![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دعوة الله لإبراهيم
![]() ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران وقال له اخرج من أرضك ومن عشيرتك وهلم إلى الأرض التي أُريك ( أع 7: 2 ،3) إن كانت دعوة الله قد فصلت إبراهيم عن هذا العالم الحاضر، فذلك للإتيان به إلى عالم آخر، كما قال الله "إلى الأرض التي أُريك". فإذا كان إله المجد قد ظهر لإبراهيم فذلك لكي يُحضر إبراهيم إلى مجد الله. ونلاحظ أن الخطاب العجيب الذي تكلم به استفانوس بدأ بإله المجد ظاهراً لإنسان على الأرض، وانتهى بمشهد إنسان ظاهر في مجد الله في السماء. وفي ختام خطابه يتطلع استفانوس بثبات إلى السماء ويرى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله، ويقول "ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله". ونحن إذ نتطلع إلى المسيح في المجد نرى القصد العجيب الذي قصده الله في قلبه عندما دعانا من هذا العالم الحاضر، إنه دعانا إلى مجده لنكون مثل المسيح ومعه في مشهد يتكلم كله عن الله ومحبة قلبه غير المحدودة. وهناك بركة عظيمة حاضرة لمَنْ يتجاوب مع الدعوة، فإذ انفصل إبراهيم عن هذا العالم الحاضر الشرير، قال له الله: "أجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظِّم اسمك" ( تك 12: 2 ). يحاول أهل العالم أن يصنعوا لأنفسهم اسماً كما قالوا قديماً "ونصنع لأنفسنا اسماً"، لكن الله يقول للرجل المنفصل "أباركك وأُعظِّم اسمك". إن الله يستطيع أن يُعظم اسم المؤمن أكثر جداً مما نحاول أن نعمله لأنفسنا في هذا العالم الحاضر الشرير. ألا نرى في كلمة الله، كما نشاهد في اختباراتنا، أن الأشخاص العظماء روحياً بين شعب الله، هم الأشخاص المنفصلون، الذي استجابوا لدعوة الله لهم بالانفصال، كما نرى أن أي تحول عن طريق الانفصال إنما يؤدي إلى فقدان التأثير، بل إلى ضياع كل عظمة روحية حقيقية بين شعب الله؟ ويا لها من دعوة نافعة!! يقول الله لإبراهيم "وتكون بركة". ففي طريق الانفصال لا يكون إبراهيم مُباركاً فحسب، بل يكون أيضاً بركة للآخرين. إننا نفعل حسناً لو لاحظنا أهمية هذه الكلمات. نحن لا نقرأ أن الرب قال لإبراهيم "إذا بقيت في أور الكلدانيين أو في منتصف الطريق في حاران، تكون بركة" بل عندما أطاع دعوة الله قال له: "وتكون بركة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لوط وأشراك الغنى
![]() وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا ( تكوين 13: 6 ) في لُوط نرى صورة لمؤمن حقيقي يأخذ مكانه خارج العالم، ولكن ليس نتيجة إيمانه بالله، بل تحت تأثير غيره عليه. وهذا واضح من عدّة مواضع في كلمة الله. مثلاً لمَّا ترك أبرام حاران نقرأ «وذهبَ معه لوط»، وأيضًا لمَّا صعد أبرام من مصر نقرأ «فصعِدَ أبرام ... ولوط معه إلى الجنوب» وأيضًا يُوصف بهذا الوصف «لوط السائر مع أبرام» ( تك 12: 4 ؛ 13: 1، 5). لوط يمِّثل كثيرين ممن يوجدون في مركز صحيح خارج العالم، لكنهم يفعلون ذلك تحت تأثير صديق أو قريب، وليس من قوة مصدرها الإيمان بالله. وهو من أول سيره يُرَى ماشيًا على ضوء غيره، ويا للأسف! كم نُرى نحن بطريقة أو بأخرى مثل لوط، دون أن يكون لنا في أنفسنا إيمان الثقة، الأمر الذي سرعان ما تكشفه الظروف والحوادث. وعندما يجيء الامتحان، ماذا يحدث للمؤمنين الذين يسيرون في نور غيرهم؟! الذي يحدث أنهم يسقطون، ويتركون الطريق الذي لا توجد فيه جاذبيات للجسد، الطريق الذي لم يدرِّبوا أنفسهم على السير فيه، ولم يكن لهم الإيمان الشخصي ليسيروا بقوته. يجيء أحيانًا الامتحان بالصورة التي جاء بها في قصة أبرام ولوط: «فحدثت مُخاصمة». وواضح أن عِلة هذه المخاصمة كانت تتركز في ممتلكاتهما «فلم يقدرا أن يسكنا معًا»، والسبب المباشر لذلك هو أنه «كانت أملاكهما كثيرة». وكثيرًا ما يحدث أن المؤمنين يتخاصمون بسبب حسدهم الواحد للآخر، إما بالنسبة للغنى الزمني، أو بالنسبة للمواهب الروحية. وفي قضية أبرام ولوط، كان الغنى الزمني هو عِلة المخاصمة. ومن أين حصلا على هذا الغنى الزمني؟ نحن نذكر أنه لمَّا خرج أبرام من حاران سائرًا في طريق الإيمان، وكان لوط معه، أنهما أخذا كل مقتنياتهما، لكن لم تكن هذه يومًا من الأيام عِلة مخاصمة بينهما ( تك 12: 5 ). لكن في مصر كان أبرام قد حصل على ثروة كثيرة إذ بعد رد نفسه نقرأ: «وكان أبرام غنيًا جدًا في المواشي والفضة والذهب». إذن تكون الثروة التي حصل عليها عند تحوله عن طريق الإيمان، هي عِلة المخاصمة بينه وبين أخيه. وإذ حدثت المخاصمة بين هذين الأخوين لم يستطيعا في هذه الحالة أن يشهدا لله أمام الكنعانيين والفرزيين الساكنين في الأرض. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبرام في مصر
![]() وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ ..لأَنَّ الْجُوعَ .. كَانَ شَدِيدًا ( تكوين 12: 10 ) وصل أبرام إلى أرض كنعان، واجتاز فيها عالِمًا أنه غريب ونزيل. نصب خيمته بين بيت إيل وعاي، وبنى مذبحًا للرب الذي ظهر له، وهناك دعا باسم الرب. كان قد وصل إلى القمة هناك. لكن الأصعب دائمًا هو الاحتفاظ بهذه القمة. فالجسد لا يحتمل أن يسير طويلاً بالإيمان، وسريعًا ما يمِّل ويحب التغيير، ويميل إلى العيان والمنظور بدلاً من التعلُّق بالأمور التي لا تُرى. كذلك فإن الجسد يحب أن يخوض تجارب جديدة «ارتحلَ أبرام ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب» ( تك 12: 9 )، متباعدًا عن بيت إيل. وهذا يمثل تساهلاً تدريجيًا في حياة المؤمن، وإذا عبر بسلام سيقوِّي الضمير، ويقود إلى تساهل أكبر. ولا أحد يستطيع أن يوقف تيار الانحدار إذا كُسرت الحواجز النفسية وفقد المؤمن الشعور بحضور الله. تدخل الله رافعًا راية تحذيرية أمامه بأن أرسل جوعًا في الأرض. وكان الأجدر أن يقف ويسأل الرب: لماذا؟ والرب على استعداد أن يُجيب ويُصحح المسار إذا رأى الإخلاص والطاعة؟ إن الارتحال يعني التحوُّل عن المبادئ الصحيحة والحالة الصحيحة المرتبطة ببيت إيل التي تمثل بيت الله الروحي الذي هو كنيسة الله الحي. وهذا سيتبعه حتمًا الجوع الروحي. ليتنا لا نترك الاجتماع حول الرب ونبحث عن أية بدائل مهما كانت جذابة. أمام امتحان الجوع سلك أبرام بالعيان وهذا هو الأسهل بالنسبة للجسد، فلجأ إلى مصر لأجل المعونة والشبع. «فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرَّب هناك». لم يكن يفكر في إقامة طويلة. ومصر ترمز إلى العالم. وقد عالجت مصر مشكلة الجوع لكنها سبَّبت له مشاكل أصعب بكثير من الجوع. لقد اختل اتزان أبرام وفقَدَ الثقة في مواعيد الله بالحفظ وبالنسل، وخاف أن يقتلوه، فكذب وقال عن سارة: «هي أختي». لقد فقَدَ المحبة للرب، وفقَدَ المحبة للقريب. أُخِذت سارة إلى بيت فرعون، فصنع له خيرًا وأعطاه غنمًا وبقرًا. ولكن مهما أعطانا العالم فلا شيء يعوِّض الخسارة الروحية والشعور برضى الرب وأننا في المشيئة الإلهية. فشل أبرام وفشلت سارة، ولكن الله لا يفشل. إنه بالنعمة يحتوي أخطاءنا ويرُّد نفوسنا. لقد تدخل وضرب فرعون وكل بيته لأن الأمر كان مُتعلِّقًا بمجده ومقاصده ومواعيده المرتبطة بمجيء المسيح من نسل إبراهيم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ضعف أبرام وأمانة الله ![]() وحدث جوعٌ في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرَّب هناك ( تك 12: 10 ) مهما كان إيمان أبرام، فإنه كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وليس أحد يسلك طريق الإيمان إلا ويُمتحن إيمانه، والامتحان يكشف لنا من الناحية الواحدة ضعفنا، ومن الناحية الأخرى يكشف لنا نعمة الله وأمانته نحونا. وفي تاريخ أبرام جاء الامتحان الأول في صورة جوع، فكان جوع شديد في الأرض. لكن إن كان الرب قد سمح بالجوع، فإنه يستطيع أن يسدد حاجته مهما كان الجوع. أما أبرام تحت تأثير الحاجة الشديدة، فإنه سمح للظروف أن تأتي بينه وبين الرب، وبدلاً من أن يدعو باسم الرب، انقاد لِما أملاه عليه عقله وتوقف عن السير بالإيمان «وانحدر إلى مصر»، وعوضًا عن أن يتكل على الله ليعوله، انحدر إلى العالم طالبًا العون منه. ولما اتخذ أبرام هذه الخطوة الخاطئة، وجد ما يسد حاجته، نعم. ولكنه وجد نفسه أمام صعوبات جديدة تعرَّض لها بسبب المركز الخاطئ الذي وجد نفسه فيه، إذ خاف أن يُقتل من أجل سارة امرأته. ولم يَعُد في إمكان أبرام في هذه الحالة أن يعتمد على الله لحفظه، وتُرك لنفسه ليواجه هذه الصعوبة الجديدة، فنزل إلى مستوى العالم، وأجاز لنفسه أن يكذب قاصدًا أن يحمي نفسه على حساب زوجته. صحيح أن أبرام حصل بتصرفه هذا على سداد حاجته، بل وصار غنيًا، لكن ما كان أغلى الثمن الذي دفعه، لأنه في مصر لم يقدر أن ينصب خيمته، كما ولم يستطع أن يُقيم مذبحًا ويدعو باسم الرب. لكن على الرغم من كل الفشل، فإن الله أظهر أمانته له «لأن دعوة الله وهباته هي بلا ندامة»، فالله لا يتخلى عن شعبه لفشلهم، بل يعمل لأجلهم وإن كان في سياسته القضائية يدَعهم يؤدبون لجهلهم. وهذا ما فعله الرب مع عبده أبرام، إذ لما اكتُشف الكذب، طَرد فرعون أبرام من مصر وقال له: «هوذا امرأتك! خُذها واذهب!». هذا وقد اتخذ فرعون التدبيرات التي تكفل خروج أبرام من مصر «فأوصى عليه فرعون رجالاً فشيعوه وامرأته وكل ما كان له». ما أردأ أن يطردنا العالم بسبب تصرفاتنا السيئة، لكنه فضل عظيم وشرف كبير عندما يطردنا العالم لأجل أمانتنا في الشهادة لإلهنا. وهكذا ـ في صلاح الله ـ خرج عبده من المركز الخاطئ، ولكن لا يفوتنا أنه خرج موبِّخًا في خجل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبرام ![]() «لماذا لم تُخبرني أنَّها امرأتك؟ لماذا قُلتَ: هي أُختي؟» ( تكوين 12: 18 ، 19) في صمته لم يكن أبرام صادقًا، إذ قال له فرعون: «لماذا لم تُخبرني أنها امرأتك؟»، وفي كلامه لم يكن واضحًا، إذ قال له فرعون: «لماذا قُلت: هي أُختي؟». وكرجل الإيمان، كان يجب أن يكون صادقًا وواضحًا، لذلك نسبَ إليهِ فرعون سبب وقوعه في الخطأ، إذ قال له: «حتى أخذتها لي لتكون زوجتي». لم يَقُل أبرام الحقيقة كلها، فلقد خاف أن يُقتَل، مع أنه يجب ألاَّ يخاف من الذين يَقتلون الجسد ( مت 10: 28 )، وفي خوفه لم يضع في اعتباره نتائج قوله إنها أخته؛ فلم يتوقع أن يطلب أحد الاقتران بها لهذا السبب. ولكن نتيجةً لكلام أبرام، طلب فرعون ساراي، لتكون له زوجة، وفي هذا لم يخطئ فرعون، لكن الله في صلاحه، تداخل بنفسه مباشرةً، ليُصلح ما أفسده أبرام، ليُنقذ ساراي من براثن فرعون، ليس لسبب في أبرام، بل: (1) لأمانة الله تجاه أولاده «إن كنا غير أُمناء فهو يبقى أمينًا» ( 2تي 2: 13 ). (2) لعجز أبرام أمام فرعون، أما الرب فلكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقَد أحدٌ ( إش 40: 26 ). (3) لإنقاذ ساراي، فالرب في محبته يحفظ ذَوينا، إن عجزنا أو حمَقنا في تصرفاتنا، أو تخلَّينا عنهم. وبعد توبيخ فرعون له، سمع أبرام ما تمنَّاه؛ قال له فرعون: «والآن هوذا امرأتك! خُذها واذهب!» ( تك 12: 19 ). لم يُصدِّق أبرام ما سمعه، تنفس الصعداء، وانفرَجت أساريره، وهدأت نفسه، وتساءل في قلبه، كيف حدث هذا؟ وما الذي أجبَر الملك علي ذلك؟ فأدرك أن يد الرب عاملة خلف الستار. لم يتمسَّك فرعون به، إذ قال له: «اذهب!»، لأنه لم يكن سبب بركة، بل سبب ضربات عظيمة، وأيضًا لأنه خاف من يد الله العُليا، لئلا تستمر عليه الضربات. ولنعمة الله «أوصى عليهِ فرعون فشيَّعوه وامرأته وكل ما كان له» ( تك 12: 20 ). وأيضًا لم يتمسَّك أبرام بمصر، لقد استوعَب الدرس «فصعَدَ أبرام هو وامرأته ... إلى بيت إيل، إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة .. إلى مكان المذبح الذي عمله هناك أولاً. ودعَا هناك أبرام باسم الرب» ( تك 13: 1 - 4). ورُدَّت شركته. عزيزي المؤمن: حذار من الانحدار المتوالي ( تك 12: 10 )! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إبراهيم في أرض الجنوب ![]() «وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ ،وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ» ( تكوين 20: 1 ) لقد ارتحل إبراهيم جنوبًا. ويُعطينا الجنوب صورة للظروف المُيَّسرة التي غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر. لقد «سَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ». و“قَادِشَ” تعني “أُفرِزَ” أو “خُصِّص لغرض”. وهو ما يُعطينا وصفًا جميلاً لعمل الله مع إبراهيم، ومع كل المؤمنين أيضًا. و“شُور” تعني “موضع ملاحظة”. ألا يُرينا ذلك، أنه رغم أننا تقدسنا لله، إلا أننا نتلفت أحيانًا إلى الناحية الأخرى لنراقب ما يفعله الآخرون؟ ربما لديهم مجال للعمل أوسع منا، حتى ولو كان في خدمة الرب. أو لهم من النجاح الزمني ما يفوق نجاحنا. ربما أوقاتهم أكثر متعة وجاذبية من أوقاتنا. لكن مهما كان لهم، ينبغي أن يتذكَّر كل ابن لله أنه أُفرِزَ لغرض مُحدد. ولأنه ملكٌ للرب، فعليه أن ينقاد دائمًا وراء الرب، وليس وراء ملاحظاته الشخصية. هل نتعجب أن ما تلا هذا الارتحال أنه مضى «وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ»؟ “جرار” المدينة الفلسطينية التي تعني “يجر بعيدًا”. فلو انجرفنا وراء ملاحظاتنا الشخصية فمن المتوَّقع أن نُجَرُّ بعيدًا عن مكان الانفصال المُطلق إلى الرب. لكننا نشكر الرب أن زيارة إبراهيم إلى جَرَار كانت مؤقتة، ومع ذلك فقد أوقعته في اختبار مُذل. لقد أوقع إبراهيم نفسه في ذات الورطة التي كان قد وقع فيها عندما انحدر إلى مصر، قائلاً عن سارة إنها أخته، عوض أن يقول إنها امرأته ( تك 12: 10 -13). فعندما يُخطئ المؤمن عن السير بالإيمان، يُعطي للعالم انطباعًا خاطئًا عن علاقته الحقيقية. لذلك دعنا لا نخاف ولا نخجل من أن نُعلِن انتماءنا إلى الرب يسوع المسيح. نحن خاصته، وقد انفصلنا لغرض مسرته. لنتجنب إذًا التعرّض لمثل هذه التجارب المُهينة، إذا كنا مُخصَّصين للرب وحده، كما هو لنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "لا يَنزِع أحدٌ فرَحَكُم منكُم" (يوحنا 16 / 22) ![]() يعيش الإنسان ساعياً دائماً إلى الفرح في حياته. فالفرح هوَ ما يُحفّز الإنسان على الإستمرار في العيش ويجعلهُ يتعلّق بالحياة. ولكنّه يتعرّض بشكلٍ دائم للحُزن والكآبة وللخيبات مِن فرَح لا يُشبِعه ولا يكفيه. لنميّز اليوم بين الأفراح التي يقدّمها لنا العالم والفرح الذي يعطينا إيّاه ربّنا يسوع المسيح. فرَح العالم هوَ فرح مزيّف، خدّاع، مغشوش، مزغول ومُفخّخ. وأنواع هذا الفرح كثيرة: الفرح ببليّة الآخرين: مثلما فرِحَ اليهود عندما سلّم يهوذا يسوع. وهناك أفراح تسمّى أفراح شِبه روحيّة وهي أفراح خادعة قائمة على الإنفعالات المؤقّتة. في مَثل الزارع يتكلّم يسوع عن الذين "حين يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت، ولكن ليس لهُم أصل في ذواتهم، بل هُم إلى حين". هؤلاء هُم الذين يفرحون سريعاً بكلام الربّ ظانّين أنفسهم أنّهم يحقّقونه في حياتهم ويَعيشونه ويكتفون به. (مر 4) وهناك فرَح التلاميذ الذين رجعوا إلى يسوع فرحين بأنّهم حتّى الشياطين تخضع لهُم ولكنّ الربّ قال لهُم "لا تفرحوا بهذا بل إفرحوا بأنّ أسماءكم كُتبت في الملكوت. (لو 10) ويقول يهوَذا في رسالته (1 / 18 ) "إنّه في الزمان الأخير سيكون قومٌ مستهزئون، سالكين بحسب شهوات فُجورهم، هؤلاء المعتزلون بأنفُسِهِم، نفسانيّون لا روحَ لهُم." ويقصِد بهم النّاس الذين فرحهم بالإستهزاء وبإرضاء الرغبات التي تعطيهم الإكتفاء النفسي فيظنّون أنّهم فرحون. هذه أفراح العالم، كلّها التي لا تُشبِع إنسانًا، بل يبقى يبحث عن الفرح الحقيقيّ الذي ينقصه دائماً. عن أي فرح يكلّمنا يسوع؟ ما هذا الفرح الذي لا ينزعه أحدٌ منّا؟ للإنسان ثلاثة أبعاد للفرح: هناك الفرح الجسدي الذي يسمّى الّلذة، وهناك الفرح النفسيّ الذي يسمّى السعادة، وهناك فرح واحد حقيقي هوَ الفرح الروحي وهوَ ما يعطينا إيّاه ربّنا يسوع. يوم الجمعة العظيمة كان وضع التلاميذ والمريمات يُرثى له: حزنٌ عميق جدّاً، كآبة عظيمة، يأسٌ كامل. ولكن فجر الأحد تغيّر كلّ شيء: فرَح تام عميق ثابت. قال يسوع قبل صلبه: "الحقّ الحقّ أقول لكم، إنّكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. إنّكم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح... عندكم الآن حزن ولكن سأراكم أيضاً، فتفرح قلوبَكُم ولا ينزِع أحدٌ فرحَكُم منكُم". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خلاص من فخ الصياد ![]() «لم أجد فيكَ شرًا من يوم جئتَ إليَّ إلى اليوم. وأما في أعين الأقطاب فلستَ بصالح» ( 1صموئيل 29: 6 ) في الأصحاح التاسع والعشرين من سفر صموئيل الأول، نرى كيف أن الله تدَّخَل برحمته لتخليص خادمه من فخ الصياد. فقد وجد داود نفسه، بسبب عدم إيمانه وإرادته الذاتية، في مأزق حاد. فإذ سعى لطلب المعونة من ملك جَتّ غير المؤمن، وضع نفسه تحت التزام له. وإذ تظاهـر بأنه صديق للفلسطينيين وعدو لشعبه، دعاه أخيش أن يوظِّف رجاله في الخطة التي خططها ضد إسرائيل. وعندئذٍ تدخـل الرب فحفظ محبوبه من السقوط في شر أخطر. وهو الآن يجعل له ”المَنفَذ“ حتى لا يُجرَّب ابنه الذي ضلّ، فوق ما يستطيع. وكيف انفتح له الْمَنْفَذ؟ كان ذلك من خلال أعمال سلطان الله السرية الداخلية. فقد حَوَّل الرب قلوب ”رؤساء الفلسطينيين“ ضد داود ( 1صم 29: 3 -5)، وبالتالي فقد اضطر أخيش أن يخضع لرأي مُعاونيه. قارئي العزيز: ما أكثر ما عمل الرب ”لأجلك“ حينما حوَّل قلوب بعض العالميين ”ضدك“! ولو كنا أكثر روحانية لكنا أدركنا ذلك بوضوح، ولكنا أعطينا الحمد الكثير لإلهنا المُنعِم المُخلِّص، لأجل كل ما يفعله. وكان صَرْف داود من خدمة أخيش معجزة لا تقل عن خلاصه من عداوة شاول. وبالتأكيد كانت إثارة غيرة وعداوة رؤساء الفلسطينيين ضد داود، من عمل قوة الله الحافظة، مثلما حماه عندما أوحى الشيطان للملك شاول بأن يشرَع الرمح نحوه ( 1صم 18: 11 ). «فبكَّرَ داود هو ورجاله ليذهبوا صباحًا ويرجعوا إلى أرض الفلسطينيين. وأمَّا الفلسطينيون فصعدوا إلى يزرَعيل» ( 1صم 29: 11 ). وهكذا انكسر الفخ، وأصبح داود حرًا للرجوع إلى مدينته، غير عالم ـ حتى ذلك الحين ـ كم كانت الحاجة ماسة هناك لحضوره العاجل. وما كان هروب داود ورجاله المنسحبين تحت ظلال الفجر الخافتة، أقل إذلالاً من طرد إبراهيم الضال، من مصر ( تك 12: 20 ). فمع أن الله كثيرًا ما يُحرِّر شعبه من المواقف الخطيرة التي يوقعون أنفسهم فيها بسبب عدم إيمانهم، إلا أنه قد يسمح لهم أن يذوقوا مرارة حماقتهم. ولكن الخزي الذي جلَبه رؤساء الفلسطينيين على داود قد تحوَّل لصالحه بطرق أخرى مُتعدِّدَة. وهكذا فإن الله في بعض الأحيان يُحوِّل الأمور بعناية إلى الخير رغم سقطاتنا وفشلنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكرازة امتياز والتزام ![]() اعمِل عَمَلْ المبشِّر ( 2تيموثاوس 4: 5 ) فيضان الشهادة: من المستحيل أن تعرف المسيح كالمُخلِّص ولا تريد أن الآخرين يعرفونه. إن محبته التي لا يُعبَّر عنها تشعل فينا الرغبة لخلاص نفوس الخطاة، مَنْ سُفكَ الدم الكريم لأجلهم. فالسامرية لم تهدأ حتى قالت للمدينة كلها. ومجنون كورة الجدريين خبَّر العشر مدن بأكملها. وأندراوس بعد تمتعه بجمال المسيا في تلك الأُمسية غير المنسية، جرى فورًا إلى أخيه سمعان ليشاركه البركة. أحبائي، إن فيضان قلب كل قديسي النعمة هو إعلان المُخلِّص ونعمته. مسؤولية الشهادة: إن اليوم يوم بشارة، فهل يمكن أن نصمت؟! دعونا نعتبر عِظة الأمثال (10:24) «أنقذ المُنقادين إلى الموت والممدودين للقتل لا تمتنع». إن قلت هوذا لم نعرف هذا. أ فلا يفهم وازن القلوب؟ وحافظ نفسك ألا يعلم؟ فيرُّد على الإنسان مثل عمله». ودعونا نؤكد أن «الشاهد الأمين ينجي النفوس» دون موهبة خاصة أو أشواق حارة، فمجرَّد شهادة أمينة تنجي النفوس. السلوك والشهادة: إن الشهادة للإنجيل مع سلوك عالمي له تأثير سيء جدًا على النفوس ويقسي قلوب الخطاة. فإن سلكنا بالقرب من العالم وشبه العالم، فإذا شهدنا له يومًا سيأتى العالم إلى نتيجة أنه لا فارق بين المسيحية وبينه. فلماذا أحتاج إلى المسيح إن كنت أنا العالمي أسلك كالمسيحي؟ فما هو احتياجي للتوبة أو التغيير؟! حينما شهد لوط لأصهاره كان كمازح في أعينهم رغم أشواقه الحارة لخلاصهم. وأما يونان فرغم عدم أشواقه لخلاص نينوى، ولكن نتيجة انفصاله الأدبي التام، ومجيئه إليهم مُتمتعًا بقوة القيامة (بعد قذفه من بطن الحوت) دون أدنى ارتباط أدبي بنينوى. فى يومٍ واحد أتت الشهادة بأقوى التأثيرات على مرّ التاريخ وانقلبت نينوى. أحبائي .. إن الانفصال عن العالم أساس جوهري للشهادة. أقصر الطرق للشهادة: ليت قلوبنا وهي مُلتهبة بامتيازنا المبارك وهو إعلان إنجيل ربنا يسوع المسيح ( 1تس 8: 1 ) تصرخ إلى الله من أجل إرشاد دقيق للنفوس المحتاجة الفداء، تمامًا كما فعل عبد إبراهيم ( تك 12: 24 ) فوجد رفقة بأقصر وأسرع الطرق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 37040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أشراك الغِنى ![]() «كَانتْ أَملاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَم يَقدِرَا أَنْ يَسكُنا مَعًـا» ( تكوين 13: 6 ) جيء أحيانًا كثيرة الامتحان بالصورة التي جاء بها في قصة أبرام ولوط، نقرأ «حَدَثَت مُخَاصَمَةٌ». وواضح أن عِلَّة هذه المُخاصمة كانت تتركز في ممتلكاتهما، ونلاحظ تكرار القول: «لَم تَحتمِلْهُمَا الأَرضُ أَنْ يَسكُنَا مَعًا ... فَلَم يَقدِرَا أَن يَسكُنَا مَعًا» ( تك 12: 6 )، والسبب المباشر لذلك هو أن أملاكهما كانت كثيرة، وكثيرًا ما يحدث أن المؤمنين يتخَاصمون بسبب حسَدهم الواحد للآخر، إما بالنسبة للغِنى الزمني، أو بالنسبة للمواهب الروحية. ونرى المُخاصمات بسبب المواهب الروحية في كنيسة كورنثوس. وفي قضية أبرام ولوط، كان الغِنى الزمني هو عِلَّة المُخاصمة. وقد نسأل: من أين حصلا على هذا الغنى الزمني الذي كان عِلَّة المُخاصمة؟ نحن نذكر أنه لمَّا خرج أبرام من حاران سائرًا في طريق الإيمان، وكان لوط معه أنهما أخذا كل مقتنياتهما، لكن لم تكن هذه يومًا من الأيام عِلَّة مُخاصمة بينهما ( تك 12: 5 ). لكن في مصر كان أبرام قد حصل على ثروة كثيرة، إذ بعد رد نفسه نقرأ: «وَكَانَ أَبرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي المَوَاشِي وَالفِضَّةِ وَالذَّهَبِ» ( تك 13: 2 ). إذن، فالثروة التي حصل عليها عند تحوُّله عن طريق الإيمان، هي عِلَّة المُخاصمة بينه وبين أخيه، وإذ حدثت المُخاصَمة بين هذين الأخوَين لم يستطيعا في هذه الحالة أن يشهدا لله أمام الكنعانيين والفرزيين الساكنين في الأرض. وهنا نرى أبرام (وقد رُدَّت نفسه وأصبح في المركز الصحيح) بدوافع صادقة، بينما كان لوط في مكان صحيح، لكنه كان تابعًا لآخر، لأجل هذا نرى أنه بينما كانت المُخاصمة فرصة لإظهار التفكير العالمي الذي كان في قلب لوط، كانت هذه المُخاصمة فرصة لإظهار التفكير السماوي الذي كان في قلب أبرام، الذي استطاع أن يرفض كل ما هو منظور، ويقول للوط: «لاَ تَكُن مُخَاصَمَةٌ بَينِي وَبَينَكَ ... لأَنَّنَا نَحنُ أَخَوَانِ». الإنسان الذي يتخذ مركزًا دون أن يكون له إيمان شخصي يليق بهذا المركز، سرعان ما يكون هذا الإنسان مصدر المُخاصمة بين الإخوة، ومن الأفضل الانفصال عنه. أبرام إذ كان أمامه الوطن السماوي، استطاع أن يتخلَّى عن العالم الحاضر، بكل ما فيه من راحة وغنى، أما لوط فاختار ما هو حَسَن في نظر الطبيعة. أبرام اكتفى بما اختاره الله له، عالمًا أن كل شيء سيُفضي في النهاية إلى أرض الموعد بكل بركاتها. |
||||