منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 04 - 2021, 11:57 AM   رقم المشاركة : ( 37351 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيمان رَجُل



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ،
فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي»

( تكوين 22: 12 )



هذا الرجل هو إبراهيم، أبو المؤمنين. وقد يبدو أن إيمان إبراهيم وشركته القوية من المستحيلات علينا في هذه الأيام. والحذر كل الحذر من الاستسلام لفكر كهذا. تشجعوا فإبراهيم نما في الإيمان والشركة، وهكذا يجب أن ننمو نحن. إبراهيم تدرَّج في الإيمان والشركة، إنه لم يقفز بخطوات واسعة جدًا، بل رويدًا رويدًا وصل إلى مكانته السامية في دائرة الإيمان. والشخص الذي يُمتحَن إيمانه امتحانًا قاسيًا، هو الذي يعرف كيف ينتصر بالإيمان، وهو الذي أيضًا تنتظره امتحانات أقسى وأشد. إن أثمن المجوهرات هي التي تقطع بكل دقة، وأثمن المعادن هي التي تُمتَحَن بأشد النيران. وما كان ممكنًا لإبراهيم أن يأخذ لقب أبي المؤمنين، إن لم يكن قد جُرّب للغاية.

اقرأ في الأصحاح الثاني والعشرين من التكوين «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ» ( تك 22: 2 ). أُنظره على جبل الْمُرِيَّا وبجانبه فلذة كبده، وتأمل محبة قلبه، وهو على تمام الاستعداد لتضحيته حسب أمر الله؛ وهذه هي المحبة العاملة، هذه هي الأمانة التي لا يسكت الله على مكافأتها سريعًا. على جبل الْمُرِيَّا تكلم إبراهيم بأعماله، مُعلمًا المؤمنين درسًا على مدى الأزمان والأجيال؛ درسًا يُخجلنا ويوبخنا. يا ليت إيمان ذلك الرجل يكون مُشجعًا ومُعينًا لتقوية شعب الله. يا ليتنا نتعلم من إبراهيم أن الإيمان الشديد جدًا، هو الذي يجعلنا نختبر أمانة الله، ويجعلنا نسمع من فم الرب ما سمعه إبراهيم: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، يَقُولُ الرَّبّ ... أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا» (ع16). ورجع إبراهيم مشمولاً برضى الله وبركاته. باركه الرب وجعله بركة. شبع قلب الله به، ولذلك أشبعه خيرًا. وهكذا كل الذين هم من إيمان إبراهيم، يتباركون مع إبراهيم المؤمن.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 11:58 AM   رقم المشاركة : ( 37352 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إبراهيم قوة الإيمان


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب.

قدَّم الذي قَبِلَ المواعيد، وحيده الذي قيل له:

إنه بإسحاق يُدعى لك نسل

( عب 11: 17 ، 18)


إن الإيمان يحل كل الألغاز، ويلاشي كل الشكوك في الظلام. ويا لها من مشكلة واجهت إبراهيم! فأن يقدم إسحاق مُحرقة يعني أن ينفي كل مواعيد الله، ومن الناحية الأخرى، إن لم يُقدم إسحاق فهذا يعني أن يعصى الله. وبعد ليلة من الصراع، وصل إلى الاستنتاج التالي: كي يطيع أمرْ الله، ينبغي عليه أن يقدم إسحاق، ولكي تتم مواعيد الله، ينبغي على الله أن يُقيمه من الأموات. لقد آمن إبراهيم أن الله قادر على الإقامة من الأموات ( عب 11: 19 ). إن الإيمان يصدق إتمام الوعد مهما قال المنطق والعقل عكس ذلك. إن الإيمان يحسم الأمر بالاتكال الثابت على أمانة الله وقدرته.

ولا يقول عبرانيين11: 17 إن ”إبراهيم قدَّم إسحاق خضوعًا لمشيئة الله المقدسة“، ولا يقول إنه ”في محبة فائقة للرب قدَّم ابنه مُحرقة“ على الرغم من أن الحال كان هكذا، بل يقول الروح القدس أن إبراهيم تصرف «بالإيمان». انزع «بالإيمان» من النص، يصبح إبراهيم مجنونًا وقاتلاً.

وتستحق طاعة إبراهيم الفورية للأمر الإلهي أن نتوقف عندها: فلم يكن هناك شك أو تأخير أو تمنع أو تردد، بل نقرأ «فبكَّر إبراهيم صباحًا» ( تك 22: 3 ). لم تكن هناك أية معارضة سواء من العاطفة الطبيعية أو من عدم الإيمان، بل انحنى إبراهيم في خضوع مُطلق لمشيئة الله. لقد انتصر الإيمان على العاطفة الطبيعية والمنطق البشري والإرادة الذاتية، وهو أروع استعراض لقدرة النعمة الإلهية على أن تخضع كل عواطف القلب البشري، وكل تخيلات الذهن الجسدي خضوعًا تامًا لله.

«بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب». لقد تصرّف بناءً على الإيمان بالعدل والحكمة الإلهيين اللذين وراء الأمر، والإيمان في أمانة الله أنه سيتمم مواعيده، مطمئنًا اطمئنانًا تامًا أن الله قادر أن يتمم كلمته، فأعطاه الإيمان القدرة على أن يغلق عينيه عن كل الصعوبات ويطيع. هذه هي طبيعة الإيمان المُنتصر الذي يستطيع أن يحرك الجبال. إنه قادر على أن يقنع النفس بسيادة الله المُطلقة، وحكمته التي لا تخطئ، وأمانته التي لا تتغير، وبره غير المحدود، أي أن الإيمان يستريح مستندًا على طبيعة الله الحي، ويثق في أنه سيُجابه كل العوائق.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 11:59 AM   رقم المشاركة : ( 37353 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطاعة والإيمان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ ...

وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي»

( عبرانيين 11: 8 )



الاستخدام الأول للكلمة العبرية التي تُعبّر عن “الطاعة” ورد في تكوين 22: 18 «يَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». وهذه الكلمة مُشتقة من أصل يعني “يسمع بذكاء”، وهي تحمل فكرة الوعي بما قد سُمِع. أما الكلمة اليونانية شائعة الاستعمال لتصف الطاعة في العهد الجديد، فقد ذُكرت لأول مرة في متى 8: 27 «فَتَعَجَّبَ النَّاسُ قَائِلِينَ: ... إِنَّ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعًا تُطِيعُهُ!». والكلمة في الأصل اليوناني، تتكون من كلمتين يُعطيان للكلمة معنى “يسمع باعتباره في موقع أسفل”. وهي تحمل فكرة الخضوع أو تلقي الأمر من رتبة أعلى، أو التسليم بالسلطة والحكمة.

ونقرأ في عبرانيين 11: 8 «بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ ... فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي». والآية 17 من عبرانيين 11، وتكوين 22: 1-10، 18 تُشير إلى طاعة إبراهيم بتقديمه لإسحاق مُحرقة. وهل كانت هذه الطاعة لها شرح وافٍ أو تفسير كافٍ يفهم به كنه الوصية قبل تصرفه؟ لا أظن. ولكنه أطاع في الحال «فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ ... وَأَخَذَ ... إِسْحَاقَ ... وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ» ( تك 22: 3 ). فإبراهيم لم يتساءل بشأن أمر الله. فالطاعة ليست مبنية على الفهم، بل على الإيمان بالله، والثقة في حكمته.

كثيرًا ما يُجيبنا أولادنا: “لماذا؟” عندما نُوّجه لهم أمرًا. فهل هذه هي إجابتنا على توجيهات واردة في كلمة الله، أم أننا سنجيب كرجل الله إبراهيم؟ أَليس هذا هو عين نوع الإيمان الذي ينتظره الله مِنا، فيما يتعلَّق بإنجيل يسوع المسيح؟ هل بمقدور أحد، كائنًا مَن كان، أن يلم بجميع أوجه الخلاص؟ ألا نضع إيماننا في كلمة الله القدير الأمين؟ فالإيمان مبني على المعرفة، ولكن ليس على الفهم الكامل.
وعلينا أن ندرك تمامًا أن آلام المسيح كانت آلامًا نيابيةً. كما علينا أيضًا أن نعي أن ما احتمله من يد الله لأجلنا، يفوق بما لا يُقاس كل ما احتمله من البشر الخطاة من آلام، عندما جعل الله ذاك الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا. وعندما وضع الرب عليه ـ وهو معلَّق فوق الصليب ـ إثم جميعنا، فحُسب هو كمُذنب مع أنه البار، لنُحسب نحن أبرارًا مع أننا مُذنبون.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 37354 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نسجد ونرجع



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«اجلسا أنتما ههُنا ..

وأمَّا أنا والغلام فنذهب ..

ونسجُد، ثم نرجع إليكمَا»

( تكوين 22: 5 )



لا يُمكننا أن نعرف على الإطلاق كيف كانت هذه الأيام الثلاثة من الترحال الصامت بالنسبة لإبراهيم ( تك 22: 4 ). وعلى الرغم من انشغال الشيخ الزائد بحزنه الشخصي الاستثنائي، كانت الضرورة موضوعة عليه بأن يخفيه تحت مظهَر التصميم، بل وحتى السرور، بحيث لا يتكهَّن لا ابنه ولا خادماه بالألم الذي كان يعتصر قلبه.

أخيرًا في اليوم الثالث، رأى على بُعد مقصَد رحلته، فقد أخبره الله أنه سيقول له أيًّا من الجبال كان هو البقعة المُعيَّنة لتقديم الذبيحة. وبمجرَّد أن لاح الجبل في الأُفق، قال إبراهيم لغُلاَمَيهِ: «اجلسا أنتما ... وأمَّا أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكُما». يا له من تعبير مُهم، في المقَام الأول، نجده في كلمة «نسجُـد»! إنه يعكس الحالة الذهنية لفكر الشيخ. لقد كان شديد الانشغال بالله في ذاته، الذي بموجَب أمره تقدَّم إلى هذه المأمورية الحزينة. لقد نظر إلى إلهه، في اللحظة التي كان يطلب منه فيها مثل هذه التقدمة العظيمة للغاية، باعتبار أنه يستحق فقط السجـود والعبادة. وبَدا له كما لو أن كنزه الأثمن والأحَّب إلى قلبه؛ ابنه الوحيد الحبيب، لم يكن شديد العظمة عن أن يُعطيه إلى ذلك الإله العظيم المجيد، الذي كان هو الهدف الوحيد لحياته.

ولاحظ كلمات الثقة اليقينية، التي خاطَبَ بها إبراهيم غلاميه قبل أن يتركهما «أنا والغلام .. نذهب .. ونسجد، ثم نرجع». كان هذا أكثر من مجرَّد نبوَّة قالها عن غير وعي، بل كان يقين الإيمان الذي لا يهتز بأن الله، بطريقة أو أخرى، سوف يتدخَّل لكي يُنقذ ابنه، أو على الأقل، عند الضرورة، لكي يُقيمه من الأموات. على أية حال، كان إبراهيم على يقين من أنه هو وإسحاق سيرجعان. ويظل هذا لكل الأزمان أكثر البراهين المُدهشة اللافتة للنظر للصلابة التي يُمكن بها للإيمان أن يتشبَّث بوعود الله. فعندما تتلقى وعدًا، تشبَّث به مثلما يتشبَّث البحَّار بالصاري وسط الأمواج الهائجة. فالله مُلزَم بأن يكون في مثل صلاح كلمته. وحتى لو طلب منك أن تفعل الشيء الذي قد يبدو أنه يجعل الإنقاذ مستحيلاً، إلا أنك إذا جرؤت على فعله، ستجد ليس فقط أنك ستنال الموعد، بل إنك ستتلقى أيضًا علامة سامية وغير متوقعة على محبته.
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 37355 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إبراهيم يجتاز امتحانًا رهيبًا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب ...

إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا
( عب 11: 17 - 19)



كان إبراهيم يجتاز امتحانًا رهيبًا وهو مُتجه إلى جبل المُريا ليقدم إسحاق. أتصوّر أنه ارتسمت أمامه مثل هذه التساؤلات:

* ”كيف يطلب منه الله أن يذبح ابنه ويقدمه على المذبح، وهو قد سبق ونهى عن ذبح أي إنسان؟ أ لم يَقُل الله سابقًا لنوح: «سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه» ( تك 9: 6 ). فهل سيلغي الله ما سبق وقرره؟“.

* ثم إن الله لم يُعطِه سببًا واحدًا لتقديم إسحاق على المذبح سوى أنه مُحرقة. ولم يُسمع قط أن الله طلب من أي إنسان تقديم ذبيحة بشرية!!

* كيف يتفق طلب الله هذا مع وعده الواضح جدًا: «بإسحاق يُدعى لكَ نسل» ( تك 21: 12 )؟ هل يتناقض الله مع نفسه؟ هل غيَّر مواعيده؟ حاشا. إذًا ما معنى هذا؟!

* كيف يتوافق ما يطلبه الله منه مع عواطفه الأبوية تجاه ابنه الوحيد، خاصة وأن الكلام كان بالتحديد: «خُذ ابنك»، لا غنمك ولا بقرك، «وحيدك» ـ الذي ليس لك سواه ـ «الذي تحبه» ـ الذي تتعلق به كل عواطفك ـ «إسحاق» ـ موضوع الضحك والفرح في بيتك «واصعده هناك مُحرقة»؟؟

* كيف سيواجه سارة؟ ماذا سيقول لها؟ كيف ستكون حياتهما بعد ذلك؟

* وماذا سيقول للوثنيين المُحيطين به من الكنعانيين والفرزيين وغيرهم، أولئك الذين عرفوا أمانته وصدقه وعبادته لله الحي الحقيقي؟ أ لن يكون ما سيفعله بإسحاق سببًا لتعيير دائم له، ولعبادته لله؟!

بالتأكيد لقد ارتسمت أمامه كل هذه الصعوبات، وفكَّر فيها مليًا، ولم يهرب من مواجهتها، لكنه تغلَّب عليها كلها. كيف؟ بالإيمان. لم يتجاهل هذا الواقع القائم، لكنه استحضر الله إليه «بالإيمان ... حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا» ( عب 11: 17 - 19)، إذ قال للغلامين: «اجلسا أنتما ههنا ... وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما» ( تك 22: 5 ). لقد كان إبراهيم متيقنًا أنه سيعود ومعه إسحاق حيًا مُقامًا من الأموات. فيا لروعة الإيمان! ألا نحتاج إلى هذا الإيمان في مواجهة مشاكل وصعاب الحياة؟

 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:08 PM   رقم المشاركة : ( 37356 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السجود



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ

مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ

( تكوين 18: 2 )



في مشهد تكوين 18 سجد إبراهيم أمام الرب، ثم عبَّر عما في قلبه من تعبد وولاء بأن أسرع لاستحضار وتقديم ما يُشبع الرب. وماذا كانت المواد التي تألَّفت منها المائدة؟ ثلاث كيلات دقيقًا .. خبز مَلةٍ، وعجلاً رَخصًا .. وزبدًا ولبنًا ( تك 18: 6 - 8). وكل هذا يكلِّمنا عن المسيح. المسيح في مجد شخصه! المسيح في موته! المسيح في نتائج عمله الكفاري!

«ثلاث كيلات دقيق» تُرينا ناسوت ربنا يسوع المسيح، الذي فيه سُرَّ أن يحِل كل ملء اللاهوت جسديًا (لا2؛ كو1: 19؛ 2: 9). فالدقيق يكلِّمنا عن «خبز الحياة».

«عجِلاً رخصًا وجيدًا» يمثل خدمة المسيح الكاملة لله، وفي ذبحه يُشير إلى موت المسيح وذبيحته الكاملة الكافية ( لو 15: 23 ، 27).

«زبدًا ولبنًا» يمثلان البركات التي صارت لنا في شخصه الكريم المجيد.

وهكذا فإن شخص المسيح وموته هما أساس كل شركة حقيقية وكل سجود حقيقي، لأن استعلان كل ما هو الله في ذاته، وما هو الله بالنسبة لنا، مُعلَن في شخص الرب يسوع، ومرتبط بعمله على الصليب ( يو 1: 18 ؛ عب1: 1، 2). وعلى أساس كمال شخصه المجيد، وكفاية ذبيحته الفريدة، لنا أن ندخل إلى محضر الله، وأصبح في مقدورنا أن نتمتع بالله ذاته الذي أصبح نصيبنا بحسب محبته غير المحدودة في المسيح، وهذا هو أساس السجود.

وعلى قدر ما في موت المسيح من إعلان عن الله، عن جلاله وعن قداسته، وعن حقه ونعمته، وعن رحمته ومحبته، وعن طريق التأمل في تلك الذبيحة العجيبة، تُقاد قلوبنا، بعمل الروح القدس، إلى الانسكاب تعبدًا وسجودًا.

والسجود الحقيقي لا بد أن يقترن بالخضوع القلبي الكامل لمشيئة الله الصالحة، بلا تذمر في القلب، وبلا احتجاج في الفم، بلا دمدمة ولا مُجادلة، بل وفي ثقة كاملة في محبته التي لا تتغير، وفي حكمته التي لا تُخطئ.

ففي مشهد تكوين 22، لم يُطلَب من إبراهيم ببساطة أن يخضع بطريقة سلبية لمشيئة الله، بل طُلب منه أن يعمل عملاً مخالفًا كل المخالفة للطبيعة الإنسانية، ولقد أطاع إبراهيم وخضع ونجح في هذا الامتحان. إن غرض إبراهيم من الخضوع للرب وتقديم إسحاق مُحرَقة كان هو السجود ( تك 22: 5 ).
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 37357 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السجود والبذل والعطاء



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فقال إبراهيم لغلاميه:
اجلسا أنتما ههنا مع الحمار،
وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك

ونسجد، ثم نرجع إليكما
( تك 22: 5 )

إن السجود الحقيقي لا يعني مجرد تقديم بعض كلمات جميلة، أو عبارات منمَّقة، أو ترنيمات شجية، أو ممارسة طقوس معينة، لكن السجود الحقيقي هو أسلوب معيشة، وتوجُّه حياة، ويتضمن كل شيء له مساس بحياتنا الشخصية والبيتية، ويتناول كل تفاصيل الحياة العملية واليومية. كما أن السجود الحقيقي لا يتضمن العبادة العقلية فقط، بل أيضًا تقديم الثمين والغالي للرب، فالعطاء والبذل مرتبطان بالسجود ( عب 13: 16 ).

وفي مشهد تكوين18 سجد إبراهيم للرب، وماذا بعد؟ هل اكتفى بهذا؟ لقد عبَّر عما في قلبه من تعبد وولاء بأن أسرع لاستحضار وتقديم ما يُشبع ويُنعش الرب، وأسرع وأشرك معه سارة وغلامه في خدمة إشباع وإنعاش الرب ( تك 18: 6 - 8). فأصبح بيت إبراهيم كله مشغولاً بإكرام الرب والتعبد والسجود له، وكأن لسان حال إبراهيم «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» ( يش 24: 15 ).

وفي مشهد تكوين22 يلزمنا أن نرقب إبراهيم صاعدًا إلى جبل المُريا لكي نتعلم ماذا كان فكره من جهة السجود، وهل كان إبراهيم صاعدًا ليأخذ شيئًا أم ليعطي؟ هل كان صاعدًا ليشاهد ويتكلم، أم كان صاعدًا ليقدم ويضحي؟ لقد كان صاعدًا لكي يقدم أغلى وأفضل ما عنده لله «بالإيمان قدم إبراهيم إسحاق» ( عب 11: 17 ). كان صاعدًا لكي يسكب قلبه وأغلى ما يُحبه القلب أمام الرب، وهذا هو جوهر السجود.

وهل كان ممكنًا لإبراهيم أن يقدم لله أغلى مما قدم؟ لقد كان إبراهيم غنيًا جدًا ( تك 13: 2 ؛ 24، 35)، ولكن ما قيمة بقره وغنمه وفضته وذهَبه، بدون إسحاق، ابنه وحيده، الذي يحبه؟ إذًا، عندما وضع إبراهيم ابنه إسحاق على المذبح ليقدمه محرقة، إنما كان يقدم لله كل شيء، وهذا هو معنى السجود.

ولكن ماذا عن إسحاق؟ لقد كان إسحاق أيضًا صاعدًا ليسجد ( تك 22: 5 )، فماذا قدم إسحاق على جبل المُريا؟ وماذا أعطى؟ لقد كانت الطاعة المُطلقة عميقة في قلب إسحاق، فقدم نفسه لله، في تسليم كامل، وبكل خضوع.

لقد «ذهبا كلاهما معًا» ( تك 22: 6 ، 8)، إبراهيم ليقدم ابنه وحيده الذي يحبه، وإسحاق ليقدم نفسه. فيا لعظمة سجودهما! ويا لروعة ما قدما وبذلا!
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 37358 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أؤمن بالمسيحِ ربي







قيل عن شيخٍ إنه كان كثيرَ الرحمةِ، فحدث غلاءٌ عظيمٌ، ولكنه لم يتحول عن فعلِ الرحمةِ، حتى نفذَ كلُّ شيءٍ له، ولم يبقَ عنده سوى ثلاثِ خبزاتٍ،
فحين أراد أن يأكلَ أحبَّ اللهُ امتحانه، وذلك بأن قرع سائلٌ بابَه، فقال لنفسِه: »جيدٌ لي أن أكونَ جائعاً، ولا أردَّ أخَ المسيحِ خائباً في هذا الغلاءِ العظيمِ«.
فأخرجَ خبزتين له، وأبقى لنفسِه خبزةً واحدةً، وقام وصلى وجلس ليأكلَ، وإذا سائلٌ آخر قد قرع البابَ، فضايقته الأفكارُ من أجلِ الجوعِ الذي كان يكابده داخله، ولكنه قفز بشهامةٍ، وأخذ الخبزةَ وأعطاها للسائلِ قائلاً: »أنا أؤمن بالمسيحِ ربي، إني إذا أطعمتُ عبدَه في مثلِ هذا الوقتِ الصعبِ، فإنه يطعمني هو من خيراتِه التي لم ترها عينٌ، التي أعدَّها لصانعي إرادتِه«.
ورقد جائعاً، وبقيَ هكذا ثلاثةَ أيامٍ لم يذق شيئاً، وهو يشكرُ اللهَ، وبينما كان يصنع خدمته بالليلِ، جاءه صوتٌ من السماءِ يقول له: «لأجل أنك أكملتَ وصيتي، وغفلت عن نفسِكَ، وأطعمتَ أخاك الجوعان، لا يكونُ في أيامِك غلاءٌ على الأرضِ كلِّها«،
فلما أشرقَ النورُ، وجد على البابِ جِمالاً محمَّلةً خيراتٍ كثيرةً، فمجَّد الله، وشكر الربَّ يسوعَ المسيحِ، ومن ذلك اليومِ عمَّ الرخاءُ الأرضَ كلَّها.


 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 37359 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وكانت البداية !



كان رجلاً عادياً ، ليس من المتدينين المترددين على الكنيسة ، وفى اعترافاته لم يكن يعرف معنى التوبة ، فكان كثير الخطأ والسقوط ، لكنه كان طيب القلب جداً ، ورقيق المشاعر إلى أبعد الحدود . تجول بحكم وظيفته ، كمدرس ، حتى استقر به الحال ، بعدما تزوج وأنجب الأولاد ، فى إحدى مدن الصعيد المطلة على النيل ، لذلك اعتاد كثيراً أن يركب مركباً فى النيل هو وأولاده وبعض الأصدقاء . وفى إحدى المرات ، أثناء أجازة نصف السنة ، ركب المركب كعادته وكان معه ابنه الوحيد ، بينما زوجته وبناته فضلن الإنتظار فى المنزل. اكتظ المركب الصغير بالشبان ، صار فى عرض النيل ، فجأة اندفع الشبان فى لهوهم وتهريجهم إلى جانب واحد ، اختل التوازن فانقلبت المركب بالجميع . صرخ الرجل من عمق قلبه صرخة عميقة إلى الله، لأنه لم يكن يعرف العوم ، ولا إبنه أيضاً . لم يصرخ إلى الله فى حياته كلها مثل هذه الصرخة . بعدها أحس بيدين حانيتين تحملانه . شعر بهما فعلاً وبطريقة حسية كاملة . حملته اليدان إلى الشاطئ وهو يحتضن وحيده . لم ينجُ من الموت يومئذ سوى هذا الشخص وولده ، وكانت البداية ! بداية حياة جديدة .. صلوات لم يذق طعمها من قبل .. عزوف كامل عن زخارف العالم الكاذب واحتقار لكل أباطيله .. انفتح أمامه مجال أسمى بما لا يقاس ، فحوّل الأيام كرصيد له فى السماء . وكذبيحة شكر لله ، نذر صوماً للتوبة والرجوع إلى الله ، فلا يفطر إلا بعد رجوعه من عمله بعد الظهر وبعد أن يصلى صلاة الساعة التاسعة ثم يستريح قليلاً ، بعدها يدخل حجرة مكتبه ، وقد خصصها للصلاة ، ويظل شاخصاً إلى السماء يصلى من أعماقه ، ويتمتع بالمزامير والتسابيح ويعكف على كتابه المقدس يأكل من مشتهياته ويتتلمذ عند قدمىّ قديسيه . وحرارته الروحية تزداد يوماً بعد يوم لكن فى اتزان كامل . وفى ليلة من ليالى الصلاة هذه ، وبينما هو شاخص إلى السماء ، إذا بسقف الحجرة وكأنه غير موجود ، وإذا السماوات مفتوحة !! انذهل عقل الرجل من فرط الحب الإلهى ، وتثقل بمشاعر الاتضاع وعدم الاستحقاق .. لقد كشف الرب بصيرته ليرى ما لا يُرى .. وقد احتفظ الرجل بهذه الأمور فى قلبه لم يَبُح بها لإنسان على وجه الأرض. منذ حادث المركب ، والرجل يذهب إلى الكنيسة بانتظام ، مواظباً على القداسات والعشيات والاجتماعات ، هادئاً وديعاً . صار القداس الإلهى هو أشهى ماله على الأرض، تنحدر أثناءه دموعه كالنهر، وهو واقف بجوار الهيكل ، بعد أن كان القداس مملاً وثقيلاً على نفسه ، ولم يكن يطيق البقاء فى الكنيسة . فى أحد القداسات ، وبينما الكاهن يصلى مجمع الآباء ، وإذ بالرجل يرى أولئك الآباء القديسين يملأون الهيكل واحداً فواحداً . وكلما ذكر الكاهن إسماً ، ظهر هذا القديس لينضم إلى خورس النورانيين ! بعد مرور السنين ، شهد الجميع أن الرجل صار مثلاً للحياة المسيحية وتجسيداً للوصايا الإنجيلية .. حلواً مع الجميع .. خادماً وباذلاً نفسه للجميع . وكان كلما إزداد الرجل بهاءاً وقداسة ، كلما إزداد عليه حنق إبليس الذى يجول كأسد زائر ملتمساً من يبتلعه ، خصوصاً أن الرجل ، رغم قداسته واعلانات الله له ، لم يكن محنكاً فى الحروب الروحية ، ولا هو متتلمذ على أب حكيم أو مدبر ذى بصيرة . بدأت الحرب بشكوى الجسد : أعراض مرض ، وضعف الجسد واحتياجه للراحة والغذاء ، فتور فى الصلاة .. خطوات واضحة فى طريق الكسل !ابتدأ العالم ينساب قليلاً قليلاً إلى داخل حياته ، ودارت الأيام دورتها ، وغرقت سفينة الحياة الجديدة ، ونجح إبليس فى حيلته ، وعاد الرجل إلى سيرته الأولى !! كان يفيق بين الحين والآخر ، يتذكر مجد التوبة والحياة مع الله فيجمع أشلاءه وينتصب للصلاة .. كلمات فاترة ، صلاة بلا طعم ولا تأثير .. حضور القداس بلا اشتياق .. قراءة الإنجيل صارت واجباً ثقيلاً .. كان يتأسف فى قلبه ويندم ويتحسر على أيام زمان ، لكن رويداً رويداً تلاشى الندم ومات الضمير . رجع إلى أصدقاء الشر ورجعت إليه سقطاته القديمة . تُرى .. هل من رجوع هل يترك الله أولاده ألا ينقذهم من فم الأسد ألا ينتشلهم ليقودهم فى موكب نصرته كل حين بالمسيح يسوع بلى ، ينقذهم وينتشلهم .. فقد عادت النعمة تفتقد هذا الإنسان البائس ، وقد ناهز الستين من عمره . تقدم إلى الله بنفس منكسرة ، يطلب الرجوع والقبول . بدأت الحياة تجرى فى مجراها ، وبدأ السعى فى طريق الأبدية . جاءنى الرجل وجلس إلى جوارى ، شيخ وقور ، يعترف . وابتدأ فى الكلام ، ودموعه تنساب فى غزارة لم أرى مثلها . قال : الآن علمت أن الرب صالح وطيب وقابل للخطاة . وتحققت أنه مهما كثرت خطايانا ، فدم يسوع المسيح يطهر من كل خطية . وحيث كثرت خطايانا ازدادت النعمة جداً . لقد ظننت أنه لا رجوع لى إلى رتبتى الأولى وأيام توبتى الأولى ، ولكن ما لا استحقه بعد كثرة خطاياى أعادته النعمة لى . قلت له : كيف كان ذلك قال : دخلت الكنيسة بالأمس ، وكان قد انقطع عهدى بالمناظر الإلهية والاعلانات ، لكثرة خطاياى وفتورى ، وظننت أنه لا عودة إلى قامتى ومقامى الأول . ولكن للعجب الشديد انفتحت بصيرتى مرة أخرى ، ورأيت الهيكل وقد امتلأ بأرواح القديسين والملائكة فى ساعة التقديس ، فعادت نفسى إلى مسكنتها الأولى واتضاعها وفرحها . وتأكدت أن الله يوازن كثرة خطايانا بغزارة محبته ، وأن باب التوبة مفتوح أمام أشر الخطاة . وقد جمل الرب حياة هذا الرجل بالآلام فى ختام أيامه ، فكان يتزكى قدام الرب كل يوم ، فى صبر وشكر ورضى وتسبيح لا ينقطع ، إلى أن إنضم إلى مصاف النورانيين لينعم بكمال العربون الذى ذاقه وهو بعد فى الجسد
 
قديم 09 - 04 - 2021, 12:15 PM   رقم المشاركة : ( 37360 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحب والحنان





طلب راهب كلمة منفعة من رجل علمانى ونظراً لان الرجل لم يعرف القراءة قال له أصغ الى هذا المثل . كان لرجل ثلاثة أصدقاء فقال للأول أنى ذاهب للأمبراطور فتعالى معى فرد عليه وقال سوف أذهب معك ولكن الى نصف المسافة فقط فلا أستطيع أكثر من ذلك فذهب الرجل لصديقه الثانى وطلب منه وقال تعالى معى إلى الأمبراطور فرد عليه سوف أتى معك وأصلك إلى باب القصر فلا أستطيع الدخول معك فطلب الرجل من صديقه الثالث وقال له تعالى معى فأجابه وقال سوف أتى معك وأدخل معك وأتكلم إلى الأمبراطور نيابة عنك فى موضوعك فتعجب الراهب من هذا المثل وطلب تفسيره. فقال الرجل العلمانى
الصديق الاول هو التقشف والذهد فهما اللذان يقودونا إلى منتصف الطريق فقط والصديق الثانى هو حياه القداسه والنقاوه التى تقودنا الى السماء أما الصديق الثالث فهو الحب والحنان الممتزجون بالرحمه فهما اللذان يجعلان الانسان يمثل امام الله ويتحدثان بالنيابه عنا بجساره و بدون خوف او رهبه لان المحبه تطرد الخوف الى خارج كما قال القديس الحب + الرحمه
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025