منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 07 - 2013, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 3771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مخافة الله



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آية "رأس الحكمة مخافة الله" (سفر يشوع بن سيراخ 1: 16)


هناك وسائل أخرى كثيرة نصل بها إلى محبة الله. وسنتكلم عنها بشيء من الإيجاز، ومنها:
مخافة الله. محبة الخير. محبة الناس، وبالتالي الخدمة. وسائط النعمة. تذكار الموت والدينونة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المخافة هي بداية الطريق إلى المحبة.
يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال "بدء الحكمة مخافة الرب" (أم 9: 10)، ويقول المرتل في المزمور "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز 111: 10). فكيف ذلك؟ وما العلاقة بين المخافة والمحبة؟ بينما يقول القديس يوحنا الرسول: "لا خوف في المحبة. بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو 4: 18).
حينما تبدأ بالمخافة، سوف تطيع الله وتنفذ وصاياه:
على الأقل ستخاف من عقوبته، ومن يوم الدينونة الرهيب، ومن العذاب الأبدي،وبطاعة الوصايا سوف تجد فيها لذة، وتجدها نافعة جدا لحياتك، كما كان داود النبي يتغنى بوصايا الله، وبشريعته وناموسه، في مزاميره. ويقول "وصية الرب مضيئة تنير العينين من بعد"، "وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب"، "تصير الجاهل حكيما"، "اشتهى من الذهب والأبريز الكثير. وأحلة من العسل وقطر الشهاد" (مز 19). ويقول أيضًا في المزمور الكبير "اذكر لعبدك كلامك الذي جعلتني عليه أتكل، هذا الذي عزاني في مذلتي" بكل قلبي احفظ وصاياك"، "بشريعتك أتلذذ " الكل كمال وجدت منتهى. أما وصاياك فواسعة جدًا "كم أحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي" (مز 119).
وبمحبة وصايا الله، نحب الخير. وبمحبة الخير، نصل إلى محبة الله.
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:16 PM   رقم المشاركة : ( 3772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تصلي لتصل إلى محبة الله

بالمداومة على الصلاة، تصل إلى محبه الله.
إن أحببت الله ستصلى. وأن صليت كثيرًا، ستجد أن محبتك لله سوف تزداد وتتعمق يومًا يعد يوم. وهذا طبيعي لأنك إن أحببت شخصًا، فسوف تحب أن تتكلم معه. والكلام مع الله هو الصلاة.
وبالصلاة سوف تتعلم الصلاة، أعنى تتعلم كيف تتحدث إلى الله، حديثًا يقودك إلى محبته..
بالمداومة على الصلاة، سوف تصل إلى عمق كل كلمة تقولها في صلاتك وستجد أنك ترتبط بالله أكثر فأكثر، وتجد دالة في الحديث معه، وشهوة للحديث معه. وهكذا تعلمك الصلاة محبة الله.
كلم الرب في صلاتك بهذا الأسلوب، ومن هنا يتعود لسانك الحديث معه..
كإنسان يريد أن يتعلم إحدى اللغات، لابد أن يتكلم بها، حتى لو كان لا يعرف، أو يخطئ في الحديث. إلا أنه بكثرة الكلام يتعود لسانه، ويسهل عليه الأمر إلى أن يجيد الحديث بها..
هكذا أنت، كلما تكلمت مع الله، يتعود لسانك الحديث معه. وتتعود أن تحدثه بعاطفة وحب.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السيد المسيح يفتح ذراعيه وأحضانه للجميع، محبة الله لنا، قلب - رسم أمجد وديع
ولكنك في بداية تدربك، قد لا تبدأ الصلاة بمشاعر الحب.
لذلك أبدأ الصلاة، ولو بالتغصب، وحاول أن تتأمل أو على الأقل تفهم كل كلمة فيها.. والقديسون لم يصلوا إلى صلاة الحب من بادئ الأمر. إنما تدرجوا في عمق الصلاة وعاطفية الصلاة، إلى أن وصلوا فيها إلى درجات من الكمال، حسبما منحتهم النعمة، وحسبما كانت لهم من مشاعر، ومن استعداد..
لذلك حاول أن تصلى بعاطفة وبفهم..
لأنك لو صليت بطريقة روتينيه، فلن توصلك إلى محبه الله. والقديس بولس الرسول إنه يفضل أن يقول خمس كلمات بفهم أفضل من عشرة آلاف بغير فهم (1كو14: 19). ولذلك فإن كل كلمة تقولها في صلاتك، قلها بفهم وبعاطفة، من أعماق قلبك، كحبيب يكلم حبيبه، وكصديق يكلم صديقه. وإن لم يكن في قلبك هذا الحب وهذه المشاعر:
قل له: أعطني يا رب أن أحبك..
فهذه هي الصلاة التي كان ينصح بها الشيخ الروحاني.
قل له: علمني يا رب كيف أحبك. دربني على محبتك، ودرجتي في محبتك. اسكب محبتك في قلبك بالروح القدس.
قل له: انزع يا رب من قلبي كل محبه أخرى تتعارض مع محبتك، حتى يصير القلب كله لك وحدك. لا تسمح أن أحب أي شيء أو أي أحد أكثر منك، ولا أن أحب أي أحد أو أي شيء، أو شهوة أو أي رغبة، لا تتفق مع محبتك أنت. لا تسمح يا رب أن يوجد في قلبى من ينافسك، أو ما ينافسك.. أو يسئ إلى محبتك.
اجعل محبتك هي التي تشغلني وتملك قلبي.
وهلا التي تقود كل تصرفاتي، وتمتزج تمامًا بكل تصرفاتي وبكل أقوالي، وبكل مشاعري..
أعطني يا رب أن اشتهى الجلوس معك والحديث إليك، وأن أجد لذة في الصلاة والمداومة عليها.
وإن فترت محبتك، اطلب منه أن يعيدها بحرارتها.
قل له: أنت يا رب تقول "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ2: 4). فكيف أعود يا رب إلى محبتي الأولى إلا بك؟! أنت الذي تعيدني إلى محبتك. أنت يا رب الذي تتوبني فأتوب (أر31: 18). أنت الذي تمنحني حرارة الروح، لأنك أنت يا رب نار آكله (عب12: 29). لذلك أرجعني يا رب إلى محبتي الأولى، بل وإلى كثر منها..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ومن أجمل الأمثلة لصلوات الحب: صلاة التسبيح.
التي تحدث فيها الله متأملا في صفاته، مثل صلاة "يا ربى يسوع المسيح، مخلصي الصالح"، بكل ما تحويه من تفاصيل علاقة النفس بالله.. ومثل صلاة الثلاث تقديسات، وكثير من صلوات القداس الغريغوري..
قل له: أنت يا رب الحنون وطيب. أنت طويل الأناة. كم أطلت أناتك على، وأنا مبتعد عنك..
وكم منحتني فرصا لكي أرجع إليك. وكم غفرت لي أيها الغفور المحب، ولم تصنع معي حسب خطاياي..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلم الرب بصراحة كاملة، وافتح له قلبك.
قل له: أنا يا رب أريد أن أحبك. ولكن الخطية الفلانية تعوق طريقي إليك،وتسيطر على قلبي ومحبتي. وأنا يا رب حاولت أن اتركها ولم استطع. أعطني القوة أن أتركها، لأنه بدونك لا استطيع ذلك (يو 15: 5). نجنى يا رب من هذه الخطية، لا لكي أنجو من العقوبة، إنما لكي يزول العائق الذي يمنعني من محبتك.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحدث مع الله بمحبته، كما كان يحدثه داود في مزاميره.
كأن تقول له: اشتاقت نفسي إليك. عطشت نفسي إليك. كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله "متى أقف وأتراءى أمام الله" (مز 42: 1، 2) "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من لحم ودسم (مز 63) "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119)
استخدام في صلواتك عبارات الحب، ومشاعر الحب، وتدرب على ذلك حتى يتعوده قلبك، كما يتعوده لسانك. وتقول كما في التسبحة "قلبي ولساني يسبحان القدوس"..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالإضافة إلى صلوات المزامير والأجبية، لتكن لك صلواتك الخاصة التي تقولها من كل قلبك.
التي تفتح فيها قلبك لله، وتحدثه عن كل أمورك: عن كل مشاعرك وأفكارك، وعن حروبك وضعفاتك، وعن مشاكلك وسقطاتك. وتسأله المشورة والمعونة.. وتطلب منه القوة والبركة.. كل ذلك دون أن تتصنع أفكارًا أو كلمات أو مشاعر.. إنما تتكلم مع الله كما أنت. مثلما جاءه الابن الضال بنفس ملابسه القذرة التي عمل بها في رعى الخنازير.. واطلب منه أن يهبك محبته كعطية مجانية من عنده.. وقل له: لا تحرمني يا رب من محبتك..
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 3773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف انتقل القديسين من عالمنا الفاني

وجميل أن نتذكر هنا كيف انتقل كثير من هؤلاء القديسين من عالمنا الفاني، وما كان بعد ذلك..
لنترك إلى حين قصة صعود إيليا إلى السماء (2مل2: 11)، وقصة أخنوخ وكيف أخذه الرب إليه (تك5: 24)، وقصه نياحة السيدة العذراء مريم وصعود جسدها فهذه كلها حالات نادرة جدا لمستويات عالية.. ولنستمع إلى قول الكتاب "لتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم" (عد23: 10).. ولننظر:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صور قديسين وشهداء كثيرين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

روج الأنبا آمون، وكيف رآها القديس الأنبا أنطونيوس، والملائكة تحملها في تهليل.. ولنقرأ عن القديس الأنبا كاراس السائح وكيف حضر قديسون لاستقبال روحه. وأنشد له داود مزموره "ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك، فإن الرب قد أحسن إلى" (مز114).. كذلك القديس اسطفانوس أول الشمامسة كيف في وقت استشهاده رأى السموات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 55، 56). وكان وجهه " كأنه وجه ملاك" (أع6: 15).
وماذا عن الذين فارقوا العالم في أيامنا. وكأن الحجرة وقت وفاتهم، وقد أضاء فيها نور، واشتم الناس رائحة بخور أو الذين كانوا يرون رؤى معزية وقت انتقالهم. ويرقدون والابتسامة على وجوههم والفرح في قلوبهم..
كل أولئك أحبو الله، فجعل ساعة وفاتهم ساعة فرح. وبعضهم أخبره الرب بوقت انتقاله.. ومن أمثلة ذلك بعض الآباء السواح كما في قصة آبا نفر، والقديس سيداروس المتوحد وآخرين. كذلك قصة القديسة مريم القبطية.
وما أكثر الذين ظهروا بعد وفاتهم لآخرين.
مثل القديس أغناطيوس الأنطاكي الشهيد، الذي بعد أن ألقوه للأسود الجائعة فافترسوه، ظهر لزملائه في السجن المؤمنين وعزاهم وشجعهم. وظهورات القديسين لا تدخل تحت حصر..
والبعض كانت تحث معجزات أثناء تعذيبهم أو استشهادهم، مما يجعل غير المؤمنين يؤمنون، كما في قصة مارجرجس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. أو تفشل الطرق التي أرادوا قتلهم بها، مثلما حدث مع القديس يوحنا الحبيب، والقديس بوليكاربوس، والسم الذي أعدوه لمارجرجس..
أيضًا تأملنا في صفات القديسين الجميلة، تجعلنا نحبهم، ونحب صفاتهم، ونحب الله الساكن فيهم.
ألست ترى معي أن الموضوع طويل إن استرسلنا في الحديث.. لذلك اعتبر ما ذكرته مجرد مثال، وأترك الباقي لتأملك الخاص.
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:19 PM   رقم المشاركة : ( 3774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دالة القديسين عند الله


هؤلاء القديسون كانت لهم دالة عند الله..
اعتبرهم الله أصدقاء له. ويكشف لهم خططه ومشيئته، ويأخذ رأيهم، ويسمح لهم أن يناقشوه فيما يقول
كما حدث مع أبينا إبراهيم قبل حرق سادوم، إذ قال الله "هل أخفى عن إبراهيم، ما أنا فاعلة؟!" (تك 48: 17). وكشف له الرب الأمر. ودخل إبراهيم في حوار معه. بل إن إبراهيم في دالته مع الرب قال له "أفتهلك البار مع الأثيم..؟! حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم! حاشا لك. أديان كل الأرض لا يصنع عدلًا..". وظل في حوار مع الله، حتى قال الله، حتى قال الله له إن وجد في المدينة عشرة من الأبرار "لا أهلك من أجل العشرة" (تك 18: 23 - 32).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبالمثل حدث مع موسى النبي، لما أراد الرب إهلاك الشعب بعد عبادتهم للعجل الذهبي..
لم يشأ الرب أن يفعل ذلك دون يخبر عبده موسى أولا. فقال الرب لموسى "رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعب صلب الرقبة. فالآن أتركني ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم" (خر 32: 9). ولكن موسى لم يتركه يفعل هكذا. بل قال له في دالة "لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك.. ارجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك. اذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل الذين حلفت لهم..". ويسمع الرب لكلام موسى، ويقول الكتاب "فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه" (خر 32: 14).


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


صور قديسين وشهداء كثيرين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


إن قرأت كل هذا، ألا يتأثر قلبك بهذه الدالة، وتحب أن يكون لك شيء منها في محبة متبادلة بينك وبين الله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على أن هؤلاء القديسين كانت لهم دالة مع الله ومكانة عنده، حتى بعد وفاتهم.
فنرى أن الله لم يعاقب سليمان في حياته وابقي العقوبة إلى أيام ابنه أيام ابنه رحبعام. وقال تعليلا ذلك "من أجل داود عبدي" (1مل 11: 13). وظل الرب يحتفظ بهذه المكانة لعبده داود، حتى أن المرتل يقول للرب في المزمور "من أجل داود عبدك، لا ترد وجهك عن مسيحك"، "اذكر يا رب داود وكل دعته" (مز 131)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بل أكثر من هذا، تسمى الرب بأسماء أحبائه.
فقال لموسى لما ظهر له في العليقة "أنا.. إله إبراهيم واله إسحق واله يعقوب" (خر 3: 6). واستخدام الرب هذه الآية في الرد على الصدوقيين من جهة القيامة (مت 22: 32). ومن جهة الشريعة - مع أنها شريعة الله. إلا أنه ينسبها لموسى،فيقول "اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب" (ملا 4: 4). ويقال عن العذراء "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى مرارًا، كما في (1مل 2: 3) (نح 8: 1) (دا 9: 11) وكذلك أيضًا عبارة "ناموس موسى" (يو 7: 23) (أع 13: 39) (أع 15: 5) (عب 10: 28).
وبالمثل أسفار الكتاب، تسمت أيضًا بأسماء محبيه. كما نقرأ سفر صموئيل، وسفر نحميا، وسفر أستير.
كل هذه الكرامة التي يمنحها الرب لأولاده، ألا تؤثر فيك لكي تحيا معه، وتنال بركته؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أولاده أيضًا منحهم مفاتيح السموات والأرض (مت 26: 19).
"ما يربطونه على الأرض، يكون مربوطًا في السماء. وما يحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت 18: 18). ويقول لهم "من غفرتم خطاياه غفرت له. ومن أمسكتموها عليه أمسكت" (يو 20: 23). أي سلطان هذا..؟! وهكذا أيضًا في العطايا، وفي صنع المعجزات. بل قال لهم عبارة عجيبة مذهلة وهى: "من يؤمن بي، فالأعمال التي أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها" (يو 14: 12).. إلى هذه الدرجة يا رب؟! من ذا الذي لا يحبك؟!
لقد أستأمن الرب أولاده على مخازنه.
يعطون منها كما يشاءون. وتوافق مشيئتهم مشيئة..
ما أجمل قول الرب عن موسى النبي "وأما عبدي موسى.. فهو أمين على كل بيتي. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه.. وشبه الرب يعاين" (عد12: 7، 8).. بل ما أعجب قوله لذلك الابن " يا ابني، أنت معي في كل حين. وكل مالي فهو لك" (لو15: 31)!! بل يقول الرب عن تلاميذه لله الآب "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني.." (يو17: 22).
إنني أقف في حيرة، مبهوتًا أمام هذه العبارات الثلاث، أوعذ في أعماقها، لعلني أفهمها كما ينبغي..
"أمين على كل بيتي".. "كل مالي فهو لك".. "أعطيهم المجد الذي أعطيتني".
حقًا ما أعمق محبة الله الفائقة الوصف! وما أعجب كرمه وجوده حينما يعطى! ليس فقط لبنيه ولتلاميذه، بل حتى لذلك الابن الذي كان في موقف جحود (لو15).
ألا نحبه من أعماقنا، وهو بهذا الحب والخلود؟!
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:21 PM   رقم المشاركة : ( 3775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيون القديسون المفتوحة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس الأنبا بولس البسيط


هؤلاء القديسين وهبهم الله عيونا مفتوحة، ترى ما لا يرى.
كما طوب السيد المسيح تلاميذه قائلًا "طوبى أعينكم لأنها تبصر" (مت 13: 16 9. وهكذا كان اليشع النبي يرى ما لا استطيع تلميذه أن يراه. وهكذا صلى لكي يفتح الرب عيني الغلام لكي يرى (2مل 6: 17) فرأى قوات الرب محيطة بالمدينة لتنقذها..
حقًا ما أعجب عيني يوحنا الحبيب اللتين رأتا كل ما سجله في سفر الرؤيا.
ما أجمل قوله "نظرت وإذا باب مفتوح في السماء" (رؤ4: 1). ثم يقول "وللوقت صرت في الروح. وإذا عرش موضوع في الروح. وإذا عرش موضوع في السماء، وعلى العرش جالس " ثم شرح ما رآه من القوات السمائية، وعلاقتها بالله، وتسبيحها، ومنظرها، وكرامتها..
وماذا نقول أيضًا عن بولس الرسول، وصعوده إلى السماء الثالثة، حيث سمع أمورًا لا ينطق بها (2كو12: 2، 4).
وماذا عن الرؤى التي رآها قديسو الله عبر العصور، سواء ما سجلها الكتاب مثل رؤى دانيال وحزقيال، أو ما وردت في تاريخ الكنيسة وهى لا تدخل تحت حصر، يعلن بها الرب إرادته لمحبيه، ويكشف لهم عن أمور مستقبلة، ويقويهم بها ويعزيهم اسأل عن ذلك أيها القارئ العزيز: القديس الأنبا أنطونيوس، والقديس الأنبا بيشوي، والقديس الأنبا بولس البسيط، وغيرهم كثير..
حينما تقرأ عن كل هذا، ألا تشتاق أن يعلن لك الله مثلهم؟ وكيف يعلن لك إن لم تحبه في نقاوة القلب،وحينئذ لا ترى فقط رؤى، إنما كما يقول الرب في التطوبيات:
"يعاينون الله "؟! هذا مجد عظيم يا رب لا نستحقه.. ليتك إذن تمنحنا نقاوة القلب.. هذه، مثلما منحتها لمحبيك..
يوحنا الحبيب أبصر في شيء من مجده، والأنبا بيشوي رآه وغسل قدميه. وكثيرون رأوه في رؤى أو في أحلام، وسمعوه صوته.. ولا أريد هنا أن أتحدث عن قديسي العهد القديم الذين رأوه، وسلمهم رسائل ورسالات ليبلغوها للناس..
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:22 PM   رقم المشاركة : ( 3776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تأمل سير القديسين الذين أحبهم الله وأحبوه


إذا تأملت حياة القديسين الذين أحبوا الله، لابد ستحبه مثلهم. وبخاصة إذا تأملت الدالة العجيبة التي كانت بينهم وبين الله، وكيف منحهم الرب مكانة سامية، واعتبرهم كأصدقاء الله، ويأتمنهم حتى على أسراره.
سير القديسين ترفع القارئ إلى مستوى روحي عال.
مستوى أعلى من المادة ومن العالم، واسمي من الجسد ومن الخطية. فتطرح العالم خارج القلب، لكي يسكن الله فيه. وهى غذاء روحي النفس، كما قال ماراسحق "شهية هي أخبار القديسين، مثل المياه للغروس الجُدُد".
تؤثر سير القديسين في النفس، وتدعو إلى التمثل بهم.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صور قديسين وشهداء كثيرين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


إن سيرة القديس الأنبا أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس لأهل رومه، تركت تأثيرًا عميقًا جدًا، لدرجة أن كثيرين زهدوا العالم، وأحبوا أن يعيشوا في حياة الوحدة مع الله. بل أن هذه السيرة كان لها تأثير عجيب جدًا في حياة أوغسطينوس، إذ قادته إلى التوبة والزهد، وحولته إلى قديس عظيم، أحب الله جدًا، ظهرت هذه المحبة في تأملاته التي تناقلها حيل بعد جيل.
كذلك فإن سير قديسي البرية التي كتبها السائحون الذين زاروا رهبان مصر في القرن الرابع وبداية الخامس، ما أعظم الذي تركته في النفوس، حتى قادت عشرات الآلاف إلى حياة الرهبنة، متفرغين لمناجاة الله في صلواتهم، حيث عاشوا في البرية، بلا أنيس، بلا معز، تكفيهم متعتهم الروحية بعشرة الله ومحبته.
تأملوا أيضًا ما قيل عن القديسين: "العالم لم يكن مستحقا لهم" (عب 11: 38).
قيل إن الأرض لم تكن مستحقة أن يدوسوها بأقدامهم ومن أجل صلواتهم كان الله ينزل المطر على الأرض..
كانوا صورة لله على الأرض، أو أنهم عادوا إلى الصورة الإلهية التي خلق بها الإنسان الأول،
فكان كل من يراهم، يحب أن يبقى معهم، لكي يتمتع بنفوسهم الشفافة التي تظهر حياة الله داخلهم (غل 12: 20).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فنتأمل سير أولئك القديسين، ونرى كيف أحبوه..
من أجله فضل دانيال أن يلقى في جب الأسود، عن أن ينكره. وبهذا دخل في اختبار عجيب قال فيه "إلى أرسل ملاكه، فسد أفواه الأسود" (دا 6: 22).
والثلاثة فتية، من أجله فضلوا أن يلقوا في أتون النار الملتهبة، عن أن ينكروه فتمتعوا بأمرين عجيبين جدًا: ابن الله يسير معهم وسط النار، والنار لم تؤذهم بشيء وشعرة من رؤوسهم لم تحترق" (دا 3: 24-28) وأبونا إبراهيم، من أجل إيمانه بالرب وطاعته له، رفع يده بالسكين ليقدم ابنه وحيده محرقة للرب، لأن محبته للرب كانت أعمق بما لا يقاس من محبة الابن الوحيد، لذلك تمتع ببركة الرب، وبأن نسله كنجوم السماء ورمل البحر في الكثرة، ويتبارك في نسله جميع أمم الأرض (تك 22: 16 - 18).
ويعوزنا الوقت أن تحدثنا عن قصص الشهداء والمعترفين والكارزين وكل محبي الرب، وبركة الرب لهم، وما وهبهم من من معجزات وظهورات وشفاعات سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 3777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مغفرة الله


أما أنت فخذ أية صفة من صفات الله -بالتتابع- واجعلها مجالًا لتأملك..
خذ مغفرة الله مثلا، وستره للخطايا.. كيف أنه على الرغم من العقوبة التي أراد أن يوقعها بأهل نينوى، ما أن صاموا وتابوا حتى غفر لهم.. بل قال ليونان "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم" (يون 4: 11). وعجيب أنه في محبته ومغفرته دعاها مدينة عظيمة، مع أن أهلها لا يعرفون يمينهم من شمالهم. وقد سبق فأمر النبي أن ينادى عليها بالهلاك (يون 3: 4).
إنك ستحب الله، إن تأملت قلبه المحب الذي يغفر.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


خراب نينوى: تهيج المركبات في الازقة تتراكض في الساحات منظرها كمصابيح تجري كالبروق - رسم الفنان ويليم بايجيه - ناحوم 2: 4


الذى في لحظات بسيطة، غفر للمرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها (لو 7: 47). كما غفر أيضًا للمرأة التي ضبطوها في ذات الفعل (يو 8: 11). وقال لها " ولا أنا أيضًا أدينك". وكذلك غفر للمرأة السامرية التي كان لها خمسة أزواج (يو 4: 18)، ومدحها وقال لها " حسنا قلت.. هذا قلت بالصدق".. وغفر لزكا العشار، بل دخل بيته ولم يبال بتذمر الجمع على أنه دخل ليبت عند رجل خاطئ بل دافع عنه وقال "اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن لابراهيم" (لو 19: 5 - 10).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن مغفرة الله في التاريخ.
مغفرته مثلا لأوغسطينوس، موسى الأسود، مريم القبطية، وبيلاجية، ومرثا، ويستينوس الساحر، وأريانوس وإلى وإلى أنصنا. والجندي الذي طعنه بالحربة.
ولم بكتف الرب بمغفرته لكل هؤلاء وغيرهم، بل رفع من ذكرهم جدًا. وجعل أو غسطينوس أسقفًا جليلًا، وعالمًا في اللاهوت والتفسير، ورجل تأملات. وجعل موسى الأسود قديسًا عظيماً، وكاهنًا وأبًا للرهبان. وكذلك جعل مريم القبطية سائحة طلب بركتها القس سوزيما. وجعل يوستينوس الساحر أسقفًا عظيمًا. وجعل أريانوس مضطهد المسيحية شهيدًا
ألا نحبه إذن، ونحب أسلوبه في المغفرة؟!
إذ يقول عن الخطايا التي غفرها: أمحوها، لا أعود أذكرها، لا تحسب عليهم.. انظر ما أسرع مغفرته للص اليمين التائب.. وكيف قال له "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43). ومغفرته لشاول الطرسوسى، ودعوته له أن يكون إناء مختارًا ورسولًا للأمم (أع 9)..
وكذلك قوله في مغفرة الخطايا: "أصفح عن إثمهم، ولا أعود أذكر خطيتهم بعد" (أر 31: 34) ويقول عن الإنسان الخاطئ التائب "كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه" (حز 18: 22). ويتغنى المرنم بهذا في المزمور ويقول "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (مز 32: 1، 2) (رو 4: 7، 8).
هنا نرى الرب يستر على خطية، ويغفرها، ولا يحسبها على الإنسان التائب،كلما يغفر له الرب أكثر يحب الرب أكثر (لو 7: 47). فهل هناك أكثر من هذا في معاملة الرب للخاطئ وعدم حسبانه أو تذكره لخطاياه؟ نعم هناك ما يقوله الكتاب "توبوا وارجعوا فتمحي خطاياكم" (أع 3: 19). وهذا ما يقوله المرتل في مزمور التوبة "ومثل كثرة رأفاتك تمحو إثمي" (مز 51: 1).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعم من محبة الله العظيمة أنه يمحو خطية التائب.
يمحوها، كأن لم تكن، كأن لم تحدث. وهكذا يحيا في بهجة الخلاص، الخلاص من الخطية ومن عقوبتها. ويشعر التائب بهذا فيفرح بالرب جدًا، لأنه محا عنه هذا العار، بل أكثر من هذا أيضًا منحه أن يقول "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز51).. حقًا ما أعجب هذا الأمر الذي يجعل التائب يذوب حبًا لله الذي عامله هذه المعاملة..
حقًا، أنه يستحق كل الحب، هذا الإله الحنون الغفور.
الذي نسئ إليه، فيمحوا إساءاتنا، ولا يعود يذكرها. بل يغسلها فنبيض أكثر من الثلج. هذا الذي في رأفاته "كبعد المشرق عن المغرب، ابعد عنا معاصينا" (مز 103: 12). بل حملها بدلا عنا، ودفع ثمنها (أش 53: 6).. إنه إله طيب يستحق كل حب "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا" (مز 103: 10). إنه لا يحسب علينا الماضي الأثيم كله، من أجل حاضر مستقيم..
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 3778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دفاع الرب عن أولاده


وعجيب في هذا الأمر أيضًا دفاع الرب عن أولاده.
* لقد أخطأ أبونا إبراهيم. ومن خوفه قال عن سارة أنها أخته، وأخفي أنها زوجته، فأخذها أبيمالك ملك جرار. وإذا بالرب يتدخل ليدافع عن إبراهيم وسارة، ويقول لأبيمالك في حلم " ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها، لأنها متزوجة ببعل.. والآن، رد امرأة الرجل. فإنه نبي، فيصلى لأجلك فتحيا" (تك 20: 2 - 7).
يخطئ إبراهيم، الرب يدافع عنه، ويطلب من الملك أن يرد امرأة، ويصلى إبراهيم عنه لكي يحيا..!
ولعلك تسأل الرب في هذا، فيقول: إبراهيم هذا حبيبي. لقد أخطأ عن ضعف وليس عن انحراف. أنا واثق من نقاوة قلبه. لذلك أدافع عنه.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ويخطئ داود، ويعاقبه الرب. ولكن بنفس الحب تظل ثقته فيع في حياته. وحتى بعد موته، نراه يقول لسليمان عندما عاقبه وقرر تمزيق مملكته: "إلا أنى لا أفعل ذلك في أيامك، من أجل داود أبيك.. على أنى لا أمزق منك المملكة كلها، بل أعطى سبطا واحدًا لابنك، لأجل داود عبدي" (1 مل 11: 12، 13). وهكذا حفظ كرامة لداود بعد موته.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يسوع يلعب مع الاطفال الصغار


*وبنفس الأسلوب دافع عن أيوب.. على الرغم من كلام أيوب السابق الذي. وبخه عليه أليهو، والذي وبخه فيه الرب قائلًا له "من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة؟!" (أي 38: 1، 2). إلا أنه حينما اتضع أيوب في التراب والرماد (أي 42: 6)، نرى الله يدافع عنه، وينذر أصحاب أيوب الثلاثة الذين جرحوا مشاعره، ويقول لهم " لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب.. اذهبوا إلى عبدي أيوب.. اذهبوا إلى عبدي أيوب، وأصعدوا محرقة لأجل أنفسكم. وعبدي أيوب يصلى عنكم، لأني أرفع وجهه. لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم" (أى 42: 7، 8).
*كما دافع الرب عن إبراهيم وداود وأيوب، دافع أيضًا عن موسى لما تزوج بامرأة كوشية.
لقد تقول عليه هرون ومريم. فإذا بالرب ينتهرهما ويظهر لهما كرامة موسى عنده، فيقول لهما "إن كان فيكم نبي، فبالرؤيا استعلن له، في الحلم أكلمة. أما موسى فليس هكذا. بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه.. فلماذا لا تنشيان أن تتكلما على عبدي موسى" (عد 12: 1- 8). وضرب الرب الرب مريم بالبرص عقابا لها. فأخرجوها خارج المحلة..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*ولم يدافع الرب فقط عن هؤلاء الأنبياء، بل أيضًا عن المرأة التي سكبت الطيب على رأسه.
فلما اغتاظ التلاميذ قائلين "لماذا هذا إلا تلاف؟!"، قال لهم الرب "لماذا تزعجون المرأة، فإنها قد عملت بي عملًا حسنًا.. لأجل تكفيني. الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم كله، يخبر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها" (مت 26: 7 - 13)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان الرب يدافع عن الذين ليس لهم أحد يدافع عنهم.
لقد دافع عن زكا العشار (لو 19) وعن كثير من العشارين والخطاة. ودافع عن السامريين، ذكر مثل السامري الصالح (لو 10). وأظهر في مثل آخر أن العشار أفضل من الفريسي (لو 18: 14). ودافع الرب عن الأطفال في يوم أحد الشعانين،وقال "لو سكت هؤلاء، فالحجارة تنطق".. ولا ننسى أيضًا أنه دافع عن صالبيه (لو 23: 34).. وبعد، أتراني استطيع في مقال كهذا، أن أذكر صفات الله الجميلة والتأمل فيها؟!
إنما ذكرنا ما ذكرناه كمجرد مثال..
وأنت أيها القارئ العزيز تناول هذا المنهج. وتأمل على التتابع صفات الله الجميلة، وخذها غذاء لروحك، وسببا يوصلك إلى محبة الله.. وليرشد الله تأملاتك.
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 3779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صفات الله الجميلة


أحيانا تحب إنسانًا لأن صفة معينة فيه تجذبك إليه. كأن يكون إنسانًا شهمًا، أو خفيف الظل مرحًا، أو يكون إنسانًا خدومًا أو قوى الشخصية، أو ذكيًا.. إنها صفة واحدة تجذبك..
فكم بالأولى الله تجتمع فيه كل الصفات الجميلة، وعلى درجة غير محدودة من الكمال..!!
لاشك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف، ستجد نفسك تحبه.. ولست أقصد صفات الله التي يتميز بها وحده، ولا يشترك فيها معه أي كائن آخر.. مثل أنه أزلي، وخالق، وواجب الوجود، وحاضر في كل مكان، وفوق مستوى الزمن، وغير محدود، وغير مدرك، وعارف بالخفيات، وفاحص القلوب والأفكار.. وما إلى ذلك من الصفات التي يختص بها جوهر اللاهوت..
أنما أقصد حتى الصفات التي يتصف بها بعض البشر أيضًا، ولكنها عند الله كاملة وغير محدودة..


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السيد المسيح يفتح ذراعيه وأحضانه للجميع، محبة الله لنا، قلب - رسم أمجد وديع


مثل جمال الله، قوته، وحكمته، ومحبته ورجمته، طول أناته.. فقد يتصف بعض البشر بالجمال والقوة والحكمة والمحبة وطول الأناة. ولكن هذه الصفات عند الله مطلقة، وفوق مستوى ما ندركه..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولهذا فإن الكنيسة في صلوتها تعلمنا التأمل في صفات الله..
تجد هذا كثيرا في صلوات القداس الإلهي، وبخاصة القداس الغريغوري مثل "أيها الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد.. غير المرئي، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدئ الأبدي.. الذي لا يحد.. الذي يسبحك غير المرئيين، والذي يسجد لك الظاهرون ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة.
التأمل في عظمة الله، يجعلك تمجده، وحينما تتأمل كيف أنه على الرغم من كل مجده، وينظر إليك، ويوليك اهتمامًا خاصًا.. حينئذ تحبه.
ونرى التأمل في صفات الله، وفي المزامير والأجبية
كأن يقول المرن في المزمور "الرب رحيم رؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة"، "الرب مجرى العدل والقضاء لجميع المظلومين" (مز103: 8، 6)،وما أكثر التأملات في صفات الله وأعماله، التي غنى بها داود في مزاميره، وأخذناها نحن عنه في التسبحة.. نسبح الرب في كل صباح، فتزداد حبًا له.
وفي الأجبية نقول في ختام كل ساعة من ساعات الصلوات السبع".. يا من في كل وقت وفي كل ساعة، في السماء وعلى الأرض مسجود له وممجد. المسيح إلهنا الصالح، الطويل الروح الكثير الرحمة، الجزيل التحنن. الذي يحب الصديقين، ويرحم الخطأة الذين أولهم أنا. الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا " ونجد نفس التأمل في صفات الله عنصرًا بارزًا في صلوات الآباء والأنبياء التي وردت في الكتاب المقدس، ولنترك هذا الأمر لقراءتك الخاصة..
 
قديم 19 - 07 - 2013, 07:28 PM   رقم المشاركة : ( 3780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنت حامل الله

وهل أنت تحمل اسم الله وعمله في كل مكان تحل فيه؟
حينما دخل داود إلى ميدان الجيش وقت تهديدات جليات، ادخل اسم الله معه. فقال "الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا" (1صم 17: 47). وقال لجليات الجبار: أنت تأتى إلى بسيف ورمح. وأنا آتى إليك باسم رب الجنود.. في هذا اليوم يحبسك الرب في يدي.." (1صم 17: 45، 46). وهكذا كان اسم الرب على فم داود وكانت قوة الرب في ذراع داود. وكان اسم الرب سبب اطمئنان ونصر وفرح لكل الجيش.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Icon of the أيقونة تصور إستشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي الثيوفوروس

يعجبني أن القديس أغناطيوس الأنطاكى، كان لقبه (الثيئوفورس) أي حامل الله.
فإن كنت تحب الله، فلابد أنك ستحمل اسم الله معك إلى كل شخص يقابلك، وإلى كل مكان تذهب إليه. حينما تحمل اسم الله، يعمل الله معك، فينجح عملك، ويفرح قلبك بهذا النجاح، وتحب الله الذي أنجح طريقك. كما قيل عن يوسف الصديق إن "الرب معه" وأن كل ما كان يصنعه، كان الرب ينجحه بيده" (تك 39: 3).
إن الله يمكنه أن يعمل كل شيء وحده، فكل شيء به كان (يو1) ولكنه يحب أن يعمل بنا، كأدوات في يديه. لكي نفرح بعمل الرب فينا، ونحبه لأنه قد اختارنا لعمله. فهل أنت تعمل الر ب. وهل تقول له:
في كل مكان أذهب إليه، وسأوجد لك يا رب موضعا تسند فيه رأسك (لو 9: 58).
وهكذا يكون الحب متبادلا بينك وبين الله: هو يعمل فيك، وأنت تعمل لأجله. هو من فرط حبه لك، يرسلك لتعمل في كرمه. وأنت في حبك له تقول "ينبغي أن ذاك يزيد، وأنى أنا أنقص" (يو 3: 30). ولكن اله لا يريدك أبدًا أن تنقص، بل بمحبته يجعلك منارة تنير لكل من في البيت (مت 5: 15). ويقول لك "أباركك وتكون بركة" (تك 12: 2).
أما أنت ففي محبتك لله تقول مع المرتل في المزمور "ليس لنا يا رب ليس لنا، لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز 105: 1).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذي يحب الله، يختفي ويظهر الله.
كما كان يفعل يوحنا المعمدان في كل كرازته، لذلك أنكر ذاتك، تصل إلى محبه الله. لأنك إن كنت تركز على محبة ذاتك، فسوف تنشغل بها وليس بالله. أما إذا أنكرت ذاتك، فسوف يكون الله هو شغلك الشاغل، وهو الذي يملأ القلب والفكر، فتصل إلى محبته.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025