08 - 04 - 2021, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 37261 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مرثاة على لوط وقال الرجلان للوط: مَنْ لك أيضًا ههنا؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل مَنْ لك في المدينة، أَخرج من المكان، لأننا مُهلكان هذا المكان ( تك 19: 12 ، 13) وا حسرتاه عليك لوطًا البار .. فقد أخذت وحدك القرار .. بلا صلاة ولا انتظار .. طامعًا في مشروعات وإعمار .. مُضحيًا بعِشرة الأخيار .. من أجل نفاية وأقذار .. رأيت سدوم جنة فأخطأت المَسَار .. وكأرض مصر تخلب الأبصار .. غرَّتك أرضها السقي بمياه غزار .. ولم تدرِ الحكم عليها بالدمار. وا حسرتاه عليك لوطًا البار! فقد أكثرت الأغنام والأبقار .. وزاد الذهب والفضة والدينار .. وجلست في الباب داخل الأسوار .. اخترت السكن وسط الأشرار .. وحتمًا أسأت الاختيار .. فحصدت الخزي والمرار .. وخسرت البنات والأصهار .. فكنت كمازحٍ رغم الإنذار .. وقابلوا تحذيرك باستهتار.. ولم يقابلوك بالاحترام والوقار .. فلا تَلُم غيرك أو الأقدار .. فأنت الذي لم توصِهم وهم صغار .. بعمل العدل والطريق البار. وا حسرتاه عليك لوطًا البار .. أين رعاتك ذوو الخصام والشجار، حتى أعثروا الكنعانيين التجار، وأين امرأتك التي نظرت للحقل والدار، فصارت عمود ملح للعِبرة وللتذكار. وأين ابنتيك وقد جلبتا لك الفضيحة والعار. وأين أنت يا مَنْ استسلمت للسُكر والخمار، وعِشت حياتك كمعنى اسمك تحت الستار، فانتهت دون إعلان أو إشهار. وانقطعت من جهتك كل الأخبار، ولولا إعلان روح إلهنا الستّار، عن إنقاذك من سيرة الفجار، لمَا استطعنا أن ننطق «لوطًا البار» .. ليت قصتك تكون للعِبرة والإنذار. عزيزي لوط البار .. لقد عشت مُعذبًا بالسمع والإبصار، في دائرة تخلو من الأطهار، وكل مَنْ فيها أدناس وكفار، من الكبير إلى الصغير خائن وغدار، إحراق سدوم كان من الأسرار، لم يخفها الرب عن خلِّه البار .. الذي كانت شهادته كالسراج والمنَار، في الليل كما في وَضح النهار. ألا ليتنا نذكر المرفوع على صليب العار لينقذنا من عالم الأشرار، متألمًا خارج الباب والأسوار، فلنخرج إليه حاملين هوانه والعار. فليس لنا هنا مدينة ولا قرار، بل نطلب العتيدة حيث لا أخطار، حيث لا ليل، بل إلى الأبد نهار .. هناك السجود والترنم بالقيثار، مجدًا لفادينا يسوع البار. |
||||
08 - 04 - 2021, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 37262 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوط وأسرة مُمزقة وقال الرجلان للوط: مَنْ لك أيضًا ههنا؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل مَنْ لك في المدينة، أَخرج من المكان، لأننا مُهلكان هذا المكان ( تك 19: 12 ، 13) من قراءة تكوين19 يصعب علينا تصديق أن لوطًا، ابن أخي إبراهيم، هو شخص مؤمن بل «بارًا» كما وُصف في 2بطرس2: 7، 8. أما إبراهيم فلم يكن مؤمنًا فقط، بل كان تابعًا مكرسًا للرب، وهو أمر واضح من حياة عائلته. لكن لوطًا رغم كونه مؤمنًا، إلا إنه لم يُعطِ الرب الأولوية في حياته. فبينما كان إبراهيم يتكل على الرب ليرشده حسب رأيه، اتكل لوط على مرأى عينيه، فاختار سهول سدوم لتكون مكان سُكناه، لأنه رأى جمال المكان ورخائه. وحتى هذا الوقت لا نقرأ أنه كانت له زوجة أو أسرة، لكنه لم يبق في السهول الخصبة ظاهريًا، بل سريعًا ما انتقل إلى المدينة «وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا» ( تك 13: 13 ). يا له من مكان شرير لأن يتخذ لنفسه منه زوجة! ربما وجد عُذرًا لنفسه لأن يتزوج من بنات العالم، لأنه لم يجد مؤمنات هناك ليتزوج إحداهن. لكن أين يجب على المؤمن أن يفتش عن زوجة له؟ هل في حانة، أم في صالة رقص، أم في أي مكان آخر مخصص لملذات العالم؟ لقد حذّر الوحي المؤمن من أن يكون تحت نير مع غير المؤمن ( 2كو 6: 14 )، فإذا كان يتردد على أماكن فيها مؤمنون، فلا بد أن يقابل مؤمنين. وإذا كان قلبه مشغولاً بطاعة الله، فلا بد أن يقوده الله إلى الزوجة المتعقلة التي بحسب اختياره له، والتي تظل تصنع له خيرًا لا شرًا كل أيام حياتها. لكن إذا تصرف بخلاف هذا فلا بد أن يواجه المشكلات. ثم جاء اليوم الذي تمتع فيه لوط بزيارة ملاكين مُرسلين من قِبَل الله، وظهرا في صورة بشر، فقرر رجال سدوم أن يأخذاهما من بيت لوط ويمارسوا معهما الشذوذ، الأمر الذي لم يكن ممكنًا تحاشيه إلا بمعجزة ضربهم بالعمى. وكما كان مُقدّرًا لسدوم هلاكًا مُباغتًا ورهيبًا ( تك 19: 12 ، 13)، كذلك ينتظر العالم اليوم اللحظة الوشيكة لدينونة الله المُريعة. إلا أن هناك الكثيرين من المؤمنين اليوم الذي يُشابهون لوطًا، غير مُميزين لقرب انصباب القضاء رغم وضوح الأمر. ليتنا جميعًا نتذكَّر إلحاح التحذير بأن يُخرج لوط كل أقاربه خارج سدوم. |
||||
08 - 04 - 2021, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 37263 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نوح في الفُلك فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ ... وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ ( تكوين 7: 7 ، 16) أَ تظنون أن نوحًا خسر شيئًا بوجوده مُغلَّقًا عليه داخل الفلك، مستورًا من مشهد الخراب الذي حوله؟ أَ تظنون أنه ندم عندما أُغلِقَ عليه داخل الفلك على ما ضحى به من الأشياء الأرضية؟ أو على تعبه في عمل الفلك السنين الطوال؟ ماذا كانت قيمة أثمن الأشياء الأرضية عندما غاصت في مياه الدينونة؟ أمَّا الفلك الذي وضع فيه نوح آماله فكان مرفوعًا منتصرًا فوق تلك المياه، ولم يكن ينقصه شيء من كل الخيرات «من كل طعامٍ يؤكَلُ» ( تك 6: 21 ). كثيرًا ما نسمع الناس يقولون إنهم يخسرون أشياء كثيرة إذا وقفوا حياتهم للمسيح، وبحسب تعبير الفلك: أُغلِقَ عليهم فيه. ولكن في الحقيقة إنه لم يكن جمالاً في كل الخليقة خارجًا عن الفلك، بل كل شيء حيّ جميل كان مع نوح داخلاً، بينما لم يكن في الخارج إلا كل شيء مائت وكريه. وهل كان معقولاً أن نوحًا، بعد أن أغلق الرب عليه، يفكر في أن يخرج إلى مياه الدينونة، ثم يُقنع نفسه أنه مُغلَق عليه داخلاً؟ مستحيل. على أن هذا المستحيل هو عين ما يفعله الكثيرون. فماذا نقول عنهم؟ هل لهم إيمان نوح؟ هل هم يدينون العالم بحياتهم العملية؟ كلا، بل بينما يتكلَّمون بأفواههم عن الدينونة المُريعة المُقبلة على العالم، نراهم يُقَابَلون كما قُوبِل لوط، الذي مع أنه تكلَّم عن أمور حقيقية، ولكنه «كان كمازحٍ في أعيُن أصهارهِ» ( تك 19: 14 ). هذه هي حالة الكثيرين الذين ربما يُعلِّمون ويكرزون، ولكنهم يشهدون مع العالم، ويظهَرون أنهم من العالم بواسطة حياتهم وتصرفاتهم. فهم نظير لوط يشتغلون بأفواههم في الكرازة عن الدينونة، بينما تراهم جالسين في باب المدينة، والنتيجة أنهم لا يُصدَّقون، كما أن لوط لم يُصَدَّق حتى من أصهاره الأقرَبين. هل يستطيع القارئ العزيز أن يقول بحق: “إني أريد أن يُغلَق عليَّ في المسيح فأتغذى بقوام الحياة الذي فيه، إني لا أريد أن أبني الفلك فقط بل أن أُوجد فيه، بل ويُغلَق عليَّ داخله، فأستطيع أن أدرك أن كل ما هو بعيد عنه إنما هو موت ودينونة؟” إذا وُجِدَ أمام نفس المسيحي غرض غير “ربح المسيح” فهو ليس في مركزه الصحيح، ليس بانيًا للفُلك ودائنًا للعالم. |
||||
08 - 04 - 2021, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 37264 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوط وخدمة الملائكة فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً فِي بَابِ سَدُومَ ( تكوين 19: 1 ) في تكوين 18 ظهر الرب لإبراهيم ومعه ملاكان، أما في تكوين 19 فنحن نرى الملاكين فقط ذاهبين إلى سدوم. ورأينا أيضًا إبراهيم في باب خيمته يتمتع بالشركة الحلوة مع الرب، بينما لوط الذي كان جالسًا في باب سدوم لم يحظَ بزيارة الرب له. صحيح إن نفسه كانت مُعذَّبة بأفعال أهل سدوم، لكن لم تكن له الشركة مع الرب. وأيضًا رأينا الرب يأتي لإبراهيم في حر النهار، بينما نرى الملاكين يأتيان إلى سدوم مساءً. يأتيان لا ليقدِّما شهادة علَنية لسدوم، بل جاءا سرًا في المساء ليُنقذا مؤمنًا مغلوبًا من وسط نيران القضاء ( تك 18: 1 ؛ 19: 1). ونتعلَّم من كلمة الله أن خدمة الملائكة لها هاتان الصفتان: الأولى، تنفيذ قضاء الله. والثانية، هم «أرواح خادمة مُرسَلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص» ( عب 1: 14 1كو 3: 15 ). ونرى هاتين الخدمتين في سدوم؛ فجاءا ليُهلكا المدينة، وليُخلِّصا لوط. ولوط في هذه الحالة صورة للذين يخلصون، ولكن كما بنار (1كو3: 15). لوط، وهو مؤمن حقيقي، استطاع أن يُميِّز الزائرين السمائيين ويعاملهما بكل احترام، فيطلب أن يُكرمهما ويَقيهما من إهانات أهل سدوم، لكنه يرى نفسه غير قادر على أن يضع حدًا لشر أهلها، إلى درجة أن عرض ابنتيهِ لتهدئة الحالة، لكن تصرُّفه هذا أهاج أهل سدوم أكثر. فقالوا له: «ابعُد إلى هناك. ثم قالوا: جاء هذا الإنسان ليتغرَّب، وهو يحكم حُكمًا. الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما» ( تك 19: 9 ). ومن المؤكد أن كلمات التهديد هذه كانت تُعذّبه وهو يسمعها. ولم يستطع أن ينجو من ثورة الغوغاء لولا تداخل الملاكين اللذين أنقذاه من أيديهم. وكانت توجيهات الملائكة للوط أن يُحذِّر أقاربه، ويقول لهم: إن الرب مُزمع أن يُهلِك المدينة. وهذه التوجيهات أظهرت هذه الحقيقة: أن المؤمن الذي يوجد في مركز لا يليق به لا تكون له قوة للشهادة. فنقرأ: «فخرج لوط وكلَّم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان لأن الرب مُهلِكٌ المدينة. فكان كمازحٍ في أعين أصهارِهِ» ( تك 19: 14 ). نعم كان يشهد للحق، لكن الحق دانَهُ. هل كان لوط حقًا يُصدِّق أن الرب مزمع أن يُهلِك المدينة؟ إن حياته كانت على نقيض شهادته، فلا عجب إن ظهر في عيونهم كمازح. وهل نعجب إذا كنا نرى أهل العالم لا يُعيِرون التفاتًا للتحذيرات التي يتكلَّم بها البعض مِمَنْ هم خدام للديانة المسيحية، ولكنهم قادة في الأمور العالمية أيضُا؟ |
||||
08 - 04 - 2021, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 37265 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهروب المجيد «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ ... اهْرُبْ إِلَى الجَبَلِ لِئَلاَّ تهْلِكَ» (تكوين ظ،ظ©: ظ،7) ميَّز الله الإنسان بالعقل الذي به يُدبر أمور حياته. ومن بين استخدامات العقل، كيفية الهروب من الخطر. ومن فوائد غريزة الخوف، استشعار الخطر والهروب منه. ومَن يفعل عكس ذلك فهو أحمَق وغبي (أمظ¢ظ¢: ظ£؛ ظ¢ظ§: ظ،ظ¢). لكن ما يملأ القلب بالأسى الشديد أن أرهب خطر يتهدَّد حياة الانسان، لم يَعره الأكثرون اهتمامًا، وهو خطر المضـي إلى الأبدية بدون المسيح. فما أرهب أن يمضـي الإنسان إلى الأبدية بِحمل خطاياه الرهيب! وإن كان الهروب من أي خطر أرضي قد يُكلِّف الإنسان جهدًا نفسيًا وجسديًا، وقد يكون ماديًا، لكن مِن رحمة الله الغنية أن الهروب من رُعب الأبدية، كأُجرة للخطية، لا يُكلِّف الإنسان أي شيء سوى الإيمان القلبي بأن الرب يسوع قد دفع عنه هذه الأجرة الرهيبة، وهو مُعلَّق على الصليب نيابةً عنه. لذلك فإن المَخرَج الوحيد للهروب من الغضب الآتي ودينونة الخطية هو الهروب إلى المسيح الذي قال: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ المُتعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متظ،ظ،: ظ¢ظ¨). قديمًا جاء الملاكان إلى لوط قبل أن تُحرَق سدوم، وقالا له: «اهرُبْ لِحَيَاتِكَ» ( تك 19: 17 )، وأرشداه إلى المكان الذي يهرب إليه وهو الجبل. لقد كان هذا من شفَقة الرب عليه (ع16). وما زال الرب يسوع ينادي كل إنسان ما زال في خطاياه بالقول: «اهرُبْ لِحَيَاتِكَ»، ولكن ليس إلى الجبل، أو إلى صوغر التي هرب إليها لوط، ولكن إلى الرب يسوع نفسه، الذي هو مدينة الملجأ التي كانت في مشورات الأزل، لكي يهرب إليها كل خاطئ أثيم، ليحظى بالنجاة، ليس من حريق وقتي، بل من حريق أبدي رهيب. ولا ليحظى بالنجاة فقط، بل أيضًا ليحصُل على «الخَلاَصِ الَّذِي فِي المَسِيحِ ..، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ» (ظ¢تيظ¢: ظ،ظ*). فيا له من هروب مجيد به يتمجَّد الله وأيضًا يَخلُص الإنسان! عزيزي القارئ: إن الأبدية بدون المسيح أمر رهيب يَقصُر البيان عن وصفه، وكيف لا، ومكان عذاب الأشرار هو ذات المكان الذي سوف يُعذَّب فيه الشيطان! ولكن ما هو أرهب، أنه لا خروج من جهنم إلى أبد الآبدين. فيا للهول! فإذا كنت بعد في خطاياك، فمن شفَقة الرب عليك، أرسلَ إليك هذه الكلمات، لكي يفتح أمامك باب النجاة من كل هذا. فلا تتوانَ في الهروب إلى الرب يسوع الآن. نعم الآن، قبل فوات الأوان! |
||||
08 - 04 - 2021, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 37266 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخاوف عدم الإيمان هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب ( إش 12: 2 ) وجد ابراهيم في الجبل مكاناً ليتشفع أمام الله. بينما لوط كان يقول "لا أقدر أن أهرب إلى الجبل. لعل الشر يدركني فأموت" ( تك 19: 19 ). وهكذا ينظر عدم الإيمان إلى مكان الإيمان كأخطر مكان مُخيف، فالكل أمامه ظلمة. لا يستحي المسيح أن يدعونا إخوة، فهل نستحي نحن أن نعترف به رباً وسيداً أمام كل العالم؟ لا تتباحث كثيراً مع نفسك: متى أكرس ذاتي له؟ افعل ذلك في الحال بعزم قاطع. ألقِ بنفسك عليه وثق في الله من جهة النتائج. إني أعرف بالاختبار أن الاعتراف العلني الجريء بأنك للمسيح، يُنهي أكبر جزء في الصراع. وأقرر بالاختبار أنك إذا كنت بقوة الرب تقول لأصدقائك وزملائك أنك للمسيح ومُلتزم أن تعيش له، فإنك لن تجد الصعوبات التي يشعر بها المترددون الخائفون من الاعتراف بمن يحبون أن يعيشوا له ويخدموه. إني لا أعرف كلمة تبعث استقراراً في النفس مثل القول "لا تهتموا بشيء" وكثيراً ما اختبرت ذلك. إن اهتمام عدم الإيمان لا فائدة منه، بل بالعكس هو فرصة لهجمات العدو. ولا يمكن لعدم الإيمان إلا أن يُفسد الأمر. كم يضل أولاد الله عندما يضعون أنفسهم في حماية غير المؤمنين عوضاً عن الاستناد على معونة الله في كل الصعوبات التي تعترض طريق الإيمان. والشيطان يجد ثغرة للدخول منها بكل قوته إلى النفس في اللحظة التي فيها يوجد ظل لعدم الثقة في الله، فعندما يكون عدم الإيمان عاملاً، لا يكون هناك إلا المتاعب والأحزان. عندما تبقى في القلب أية أنّة لم تُسكب أمام الله - إله كل نعمة، أو أقل عدم ثقة فيه، فهذا من عمل الجسد والشيطان. قد تنحني نفوسنا في بعض الأوقات (وذلك بسبب ضعف الإيمان طبعاً) ومع ذلك فكل شيء يسير حسناً متى رفعنا الأمر كله لله. |
||||
08 - 04 - 2021, 07:26 PM | رقم المشاركة : ( 37267 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوط وخدمة الملائكة فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً فِي بَابِ سَدُومَ ( تكوين 19: 1 ) في تكوين 18 ظهر الرب لإبراهيم ومعه ملاكان، أما في تكوين 19 فنحن نرى الملاكين فقط ذاهبين إلى سدوم. ورأينا أيضًا إبراهيم في باب خيمته يتمتع بالشركة الحلوة مع الرب، بينما لوط الذي كان جالسًا في باب سدوم لم يحظَ بزيارة الرب له. صحيح إن نفسه كانت مُعذَّبة بأفعال أهل سدوم، لكن لم تكن له الشركة مع الرب. وأيضًا رأينا الرب يأتي لإبراهيم في حر النهار، بينما نرى الملاكين يأتيان إلى سدوم مساءً. يأتيان لا ليقدِّما شهادة علَنية لسدوم، بل جاءا سرًا في المساء ليُنقذا مؤمنًا مغلوبًا من وسط نيران القضاء ( تك 18: 1 ؛ 19: 1). ونتعلَّم من كلمة الله أن خدمة الملائكة لها هاتان الصفتان: الأولى، تنفيذ قضاء الله. والثانية، هم «أرواح خادمة مُرسَلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص» ( عب 1: 14 1كو 3: 15 ). ونرى هاتين الخدمتين في سدوم؛ فجاءا ليُهلكا المدينة، وليُخلِّصا لوط. ولوط في هذه الحالة صورة للذين يخلصون، ولكن كما بنار (1كو3: 15). لوط، وهو مؤمن حقيقي، استطاع أن يُميِّز الزائرين السمائيين ويعاملهما بكل احترام، فيطلب أن يُكرمهما ويَقيهما من إهانات أهل سدوم، لكنه يرى نفسه غير قادر على أن يضع حدًا لشر أهلها، إلى درجة أن عرض ابنتيهِ لتهدئة الحالة، لكن تصرُّفه هذا أهاج أهل سدوم أكثر. فقالوا له: «ابعُد إلى هناك. ثم قالوا: جاء هذا الإنسان ليتغرَّب، وهو يحكم حُكمًا. الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما» ( تك 19: 9 ). ومن المؤكد أن كلمات التهديد هذه كانت تُعذّبه وهو يسمعها. ولم يستطع أن ينجو من ثورة الغوغاء لولا تداخل الملاكين اللذين أنقذاه من أيديهم. وكانت توجيهات الملائكة للوط أن يُحذِّر أقاربه، ويقول لهم: إن الرب مُزمع أن يُهلِك المدينة. وهذه التوجيهات أظهرت هذه الحقيقة: أن المؤمن الذي يوجد في مركز لا يليق به لا تكون له قوة للشهادة. فنقرأ: «فخرج لوط وكلَّم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان لأن الرب مُهلِكٌ المدينة. فكان كمازحٍ في أعين أصهارِهِ» ( تك 19: 14 ). نعم كان يشهد للحق، لكن الحق دانَهُ. هل كان لوط حقًا يُصدِّق أن الرب مزمع أن يُهلِك المدينة؟ إن حياته كانت على نقيض شهادته، فلا عجب إن ظهر في عيونهم كمازح. وهل نعجب إذا كنا نرى أهل العالم لا يُعيِرون التفاتًا للتحذيرات التي يتكلَّم بها البعض مِمَنْ هم خدام للديانة المسيحية، ولكنهم قادة في الأمور العالمية أيضُا؟ |
||||
08 - 04 - 2021, 07:27 PM | رقم المشاركة : ( 37268 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوط ومحبة العالم فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي ... كجنة الرب، كأرض مصر ( تك 13: 10 ) كانت الشمس تختفي خلف الجبال عندما خرج لوط من مسكنه وجاء ليجلس عند باب المدينة. كان هذا المكان مكان الشرف الذي حازه أثناء سُكناه في سدوم. لقد مضى الزمان الذي كان رعاته ورعاة عمه يرعون أغنامهم معًا، وكان هو وعمه سعيدين بالسُكنى في خيام وبتقديم ذبائح على مذبح الرب. وقد سبق ذلك الذهاب إلى مصر الذي طبع في ذهن لوط الشاب تأثيرًا لا يُمحى ( تك 13: 10 ). ثم جاء الرخاء متمثلاً في مواشِ كثيرة جدًا حتى لم تحتملهما الأرض أن يسكنا معًا ( تك 13: 6 )، فكانت مخاصمة بين الرعاة، وكان يتعين إيجاد حل. ولم يختر لوط الحل الصالح بنزوله إلى دائرة الأردن ونقل خيامه إلى سدوم. وقد تركها بعد ذلك وجاء ليسكن في المدينة. وجاءت هناك تلك الأيام الرهيبة التي نهب فيها كَدَر لعومر المدينة. أ لم يشعر لوط وهو في موكب الأسرى بتأنيب ضميره على الوسط الذي جاء ليسكن فيه؟ ولكن إبراهيم خلَّصه، وما أراد الله أن يعلمه له عن طريق هذه الأحداث الرهيبة، سرعان ما انمحى، ليس لأنه صار سعيدًا بعد ذلك، لأن سلوك أهل سدوم الفاسد كان يعذبه دائمًا ( 2بط 2: 7 )! وكثيرون من بناته قد تزوجن زيجات مكرمة في المدينة. والاحترام والتقدير اللذان كان يتمتع بهما، منحاه مركز القاضي. وكانت زوجته سعيدة في سدوم، ومضت الأيام «وكانوا يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون» ( لو 17: 28 )، وهكذا لم يكن أحد يكترث بالغريبين اللذين اقتربا في المساء من المدينة حاملين رسالة القضاء ...! ويا له من منظر! «وإذ أشرقت الشمس على الأرض ... فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء. وقَلَب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض» ( تك 19: 23 - 25)، ورجل واحد فقط نجا وهرب إلى الجبل بعد أن تجرد من كل ممتلكاته، وفقد امرأته ومعظم أبنائه وبناته، وبقيت له ابنتان خدعتاه بطريقة وضيعة في المغارة حيث انتهت أيامه. ويا لها من نهاية أليمة لرجل بار!! ليحفظنا الرب من محبة العالم، وليُعطنا أن نحيا دائمًا في القُرب منه متمتعين بالشركة العميقة معه، التي فيها سر السعادة الحقيقية. |
||||
08 - 04 - 2021, 07:28 PM | رقم المشاركة : ( 37269 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سبي لوط تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر ( مز 16: 4 ) من ضمن أعمال إلهنا معنا الآن التعليم والإرشاد والنُصح كما جاء في مزمور32: 8 "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك". وكما ورد في ترنيمة موسى وشعب الله "ترشد برأفتك الشعب الذي فديته ..." ( خر 15: 13 ). لكن مَنْ هو الذي يستفيد من ذلك؟ ليس الشخص المُبتعد بقلبه عن الله، ولا مَنْ كانت كل اهتماماته ومشغولياته بأمور عالمية فانية، بل الذي استمع واستجاب لقول الرب "يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" ( أم 23: 26 ). وبالنسبة للوط نرى حالة مُحزنة جداً، فقد أعطاه الله فرصة ليراجع فيها نفسه إذ قَدُم الملوك لمحاربة بعضهم بعضاً، ولم يكن المقصود من هذه الحرب إلا لوط. وكم من أمور تحدث في هذا العالم وتظهر كأنها أمور طبيعية، بينما يكون القصد منها أحد المؤمنين، كما حدث مع يونان عندما نزل في السفينة ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب، فأرسل الرب ريحاً شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر، فلما ألقوا قرعاً وقعت القرعة على يونان. ونجد هنا أنه لما اختلط لوط بأهل سدوم وصاهرهم وأصبح له شأن عظيم في سدوم التي اختارها لنفسه، لأنه رآها كجنة الرب كأرض مصر، كانت النتيجة أنه بسبب حرب الملوك سُبي لوط. وكم من مؤمنين قد سباهم العالم. ولو راجعوا أنفسهم بإخلاص لذكروا كيف أنهم كانوا في حالة روحية أحسن مما كانت قبل أن يعطيهم العالم شيئاً من النجاح، ولذلك كان لا بد أن يتداخل الرب. عندما سُبي لوط وبلغ الخبر إلى إبراهيم الرجل ذي الأخلاق العالية، الذي كان قلبه مع الرب مرتبطاً بالمذبح، لا نجده شامتاً أو متشفياً في ابن أخيه كما يفعل الكثيرون، ولا قال إنه يستحق لأنه هو الجاني على نفسه، إذ رفع عينيه واختار، فليتحمل مرارة النتائج، ويحصد ما قد زرعه، ولكنه تقدم وجرّ غلمانه المتمرنين واسترجع لوطاً وجميع الذين سُبوا معه. وكنا نتوقع أن يستفيد لوط من هذا الدرس، لكن ما أجهل القلب المُبتعد عن الرب. يا للأسف رجع لوط إلى سدوم ثانية فاحتاج الأمر إلى عملية أخرى أقسى وأشد مرارة من الأولى. "فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء" ( تك 19: 24 ). |
||||
08 - 04 - 2021, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 37270 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اهرُب لحياتكَ «.. لأننا مُهْلِكَانِ هَذا الْمَكَانَ، إِذ قَدْ عَظُمَ صُرَاخهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ» ( تكوين 19: 13 ) تحدَّث الملاكان لِلُوطٍ بوضوح عن الخطر المُحدق به: «مَنْ لَكَ أَيْضًا هَهُنَا؟ ... أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ، لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هَذَا الْمَكَانَ ... أَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ» ( تك 19: 12 ، 13). إننا شديدو الحساسية هذه الأيام عن أن نتكلَّم للناس بمثل هذه الطريقة؛ فقد لففنا شفاهنا بالحرير. إننا نسعى أن نكون ألطف من المسيح! لم يتردد المسيح في أن يتكلَّـم عن الدود الذي لا يموت، والنار التي لا تُطفأ. فصرير الأسنان، وعويل اليأس، والقرع على باب لن يُفتح أبدًا، كانت تحذيرات جاءت أكثر من مرة على لسان الرب ( مت 8: 12 ؛ 13: 42، 50؛ 22: 13؛ 24: 51؛ 25: 10-12، 30؛ مر9: 43- 48؛ لو13: 25-28). لقد علَّم بوضوح أنه يُمكن للبشر أن يقترفوا خطأ لا يستطيعون إصلاحه أبدًا. إذا كانت هناك عناصر ما مفقودة في الطعام، سينمو الأطفال غير أصحاء وذوي عظام هشة، وهكذا إذا لم نأخذ حذرنا، فإن قصور تعليمنا ستكون له نتائج كارثية. فسواء نتحدث عن ذلك أم لا، فالأمر الصادق مثل صدق طبيعة الله، هو أن أولئك «الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ... سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ» ( 2تس 1: 8 ، 9)، «فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ ... تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ» ( عب 10: 26 ، 27). ربما يكون يوم النعمة أقرب إلى نهايته مما نعتقد. فساعة النهاية قد تدق، والانهيار الجليدي قد يبدأ في التدحـرج والتكتل مُتجهًا للأمام، بينما الغيوم الرعدية قد تمطر بقوة على جيل شرير، والذي ستكون حالته – في يوم الدينونة – أسوأ من سدوم وعمورة. قد لا يكون هناك شيء يُنذر بهذه الحقيقة الخطيرة «وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ» ( تك 19: 23 ). فالطبيعة تحتفظ بأسرار الله جيدًا. لم يكن هناك ما يُنذر في السماء، ولم يكن هناك زيادة في تجمعات السحب المرعبة في السماء، ولا زلزلة في الأرض، لكن الفأس وقعت فجأة على أصل الشجرة الملعونة «فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ» ( تك 19: 24 ). اهرب – عزيزي القارئ – لحياتك؛ لا تنظر وراءك، ولا تظل في أي مكان سوى داخل جنب يسوع المسيح المطعون، حيث يُمكننا فقط أن نختبئ من الدينونة العادلة للخطية. لا تهدأ إلا عندما تضع الرب يسوع بينك وبين عدالة الله التي تقتص على الخطايا! |
||||