![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37061 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إبراهيم بين حاران ومصر ![]() «وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك» ( تكوين 12: 1 ) الطموح: وإذ حدثت المجاعة، نزل إبراهيم إلى مصر، مُنقَادًا بأفكار الطموح وتأمين المستقبل. آه من تذبذب إيماننا جميعًا «إذًا مَن يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط» ( 1كو 10: 12 ). النعمة استردَّت إبراهيم، ولكن ليس دون أشواك، جمعها من مصر. وكان ردّ نفس إبراهيم كاملاً حقيقيًا، فأنشأ تقدُّمًا أخلاقيًا، ضابطًا لطموحاته. امتُحن طموح إبراهيم مرتين، فيما بعد، وغلَب. مرة في أمر خصام رُعاته ورعاة لوط، فترك إبراهيم الاختيار للوط؛ ومرة بعد أن أنقذ لوطًا من يد كدرلعومر ( تك 14: 22 )، اكتفى بتجديد طاقته بالخبز والخمر، وبركة مَلكي صادق، باسم الإله العلي مالك السماوات والأرض؛ رافضًا عطايا العالم. فلنحذر من العالم في طموحاته، أو روابطه الطبيعية، ولتستقر قلوبنا في كنعان. الروابط الطبيعية: صارت كلمة الله لإبراهيم؛ أن يخرج من أرضه ومن عشيرته وبيت أبيه إلى الأرض التي يُريه. فأطاع إبراهيم طاعة جزئية ضعيفة، وأخطأ ثلاثة أخطاء: 1- لم يخرج من بيت أبيه، فذهب معه تارح أبوه، ولوط ابن أخيه. 2- كانت الدعوة شخصية لإبراهيم، ولكن للأسف قاد تارح أبوه المسيرة، فنقرأ «أخذ تارح أبرام ابنه ولوطًا ...» ( تك 11: 31 ). 3- توقفت الرحلة في غير مكانها، وهذا أمر متوقع، لأن المجد ليس زادَها (فهو زَاد لإبراهيم فقط)، ولا الطاعة هدفها الوحيد؛ والأغلبية لم تُدْعَ للخروج. إنها رحلة عائلية، أكثر منها دعوة إلهية للخروج! وبعد موت تارح أبيه، نقلَهُ الله من حاران. فما عاد إبراهيم قادرًا على المسير. واحتاج لتدخُّـل إلهي ونقلة إلهية لكنعان ( أع 7: 4 ). فالروابط الطبيعية تفقد القوة الحقيقية لاتباع الرب تمامًا. وليس هناك وسيلة للتخلِّـي عن الروابط الطبيعية باتزان حقيقي إلا بالنعمة. فالنعمة تحفظ حق الله على القلب ليُطيعه تمامًا، وحق مَن حولنا عند احتياجهم لنا. البركة: وإذ أُزيلت العوائق، نرى إبراهيم في طريق الإيمان يسير، وعلى الله يتكِّل، وإلى كنعان يصل وبالبركة يتمتع. «فأجعلك أُمَّة عظيمة... وأُبارك مُباركيك ولاعنك ألعنهُ. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض» ( تك 12: 2 ، 3). أمران عظيمان؛ الله يُمجِّد ذاته في البركة. ويشجع عبده بأن يُتحدْه بهذه البركة. والله في كنعان يُقدِّم نفسه لإبراهيم دون تأنيب أو لوم، بل يظهَر له ثانيةً. والنتيجة الحتمية «فبنى هناك مذبحًا للرب» ( تك 12: 7 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37062 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لا تخف يا أبرام ![]() لا تخف يا أبرام. أنا تُرس لك. أجرك كثير جداً (أو أنا أجرك الكثير جداً) ( تك 15: 1 ) نحن قد نقول لبعضنا "لا تخف" أو "تشجع" ولكننا في أغلب الأحيان تقصر يدنا عن المساعدة، وبقوتنا المحدودة لا نستطيع أن ندفع ضراً، ولذا تكون كلماتنا ضئيلة القيمة والفائدة. ولكن ما أبعد الفرق بيننا وبين الذي يتكلم هنا مع أبرام. إن شعور ابراهيم بأن الله هو الترس له وهو الأجر الكثير جداً، كفيل بأن يمحق مخاوفه. ولماذا خاف ابراهيم؟ كلنا نعرف القصة، فإن جيوشاً قوية تحت قيادة كدر لعومر، خرجت واكتسحت دائرة الأردن وأخذت لوطاً ابن أخي أبرام أسيراً هو ورجاله. والله أعطى ابراهيم القوة على تحريره هو ومَنْ معه، وعند رجوعه ميَّزه الله بتلك المقابلة مع ملكي صادق ثم بمقابلة ملك سدوم، ومن أولهما تعلم شيئاً عن اسم الله العلي، ومع الثاني أظهر اعتزازه بهذا الاسم عندما رفض أية هدية من ملك سدوم والتمس الغنى من الله العلي وحده. ثم يأتي المساء ويشمل السكوت كل الدائرة حول الخيمة وداخلها، وتخطر على بال ابراهيم خواطر كثيرة. أيأتي كدرلعومر مرة أخرى للحرب والانتقام؟ أيستطيع أن يقابل بموارده المحدودة هذه الجيوش الجارفة القاسية؟ ثم هو قد رفض هدية ملك سدوم، فما هو نصيبه الآن؟ ثم هو قد سلخ من عمره في هذه الأرض معظمه، وأين الوارث لبيته؟ وغير ذلك من الأفكار المُقلقة التي لا نستطيع أن نتصورها كلها، ولكن نستطيع أن نستنتجها من كلمات "لا تخف" و "ترس" و "أجر". ولكن حينئذ يتشجع ابراهيم لأنه يأخذ الوعد بأن الله العلي مالك السماوات والأرض هو ترس له، فماذا يصنع به إنسان؟ وإن كان أجره هكذا عظيماً جداً، فما هي ثروة ملك سدوم وماذا تكون؟ وألا تذكرون معي تلك الليالي الليلاء التي أحاطت فيها الكوارث بنا وتشامخت المصاعب حولنا كأنها جبال لا تُعبر، حين اصطكت الركب من الخوف وكان الهم ثقيلاً جداً؟ ولكن الله قال لنا "لا تخف" وهو يريد بذلك أن يحوّل التفاتنا إليه. أليس هو إلهاً قديراً؟ أليس هو مالك السماوات والأرض؟ اخرج أيها الأخ وتطلع إلى السماوات ولا تنحصر في دائرة اهتماماتك الضيّقة. دع كيانك كله يتعطر بالشعور بأن الله القدير هو إلهك، ودع "لا تخف" الخارجة من فمه تعمل عملها في نفسك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37063 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لا تحبوا العالم ![]() لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.. لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة.. والعالم يمضي وشهوته ( 1يو 2: 15 – 17) نتأمل باختصار في بعض ما يقوله الله عن العالم، لأنه إن عرفنا فكر الرب عنه، ساعدنا ذلك على تحاشي تلك الأمور التي يأمرنا بالانفصال عنها: محبة العالم شر في طبيعتها: يوصف العالم بأنه «العالم الحاضر الشرير» ( غل 1: 4 ). وقد أخبرنا الرسول يوحنا بأن هذا الشر له صور ثلاث: «شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة» ( 1يو 2: 16 ). فشهوة الجسد هي التي جعلت بلعام يركض في طريق هلاكه، وشهوة العيون هي التي أضلّت عخان، إذ نظر فانبهرت عيناه بمنظر الفضة والذهب والرداء الشنعاري، فوقع تحت دينونة الله المُرعبة، وتعظم المعيشة هو الذي ملأ قلب هامان بالطمع وطلب الرفعة، فكانت النتيجة أن دارت عليه الدوائر، فصُلب على نفس الخشبة التي أعدّها لمردخاي. وبالاختصار نقول: إن محبة العالم هي كل ما يُبعد قلوبنا عن الله، ويقيم فيها شيئًا آخر غير المسيح ونتيجتها واحدة، وهي الشقاء العاجل. محبة العالم عداوة لله: توجد مُباينة واضحة مذكورة في رسالة يعقوب، إذ يقول الرسول يعقوب: إن «مَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله» ( يع 4: 4 ) ويلفت أنظارنا إلى إنسان، إذ صار مُحبًا لله، أصبح عدوًا للعالم ( يع 2: 23 )، لذلك سُميَّ إبراهيم «خليل الله» ( 2أخ 20: 7 تك 15: 1 ). ومع أن الوحي الإلهي لا يُخبرنا صراحة عن الوقت الذي لقَبه فيه الله بهذا اللقب الجميل، إلا أنه يوجد ما يدلنا على هذا الوقت. فقد تم هذا بعد أن رفض إبراهيم أن يأخذ من يد ملك سدوم الأملاك التي أراد أن يعطيه إياها. الأمر الذي جعل الله يقول له: «أنا ترس لك. أجرك كثيرٌ جدًا» (تك15: 1). إن ملك سدوم يمثل العالم. وكما أن إبراهيم لم يرغب في الاختلاط به أو أخذ شيء منه، هكذا يجب على المؤمن أن يحفظ نفسه من العالم الذي لا يغنيه إلا بعد أن يُرغم ـ من حيث لا يشعر ـ على تضحية مبادئه المجيدة وإنكار المسيح فاديه إن أمكن. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37064 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الله ![]() لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 ) كلمة «هكذا» في يوحنا3: 16 لا تُخبرنا فقط عن مقياس ومقدار محبة الله الفائقة المعرفة ( أف 3: 19 )، لكنها تعرِّفنا أيضًا بالكيفية التي عبَّر بها الله عن محبته للبشر، لأنه «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا» ( 1يو 3: 16 )، وأيضًا «الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). ولمَن اتجهت هذه المحبة؟ إنها اتجهت إلى العالم أجمع؛ لكل الناس دون تمييز أو تحيز أو مُحاباة لأي أحد، دون تعصب أو استبعاد أي إنسان لأي سبب، بغض النظر عن الجنس أو العِرق أو المركز الاجتماعي أو الثقافة أو الدين أو حتى مقدار الشرور التي ارتكبها الإنسان في ماضيه. ولكن هذا لا يعني أن الله يوافق أو يتغاضى عن الخطايا التي يرتكبها الإنسان، حاشا، لأن الله قدوس ويكره الشر، ولكنها تعلن أنه بالرغم من شرور الناس، فإن الله يحبهم، ويحمل لهم مشاعر مليئة بالخير والرغبة في خلاصهم وإنقاذهم من الشرور التي يرتكبونها وهم مُستعبدون لها. وهذا ما نرى ظلاً له في العلاقة التي تربط أبًا تقيًا بابنه العاصي الأثيم، فقلب الأب يمتلئ بالمحبة والعطف والرغبة في إنقاذ ابنه، بالرغم من عدم رضاه على تصرفات الابن الخاطئة. والطريقة التي عبَّر الله بها عن محبته للعالم عجيبة لم تحدث من قبل، أو تخطر على فكر إنسان، والسبب أن الخطية جعلت الإنسان أنانيًا، مُحبًا لنفسه، ولديه الاستعداد أن يضحي بأي شيء، أو أي شخص، لكي يُنقذ نفسه. وفي يوحنا3: 16 نتعلم أن الله بذل ابنه الوحيد. والكلمة «بذل» تعني أنه أعطى بسخاء، هِبة وعطية. لو وُجد بين البشر أب لديه ابن وحيد حبيب لديه، وهذا الأب قدَّم ابنه وبذله للموت، لو حدث هذا، فمن المؤكد أنه يصوِّر أسمى مستوى للمحبة. هذه هي محبة الله المُعلنة في الإنجيل، الله بكامل إرادته الحُرَّة والمُطلقة، أعطى وسلَّم ابنه لأيدي الخطاة الآثمين، لكي يموت على الصليب، لكي يفدي ويخلِّص هؤلاء من الموت والعذاب الأبدي. ونتيجة الإيمان والقبول لكل ما أعلنه الله وعمله المسيح، يحصل كل مَن يؤمن على أسمى بركتين في الوجود: لا يهلك ولا يأتي إلى دينونة، بل تكون له الحياة الأبدية. يا لروعة نعمة الله! يا لغناها! يا لسموها! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37065 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إبراهيم وبركات الطاعة ![]() بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، يَقُولُ الرَّبُّ، ... أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ ... مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي ( تكوين 22: 16 - 18) إن كان للطاعة جمالها وروعتها، فبالتأكيد لها بركاتها ومكافآتها، لذا تحصَّل إبراهيم على بركات عظيمة نتيجة لطاعته: 1- تمتع بأن ناداه ملاك الرب مرتين - وهو فوق جبل المُرِيَّا - في المرة الأولى طالبه أن يرفع يده عن ابنه، وفي المرة الثانية كان الكلام مُختَّص بالبركة ( تك 22: 11 ، 15). 2- حصل إبراهيم على شهادة من الرب نفسه بأنه خائف الله، وما أعظمها شهادة! إذ قيل له: «الآن عَلِمتُ أنكَ خائفٌ الله» ( تك 22: 12 ). 3- لأن الله شبع للغاية بما فعله إبراهيم، عبَّرَ عن عُظم تأثره بطاعته، بأنه لأول مرة في كل الكتاب يُلزم الرب نفسه بقَسَم: «بذاتي أقسمت يقول الرب ... أُباركُكَ» ( تك 22: 16 ، 17). 4- بركة جديدة: بحسب تكوين 15 بارك الرب نسل إبراهيم بأن جعله كنجوم السماء في الكثرة، «وقال: انظر إلى السماء وعُد النجوم إن استطعت أن تَعُدَّها ... هكذا يكون نسلك» ( تك 15: 5 )، أما في تكوين 22: 17 فنقرأ عن بركة جديدة؛ بأن يكون نسل ابراهيم كالرمل الذي على شاطئ البحر: «أُكثِّر نسلَك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر». 5- لم يُحْرَمْ إبراهيم من السجود: كان إبراهيم قد سبق وقال للغلامين: «أما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما»، وها هو الرب يجعله يسجد مع إسحاق بتقديم الكبش محرقةً للرب. 6- شرفٌ كبير لإبراهيم أن يُسَجَل عنه هذا الحَدَث في رسالتين من العهد الجديد: أولاً في عبرانيين 11: 17-19 «بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب. قدَّم الذي قَبِلَ المواعيد، وحيدَهُ ...»، وثانيًا في يعقوب2: 22،21 «أ لم يتبرَّر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدَّم إسحاق ابنه على المذبح؟ ...». 7- هذه القصة الجميلة، وهذا الحَدَث الرائع، أصبحت أكثر من مجرد كونها قصة أو حَدَثًا. لقد أصبحت رمزًا لقصة أروع بما لا يُقاس، ألا وهي قصة الحب العجيب: كيف أن الله المُحب بذل ابنه الوحيد الحبيب لأجل أثمة فجار نظيرنا. فيا للشرف! عزيزي إن الطاعة هي أقصر طريق للبركة، والطاعة الحقيقية ليست شعارات نتشدق بها بل حياة نحياها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37066 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حساب البر ![]() «أخرَجَهُ إلَى خَارجٍ وقالَ: انظُرْ إلَى السَّماءِ .. هكَذا يَكُونُ نسلُكَ. فَآمَنَ با لرَّبِّ فحَسِبَهُ لَهُ برًا» ( تكوين 15: 5 - 7) هذا المشهد يشرح لنا كيف أن المؤمنين هم «أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع» (غلا 3: 26). هذه أول مرة نقرأ فيها أن إنسانًا «آمن بالرب» كما نرى هذا الإيمان واضحًا في بساطة تامة. لقد أخرج الرب أبرام من كل ما يُحيط به من ظروفه الخاصة، ثم طلب إليه أن: ينظر، ويصغي، ويؤمن. لا ينظر إلى سارة، ولا إلى نفسه، ولا إلى الأرض، بل إلى السماء. وإذ كان ينظر إلى نجوم السماء، كان يصغي إلى قول الرب: «هكذا يكون نسلك»، «فآمن بالرب فحسبه له برًا». ونحن نعلم كيف استخدم الروح القدس هذا المشهد في الرسالة إلى مؤمني رومية أصحاح 4 ليوضح الطريق الذي يسلكه المؤمن في المسيح ليُحسَب في حالة البر أمام الله. نحن كأُناس خطاة يُقدِّم لنا الله المسيح ويقول لنا: انظروا، أصغوا. انظروا إلى السماء وثبِّتوا عيونكم على المسيح، واصغوا لِما يقوله الله عن المسيح: إنه مات لأجل الجميع، والله شبع بعمله. وإذ يتجه النظر، ويُصغي الإنسان لِما يشهد به الله، ويؤمن بالمسيح يسوع كمَن مات لأجله، عندئذ يُعلن الله له أنه مُبرَّر من خطاياه، وأنه قد أصبح في حالة بر أمام الله، وأنه من أولاد الله، ووارث لله بالمسيح. غفران الخطايا (ع8- 10) وإذ نتقدَّم في هذه القصة نتعلَّم درسًا آخر هو أن أساس هذه البركات يجب أن يكون ذبيحة، وهكذا ينبغي علينا أن نذكر دائمًا أن الأساس الأبدي لبركاتنا هو في ذبيحة المسيح العظمى «وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة». توجد درجات متفاوتة في تقديرنا نحن لذبيحة المسيح، كما نفهم من مختلف الحيوانات التي طُلب من أبرام أن يُقدِّمها، لكن الذبيحة وحدها هي الضامنة لكل البركات. وبعد أن عرفنا أن كل بركاتنا تتوقف على ذبيحة المسيح، نرى أيضًا محاولات العدو المستمرة في مهاجمة حقيقة موت المسيح على الصليب، والعمل على التقليل من قيمة هذا العمل الكامل. وواجبنا أن نتمسَّك بهذا الحق الثمين، وكما كان إبراهيم يزجر الطيور عن الذبيحة، علينا أن نطرد كل فكر يحاول التقليل من قيمة دم المسيح الكريم الثمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37067 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سيأتي الآتي ![]() لأنه بعد قليلٍ جدًا سيأتي الآتي ولا يُبطئ. أما البار فبالإيمان يحيا ( عب 10: 37 ، 38) إلى أن يتم الرجاء المبارك فإن حياتنا في الوقت الحاضر هي حياة الإيمان، فالرب يسوع سيأتي، وكما هو مكتوب في الأنبياء «بعد قليل جدًا» ـ ولاحظ القول «قليل جدًا» ـ «سيأتي الآتي ولا يُبطئ. أما البار فبالإيمان يحيا» والإشارة هنا إلى إشعياء26: 20 وحبقوق2: 3، 4. كان النبي حبقوق يتوقع مجيء الرب ليخلِّص شعبه من الكلدانيين ويُظهر مجده. فالفجار قد انتفخوا بالكبرياء والاعتداد بالذات، وشعب الرب كان يصرخ في ضيق عظيم: إلى متى؟ وفي تواضع ووداعة وحزن عميق وانسحاق قلبي صحيح، كان الإسرائيلي التقي وهو يسأل هذا السؤال يتمسك بوعد الله، وهذا كان سَنده الوحيد ورجاء حياته الفريد. فالنبي وجميع الأتقياء كانوا في ضيق وتجربة وكَرب عظيم، ولم تقع عيونهم إلا على الفجور والإثم والخصام في الداخل، والخوف والرعب يهددهم من الخارج حتى صرخوا: «حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع؟» ( حب 1: 2 ). فكانوا حقًا يحتاجون إلى الصبر، وقد أجاب الرب على صراخهم وشجعهم بتجديد وعد مجيئه طالبًا إليهم أن يحيوا بالإيمان الذي هو علامة البار والصفة التي تميزه عمّن عداه «لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر» ( حب 2: 3 ). أما عدم الإيمان فلا يرى إلا الإبطاء، وفي روح محبة العالم والكبرياء يهزأ قائلاً: «أين هو موعد مجيئه؟»، ولكن البار بالإيمان يحيا ـ أي إنه بالإيمان يرى مجيء الرب وينتظره صابرًا. إن العبارة الواردة في حبقوق مختصرة جدًا، وتعليق الرسول عليها في رسالتين هامتين يعطينا المعنى الكامل لنصها الأصلي ( رو 1: 17 تك 15: 6 ). فمَن هو البار؟ إننا نقرأ عن البر لأول مرة بالعلاقة مع إيمان إبراهيم (تك15: 6). وإبراهيم هو أبو المؤمنين، فالمؤمنون إذًا هم الأبرار، وهم أبرار بالإيمان، والحياة التي نحياها الآن نحياها بالإيمان، وسوف لا ينال الخلاص الكامل عند مجيء الرب إلا المؤمنون. ونحن نقف الآن بين نور صليب المسيح ومجد ومُجازاة المخلِّص الراجع. وهذا تاريخيًا هو مركز المسيحية المعيَّن لها من الله. فيا ليت يكون من نصيبنا جميعًا أن نؤمن وأن نرجو. نتطلع إلى الوراء بالإيمان إلى الكفارة، وإلى الأمام بالرجاء إلى المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37068 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ستأتي إتيانًا ![]() «إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ» ( حبقوق 2: 3 ) كان النبي حبقوق يتوقع مجيء الرب ليخلِّص شعبه من الكلدانيين ويُظهر مجده. فالفجار قد انتفخوا بالكبرياء والاعتداد بالذات، وشعب الرب كان يصرخ في ضيق عظيم: إلى متى؟ وفي تواضع ووداعة وحزن عميق وانسحاق قلبي صحيح، كان الإسرائيلي التقي، وهو يسأل هذا السؤال، يتمسك بوعد الله، وهذا كان سَنده الوحيد ورجاء حياته الفريد. فالنبي وجميع الأتقياء كانوا في ضيق وتجربة وكَرب عظيم، ولم تقع عيونهم إلا على الفجور والإثم والخصام في الداخل، والخوف والرعب يهددهم من الخارج حتى صرخوا: «حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ؟» ( حب 1: 2 ). فكانوا حقًا يحتاجون إلى الصبر، وقد أجاب الرب على صراخهم وشجعهم بتجديد وعد مجيئه طالبًا إليهم أن يحيوا بالإيمان الذي هو علامة البار والصفة التي تميزه عمّن عداه «لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ» ( حب 2: 3 ). أما عدم الإيمان فلا يرى إلا الإبطاء، وفي روح محبة العالم والكبرياء يهزأ قائلاً: ««أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟»، ولكن «الْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا»؛ أي أنه بالإيمان يرى مجيء الرب وينتظره صابرًا. إن العبارة الواردة في حبقوق مختصرة جدًا، وتعليق الرسول عليها في رسالتين هامتين يعطينا المعنى الكامل لنصها الأصلي ( رو 1: 17 تك 15: 6 ). فمَن هو البار؟ إننا نقرأ عن البر لأول مرة بالعلاقة مع إيمان إبراهيم (تك15: 6). وإبراهيم هو أبو المؤمنين، فالمؤمنون إذًا هم الأبرار، وهم أبرار بالإيمان، والحياة التي نحياها الآن نحياها بالإيمان، وسوف لا ينال الخلاص الكامل عند مجيء الرب إلا المؤمنون. ونحن نقف الآن بين نور صليب المسيح ومجد ومُجازاة المخلِّص الراجع. وهذا تاريخيًا هو مركز المسيحية المُعيَّن لها من الله. فيا ليت يكون من نصيبنا جميعًا أن نؤمن وأن نرجو. نتطلع إلى الوراء بالإيمان إلى الكفارة، وإلى الأمام بالرجاء إلى المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37069 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موسى الجميل لله ![]() «أَخفَـاهُ ... لأنهُمَا رَأَيَا الصَّبيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ» ( عبرانيين 11: 23 ) كان موعد الخروج من أرض العبودية يقرب، والله يرقب الأحداث ويتذكَّـر ما قاله لأبرام في الرؤيا: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ ... وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ... وَفِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا» ( تك 15: 13 - 16). وبولادة موسى كانوا قد وصلوا إلى الجيل الرابع، وكان الأتقياء يئنون ويتوَّقعون الخلاص والخروج من أرض مصـر. كانوا يعيشون على الوعد، ويتعلَّقون بالساهر على كلمتهِ. وقبل ولادة موسى كان فرعون يسحق بني إسرائيل، وأمر أن يُلقوا أطفالهم في النهر. ولكن عندما وُلد موسى كانت عين الإيمان ترى فيه جمالاً لله، وأنه سيكون نافعًا للسيد، وأنه من الممكن أن يقود الشعب في رحلة الخروج من مصـر. لهذا أخفاه أبواه ولم يخشيا أمر الملك. إن قليلين من الآباء والأمهات هم الذين يتعاملون مع أولادهم، وما فيهم من تميُّز، بهذه النظرة. إنهم ويفتخرون بهم كملكية خاصة لهم، ولا يدركون أنهم وديعة من الرب قد ائتمنهم عليها، وأن هذا الجمال والتميُّز هو أساسًا لله. ومن هذا المنظور يجب أن يبذلوا كل الجهد لتربيتهم للرب، وصولاً إلى هذا الهدف. الله أعطاهم هذا الطفل وله خطة وقصد من جهته، من خلاله سيتمجَّد. وفرحهم الأعظم أن يروه ينمو في النعمة والقامة والحكمة عند الله والناس، والله يستخدمه في مشاريعه. إن أُم موسى، رغم قسوة الظروف الطاحنة، لم تفشل من الله الذي سمح بهذه الضغطات، وبالإيمان صانَت وصاغت هذا الجميل لله، فخبأته ثلاثة أشهر، ولمَّا لم يُمكنها أن تخبئه بعد، صنعت له سفطًا ووضعت الولد فيه، ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر (خر2). كان عندها يقين الإيمان أن الله سيحفظ هذا الجميل لمجده، وأنه أقوى وأعظم من فرعون وجبروته. لم تكن تعرف بالتحديد كيف سيتدخل الله، لكن إيمانها استأمن الله. لقد استودعته بين يدي الله القدير. وكان الله أمينًا ليُكرم ويشجع هذا الإيمان بشكل يفوق الخيال. وتحت التحكم الإلهي خرجت ابنة فرعون إلى النهر لتغتسل وجواريها معها ماشيات على جانب النهر. ولا نشك أن الله نفسه بجلاله كان واقفًا بجانب السفط يحرسه، ويُحرِّك الأحداث حسب قصده. لقد عاد الطفل إلى أُمهِ التي أرضعته وعلَّمته وربَّته وزرعت فيه كل المبادئ الصحيحة عن الله وشعبه، ليستثمر هذا الجمال لله طوال حياته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37070 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حنة أم صموئيل «إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ ... ![]() أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ» ( 1صموئيل 1: 15 ) إن الظروف التي شكَّلت الإطار الخارجي لحياة “حَنَّة أم صَمُوئِيل”، كانت - في بدايتها – كئيبة ومُحزِنة. ولكن كانت مُشرقة بالإيمان والرجاء في النهاية. فبالرغم من أنها كانت بلا أولاد، إلا أنها لم تكن بلا صلاة. وبالرغم من أنها كانت عاقرًا، إلا أنها كانت مؤمنة. وكان ألمها يجد تنفسًا له في الصلاة. لقد أخذت أحزانها معها إلى الله، وصلّت، لكي ينزع عنها مصدر ألمها وشقائها. وفي محضر الرب سكبت كل أحزانها. وسُمِعَت صلاة قلبها الصامتة غير المنطوقة، وذهبت إلى بيتها راضية، ولم تعد بعد بائسة وحزينة وفارغة، بل فرحة ومُشرقة ومُرنمة. لقد بدأت قصتها بالدموع، وانتهت بالترنم. بدأتها بالرأس الخفيض، وانتهت بالرأس المرتفع. بدأتها بالألم والمذلة والحرمان، وانتهت بالرفعة والشبع. بدأتها مع الإنسان، وانتهت مع الله. أيها الأحباء: إن الألم ضروري لنا جميعًا، لأن من أعمق الألم يخرج أقوى يقين في وجود الله وفي محبته. فالدموع غالبًا ما تكون التلسكوب الذي نرى من خلاله ما في السماء. وقد اختبرنا أن أحسن أوقاتنا الروحية التي شعرنا فيها بقرب الرب منا، هي الأوقات التي استطعنا أن نقول فيها: «أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي» ( مز 31: 7 ). وحقًا قال أحدهم: إنني على يقين بأنني ما نَمَوت في النعمة في أي مكان مثلما فعلت على سرير الألم. إن الذي لا يعرف المصاعب، لا يعرف القوة. والذي لا يواجه مصيبة، سوف لا يحتاج إلى شجاعة. وإنها لمسألة غامضة، أن أفضل صفات وخصائص الطبيعة البشرية التي نحبها، تنمو في تربة مخلوطة بالآلام. ومن المؤكد أن المؤمن يخرج من كل تجربة مؤلمة بأملاكٍ روحية جزيلة ( تك 15: 13 ، 14). |
||||