منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 04 - 2021, 10:03 PM   رقم المشاركة : ( 37611 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شهادة ناجحة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ورأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده.

فوجد يوسف نعمة في عينيه، وخدمه، فوكَّله على بيته
( تك 39: 3 ، 4)


لقد أصبح يوسف شاهدًا للرب في بيت العبودية، لكونه رجلاً ناجحًا، ولذلك نقرأ «ورأى سيده أن الرب معه» ( تك 39: 3 ). لقد كان شاهدًا بحياته لا بشفتيه فقط، وقد تأثر فوطيفار بما رآه وليس بما سمعه. لقد رأى سيده أن الرب معه وأن كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده. لو أن يوسف كان دائم الشكوى من حظه العاثر، أو كان دائم الحديث عن المجد الذي له في المستقبل، لَمَا صار شاهدًا للرب في بيت فوطيفار. وما كان المصريون ليهتموا بماضيه. وما كانوا ليفهموا شيئًا عن مستقبله حتى لو أُخبروا عنه مُسبقًا، ولكن ما كان واضحًا أمامهم هو سلوكه اليومي وتفانيه في العمل؛ هذا ما رآه فوطيفار وقدّره.

وهذا ما يجب أن نتعلمه في سلوكنا اليومي، أمام رؤسائنا غير المؤمنين في هذا العالم، فلا ينبغي أن نشكو من حظنا العاثر في أي مكان نوجد فيه، أو نتكلم عن أننا في يوم قادم سندين العالم والملائكة؛ إن هذا الكلام لن يكون في محله، سيعتبرونه تطرفًا بل ربما وقاحة. إن التكلم مع أهل العالم عن قصد الله المجيد من نحونا، هو بمثابة إلقاء الدُرر أمام الخنازير، فهذه الأمور فوق إدراك الإنسان الطبيعي. ولكن أن ترى مؤمنًا يعيش بهدوء، ثابتًا على مبادئه، حياته غير ملومة، متفانيًا في واجباته اليومية؛ فهذه هي الشهادة الحقيقية للرب، وهذا ما ينال تقدير الرؤساء حتى غير المؤمنين.

وهذا ما نراه في تاريخ يوسف. فالذي كان شاهدًا أمينًا للرب نال احترام وتقدير الناس، ولذلك نقرأ: «فوجد يوسف نعمةً في عينيه، وخَدَمه، فوكّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له» (ع4). لم يكن الرب مع يوسف فقط ولكنه كان لصالحه أيضًا، مطوعًا قلب سيده لصالح عبده، ومُعطيًا له نعمة في عينيه.

ونتيجة لذلك أصبح يوسف سبب بركة لبيت المصري «وكان من حين وكَّله على بيته، وعلى كل ما كان له، أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف. وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل» (ع5). فالمؤمن ليس مدعوًا لينال البركة فقط، بل لكي يكون بركة للآخرين أيضًا.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:03 PM   رقم المشاركة : ( 37612 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من السجن إلى القصر


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«يُوسُفَ ... كَانَ رَجُلاً ناجحًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ المِصْرِيِّ»

( تكوين 39: 1 ، 2)


في طريق وصول يوسف إلى المجد، عبرَ بثلاثة بيوت، امتلأت بالاضطرابات والتغيُّرات، وهي: بيت يعقوب، وبيت فوطيفار، وبيت السجن.

في بيت يعقوب عانى يوسف من حرمانه من والدته في سن مُبكر. وتدليل أبيه له جعل إخوته يحسدونه ويبغضونه. لقد عانى منهم أشد المُعاناة عندما رَموه في البئر، ثم باعوه كعبد للإسماعيليين، الذين أخذوه معهم إلى مصر.

أما في بيت فوطيفار فقد عمل كعبد أجير لفوطيفار، وعندما استقرت الأوضاع به، إذ وَكَّلَهُ سَيِّده على كل بيته، بدأت امرأة فوطيفار تَعرض الشـر عليه. وعندما قاوم الشر وانتصـر افترَت عليه، فحمي غضب فوطيفار وأودعه السجن.

وفي بيت السجن عاش يوسف سجينًا مُقيَّدًا محرومًا من الحرية. وحينما تحسَّنت الأوضاع واستطاع أن يُفسّـِر حُلم رئيس السُّقاة وانتظر أن يذكره أمام فرعون، لم يذكرَه رئيس السُّقاة بل نَسيه.

في هذه البيوت الثلاثة، وسط أمواج البُغضة والحسَد، والشر والافتراء والظلم، والسجن والترك والنسيان؛ هل نُسيَ يوسف من الرب وحُرِم من رعايته؟! لا يا أخي القارئ، ففي البيوت الثلاثة كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا. وكان كل ما يصنعه يُنجحه الرب بيده.

ففي بيت يعقوب بالرغم من شر وبغضة إخوته، استطاع الرب برعايته له أن يحميه من القتل والموت، وسمح ببيعه للإسماعيلين مُستخدمًا رأوبين ويهوذا. وفي بيت فوطيفار أنجح الرب عمله وأعطاه نعمة في عيني سيده. وحماه من السقوط في الشـر مع امرأة فوطيفار. وسمح له بالسجن الذي كان نفق المرور إلى المجد. وفي بيت السجن أيضًا بسطَ له لُطفًا لدى رئيس السجن. فدفع رئيس بيت السجن إلى يدهِ جميع الأسرى. كما أعطاه بصيرة ليُفسـر حُلم رئيس السُّقاة. وجعل رئيس السُّقاة ينساه سنتين ثم يتذكَّرَهُ في الوقت المناسب والمُعيَّن من الله، فلو خرج يوسف من السجن قبل هذا لعاش هائمًا على وجهه بلا مأوى.

وهكذا استخدم الرب كل ما حدث في البيوت الثلاثة ليصل بيوسف إلى بيت فرعون. وفي بيت فرعون أعطاه الرب حكمة وبصيرة ليفسّـِر حلم فرعون، ويُعلِّمه ماذا يفعل في سني الشبع والجوع، فصار الرجل الثاني في أرض مصـر، كما استخدم الرب الجوع ليأتي بإخوته إليه فيقود قلوبهم للتوبة.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:04 PM   رقم المشاركة : ( 37613 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دينونة الله العادلة (2)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الله .. سيُجازي كل واحد حسب أعماله.
أما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون

المجد والكرامة والبقاء، فبالحياة الأبدية
( رو 2: 5 - 7)


إن أساس الدينونة أمام الله هي أعمالنا. فإذا آمن أي شخص إيمانًا حقيقيًا بالمخلِّص، فإنه يختبر الخلاص، وبناء عليه ينال قوة ليعمل الأعمال الصالحة ويستمر فيها. كما أن هدف حياته كله يتغير، ويبدأ يطلب المجد والكرامة، وحالة عدم الفساد التي سننالها عند مجيء الرب ( رو 2: 7 ). من الجانب الآخر، هناك أيضًا الكثيرون، الذين بدلاً من طاعة الحق بالإيمان بالإنجيل، يبقون عبيدًا لخطاياهم. وأعمال هؤلاء (رافضي الحق وغير المؤمنين) ستنال دينونة عادلة في يوم الدينونة ( رو 2: 8 - 11).

وقد يقول قائل: ”حسنًا، ولكن هؤلاء الناس لم يتمتعوا بامتياز معرفة ناموس الله المقدس مثل اليهود. فهل من الإنصاف دينونتهم مثلهم؟“. ويوضح الرسول أن «كل مَن أخطأ في الناموس (في ظل الناموس) فبالناموس يُدان ... في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس ... بيسوع المسيح» (الآية13- 16)، بينما «كل مَن أخطأ بدون الناموس»، أي دون أن يصله نور الناموس، لن يكون مسئولاً عن هذا النور الذي لم يصله، إلا أنه سيهلك. والآيات من 13 إلى 15 تُبين أن كثيرًا من الأشياء التي يُطالب بها الناموس، هي بطبيعتها يعرف الناس في قلوبهم أنها خطأ، دون أي ناموس يُعطى لهم. كما أن صوت الضمير يُحذر الناس منها، حتى لو لم يكن لهم معرفة بناموس موسى. ولنا مثال لذلك في قول يوسف: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 3 )، بينما لم يكن ناموس موسى قد أُعطيَ بعد، والذي جاءت فيه الوصية «لا تزنِ». وأينما ذهبنا، نجد أن البشر، حتى أكثرهم تخلفًا، لديهم قدر من النور الطبيعي أو الغريزة، بشأن الصواب والخطأ. ولديهم أيضًا الضمير، والأفكار التي تدين أو تمدح «تشتكي أو تحتج» (الآية 15). إذًا فهناك أساس لدينونتهم بعيدًا عن الناموس.

وعندما يدين الله البشر «بيسوع المسيح» يكون هناك أساس ثالث للدينونة. ليس فقط بناء على الضمير الطبيعي، والناموس، بل أيضًا «حسب إنجيلي» (الآية 16). والدينونة لن تُنصَب منصتها إلا بعد أن تتم ملء الشهادة بالإنجيل. وأولئك الذين سيُحاكَمون ويُدانون على أساس أنهم كانوا في نور الإنجيل، موقفهم أصعب بكثير من الذين سيُدانون حسب الناموس أو الضمير.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:06 PM   رقم المشاركة : ( 37614 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النُصرة في التجربة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هوذا سيدي ... كل ما له قد دفعه إلى يدي ...

فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟

( تك 39: 8 ، 9)


كان يوسف في بيت فوطيفار رجلاً خاضعًا، رجلاً ناجحًا، محترمًا، وموضوع ثقة وتقدير، كما كان مركزًا للبركة وشاهدًا للرب. ولذلك لا نندهش أن يشهد الوحي قائلاً: «وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر» ( تك 39: 6 ). ولذلك فإنه لم يكن متوقعًا أن يترك الشيطان حياة جميلة أمام الله والناس مثل هذه دون مضايقات. إن تكريس يوسف للرب عرَّضه لبُغضة الشيطان. وإذ فشل الشيطان في النُصرة على يوسف بالظروف القاسية والصعبة، فإنه عدَّل تخطيطه محاولاً أن يهزمه بإغراءات الخطية. وقد وجد الشيطان في زوجة فوطيفار أداة مُستعدة للإيقاع بيوسف، كما أن الظروف كانت مناسبة لتتميم مكيدتها الشريرة.

ولكن ما كانت التجربة إلا لتخدم يوسف إذ أظهرت ترفُّعه الأدبي. لقد هرب من الفخ لأنه كان يخاف الله، ولأجل أمانته لسيده الأرضي، إذ قال: «هوذا سيدي ... كل ما له قد دفعه إلى يدي ... فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟». هذا هو سر أمانة يوسف لسيده الأرضي، لقد خدم بأمانة أمام الناس، لأنه سار باستمرار في نور حضرة الله، ولأنه سار في خوف الله، فقد حُفظ في ساعة التجربة. هذا ما يجب أن يكون اختبار كل منا، فإذا أتتنا لحظة التجربة ونحن في حالة القُرب من الله، فإننا نستطيع أن نسأل أنفسنا في الحال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟». أن تسأل هذا السؤال يعني نجاحك في الهروب من الفخ. الشيء الوحيد الذي يجب أن نحرص عليه، هو أن لا نخاف شيئًا أو أحدًا أكثر من الله.

ومع أن الشيطان هُزم كالمُجرِّب، إلا أنه يعود مرة أخرى كالمُضطهد (ع13- 18). فالمرأة التي بعين شريرة نظرت قبلاً إلى يوسف، نجدها الآن بلسان كاذب تشهد ضده، وكما قال واحد بحق: ”إن مَن كسر قيود الحياء، لن يُمسَك من قيد الحق، وليس جديدًا أن يُتهم أفضل الرجال بأسوأ الجرائم من قِبَل أسوأ المجرمين“. لقد هرب يوسف من المرأة الشريرة، واحتفظ بضمير طاهر، ولكن الاحتفاظ بالضمير الطاهر كلَّفه الكثير؛ فلقد استبدل الراحة في بيت فوطيفار بالشقاء في سجن فرعون! على أن بقية قصة يوسف تُظهر لنا كيف كافأه الله وأكرمه.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:08 PM   رقم المشاركة : ( 37615 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعد هذه الأمور



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ

( تكوين 22: 1 ؛ 39: 7، 8)


وَردَت هذه العبارة كثيرًا في سفر التكوين، ومن المُلذ لنا أن نتأمل في مرتين هامتين وردت فيهما هذه العبارة في هذا السفر:

«وحدثَ بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم» ( تك 22: 1 )

«وحدثَ بعد هذه الأمور أن امرأة سيدهِ رفعت عينيها إلى يوسف» ( تك 39: 7 ).

في المرة الأولى ( تك 22: 1 ) جاءت بالارتباط برجل شيخ طاعن في السن، وفي المرة الثانية ( تك 39: 7 ) جاءت بالارتباط بشاب في عنفوان الشباب. المرة الأولى جاءت بصدد الجِدّ إبراهيم، والمرة الثانية جاءت بصدد الحفيد يوسف، وفي المرتين جاءت بالارتباط بتجربة. على أنه في المرة الأولى كان الله هو مصدر التجربة وهو مُجرِي الامتحان، بينما التجربة الثانية كان مصدرها الشيطان. والشيء الرائع أن الشيخ نجح نجاحًا باهرًا، والشاب انتصر انتصارًا رائعًا.

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف استطاع إبراهيم أن ينجح هكذا في امتحان هو الأصعب على شيخٍ مُسِّن، وهو أن يأخذ ابنه وحيده الذي يُحبه إسحاق ويُصعده مُحرَقة على المذبح؟! وكيف استطاع يوسف أن ينتصر على تجربة هي الأعنف والأقسى على شابٍ نظيره، وهي أن يقول : لا! لنفسه ولامرأة فوطيفار التي كلَّمته يومًا فيومًا، وأغوته بكثرة فنونها؟!

الجواب الأكيد هو لأن كليهما تميَّزا بالشركة مع الله. والشركة العميقة لا تتجلى في جودة الكلمات، بل في عظمة الأفعال. لم يكن إبراهيم رجل الخيمة فقط لكنه كان رجل المذبح أيضًا، وقد تمتع بظهور الرب له، والحديث المباشر معه عدة مرات. كان الله حقيقة حيَّة أمامه، وقد استحق لقب خليل الله، لا مرة بل ثلاث مرات. ويوسف تميَّزت شركته مع الله بالعمق، وانعكس ذلك في استحضاره لله دائمًا وأينما وُجِدَ، لهذا قال لامرأة فوطيفار: «كيفَ أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟». إن مؤمنًا بلا شركة هو مؤمن بلا قوة، وما الضعف في الحياة الروحية إلا نتيجة لشركة ضعيفة، وغياب الشعور بحضور الله.

عزيزي لا بد أن يمتحن الله، ولا بد أن يُجَرِِّبْ الشيطان، ولا نجاح في الأولى، ولا نُصرة في الثانية إلا لمَن عرف قيمة وأهمية الشركة مع الله، ومعنى العيشة في نور حضرته. فهل أنت كذلك؟

 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:09 PM   رقم المشاركة : ( 37616 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف ويهوذا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مُقبلة ...

فقال يهوذا لإخوته ... تعالوا فنبيعه للإسماعيليين،
ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا...

( تك 37: 5 ، 6)


لقد أوحَت قافلة التجار النازلة إلى مصر ليهوذا بفكرة بيع أخيهم، فلماذا لا يبيع يوسف ويكسب بعض المال؟ فإذا كانوا لن يُشبعوا بغضتهم بقتله، فلماذا لا يشبعوا جشعهم ببيعه؟ لذا فقد أسلموا أخاهم للأمم مقابل بعض المال. وما فعله يهوذا قبل المسيح بأكثر من ألف عام، فعله أحفاده مع المسيح نفسه. لقد أسلم اليهود مسياهم ليد الأمم إذ كانوا قد أسلموا أنفسهم لجشعهم أولاً. لقد كان المكسب هو كل ما يحكم يهوذا الإسخريوطي، فلم يسأل نفسه إن كان ما سيفعله صحيحًا أم خطأ، لكن كل ما كان يهمه هو كم سيكسب. وهكذا صار المكسب هو ما يحرك هذه الأمة منذ باعوا مسياهم بثلاثين من الفضة.

وهكذا ذهب يوسف إلى أرض الأمم، أُحضِر إلى مصر. لقد كانت مصر فخًا لإبراهيم، ولم تجلب له رحلته إلى هناك إلا الحزن والعار، أما بالنسبة ليوسف فإنها جلبت له البركة والمجد. لماذا هذا الفارق؟ في حالة إبراهيم نقرأ «فانحدر أَبرام إلى مصر ليتغرب هناك» ( تك 12: 10 )، ولكن يوسف ”أُحضر“ إلى مصر. واحد ذهب إلى هناك في عدم إيمان وحسب إرادته الذاتية، والآخر أُحضر إلى هناك حسب قصد الله وعلمه السابق.

وبعد أن خدع إخوة يوسف أباهم، بدون شفقة، وتسببوا في حزن عميق لذلك الشيخ، اجتمع هؤلاء المراؤون حوله ليواسوه! ( تك 37: 35 ) ومع أن أحدًا لا يستطيع أن يلتمس عذرًا لشر هؤلاء الأبناء، ولكننا نرى في هذا المشهد كيف حصد يعقوب ما سبق وزرعه. فمن ثلاثين عامًا مضت، خدع يعقوب أباه بجلود جدي المعزى. والآن بعد كل هذه السنين خدعه أبناؤه أيضًا بذبح تيس من المعزى. ربما يكون هناك وقت طويل بين الزرع والحصاد، ولكن أخيرًا جاء وقت الحصاد. إن طواحين الله تدور ببطء ولكنها تطحن ناعمًا جدًا.

وما أبعد الفارق بين موقف يعقوب وبين موقف داود في مشهد موت ابنه. كلا الاثنين واجها موت الابن؛ ولكن يعقوب قال: «إني أنزل إلى ابني نائحًا إلى الهاوية»، ولكن داود قال: «إني أصعد إلى بيت الرب وأسجد» ( تك 37: 35 ؛ 2صم12: 20). لقد كان كلاهما من القديسين الحقيقيين، ولكن أحدهما لم ينظر إلى أبعد من الموت والقبر، والآخر نظر إلى ما بعد الموت؛ إلى القيامة.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:10 PM   رقم المشاركة : ( 37617 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يهوذا بن يعقوب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ هيَ أبرُّ مِنيّ لأَنّي
لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنيِ، فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أيَْضًا

( تك 38: 26 )


لقد هانت على يهوذا دموع أخيه يوسف لمَّا استرحمه ولم يسمع له، بل باعه للإسماعيليين. وهانت عليه دموع أبيه وهو يراه منسحقًا يتفحص قميص يوسف الملوَّن الملطخ بالدم. كان يهوذا يتمنى أن أباه يتعزى وينسى ويكف عن البكاء، لكن هذا لم يحدث. وتحت شعور بالذنب كان ضميره مثقلاً، وبدلاً من أن يعترف ويتوب، قرر أن يبتعد عن البيت وعن أبيه وإخوته. فنزل إلى صديقه العدلامي، وأراد أن يتزوج. فارتبط بابنة رجل كنعاني ، كاسرًا المبدأ الإلهي الذي علَّمه إبراهيم لعبده (تك24). ونحن لا نعرف مَن هي هذه الزوجة، فلم يُذكر اسمها. لكننا نعرف أنها ابنة كنعاني ”تاجر“ اسمه شوع ”غني“. فكانت بالنسبة له صفقة تجارية. ولدت هذه الزوجة ثلاثة بنين، لم يهتم يهوذا أن يربيهم في مخافة الرب، بل اهتم بزواجهم. فأخذ ثامار لابنه البكر الذي كان شريرًا في عيني الرب فأماته الرب. طلب يهوذا من ابنه الآخر أن يُقيم نسلاً لأخيه، لكنه لم يُرِد أن يفعل، وفعل ما قبح في عيني الرب فأماته الرب كذلك. ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا. لقد ثقلت يد الرب عليه فمات له ثلاثة هم أقرب مَن له، ابناه في شبابهم وزوجته، فهل بكى وحزن عليهم؟ كلا بالأسف! فعنه نقرأ القول: «ثم تعزى». كيف بهذه السرعة ينسى امرأته، وكيف لم يذرف عليها دمعة واحدة؟ وعندما تعزى، ماذا فعل؟ صعد إلى جُزاز غنمه إلى تمنه هو وحيرة صاحبه. أُخبرت ثامار أن يهوذا صاعد ليجز غنمه فتغطت ببرقع وجلست على الطريق كأنها زانية. كانت تعرف أخلاق يهوذا، ولو كان عفيفًا ما فعلت ذلك. وكان الخطأ عنده أنه لم يُعطها شيلة ابنه الثالث.

كان يهوذا رجلاً كبيرًا في مقام الجد وليس فقط الأب، وثامار فتاة صغيرة. لكن السن ليس حصانة ضد الوقوع في الخطية. علم يهوذا ماذا كان سيفعل، وأن هذه خطية عظيمة، لكنه لم يرتعد ولم يتراجع. ظن أن أجرة الخطية هي جدي معزى، وأنه بذلك سيكفر عن خطيته. لكن الحقيقة أن «أجرة الخطية هي موت». والكفارة الحقيقية كانت في الصليب. أُخبر بعد فترة أنها حُبلى من الزنى فحكم عليها أن تُحرق، وعندما اكتشف أنه هو الجاني قال: «هي أبر مني». ليتنا نرتعد من هول الفساد الذي فينا ونتوب إلى الرب فيرحمنا، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:13 PM   رقم المشاركة : ( 37618 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف وأرباب السهام


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ»
( تكوين 49: 24 )


«فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ»: ما أجمل حرف “الفاء” «فَمَرَّرَتْهُ»، والذي يرجع بنا إلى أن السبب في هذا المرار هو أن الأغصان ارتفعت فوق الحائط، فإن لم يستطع الحائط أن يُعيق ارتفاعها، فإذا بالسهام تتلقفه بأربابها. يقينًا أن حياة السمو لا بد لها من ضريبة مؤلمة، فالسهام، بل وأرباب السهام، لم تكتفِ أن ترميه (من بعيد)، بل اضطهدته (عن قرب منه)، وطبعت تأثيراتها العميقة في حياة ذلك العملاق؛ «فَمَرَّرَتْهُ»؛ لقد تمرَّرت حياته مما تحمَّله من نصيب وافر من الألم.

«وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ»: إذا أمعنا النظر في الظروف القاسية التي ألمت بمحبوب قلب يعقوب، نُدرِك: (أ) العناية الإلهية الحافظة، يدي القدير اللتين سندتا قوس يوسف، القوة المُذخرة لحسابنا، والتي تدوي عاليًا على مر الأجيال «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» ( 2كو 12: 9 ). (ب) كما أن هناك جانبًا إنسانيًا هامًا في حياة يوسف، فقد كانت حياته ثابتة وقت رمته السهام، فإذ وجدته ثابتًا، فإذ به يثبت بمتانةٍ.

وهكذا نحن إذا جاءتنا السهام ونحن في عمق الشركة مع الآب والابن، فلن نتزعزع قط، بل أكثر من ذلك سوف نختبر الثبات بمتانةٍ، لأن السهام تجعلنا نرتمي أكثر في حضن القدير، ضاربين جذورًا أعمق للشركة.

«وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ»: ولكن ما أبدع أن تتشدد سواعد إيماننا، فالإيمان يُعوّل على الله مهما كانت الظروف، ولا يُريد أن يتخلَّص من صعوبات الطريق، ولكنه يتوق لأن يرتقي فوقها بقوة الله، إذ أن الإيمان يعتمد على الله الذي لا وجود للصعوبات عنده، ويعمل في جانب الله ليُظهِر الله في الظروف. هكذا يوسف تشددت سواعد إيمانه بسَيِّده، وأظهر الله في كل ظروفه، حتى أن فوطيفار نفسه علم أن الرب كان مع يوسف ( تك 39: 3 ). ليتنا نتشبه به، فنستحضر الله في كل آلامنا، فتتشدد سواعد أيدينا.
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:15 PM   رقم المشاركة : ( 37619 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف كشاهد للرب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً ...

ورأى سيده أن الرب معه وأن كل ما يصنع كان الرب يُنجحه بيده،
فوجد يوسف نعمة في عينيه
( تك 39: 2 -4)


لقد أصبح يوسف شاهداً للرب في بيت العبودية وذلك لكونه رجلاً ناجحاً، ولذلك نقرأ "ورأى سيده أن الرب معه". لقد كان شاهداً بحياته لا بكلامه فقط. لقد تأثر فوطيفار بما رآه وليس بما سمعه. لقد "رأى سيده أن الرب معه وأن كل ما يصنعه كان الرب يُنجحه بيده". لو أن يوسف كان دائم الشكوى من حظه العاثر، أو كان دائم الحديث عن أصله الرفيع، لما صار شاهداً للرب في بيت فوطيفار، وما كان المصريون ليهتموا بماضيه، وما كانوا ليفهموا شيئاً عن مستقبله حتى لو عرفه مسبقاً، ولكن ما كان واضحاً أمامهم هو سلوكه اليومي وتفانيه في العمل. هذا ما استطاعوا أن يروه ويقدّروه. وهذا ما يجب أن نتعلمه في سلوكنا اليومي أمام رؤسائنا في هذا العالم. فلا ينبغي أن نشكو من حظنا العاثر في أي مكان نوجد فيه، أو نتكلم عن أننا في يوم قادم سندين العالم والملائكة. إن التكلم مع أهل العالم عن قصد الله المجيد من نحونا هو بمثابة إلقاء الدرر أمام الخنازير، لأن هذه الأمور هي فوق إدراك الإنسان الطبيعي. ولكن الشهادة الحقيقية للرب هي في سلوك المؤمن في عمله بهدوء وخضوع، مع التفاني والإخلاص في واجباته اليومية. هذا ما ينال تقدير الرؤساء، وهذا ما نراه في تاريخ يوسف. فالذي كان شاهداً أميناً للرب نال احترام وتقدير الناس، ولذلك نقرأ "فوجد يوسف نعمة في عينيه وخدمه، فوكَّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له" ( تك 39: 4 ).

لم يكن الرب مع يوسف فقط، ولكنه كان يعمل لأجله أيضاً مطوّعاً قلب سيده لصالح عبده، ومُعطياً له نعمة في نظره. ونتيجة لذلك أصبح يوسف سبب بركة لبيت المصري "وكان من حين وكَّله على بيته وعلى كل ما كان له، أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف، وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل" ( تك 39: 5 ). فالمؤمن ليس مدعواً لينال البركة فقط، بل لكي يكون بركة للآخرين أيضاً.

وهكذا نرى أن يوسف في منزل ذلك الأممي كان رجلاً خاضعاً وناجحاً وموضوع ثقة وتقدير، كما كان مركزاً للبركة. هذه المميزات تمثل حياة مباركة من كل وجه، ولذلك لا نندهش أن يشهد الوحي قائلاً: "وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر".
 
قديم 11 - 04 - 2021, 10:16 PM   رقم المشاركة : ( 37620 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سُبُل البرِّ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ»
( مزمور 23: 3 )

في سُبُلِ الْبِرِّ المستقيمة لا خوف من العدو «مَنْ يَسْلُكُ بِالاِسْتِقَامَةِ يَسْلُكُ بِالأَمَانِ» ( أمثال 10: 9 ). إن هذا يذكّرني ببعض رجال الله الأفاضل الذين لم ينحرفوا أبدًا عن السبيل المستقيم الذي يريد الرب لكل منهم أن يسلك فيه، فلم يسلك أحدهم قط في مسالك مُعوَجَّةٍ، متعلِّلاً بالحكمة الإنسانية وعدم التصادم مع الآخرين أو ما أشبه من تعليلات الناس!

لقد رسخ في ذهن يوسف الشاب أن طريق البِرّ المستقيم هو الطريق الصحيح الوحيد الرائع إلى القوة والنجاح، مهما الّتوت السُبُل، وتعوَّجت الطرق، وانحنت المسالك. وبالرغم من أن الخطية كانت تلاحقه يومًا فيومًا بإلحاحات مغرية، وَبِهَزَّات عنيفة؛ بالرهبة أو بالرغبة، بالوعيد أو بالوعود، بالاضطهاد أو الإغراء، فإنه كان بعرف أن كل خطية هي طعنة في قلب الله، فهو لن يخطئ إلى فوطيفار، بل سيُخطئ إلى الله أولاً، ولقد رأى الخطية، كما هي في عيني الله، أنها شر عظيم، فقال: «كَيْفَ أصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأخْطِئُ إلَى اللهِ؟»، وترك ثوبه وهرب إلى خارجٍ ( تكوين 39: 7 -13).

ودانيآل فضّل أن يموت على أن يكون غير أمين لإلهه، وامتاز بالأمانة الصحيحة في حياته الخاصة والعلنية، بالرغم من أنه كان يعيش غريبًا، في مدينة وثنية مشهورة بشرورها الكثيرة، وفي أيام أقل ما توصف به أنها “أيام شريرة”، ولكنه استطاع أن يقاوم ويثبت وينتصر في “اليوم الشرير”. لقد كان مُمنطَقًا بالحق «فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ» (دانيآل1: 8)، وربط عواطفه بكلمة الله التي تَنْهي عن تناول مثل هذه الأطعمة حتى ولو كانت أطايب.

ليعطنا الرب نعمة لنكون في حالة السهر والوعي الروحي، لنكون مستعدين لمواجهة العدو والثبات ضد مكايده، فلا نسلك قَطّ في مَسَالِكَ مُعْوَّجَّةٍ.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025