![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37451 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عيسو يبيع بكورية ![]() مُلاحظين لئلا يخيب أحدٌ من نعمة الله ... لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته ( عب 12: 15 ،16) يشير عيسو إلى الجسد، وإلى الإنسان في الجسد، الإنسان المتجنب عن حياة الله، المتوحد قلباً وقالباً مع الطبيعة العتيقة الموروثة من آدم. 1 ـ "كان عيسو إنساناً يعرف الصيد" ( تك 25: 27 ). وكلمة صياد أو يصطاد ارتبطت دائماً بالشر في الكتاب. إنه يتبع نمرود الصياد الأول الذي قيل عنه: "جبار صيد أمام (ضد) الرب" (تك10: 9). 2 ـ "كان عيسو ... إنسان البرية ( مت 13: 38 ). والحقل في الكتاب صورة للعالم (مت13: 38) وهكذا كان عيسو إنساناً عالمياً. 3 ـ "فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا" ( تك 25: 29 ). إن العالم لا يقدم ما يشبع احتياجات الروح. وإن قدم ما يشبع الجسد، لكن سيظل الفراغ عميقاً، كما قال الرب يسوع للسامرية: "كل مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً". 4 ـ "فقال يعقوب: بِعني اليوم بكوريتك. فقال عيسو: ها أنا ماضٍ إلى الموت، فلماذا لي بكورية ... فاحتقر عيسو البكورية" ( تك 25: 31 -34). لقد عرض يعقوب أن يشتري من عيسو ما كان من حقه كهبة من الله. وكان امتياز البكر أن يُمنح نصيب اثنين. وكانت البكورية بركة روحية وزمنية في طبيعتها. وتصرف عيسو أظهر تقديره الهابط لبركات الله حيث نظر إلى البكورية باحتقار وازدراء "لأجل أكلة واحدة باع بكوريته" ( عب 12: 6 ). وكأنه يقول: أنا لا أستطيع أن أحيا بالمواعيد، أعطني شيئاً الآن لكي آكل وأشرب وغداً أموت. وهذا هو أسلوب الشخص الجسدي الذي لا يعرف سوى إشباع رغبات الجسد. 5 ـ "ولما كان عيسو ابن أربعين سنة اتخذ زوجة: يهوديت ابنة بيري الحثي، وبسمة ابنة إيلون الحثي" ( تك 26: 34 ). وهذه هي النتيجة الطبيعية لشخص مستبيح. لقد رفض ترتيب الله ولم يتبع مثال أبيه إسحاق، فلم يكتفِ بزوجة واحدة. وهذا هو الإنسان الجسدي الذي يسير وراء شهوات قلبه. ولم يحترم فكر الله المُعلن الذي ذكره إبراهيم لعبده، وهو يكلفه بمهمة إحضار زوجة لابنه إسحاق حيث استحلفه أن لا يأخذ زوجة لابنه من بنات الكنعانيين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37452 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صوت يعقوب ويدا عيسو! ![]() فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: أَنَا عِيسُو ... قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ ... لِكي تُُبَارِكَنِي نَفْسُكَ ( تكوين 27: 19 ) سمت رفقة الخطة ليعقوب ليحصل على البركة، وكانت متفقة تمامًا مع رغباته، فلم يرفضها، وإنما خشيَ أن إسحاق يكتشف الحقيقة، وخشيَ من النتائج التي تترتب على ذلك. كان يعمل حسابًا لأبيه، وكل ما يعنيه أن يحتفظ بصورة حسنة أمامه. لكنه لم يعمل حسابًا لله ولم يعبأ بصورته أمامه. لقد خشيَ أن يكون في عيني أبيه كمتهاون (ع 12). وكم من مؤمنين يحاولون الاحتفاظ بصورة حسنة أمام الناس، أما الجوهر الذي يراه الله فلا يهمهم! ذهب يعقوب وأحضر لأُمه جديين، فصنعت أطعمة كما كان أبوه يحب. وأخذت رفقة ثياب عيسو الفاخرة وألبست يعقوب. وألبست يديه ومَلاَسَة عنقه جلود جديي المعزى، وأعطت الأطعمة والخبز في يد يعقوب ابنها ( تك 27: 14 -17). ورغم النوايا الحسَنة لرفقة، إلا أنها قد تلطَّخت بهذا التصرُّف المُشين، ليس فقط بما فعلته هي، بل بجعل ابنها المحبوب، موضوع الوعد والقصد، يتصرَّف هذا التصرُّف الجسدي الذي يُجسِّم العار أمام الله والملائكة والناس. إننا في كليهما لا نرى الضمير الحسَّاس الذي يعمل اعتبارًا لله، ولا نرى إيمانًا واتكالاً على الله القدير الذي يستطيع أن يسيطر على إسحاق وخطئه ويضمن البركة ليعقوب. وكان أسلوب الخِداع والتمويه من جانب رفقة ويعقوب يتضمَّن خداع الحواس الخمس الطبيعية لإسحاق على النحو التالي: * حاسة النظر، وكانت قد فُقِدَتْ وما عاد يُبصِر. * حاسة اللمس، وأمكن التغلُّب عليها بواسطة جلود المعزى ليصبح مُشعِرًا كأخيه. * حاسة الشم، بواسطة ثياب عيسو الفاخرة ذات الرائحة المُميَّزة. * حاسة التذوُّق، إذ عملت الجديين كما كان أبوه يحب، مثل لحم الغزلان التي كان يُحضِرها عيسو. * أما حاسة السمع فهي الوحيدة التي ظلَّت فعَّالة. وكانت موضع التباس لإسحاق عندما قال: «الصوت صوت يعقوب، ولكن اليدين يدا عيسو!». وكم نرى هذه الصورة المُحزِنة من ازدواج الشخصية لبعض المؤمنين! فهم داخل الاجتماعات يُظهِرون الطابع الروحي في الترنيم والشكر والوعظ، ولكنهم خارج الاجتماعات يتصرَّفون تصرفات الجسد الرديء. ولن يُصادِق الله على عبادتنا الروحية إذا كنا في الحياة العملية، في البيت أو العمل، نتصرَّف بالجسد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37453 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إله يعقوب ![]() «رَبُّ الْجُنودِ مَعَنا. مَلْجَأُنـا إِلَـهُ يَعْقُوبَ» ( مزمور 46: 7 ) ليس ما يُذهل بين أسماء الله أكثر من هذا الاسم «إِلَهُ يَعْقُوبَ»، إذ لم يجتمع اسمان غير متكافئين كهذين الاسمين. لكنهما يدُّلان بشكلٍ صارخ على ثبات محبة الله وسعيها الدائب. فأن يكون الله إله إبراهيم أبي المؤمنين فأمر مفهوم. وأن يكون إله موسى، النبي الذي تكلَّم مع الله وجهًا لوجه، كما يُكلِّم الإنسان صاحبه، فأمرٌ مفهوم أيضًا. وكذلك أن يكون الله إله دانِيآل المحبوب. أما أن يكون الله «إِلَهُ يَعْقُوبَ»، الملتوي الطمَّـاع المُخادع الغشَّاش، فلا، وألف لا. ولكن الله يربط اسمه باسم يعقوب، وهو القائل: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ» ( ملا 1: 3 )، «مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ» ( مز 46: 7 )، «لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ» ( إش 41: 14 ). إن الوحي يُريد أن يُعلِّمنا محبة الله العجيبة التي تعقَّبت يعقوب إلى أن أدخلته في شراكها وجعلته إنسانًا روحيًا قويًا مع الله والناس. ويا لاختيار الله العجيب! إن الأمر الذي يدعو للغرابة هو اختيار الله ليعقوب ليكون أبًا لشعب يُعلن له الرب مقاصده الصالحة ونعمته الغنية، بل لقد اختاره لتتبارك في نسله جميع أُمم الأرض. هل يستحق يعقوب المُخاتل هذا الامتياز؟ وكيف يختار الله مثل هذا الإنسان الطمَّاع الخداع؟ هذا الأمر حيَّر الكثيرين، لكن الرسول بولس يكشف لنا عن هذا اللغز، ويحلّ لنا هذه المشكلة إذ يقول: «اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ» ( 1كو 1: 27 - 29). ويا لمحبة الله المُتعقِّبة! إن اسم ”يعقوب“ معناه ”متعقّب“ أو ”مُغتصِب“؛ إنها صفة مَن يتعقَّب عدوًّا بإصرار وبلا هوادة، وإذ يدركه يطرحه أرضًا. إنها قصة حياة يعقوب مُلَخَّصة في كلمة واحدة. لقد تعقَّب يعقوب أخاه عيسو مرتين: في المرة الأولى أخذ بكوريته، وفي المرة الثانية أخذ بركَتهُ ( تك 27: 36 ). نعم كانت صفات يعقوب هي الخداع والتعقُّب. لكن الله في محبته لم يترك يعقوب يهوي إلى هوَّة الغش والخداع، لكن تعّقبَهُ بصبر وطول أناة، حتى أدخلَهُ في شراك محبته عند ”مَخَاضَةَ يَبُّوقَ“ بعد صراع عنيف معه. واستسلَمَ يعقوب أخيرًا لله المُحبّ الذي صارعَـهُ بإصرار وبلا هوادة وانتصر عليه. فلو لم يواصل الله مُلاحقته ليعقوب، لَمَا كان بإمكان الأخير أن يُصبح أميرًا مع الله، ولظلّ إنسانًا مُحتالاً لا يُحبُّه أحد. ما أعظم قوة الله! وما أعجب محبته! وما أروع صبره وطول أناته! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37454 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا أبغض الله عيسو ؟ ![]() وليس ذلك فقط، بل رفقة أيضاً، وهي حُبلى من واحد وهو إسحاق أبونا .. قيل لها: إن الكبير يُستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ( رو 9: 10 -13) إذا كانت محبة الله ليعقوب يرجع السبب فيها لله، فإن البغضة لعيسو يرجع أسبابها إلى عيسو نفسه (قارن مع تث9: 5). ولنستَعِد معاً قصة عيسو من البداية كما صورها لنا سفر التكوين ابتداءً من أصحاح25، فهي قصة مليئة بالمآسي. لقد خسر عيسو البكورية، ولا يلومن أحد الله على ذلك، فلقد باعها عيسو بكامل إرادته ووعيه. حقاً لا يقدر عيسو أن يقول إنه خسر البكورية لأن الله أراد له ذلك، أو أن قضاء الله وقدَره هما المسئولان. كلا، فليس قَدَر الله بل قِدْر العدس. ولا أقول قِدْر العدس، فالثمن الذي به باع بكوريته لم يكن قِدراً من العدس، بل مجرد "طبق عدس"! صحيح يعقوب أخذ البكورية بقضاء الرب، أما عيسو فقد خسرها لأنه باعها، وقبض ثمنها صحناً من طبيخ العدس، التُهمه في لحظة نشوة وشَرِه. أيقدر أن ينكر ذلك؟ أليست هي الصفقة التي عقدها مع أخيه، وساق لها من الأسباب ـ كي ما يبرر نفسه ـ قائلاً: "ها أنا ماضٍ إلى الموت، فلماذا لي بكورية؟" ( تك 25: 32 ). وهذا البائس الذي باع بكوريته بطبق عدس، ظن أنه يحصل على البركة بأكلة أخرى أفضل يأكلها أبوه من صيده. أَوَ ليس هذا عين ما يفكر فيه الخاطئ. يقول: لقد خسرت السماء بأفعالي الردية، وسأستعيدها ثانية بأعمال أفضل، أو بأن أزور ذلك المكان، أو بالكف عن بعض الخطايا، أو بعمل بعض الحسنات. هذا مستحيل. والخاطئ المطرود من محضر الله بسبب أعماله، لا يقدر أن يعود إلى محضر الله من جديد إلا على أساس مختلف تماماً، هو النعمة المُطلقة. بالعدل خسر الخاطئ نفسه، وبالنعمة وحدها يربحها: النعمة الإلهية الغنية التي قدمت المسيح فدية عن خطايانا. وقد يظن واحد أن عيسو لما بكى أمام إسحاق أبيه، كان تائباً حقيقياً. أبداً! أتعرف ماذا أراد ذلك التائب النادم أن يفعل لما رأى أنه فشل في الحصول على البركة؟ قال: "لقد قربت مناحة أبي، فأقتل يعقوب أخي" ( تك 27: 41 ). لقد خاف عيسو أباه، ولكن لم يكن خوف الله أمام عينيه. فهل نستغرب القول إنه إن كان الله قد أبغض عيسو، فذلك لأنه يستحق البغضة؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37455 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() رفقة الأم ![]() فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْدًا، وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ ( تكوين 25: 28 ) بالرغم من أن الوحدة الخاصة بالمبادئ والأفكار والمواقف، يجب أن تُميّز كل زواج ناجح، إلا أن الشخصيتين المتضادتين لتوأمي رفقة؛ عيسو ويعقوب، أظهرتا الجانب المُظلم مِن شخصية أمهما، ونعني به تحيُّزها إلى يعقوب ابنها الصغير، في الوقت الذي أحبَّ فيه إسحاق ابنه عيسو. هذا التحيّز أوجد – بلا شك – شرخًا وتصدعًا وانقسامًا في الأسرة كلها! ومهما اختلف الأولاد في الطباع أو الحياة أو الأسلوب، فإن من أكبر الأخطاء أن يلاحظوا ظاهرة التحيز في المعاملة عند الأبوين. إن هذا الأمر قد يكون بمثابة الدمار للأسرة كلها، إذ ينجم عنه حتمًا الحقد والضغينة والصراع، وقد قاد رفقة في النهاية إلى الكذب والخداع، عندما نصحت ابنها يعقوب أن يكذب على أبيه وأن يخدعه، ورسمت خطة حرمان عيسو من بركة أبيه، وابتكرت بمكر خطة التقمص للشخصيات (تك27). وفي كل الكتاب المقدَّس نرى دور الأم، وتأثيرها على أولادها، سلبيًا أو إيجابيًا؛ للشر أو للخير. ويبدو أن سِمَة المكر والخداع، التي كانت من السِمات المُميّزة لحياة يعقوب، لم تكن سوى امتداد لصفات الخداع والمكر المُميزة لأمه. وقد عانى كلاهما نتيجة لتبني طرق مُضللة لتحقيق أغراضهما، ولكن المبدأ الذي يقول: «لنفعل السيِّآت لكي تأتي الخيرات»، لا يصلح في أمور الله ( رو 3: 7 ). ومن المنظور الإلهي لا ينجح شيء لا يتبع طريق الحق والأمانة. وبعد هذه الحادثة لم يَعُد بيت إسحاق هو هذا البيت الهادئ السعيد، لقد خلا - وإلى الأبد - من البهجة، وما عاد أبدًا كما كان. لقد أخزَت رفقة رجلها، وتسبَّبت في عداء ابنيها. وعيسو، الذي ربما كان يحترمها حتى ذلك الوقت – ولو إلى حدٍ ما – ما عاد يكِّن لها مشاعر الاحترام بعد ذلك، وتمادى في بُعدُه وضلاله. بل وتسبَّبت في أحزان كثيرة ليعقوب المحبوب المخدوع، فقد هرب إلى خاله ليحصد هناك ما زرعه في بيت أبيه. هي نفسها حصدت ما زرعته؛ فقد صارت حياتها ثقلاً عليها ( تك 27: 46 ). ومع أنها كانت تصغر إسحاق بكثير، لكنها ماتت - بقلب كسير - قبله بسنين كثيرة أيضًا، بل إنها ماتت قبل دبورة مُرضعتها. وظل إسحاق الأعمى بمفرده ليجتر الأحزان ويُقاسي الحرمان. وبعد عشرين سنة من هذه الحادثة، عاد يعقوب من تيهانه، فوجد أباه لا زال حيًا، وعيسو تصالح معه، أما أمه المحبوبة رفقة فكانت قد ماتت! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37456 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النعمة واستحقاق الإنسان ![]() فَخَرَجَ يَعْقُوبُ .. وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ .. وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ ( تكوين 28: 10 ، 11) في تكوين 28: 10-15 نرى نعمة الله العجيبة التي تجد سرورها في اختيار أهدافها مِن بين أكثر الناس افتقارًا للاستحقاق. فنرى هنا يعقوب هاربًا مِن بيت أبيه، ومِن غضب أخيه، وربما لم تكن في ذهنه أية أفكار عن الله في ذلك الوقت. وإذ نراه يرقد فوق أرض البرية الجرداء، ويأخذ مِن حجارة المكان ويضعها تحت رأسه، ويلتحف بظلمة الليل، ويستسلم للنوم، نرى فيه صورة مُثيرة وحقيقية للإنسان في حالته الطبيعية. ولا يُمكننا أن نرى الإنسان في ذروة العجز مثلما يكون وهو نائم؛ والنوم صورة للموت. وبينما كان يعقوب في هذه الحالة ظهر له الرب في حلم الليل. فما الذي كان يعقوب قد فعله ليستحق هذا الإكرام الإلهي؟! وماذا كان فيه يستحق هذا التنازل العجيب؟! لا شيء! ... لا شيء البتة! لكن الله في نعمته قد تراءى له للمرة الأولى، وأعطاه وعدًا أن يرث نسله الأرض التي كان ينام عليها. وهذه هي طريقة الله دائمًا. إنه يُسره أن يختار أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود؛ يختار الذين ليس لهم شيء، ليُعطيهم كل شيء. وينتخب الذين لا يستحقون شيئًا إلا الدينونة، ولا يُعطيهم شيئًا إلا البركة. ولكن لنلاحظ أن هذا الذي يُريد أن ينال مثل هذا الإحسان الإلهي، عليه أولاً أن يتضع في التراب كما فعل يعقوب هنا، قبل أن يأخذ بركة مِن الرب. وفي أي صورة أظهر الرب ذاته ليعقوب؟ لقد أبصر يعقوب في حلمه سُلَّمًا منصُوبةً على الأرض ورأسها يَمَسُّ السماء، وملاَئكةَ اللهِ صاعدةً ونازلةً عليها، ومن هناك سمع صوت الرب يتكلَّم إليه. وشكرًا لله أننا لم نُتْرَك للتخمين أو للاقتراحات لمحاولة معرفة مدلول السلَّم. فما جاء في يوحنا 1: 51 يُعطي التفسير؛ فقد قال الرب في حديثه إلى نثنائيل: «الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان». فالسلَّم إذًا تُشير إلى المسيح نفسه الذي وحده استطاع أن يسد الفجوة التي تفصل السماء عن الأرض، والذي به صار لنا الطريق المفتوح للاقتراب إلى الله. إنه هو الذي ربط بين الأرض والسماء، وأعلن عن استعداد نعمة الله لقبول الخطاة الراجعين إليه. كانت السُلَّم منصوبة حيث رقد الطريد الهارب المُنفرد، وعلى رأس السُلَّم كان الرب نفسه يتكلَّم ليعقوب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37457 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بابٌ مفتوحٌ في السماء ![]() «بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ» ( رؤيا 4: 1 ) يجب أن نتذكر أن يوحنا كان في جزيرة بطمس، ذلك المنفى المُنفرد الصخري الموحش، من أجل كلمة الله، ومن أجل شهادة يسوع المسيح، ومع ذلك فلهذا المؤمن المُنفصل عن أحبائه الذين في أفسس، والمحروم من مشاركة إخوته القديسين في السجود والعبادة، المحكوم عليه بمعاشرة الأشرار المنفيين معه؛ لمؤمن هذه ظروفه الصعبة، قد أُعطيت تلك الإعلانات الإلهية السامية، وله قد فُتِحَ باب في السماء ( رؤ 1: 9 ؛ 4: 1). وبهذه المناسبة نذكر يعقوب، طريد بيت أبيه، ذلك الذي أخذ من حجارة الصحراء الصلبة وسادة واضطجع عليها في العراء الموحش. نذكر كيف رأى في حلمه سلمًا منصوبة على الأرض، ورأسها يمس السماء، سلمًا اتحدت السماء بالأرض، وعلى رأس هذا السلم وقف الرب يتكلَّم إليه بوعود سباعية ( تك 28: 10 -15). لم ينفرد هذان الشخصان بمثل هذه البركة العظمى، بل ما أكثر الذين انفتحت لهم أبواب السما، عندما كانت ظروفهم - بحسب نظر العالم - قاسية، لا تُعطي أملاً بنعمة كهذه. كم مرة للمسجونين، للمتألمين، لمن ربطتهم سلاسل الأمراض المؤلمة بالفراش، للغرباء والنزلاء على انفراد، لرجال ونساء حرمتهم ظروفهم القاسية من الاجتماع مع إخوتهم حول الرب، كم مرة لمثل هؤلاء، ولمن هم في أتعاب متنوعة أخرى، قد انفتح باب في السماء. ولكن توجد هناك شروط؛ يجب أن نعرف معنى الوجود في الروح. يجب أن نكون أنقياء القلب في طاعة الإيمان. يجب أن نكون راغبين في أن نحسب كل شيء خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع. عندئذٍ عندما يكون الله هو الكل في الكل لنا، عندما نتحرك ونعيش ونُوجد دائمًا في جو رضاه، في مثل هذه الحالة نستطيع أن نتمتع بباب مفتوح لنا في السماء في جميع ظروفنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37458 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ها أنا معك ![]() وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض. لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به ( تك 28: 15 ) ما كان أحوج يعقوب لمثل هذا الوعد! كان قد ترك بيت أبيه، وتصوّر أنه وحيد في ذلك المكان الموحش. لذلك أراد الله أن يكشف لعبده ما هو مذخر له في قلب إلهه من محبة وعطف وحنان. «ها أنا معك» ومَنْ يستطيع أن يدرك طول أو عرض، أو ارتفاع أو عُمق هذا الوعد الثمين؟ لو كان الله أعطى يعقوب خبزاً ليأكل وماء ليشرب وثياباً ليلبس، لكان هذا فضلاً كبيراً منه. ولكن تلك العطايا لا تُقاس بالوعد «وها أنا معك». ولو كان الله أرسل ملاكاً لحراسة عبده في الطريق، لكان هذا إحساناً عظيماً. ولكن هذا الإحسان لا يُقاس بالوعد «ها أنا معك». ذلك الوعد الذي لنا فيه بركات الله التي لا تُستقصى. وكأن بالرب يناجي عبده قائلاً: غداً يا يعقوب سترفع عينيك إلى الغرب فتقول في نفسك: لقد تركت أبي وحُرمت من حضن أمي. فتغرق عيناك بالدموع، ولكن «ها أنا معك». ربما تنظر إلى الشرق وتذكر أنك ذاهب إلى بيت خالك لابان الذي لا تعرف عنه شيئاً سوى ما سمعته عن بُخله وقسوته، ولست تعلم كيف سيقابلك أو كيف سيعاملك، فتخطر في قلبك أفكار تفزعك. لكن لا تخف لأني «ها أنا معك». إن كنت قد تركت بيت أبيك فأنا معك. وإن كنت قد حُرمت من عطف أمك، فأنا معك. وإن كنت قد انفصلت عن أصدقائك، فأنا معك، الصديق المحب الألزق من الأخ. إن كنت سائراً في طريق موحش فأنا معك. وفي بيت خالك لابان سأكون معك. يا لها من محبة يُظهرها الله للذين يحبونه، بل بالحري للذين أحبهم! إنه يقول لكل واحد «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي ... لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك» (إش43). أيها الأخ ثق أن الرب قريب منك. تصرخ إليه فيسمعك، بل ويسمع أنّأت قلبك، ويعلم احتياجك من قبل أن تسأل. إنه يشعر بكل ما تشعر به، ويتألم من كل شيء تتألم منه. إنه بجانبك على فراش مرضك، يسمع صلاتك، يحفظ دموعك في زقه، فلا تخف. إنه معك في ضيقك وفي فقرك، وسيقودك من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه، فلا تيأس. إنه يشعر بحزنك وبمرارة نفسك، وسيحوّل قريباً نوحك إلى رقص، فترنم له روحك ولا تسكت، فقط «انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37459 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لنستبدل نظرة الإدانة لكل الناس بنظرة إخوة ولنكيل لكل من نقابله في الحياة بكيل المحبة المسيحية ، نعم لقد حان الوقت لنترك الحكم المسبق على الناس والكلام الجارح والغير بناء لأننا كما ندين سوف ندان يوماً ما وبما نكيل سيُكال لنا ، كونوا محبين وودودين وذو نظرة مسيحية صافية وصادقة وخاليه من كل سوء وستنالون نِعم الرب عليكم . تأكدوا أن كل عمل محبة تقومون به سيرجع لكم أضعاف ما فعلتموه ، فحين نغرس المحبة سوف تثمر وتنتشر في نفوس كل الناس ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37460 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصلاة هي التي تمدنا بالطاقة حتى نكمل مسيرة حياتنا مع الله ، لذلك لنواظب ونستمر بصلاتنا العميقة والحارة ولنحافظ على ثقتنا بألهنا القدوس الحي القادر على كل شيء ، فتنفتح بقوتهِ كل الابواب المغلقة ، تصبحون على وجه يسوع … ![]() |
||||