منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 04 - 2021, 10:45 PM   رقم المشاركة : ( 37021 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الماء الذى يعطيه السيد المسيح هو

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

والماء الذى يعطيه السيد المسيح هو:
1- الإيمان – نعمة الإيمان – كقول الرب "من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى تنبع لحياة أبدية ‘ فالإيمان هو ماء الحياة ‘ وهو عطية الله ‘ وبنعمة الإيمان أنتم مخلصون وهذا ليس منكم بل هو عطية الله.
2- المحبة .. المحبة ماء حي يروى النفس العطشانة ‘ ويشبع القلب السقيم ‘ ولأن المحبة هى الله والله محبة ‘ ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه.
3- الرجاء .. الرجاء بالقيامة ومجيئ الرب يسوع ليحملنا معه للسموات هى ثالث الفضائل ‘ الإيمان والرجاء والمحبة ‘ الرجاء صخرة روحية تتحطم عليها كل ضيقات العالم وشدائده وشرور الحياة ..نترجى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى.
وبصلوات القديسة المرأة السامرية نسأل الرب يسوع أن يعطينا دائما نعمته وبركته ,ويمنحنا الإستحقاق لتوبة صادقة نحياها ‘ بعبادة إلهنا بالحق والروح ليمنحنا ينبوع الماء الحي ‘متمتعين بشركة الروح القدس حتى ننال الحياة الأبدية معه فى السموات . أمين .
 
قديم 03 - 04 - 2021, 10:59 PM   رقم المشاركة : ( 37022 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قداس أبونا داود لمعي و أبونا أنطونيوس كمال






 
قديم 03 - 04 - 2021, 10:59 PM   رقم المشاركة : ( 37023 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القداس الإلهي لأبونا داود لمعي






 
قديم 03 - 04 - 2021, 11:01 PM   رقم المشاركة : ( 37024 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قداس غريغوري أبونا داود لمعي






 
قديم 05 - 04 - 2021, 10:49 AM   رقم المشاركة : ( 37025 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لامك وأولاده

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ:
اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ
( تكوين 4: 19 )



كان عصر ما قبل الطوفان عصر شر وفساد فائقين، إذ كثرت الخطية، ولكن لم يكن ثَمة تعدٍ حيث لم يكن ثَمة ناموس ليُكْسَر. وليس ذلك فقط، بل لم تكن بعد ثَمة سُلطة إلهية مُرتبة على الأرض، حيث لم يكن هناك أحدٌ مُخوَّلاً بحمل سيف العدالة، مُمثِّلاً لله أمام رفقائه من الجنس البشري. ولكن ذلك ترتب وتثبَّت بعد الطوفان ( تك 9: 1 -6). في ذلك العصر الغابر كان كل إنسان ناموسًا لنفسه. وبلغ الأمر ذروته في حالة لامك الذي كسر ترتيب الله الذي من البدء بخصوص الزواج، حيث كان رجل واحد يتحد بامرأة واحدة. ويبدو أنه كان أول مَن كسر هذه القاعدة وارتبط بأكثر من زوجة. لم يكن يعبأ بترتيب الله. حقيقي أنه ارتبط بزوجتين فقط، لكن لامك كان هو الذي فتح بوابات طوفان ذلك الشر! وكان أول مَنْ ارتاد سبيل هذا الشر البغيض على الأرض. هذه هي شهوة الجسد.

وقد أدَّت شهوة الجسد إلى شهوة العيون. فأحد أبنائه أضحى رائد التجارة «كان أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي»، حيث سكن مع ذريته في خيام بدوية، تجول الأرض مع قطعانها، وتتردَّد مع حيواناتها دونما استقرار لفلاحة الأرض، فكوَّنوا نواة التجارة والنقل.

ابن آخر صار رائد الفنون والعلوم، إذ «كان أبًا لكلِّ ضاربٍ بالعود والمزمار»؛ أي أول مَن أبدَع الجانب الذهني والذوق الجمالي في الحياة. وصار الابن الثالث رائد الصناعة والاختراعات؛ «الضارب كل آلة من نحاس وحديد»، ومن ذُريَّته خرج صُنَّاع آلات النحاس والحديد.

ثم يُسجل الوحي اسم أُخت لهم “نعمة”. ومعنى اسمها على ما يبدو “مسرَّة” أو “جمال”، وهي اسم على مُسمَّى، فقد مثَّلت جانب المُتعة في الحياة، وصارت رائدة في هذا المضمار؛ مضمار المسرَّات العالمية.

ولنذكر أن “شهوة العيون” ليست قصرًا على ما نراه بعيون رؤوسنا، بل بعيون عقولنا. وهي تنسحب على كل مسعى روح الإنسان الدؤوب، ومحاولاته اللاهثة للبحث والمعرفة، والتي توصم الإنسان المُتجنب عن مصدر المعرفة الحق، الله. واليوم فإن الإنسان محموم بالاندفاع وراء اكتشاف عوالم جديدة وأفكار حديثة في مجال المعرفة، ولكنهم “دائمًا يتعلَّمون، ولا يُقبلون إلى معرفة الحق أبدًا”.

وهكذا نرى في لامك وعائلته ما يُشبه جدولاً صغيرًا تنامى وفاض حتى أصبح اليوم نهرًا جارفًا.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 37026 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قوس قزح في السحاب!



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وضعتُ قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض.

فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض،
وتظهر القوس في السحاب، أني أذكر ميثاقي..
( تك 9: 13 - 15)






السحاب ذرات مائية، بخار الماء المتصاعد من الأرض مصحوبًا بغبار وذرات التراب التي في هواء الأرض. وإذ تتكثف هذه الذرات في الطبقات العُليا الباردة، تتجمع معًا لتكوِّن السحاب الذي يحجب نور الشمس، هذا من الوجهة العلمية. أما روحيًا فالسحاب يرمز إلى خطايا الإنسان المتصاعدة إلى السماء لتحجب نور الله عنه، لذلك يقول الله في إشعياء 24: 22 «محوت كغيمٍ ذنوبك، وكسحابة خطاياك».

والنور حين تُرسله الشمس إلى الأرض، يجد أمامه السُحب التي تُغلِّف الأرض ولكنها لا تستطيع أن تمنعه، فينكسر داخلها وعلامة انكساره أنه يتحلل إلى سبعة ألوان فتتكون هذه القوس البديعة التي لا تظهر إلا في النهار.

ولقد قال الرب يسوع: «أنا هو نور العالم» وقال أيضًا: «أنا جئت نورًا للعالم» ( يو 8: 12 مز 69: 20 إش 53: 6 نقرأ أن «وجهه كالشمس». ولكن هل انكسر هذا النور؟ نعم، لقد قال: «العار قد كسر قلبي» ( تك 9: 13 ). وأين كان هذا؟ عند الصليب! حيث وُضعت كل الخطايا فوقه «الرب وضع عليه إثم جميعنا» (إش53: 6). وذلك الملاك القوي الذي على رأسه قوس قزح في رؤيا10: 1 هو الرب يسوع المسيح نفسه. وما معنى أن ينكسر؟ أن يُصلب ويسيل دمه، أن يكون هو ذبيحة الخطية! وما معنى السحاب الذي تجمَّع فوقه؟ إنه خطايانا. فما معنى قوس قزح إذًا؟ أظنه قد أضحى واضحًا أنه عهد الله. ميثاقه كما ذكر لنوح، ميثاق الصفح والغفران الأبدي ولا شك! فيقول الله لنوح: «وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض ..... فلا تكون أيضًا المياه طوفانًا لتُهلك كل ذي جسد» (تك9: 13- 15).

والعجيب أنه كلما كانت السُحب كثيفة، كلما كانت القوس واضحة وجميلة وألوانها زاهية. وفي هذا نرى معنى قول الكتاب: «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ). نعم «الله بيَّن محبته لنا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). فكلما ترى خطاياك كثيرة انظر إلى عمل المسيح لك ودمه الذي سال لأجلك على الصليب فتحظى بالغفران، بل وبالعهد الأبدي ميثاق الله الأبدي للعفو الأبدي «ميثاقًا أبديًا» ( تك 9: 16 ).
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 37027 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الدعوة المباركة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً،

وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ

( أعمال 7: 56 )


إن كانت دعوة الله قد فصلت إبراهيم من أرضه، فذلك للإتيان به إلى أرض أخرى «إلى الأرض التي أُريك» ( تك 12: 2 ). الله، إله المجد، دعا إبراهيم، في الواقع إلى مجده. ونلاحظ أن الخطاب الذي تكلَّم به استفانوس بدأ بإله المجد ظاهرًا لإنسان على الأرض هو إبراهيم، وانتهى بمشهد إنسان ظاهر في مجد الله في السماء، إذ نقرأ قوله: «ها أنا أنظُر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» ( أع 7: 2 ، 56). ونحن إذ نتطلَّع إلى المسيح في المجد نرى القصد العجيب الذي قصده الله في قلبه عندما دعانا من هذا العالم الحاضر؛ دعانا إلى مجده لنكون مثل المسيح ومعه في مشهد يتكلَّم كله عن الله ومحبته غير المحدودة. لم يَقُل الله لإبراهيم إنك إذا أطعت دعوتي أُعطيك في الحال أن تمتلك الأرض، بل قال له: «الأرض التي أُريك»، وهكذا الحال معنا إذا أطعنا دعوة الله يكون لنا هذا الامتياز أن نرى المسيح بالإيمان في مجده وجماله.

وتوجد بركة عظيمة في الحاضر لكل مَنْ يستجيب للدعوة، فإذ انفصل إبراهيم عن العالم قال له الله: «فأجعلك أُمة عظيمة وأُباركك وأعظِّم اسمك، وتكون بركة» ( تك 12: 2 ). يحاول أهل العالم أن يصنعوا لأنفسهم اسمًا، إذ قالوا قديمًا: «ونصنع لأنفسنا اسمًا» ( تك 11: 4 )، لكن الله يقول للرجل المنفصل: «وأُباركك وأُعظِّم اسمك». إن الميل الطبيعي في قلوبنا هو أن نصنع لأنفسنا اسمًا، والجسد يحاول أن يُمسِك بأي شيء ولو بأمور الله ليُعظِّم ذاته، وهذا الميل ظهر مرة في تلاميذ المسيح، إذ حدثت بينهم مشاجرة مَنْ منهم يُظَن أنه يكون أكبر. إن التبدُّد الذي حدث في بابل، وانقسام المسيحية، كما وكل مشاجرة وسط شعب الله تُنسَب غالبًا لأصل واحد هو محاولة الجسد أن يكون عظيمًا. إن روح الاتضاع الذي في ربنا يسوع المسيح قاده أن يُخلي نفسه «لذلك رَفَّعه الله أيضًا، وأعطاهُ اسمًا فوقَ كل اسم». الله هو الذي عظَّمه، وهكذا يُعظِّم الله كل شخص يتضع، ويتبع الرب خارج المحلَّة إجابةً للدعوة. يقول الرب: «وأُعظِّم اسمك». الله يستطيع أن يُعظِّم اسم المؤمن في دائرة مجده أكثر جدًا مما يحاول المؤمن أن يُعظِّم نفسه في هذا العالم.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:16 PM   رقم المشاركة : ( 37028 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تارح المُعوِّق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ.
وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ
( تكوين 11: 32 )
حياة تَارَح في الوحي المقدس، تتلخص في عبارة واحدة: «وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. وماتَ تارخ في حاران». وربما نتساءل: أي غرابة أو إثارة في ذلك؟ فالرجل لم يَمُت في عمر الشباب، ولا مضى عقيمًا دون أولاد، هذا صحيح، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن الرجل عاش ومات دون أن يصل إلى كنعان. وفي الواقع لم يكن تَارَح إلا مُعطِّلاً «فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك» ( تك 11: 31 ). وتَارَح معناه “تعوُّق” أو “تعطُّل”، وقد أكمل مدلول اسمه؛ إذ أنهى أيامه في “حاران”. لقد أمسكَته الأشياء الطبيعية بقبضة من حديد، ولو كان عليها طابع الموت. و“حاران” معناها “ملفوح” أو “محروق”، ومع ذلك، فإلى أن مات تَارَح كان قد سكن هناك، وأبرام معه.

يمثل تَارَح كثيرين ممن يبدأون حسنًا ثم يتوقفون عن السير. والواقع أن تَارَح، ومَن هم على شاكلته، هم حجر عثرة لأنفسهم وللسائرين معهم. إذا هم وجدوا واحة ظليلة في الطريق مثل حاران، تراهم يرغبون في الراحة، وهذا عندهم أفضل من مُغالبة البرية والأعداء. لكنها في الحقيقة ليست بواحة على الإطلاق بل هناك الجفاف والموت، فلا هم شبعوا من طعام أور، ولا هم أكلوا من خير كنعان. ولو أن تأثيرهم اقتصر على أنفسهم لهَان الأمر، لكن بكل أسف، يمتد ضررهم إلى إخوتهم، لأنهم يشلُّون اليد والرجل لمؤمن يريد أن ينهض، أو لأخ موهوب على بداية الطريق.

من الجائز جدًا أن يكون تَارَح مؤمنًا حقيقيًا ولو أنه غير متجاوب، أو قد يكون على الأقل معترفًا ظاهريًا بالإيمان، ويحاول الجمع بين الدنيا والآخرة. هذا في الغالب ينتهي طريقه بفقدان الغرضين.

يمثل تَارَح كثيرين ممَّن يبدأون رحله معرفة الله، ويتوجهون صوب كنعان، وهم مدفوعون بالاستحسان والغيرة والحماس والنشاط، تاركين لا الأهل والصُحبة فقط، بل الحياة التي اعتادوا عليها لسنوات طوال، وبعد أن يقطعوا شوطًا طويلاً في رحلة من أعظم رحلات الإنسان “من الأرض إلى السماء”، تراهم يتقاعسون في الطريق ويتخلَّفون عن المسير أمام أقل تجربة، أو اليسير من الآلام، وشيئًا فشيئًا يستبِّد بهم اليأس والغضب والتعب والتذمر. وتجدهم يطرحون عصا الترحال عنهم، فهم لا يحبون الغربة، ويرفضون الخيمة لأنهم لا يريدونها إلا مُكيَّفةً، ويتركون المذبح لأنهم لا يرغبون في أي تضحية أو عطاء. وأخيرًا يقررون البقاء في أي “حاران” يصادفونها، حتى وان كان في هذا نهاية الحياة أو آخر المطاف.
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 37029 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دعوة إبراهيم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين،
قبلما سكن في حاران وقال له: اخرج من أرضك ومن عشيرتك،
وهلُم إلى الأرض التي أُريك
( أع 7: 2 ، 3)



عندما دعى الله أبانا إبراهيم لكي يخرج من أرضه ومن عشيرته ومن بيت أبيه إلى الأرض التي يُريه، جذبه بنفسه باعتباره «إله المجد»، وهذا ما جعل إبراهيم يرتقي فوق كل جاذبيات مدينة «أور الكلدانيين»، التي معنى اسمها ”المدينة المتلألئة“ التي تصوِّر لنا العالم في حضارته ومباهجه وجاذبياته، وحلَّق أيضًا فوق الروابط الاجتماعية المُتمثلة فى عشيرته، وفوق الروابط العائلية العاطفية المُتمثلة في بيت أبيه. ويبدو أن إيمان إبراهيم أنشأ نهضة روحية في عائلته، بدأت بأبيه «تارح» الذي معنى اسمه ”معوِّق“، وهو يُشير إلى الإنسان الطبيعي الذي يتأثر ”للوقت“ في أجواء النهضات الروحية، فيختبر إصلاحًا أدبيًا مؤقتًا دون ولادة ثانية، ودون الحصول على طبيعة جديدة ( 2بط 2: 18 - 20). إنه يحب التسلط والقيادة، وإلى أين يذهب بمسيرة الإيمان إلى «حاران» التي معناها ”الحر الشديد“ أو ”القيظ“؟ إن الجسد الذي فينا، كفيل بأن يُفسد كل ما يخص الرب والمؤمن، عندما يُعطى له زمام القيادة. ولكن عندما مات ”تارح“ أخذ إبراهيم يسير متجهًا نحو المكان الذي دُعيَ إليه من إله المجد. فليت الجسد الذي فينا يُوضع في حكم الموت حتى لا يُفسد علينا كل خير من الله، وتعود مسيرة الإيمان إلى مسارها الصحيح ولا تتعوق.

وعندما أتى إبراهيم إلى الأرض واجتاز فيها «كان الكنعانيون حينئذٍ في الأرض» ( تك 12: 6 ) وهم صورة لأجناد الشر الروحية في السماويات الذين كل غرضهم هو حرمان المؤمن من التمتع بالبركات الروحية الممنوحة له. لكن سرعان ما يَرِد القول: «وظهر الرب لأبرام» (ع7). وهذا فقط ما يجعل أبرام لا يضع قلبه على هؤلاء الأعداء، بل أصبحت مشغوليته الأولى هي محضر الرب «بيت إيل»، فأعطى ظهره للعالم واعتبره كومة خراب (كمعنى اسم عاي)، وأقر بغربته «فنصب خيمته»، وقدم السجود والعبادة «بنى مذبحًا»، وشهد للرب مُستندًا عليه «دعا باسم الرب» ( تك 12: 7 ، 8).

لكن سرعان ما انحدر إبراهيم إلى «مصر» التي تُشير إلى العالم بمُغرياته وشهواته، والمؤمن لا شك خاسر هناك؛ يخسر غربته وشركته مع الله، ويتسبب في سبي أحبائه ( تك 12: 1 - 4).
 
قديم 05 - 04 - 2021, 12:20 PM   رقم المشاركة : ( 37030 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نظرة لوط ونظرة إبراهيمتارح المُعوِّق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي ...
فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن .. ونقل خيامه إلى سدوم
( تك 13: 10 - 12)

يبدأ معظم المؤمنين، مثل لوط، سلوك طريق الفشل، عندما ”يرفعون عيونهم“ ليروا كل الإمكانيات والفرص التي يقدمها العالم. من الطبيعي أن يختار الإنسان ما سيجلب له أكبر قدر ممكن من اللذة والغنى والقوة، لكن تلك هي النظرة الخاطئة، فكلمة الله تقول إن العالم وما يقدمه يزول ( 1كو 7: 31 ؛ 1يو2: 17)، كل هذا العالم سيقع تحت دينونة الله مثل سدوم وعمورة. إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تهلك الأرض ويأتي مكانها «سماوات جديدة وأرضًا جديدة، يسكن فيها البر» ( 2بط 3: 13 ).

لن يسعى أي مؤمن يفكر تفكيرًا سليمًا لأن يخزن ويكنز في هذا العالم الحاضر. فهل ستضع مالاً في بنك أنت تعلم تمامًا أنه سيُشهر إفلاسه في اليوم التالي؟ وهل ستشتري بيتًا تقول السلطات إنه على وشك الانهيار؟ بالطبع لا. لكن هذه صورة رمزية لِما يعمله البعض بحياتهم، لأن عندهم رؤية عالمية وطبيعية، فهم يستثمرون وقتهم وطاقتهم في أشياء ليس لها أية قيمة أبدية. والمؤمن ذو الرؤية الخاطئة هو في طريقه حتمًا إلى حياة الفشل والسقوط.

يا له من تناقض كبير بين لوط وإبراهيم! إبراهيم كان مؤمنًا أمينًا ويرى الأمور بنظرة صحيحة، كما كان يتمتع بشركة قوية مع الله. وبالرغم من أنه كان يشارك لوط في بعض الصفات الوراثية، والخلفية الاجتماعية والمحيط الثقافي (تك11، 12)، إلا أنه كانت له نظرة مختلفة جدًا للأمور، لأنه سار مع الله. لاحظ في تكوين13: 4، 5 كيف عَبَد إبراهيم الرب عندما جاءوا إلى مذبح بيت إيل «ودعا هناك إبراهيم باسم الرب». لوط أيضًا كان مؤمنًا لكننا لا نقرأ عنه إلا «ولوط .. كان له أيضًا غنمٌ وبقرٌ وخيامٌ».

وماذا عنا نحن؟ هل نأتي للحياة ونتناولها بنظرة إبراهيم، أم بنظرة لوط؟ في عبرانيين11: 10 نعرف أن إبراهيم «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله». كان يتكل بالإيمان على مواعيد كلمة الله له ( تك 12: 1 - 3). لم يكن منشغلاً أو مهتمًا بمدن أرضية من صُنع البشر كسدوم وعمورة، بل كان ينظر للمدينة السماوية التي لها الأساسات الباقية والأبدية. تُرى إلى أي نوع من المدن ننظر؟
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025