.....
فنظر في عيني مباشرة. ... عرفته!!!!!:
إنه يسوعي.. حبيبي.. فادي......
صرخت :من فعل بك هذا..؟أين جلالك ومجدك؟
أين بهاءك وجمالك؟؟
قال وهو منكس الرأس متعب....والدم لا يزال ينزف من جميع أنحاء جسده :
خطاياك صلبتني..محبتي اللامحدودة شوهت جمالي...
أحسست بخجل من نفسي لبشاعة ما أقترفته يداي.... فأطرقت نظري للأرض... مد يده... لمس وجهي... ورفعه للأعلى..وهو يحدثني بحب:
إرفعي نظرك يا أميرة بنت ملك الملوك ورب الأرباب... ولا تحزني.. بل إفرحي بي.. أنا مجددك
أنا مغيرك ومنقيك.. ومقتنيك.. أنا صنعتك لنفسي كنيسة مجيدة فأحسست بقوة غير عادية وبشجاعة كنت أفتقدها.تسريان في روحي... تجرأت ورفعت رأسي.. !!!!
يا للعجب..!!! ماذا أرى؟؟؟؟
إذا بي أمام ملك ولا كل الملوك
كمال الجمال.. وجمال الكمال.
فصرخت مرة أخرى :ربي وحبيبي يسوع!!!
المجد لك.. الشكر لك. ... مستحق التسبيح
زال خوفي.. تبدد شكي..
وأحسست بسلام لا يعادله سلام
إذن أنت معي ربي ولن تتركني أبدا"
......................
ملاحظة :الصلاة الحارة توقظ المسيح النائم في مركبك
 
قديم 15 - 04 - 2021, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 37819 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شفاء المولود أعمى



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



في يوحنا الأصحاح التاسع كله نجد قصة البشرية كلها التي ولدت عمياء البصيرة والتي عاشت في الظلمة وكانت تحتاج للمسيح الذي قال عن نفسه وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة أنا هو نور العالم)
(وفيما هو مجتاز رأى أعمى منذ ولادته) يسوع لم يبق في الهيكل يعلم ليأتي الناس إليه ويكسب رضى الفريسيين ورجال الدين اليهودي بل أجتاز بين الشعب ليجول بينهم ويصنع خيرا"..هو رأى الإنسان الأعمى لأن الأعمى لا يستطيع أن يراه أي هو افتقدنا لأنه أحبنا أولا"فجاء ليفتح عيوننا وينير قلوبنا
رد على سؤال التلاميذ من أخطأ هذا أم أبواه
رده كان مفاجئا"للجميع.. لا هذا ولا أبواه ليثبت لهم أن الله ليس بظالم ليأخذ الأبن بخطيئة الأب ولا ليعاقبه لخطيئته وهو أعمى قبل أن يخطئ وذلك ليفند أعتقاد اليهود آنذاك بمعاقبة الأبناء بسبب جرائم الآباء.. جاء رده هذا لتظهر أعمال الله فيه... ليس العقاب الإلهي من جعله أعمى بل الرحمة الإلهية التي سمحت بهذا ليهبه الرب البصيرة الروحية والأستنارة القلبيه ليشهد للحق أمام قيادات اليهود وليعلمنا أنه يسمح بالتجارب والأمراض لخيرنا ولنمونا الروحي إذا تحملناها بصبر وإيمان ثابتين... فيتمجد الرب فينا
وتابع الرب :ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار أي أنه جاء ليتمم مشيئة أبيه السماوي وبخلقه عينين للأعمى ليثبت أنه والآب واحد ولهما مشيئة واحدة ويجب أن يستغل فترة حياته على الأرض ليبدد ظلمة النفوس وليعلمنا أن نستغل كل لحظة من حياتنا على الأرض للخدمة ولإظهار مجده.. وبعدها صرح: أنه هو نور العالم.. وهذا يثبت ألوهيته ومن غيره تجرأ أن يقول عن نفسه أنه نور العالم..... وبعدها تفل على التراب وصنع طينا"وطلى عيني الأعمى وطلب منه أن يذهب لبركة سلوام (المرسل) ويغتسل فأتى بصيرا"
هنا لم يطلب ماء بشري بل تفل من لعابه(لأنه ماء الحياة) على التراب نفسه الذي خلق آدم منه... أي خلق له عينين ولم يفتحهما فقط وهنا يدل على انه نفسه من خلق آدم وهو والآب والروح القدس شركاء بالخلق وهم واحد...
وهنا ظهر الثالوث بهذه المعجرة (الآب شاء والأبن عمل والروح القدس من خلال التفل كان وسيلة العمل)
سلوام رمز للمسيح المرسل والماء رمز للمعمودية التي بها نحصل على الشفاء من عمى الخطيئة الأصلية وبها ننال الروح القدس واهب الأستنارة الروحية لمن يقبل عمله في حياته
نجد فيها أطول واغنى حوارات في كل الكتاب
1_حوار بين الجيران والأعمى الذين بعضهم تعرفوا عليه أنه كان أعمى وبعضهم قالوا أنه يشبهه.... وهكذا الإنسان الذي يتجدد وتفتح بصيرته يصبح إنسانا"جديدا"ويصبح مثار جدل لمن حوله... ولكن الأعمى أكد لهم أنه هو أي صار مبشرا"بالنعمة (نعمة الأستنارة)وحين سألوه أين هو كان يسوع قد أنسحب ولم ينتظر ليعود ويشكره....
2_حوار بين الفريسيين والأعمى في مجمع السنهدريم حيث أتوا به سألوه ليخيفوه كيف فتح عينيه لأنه كان يوم سبت ليثبتوا عليه أنه كسر السبت إذا"هو إنسان خاطئ وليس من عند الله.. وحدث بينهم شقاق
3_حوار بين الفريسيين ووالدي الأعمى فلم ينكرا أنه ولد أعمى وأنه الآن يبصر ولكن لم يكونا موجودين أثناء عمل المعجزة فردوا عليهم أنه بالغ فاسألوه
4_حوار ثاني بين الفريسيين والأعمى
أرادوا أن يشوهوا الحق فقالوا له هذا إنسان خاطئ وشرير كيف يعمل الخير فرد بثقة (أنا أعلم شيئا"واحدا"أني كنت أعمى والآن أبصر)وحين كرروا كيف فتح عينك أخجلهم برده :قلت لكم ولكن لا تريدوا أن تسمعوا أي هناك بعض البشر لا يريدوا أن يعترفوا بالحق ولا يسمحوا لآذانهم أن تسمع به فيبقوا عميان وطرشان... فحينها طردوه وهكذا نحن من نتبع الحق ونعترف به نطرد ونضطهد ونهان كسيدنا الذي طرد وأهين وذل حتى الصلب
5_حوار بين المسيح والأعمى حين ألتقاه ثانية وهذا أهم حوار وهو مصيري
حتى لحظتها كان يظنه نبي ولكن الرب بحكمته فتح ليس عينيه هذه المرة بل بصيرته الروحية وقال له أتؤمن بابن الله... قال من هو لأؤمن به رد أنا هو...فرد أومن يا سيد وسجد له أي قدم له ذاته بخضوع و بلا أعتراض...
6_حوار بين المسيح والفريسيين
أكد لهم أنه جاء نور للعالم وهناك عميان سيبصرون ويرون النور الحقيقي ويتعرفون عليه وهناك بالمقابل كالفريسيين وغيرهم من عميان هذا العصر لهم عيون بشرية ولا يرون سوى الظلمة لأنهم مصابون بالعمى الروحي
فلنصرخ مع هذا الأعمى بدون خوف وبثقة وبدون نكران مهما اشتد الأضطهاد :
(كنت أعمى والآن أبصر) ولنصلي لعميان القلب أن يبدد ظلمة النفوس ويعطيهم عيون روحية ليسلكوا كأولاد نور فيفهموا مقاصدك الإلهية
آمين.... . آمين.... آمين
 
قديم 15 - 04 - 2021, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 37820 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأزلية أم الأبدية؟




سمعت أن الأبدية صفة من صفات الله وحده. وأن الأبدية ليست للأشرار. لأنه لو كانت الأبدية للشر وللأشرار ولابليس، لأصبح الشيطان إلهاً، ولشابهنا من يقول بوجود إلهين: إله للخير، وإله للشر! فما رأى الكنيسة فى هذا الموضوع؟

الرد:
الأزلية – وليست الأبدية – هى الصفة الخاصة بالله وحده. الله الأزلى، أى لا بداية له ولا يوجد كائن آخر أزلى. فكل الكائنات الأخرى مخلوقة. وبالتالى لها بداية، ولم تكن موجودة قبل هذه البداية. إذن فهى غير موجودة بالضرورة، لأنه مر وقت لم تكن فيها موجودة. ومادامت محلوقة إذن هى غير أزلية. أما الأبدية، فقد وهبها الله للعديد من مخلوقاته. وهكذا خلق الإنسان بنفس خالدة، يتساوى فى هذا: الأبرار والأشرار وهذا الخلود لا يعنى أن الإنسان إله، فهو إنسان على الرغم من أن الله أنعم عليه بالحياة الأبدية. ولو كانت الأبدية من صفات الله وحده، لأصبح من المستحيل أن يتمتع إنسان بالحياة الأبدية، لأن الإنسان لا يتحول إلى إله والأبدية للأبرار، وللأشرار على السواء، مع اختلاف نوع المصير، وفى ذلك يقول الكتاب عن يوم الدينونة. " فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية " (متى 25: 46).

وإن كنا لا تؤمن بهذه الأبدية للأشرار، تخالف الكتاب من جهة. ومن جهة أخرى نشابه بدعة السبتيين الأدفنتست الذين يؤمنون بأن الأشرار عقوبتهم العدم والفناء. وهذه الأبدية المعذبة هى أيضاً للشيطان وملائكته.

إذ يقول الكتاب عن الرب فى يوم الدينونة " ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: أذهبوا عنى يا ملاعين، إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته " (متى 25: 41). ويقول سفر الرؤيا عن عقوبة الشيطان " وإبليس الذى كان يضلهم، طرح فى بحيرة النار والكبريت، حيث الوحس والنبى الكذاب، وسيعبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين " (رؤ20: 10). وعبارة " إلى الأبد الآبدين "

وكذلك عبارة (النار الأبدية)، تعنى أن الشيطان والناس الأشرار، سيعيشون فى الأبدية، ولكن فى عذاب. أما إنكار ذلك فهو من بدع شهود يهوة والسبتيين الأفنتست.
============
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025