![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37721 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لغة المحبة «كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ.![]() أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ» ( تكوين 45: 28 ) لم يكن الإيمان فقط هو الذي عمل في قلب يعقوب بل أيضًا المحبة التي ظهرت في شوقه لرؤية يوسف «أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ»؛ هذه هي لغة المحبة التي لا يُشبعها شيء إلا شخص المحبوب ذاته. فالقلب الذي ربحته نعمة المسيح لا يمكن له أن يشبع وهو عن بُعد. إن برهان المحبة هو الرغبة في البقاء في صُحبة الشخص المحبوب. هل نكتفي بالقول: “إننا سنراه عندما يأتي أو عندما نموت” أم نقول كإسرائيل «أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». هل عرفت معنى الاشتياق لرؤية الرب وصُحبته، واختبرت فرح الوجود في حضرته من الآن؟ ولكي يصل إسرائيل إلى يوسف، كان عليه أن يبدأ رحلته ( تك 46: 1 )، وكان عليه أن يترك الساحة التي ارتبط بها وجدانه الطبيعي، وهكذا أيضًا إذا أردنا أن نصل إلى المسيح حيث هو، يجب علينا أن ننسى كل ما وراء ونمتد إلى ما هو قدام. وهكذا أتى إسرائيل إلى الأرض الجديدة: أرض جاسان. وهناك تقابل مع ابنه يوسف «فَشَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِاسْتِقْبَالِ إِسْرَائِيلَ أَبِيهِ» ( تك 46: 29 ). فإذا كان إسرائيل قد اشتاق لرؤية ابنه والوجود معه، فإن يوسف من جانبه سُرًّ أن يُظهر نفسه لإسرائيل. وهكذا نحن أيضًا عندما يكون لنا الشوق للشركة مع المسيح، نجد أن المسيح أيضًا يُسرّ بأن يُظهر ذاته. هل طلبنا مثل ما طلب التلميذان المذكوران في يوحنا1 أن نعرف أين يمكث المسيح؟ إذا فعلنا ذلك فهو سيرحب بنا بمثل كلمات النعمة التي قالها: «تَعَالَيَا وَانْظُرَا». بعد ذلك استطاع إسرائيل أن يقول ليوسف: «أَمُوتُ الْآنَ بَعْدَ مَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ أَنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ» (ع30). فالرجل الذي كان يخشى القبر، لم يصبح عنده الآن أي خوف من الموت؛ لأن يوسف حيٌّ. ونحن إذ ننظر إلى المسيح المُقام، ونتفرَّس في وجهه، ونعرف محبته، لا يكون عندنا أدنى خوف من الموت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37722 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوسف ومحبة أبيه ![]() «وأمَّا إسرائيل فأحَبَّ يوسف ... فصنع له قميصًا ملونــًا» ( تكوين 37: 3 ) كان يوسف ابن شيخوخة يعقوب؛ ابن راحيل المحبوبة التي ظلت عاقرًا لمدة طويلة، وماتت عند ولادة بنيامين. وكان ذلك بمثابة جُرح أليم في قلب يعقوب، الذي انتقل كل حُبه بعد ذلك إلى يوسف وبنيامين. وما أسعد الأطفال الذين يكبرون وهم مُحَاطون بجو المحبة الذي يُمكِّنهم أن يتفتحوا فيه، وكل حياتهم تتَّسم به. ونرى أي مودَّة كانت ليوسف بالمقابل نحو أبيه، بعد ذلك بعدَّة سنين، عندما استعلَم بقلق من إخوته ـ الذين لم يكن قد أعلن ذاته لهم بعد ـ عن مصير أبيهم الشيخ الذي كلَّموه عنه؛ هل لا يزال حيًا؟ وكيف حاله؟ ( تك 43: 27 ). ويا للمشهد المؤثر عندما تلاقى يوسف ويعقوب أخيرًا، وبكيا الواحد على عنق الآخر ( تك 46: 29 )! وكعلامة على محبته الخاصة، أعطى يعقوب ليوسف القميص المُلوَّن. ويبدو أنه كان نصيب الوارث الذي له حق البكورية، الأمر الذي سبب بغضًا مُتزايدًا لدى إخوته. لقد فقدَ رأُوبين حق البكورية هذا بسبب سلوكه الشرير ( تك 35: 22 ؛ 1أخ5: 1)، وانتقلت هذه البكورية إلى يوسف ( 1أخ 5: 2 ). وقد أكد يعقوب ليوسف ذلك وهو على فراش الموت ( تك 48: 5 ). وبذلك أصبح ليوسف نصيب مُضاعف في كنعان؛ فحصل كل واحد من بني يعقوب نصيبًا كرئيس سبط، أما أفرايم ومنسى ابني يوسف، فحصلا كل واحد على نصيب، وبذلك كان نصيب يوسف أبيهم مضاعفًا. يا له من رمز جميل في هذه المحبة العميقة التي كانت تجمع يعقوب ويوسف! ألا نرى فيها محبة الآب الذي يُحب الابن؟ نحن نجد أربع مرات، في إنجيل يوحنا، الكلام عن هذه المحبة: (1) محبة لا بداية لها: «لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم» ( يو 17: 24 ). (2) محبة الآب للابن في حياته هنا على الأرض: «الآب يُحب الابن ويُريه جميع ما هو يَعمَلُهُ» ( يو 5: 20 ). (3) محبة خاصة جدًا لأن الابن يضع نفسه؛ أي حياته «لهذا يُحبُّني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا» ( يو 10: 17 ). (4) وأخيرًا محبة تضع كل شيء بين يديه «الآب يُحب الابن وقد دفعَ كل شيء في يدهِ» ( يو 3: 35 ). لقد انطفأت محبة يعقوب ليوسف عند موت الأب الشيخ ( تك 46: 30 ؛ 50: 1)، ولكن محبة الآب للابن؛ المحبة الأزلية الأبدية، التي لا يُسبر غورها، تبقى إلى الأبد بكل ما ينتج عنها. أعطاهم العجلات الملَكية التي تحملهم وتصحَبهم في الرحلة، وفي الوقت نفسه تحمل الدليل على أن يوسف حي بعد ومتسلِّط على كل أرض مصر. إنها ترمز للروح القدس الذي يشهد للمسيح المُمجَّد. وأعطاهم حُلل ثياب وهي صورة للبر العملي. كذلك أعطاهم زادًا للطريق، وهو صورة لكلمة الله التي نتغذى بها في رحلتنا نحو السماء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37723 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوسف حيٌّ بعد ![]() يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ، وَهُوَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ( تكوين 45: 26 ) رجع أولاد يعقوب من مصر سالمين ومعهم شمعون وبنيامين، وكان هذا أقصى ما يرجوه يعقوب ويتوقعه من الله القدير. لكنهم رجعوا وهم يحملون خبرًا سارًا لم يحلم به يعقوب. رجعوا بعجلات مَلَكية من أرض مصر، وانطلقوا يُخبرونه قائلين: «يوسف حيٌ بعد، وهو متسلِّط على كل أرض مصر». وكيف استقبل يعقوب هذه المفاجأة المُذهلة بعد حرمان طال لمدة 22 سنة من ابنه المحبوب؟ لقد خارَ قلبه، ولم يصدِّقهم، إذ كان الخبر أكبر من طاقة استيعابه، وكأنه يستقبل شخصًا قد أُقيم من الموت. لكنهم أخبروه بكل كلام يوسف الذي قاله لهم، وأبصر العجلات المَلَكية التي أرسلها يوسف لتحمله إلى مصر، وعندئذٍ تأكَّد من الخبر، وغمرته الفرحة: «فعاشت روح يعقوب أبيهم. فقال إسرائيل: كفى! يوسف ابني حيٌ بعد. أذهب واراهُ قبل أن أموت» ( تك 45: 27 ، 28). لقد عاشت روحه وانتعشت، بعد أن انسحقت وتحطَّمت. ومن الجميل أن نتحوَّل من الرمز إلى الحقيقة لنرى يوسف المُرفَّع والمُمَجَّد، الذي يُكلِّمنا عن المسيح كمَنْ أُقيم مِنَ الأموات، وجلس في يمين العظمة في الأعالي، مُكلَّلاً بالمجد والكرامة، وقد دُفِع إليهِ كل سلطان. لقد أرسل يوسف العجلات المَلَكية إلى أبيهِ في أرض كنعان، وكانت هي البرهان الذي يؤكِّد أن يوسف حيٌّ ومُمجَّدٌ في مصر. وهي ترمز للروح القدس الذي نزل من السماء إلى الأرض ليُعلِن أن المسيح حيٌّ ومُمجَّدٌ فوق جميع السماوات، إذ رفَّعه الله فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى. وهذه الحقيقة المجيدة تُنعش أرواح المؤمنين، كما انتعشت روح يعقوب. كان لقاء يعقوب بيوسف حارًا ومليئًا بالعواطف الجيَّاشة، وكان يُمثِّل قمة آمال وسرور يعقوب بعد الحرمان الطويل. وما كانت المكانة العالية ليوسف في مصر تُضعِف من المحبة التي كانت تربط الابن بأبيه في أرض كنعان، رغم سنوات الافتراق. في البداية قال يعقوب: «أذهب وأراهُ قبل أن أموت»، وعندما رآه بكى على عُنقهِ زمانًا، وقال: «أموت الآن بعدما رأيتُ وجهكَ أنك حيٌ بعد» ( تك 46: 30 ). فقد كان هذا كل الرجاء بالنسبة له. ويحلو لنا مرة أخرى أن نتحوَّل من الرمز إلى الحقيقة، ونمتحن أنفسنا: هل لنا هذه الأشواق والعواطف الجيَّاشة نحو يوسفنا الحقيقي، شخص الرب يسوع المسيح؟ هل نتوق إلى رؤياه بالعيان ويزداد حنيننا إليه؟ هل هو لنا كل الرجاء الذي ننتظره الليل والنهار؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37724 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أصعَدُ وأُخبِرُ ![]() ثم قال يوسف لإخوته ولبيت أبيه: أصعدُ وأُخبر فرعون وأقول له: إخوتي وبيت أبي ... جاءوا إليَّ ( تك 46: 31 ) عد اجتياز يوسف الآلام، رفَّعه فرعون، وجعله سيدًا على كل أرض مصر، بل ومصدر كل عطاء ( تك 41: 41 - 44)، وفي هذا إشارة إلى «الآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها» ( 1بط 1: 11 )، فبعد إكمال الرب عمل الفداء على الصليب، «رفَّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم» ( في 2: 9 ). أتى إخوة يوسف وبيت أبيه إليه، فأخبرهم قائلاً: «أصعَدُ وأُخبرُ فرعون» ( تك 46: 31 )، فهو يصعد نظرًا لمكانته ومقامه لدى فرعون، وهذا يذكّرنا بقول الرب لمريم المجدلية: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعدُ إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» ( يو 20: 17 )، فنجد أن الرب قد صعد لكماله الشخصي لأنه «قدوس بلا شر ولا دنس» ( عب 7: 26 )، وأيضًا لكمال عمله على الصليب إذ «قال: قد أُكمل» ( يو 19: 30 ). لقد قال عنه بطرس: «الذي ينبغي أن السماء تقبله» ( أع 3: 21 )، ولهذا فقد «اجتاز السماوات» ( عب 4: 14 ). ونتساءل، لماذا صعد يوسف إلى فرعون؟ والإجابة ليُخبره قائلاً: «إخوتي وبيت أبي .. جاءوا إليَّ» ( تك 46: 31 )، وهكذا صعد الرب إلى السماء ليُخبر الآب عنا، فهو «كابنٍ على بيته. وبيته نحن» ( عب 3: 16 ). ثم قال يوسف لإخوته «إذا دعاكم فرعون» ( تك 46: 33 )، فإن كان يوسف قد صعد لفرعون، لكن إخوته كانوا يحتاجون إلى دعوة، ليَمثُلوا في حضرة الملك، وذلك في استحقاق يوسف، وليس في استحقاقهم الشخصي، حيث إنهم غرباء عن فرعون. ولكن بسبب ارتباطهم بيوسف صار لهم مكان، ليس في مصر فقط، بل في قصر فرعون أيضًا. وكذلك نحن، فقد وجّه الله لنا دعوة، ليس لاستحقاقنا الشخصي، ولا لشيء فينا، بل في استحقاق الرب، عندما أتينا إليه بالإيمان، وارتبطنا به كإخوته، إذ إن دعوتنا تُسمى «دعوة الله العُليا في المسيح يسوع» ( في 3: 14 ). صعد يوسف إلى فرعون. وكان محور الحديث بينهما هو عن إخوة يوسف، إذ «أتى يوسف وأخبر فرعون وقال: أبي وإخوتي .. جاءوا»، وأيضًا «كلَّم فرعون يوسف قائلاً: أبوك وإخوتك جاءوا إليك» ( تك 47: 1 ، 5)، فنرى أن يوسف هو الذي ربط إخوته بفرعون، هكذا نحن أيضًا قد ارتبطنا بالآب نتيجة ارتباطنا بشخص المسيح، فيا له من امتياز صار لنا! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37725 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حياتك قصيرة .. اصرفها بحرص ![]() إحصاء أيامنا هكذا علِّمنا فنؤتى قلب حكمة ( مز 90: 12 ) إننا لنا حياة واحدة قصيرة نحياها، وعندما تنتهي هذه الحياة لن تعود، ولذلك يجب أن نصرفها بحرص! فلو كان لنا عشر حيوات، لربما أمكننا أن نصرف واحدة منها في اللهو واللعب والعبث والمسرات، واصطناع الثروات. ولكن تذكَّر ـ عزيزي القارئ ـ أن لك حياة واحدة تحياها، وأن هذه الحياة قصيرة جدًا، والحياة في قِصَرها، مُشبّهة في الكتاب المقدس: (1) بالعُشب الذي عمره قصير الأجل جدًا ( مز 90: 5 ). (2) بزهر العُشب الذي ينحسم (يُقطع) ويذبل وسرعان ما يفنى جماله ( يع 1: 10 ، 11) (3) كقصة تُحكى ( مز 90: 9 )، وقصة حياتنا قصيرة وتنتهي روايتها بسرعة. (4) وكخيال عابرٍ ( مز 39: 6 ، 73: 20). (5) كغثاء (قشة عائمة) على وجه الماء ( هو 10: 7 ). (6) وكبخار يضمحل سريعًا ( يع 4: 14 ). (7) وكحُلم عند التيقظ ( مز 73: 20 ). وعندما يستيقظ الناس في الأبدية، كم ستكون اليقظة مُخيفة بالنسبة للذين قضوا حياتهم في نوم روحي مُنغمسين في التمتع بالمسرات العالمية، يحلمون بالسعادة الدنيوية. (8) كالريح العابرة التي تذهب ولا تعود ( أي 7: 7 ؛ مز39: 5). (9) كالعدّاء المُسرع الذي يركض حاملاً الأخبار ( أي 9: 25 ). (10) كالظل المائل العابر الذي يسير بسرعة، وسرعان ما يضيع في ظلام الليل ( 1أخ 29: 15 ؛ مز102: 11). (11) كالسحاب الذي يضمحل ويزول ( أي 7: 9 ) (12) كالوشيعة أو مكوك النسّاج ( أي 7: 6 )، الذي يُسرع في الانتقال من هذا الجانب من النول إلى الجانب الآخر في لمح البصر، إلى أن ينتهي الخيط الذي يحمله ( إش 38: 12 ). (13) أشبار ( مز 39: 5 ). (14) شهور محدودة ( أي 14: 5 )، بل أيام قليلة ( تك 47: 9 ؛ مز90: 9؛ أي7: 6، 14: 1). عزيزي .. إن الحياة هي أثمن وأعز ما يمتلكه الإنسان، إلا أنها قصيرة مهما طال زمانها. والحياة القصيرة يجب أن تُصرف بحكمة. فلا تكتفِ بإنفاق الوقت، بل استثمره أحسن استثمار. استثمره في ما يخص الأبدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37726 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يَضْحَكُ
![]() يَضْحَكُ عَلَى جُمْهُورِ الْقَرْيَة. لاَ يَسْمَعُ زَجْرَ السَّائِقِ ( أيوب 39: 7 ) هذه العبارة هي ضمن العبارات الذهبية، التي أدلى بها الربُّ نفسُهُ وهو يتكلَّم إلى عبدِهِ المُبْتَلَى أيوب. وبالفعل هي ذهبية، فلقد وَعَدَ أليهو أيوبَ في ختامِ حديثهِ، وقبل حديثِ الربِّ مباشرةً: «من الشمال يأتي ذهبٌ. عند الله جلال مُرهبٌ» ( أي 37: 22 ). وبدءًا من أيوب 38: 39 وحتى أيوب 39: 30 نجد سباعيةً، ساقها الربُّ ضمن حديثهِ عن عالمِ الحيوان، تبرِزُ دروسًا مُبَسَّطةً، تشرح شيئًا عن سياسةِ اللهِ وصفاتِهِ المتناغمة حتى في إدارتِهِ لعالمِ الخلائقِ غيرِ العاقلةِ، فكم بالأحرَى معنا، الذين «أفضل من عصافير كثيرة!» ( مت 10: 31 ). في هذه السباعية، وَرَدت كلمة ”الضَحِك“ ثلاث مراتٍ ( أي 39: 7 ، 18، 22)، ومِن كُلٍ منها نتعلَّم درسًا عمليًا هامًا. ولكنني سأقِفُ تحديدًا على كلمةِ ”يضحكُ“ في الآيةِ المذكورةِ أعلاه. في هذه الآية، نقرأ عن الفراءِ أي الحمار الوحشي، وهذا المخلوق، فكَّ اللهُ رُبُطَهُ أي أطلَقَهُ حُرًا. والحمار الوحشي هذا، لا يقتات على اللحوم لكنَّ الخُضرةَ هي طعامُه الأساسي، كُنَّا نظنُه يهرَعُ إلى القرى، مُرتجيًا فلاَّحيها، بحثًا عن الخضرةِ، ولكننا نقرأ العكسَ تمامًا: «الذي جعلت البرية بيته والسباخ (الأرض البور) مسكَنَهُ. يضحَكُ (لا يعتَّد) على جمهور القرية. لا يسمع زَجر السائق. دائرة الجبال مَرعَاه، وعلى كل خضرةٍ يفتش» ( أي 39: 6 -8). وكلمة ”يضحَكُ“، هى ليست حرفية، لأن الحمارَ لا يضحك، ولكنها تعني عدم الاكتراث بل وعدم الرغبة في ضوضاء القرية. أخي المؤمن، هل أدرَكْنا أن الأرض بكلِّ ما تحمِلَهُ مِن خضرةٍ وبكلِّ ما تُعلِنُه مِن حضارةٍ هي ليست سوى بلقَعٍ؟ أ لم يضحكْ يعقوبُ الوقور، أقصدُ لم يَعْتَدّ بكلِّ ما حَمَلَهُ قصرُ فرعون مِن حضارةٍ ورفاهيةٍ، وكأنَّ عينيه الذابلتين، لم يدلفْ إليها نورُ ولا بريقُ هذه الحياة الزائلة مرةً جديدة، كذا أياديه المرتعشة لم تُمسِك بها؟ أ لم يصمم على خلاصةِ الفاهمين: «أيامُ سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة ورَديَّة» ( تك 47: 9 )؟ فها الحمارُ الوحشي يضحك على جمهور القرية، ويعقوب يضحكُ على قصرِ فرعون، وها موسى يأباه، وبولس يحسبُها نفاية، فهيا نحن أيضًا نضحَكُ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37727 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوسف حيٌّ ![]() «فَقَالَ إسْرَائِيلُ: كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ. أذهَبُ وَأرَاهُ قَبلَ أنْ أمُوتَ» ( تكوين 45: 28 ) عندما رجع بنو يعقوب من مصر، جاءوا ومعهم رواية غريبة عن يوسف أنه ما زال حيًا، بل وحاكمًا ومُتسلطًا على كل أرض مصـر. ولا عجَب إن كان يعقوب رفض تصديق بَنيه للوهلَة الأولى، إذ كانت الأخبار تفوق الخيال حتى لم يكن من السهل تصديقها، لكننا نقرأ «ثُمَّ كَلَّمُوهُ بِكُلِّ كَلامِ يُوسُفَ ... وَأبْصَرَ العَجَلاتِ الَّتِي أرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَحْمِلَهُ ... فَقَالَ اسْرَائِيلُ: كَفَى! ... أذْهَبُ وَأرَاهُ قَبْلَ أن أمُوتَ» ( تك 45: 27 ، 28). ومن الجدير أن نلاحظ التحوُّل ههنا من الاسم ”يعقوب“ إلى الاسم ”إسرائيل“ ولا سيما عندما ننتقل إلى العدد التالي؛ «فَارْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَأتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعَ، وَذَبَحَ ذَبَائِحَ لإِلَهِ أبِيهِ إِسْحَاقَ» ( تك 46: 1 ). إذًا فأول ما سُجِّـل عن يعقوب بعد بدء رحلته الطويلة إلى مصر، هو تقديم ذبائح لله. لقد علَّمتهُ السنوات الطوال من التدريب في مدرسة الخبرة أخيرًا، أن يضع الله أولاً؛ فقبل أن يتقدَّم ليذهب ويرى ابنه يوسف، نراه يتأنى ليسجد لإله أبيه إسحاق! «فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ ... فَقَالَ: أَنَا اللهُ، إِلَهُ أبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. أنَا أنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيضًا. وَيَضَعُ يُوسُفُ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْكَ» ( تك 46: 2 -4). وإذ وصل إلى مصـر، واجتمع شَملُه مع يوسف، أُدخل البطريرك الشيخ إلى فرعون «ثُمَّ أدْخَلَ يُوسُفُ يَعْقُوبَ أبَاهُ وَأوْقَفَهُ أمَامَ فِرْعَوْنَ. وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ» ( تك 47: 7 ). وقف البطريرك المُسِّن الضعيف أمام ملك أقوى وأعظم إمبراطوريات العالم. وأي كرامة تُميز يعقوب الآن! أي تباين بين ذلك اليوم وبين اليوم الذي سجدَ فيه سبع مرات أمام عيسو! فلا تذلُّل ولا تملُّق هنا. لا أثر هنا للمذلة والمسكَنة. إنه يقف أمام فرعون كابن لله؛ ابن ملك الملوك، وكسفير لله العَلي. وبالرغم من كون السجِّل مختصرًا، لكن ما أوسع نطاق ما يمكن أن يُقال عندما نتذكَّر أن «بِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَصْغَرُ يُبَارَكُ مِنْ الأَكْبَرِ» ( عب 7: 7 ). ولاحظ أيضًا «فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: أيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً» ( تك 47: 9 ). أخيرًا تعلَّم يعقوب أن بيته وموطنه ليس هنا، وأنه ليس إلا غريبًا ونزيلاً في الأرض. إنه يرى الآن الحياة مُجرَّد رحلة، لها نقطة بداية وهدف؛ نقطة البداية هي الخلاص والتغيير، والهدف هو المجد الأبدي السماوي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37728 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إِحصاء أَيَّامِنا‬ ![]() إحصاء أيامنا هكذا علِّمنا فنؤتى قلب حكمة ( مز 90: 12 ) في قسم الحلويات، بسوبر ماركت كبير، تنقَّل صبيٌّ، مُتحيّرًا ومُتردِّدًا، من فاترينة إلى فاترينة، محاولاً أن يُقرِّر ماذا يشتري. وإذ تعبت أُمه من الانتظار نادته قائلة: يا ابني عجِّل واصرف نقودك! يجب أن نذهب. فأجاب الصغير باهتمام شديد: ولكن يا أُمّاه ليس معي إلا جنيهًا واحدًا، لذلك يجب أن أصرفه بحرص!‬ ‫ ولقد أعجبني رد الصبي الحكيم، وتذكَّرت أننا نحن أيضًا لنا حياةٌ واحدةٌ قصيرةٌ نحياها، وعندما تنتهي هذه الحياة لن تعود، ولذلك يجب أن نصـرفها بحرص! فلو كان لنا عشـر حيوات، لربما أمكننا أن نصـرف واحدةً منها في اللهو واللعب، والعبَث والمسـرَّات، واصطناع الثروات. ولكن تذكَّر - عزيزي القارئ - أن لك حياة واحدة تحياها، وأن هذه الحياة قصيرة جدًا. والحياة في قِصـرها، مُشبَّهة في الكتاب المقدس: (1) بالعُشب الذي عمره قصير الأجل جدًا ( مز 90: 5 ). (2) بزهر العشب الذي ينحسم (يُقطع) ويذبل وسرعان ما يفنى جماله ( يع 1: 10 ،11). (3) كقِصة تُحكى ( مز 90: 9 )، وقصة حياتنا قصيرة وتنتهي روايتها بسـرعة. (4) وكخيالٍ عابرٍ ( مز 39: 6 هو 10: 7 ). (5) كغُثاءٍ على وجه الماء (قشةٍ عائمةٍ) ( يع 4: 14 ). (6) وكبخارٍ يضمحل سريعًا ( مز 73: 20 ). (7) وكحُلم عند التيقظ ( أي 7: 7 ). وعندما يستيقظ الناس في الأبدية، كم ستكون اليقظة مُخيفة بالنسبة للذين قضوا حياتهم في نوم روحي، منغمسين في التمتع بالمسـرَّات العالمية، يحلمون بالسعادة الدنيوية. (8) كالريح العابرة التي تذهب ولا تعود ( أي 9: 25 1أخ 29: 15 أي 7: 9 ). (9) كالعدّاء المُسـرع الذي يركض حاملاً الأخبار ( أي 7: 6 ). (10) كالظل المائل العابر الذي يسير بسـرعة، وسرعان ما يضيع في ظلام الليل ( إش 38: 12 مز 39: 5 ). (11) كالسَّحاب الذي يضمحل ويزول ( أي 14: 5 ). (12) كالوشيعة أو مكوك النسّاج ( تك 47: 9 )، الذي يُسـرع في الانتقال من هذا الجانب من النول إلى الجانب الآخر في لمح البصـر، إلى أن ينتهي الخيط الذي يحمله وعندئذ «من النَّولِ يَقطَعُني» (إش38: 12). (13) أشبار (مز39: 5). (14) شهور محدودة (أي14: 5)، بل أيام قليلة (تك47: 9؛ أيوب7: 6؛ 14: 1؛ مز90: 9).‬ ‫ عزيزي: إن الحياة هي أثمن وأعز ما يمتلكه الإنسان، إلا أنها قصيرة مهما طالت. والحياة القصيرة يجب أن تُصـرف بحكمة. فلا تكتف بإنفاق الوقت، بل استثمره أحسن استثمار؛ فيما يخص الأبدية.‬ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37729 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مكان المجد (1) ![]() فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر وفي أرض كنعان بالقمح الذي اشتروا... فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون ( تك 47: 14 ، 20) يلفت نظرنا طريقة تصرف يوسف في مركز المجد والسلطة التي دُفعت إليه. ونحن نتأمل في سلطانه الفائق نلاحظ ثلاث حقائق هامة: أولاً: استخدم يوسف مكان الصدارة الذي صار له لكي يُخضع كل شيء لسلطانه، فجمع كل ثروة مصر في يديه «فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر وفي أرض كنعان» (ع14). ولما نفدت الفضة استولى يوسف على المواشي إذ قال للمصريين: «هاتوا مواشيكم ... فجاءوا بمواشيهم إلى يوسف» (ع15- 17). وإذ فرغت الفضة ومواشي الغنم قالوا له: لم يبق إلا «أجسادنا وأرضنا» ثم أضافوا قائلين: «اشترنا وأرضنا بالخبز» وهكذا نقرأ: «فاشترى يوسف كل أرض مصر» (ع20). وهكذا أصبح الكل تحت يد يوسف: الفضة والمواشي والأرض، وفي النهاية الشعب نفسه. وبعيدًا عن المعنى الرمزي، يبقى هذا الحَدَث التاريخي منقطع النظير في تاريخ العالم كله. لقد طالب كثير من الحكام شعوبهم بمطالب قاسية، ولكن لم يجرؤ أحد أن يدّعي مطالب أو حقوقًا لنفسه كتلك التي كانت ليوسف. علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين فرضوا مطالب قاسية على رعاياهم، لم يستطعوا أن يحصلوا على مطالبهم بالحُسنى، وكانت محاولتهم لتنفيذ هذه المطالب دائمًا ما تؤدي للثورة، ولكن يوسف، بالرغم من مطالبه التي لم يكن لها مثيل، فإنه استطاع تنفيذها دون أن يعلو صوت واحد بالرفض أو المعارضة. الحقيقة العُظمى الثانية هي أن كل مطالب يوسف كانت لفرعون. فإذ جمع يوسف كل الفضة نقرأ «جاء يوسف بالفضة إلى بيت فرعون» (ع14). وأيضًا إذ أصبحت الأرض تحت يديه فإننا نقرأ أنه «اشترى كل أرض مصر لفرعون» (ع20). وهكذا أيضًا بالنسبة للشعب يقول يوسف: «إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون». فلم يستخدم يوسف السلطان الذي له لصالحه، ولكن استخدمه لمجد فرعون. وأخيرًا، يلفت نظرنا حقيقة ثالثة هامة، وهي أنه إذا كان يوسف قد استخدم سلطانه ليكون الكل لفرعون، فإنه على الجانب الآخر استخدم سلطانه أيضًا لبركة الشعب. فلقد حفظ مجد فرعون، وضمن البركة للشعب، وذلك في ظل الخضوع ليوسف. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37730 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() رؤية الله ‬ ![]() «الذي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنا أُحِبُّهُ، وَأُظهِرُ لَهُ ذاتِي»â€¬â€« ( يوحنا 14: 21 ) قدرة الله: قارئي المبارك: إن رؤية الله بالإيمان، هي هي بعينها، استشعار محضره العظيم. والإحساس بهذا المجد الإلهي حولنا، يسبقه شعور داخلي بحضـرة الله في القلب. وإن كان هذا صعب المنَال، ويحتاج لتدريب روحي، إلا أنه ليس مُحال. ودعونا لا ننسـى أنه كم من أشجار تتساقط أوراقها في الخريف والشتاء، وبعد قليل تتجدَّد أغصانها، مُظهرة ثمارها من جديد. إنها عناية الخالق بخليقته. فكم تكون عناية المسيح بخليقته الجديدة! ‬ ‫ حِفظ وصَايَاه: هنا غاية الجهاد الروحي، وقوة حياة الصلاة، وحب المكتوب والجلوس أمامه بخشوع وخضوع. كلها تعمل معًا لتنتهي بنا لحفظ الوصية. وحفظ الوصية يسبقه أن تكون عندنا «الذي عندَهُ وصَايايَ». ولفظ ”عند“ في كلمة الله يعني أنها موضوع الإعزاز، والحب, والعشق. قال يعقوب ليوسف: «ماتت عِندي راحِيلُ» ( تك 48: 7 )؛ أي في حضني. ويُقال عن الكنيسة نازلة من عند الله؛ موضوع إعزاره ومحبته. فمحبتنا للوصية أساس حفظها. ‬ ‫ «أَنَا أُحِبُّهُ»: وحِفْظ الوصية، تُكافئه النعمة بثلاث بركات؛ ‬ ‫ (1) محبة الآب لنا. (2) التمتع بمحبة المسيح الفائقة المعرفة. (3) يتبعهما استعلان المسيح ذاته لمفدييه. والتمتع بمحبة الآب والابن، يُهيء النفس لاستشعار محضر الله. ‬ ‫ «أُظهِرُ لهُ ذاتِي»: وتعبير ”أُظهِرُ“ في اليونانية يعني ”يعرض بوضوح وبشكل بارز“. إنها تعني أكثر بكثير من استعلان ما كان خفيًا، أو ظهور ما كان غير معروف. إنه استعلان حقيقي لشخص المسيح، ومجده، لا يمكن أن تُخطئهُ النفس. والمسيح بمجده الإلهي، هو مَن يقوم بإظهار ذاته لمُحبيه. وفيه يُمارس عملاً فائقًا خاصًا، يجعل ذاته ومحضـره مُعلنًا، ومُستشعرًا لحافظي وصاياه. وهذا الاستعلان تتلقفه عيون الإيمان، بقوة الروح القدس، المُدرِّب لحواسنا الروحية. فطاعة الوصية تجذب صاحب الوصية جدًا، حتى إن الذات الإلهية تقترب جدًا من الإنسان، بسـرور، فتستعلن ذاتها للإيمان، مُشرفة بنفسها على استقبال الإيمان لها. ‬ ‫ قارئي المبارك: إن التمتع برؤية الله، وحضـرته، هو أسمى أكاليل الحاضر لعشاق الوصية الإلهية.‬ |
||||