17 - 07 - 2013, 03:00 AM | رقم المشاركة : ( 3731 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حسد الشياطين أول الحاسدين كان الشيطان. حسد الإنسان الأول علي نقاوته، بينما فقد هو تلك النقاوة. وحسده لعلاقته الطبية مع الله، بينما خسر هو تلك العلاقة. وحسده لأنه خلق علي صورة الله ومثاله. وحسده علي تمتعه بالبركة والسلطة في جنة عدن. فأراد أن يفقده كل هذا.. ماذا فعل إذن؟ خدعه وكذب عليه وأغراه، وأسقطه في الخطية، فتعرض لحكم الموت. وهكذا نقول في القداس الإلهي (والموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس، هدمته). كانت إذن مؤامرة من الشيطان، وخدعة، ولم تكن ضربة عين. الشيطان لا يحب الناس، ولا يحب الخير للناس، لذلك يحسد. فليست في قلبه المحبة التي لا تحسد، بل تتركز في قلبه العداوة والكراهية، وبالتالي الحسد. وفي الحسد يحب أن يضر. ويحب أن النعمة تزول من المحسود، علي الرغم من أن هذه النعمة سوف لا تتحول إليه. ولكنها مجرد الكراهية التي تجعله يفرح بسقوط البشر. وقد حسد أيوب الصديق. ولم يستطيع أن يضره إلا أن أخذ سماحًا من الله (أي2،1). وحتى ذلك بسماح كان في حدود لا يتعداها، في الحدود التي كان الله يعرف أن أيوب البار سوف يحتملها. وانتهي الأمر بأن رفع الرب وجه أيوب، وعوضه الخير الذي فقد مضاعفًا. ولم تفلح مؤامرة الشيطان. وكان الله ضابط الكل ممسكًا العملية كلها في يمينه، محولًا كل شيء إلي الخير كما فعل مع يوسف الذي حسده أخوته من قبل (تك8:45). الانتصار على الشيطان، فن قبطي رسم تاسوني سوسن فإن كان الشيطان بكل جبروت حسده وقوته لا يستطيع أن يؤذي إلا بسماح، فهل تظنون أن عيون الحاسدين من البشر الضعفاء تستطيع أن تؤذي؟! مهما أوتيت من قوه البصر!! أين إذن ضابط الكل وحمايته؟ ومن الذي أعطي أولئك الحاسدين تلك القوة الضارة الجبارة. في عيونهم!؟ وهل الله يمنح أمثال هؤلاء قوة للإضرار، ليست تحت ضبط، وتعمل بلا سبب داع لإهلاك الناس؟! أمر لا يصدقه منطق، ولا يسنده الكتاب.. ولو كانت ضربة العين حقيقية، إذن لهلك كل أصحاب المواهب والمناصب والتفوق. الحاصلون علي جائزة نوبل كل عام، أليس لهم حاسدون؟ وهؤلاء الحاسدون أليست لهم عيون؟ هل تصيبهم ضربة عين، فيفقد العالم أعظم علمائه وأدبائه وأبطال السلام فيه!! وأبطال الرياضة أصحاب الكؤوس الذهبية والميداليات، والمتفوقون في الفن والموسيقي، وملكات الجمال في العالم.. أليس لهؤلاء أيضًا حاسدون، ولهم أو لأصحابهم عيون. والذين ينجحون في الانتخابات، ويتولون المناصب والرياسات، علي كل المستويات، وفي كل البلاد، أليس لهم أيضًا حاسدون؟!! وأوائل الطلبة في الكليات والجامعات، وأوائل الثانوية العامة، وقد يكون الأول متفوقًا بنصف درجة فقط،وكل الذين يعينون في مناصب مرموقة جدًا، أليس لهم أيضًا حاسدون؟ هل تصيب كل هؤلاء ضربة عين فيسقطون؟! أم أننا لا نكون آمنين إلا من حسد العميان أو ضعاف البصر، الذين ليست لهم عيون تفلق الحجر؟!! إنني لست أوافق مطلقًا علي ضربة العين، ولا أري الحسد إلا مشاعر خاطئة، قد تعبر عن ذاتها بمؤامرات تحوكها حول المحسودين، ربما تضرهم أو لا تضرهم. والسيد المسيح حينما أخفي لاهوته عن الشيطان، لم يكن ذلك خوفًا من حسد الشيطان، حاشا. بل لئلا يعطل الشيطان قضية الفداء، أو قيل (لأنهم لو عرفوا، لما صلبوا المجد) (1كو8:2). كذلك القديسون لم يخفوا فضائلهم خوفًا من حسد الشياطين، وإنما تواضعًا. فالشيطان كان يعرف فضائلهم. بلا شك كان الشيطان يعرف أن القديسة مارينا امرأة، لا يمكن أن تنجب من امرأة أخري ابنًا!! إنما هذه القديسة صبرت علي العار تواضعًا منها. وإن كان هناك مجال لحسد الشيطان، فهو أن يحسدها علي تواضعها، الأمر الذي ما كان ممكنًا أن تخفيه عنه. وبالمثل القديس أبا مقار الكبير، كان الشيطان يعرف تمامًا أنه لم يخطئ إلي تلك الفتاة. فالشيطان هو الذي أغراها علي الزنى مع الشاب. وهو الذي أوعز إليها أن تلصق التهمة بالقديس مقاريوس الذي قيل ذلك تواضعًا منه. وليس دخل بحسد الشياطين. القديسون كانوا يحفظون فضائلهم من مديح الناس. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:03 AM | رقم المشاركة : ( 3732 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغيرة لوحة غيرة، للفنان ماتس إريكسون ليست كل غيرة لونًا من الحسد الخاطئ. وليست كل غيرة ضد المحبة. فإن الرسول يقول: (حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين) (غل18:4). إنها الغيرة التي لا تحسد وإنما تقلد، وتتحمس للخير فنحن نسمع عن فضائل القديسين، سواء الذين انتقلوا أو الذين ما زالوا أحياء. فنغار منهم غيرة تجعلنا نتمثل بأفعالهم، لا نحسدهم، ونتمنى زوال النعمة منهم إلينا! بل نفرح كلما نعرف جديدًا من فضائلهم. إن الذي يحب الفضيلة، لا يحسد الفضلاء، والذي يحب الفضلاء لا يحسدهم بل يقلدهم. آباء البرية ما كانوا يحسدون بعضهم بعضًا في حياة الروح. بل كان ارتفاع الواحد منهم في الطريق الروحي، يشجع الآخرين ويقويهم. وكانوا يمجدون الله بسببه.. وتملكهم الغيرة المقدسة فيفعلون مثلما يفعل، ويطلبون صلواته وبركته لهم. وهكذا كان الحال في العصر الرسولي، وفي كل عصور الاستشهاد. كانت هناك غيرة، ولم يكن هناك حسد. لأن الناس كانوا يحبون الملكوت، ويحبون كل العاملين فيه. ولا يحسدونهم، بل يطوبونهم. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:05 AM | رقم المشاركة : ( 3733 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تحسد الذي يحب إنسانًا لا يمكن أن يحسده.. لأنك إن أحببت إنسانًا، تتمنى أن تزيد نعمة الله عليه، لا أن تزول النعمة منه. وإن أحببت إنسانًا، فإنك تفضله علي نفسك، بل تبذل نفسك عنه. وهكذا لا يمكن أن تشتهي أن يتحول الخير منه إليك فالمحبة تبني ولا تهدم.. وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها، لا يمكن أن تحسدها علي زواج موفق، بل تسعد بسعادتها، وتكون في خدمتها في يوم فرحها، نبذل جهدها أن تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة. كذلك الأب يفرح بنجاح ابنه، ولا يمكن أن يحسده علي نجاحه.. داود الملك فوق السطح قبل سقوطه مع بثشبع لقد فرد داود الملك أم يجلس ابنه علي كرسيه في حياته. بل هو الذي دبر كل ذلك وأمر به. ولما جلس سليمان علي كرسي المملكة، قال داود (مبارك الرب إله إسرائيل الذي أعطاني اليوم من يجلس علي كرسي، وعيناي تبصران) (1مل48:1). وجاء عبيد الملك داود ليباركوا له قائلين (فليجعل إلهك اسم سليمان أحسن من اسمك، وكرسيه أعظم من كرسيك) (1مل47:1). وفرح داود بهذا، وسجد علي سريره. وفرح يعقوب بابنه يوسف، لما رآه رئيسًا في مصر.. وباركه وبارك ابنيه (تك48: 20-22). ولعل من أروع الأمثلة في المحبة التي لا تحسد، موقف القديس يوحنا المعمدان من المسيح. كان المعمدان هو أعظم كارز في أيامه، وقد (خرجت إليه أورشليم وكل اليهودية وجمع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم) كانوا مع يوحنا. فهل دخل الحسد إلي قلب يوحنا؟ كلا بل فرح. فيوحنا كان يحب المسيح. والمحبة لا تحسد. لذلك قال عبارته الخالدة: من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس، إذن فرحي هذا قد كمل، . ينبغي أن ذاك يزيد وأنى وأنا أنقص. الذي يأتي من فوق، هو من فوق الجميع) (يو3: 29-31). كان حبًا ممزوجًا بالإيمان، والاتضاع.. أما الحسد فنجده خاليًا من الحب في كل أحداثه. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:06 AM | رقم المشاركة : ( 3734 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو الحسد شخص ينظر للمستقبل، التفكير النظري، نظرة الحسد الحسد بمعناه اللغوي هو تمني زوال النعمة أو الخير عن المحسود، وتحول هذه النعمة والخير إلي الحسد. وبهذا المعني يكون الحسد خطية مزدوجة: فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية،لأنه ضد المحبة. فالمحبة لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق (1كو17:24). والكتاب يقول (لا تفرح بسقطة عدوك. ولا يبتهج قلبك إذا عثر (أم24:17).. فك بالأكثر إن كان هذا الذي تتمنى له السقوط ليس عدوًا، ولم يفعل بك شرًا!! كذلك تمني تحول خيره إلي الحاسد يحمل خطية أخري. فهو شهوة خاطئة. وهو ضد الوصية العاشرة: (لا تشته شيئًا مما لقريبك) (خر13:20). والقديس يعقوب الرسول يسمى الحسد (الغيرة المرة) (يع14:2). ويعتبره القديس بولس الرسول من (أعمال الجسد) (غل19:5). والذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله) (غل21:5). وهناك نوع آخر من الحسد، يحذر منه الكتاب بقوله. "لا تحسد أهل الشر، ولا تشته أن تكون معهم" (أم 1:24). وهنا يرتبط الحسد بشهوة الخطية. فيحسد الذين يرتكبونها حين لا يكون بإمكانه ذلك. وهذا يدل علي عدم وجود نقاوة في القلب. وعلي أن القلب لا توجد فيه محبة الله. لأن هذه المحبة تقي المؤمن من حسد الأشرار علي شرهم.. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:08 AM | رقم المشاركة : ( 3735 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرفق والرأفة موت أبشالوم، وتعلق شعره في البطمة من صفات المحبة: الرفق واللين والرأفة والعطف والحنو وأول نوع من هذه المحبة هو المحبة الطبيعية: ومنها محبة الآب، ومحبة الأم، ومحبة الأخوة. كل منها محبة طبيعية، تربطها جميعًا رابطة الدم. وكل منها تترفق. ولذلك حينما حدث أن أخوة يوسف أرادوا أن يقتلوه (تك37: 19، 20).، وكانت هذه القسوة منهم ضد الطبيعة. وحينما أراد أخوه رأوبين أن ينقذه من أيديهم كان هذا الأمر منه محبة طبيعية تترفق (تك37: 21، 22). وحينما شقوا ثيابهم ووقعوا علي الأرض أمامه، متوسلين لأجل بنيامين، خوفًا علي أبيهم يعقوب أن يحزن ويموت بسبب فقد بنيامين، كانت هذه محبة طبيعية تترفق. وهكذا طلب يهوذا أن يؤخذ هو عبدًا بدلًا من أخيه قائلًا (لأني كيف أصعد إلي أبي والغلام ليس معي، لئلا أبصر الشر الذي يصيب أبي) (تك34:44). وهكذا كان وضع داود من جهة أبشالوم. بينما أبشالوم سلك بأسلوب ضد الطبيعة، إذ حارب أباه، واستولي علي مكله، وصنع به شرورًا، نجد أن داود قال لجنده وهم خارجون للحرب (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم5:18). وكانت منه محبة طبيعية تترفق. كذلك لما سمع داود بمقتل أبشالوم في الحرب، وانزعج وبكي وقال (يا ابني أبشالوم يا أبني، يا أبني أبشالوم، يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم أبني، يا أبني) (2صم23:18)، وكانت هذه منه محبة طبيعية تترفق.. وقد شبه الرب محبته للبشر بهذه المحبة الطبيعية: ودعا نفسه أبًا لنا، ودعانا أبناء. وعلمنا أن نصلي قائلين (أبانا الذي في السموات) (لو2:11)،وداود في المزمور شبه محبة الأب نحو بنيه. فقال (كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه) (مز13:103). ومن جهة محبة الأم، قال الرب لأورشليم (هل تنسي المرأة رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. هوذا علي كفي نقشتك) (أش49: 15، 16). فقال إن محبته أعظم من محبة الأمومة في ترفقها. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:09 AM | رقم المشاركة : ( 3736 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نطيل أناتنا الرب بالعود . بربابة ذات عشرة أوتار رنموا له - مزامير 33: 2 - داود النبي والملك * نطيل أناتنا بالنسبة إلي الله، في انتظار مواعيده، وفي انتظار تدخله لحل مشاكلنا واستجابة صلواتنا. وكما يقول المرتل في المزمور (انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب) (مز14:27). وكما قال السيد المسيح له المجد (بصبركم تقتنون أنفسكم) (لو19:21). * كذلك صبرنا وطول أناتنا في محيط الخدمة. فلا نيأس بسرعة ولا نضجر، إذا تأخر الثمر في مجال خدمتنا: فالخطاة يحتاجون إلي طول أناة، حتى يتوبوا ويتركوا ما سبق تقييدهم به من طباع وعادات وشهوات. والجهال يحتاجون إلي طول أناة، حتى يفهموا الفكر الروحي، وحتى ينضجوا أيضًا. ويجب علينا أن نتأنى عليهم بكل حب، ولا نتضايق من بطء توبتهم أو من رجوعهم أحيانًا إلي الوراء، ذاكرين قول الرسول (تأنوا علي الجميع) (1تس14:5). طول الأناة صفة ينبغي أن يتحلى به المربي والمرشد والمعلم. يتحلى بها الأبوان في صبرهما إلي طفلهما حتى ينضج، محتملين في محبة وطول أناة كل أخطائه وضعفاته. وأيضًا طول الأناة اللازمة للمدرس حتى يفهم تلميذه، وتتسع مداركه،كذلك المرشدون وآباء الاعتراف، وكل القادة يحتاجون إلي السلوك بمحبة وطول الأناة. ولنعرف جميعًا أن تعود الفضيلة ليس سهلًا علي أولادنا وتلاميذنا. يضاف إلي ذلك حروب الشياطين القاسية ضدهم والعثرات التي تتعبهم من الخارج. وأمام كل هذا نتذكر قول الرسول (المحبة تتأنى وترفق).. تمامًا كما يتأنى الطبيب علي مريضة في الاستجابة للعلاج. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:12 AM | رقم المشاركة : ( 3737 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طول أناة الله وطول الأناة صفة من صفات الله. وقد أطال الله أناته علي اليهود وعلي الأمم كليهما: أطال الله أناته علي اليهود، الذين كانوا شعبًا صلب الرقبة، متمردًا للغاية، وكثيرًا ما أتعبوا موسى النبي الذي (كان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين علي وجهه الأرض) (عد3:12). وكم قتلوا الأنبياء، ورجموا المرسلين إليهم) (مت37:23). وهنا فلنستمع إلي قول نحميا النبي (آباؤنا صلبوا رقابهم، ولم يسمعوا وصاياك.. وأنت إله غفور وحنان ورحيم طول الروح.. فلم تتركهم..) (نح9: 16، 17). ونرى هنا طول الأناة يرتبط بالحنان والرحمة والمغفرة. حنان الله ورحمته نابعان من محبته للبشرية، ومن نتائجها المغفرة وطول الأناة هذا الأمر غرفه البشر منذ البدء. ويذكره موسى النبي في سفر العدد (الرب طويل الروح وكثير الإحسان، يغفر الذنب والسيئة) (عد 18:14). وكثير نفس الكلام في المزامير (مو15:86). (مز8:145). ويشرحه المرتل بتفصيل في مزمور 103 فيقول (الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة، لا يحاكم إلي الأبد ولا يحقد إلي الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته علي خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا كما يتراءف الأب علي الابن يتراءف الرب علي خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن (مز103: 8-14). وطول أناة الله، كانت لتقتاد الناس إلي التوبة. أم مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع كما قال القديس بطرس الرسول (لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلي التوبة) (2بط3: 9). وقال أيضًا في نفس الرسالة (احسبوا أناة ربنا خلاصًا، وكما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس) (2بط3: 15). فما الذي كتبه القديس بولس؟ لقد قال: (أم تستهين بغني لطفه وطول أناته، غير العالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة) (رو4:2). طول الأناة هو فرصة من الله المحب، تقود إلي التوبة وليس إلي الاستهانة والاستهتار. لذلك يقول الرسول بعد عبارته السابقة (ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب. تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة،، الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله) (رو2: 5، 6). هكذا فعلا للهم فرعون. أطال الله أناته عليه مرات عديدة. وكما كان يعترف بالخطأ، ويطلب الرحمة ورفع الضربة عنه، كان الرب يرفع الضربة، ويعطيه فرصة للتوبة. فبما استهان بطول أناة الله، ضربه بالغرق مع جنوده في البحر الأحمر. وأطال الرب أناته علي اليهود مرارًا، وغفر لهم عبادتهم للأصنام ولآلهة الأمم. فلما استهانوا بطول أناته، ودفعهم إلي شبي بابل وأشور وقال لهم (حين تبسطون أيديكم استر عيني عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا) (أش15:1). الله في محبته، أطال أناته علي الأمم. الأمم الذين عبدوا الأصنام، واتخذوا لهم آلهة أخري غير الرب. وقال الجاهل منهم في قلبه ليس إله (مز14: 1).. وأخيرًا جاء ملء الزمان الذي دخل فيه الأمم إلي الإيمان، وطمعت الزيتونة البرية في الزيتونة الأصلية (رو3:11). وقال الرب لتلاميذه (اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخلفية كلها) (مز15:16). ظهرت طول أناة الله علي نينوى وعلي يونان. علي نينوى المدينة الأممية الخاطئة التي كان (يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم) (يون11:4). وبطول أناة الله، وبكرازة نبيه يونان، تاب أهل نينوى، وصاموا وجلسوا في المسوح والرماد،وغفر لهم الله وقبل توبتهم، كما قبل توبة أهل السفينة أيضًا. وبنفس طول أناة تعامل الرب مع يونان، الذي هرب أولًا من وجه الرب واخذ سفينة إلي ترشيش (يون3:1). لم يأخذه الرب في وقت خطيئته وهربه. بل أطال أناته عليه علي الرغم من عصيانه. وأعد له حوتًا عظيمًا ابتلعه ولقنه درسًا، فأطاع أخيرًا. وذهب ونادي لنينوي حتى تاب شعبها وخلص (يون3:3). كل ذلك لأن الله في محبته، لا يشاء أن يموت الخاطئ، بل أن يعطي فرصة لكي يتوب ويرجع فيحيًا (خر23:18). وهكذا في محبة الله، أطال أناته علي الخطاة. أطال أناته علي زكا العشار الذي تعجب الناس من أن يدخل الرب إلي بيته وهو رجل خاطئ. ولكن الرب أعلن قائلًا (اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم) (لو9:19). وحدث المثل مع متى العشار، الذي لم يترك فقط مكان الجباية، بل صار واحدًا من الاثني عشر. وبالمثل أطال أناته علي المرأة السامرية التي كان لها خمسة أزواج، وتابت وكرزت به (يو4). وأطال أناته علي المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين (مر9:16). فتبعته هي التي بشرت التلاميذ بالقيامة. وأطال أناته علب الابن الضال، الذي كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد (لو15: 24،32). با بالأكثر أطال أناته علي شاول الطرسوسي الذي اضطهد الكنيسة بعنف، وحوله إلي رسول عظيم وكارز.. وهذا الذي قال عن نفسه (أنا الذي كنت من قبل مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا..) (1تي13:1). وقال (الخطاة الذين أولهم أنا. ولكني رحمت ليظهر يسوع المسيح في أنا أولًا كل أناة، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا) (1تي1: 15،16).. وبالمثل أطال الله أناته علي أريانوس وإلى أنصنا في عهد ديوقلديانوس، الذي كان أكثر الولاة تعذيبًا للمسيحيين.. وبطول أناة الله عليه، آمن وصار شهيدًا.. وأطال الله أناته حتى تاب خطاة وصاروا قديسين. نذكر من بينهم أوغسطينوس الذي تاب وترهب وصار أسقفًا، وكتب تأملات عميقة انتفعت بها الأجيال من بعده، وموسى الأسود الذي تاب وصار أبًا للرهبان، وقدوة في المحبة والوداعة. كذلك مريم القبطية التي تابت من زناها، وصارت من السواح، وباركت زوسيما القس. ويعوزني الوقت إن تكلمت عن جمرة من الخطاة أطال الله أناته عليهم، وقادهم إلي التوبة وإلي القداسة ولعلني أذكر تلك الشجرة التي ما كانت تعطي ثمرًا، وكانت علي وشك أن تقطع. ولكن قلب عنها: "اتركها هذا السنة أيضًا، حتى أنقب حولها زبلًا. فإن وضعت ثمرًا، وإلا ففيما بعد نقطعها" (13: 8، 9). هذه أمثلة من طول أناة الله، نضع إلي جوارها أناته علي تلاميذه الاثني عشر، سواء في قلة فهمهم، أو في وضعفهم فما قدروا أن يسهروا معه ساعة واحدة في بستان جثسيماتي (مت26) أو في سؤالهم أكثر من مرة من يكون الأول فيهم والرئيس (مت26:20) (لو24:20). أو في شكوكهم مثل ما فعل توما (يو20) أو في هربهم أثناء القبض عليه وخوفهم واختبائهم أو شكهم في قيامه (مر16).. ولكنه تأني عليهم وصبر، وعالج ضعفهم، وجعلهم قادة للمؤمنين.. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:15 AM | رقم المشاركة : ( 3738 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعرفة يظن البعض انه يجد نفسه عن طريق المعرفة. أو عن طريق حرية المعرفة، أو المعرفة التي يقول عنها الكتاب إنها تنفخ (1كو 8: 1). ويحب الواحد منهم أن يكون مرجعا في المعرفة، يقود غيره في المعرفة ويحاول أن يأتي بفكر جديد، وينسب إليه، ويتميز به، وينفرد به، حتى يقولون "فلان قال..".. ومن هنا ظهرت البدع، لأنها بها ابتدع أناس أفكارًا جديدة ضد التسليم العام.. يظن بها الشخص انه يجد نفسه، كصاحب رأى وفكر وعقيدة، ولا يتضع بالخضوع لتعليم الكنيسة، بل يريد أن يخضع الكنيسة لتعليمة.. وهكذا يضيع نفسه. إنسان آخر يظن أنه يبنى نفسه بالإعجاب بالنفس. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:16 AM | رقم المشاركة : ( 3739 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإعجاب بالنفس محبة النفس، يحب نفسه فيكون بارًا في عيني نفسه وحكيما في عيني نفسه". ويدخل في عيادة النفس. ولا مانع أن يكون الكل مخطئين، وهو وحده الذي على صواب..! وهذا النوع يبرر ذاته في كل عمل وفي كل خطأ. وإن قال له أحد إنه مخطئ، لا يقبل ذلك. ويرفض كل توجيه. وإن عوقب على خطأ، ويملأ الدنيا صراخًا: إنه مظلوم. ولا ينظر إلى الذنب الذي ارتكبه، إنما يدعى قسوة من عاقبه! وترتبك مقاييسه الروحية والأدبية والعقلية، ويضيع نفسه. ويمدح نفسه، ويحب أن يمدحه الآخرون. وان مدحوا غيره يستاء! كما استاء قايين، لما قبل الله قربان هابيل أخيه.. والكثير من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس، يكون الله منحهم مواهب، ولكنهم في الإضرار بأنفسهم. |
||||
17 - 07 - 2013, 03:17 AM | رقم المشاركة : ( 3740 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحرية كالشاب في بلاد الغرب: إذا كبر، فلا سيطرة لأحد عليه، لا أبوه ولا أمه في في البيت، ولا مدرسوه في معاهد التعليم. بل يظن أنه يفعل ما يشاء بلا قيد. حتى المبادئ والقيم والتقاليد، ويحب أن يتخلص منها. ويعتبر أنه بهذا يصير حرًا ويجد نفسه. والوجوديون يريدون. في تمتعهم بالحرية - أن ينحلوا حتى من (قيود!) الله ووصاياه. ولسان حال كل منهم يقول "من الخير أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا"!! مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع كل هؤلاء يقصدون بالحرية، الحرية، الحرية الخارجية. وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة. ولا يقصد التحرر من الخطايا والأخطاء، والتحرر من العادات الفاسدة. كل ذلك الذي قال عنه السيد الرب "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36). الابن الضال ظن أنه يجد نفسه بالحرية، بتركه لبيت أبيه. ولكنه بذلك أضاع نفسه (لو 15). وكذلك الذين يظنون أنهم يجدون أنفسهم بالحرية في الإدمان والفساد والتسيب واللامبالاة! أو الحرية في الخروج في الخروج من الحصون التي تحميهم، إلى الفضاء الواسع الذي يهلكهم! العجيب أنه في الحياة الروحية، يظن أنه يجد الحرية في التخلص من (قيود) الإرشاد الروحي! فلا يستشير الأب الروحي، إلا في الأمور التي يعرف أنه سيوافق عليها. وأما ما يشعر أن سينهاه عنه، فذاك يخفيه! وهكذا يسير حسب هواه، فيضل الطريق.. أو يقول "ابحث عن أب اعتراف آخر.. حقا إن الاستخدام الخاطئ للحرية يضر. وقد أوصل البعض إلى الإلحاد. والأخطر من هؤلاء: الذين يعطون أنفسهم الحرية في تفسير الكتاب، وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة!! فيفسرون الكتاب حسب هواهم. يخضعونه لأفكارهم، بدلا من أن يخضعوا أنفسهم لنصوصه، . ومن أجل هذه وجدت طوائف وكنائس متعددة تتعارض في عقائدها، ووجدت بدع وهرطقات. لأن كل واحد يفسر الكتاب حسبما يريد، ويترجم الآيات أيضًا حسبما يشاء (كما فعل شهود يهوه وأمثالهم). والعجيب أن كل هؤلاء يظنون أنفسهم أكثر معرفة من غيرهم. وهنا تدخل النفس في حرب المعرفة. |
||||