![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37731 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الله القدير‬ ![]() «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي ... وَبَارَكَنِي» ( تكوين 48: 3 ) في اليوم الأخير من رحلته الطويلة، وفي لقائه الأخير مع يوسف ابنه المحبوب، كان يعقوب يسترجع تاريخه، وكان الشـيء البارز الذي يشغَل تفكيره هو ”اللهُ الْقَدِيرُ“ وما فعله معه عبر السنين. ففي البداية توقف عند أجمل أيام حياته، يوم ظهر له الرب في حُلم الليل في ”لُوز“، التي دعاها ”بيت إيل“، وباركه (تك28). وكيف بورك يعقوب في ذلك اليوم؟ لقد خدع أباه وكذب عليه خمس مرات وانتهج مسلكًا مُشينًا لا يليق (تك27). وهو نفسه كان يخشى أن يجلب على نفسه لعنة لا بركة. لكن ”اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“ تسامى في نعمته وتحكَّم في إسحاق لتصل البركة ليعقوب طبقًا لقصده في النعمة الذي لا يُعطله فشل الإنسان. لقد ارتعد إسحاق ارتعادًا عظيمًا أنه كان سيُخطئ ويبارك عيسو مخالفًا لفكر الله. ورغم توسلات عيسو ودموعه ثبَّت البركة ليعقوب قائلاً: «بَارَكْتُهُ ... نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا!». ثم تذكَّـر أصعب يوم في حياته، يوم ماتت فجأةً عنده راحيل المحبوبة التي تُمثل كل آماله الأرضية، فدفنها في طريق أفراتة التي هي بيت لحم ( تك 48: 7 ). لكن ”اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“ عزَّاه وقوَّاه ليُكمل المسيرة بشكل أفضل من كل الماضي. لقد دعا اسم الطفل المولود ”بنيامين“ أي ”ابن اليد اليمين“، ورأى فيه القوة الإلهية التي تسند وتُعين وتُخلِّص إلى التمام. لقد كانت بيت لحم هي اللحد لآماله الأرضية، لكنها أصبحت المهد لآماله السماوية، فمنها سيخرج المسيح الملك والراعي والمُخلِّص ( مي 5: 2 ). «وَرَأَى إِسْرَائِيلُ ابْنَيْ يُوسُفَ ... وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنِّي أَرَى وَجْهَكَ، وَهُوَذَا اللهُ قَدْ أَرَانِي نَسْلَكَ أَيْضًا» ( تك 48: 8 –11). فلمدة 22 سنة، منذ أن أحضـر الأولاد قميص يوسف المُلوَّن مغموسًا بالدم إلى أبيهم، ظن يعقوب أن وحشًا رديئًا أكله، وأنه قد افتُرس يوسف افتراسًا، وطالما حدث ذلك فإنه لن يراه مرةً أخرى. لكن ”اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“، ليس فقط أراه يوسف حيًا ومُتسلطًا على كل أرض مصـر، بل أراه نسله أيضًا. ووثق أن الله القدير الذي رعاه وخلَّصَهُ سيُبارك الغلامين، ويجعلهما يكثران كثيرًا في أرض كنعان (ع16). أخيرًا فإن الله القدير سيفتقد كل العائلة الموجودة في مصـر، ويُصعدهم إلى أرض آبائهم، مُحققًا كل المواعيد التي نطق بها (ع21). ليتنا نطمئن ونستريح لهذا الإله القدير الذي لا يعسر عليه أمر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37732 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يعقوب وأمانة الله ![]() الله .. رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم ... خلصني من كل شر ( تك 48: 15 ،16) في تكوين 47 وقد وصل يعقوب من العمر 130 سنة يقف أمام أعظم ملك أرضي في ذلك الوقت قائلاً: "أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة وردية (شريرة) كانت أيام سني حياتي، ولم تبلغ إلى أيام سني حياة آبائي في أيام غربتهم" ( تك 47: 9 ). فأيام سني غربته كانت قليلة بدون شك لو قورنت بأيام حياة آبائه، وهي ردية (شريرة) بسبب الفشل ونقص الإيمان. مسكين يعقوب، فقد كانت حياته مليئة بالغم والحزن. كانت قاسية حصد فيها نتائج تصرفاته في خداع أبيه وتحايله على أخيه. فهكذا هو نفسه خُدع من خاله لابان خادماً إياه 20 سنة متحملاً حر النهار وبرد الشتاء، وقد أُذل في حادثة دينة ابنته، وتكدر بسبب العمل الدموي الذي قام به شمعون ولاوي، وانحنى تحت وطأة خطية رأوبين وخطية يهوذا. ولكن دعونا أيها الأحباء نقول هنا إن طول الحياة لا تُقاس بطول السنين، لكنها تُقاس باختبارات البركة فيها. فعلى سبيل المثال لو قورنت حياة أخنوخ بحياة مُعاصريه لوجدناها أقل كثيراً منهم. لكن حياة أخنوخ بالرغم من قصرها، شُهد له فيها بأنه قد أرضى الله، فقد سار مع الله ولم يوجد لأن الله نقله ( تك 5: 21 -24؛ عب11: 5،6). ولكن عندما نجيء إلى تكوين 48 وقد وصل يعقوب إلى 147 سنة، وبكل آثار غربته عليه، وبعد أن نضج روحياً أكثر وأكثر، وقد قربت أيام موته. وفي ضعفه المتناهي سجد على رأس عصاه ( عب 11: 21 ) ـ أي أحنى نفسه في سجود عميق. ويا لها من نهاية حياة مجيدة، فبدلاً من أن ينشغل بفشله، فإنه يتكلم ليوسف وابنيه عن أمانة الله "وقال إسرائيل ليوسف لم أكن أظن أني أرى وجهك وهوذا الله قد أراني نسلك أيضاً" ( تك 48: 11 ). وبلغة العهد الجديد أن الله قادر أن يفعل ... أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر ( أف 3: 20 ). وبارك يعقوب يوسف وقال "الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم، الملاك الذي خلصني من كل شر، يبارك الغلامين" ( تك 48: 15 ،16). إنه هنا يربط الماضي بالحاضر فيذكر أمانة الله التي شجعته أن يثق في مواعيده التي أُعطيت لأجل المستقبل. وأن الله الذي كان معه وحفظه لا بد أن يكون مع أولاده خلال تاريخهم المعيَّن لهم. دعونا أيها الأحباء ننشغل كثيراً بأمانة الله ولا ننشغل بفشلنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37733 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يعقوب عند موتهِ ![]() «اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ... يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ» ( تكوين 48: 15 ، 16) «االلهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هَذَا الْيَوْمِ»: يا لها من عبارات نطق بها يعقوب في نهاية حياته الطويلة، شاهدًا عن الله الذي في أمانته ورعايته وكفايته ونعمته وصبره؛ كيف رعاه، وترفَّق به، وأطعمه، وقاده، وحمله، واحتمله، وحفظه كل الطريق منذ وجوده إلى هذا اليوم! «الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ» ... فكم من ورطات تعرَّض لها، وكم من مخاطر أحاطت به، ومن جميعها نجَّاه الرب، حتى في الأوقات التي كان فيها في أوضاع خاطئة. «يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ... وَلْيَكْثُرَا كَثِيراً فِي الأَرْضِ (أرض كنعان)»: ويا لها من نظرة إيمان بعيدة المدى، على خلاف كل المنظور وكل التوقعات، وما هو بحسب المنطق الطبيعي. فما للأميرين المصريين الصغيرين وأرض كنعان؟ كيف سيتركان مصر التي ولدا فيها، من أمٍ مصرية، ويحملان جنسيتها، وكانت شيئًا مُشرِّفًا في ذلك الوقت؟ ولماذا يهاجران إلى أرض كنعان، هما أو نسلهما؟ إن الطبيعي أن يكثرا ويتعظَّما كثيرًا في أرض مصر، حيث يتمتعان بالحقوق الملكية والمكانة السامية، وليس في كنعان. ثم كيف يمكن أن يصبح كل منهما سبطًا مستقلاً، والطبيعي أنهما يتبعان سبط يوسف؟ وكيف أن الصغير يتعظَّم على الكبير في الأهمية والعدد؟ كيف رأى يعقوب كل ذلك في الأميرين المصريين الصغيرين؟ وبأي استنتاج بشري رأى أن سبط أفرايم، بعد قرون طويلة، سيصبح ممثلاً لمملكة إسرائيل الشمالية كلها بعد استقلالها عن مملكة يهوذا؟ إنه بالإيمان، وليس بالعيان أو المنطق، قد سمع صوت الله وفهم قصده لمستقبل بعيد جدًا، وكانت الأمور في منتهى الوضوح أمامه، وآمن أن الله سيفي بمواعيده، ويفعل كما نطق. ويا له من استعلان عظيم للإيمان في الوقت الذي أظلمت فيه عيناه الطبيعية، لكن بصيرة الإيمان كانت حادة للغاية، ومن بعيد رأى كل ذلك، وقوة الإيمان في ضعفه الجسدي كملتْ! وهذا ما جعل الرسول يسجل هذه اللقطة ليعقوب في سحابة الشهود. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37734 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يعقوب عند موتهِ ![]() «بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِندَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنيْ يُوسُفَ» ( عبرانيين 11: 21 ) يلفت الروح القدس انتباهنا في عبرانيين 11: 21 إلى ما فعله يعقوب في تكوين 48. فمن خلال كل هذا الأصحاح نرى كيف أن الله ملأ كل أفكار يعقوب، وأن مواعيده كانت تسكن قلبه. وكان يعقوب على وشك أن يموت وأراد أن يُبارك ابني يوسف. كان ليوسف رغباته وتطلُّعاته بهذا الشأن؛ أن ينال منـسى البِكر البركة. وبالتالي وضع منـسى عن يمين يعقوب، وأفرايم عن يساره حتى تستقر يد يعقوب اليمنى على رأس منـسى، وشماله على أفرايم. لكن بالرغم من أن نظر يعقوب الطبيعي كان قد ضعف وخَبا، إلا أن بصيرته الروحية كانت حادة. وعن عمد بدَّل يعقوب يديه «وَضَعَ يَدَيْهِ بِفِطْنَةٍ» ( تك 48: 14 )، أو كما تُقرأ في العِبرية: ”جعل يداه تفهم“. لاحظ أنه مكتوب صراحةً أن ”إسرائيل“ هو الذي فعل هذا ( تك 48: 14 ): فكان الإنسان الجديد هو مَن يتصـرف، وليس الإنسان العتيق ”يعقوب“ «بِالإِيمَانِ ... بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ». حقًا لم يكن هذا يتفق مع العيان ولا المنطق. كان مِن المُستبعَد أن هذين الأميرين المصـريين الشابـين - لأنهما كانا هكذا بالفعل - يتركا مصـر أرض ميلادهما، ويهاجرا إلى كنعان! وكم كان مُستبعدًا أيضًا أن يصير كل منهما سبطًا منفصلاً. وكم هو من غير المُحتمل أن الأصغر يكون أعظم من الكبير مِن حيث الأهمية والعدد، ويصير «جُمْهُورًا مِنَ الأُمَمِ» ( تك 48: 19 ). كم كان مستحيلاً ليعقوب أن يتنبأ - بأي من الاستنتاجات البـشرية - أنه بعد قرون عديدة، سيكون أفرايم مُمثلاً لمملكة ”إسرائيل“ المُتميزة عن ”يهوذا“. لكنه قد سمع الله، وارتكن إلى كلمته، وآمن بحتمية تحقيق مواعيده. يا له من استعراض عظيم للإيمان! ربما ضعفت العيون الطبيعية أما رؤية الإيمان فكانت ثاقبة. وفي ضعف جسده، تكمَّلت قوة إيمانه. بعد أن بارك يعقوب ابني يوسف، التفت إلى أبيهم وقال: «هَا أَنَا أَمُوتُ، وَلَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ» ( تك 48: 21 ). كم كان هذا مُستبعدًا تمامًا! كان يوسف الآن مُستقرًا ومُتأسسًا كُليةً في مصر، لكن لم يَعُد يعقوب سائرًا بالعيان. وكانت ثقته شديدة، وتمسَّك بقوة بإيمان راسخ بوعود الله بأن نسله لا بد أن يدخل كنعان، وتحدَّث بقلب ملؤه اليقين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37735 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أمانة يوسف ![]() وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا.. مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ ( تكوين 39: 23 ) تبقى المركب مستقرة فى أسوأ العواصف لو كانت مِرساتها قوية. وقوة المِرساة لا يمكن أن تُعرَف إلا فى العاصفة! وهكذا فإن أمانة يوسف لمعَت بالأكثر وسط التحديات التي قابلته. تأمل كيف صَمَد صلبًا ثابتًا، ومتكلاً على الله في كل ظروفه، بدءًا من حياته الأُسرية. ولم تتغير صفات يوسف فى مصر فوثق به فوطيفار بعد وقت حتى إنه وكَّله على كل بيته (39: 6). ثم كان السجان هو ثاني مَن لاحظ هذه الأمانة، فدفع إلى يد يوسف جميع الأسرى، واعتمد عليه كُليةً، حتى إنه لم يكن يشغل نفسه البتة لينظر شيئًا مما فى يده (39: 23). وأخيرًا عندما قابل فرعون، لم يحتاج سوى زيارة سريعة، ليقتنع فرعون بأمانته وبصيرته، فكانت النتيجة أن جعله ثانيًا على كل أرض مصر من بعده (41: 37- 40). كم هو أمر صالح أن نبقى ثابتين ومُخلِصين فى الوقت الذى نواجه فيه تحديات مزعجة، لأن مِرساة رجاءنا ثابتة جدًا، لأنها تصل من قلوبنا إلى السماء عينها حيث الرب يسوع جالس لأجلنا ( عب 6: 19 - 20). لم تكن شهادة يوسف لامعة فى أحلك الظروف فحَسب، بل أيضًا كانت مُناقضة لتلك التي لإخوته المتمركزين حول ذواتهم. فنحن نقرأ فى تكوين37: 2 عن «نميمتهم الرديئة»، لكننا نقرأ أيضًا عن بعض الصفات الذميمة التي لإخوته الأربعة الأكبر، الذين كان يجب أن يكونوا أفضل أمثلة يُقتاد بها. فيروي لنا سفر التكوين 34 عن خداع كل من شمعون ولاوي وقسوتهما، عندما فكرا في أن يثأرا لشرف أختهما ( تك 49: 5 - 7). أما عن رأوبين الابن الأكبر، فقد سجل له الوحي فِعلته اللا أخلاقية في تكوين35: 22. وكذلك حياة أسرة يهوذا الدنسة المُبتذلة المذكورة فى تكوين 38. كان من الممكن أن يؤثر فشل إخوة يوسف فيه ليفشل مثلهم، وبلا شك أن الفرصة أتته ليُكرّر أخطاءهم مع امرأة فوطيفار، إلا أن نُبل أخلاقه وثباته لمع أكثر عندما وُضع فى المقابلة مع الخلفية القاتمة التي لعائلته. إن أمانة يوسف تشجعنا أن نستمر فى الثبات، وأن نحترص من الزَلل، حتى ولو وُجد بين إخوتنا وأخواتنا فى المسيح مَن يَبدون ساقطين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37736 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حنَّة وتسبيحها ![]() وكانت نبية، حنة بنت فنوئيل .. في تلك الساعة وقفت تُسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فِداءً في أورشليم ( لو 2: 36 - 38) «حنة» اسمها يعني ”نعمة“ وهي جزء من البقية الأمينة التي كانت تنتظر مجيء المسيا وأدركت أن إتمام المواعيد هو على مبدأ النعمة، وليس على مبدأ الاستحقاق. وكانت متقدمة في السن، وأرملة نحو أربع وثمانين سنة، ومن ضمن خمس أرامل ذكرهن لوقا في إنجيله، وهن علاوة على حنة (لو2)، أرملة صرفة صيدا (لو4)، أرملة نايين (لو7)، الأرملة التي لها خِصم في المدينة، التي ذُكرت في مَثَل قاضي الظلم (لو18)، ثم الأرملة المسكينة التي ألقت فلسين في الخزانة (لو21). لقد كرست حنة نفسها لخدمة الرب، فكانت «لا تفارق الهيكل، عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهارًا»، وكانت منتظرة إتمام الوعد بمجيء المسيا. وعلاوة على ذلك، فقد «وقفت تسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم»، أي أنها نشرت الأخبار السارة بمجيء المسيا بين شعبه. وتوصف حنة أنها «نبية» مثل النبيات الأخريات اللواتي ذكرهن الكتاب: مريم أخت هارون ( خر 15: 20 )، ودبورة ( قض 4: 4 )، وخَلدة ( 2مل 22: 14 )، وامرأة إشعياء ( إش 8: 3 )، وبنات فيلبس المبشر ( أع 21: 8 ). وكانت حنة من سبط أشير الذي يعني ”سعيد“ أو ”مبارك“، ويُقال عن هذا السبط «أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذَّات ملوك» ( تك 49: 20 )، وقد قدمت لذَّات لملك إسرائيل الرب يسوع المسيح، فنقرا أنها «في تلك الساعة وقفت تسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم». وإن كنا نرى في سمعان وهو يحمل الصبي يسوع على ذراعيه، صورة للمؤمن وهو يمسك بكل البركات والمواعيد العظمى والثمينة، فإننا نرى في حنَّة الشهادة بقوة الروح القدس للذين ينتظرون الفداء وللذين امتلكوه. من المرجح أن سمعان البار كان من سبط يهوذا الذي يعني اسمه ”حمد“ أو ”تسبيح“، وأما زكريا الكاهن فقد كان من سبط لاوي الذي يُقال عنه «يضعون بخورًا في أنفك ومُحرقات على مذبحك» ( تث 33: 10 )، وأما حنة فقد كانت من سبط أشير الذي يُقال عنه «أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذَّات ملوك» ( تك 49: 20 )، وها هم يقدمون التسبيح ويقدمون الخبز السمين لملك الملوك ورب الأرباب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37737 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غزالة في يافا ![]() وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا، الذي ترجمته غزالة. هذه كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها ( أع 9: 36 ) لم تكن طابيثا مجرد مؤمنة، لكنها كانت تلميذة رائعة. وقصد الروح القدس أن يقول عنها «تلميذة»، حيث أنها سلكت في حياتها سبيل التلمذة، وكانت متعلمة من معلمها وسيدها. وقد ترجمت أفكاره عمليًا في حياتها. وكتلميذة لم تكن أعظم من معلمها، بل اقتفت آثار ذاك الذي بذل نفسه وأسلم حياته لأجل الآخرين، وكان شعارها أن تقدم كل حياتها على مذبح التكريس. لقد أبغضت نفسها، ولم تبحث عن حقوقها، ولم تنشغل بنفسها، بل أنفقت كل ما عندها، عاملة بكل طاقتها لمنفعة الآخرين، وكانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كثيرة، مفتدية الوقت، عاملة نهارًا وليلاً. لم يسجل لها الكتاب أي عبارات أو أقوال، لكن الكتاب شهد أنها كانت كثيرة الأفعال. لقد كانت غزالة تعطي بسخاء لأن الذي اجتذبها إليه، هو نفسه مُعطٍ «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 ). فبما أنها كانت تعلم أنها لم تكن ملكًا لنفسها، وأن كل ما تمتلك لم يكن سوى وكالة من الرب الذي امتلكها لنفسه، أقول بما أنها علمت ذلك، فقد وضعت نفسها وممتلكاتها رهن إشارته وخدمته حسب إرادته. وحدث في تلك الأيام أن غزالة مرضت وماتت، وقصد الكتاب أن يقول أنها خدمت بكل ما عندها، من أموالها ومن أقمشة صنعت منها أقمصة، واستخدمت كل مواهبها في الخياطة صانعة للأرامل والمساكين ثيابًا وألبسة. لقد أنفقت كل ما عندها حتى أنها مرضت، وفي مرضها لم تتوقف عن عطائها، واشتد مرضها، لكنها استمرت تعطي باذلة آخر نسمة من حياتها إلى أن ماتت، فتم فيها ما قاله بولس عن نفسه «وأما أنا فبكل سرور أُنفِق وأُنفَق لأجل أنفسكم» ( 2كو 12: 15 ). وفي موتها تركت فراغًا كبيرًا لم يقدر القديسون في يافا أن يحتملوه، ورحيلها لم يقبلوه، فغسَّلوها ووضعوها في عُلية، واستدعو بطرس الذي عندما صلى أعاد الرب لها الحياة، وملأ فراغ قديسي يافا بها. وقديمًا قيل: «نفتالي، أيّلة مُسيَّبة يعطي أقوالاً حسنة» ( تك 49: 21 ). لكننا هنا أمام أيّلة (غزالة) مُسيّبة (متحررة من قيود الذات) أعطت وقدمت أعمالاً حسنة، ولا بد أن تظهر طابيثا أمام كرسي المسيح لتنال أجرة أتعابها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37738 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوسف .. جندي ثابت ![]() فمرَّرته ورَمته واضطهدته أرباب السهام. ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشدَّدت سواعد يديه. من يدي عزيز يعقوب، من هناك، من الراعي صخر إسرائيل ( تك 49: 23 ) إن صفة الثبات صفة نادرة وسط عالم يتميز بالتغيير والجري مع التيار. كذلك ليس كل من نَزل للحرب لديه القوة والثبات. والأصعب من ذلك أن يثبت جندي ما في معارك مستمرة، ليست أيامًا أو شهورًا، بل سنين طوال. فيوسف تميَّز بصفة الثبات كجندي في قلب المعارك. فقد هاجمته سهام حقد وحسد إخوته، أقرب الناس إليه، ورَمته مُجردًا من كل شيء، واضطُهد وظُلم، واتُهم بالخيانة، وما كان معه أحد ليدافع عنه، كان مُجردًا من كل سلاح. لكن رغم السهام التي رَمته، ورغم الظلم والاضطهاد، إلا أنه لم ينحنِ، لم يفشل، لم يتراجع إلى الوراء، لم يترك المعركة وموقف الأمانة، ولم يتسرب الخوف لقلبه لأنه كان خائفًا الله. وإن كان مُجردًا من كل شيء، لكنه في الوقت ذاته شعر أنه معه أعظم شيء. لذلك ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه، من يدي عزيز يعقوب، من هناك، من الراعي صخر إسرائيل. لم يستخدم يوسف المقاومة، ولم يرفع سيفًا ضد مُضطهديه، ومع كثرة طعنات سهام المكر والخداع، إلا أنه نسيَ ما هو وراء، ونظر في ثبات إلى ما هو قدام. كان هدفه أقوى من أن يفشل بالآلام الحاضرة، بل كانت عيناه ناظرتين إلى هدف أمجد. كانت يداه تُمسكان بقوة، وكان سهمه مُصوَّبـًا نحو هدف أبعد، لذلك كُتب عنه أنه ثبتت بمتانة قوسه، وليس ترسه ـ أي تمسَّك بالهدف ولم ينشغل بالدفاع. لم ينتقم لنفسه، بل أعطى وسلَّم لمن له النقمة، والذي عنده المُجازاة. فشدد الرب سواعد يديه الضعيفتين، ونال قوة من الراعي صخر إسرائيل، إله المواعيد ومُشدد الضعيف، وعرف أن الرب له خير مُعين. كانت يدا الرب تُمسكان بيدي يوسف، وعلى قدر استشعار يوسف بضعفه، كانت تحل عليه قوة المسيح. وكلما ارتخت يداه، شعر من جديد بيدي القدير مُشددة سواعد يديه. لقد استطاع يوسف أن يقهر كل الظروف، ويطفئ جميع السهام المُلتهبة ضده، ولم تستطع تلك الظروف أو تلك السهام أن تقهره أو تغلبه، لأن الذي كان معه أقوى من كل الذين كانوا عليه، فثبتت بمتانةٍ قوسه وتشددت سواعد يديه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37739 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأذرع الأبدية ![]() الإِلهُ القَدِيمُ مَلجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ ( تثنية 33: 27 ) «الإِله القدِيم» ... هو اسم يدعونا لننظر إلى الماضي ونتأمل كيف كان الله مع الجيل السابق وما قبله. أَ ليس هذا ما قاله موسى نفسه: «يا رب، ملجأ كنتَ لنا في دور فدورٍ. من قبل أن تولد الجبال، أو أبدأتَ الأرض والمسكونة، منذ الأزل إلى الأبد أنت الله» ( مز 90: 1 ، 2). أَوَ ليس هذا ما ذكره يعقوب أبو الأسباط: «الله الذي سار أمامه أبوايَ إبراهيم وإسحاق، الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» ( تك 48: 15 ). هذا هو «الإله القديم». ولكن ماذا بالنسبة للمستقبل وتحدياته؟ وماذا بالنسبة للحاضر وتعقيداته؟ ربما يجتاز أحدنا في تجارب، ربما ينتابه الضعف، ربما نفس أحدنا منحنية تحت ثقل الأحزان. فهل من علاج؟ الإجابة: «الأذرع الأبدية من تحت». ويا لها من إجابة تملأ قلب القديس بالثقة! لا يوجد شيء مهما صغر في حياتي لا يعرفه الآب العليم الرحيم، ولا شيء أكبر من طاقة الله الخبير القدير، ولا شيء أبعد من متناول «الأذرع الأبدية». ليس فقط أذرع الملائكة المقتدرين قوة؛ كل الملائكة جميعًا الذين وعد الرب بأن يوصيهم من جهتنا «لأنه يوصي ملائكته بكَ لكي يحفظوكَ في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تُصدم بحجر رجلَك» ( مز 91: 11 )، بل أذرع رب الملائكة نفسه، الراعي العظيم الذي بذراعه يجمع الحملان الصغيرة، والذي قاس السماوات بالشبر ( إش 40: 11 ، 12). لهذا فبوسعك أيها العزيز أن تطرح كل أحمالك على إلهك المُحبّ. وإن كنت لا تقدر أن تطرحها لأنها ملازمة لك ملازمة الشوكة في الجسد، فاعلم أنك أنت ومشكلتك محمولين على الأذرع الأبدية. اسمعه يقول لك: «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَلُ» ( 2كو 12: 9 ). وإذ ذاك تتشدد سواعد يديك رغم التجارب المريرة؛ تتشدد من هناك «من يدي عزيز يعقوب، من هناك، من الراعي صخر إسرائيل، من إله أبيكَ الذي يُعينك، ومن القادر على كل شيء الذي يباركك» ( تك 49: 24 ، 25). أيها الحبيب إن الإله القديم هو الله الذي بدأ معنا الرحلة ”من أول يوم إلى الآن“، وهو مُمسك بنا يومًا فيومًا، مُمسك إيانا بالأذرع الأبدية حتى نصل إلى عتبات الأبدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37740 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأثير الموت ![]() «لَعَلَّ يُوسُفَ يَضْطَهِدُنَا وَيَرُدُّ عَلَيْنَا جَمِيعَ الشَّرِّ الَّذِي صَنَعْنَا بِهِ» ( تكوين 50: 15 ) عندما مات يعقوب، «أَمَرَ يُوسُفُ عَبِيدَهُ الأَطِبَّاءَ أَنْ يُحَنِّطُوا أَبَاهُ». ولمدة أربعين يومًا كان يرقد أمامهم ميتًا ( تك 50: 2 ). إن مشهد الموت له رهبته، ومنظر جثة الأب الشيخ لمدة أربعين يومًا قد حرَّك ضمائر أولاده العشرة ليتذكَّروا خطيتهم التي اقترفوها منذ قرابة أربعين سنة، ولم يعترفوا بها اعترافًا صريحًا حتى الآن، عندما باعوا يوسف إلى مصر، وخدعوا أباهم. إن الموت حقيقة لا تُنْكَر، وبالنسبة للإنسان البعيد عن الله هو أكبر كارثة، وأقوى صدمة تهز الضمير في الأعماق، وتُحرِّك كل المواجع القديمة. وأمام هذا المشهد يشعر الإنسان بضآلته، وبتفاهة كل شيء في الحياة. سيدرك أن الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس. وسيدرك أنه ذاهب إلى بيته الأبدي، وأن الحياة، مهما طالت هنا، فهي قصيرة جدًا بالقياس مع الأبدية. لقد مَثَلَ الأولاد أمام جثمان الأب وجهًا لوجه لمدة أربعين يومًا (ع2)، وكانت فترة طويلة جدًا وكافية لمراجعة النفس. ونحن نتذكَّر أرملة صرفة صيدون عندما مات ابنها الوحيد، كيف صرخت في وجه إيليا قائلة: «مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللَّهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟» (1مل17). فالموت قد حرَّك الخطية الكامنة في الأعماق. وهذا ما حدث هنا مع إخوة يوسف، وما يحدث مع كثيرين عندما يواجهون هذه الحقيقة المؤلمة، حقيقة الموت. إنه تدريب لفحص النفس، واستحضار كل الخطايا التي ارتُكبت في الماضي، والاعتراف بها والتوبة أمام الله بكل تواضع وانكسار. وهذا ما يهدئ روع الضمير، ويمنح النفس السلام. فبعدما رجع إخوة يوسف من دفن أبيهم، وكانت ضمائرهم تُبكِّتهم، أرسلوا رسالة إلى يوسف قائلين: «أَبُوكَ أَوْصَى قَبْلَ مَوْتِهِ قَائِلاً: ... آهِ! اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ إِخْوَتِكَ وَخَطِيَّتِهِمْ، فَإِنَّهُمْ صَنَعُوا بِكَ شَرًّا» (ع16، 17). فالإقرار والاعتراف هو أساس راحة الضمير. وهكذا قال لهم يوسف: «لاَ تَخَافُوا ... لاَ تَخَافُوا ... فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ» (ع19-21). |
||||