منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 04 - 2021, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 37661 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب .. ونتائج الآلام



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طُوبَى لِمَنْ إِلَهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ،
وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ

( مزمور 146: 5 )


أدخل الله يعقوب في مدرسته، وتلقى دروسه في التأديب والتدريب، فكان التأديب حصادًا لِما زرع، وأيضًا لأجل تنقيته ولأجل المنفعة، لكي يشترك في قداسة الرب ( عب 12: 10 ). والنتيجة نجد أن نهاية حياته أفضل من نهاية حياة جميع الآباء، فهو الوحيد الذي قيل عنه إنه سجد عند موته ( عب 11: 21 )، فكان قد وصل إلى قمة حالته الروحية. ولقد تجاوب يعقوب - في شيخوخته - مع معاملات الله الحكيمة؛ أصبح شخصًا آخر يختلف تمامًا عنه في شبابه. إذ أصبح له بصيرة روحية، وتمييز روحي يفوق سائر الآباء.

* عرف أن قوته ليست هي مصدر نُصرته، إذ أفرغه الله من قوته عندما خلع حُق فخذه، فعرف الاعتماد على الله.

* في تكوين 47 نجد أنه بارك فرعون، وهذا يدُّل أنه كان الأعظم والأكبر مقامًا «وبدون كل مُشاجرة: الأصغر يُبارَك من الأكبر» ( عب 7: 7 ). إننا نراه هنا أعظم من الأعظم في العالم؛ أعظم مِن فرعون مصر.

* في تكوين 48 نجد أنه بارك ابني يوسف، إذ وضع يديه عليهما بفِطنة. وقد ظن يوسف أن أباه قد أخطأ في وضع يديه على ابنيه، فهنا نرى أنه أحكم من الأحكم في العالم؛ أحكم من يوسف الذي قال له فرعون: «ليس بصيرٌ وحكيمٌ مثلكَ» ( تك 41: 39 ).

* في تكوين 49 نجد أنه بارك أولاده «كل واحدٍ بحسبِ بركتِهِ باركهم» (ع28)، ولم يخطئ إذ ميَّز فكر الله من جهتهم.

* لكن أعظم من هذا كله أنه عرف الله معرفة اختبارية، فنجد يعقوب في تكوين 48 قد عرف الله باعتباره: (1) الله القدير «الله القادر على كل شيء ظهر لي» (ع3). (2) إله البركة «الله ... باركني» (ع3). (3) إله الإثمار «وقال لي: ها أنا أجعلك مُثمرًا وأُكثِرك، وأجعلك جمهورًا من الأُمم» (ع4). (4) إله المستحيلات «لم أكن أظُن أني أرى وجهك، وهوذا الله قد أراني نسلك أيضًا» (ع11). (5) إله الرعاية «الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» (ع15). (6) إله الخلاص «الملاك الذي خلَّصني من كل شرٍّ» (ع16). (7) إله المواعيد «ها أنا أموت، ولكن الله سيكون معكم ويردُّكم إلى أرض آبائكم» (ع21).

ليتنا ندرك معاملات الله معنا، ومقاصده من نحونا، فتكون لنا البصيرة الروحية الثاقبة.

 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 37662 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قمح كرمل البحر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«وخزنَ يوسف قمحًا كرمل البحر،

كثيرًا جدًا حتى ترك العدد»

( تكوين 41: 49 )
أظهرَ يوسف حكمته وفهمه بتفسير الحُلم لفرعون، ثم ببيان الإجراءات التي يتخذها بخصوص سني الشبع وسني الجوع. وأثمرت الأرض بوفرة على مدى سَبْع سني الشِّبع. واغتنَم يوسف ذلك ليُخزن قمحًا كثيرًا جدًا ... لم يكن له عددٌ ( تك 41: 47 - 49).

وكم هو مهم عندما يُعطينا الرب الإمكانية، أن نخزن كنوزًا روحية. إننا بلا شك مَدعوون لنتغذَّى بكلمة الله كل صباح، مثلما كان الشعب يجمع المَن في البرية، ولم يكن مُمكنًا أن يخزنه. وبمعنى آخر، من المهم أن نغتنم سنوات الشباب على الأخص حيث يتوافـر بعض وقت الفراغ، قبل مجيء العبء العائلي، لدراسة كلمة الله، والتغذي بها، لنكنز كنزًا، حيث – في الخضوع لروح الله – يُمكننا بعد ذلك أن نَستقي منه لفائدة الآخرين؛ لأنه يوجد وقت للجمع، ووقت للتفريق ( جا 3: 5 ).

وهذا الشبع يُذكِّرنا بالعبارات الواردة في رسالة أفسس: «غنى نعمتهِ» ( أف 1: 7 )، بالارتباط بالفداء وغفران الخطايا. و«غنى نعمتهِ الفائق» ( أف 2: 7 )، بالارتباط بالمركـز السَّماوي الذي حازَهُ المسيح لنا. وأخيرًا «غنى المسيح الذي لا يُستقصى» ( أف 3: 8 ) بالارتباط بالكنيسة.

وكان الطعام يُخزَن في كل مدينة، وكان يأتي من الحقول التي حولها «فجمعَ كل طعام السبع سنين ... وجعلَ طعامًا في المُدن . طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها» ( تك 41: 48 ). فلا حاجة للذهاب بعيدًا بحثًا عن الغنى الروحي، لأنه في متناولنا في كلمة الله، والروح القدس يُدخلنا إليه، وكذلك الكتب العديدة المتوفرة لدينا.

في سفر الأمثال 2: 6 نقرأ أن «الرب يعطي حكمةً. من فمه المعرفة والفهم». ولكن في أصحاح 4: 5، 7 من نفس السِّفـر نقرأ تشديدًا على وجوب اقتناء الحكمة «اقتَنِ الحكمة ... وبكل مُقتنَاكَ اقتَن الفهم». فمن ناحية؛ الرب يُعطي، ومن ناحية أخرى؛ يجب أن نقتني، وأن ننظر عن قرب وأن نتأمل، وأن نُخصص لأنفسنا.

إن دراسة الكتاب المقدس دراسة عقلية لا تُجدي شيئًا، إلا إذا انتظرنا الرب ليُعطينا حكمة. فلنجتهد بمثابرة أن نفتش الكتب لكي نخزن هذا الكنز، الذي سيكون عونًا عظيمًا لنا في الأيام الصعبة.

 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 37663 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بُطل المعونة البشرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ
( تكوين 40: 23 )


طالت المدة وزادت الضغوط، ولم يجد يوسف إجابة من الرب تسعفه وتطمئنه، وصمت السماء كان سببًا في مزيد من حيرته. ساءت به الأحوال وزادت أحزانه، طال انتظاره وخابت توقعاته وآماله. لبس ثياب السجن، وأكل طعام السجن، وعايش المساجين وهو البريء. الشيء الذي خفَّف عنه أنه كان يواجه التجارب بضمير هادئ ومستريح أنه لم يفعل خطية وأنه في المشيئة الإلهية. ظل يخدم المساجين ويخفِّف عنهم رغم أحزانه. كان معه ساقي ملك مصر وخبازه؛ رآهما مغتمَّان فسألهما عن السبب. قالا له: «حلُمنَا حُلمًا وليس مَن يُعبِّره». وبتلقائية تامة قال لهما: «أ ليست لله التعابير؟ قُصَّا عليَّ». لم يفقد الثقة في الله ولا في الأحلام، مع أن تجربته كانت مُفشلة للغاية في هذا الشأن. فسَّر الحلم للساقي وبشَّره بالأخبار السارة أنه بعد ثلاثة أيام سيرفع فرعون رأسه ويرُدُّه إلى مَقامه. وبتلقائية عَشم فيه أن يذكره لفرعون ليُخرِجه من الحَبس، ولم يكن هذا أمرًا عسيرًا أو مُكلِّفًا. وعَدَه الساقي بالوفاء لكنه بالأسف لم يفعل، ولم يذكره بل نسيه.

ظن في ضعفه الإنساني بعد أن مضت عليه إحدى عشرة سنة أن الرب قد تركه والسيد قد نسيه، فلجأ إلى المعونة البشرية، وكان بالحقيقة مظلومًا ومهجورًا، لكنه تعلَّم أنه لا نفع يُرجى من عون إنسانٍ، وأنه باطلٌ هو خلاص الإنسان. حلَّ به الإحباط وانتُزع كل رجاء في النجاة، لكنه عاد ينتظر المواقيت الإلهية، مُسلِّمًا نفسه بين يدي الرب الحانية، واثقًا أن الأمور دائمًا بين يديه. كان يصرخ من الذل، وكانت الإجابة مزيدًا من الذل، إلى وقت مجيء كلمته.

وحدث من بعد سنتين من الزمان، أي بعد أن صار له ثلاث عشرة سنة في الذل والحرمان، أن الرب أشرفَ بنفسه على الأحداث وحرَّك الأمور لصالح يوسف، وكان ذلك من خلال حُلم فرعون. والساقي الذي نسيه بعد يومين تذكَّره بعد سنتين! أسرعوا به من السجن ليعتلي العرش، وتبدأ سنوات الرِفعة والمجد والإكرام الإلهي على غير توقع، ويظهر أن الله حقيقة حية، وأنه يرى ويُجازي، وأنه يعمل الكل حسنًا في وقته، ويجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه. وفي النهاية استطاع أن يقول: «الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي»، بل إن «الله جعلني مُثمرًا في أرض مذلتي» ( تك 41: 51 ، 52).
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 37664 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اركَعُوا أَمامَهُ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ ..

وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَنَادُوا أَمَامَهُ: ارْكَعُوا»

( تك 41: 42 ، 43)



ما فعله فرعون بيوسف هنا، يصوِّر لنا عمَّا سوف يُفعل بالرب يسوع. أعتقد إنِّي أرى الضاربين بالأبواق سائرين أمامه، وأسمعهم يصرخون: ”اركَعوا“.. اركعوا ليوسف، العبد العبراني المُمجَّد! لقد أمر فرعون، وأصبح ركوع الناس أمرًا إجباريًّا.

عزيزي الخاطئ! الله الآن يأمرك: ”اركع، اسجد بقلبك للمسيح“. لا بد لكَ أنْ تركع. يمكنك أنْ تجاوب: ”كلاَّ لن أركع“، ولكنِّي أريد أنْ أخبرك: ”سوف تركع يا عزيزي“. لأن الله قال: «بذاتي أقسمت، خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع: إنه لي تجثو كل رُكبة، يحلف كل لسان» ( إش 45: 23 ). يمكنك أنْ تقول إن هذه الآية تُشير إلى الله بالارتباط بمجد اللاَّهوت. هذا صحيح. ولكن عندما اقتبسها الروح القدس في العهد الجديد فقد طبَّقها على الرب يسوع المسيح كالإنسان المُرفَّع: «الذي .. أطاع حتى الموت، موت الصليب. لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممَّن في السماء (الملائكة)، ومَن على الأرض (الناس)، ومَن تحت الأرض (الشياطين)، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 6 - 11). يا لها من شهادة للاهوته! فالذي كان من حقه باعتباره الله، سوف يُقدَّم له باعتباره الإنسان.

”اركَعوا“، كان هذا أمر فرعون الملكي. ربَّما قال الكثير من نُبلاء مصر المتكبرين: ”ليس أنا. أ أنا أسجد ليوسف ذلك العبد المرفَّع؟! أبدًا أبدًا“. وأنت، أ لن تركع للمسيح؟ ألاَ يعنيك أن تركع للمسيح؟ ألاَ يعنيك الإيمان بالمسيح؟ احترز. فنهاية هذا الأصحاح تُخبرنا إنَّه كانت سبع سنين شبع، ثم جاءت سبع سنين جوع. دعنا نرى ماذا حدث إذًا: «ولمَّا جاعت جميع أرض مصر، وصرخ الشعب إلى فرعون لأجل الخبز، قال فرعون لكل المصريين: اذهبوا إلى يوسف» ( تك 41: 55 ). يا للروعة! أعتقد إنِّي أرى جميع مَن تجاهل يوسف، ذاهبين إلى فرعون، كما يتجاهل الناس المسيح الآن، ومع ذلك يعتقدون أنَّه بإمكانهم الذهاب إلى الله مباشرة. لكنهم يُفاجأون بالقول: «اذهبوا إلى يوسف»، هذا ما قاله فرعون، وهذا ما يقوله لك الله من المجد: ”اذهب إلى الرب يسوع ... اركع للرب يسوع“. إنَّك مضطر أنْ تركع. فقد أُعطيَ اسمًا فوق كل اسم، ولقد صرَّح الله إنَّ كل ركبة سوف تركع لاسم يسوع.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 37665 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اذهبوا إلى يوسف



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«اذهبوا إلى يوسف، والذي يقول لكم افعلوا»
( تكوين 41: 55 )


أَثمرَت الأرض بوفـرة في سبع سني الشبع «وخزنَ يوسف قمحًا كرَمل البحر ... إذ لم يكن لَهُ عددٌ». ثم كَمِلَت سبع سِنِي الشبع. وابتدأَت سبع سني الجوع ( تك 41: 54 - 57). وعندما كان الشعب يجوع، كان يصرخ إلى فرعون لأجل الخبز، وكانت إجابة فرعون الرائعة: «اذهبوا إلى يوسف، والذي يقول لكم افعلوا». وفي وقتٍ لاحق، نادى الرب يسوع قائلاً: «أنا هو خبزُ الحياة. مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 6: 35 ).

ما هو هذا الجوع؟ وما هو هذا العطش؟ قد يَكمُن في الظروف الخارجية، ولكن في أحيانٍ أكثر جدًا يسمح الله بوجودهما في القلب غير الراضي والفارغ والحزين. وهذه كانت حالة الابن الضال. فبعد أن أنفَقَ كل المال الذي أعطاهُ له أبوه، ابتدأ يحتاج. فقد شعـر بالجوع الذي استمر إلى أن رجع الشاب إلى نفسه، وأخذ طريق العودة الطويل الذي أعادَهُ إلى بيت أبيه. وهكذا يعمل الله في النفوس ليقتادها إليه. لقد جعلهم يشعرون بفراغ ما يُحيط بهم، وببُطـلان حياتهم، ليقتادهم إلى الاستماع للصوت الذي يقول: ”اذهبوا إلى يسوع“.

ولكن الرب قد يسمح أيضًا بهذا الجوع في قلوب المؤمنين: عندما نبتعد عن الله، أو عندما نترك حجابًا يمتد بيننا وبينه، أو عندما لا نحكم على خطأ فتُعَاق الشركة، وبذلك يحدث الجوع للنفس، وتحتاج إلى الرجوع إلى الرب يسوع، وإلى أن نفعل ”كل ما يقوله“ ( تك 41: 55 ).

ولا شك أنه يجب أن نأتي كل يوم عند قدميه في الصلاة، ونسمع صوته. ولكن إن شعرنا بهذا الفراغ، وغياب هذه الشركة، فمِن المهم أيضًا أن نأخذ الوقت اللازم في السكون لنقترب منه، وأن نتفكَّر في السبب الذي يجعلنا نشعر بالفراغ. قد يكون هذا الفراغ مجرَّد حالة جسدية أو فسيولوجية، أو كدَر، أو تعب مُفرَط، ويلزم علاج هذه الحالات. ولكننا كثيرًا ما نجد أن سبب نقص الشركة هو خطية مُعيَّنة لم يتم الاعتراف بها، أو عادة رديئة رسخَت في الحياة، أو ميل مُعيَّن أخذ مكان الرب في القلب. وسيتطلَّب ذلك عدَّة ساعات، وربما عدَّة أيام، ولكن من المهم أن ندخل إلى السكون لنكون معه.

 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 37666 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اذهبوا إلى يوسف



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«اذهبوا إلى يوسف، والذي يقول لكم افعلوا»
( تكوين 41: 55 )


كما سبق الله وأخبر، عن طريق يوسف، كانت هناك سبع سني شبع في مصر، تبعتها مجاعة عظيمة، استمرت سبع سنوات. لكن يوسف نصح بجمع القمح إلى المخازن. ولهذا عندما بدأ المصريون يُعانون من المجاعة، وصرخوا إلى فرعون لأجل ذلك، قال لهم: «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ». وفي يومنا هذا يُعاني العالم من مجاعة أسوأ بكثير من تلك التي كانت في مصر؛ إنها مجاعة روحية، تترك الناس في حالة خراب وبؤس. وإذ يشتكي الناس إلى الله، فإن إجابته لهم بسيطة: “اذْهَبُوا إِلَى َالرَّبّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. لقد أرسله الله ليكون مُخلّص العالم. إنه الشخص المُعيَّن من الله ليُقابل احتياجاتنا المِلحَّة.

وكما فتح يوسف مخازن مصر، هكذا فتح الرب مخازن السماء، عن طريق ذبيحته العظيمة في الجلجثة، لبركة أولئك الذين شعروا في أنفسهم بأنهم في فقر روحي. مع هذا الفارق العظيم أن المسيح يُعطي مجانًا، بلا مال أو ثمن.

لقد أتى الناس من كل البلاد إلى مصر ليشتروا طعامًا. ونعمة الله في المسيح مُتاحة اليوم لكل الشعوب، في الوقت الذي فيه يُعاني العالم كله من مجاعة روحية. فإنجيل نعمة الله العجيب مُعلَن في هذه الفترة الحاضرة بطريقة لم تكن أبدًا كذلك قبل مجيء المسيح. والعهد القديم لم يُعلنه بوضوح، ولو أن هذا التاريخ في العهد القديم يُعطي صورة جميلة لشمول خلاص الله لكل العالم.

لذلك فالرسالة اليوم عالية وواضحة؛ إذا كنت تريد أن تخلص من مجاعة قلبك، “اذْهَبْ إِلَى َالرَّبّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. إنه المُخلِّص الوحيد للخطاة، وبسرور سوف يُقابل كل احتياجاتك في نعمته الكاملة.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 37667 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوسف وتصرف المحبة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث:
افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله...
وأحضروا أخاكم الصغير إليَّ، فيتحقق كلامكم ولاتموتوا ...
( تك 42: 18 - 20)


في وقتٍ سابق، وقف يوسف الفتى الضعيف بلا معين بين يدي إخوته الأكبر منه سنًا، وماذا كان يستطيع أن يفعل غلام مثله أمام قوة عشرة رجال؟ في ذلك الوقت لم يترددوا في استخدام قوتهم ليُظهروا حقدهم وحسدهم الذي ملأ قلوبهم من جهته. لقد مر عشرون عامًا وتغيرت الظروف. فيوسف الآن في مركز المجد والسلطان، وإخوته ساجدون أمامه؛ عشرة رجال محتاجون وبلا معين. ماذا يستطيع أن يفعل عشرة غرباء في حضرة حاكم مصر ذي السلطان المُطلق؟ لقد مضى الاتضاع وجاء وقت القوة والسلطان. فكيف استخدم يوسف سلطانه؟ هل سلَّم يوسف إخوته للعبودية القاسية كما قاسى هو العبودية من جراء بيعهم له؟ قد تتخذ الطبيعة البشرية هذا المنهج، وقد يُشبع هذا روح الانتقام تحت ادعاء العدل. وعلى النقيض من هذا قد تقترح الطبيعة منهجًا آخر يختلف عن المنهج السابق تمامًا. فيُظهر يوسف الكرم متغاضيًا عن شر إخوته، كما فعل عيسو الرجل الذي حسب الجسد وتغاضى عن خطأ أخيه. قد تطلب الطبيعة مجد نفسها وتقوم بحملة دعائية لكي تُظهر مقدار كرمها بطريقة مسرحية. ولكن يوسف اتخذ طريقًا آخر.

ففي كل مراحل حياته، من الصبا إلى الشيخوخة، لم يكن يوسف خاضعًا لِمَا تمليه عليه الطبيعة، بل كان يحكمه خوف الله ( تك 42: 18 ). كان هذا هو السر وراء كل تصرفاته. فأفكاره وكلماته وطرقه كانت تحكمها مخافة الله، فكان يفكر في الله وفي كل ما يرضيه. وبذلك حُفظ في يوم تجربته من الوقوع في الشر، وفي يوم مجده أيضًا حُفظ من الانتقام من إخوته. فلا الأحزان في أيام اتضاعه، ولا الأمجاد في يوم رفعته، استطاعت أن تزحزحه قيد أنملة عن خوف الله. لقد عرف أن يتضع وعرف أن يستفضل، فمهما كانت الظروف، سيئة أم مُلائمة، فقد كان دائمًا يضع الله بينه وبين الظروف. وهكذا إذ كان سائرًا في خوف الله اتبع طريق الله مع إخوته. وطريق الله هو طريق المحبة. ليس مجرد المحبة البشرية، التي غالبًا ما تكون ضعيفة وكثيرًا ما تفشل، ولكن المحبة الإلهية لها رؤية واضحة ولا يمكن أن تتغاضى عن الأخطاء في مَنْ تحب، ولكن بمعرفة كاملة لِمَا هو مخالف لجوهرها فإنها تعمل لكي تزيل كل لوم، وفي النهاية تستريح بعد أن تكون قد أتمت غرضها بنجاح.

 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 37668 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصعاب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال لهم يعقوب: ... صار كل هذا عليَّ

( تك 42: 36 )



ليس غريبًا أن توجد الصعاب في عالم يفتخر بحكمته وبموارده، ونستطيع أن ندرك جيدًا وجود صعاب كالجبال التي لا تُرتقى أمام الشخص الذي يعيش بالاستقلال عن الله ـ بلا إله. ولكن ليس هكذا الحال مع المؤمنين لأن صعابًا كهذه لا وجود لها أمام إيماننا، كما أن لا وجود لها أمام إلهنا إذ إن الإيمان يوقن بأن الله يتداخل في كل ظروفنا فيرتبها على أحسن حال.

وهل يوجد شيء واحد عسير على الله الذي يحبنا؟ أ لم يُخلِّص إلهنا راحاب الزانية، بينما كان بيتها بحائط سور المدينة، السور الذي سقط وتحطم في ذات اليوم الذي خلصت فيه؟

أوَلم يدخل يشوع وكالب إلى أرض الموعد، بينما كان في الأرض جبابرة عظام كانا أمامهم كالجراد؟ حقًا إن دخول الأرض كان صعوبة كبرى، بل أمرًا مستحيلاً أمام الجواسيس العشرة، ولكنه لم يكن صعوبة أمام الإيمان ولا أمام الله الذي يكرم الإيمان.

لقد كان يوسف في أعماق السجن مجهولاً من الجميع ومنسيًا حتى من رئيس السُقاة الذي كان أولىَ من غيره بأن يتذكره، فكيف يمكن له الخروج من ذلك السجن؟ حقًا إنها لصعوبة كبرى، بل أمر مستحيل، ولكن ليس لدى الله الذي أعطاه المواعيد. ليتمثل أمامنا يوسف راكبًا في مركبة فرعون ومجتازًا في أرض مصر، والمصريون راكعون أمامه، فنتحقق أن لا صعوبة تقوم أمام الله.

ويمكننا أن نأتي بأمثلة كثيرة، ولكن فيما أسلفنا الكفاية لأن نبيِّن أن الصعاب لا وجود لها أمام الإيمان وإنما قد تعرض لهم مجرد تغذية إيمانهم وتقويته. حقًا إن الأزمنة صعبة، وبذلك يعطينا الرب فرصة ربما تكون الأخيرة لنُظهر أنه يمكننا أن نلقي بأنفسنا بين يديه، وأننا لسنا مثل الآخرين الذين ليس لهم هذا الإيمان، ولذلك يستسلمون لليأس. من ثم يجب علينا أن لا نخاف خوف غير المؤمنين ولا نرتاع من شَبَح الحوادث التي تهددنا، بل لنقدس الرب في قلوبنا وليكن هو خوفنا. وإذا ازدادت الصعاب فلنزداد ثقة في الرب ولنسلِّم أنفسنا وكل أمورنا بين يديه وهو يعتني بكل ما يخصنا ويخص عائلاتنا وما يخص اجتماعاتنا أيضًا.

لنصدق إلهنا ولنؤمن بكل تأكيدات كلمته التي كُتبت لأجلنا، وحينئذٍ لا تجري كلمة ”صعاب“ على ألسنتنا، ولن تأتي لتعكر سلامنا أو تقطع شركتنا مع الله.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 37669 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ابنة يفتاح .. موت أسرع من المتوقع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فصارت عادةً في إسرائيل أن بنات إسرائيل

يذهبن من سنةٍ إلى سنةٍ لينُحن على

بنت يفتاح الجلعادي أربعة أيام في السنة

( قض 11: 39 ، 40)


لا أريد أن أتوقف لأناقش القضية التي انقسم أمامها الشرَّاح إلى فريقين: أعني هل نفّذ يفتاح نذره حرفيًا، أم أنه كرّس ابنته فقط لعيشة العذوبية، لتخدم الله في هيكله؟ فإنني أقف مع فريق الشرّاح المقتنعين بأن يفتاح نفَّذ نذره حرفيًا. وإلا، فكما قال أحد الأفاضل، ما الداعي لأن تذهب البنت إلى الجبال لتبكي عذراويتها شهرين؟ وإن كان الأمر اقتصر على تكريس الحياة للرب، فعلام البكاء؟ وإن كان بكاؤها كما يقول بعضهم؛ لأنها ستُحرم نعمة الإنجاب، الذي كان يُعتبر بركة عُظمى في العهد القديم، فلِمَ البكاء شهرين وليس باقي العمر؟ وما معنى أنها عند نهاية الشهرين رجعت إلى أبيها ينفذ فيها نذره؟ ثم كيف يمكن أن نفسِّر العادة التي ألفت بنات إسرائيل أن يعملنها، إذ كُن يذهبن لينُحن على بنت يفتاح الجلعادي أربعة أيام كل سنة؟

لقد ماتت ابنة يفتاح، وودعت الحياة قبل أن تدخلها!

إننا نسمع أيوب يقول في يومه: «الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام وشبعان تعبًا. يخرج كالزهر ثم ينحسم، ويبرح كالظل ولا يقف» ( أي 14: 1 ، 2). ونُجيبه: مهلاً يا شيخنا العزيز، هل تحسب أيامك قليلة، فماذا عساها ابنة يفتاح تحسبها؟ وهل كانت أيامك القليلة ملآنة بالتعب يا رجل؟ فماذا تكون حياة البنت الرقيقة، ربيبة الكفاح، ابنة يفتاح؟

في أول أسفار الكتاب المقدس نقرأ عن أب شيخ قال لأولاده: «تُنزلون شيبتي بحُزن إلى الهاوية» ( تك 42: 38 )، لكننا هنا نجد أبًا يُنزل شباب ابنته الغضة بحزن إلى الهاوية. لقد أصعدها يفتاح أبوها مُحرقة، وما عاد لجسدها وجود في هذا العالم التعس، ولكن روحها سرعان ما انطلقت إلى خالقها الذي أعطاها.

مأساة كُبرى! إذ انتهت حياة هذه الفتاة العظيمة سريعًا! وهذا النُبل طواه الموت مبكرًا! ونحن لا يَسَعنا إلا أن نقول: وداعًا أيتها البنت العظيمة! لقد كنتِ بحق عظيمة في حياتك القصيرة، فما أندر مَن يتحلون بمثل صفاتك النبيلة وخصالك العظيمة. بل إننا لا نقول وداعًا بل نقول: إلى لقاء يا ابنتنا العزيزة! إلى لقاء في سماء لا مكان فيها للدموع والنحيب. وليتنا مثلك لا يتحدث سَفَرنا الذي هو قصير مهما طال، إلا عن عظمة في الحياة وعظمة في الموت.
 
قديم 12 - 04 - 2021, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 37670 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,362

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب والتأديب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«لَمَّا فَرَغُوا مِن أَكْلِ القَمحِ .. أن أَبَاهُم قَالَ لَهُمُ:
ارجِعُوا اشترُوا لَنا قَلِيلاً مِنَ الطَّعَامِ»

( تكوين 43: 2 )


لقد كانت الخسائر التي كابَدها يعقوب والتجارب التي كان عليه مواجهتها ضمن ”كل الأشياء“ التى عملت معًا لخيره ( تك 35: 8 ، 19، 22، 29؛ 37: 31-35؛ رو8: 28). لكن مُعاملات الله التأديبية مع بطريركنا لم تأتِ بثمر البر للسلام في الحال – لكنها أتَت به ”فيما بعد“ أو ”أخيرًا“ ( عب 12: 11 ).

أما أولاً فلا نرى إلا مقاومة الجسد. فعندما رجع بنو يعقوب من مصـر، بعدما اشتروا القمح، لم يكن معهم شمعون. والأسوأ من ذلك أنهم أخبروا أباهم أن سيد صوامع التخزين في مصر، طالَبهم بالإتيان ببنيامين معهم عند رجوعهم ثانيةً. فاستمع إلى انفجار الكدَر الخارج من شفتي يعقوب عند سماعه تلك الأخبار: «فَقَالَ لَهُم يَعقُوبُ: أَعدَمتمُونِي الأَولاَدَ. يُوسُفُ مَفقُود،ٌ وَشَمعُونُ مَفقُودٌ، وَبِنيَامِينُ تَأخُذُونَهُ. صَارَ كُلُّ هَذَا عَلَيَّ!» ( تك 42: 36 ).

مسكين يعقوب! إنه ينظر إلى الأمور التي تُرى، لا إلى التي لا تُرى، ويمشي بالعيان لا بالإيمان. لم يبدو له أن لله قصدًا حكيمًا من وراء كل تلك الأحداث بل حكَم ”بِحسِّه الواهن“. لكن قبل أن ننطق بالحُكم على يعقوب، دعونا نتذكَّر الكلمة المذكورة في رومية 2: 1 «لِذلِكَ أَنتَ بِلاَ عُذرٍ أَيُّهَا الإِنسَانُ، كُلُّ مَن يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيرَكَ تَحكُمُ عَلَى نَفسِكَ. لأَنَّكَ أَنتَ الَّذِي تَدِينُ تَفعَلُ تِلكَ الأُمُورَ بِعَينِهَا!».

إلا أن يعقوب لم يستمر على هذه الحالة طويلاً، بل إن ما ذُكر عنه بعد ذلك نرى فيه روحًا أفضل: «وَكَانَ الجُوعُ شَدِيدًا فِي الأَرضِ. وَحَدَثَ لَمَّا فَرَغُوا مِن أَكلِ القَمحِ الَّذِي جَاءُوا بِهِ مِن مِصـرَ، أَنَّ أَبَاهُم قَالَ لَهُمُ: ارجِعُوا اشترُوا لَنَا قَلِيلاً مِنَ الطَّعَامِ» ( تك 43: 1 ، 2). فالانفراجة التي حصلوا عليها من رحلة بنيه الأولى إلى مصر، والقمح الذي أتوا به من هناك سرعان ما نفذ، وكان الجوع لم يَزَل ”شَدِيدًا فِي الأَرْضِ“؛ فحرَّض يعقوب بنيه «ارجِعُوا اشترُوا لَنَا قَلِيلاً مِنَ الطَّعَامِ».

ألا تدُّل هذه الكلمة ”قَلِيلاً“ على التأثير المُبارك لمعاملات الله التأديبية معه؟ فعدم الإيمان والجَشَع كانا ليرغبا في الكثير من الطعام للتخزين بطول المجاعة، لكن يعقوب اكتفى ”بالقليل“؛ فلم نَعُد نراه كسابق عهده؛ أنانيًا وطماعًا، بل يسعى أن يكون لمَن قلَّ مخزونه، نصيبًا أيضًا مثله. وطالما كان المستقبل مجهولاً، فهو يثق بالله.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025