15 - 07 - 2013, 07:32 PM | رقم المشاركة : ( 3721 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الخطية إن محبة الخطية تسبي القلب، فتجعله يتعلق بها، وينسي الله وكل ما يختص به، بل ينظر إلى الله كعدو يريد أن يمنعه عن الخطية التي يحبها. وهكذا يتقسى قلبه من جهته. ولعله لهذا السبب قال الكتاب إن" محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4). الشاب الغني لما أحب المال، تقسي قلبه أمام المسيح، وتركه ومضي حزينًا (مت19: 22). وامرأة لوط لما أحبت خيرات سادوم، تقسي قلبها حتى حينما كان الملاك ممسكًا بيدها ولم تنظر إلى الله الذي أنقذها ومحبته لها بل نظرت إلى سادوم، فتحولت إلى عمود ملح (تك19). وأكثر من الشاب الغني وامرأة سادوم، تقسي قلب فرعون، لما أحب سلطته من جهة وأحب أن ينتفع بتسخير شعب بأكمله. لذلك لم يستفيد من كل المعجزات والضربات. كذلك فإن الوجوديين الملحدين الذين أن يتمتعوا بوجودهم بعيدًا عن وصايا الله من أجل محبتهم للعالم تقسي قلبهم حتى أنكروا وجود الله نفسه. وقال فيلسوفهم: [خير لي أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا]! ومحبة الخطية أثرت على شمشون الجبار فنسي نذوره ونسي كرامته، وباح بسر قوته، إذ كان قد تقسي القلب تجعل الإنسان يتمسك بالخطية ويؤجل التوبة وكلما يسمع صوت الرب في قلبه، يطغي عليه صوت الخطية ومحبة العالم والجسد فتقسي القلب ويرفض عمل النعمة فيه. |
||||
15 - 07 - 2013, 07:33 PM | رقم المشاركة : ( 3722 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بينما كان موسي فوق الجبل يصرف أربعين يوماً وأربعين ليلة صائماً في خدمة الشعب ، كانوا هم أسفل الجبل يتكلمون بوقاحة عليه ويدبرون مؤامرة خسيسة لصُنْع عجل ذهبي يعبدونه عوضاً عن الله الذي أجزل لهم الإحسان ، فكان موسي يتوقع أن ينزل فيري الشعب قد ألتف حوله مُرحبيَّن به وبلوحي الوصايا العشر ولكنه نزل فوجدهم فاترين من نحوه وملتفين حول ذلك العجل الذهبي صنعة أيديهم ، بل كان يتوقع أن ينزل فيجدهم منشغلين بالتأمل في الوصايا العشر التي سبق أن سمعوها . ← لكنه للأسف نزل فوجدهم منشغلين في كسر أولي هذه الوصايا ، عندئذ إحتدم غضبه وكسر اللوحين اللذين كان يحملهما . ومن ثم رجع إلي الرب ليتشفع لديه عنهم وقال ضمن صلاته الشفاعية " والآن إن غفرت خَطِيَّتَهُمْ ، وإلاَّ فامْحُنِي مِن كِتابِكَ الذي كَتَبْتَ " (خر 32: 32)، فهذه أسمي ما عُّرف من الصلوات الشفاعية وهو يُماثل في روحه هذه رسول المسيحية العظيم الذي قال : " فإني كُنْتُ أودُّ لوْ أكُونُ أنا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد " ( رو 9: 3) . فقد كان كلاهما مستعدين لا لتضحية راحتهماودمائهما وحياتهما بل لتضحية حياتهما الأبدية ، فكان موسي يرمز إلي الراعي الصالح الذي بذل نفسه من أجل الخراف . وهنا نتعلم الآتي :- ← أن الراعي الصالح يهوله أن يري شعبه أو أي فرد من شعبه يهلك ، ويهون عليه أن يُقدمُ أية تضحية في سبيل خلاصهم ويحس بالمسئولية الملقاة عليه ازاء كل نفس تهلك " من يضعفُ وأنا لا أضعفُ ؟ من يعثر وأنا لا ألتهبُ ؟ " ( 2كو 11: 29) ←والراعي الصالح يلتهب قلبه نهاراً وليلاً وينفطر فؤاده حزناً من أجل عدم إستقامة الأحوال في شعبه وكنيسته ، ومن أجل الخطاة الهالكين ، ولا يهدأ له بالٍ حتى يتأكد من خلاصهم فموسي لم يهدأ له بال حتى تأكد أن الرب قد صفح عن شعبه . بقول ارميا النبي الباكي " يا ليت رأسي ماءٌ وعينيَّ ينبُوعُ دُمُوع ٍ فأبكي نهاراً وليلاً قتلَيِ بنتِ شعبي " ( أر9: 1) ←والراعي الصالح يرفع الصلوات الحارة بصفة مستمرة من أجل شعبه لاسيما من أجل الخطاة منهم " فإن الله الذي أعبُدُهُ برُوحِي في إنجيل ابنِهِ شاهد لي كيف بلا انقطاع أذْكُرُكُمْ متضرعاً دائماً في صلواتي " ( رو 1: 9- 10) ←والراعي الصالح ليس هو الذي يأخذ بل هو الذي يُعطي ، فليس هو صاحب الجاه والسلطان بل هو الأكثر تضحية " وأما أنا فبكل سرورٍ انفقُ وانفقُ لأجل أنفسكم وان كنت كلما أحبكم أكثر أحب أقل " ( 2 كو 12: 15) ←والراعي الصالح هو الذي يُضحيَّ بمصلحته الشخصية من أجل تقديم المصلحة العامة ، فقد قال الله لموسي " فالآن اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهُم . فأصيرك شعباً عظيماً " (خر 32: 10) ولكن موسي أَبَى أن يرتفع علي أشلاء شعبه وفضِّل أن يهلك معهم عن أن يصير هو نفسه شعباً عظيماً . .................الراهب يحنس المحرقي |
||||
15 - 07 - 2013, 07:33 PM | رقم المشاركة : ( 3723 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ الكاهن والحياة الروحية + في حياتك الروحية لا تجعل الخدمة الطقسية تطغي علي خدمتك الروحية ولا تجعل خدمتك الروحية تطغي علي حياتك الخاصة وصلتك الشخصية بالله كما قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك " ( 1تي 4: 16)فمنبر الكنيسة خاص بكلمة الرب فقط ، خاص بالتعليم الروحي من أجل ملكوت الله وبره ، ومن أجل خلاص النفس فقط . فإنه منبر مقدس وأن تأخذ علامة لنجاحك في الإفتقاد وهي إن أستطعت أن تتعرف علي عائلة جديدة أو أكثر كل أسبوع لم تكن تعرفها من قبل فيكون إفتقادك ناجحاً . أما كمال الافتقاد فهو أن تعرف كل أفراد شعبك وتُناديَّهم بأسمائهم وتقول مع السيد المسيح " أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني " ( يو10: 14) والإفتقاد الناجح ليس هو في إتمام الزيارة فقط وإنما في كسب من تزورهم للرب يسوع . ← الكاهن كأب إعتراف: فهو لا يجاهد لكي يربطك بقلبه وبحبه وبطاعته إنما يربطك بقلب الله وبحب الله وبطاعة الله ، فهو يحاول دائماً أن يختفي لكي يظهر الله فيك ، فلا يِعتبر نفسه صاحب الكـَرمِ وإنمـــا مجرد وكيل أرسله الله إلي كَرِمِه لكي يُنقيه ليأتي بثمر أكثر. فهو ليس جسراً تدوس عليـه لكي تصل إلي الشاطئ الآخر والجسر باقٍ في موضعه ، إنما هو طائرة تُحلق بك إلي فوق وتوصلك إلي الهدف. فهو ليس بالأب الذي يعتبرك طفلاً طول حياتك أو طول حياته معك ويحملك علي كتفيه ويرشدك في كل صغيرة وكبيرة وإنمــا هو القائد الحكيم الذي يحملك علي كتفيه إلي حين حتى تتعلم الحكمة والإفراز وتستطيع أن تسير علي قدميك ، بل وتحمل آخرين علي كتفيك وتعلمهم الحكمة والإفراز بدورك . فهو ليس سيداً يُطالب علي الدوام بالطاعة والخضوع والإحترام وإنمــــا هو أب كله حب وعطف ، لذلك ليس هو قيداً علي حريتك وإرادتك بل هو الشخص الذي يُدَّربُ حريتك في محبة الله . فهوالإنسان الذي تراه فتتذكر الله وحقوق الله عليك ووصايا الله لك وتتذكر عهودك أمام الله. فهو الإنسان الذي يستطيع أن يغّير حياتك إلي أفضل بما فيه من تأثير روحي عميق ، ومن علم ومعرفة ، ومن صلة بالله وقدوة صالحة . فهو الإنسان الذي كلما تراه تزداد حرارتك الروحية ومحبتك لله. فهو الشخص الذي يستطيع أن يُبكيك فتفرح ببكائك أكثر من كل المتع والضحك ، فإنه قد يقسو عليك أحياناً أو يُخيلُ إليك أنه يقسو وتكون قسوته هذه أكثر رقة وعطفاً من حنان يُضيّع حياتك . فهو ناقل للخطايا فينقلها من علي رأسك ليضعها علي رأس المسيح حامل خطايا العالم كله . فهو النموذج العملي لكل فضيلة تسير فيها فتأخذ من حياته كما تأخذ من تعاليمه وتستفيد من سيرته وليس فقط من إرشاده. فهو واحة في صحراء حياتك تستريح عندها وتفكر في الله وليس في الواحة ولكن في الراحة. ²فالكاهن هو ذلك الإنسان الذي يضع يده فوق رأسك فترتاح وتشعر أن حملاً ثقيلاً قد إنزاح ، لأنه مصدر سلام وبشير خيَّرْ يُبشركَ بغفران الله ويشرح لك محبته فيفتح لك طاقة رجاء تُنير ظلمات حياتك . ...............الراهب يحنس المحرقي |
||||
15 - 07 - 2013, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 3724 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سادسا : الكهنوت لقد كان للكهنوت كرامته منذ العهد القديم ، إلا أن كرامة الكهنوت قد إرتفعت في العهد الجديد بفضل ذبيحة جسد ودم المسيح التي يقدمها كهنة العهد الجديد ، التي ترتفع على الذبائح الحيوانية التي كان يقدمها كهنة العهد القديم . الكهنوت في العهد الجديد : أ- تخصيص : فعين الرب يسوع 12 تلميذاً ( لو 6 : 12 ، 13 ) ، ( مت 10 : 1) ثم 70 رسولاً ( لو 10 : 1 ) . وخص الرسل وخلفاءهم من رجال الكهنوت بالرعاية الروحية للآخرين وخدمة الأسرار ( يو 15 :16 ) ، ( مت 28 : 20 ) وأقام الرسل أساقفة وقسوس للخدمة الكهنوتية ( أع 6 : 4-6 و 14 :23) . وقيل عن السيد المسيح أنه رئيس كهنة ( عب 6: 20) وهذا يعني أنه يوجد كهنة . والسيد المسيح هو رئيسهم . وإن قيل عن المؤمنين بصفة عامة انهم كهنة ( رؤ 1: 6) فالمقصود أنهم كهنة بالمعني الروحي المجازي ( أي مشبهون بالكهنة ) يقدمون ذبائح هي صلواتهم وعبادتهم وحياتهم المقدسة ( رو 12: 1) ، (عب 13: 15، 16) ، (مز141: 2 ) . ب – إختيار من الله : " ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة ( الكهنوت ) بنفسه بل المدعون من الله كما هارون أيضاً " (عب 5: 4) جـ - وكالة لله : ذُكِرَ في الكتاب المقدس أنه يجب أن يكون الأسقف بلا لوم ****ل لله ( أي بوصفه أو بإعتباره وكيل لله ) كما في (تي 1: 7) د- خدمة ملائكية : فقد دعي أساقفة الكنائس السبع في سفر الرؤيا " ملائكة " (رؤ2: 1) . هـ - رعاية : فرجال الكهنوت رعاة يرعون كنيسة الله " ( أع 20: 28) . و- تعليم : دُعّيَ الأسقف معلما " ... يعظ بالتعليم الصحيح ... " (تي 1: 9) . وهذا لا يتعارض مع قول السيد المسيح القائل : " لا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح " (مت 23: 10)، فالمقصود هنا هو ألا نقبل من إنسان تعليمه الذاتي وإنما نقبله متى جاءنا مختفياً في تعليم المسيح الحق . ز- أبوة : نعم فالرسل وخلفاءهم من رجال الكهنوت آباء ، إذ قد إعتبر بولس الرسول البتول نفسه أباً لتيموثاوس ( 2تي 2: 1) ، ولتيطس( تي 1: 4) ، ولأنسيمس ، داعياً كل منهم بالإبن. حـ - سلطان : أعطي الرب رجال الكهنوت أن يستدعوا الروح القدس في أسرار الكنيسة ، فيمنح المؤمن النعم والبركات الروحية :- v في المعمودية : نعمة الولادة الثانية والروحية (يو3: 5) ، والتبرير ومغفرة الخطية الأصلية (أع2: 38) ، والبنوة لله وإرث الحياة الابدية . v في المسحة المقدسة : نعمة حلول الروح القدس ( أع 8: 17)، والثبات والنمو في الحياة الروحية (1يو2: 27) . v في الأفخارستيا (التناول): جسد الرب ودمه الأقدسين وبالتالي نعمة الحياة والثبات في الرب يسوع (يو6: 54،56) . v في التوبة والاعتراف : نعمة غفران الخطية ( يو20: 23). v في مسحة المرضى : نعمة الشفاء من الأمراض الجسدية والروحية ( يع 5 : 15) . v في الزيجة : نعمة إتحاد العروسين في جسد واحد (مت 19: 5) ، (أف 5: 31) . v في الكهنوت : نعمة التكريس للرعاية الروحية للأخرين وخدمة الأسرار المقدسة ( 2تي 1: 6) . ط – له بركات : ومنها :- v صحبة الرب :"ها أنا معكم كل الأيام ..." (مت 28 :20). v حكمة: "لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة ... " (لو21: 15) . v تقدير للتعب : " لأن الله ليس بظالمٍ حتى ينسى عملكم وتعب المحبة..." ( عب 6: 10) . v كرامة :" فليحسبوا أهلاً لكرامةٍ مضاعفةٍ " (1تى 5: 17) . v إمتداد لرب المجد : " من يقبلكم يقبلني " (مت 10: 40) . v فرح : " لكي يفرح الزارع والحاصد معاً " ( يو 4: 36) . ي – نحوه واجبات : ونذكر هنا البعض منها :- v محبة وإكرام وإحترام : لأجل الله مُرسل الكاهن (عب 5: 4) . ولأجل الذبيحة المقدسة التي يحملها ، وتقديراً لمفهوم الأبوة . v طاعة وخضوع:" أطيعوا مرشديكم واخضعوا ..." (عب 13: 17) v لا وصاية ولا تقييد : لا يفرض الإبن آراءه الخاصة علي أبيه الكاهن ، لأنه يسير في خدمته مستلهما إرشاد الروح القدس الذي أقامه وأرسله للخدمة . v لا إدانة ولا تشهير : لأن الذي يدين الكاهن، إنما يُسئ إلي نفسه لأنه أبوه الروحي وكرامة الأب من كرامة الإبن. v صلوات وتضرعات : ليعطي الرب الكاهن القوة في الرعاية والحكمة في حل المشكلات والروحانية في الصلاة والكلمة الحية في الوعظ ، والنصرة علي إبليس ...........................الراهب يحنس المحرقي |
||||
15 - 07 - 2013, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 3725 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*** الهــــــــــــــدف *** بعد رحله بحرية شاقة رست السفينة النرويجية عل أحد شواطئ ميناء كالينجراد الروسي علي بحر البلطيق . وهناك خرج البحارة في جولة حرة كعاداتهم في أرجاء المدينة الساحرة .وللبحارة عاداتهم الخاصة التي ترسخت مع السنين حتى كادت تصبح قانوناً سلوكيا يلتزمون به ؛ فبعد قضاء الأيام والشهور في وحشة البحر وصراعاته ، تتنامي في داخلهم رغبات شديدة في الاستمتاع بالحياة ، فما تكاد أقدامهم تلمس اليابسة ، حتى يغرقون في اللهو والعبث إلي حد المجون ! في تلك الليلة شرب البحارة الخمر حتى أطاحت بعقولهم فأخذوا يتجولون بالليل إلي أن بلغوا حديقة الحيوان . وبالطبع فقد كانت الحديقة بكل سكانها نائمة في ثبات عميق يلفه الظلام الدامس . غير أن أحد البحارة تملكته رغبة شديدة في الدخول إلي الحديقة المغلقة ! ولأن زملاؤه لم يكونوا أكثر وعيا مما هو عليه ؛ فقد حملوه وساعدوه علي تسلق أسوار الحديقة ، وأنصرفوا بعد أن قذفوا به إلي جوف الظلام ! وبدأ البحار جولته الليلية بين بيوت الحيوانات وأقفاصها حتى ألَمْ به التعب ، فقرر الخروج واللحاق بأصحابه ، فإتجه نحو السور ، وبذل جهداً خارقاً في تسلق القضبان الحديدية ، ثم قفز إلي الجانب الآخر من السور . وهنا حدث آخر فصول هذه المأساة الأليمة ! فلم يكن السور الذي تسلقه البحار هو سور الحديقة الخارجي ، بل كان سور بيت الدببة الروسية المفترسة ! لذا فإن افتقاد الوعي واليقظة قد يقود إلي مـأســاة حقيقية في حياتنا ، خاصةً حين يكون الهدف مصيرياً وحاسماً ، كما أن تحقيق الأهداف ينبغي أن يؤخذ بصفة عامة مأخذ الجد والصدق ، فالأهداف لا تتحقق في غياب الوعي ، وإلا فإنها قد تتحول إلي مأساة ليلية تؤدي إلي الهلاك ! فلأهمية وضوح الهدف في حياة الشباب يحتاج الكثيرون منهم أن يتفهموا معنى الحياة وهدفها وسط موجات الانحراف والانحلال والإلحاد وأيضاً لمواجهة التقدم العلمي الكبير . ...............الراهب يحنس المحرقي |
||||
15 - 07 - 2013, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 3726 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
***+ عيـــــــد الرســـــل +*** ج1 في اليوم الخامس من شهر أبيب تُعيد الكنيسة بشهادة القديسين بطرس وبولس , فقد كان ظّلَ أحدهما يشفي الأمراض وكانت مناديل وعصائب الآخر تُذهب الأمراض وتُخرج الأرواح الشريرة (قسمة صوم الرسل). فنحن الآن أمام كاروزين أحدهما من بين الآباء الأثني عشر وهو القديس بطرس الرسول , والآخر هو لم يكن من الأثني عشر تلميذ ولكنه كان عملاق الكرازة كلها بحق , إنه القديس العظيم الرسول بولس . * ورغم تباين وإختلاف الشخصيتين : فـــــبطرس الرسول كان إنسان عاديا صياد سمك له فضائله وضعفاته فهو يسقط ويقوم وقد ينتقل سريعا بين المتناقضات بين الإيمان والإنكار , والصدق ونقيضه , والهدوء والتهور والإندفاع والتروي . فكان من فرط حماسته يندفع كثيرا ويتقدم الصفوف فكان يخطيء أحياناً في إندفاعه فيوبخه الرب علي ذلك . فبطرس الرسول كان هذا الاناء المختار لعمل الكرازة لما ملأه الروح في يوم الخمسين عمل فيه عملاً عجيباً , فإجتذب في عظة واحدة نحو ثلاثة الآف نفس . أما بولس الرسول الفيلسوف الذي تمتع بإمتيازات الرعوية الرومانية ودرسا الثقافة اليونانية , وجنسيته فهو يهودي غيور جداً علي دين آبائه إعتنق مذهب ديانتهم الأضيق فعاش فريساً ثم تتلمذ علي يد غمالائيل معلم الناموس فكان في بر الناموس بلا لوم فإشتعلت غيرته الجامحة وتعصبه لمذهبه فإضطهد المسيحية بإفراط . فبولس هذا صار إناء مختار ليحمل أسم السيد المسيح أمام أمم وملوك , ولقد إنتقلت الغيرة الجامحة باكثر وأكثر إلي محبة لله بالاسلوب المسيحي الذي كان يضطهده بإفراط . * وفي خدمتهما نجد أن : أولاً : لم يعتمدا علي ذويتهما ولا حكمتهما البشرية لأنه حيثما ظهرت الذات أختفي الله وحيثما أختفت الذات ظهر الله. ثانياً : حبهما للخدمة والمخدومين , لهذا إن دليل الحب هو البذل والسيد المسيح حينما بذل ذاته عنا لم يكن عن إضطرار أو تكليف لكنه حبه العظيم لخليقته , حبه و فقط!! .......للمقال بقية الراهب يحنس المحرقي |
||||
15 - 07 - 2013, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 3727 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وفي عام 67م نالا الرسولان العظيمان القديس بطرس وبولس أكليل الشهادة , وحدث ذلك في اليوم الخامس من شهر أبيب القبطي ويقابله الثاني عشر من شهر يوليو , ومنذ ذلك اليوم والكنيسة تحتفل به كل عام وحولته الكنيسة من ذكري إستشهاد الرسولين بطرس وبولس إلي عيد للرسل جميعهم.............. فـــالآباء الرسل قد نشروا الكرازة بالانجيل في جميع أنحاء المملكة الرومانية وآمن بالسيد المسيح اُناس من كل مكان حتي أن عض أفراد أسرة الأمبراطور نفسه كانوا قد آمنوا بالسيد المسيح ولهذا كان الأمبراطور يشعر بالخطر يهدد عرشه فزاد من إضطهاد الكنيسة حتي انه قبض علي الرسولان بولس وبطرس وبعد فترة طويلة من الحبس والسجن أمر الأمبراطور بإعدام الرسول بولس بقطع رأسه بحد السيف , وقد حكم أن يتم إعدام الرسول بطرس ولكن الرسول لم يوافق أن يُصلب مثلما مات السيد المسيح علي عود الصليب وإعتبر ذلك شرف وكرامة لا يستحقها . وطلب القديس بطرس منهما أن يصلبوه مُنكساً أي أن يُصلب مقلوباً رأسه إلي أسفل ورجلاه إلي أعلي ولما وافقوه علي ذلك تم إعدامه ونال إكليل الشهادة في نفس اليوم مع القديس بولس . إن إحتفالنا بالآباء الرسل هو إحتفال بباكورة الكنيسة , فالرسل هَمْ أول أعضاء كنيسة العهد الجديد ولهم كرامة ومجد خاص بهم لا يشاركهم فيه أحد , فهَمْ الذين قال لهم السيد المسيح :" الحق أقول لكم إنكم أنتم يامن تبعتموني , متي جلس إبن الإنسان علي عرش مجده ستجلسون أنتم أيضا علي أثني عشر كرسياً وتدينون أسباط إسرائيل الأثني عشر" متي28:19 . *** فنقول في ذكصولوجية الآباء الرسل التي نُصليها في تسبحة الكنيسة: + بطرس وبولس سحقا الشيطان وردا الأمم للإيمان بالثالوث . + بطرس وبولس هما الكهنة الروحيين هدما هياكل وعبادة الأوثان . + بطرس وبولس كانا في ميدان الرسولية في جهاد عظيم . + نالا المجد من الملك المسيح وإستراحا معه في ملكوته الأبدي والحياة الدائمة . + أطلبا عنا ليغفر لنا خطايانا . لنصلي إلي الله أن يُعطينا أن نكون أصدقاء وأحباء للآباء الرسل وأن نسلك مثلما سلكوا وأن نخدم الله كما خدموه ونكون معهم حول عرش المسيح في السماء ...أمين .............وكل عيد رسل وكل الشعب المسيحي بخير وسلام وأمان الراهب يحنس المحرقي |
||||
17 - 07 - 2013, 02:54 AM | رقم المشاركة : ( 3728 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تطلب ما لنفسها المحبة لا تفكر في ذاتها، ولكن فيمن تحب. تفكر في الذي تحبه: كيف ترضيه، وكيف تعطيه، وكيف تريحه وتجلب السرور إلي قلبه.. وفي كل ذلك لا تطلب ما لنفسها. بل قد تبذل نفسها لأجل من تحبه.. ذلك لأنه إن كان من طبيعة الأنانية أنها دائمًا أن تأخذ، فإنه من صفات المحبة أنها تريد أن تعطي.. عنصر المحبة الرئيسيان هما أن تحب الله، وأن تحب الناس. وفي كليهما لا تطلب المحبة ما لنفسها.. وهكذا كانت صلاة التسبيح والتمجيد هي أقدس الصلوات. لأن الذات لا توجد فيها علي الإطلاق، إنما الموجود فقط، هو التأمل في صفات الله وحده. فنحن حينما نقول فيها مثلًا (قدوس قدوس رب الصباؤوت. والسماء والأرض مملوءتان من مجدك) (أش3:6). فإننا هنا لا نطلب شيئًا لأنفسنا. إنما من أجل محبتنا لله، نتأمل صفاته، وكفي.. إذن ما هو مركز الطلب في حياة المحبة؟ إنه: الله أولًا، والناس بعد ذلك. والذات آخر الكل.. كلمة "أنا" في اللغة العربية فنحن في الصلاة الربانية، إنما نطلب ما يخص الله أولًا: (ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض).. وحينما نطلب بعد ذلك لأنفسنا، إنما نطلب ما يخص علاقتنا بالله. فكان الله أولًا، ثم الله ثانيًا.. وما أجمل وصية السيد الرب لنا (اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره) (مت33:6). وهل بعد ذلك نطلب ما يخصنا من أمور العالم؟ هنا ويكمل الرب وصيته قائلًا (هذه كلها تزدادونها) أي يعطيكم الرب إياها حتى دون أن تطلبوا.. إذن إن كنت تحب الله، لا تجعل صلاتك كلها طلبًا.. أقصد: لا تجعلها كلها طلبًا لنفسك. وكما قال القديس باسيليوس الكبير (لا تبدأ صلاتك بالطلب، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلي).. وإن طلبت (لأنه قال: اطلبوا تجدوا) (مت7:7). فاطلب أولًا ملكوت الله وبره.. ثم اطلب أيضًا الخير للغير. ولتكن نفسك آخر الكل. فهذه هي المحبة.. حقًا، ما أجمل قول المرتل في المزمور: "ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز1:115). إذن إن كنت تحب الله، ففي كل خدمتك، وفي كل ما تعمله، لا تطلب الكرامة لنفسك. وإنما لتكن كل الكرامة لله. كما قال القديس يوحنا المعمدان (ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص) (يو30:3). وكل الخير الذي تفعله، ليكن ذلك لمجد الله، إن كنت تحب الله. كما قال الرب في العظة علي الجبل (لكي يروا أعمالكم الحسنه، فيمجدوا أباكم الذي في السموات) (مت16:5). من أجل محبة الله، قام الآباء والرسل برسالتهم، ولم يطلبوا ما لأنفسهم، بل علي العكس دفعت أنفسهم الثمن.. من أجل محبة الله، شهد المعمدان للحق، وقال لهيرودس الملك (لا يحق لك أن تأخذ امرأة أخيك) (مت14: 3،4). فهل في ذلك كان يطلب ما لنفسه؟! كلا، بل إن نفسه قاست بسبب ذلك، إذ القي في السجن، ثم قطعت رأسه. وكل الشهداء والمعترفين، لم يطلبوا ما لأنفسهم، بل في محبتهم لله تعرضوا لكل ألوان التعذيب، ثم الموت أيضًا. وهكذا كان الكارزون. ولنأخذ القديس بولس الرسول كمثال. وهو شاول الطرسوسي كانت له سلطه ونفوذ، ويستطيع أن (يدخل البيوت ويجر رجالًا ونساء، ويسلمهم إلي السجن) (اع3:8). ولكنه لما دخل إلي الإيمان، وخسر كل الأشياء وه يحسبها نفاية لكي يربح المسيح ويوجد فيه (في3: 8،9).، حينئذ. في محبته للرب ما كان يطلب مطلقًا ما لنفسه. بل صار هو يحتمل السجن والهوان.. جلدوه خمس مرات، وثلاث مرات ضرب بالعصي. وهو يخدم الرب ويقول عن خدمته هو وكل معاونيه (في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله، في صبر كثير.. في أسهار في أصوام..) (2كو6: 4،5). (بأسفار مرارًا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة.. في تعب وكد، في جوع وعطش، في برد وعري) (2كو12: 24-27). ولماذا كل هذا العناء؟ إنه من اجل محبة الله، ومحبة ملكوته وإنجيله. والمحبة لا تطلب ما لنفسها. إنه لم يطلب ما لنفسه، لأنه نفسه قد ماتت مع المسيح (2كو4: 11،12). وهكذا يقول (مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2). حقًا ما أعجب وما أعمق عبارة) أحيا، لا أنا..). إن الحب الذي لا يطلب ما لنفسه، لا يجد تعبيرًا أعمق من كلمة (لا أنا). هذه هي خدمة الحب، التي لا تطلب لنفسها راحة ولا مجدًا. خدمة الذي لا يعطي لعينيه نومًا، ولا لأجفانه نعاسًا، إلي أن يجد للرب (مز4:132). إنها خدمة الذي يجد متعة في أتعاب الخدمة، وليس في أمجاد الخدمة! الذي لا يبحث في الخدمة عن ذاته، في مجال الرئاسة أو السلطة أو الظهور.. وهكذا فإن الخدام الذين فشلوا، هم الذين اهتموا بذواتهم أكثر من اهتمامهم بالملكوت. وعبارة "لا أنا"، يمكن أن تُطْلَق في الروحيات الخاصة: فالذي يحب الله، يقول له (لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك. وأنا لست أطلب شيئًا لذاتي، بل أسلمها تسليمًا كاملًا ليديك، وأنساها هناك، ولا اطلب إلاك أنت، وليس سواك.،. ولهذا قال السيد المسيح (إن أراد أحد يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16). وإنكار الذات يعني أنه لا يطلب ما لنفسه. إن الذات هي أكثر ما يضر الإنسان. لا يضره العالم ولا المادة، ولا الجسد، ولا الشيطان، بقدر ما تضره ذاته، إن كان يطلب في كل حين ما يرضيها إن كانت هذه الذات، كلما تطلب ما لنفسها تبعده عن محبة الله. وهكذا لخص السيد الرب كل حياتنا علي الأرض في عبارة واحدة خالدة، قال فيها: (من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت39:10). إن كان الإنسان يطلب ما لنفسه، فإنه يضيعها. لأنه يركز حول الذات وليس حول الله ومحبته. ولننظر إلي آبائنا الرهبان والنساك. الذين سكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح.. إنهم لم يطلبوا أبدًا ما لأنفسهم. بل تركوا المال والأهل والوظائف وكل المتع الأرضية. وعاشوا منسيين، بلا طعام بلا راحة، لا يطلبون سوي الله، الذي صار لهم هو الكل في الكل.. هؤلاء الرهبان، صلت عليهم الكنيسة صلاة أموات، لأنهم ماتوا عن العالم وكل ما قيه. وما عادوا يطلبون منه شيئًا لأنفسهم. أتراهم ضيعوا أنفسهم، أم وجدوها..! ولكن لماذا نتكلم عن الرهبان وحدهم، فلنتكلم أيضًا عن الذين عاشوا في رفاهية العالم، ولكن لأجل محبة الله تركوا كل شيء. موسى النبي لم يطلب ما لنفسه، بل يبدو أنه أضاعها. كان أميرًا وقائدًا (ابن ابنه فرعون). وكانت أمامه كل خزائن فرعون. ومع ذلك (فضل أن يذل مع شعب الله، عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية) (عب11). وماذا كانت الخطية سوى تمتعه بحياة القصر، وشعبه مرهق بالعبودية! لذلك ترك كل شيء، القص، والإمارة، والعظمة، والمال، ولم يطلب لنفسه شيئًا. لذلك رفع الله موسى وجعله سيدًا لفرعون. مثال آخر هو إبراهيم أبو الآباء. قال له الرب (أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلي الجبل الذي أريك) (فلم يطلب لنفسه أهلًا ولا وطنًا، إنما طلب طاعة الرب وحده. ثم قال له الرب (خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه نفسك، إسحق وقدمه لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه}. ومرة أخري لم يطلب إبراهيم ما لنفسه، ولو كان أبنه الوحيد، وأخذ ابنه ليذبحه.. تكفيه محبة الله التي تسعد نفسه.. فلنتناول أيضًا هذه الوصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في الحياة الاجتماعية، وحياة الأسرة الواحدة. تعيش الأسرة سعيدة، إن كان الزوج لا يطلب ما لنفسه، طاعة وسيطرة، إنما يطلب سعادة زوجية وأولاده، معتبرًا أن هذه هي رسالته في حياته الزوجية. وكذلك الزوجة إن اعتبرت رسالتها أن تسعد هذا الزوج، دون أن تطلب ما لنفسها مالًا ورفاهية وحرية. كذلك إن جعلت رسالتها أن تتعب من أجل راحة أولادها. كذلك أيضًا الأبناء إن كانوا في محبتهم للأب والأم لا يرهقانهم بكثرة الطلبات، ولا بالمخالفة. ولا يطلبون ما لأنفسهم إلا في حدود قدرة الأسرة.. وفي الحياة الاجتماعية: الذي لا يطلب ما لنفسه، يقدم غيره في الكرامة، ويتخذ المتكأ الأخير. كما قال القديس بولس الرسول (مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة) (رو12: 10). ليس فقط تنفيذًا لوصية الإتضاع، بل بالأكثر عن حب. إذ يحب غيره ويفضله علي نفسه، فيقدمه في الكرامة علي نفسه، ويسعد إذ يجده مكرمًا.. وإذ يأخذ المتكأ الأخير (لو10:14). وإنما يسعد بأن يترك المتكآت الأولي لغيره ما اجل محبته لهم. وفي كل ذلك، وسبب محبته للآخرين، فإنه لا ينافس أحدًا، ولا يخاصم أحدًا من أجل شيء عالي، ولا زاحم الآخرين في طريق الحياة بل يترك الفرصة للغير أن يأخذ وينال ما يريد، دون يطلب ما لنفسه.. وتظهر وصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في مجال العطاء أيضًا. فالذي يدفع العشور والبكور، ليس فقط وصية الله، بل بالأكثر من أجل محبته للفقراء يفضلهم علي نفسه، مهما كان محتاجًا للمال. بل أنه يدفع أكثر من هذا، بل يعطي من احتياجاته الخاصة. مثال ذلك تلك الأرملة التي أعطيت من أعوازها، ووضعت في الخزينة فلسين هما كل ما كانت تملك. ولهذا استحقت الطوبى من فم الرب، وتسجل عطاؤها في الإنجيل (مر12: 42). هكذا أرملة صرفة صيدا، التي لم تطلب ما لنفسها في وقت المجاعة. وأعطيت كل ما عندها من زين ودقيق لإيليا النبي (1مل17). فاستحقت بذلك أن يباركها الرب ويبارك خيراتها طول زمن المجاعة. انظروا إلي السيد المسيح، وكيف أنه لم يطلب ما لنفسه. بل من أجل محبته للبشر (أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد) (في7:2). وابتعد عن كل مجد عالمي. ولم يكن له أين يسند رأسه (لو58:9). وكذلك لم يطلب ما لنفسه، حينما انحني وغسل أرجل تلاميذه (يو13).، وحينما بذل ظهره للسياط، ثم صعد علي الصليب، ولم يدافع عن نفسه. وبذل حياته عنا، البار لأجل الآثمة.. (وبين محبته لنا. لأنه ونحن بعد خطاة مات لأجلنا) (رو8:5). والمحبة التي لا تطلب ما لنفسها، تحتمل وتغفر. ولكني أود أن أؤجل هذه النقطة إلي موضع آخر. حيث أن الحديث عنها قد يطول وليس مجاله الآن. ويكفي أن الإنسان الذي يحب، يمكنه في محبته لغيرة أن يتنازل عن حقوقه، وأن يحمل ويغفر.. الذي يحب، لا يطلب ما لنفسه. والذي لا يطلب ما لنفسه، يستطيع أن يحب. فإن كنت لا تطلب ما لنفسك، يمكنك أن تتعب من أجل الله والناس.. وتتعب في الصلاة، في الصوم، في السهر، في الخدمة. لأنك لا تفكر في راحتك وصحتك، إنما تفكر في الله وملكوته، وتفكر في خير الناس وخلاصهم.. وهكذا تحب الله والناس، ويحبك الله والناس. لأنك لا تقول: ذاتي وصحتي وراحتي. إنما تقول ملكوتك يا رب، وكنيستك وشعبك. بل تقول محبتك يا رب وعشرتك قبل كل شيء.. بقي أن نقول نقطة ختامية وهي. إن الذي يطلب ما لنفسه، إنما يضيع نفسه. كالرجل الغني الغبي، الذي قال (أهدم مخازني وأبني أعظم منها.. وأقول لك يا نفسي خيرات كثيرة لسنوات عديدة) هذا الغبي ضيع نفسه. وقال له الصوت الإلهي: في هذه الليلة تؤخذ روحك منك، فالذي أعددته لمن يكون؟ (لو12: 18-20). كذلك داود النبي، لما طلب المتعة لنفسه، أضاع نفسه، لولا رحمة الله التي اقتادته إلي التوبة، مع عقوبة شديدة فرضت عليه (2صم12:11). |
||||
17 - 07 - 2013, 02:56 AM | رقم المشاركة : ( 3729 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تقبح تمرد مريم و هارون (هرون) على موسى النبي بسبب المرأة الكوشية (الإثيوبية، الحبشية) التي تزوجها: سفر العدد 12: 1 هنا ونقول: إن التفاخر ضد المحبة، فكم بالأكثر التفاخر الذي يقبح غيره. الذي يقيم مقارنة بينه وبين غيره، فإذا به هو الأفضل، وغيره الأدنى، مع ذكر مساوئ هذا الغير التي من كذا وكذا.. إن تحقير الآخرين لا يتفق مع المحبة التي يفترض فيها أن تستر عيوب الآخرين لا أن تقبحهم، أو تشهر بهم وتظهر مساوئهم.. بل المحبة بالأكثر تدافع عن الغير، ولا أن تذمه. عندما تزوج موسى بامرأة كوشية، تكلم ضده هرون ومريم أخواه، ولم يكن في كلامهما عليه حب له. أما الرب الذي يحب موسى، فقد دافع عنه، وذكر أنه أمين علي كل بيته. ووبخ هرون ومريم، وعاقب مريم لأنها تكلمت علي موسى بالسوء (عد12: 1-10).. هذه هي المحبة التي لا تقبح. مثال من سير القديسين: القديس أبا مقار الكبير الذي ستر علي الأخر الخاطئ وأخفي خطيته. وكذلك القديس موسى الأسود والقديس بيساريون. والشرح في هذا الموضوع يطول.. |
||||
17 - 07 - 2013, 02:58 AM | رقم المشاركة : ( 3730 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تنتفخ عبارة (لا تتفاخر) تعني لا تفتخر علي غيرها، وعبارة (لا تنتفخ) تعني لا تعامل غيرها بانتفاخ، أي لا تتعالى علي الغير. فالذي يحب، يعامل من يحبه بمودة، وليس بعظمة. وقد قيل عن السيد الرب في محبته لنا، لما صار في شبه الناس: (إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم) (مت28:20). وهكذا في محبته لتلاميذه، انحني وغسل أرجلهم. وكان هذا أيضًا تعليمًا صالحًا لهم، إذ قال بعد ذلك (فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا) (يو13: 14،15). (ومحبة الله الآب في الأعالي، والناظر إلي المتواضعات). إن سكناه في الأعالي، هذا الذي سماء السموات لا تسعه (1مل8: 27). لم يمنعه هذا العلو من أن ينظر إلي البشر، الذي هو (تراب ورماد) (تراب ورماد) (تك27:18). وهو (يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز14:103). إنها المحبة التي لا تتعالى. محبة الله التي لا تتعالى علي أولاده في الحوار. الله الذي يأخذ رأي أبينا إبراهيم في موضوع سادوم، ويقول (هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟!) (تك17:18). ويدخل معه في حوار يسمح فيه لإبراهيم أن يقول له (حاشا لك يا رب أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا) (تك5:18). ولا يغضب الله، ويستمر الحوار.. نعم هو الله المحب الذي يشرك معه موسى هم جهة مصير الشعب الذي عبد العجل الذهبي، ويقول له (أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم..) ولكن موسى لا يتركه. بل يقول له (أرجع عن حمو غضبك، وأندم علي الشر بشعبك. أذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك..) (خر32: 10-14). ويستجيب الرب لموسى. الله الذي في محبته يتنازل ليظهر لعبيده ويكلمهم. رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي و الرسول كما فعل مع سليمان، تراءى له مرتين: أحدهما في جبعون، والأخرى في أورشليم (1مل9:3). علي الرغم من الله كلن يعرف بسابق علمه أن سليمان سوف يميل قلبه وراء آلهة أخرى بسبب نسائه (1مل4:11). ولعل من أبرز الأمثلة علي عدم التعالي، أن السيد الرب في تجسده، دعا تلاميذه إخوته. وفي ذلك يقول بولس الرسول عنه إنه (لا يستحى لأن يدعوهم أخوة، قائلًا: اخبر باسمك إخوتي) (عب2: 11،12).. وأنه (كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء) (عب17:2). بل أن الرب نفسه يقول للقديسة المجدلية وزميلتها (اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل وهناك يرونني) (مت10:28). وهو نفسه يقول لتلاميذه، وقد أحبهم حتى المنتهي (يو1:13).. (لا أعود أسميكم عبيدًا، لكني قد سميتكم أحباء) (يو15:15).. ويستمر هذا الوعد في الأبدية، في أورشليم السمائية، مسكن الله مع الناس، حيث يكون الله في وسط شعبه (رؤ3:20). بل من أعظم الأمثلة المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ هي قول الرب لتلاميذه: "ومن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها.." (يو12:14). عبارة عجيبة في تواضعها، يقف أمامها العقل البشري مبهوتًا.. كما يقف العقل مبهوتًا أمام محبة الله للبشر، التي بسببها يتقدم السيد المسيح إلي يوحنا ليعتمد منه، معمودية التوبة، نيابة عنا..! أين هنا التفاخر والاتضاع..؟! بل المحبة التي تصعد علي الصليب، لكي تحمل كل خطايا العالم، ويحصى وسط آثمة (أش53: 6،12).. ليس فقط لا يوجد تفاخر، بل بالأكثر انسحاق.. وكما سلك السيد المسيح، سلك أيضًا تلاميذه بأسلوب المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ.. مهما كان الغضب المنصب عاليًا. فهوذا القديس بولس الرسول، يقول في توبيخه لأولاده في كورنثوس (اطلب بوداعة المسيح وحمله، أنا نفسي بولس، الذي في الحضرة ذليل بينكم. وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم. ولكن اطلب أن لا أتجاسر وأنا حاضر) (2كو10:1،2). ويقول في حديثه مع شيوخ كنيسة أفسس (اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد) (أع31:20). عبارات عجيبة، يقولها الرسول العظيم الذي اختطف إلي السماء الثالثة، إلي الفردوس، وسمع كلمات لا ينطق بها (2كو12: 2-4).. ومع كل هذه العظمة لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل يقول عن نفسه إنه ذليل، ومتجاسر وينذر بدموع. وفي مجال الافتخار، يقول لا افتخر إلا بضعفاتي. ويشرح كيف أن ملاك الشيطان لطمه بشوكة في الجسد، وانه تضرع إلي الله ثلاث مرات بسببها ولم يستجب الله صلاة في هذا الأمر، بل قال له تكفيك نعمتي (2كو12: 5-9). لم يفتخر أحد من الرسل بمنصبه العظيم ولم ينتفخ. بطرس الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا: (أطلب إلي الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح) (1بط1:5). ويوحنا الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا (أنا يوحنا أخوكم، وشريككم في الضيقة، وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره) (رؤ9:1). يكتب بهذا الأسلوب في مقدمة الرؤيا التي رأي فيها السيد الرب، ورأي بابًا مفتوحًا في السماء، وعرش الله، وكثيرًا من القوات السمائية التي لم يرها رسول غيره،ومع ذلك لا يتفاخر.. بل يقول: أخوكم وشريككم.. وبولس الرسول يبدأ الكثير من رسائله بعبارة (بولس عبد ليسوع المسيح) (رو1:1) (في1:1). بل بالأكثر، سمي الرسل رسالتهم خدمة.. فقال القديس بولس الرسول (هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام للمسيح) (1كو4: 1). وقال إن الرب (أعطانا خدمة المصالحة) (2كو18:5). (في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام في صبر كثير في شدائد في ضرورات) (2كو4:6). وقال القديس بولس الرسول عن عملهم الكرازي إنه (خدمة الكلمة) (أع4:6). وقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف (أعمل عمل المبشر، تمم خدمتك) (2تي5:4). وقال عن نفسه وعن زميله أبلوس (من هم بولس ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما) (1كو5:3). ولعل هذا كله تنفيذًا لوصية الرب لتلاميذه: (من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكمن لكم خادمًا). وأيضًا (ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا) (مت20: 26،27). وحسما ورد في الإنجيل لمار مرقس الرسول (إذا أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادمًا للكل) (مر35:9). وهذا هو عمل الرسولية، الذي لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل في محبته لله ولملكوته، وفي محبته للمخدومين يكون آخر الكل وخادم الكل. ويشبه هذا، صلاة القديس أوغسطينوس من أجل رعيته، التي قال فيها (اطلب إليك يا رب، من أجل سادتي عبيدك..). وكما كان الآباء في محبتهم لا يتفاخر بالمناصب، كانوا أيضًا لا يتفاخرون بحياة القداسة. ولا يتفاخرون ولا ينتفخون بالمواهب الإلهية. ولا يظهرون أما الناس بمظهر من قد أعطاه الله ما لم يعطه لغيره. لأنه إلي جوار الكبرياء في هذا التفاخر، فإنه يوقع الآخرين أيضًا في صغر النفس وفي الغيرة المرة وكل هذا ضد مشاعر المحبة الحقيقية التي تهتم بغيرها أكثر مما تهتم بنفسه. وهكذا نجد أن الرسل في علو مستواهم الروحي يقولون عن أنفسهم أنهم خطاة. فالقديس بولس الرسول يقول إن (المسيح يسوع جاء إلي العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا) (1تى 15:1). ويقول (أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا ولكنني رحمت لأني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان) (1تى13:1). والقديس يوحنا الحبيب يقول (إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو8:1). والقديس يعقوب الرسول يقول (لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع3: 1، 2). المحبة لا تفتخر بالمواهب، بل تستخدمها في اتضاع لنفع وخدمة الآخرين. هوذا القديس بطرس الرسول حينما أقام الرجل المقعد الأعرج من بطن أمه المستعطي عند باب الهيكل.. وانذهل الناس من هذه المعجزة، قال لهم بطرس الرسول (ما بالكم تتعجبون من هذا، ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو بتقوانا قد جعلنا هذا يمشي) (أع12:3). وأخذ يحول أنظارهم إلي السيد المسيح الذي أنكروه الذي بالإيمان باسمه تشدد هذا المقعد ومشى.. الذين يتفاخرون وينتفخون بالمواهب، لا يحبون غيرهم، بل لا يحبون أنفسهم أيضًا.. لأن التفاخر بالموهبة، قد يبعدها عن صاحبها، إن كانت موهبة حقيقية من الله. كما يدل ذلك أيضًا علي أن الذي منحه الله الموهبة، لم يستطيع أن يتحملها فارتفع قلبه بسببها علي غيره، وبدأ يتفاخر علي من لم يأخذوها. وليس في هذا الأمر حب وليس فيه تواضع، وليس فهم للموهبة. فالمواهب يمنحها الله الخير للناس، وليس للكبرياء.. الله يمنحك الموهبة، لمي في محبتك للناس، تستخدم الموهبة لخيرهم.. كمواهب الشفاء مثلًا، أو إخراج الشياطين.. أو مواهب الذكاء والمعرفة، التي تستخدمها في محبة لتعليم الآخرين وهدايتهم، وليس للتفاخر والانتفاخ. وإلا فإنك تكون قد تركت الهدف من الموهبة، وهو محبة الآخرين وخدمتهم، وتحولت إلي التمركز حول الذات بطريقة غير روحية.. قلنا إن المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، بسبب علو المركز، ولا بسبب المواهب، ولا بسبب العقل.. كذلك لا تتفاخر بسبب الغني ولا التمايز المادي. المفروض أن الغني يستخدم غناه لخير المحتاجين، وهكذا يكون قد أحبهم وكسب محبتهم له.. ولكن لا يتفاخر عليهم وينتفخ، ويشعرهم بالضعة والمذلة. وإن أعطاهم، لا يجوز أن يعطيهم بارتفاع قلب، ولا بشعور أنه المعطي، وأنهم منه يأخذون. فهو فيما يعطي، إنما يتقاسم معهم مالًا، قد أرسله الله ليتوزع في حب، عليه وعليهم.. |
||||