منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 04 - 2021, 09:20 PM   رقم المشاركة : ( 36981 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"قال لها يسوع:

أنا الذي أكلمك هو". [26]
لم يتحدث السيد المسيح مع اليهود، ولا حتى مع تلاميذه بعبارات مباشرة هكذا: "أنا الذي أكلمك هو".
الحصاد قد أُعد، فقد قام الأنبياء بالغرس لينمو، والآن قد جاء إلى النضوج وينتظر الرسل كحاصدين له... فبالنسبة للمرأة السامرية كان اسم "المسيا" ليس بجديدٍ عليها، كانت بالفعل تترقب مجيئه. لقد آمنت بالفعل أنه قادم. من أين كان لها أن تؤمن بهذا لو لم يغرسه موسى؟

القديس أغسطينوس
 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:22 PM   رقم المشاركة : ( 36982 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح يلتقي بالسامرية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"تَرَكَ الْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى أَيْضاً إِلَى الْجَلِيلِ. وَكَانَ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ. 5‚فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: "أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ" - لِأَنَّ تَلَامِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: "كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟" لِأَنَّ الْيَهُودَ لَا يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. أَجَابَ يَسُوعُ: "لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً". قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: "يَا سَيِّدُ، لَا دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟" أَجَابَ يَسُوعُ: "كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الْأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ". قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: "يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لَا أَعْطَشَ وَلَا آتِيَ إِلَى هُنَا لِأَسْتَقِيَ". قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا" أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: "لَيْسَ لِي زَوْجٌ". قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لِأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الْآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ". قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: "يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ". قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لَا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلَا فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلْآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لِأَنَّ الْخَلَاصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الْآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلْآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لِأَنَّ الْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلَاءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا". قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: "أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ". قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ" (يوحنا 4:3-26).
أراد المسيح أن يهدم في تلاميذه التعصُّب العنصري العِرقي، وأن يلاشي منهم التزمُّت المذهبي، وأن يقنعهم أن ملكوت الله ليس محصوراً في نسل إبراهيم ولا قاصراً عليهم.
كان المسيح مسافراً من اليهودية إلى الجليل، وكانت الطريق الأسهل والأقرب الموصلة بين اليهودية في الجنوب وعاصمتها أورشليم، وبين الجليل وطن المسيح في الشمال، هي الطريق الغربيّة التي تمرُّ في السامرة الفاصلة بين اليهودية والجليل، فاختارها المسيح لأنه "كان لا بدَّ له أن يجتاز السامرة".
وكان البُغض المتبادل بين اليهود والسامريين قد ازداد بسبب العلاقات الطبيعية التي تربطهما، لأن عداوة الأنسباء أمرُّ العداوات. فكان اليهود يتنجسون من السامريين، باعتبار أنهم وثنيون، فلا يجالسونهم، ولا يكالمونهم، ولا يمرُّون في بلادهم إلا مضطرين. وكانت المنازعات التخريبية بين الشعبين كثيرة الوقوع حتى صار اسم "سامري" عند اليهود شتيمة يُعيَّرون بها. وإذ أراد المسيح أن ينزع هذا الروح من قلوب تلاميذه، ويلقي في طريقه بذاراً روحياً بين الغرباء عن شعب إسرائيل، قرر أن يجتاز في السامرة، وسافر على الطريق الرئيسية التي تمرُّ في مدينة شكيم (نابلس) في الوادي، بين جبلي عيبال وجرزيم.
وكان على الطريق العام في هذا الوادي وجنوبي هذه المدينة بئر يعقوب التي اشتهرت بسبب ما حدث هناك عند مرور المسيح عليها، فإنه وصل في رحلته إليها نحو الظهر، وكان شهر ديسمبر (كانون الأول) على ما يُرجَّح. وإذ كان متعباً جلس على خرزة البئر، بينما أرسل تلاميذه إلى سوخار ليبتاعوا طعاماً له ولهم. ونستنتج من هذا أن المسيح مع فقره وفقر رفقائه لم يعتمد على الضيافات ولا على الاستعطاء لأجل المعيشة، بل اعتمد على الشراء بالمال الذي كان يقدمه له مريدوه حباً وإكراماً. وكان يسلّم المالية لأحد تلاميذه.
وفي هذه الساعة نراه يختبر الإعياء والجوع والعطش، ليماثلنا في هذه الضيقات، فيقدر أن يرثي للمصابين بها. ورُبَّ سائل يقول: لماذا لم يخلق طعاماً له ولهم بمعجزة؟ فنجيب أنه حيث تكون الوسائط الطبيعية كافية فلا لزوم لمعجزة. كما أن المسيح لم يفعل قط معجزة لأجل إعالة ذاته أو منفعته الشخصية، فلما جاع في برية التجربة، ولم يكن من وسائط طبيعية لسدّ جوعه، لم يصنع معجزة، لكن الملائكة جاءت وخدمته.
وبينما كان ينتظر عودة تلاميذه، جاءت امرأة سامرية من المدينة المجاورة لتملأ جرتها من هذه البئر، إمَّا لأنها اعتبرت ماءها مقدساً ففضلته على الماء الأقرب، أو لأنها مكروهة عند أهل بلدها بسبب صفاتها السيئة، ففضلت الابتعاد عن الناس. ولا ريب أنها اشمأزت لما رأت عند البئر يهودياً، لا سيما وأن هيئته ولباسه يدلاّن على أنه معلّم دين. وأمثاله هم المتطرفون في كره السامريين واحتقارهم.
كانت هناك فواصل مهمة بين المسيح وبين هذه المرأة تستدعي النظر:
هي امرأة سامرية، وهو معلم ديني يهودي. شعبها مزيج من اليهود والوثنيين، وأشدُّ نزاعٍ في العالم بين الشعوب هو النزاع الديني، وأقربها بعضاً لبعض نسباً هي أبعدها أدباً عند وقوع النزاع.
كان اليهود قد رفضوا اشتراك السامريين معهم عند ترميم الهيكل بعد رجوعهم من سبي بابل، وعاملوهم بالخشونة. فانتقاماً منهم دنّس السامريون الهيكل بعظام الموتى، فاتّسع الخلاف بين الشعبين كثيراً، ورفض اليهود دخول السامريين هيكل أورشليم. فاختار السامريون موقعاً لعبادتهم على قمة جبل جرزيم، قالوا إنه أقدس من هيكل أورشليم لأنه أقدم في التاريخ المقدس، واستندوا في قولهم على آيات من التوراة، وزادوا على ذاك أن إبراهيم أتى بإسحق إلى هذا الجبل ليقدمه ذبيحة للرب.
الفاصل الثاني أنها امرأة، وهي تعلم كم يحتقر رجال اليهود، لا سيما معلّمو الدين بينهم، جنس النساء. إذ كانوا يأنفون أن يكلّموا امرأة أمام أعين الناس، ولو كانت زوجة أو أختاً. وكان من جملة صلاتهم شكر العزة الإلهية لأنهم وُلدوا ذكوراً لا أناثاً، فكم يكون احتقارهم لنساء السامريين خصومهم!
الفاصل الثالث أنها امرأة ساقطة، فأي شيء يقدر أن يوفق بين المعلم اليهودي الجليل المهوب الصالح، وهذه التعيسة التي قضت حياتها في الآثام، ولا تزال مقيَّدة بها؟
بسبب هذه الفواصل الثلاثة يصحُّ القول إن السامرية اشمأزت لما رأت المسيح جالساً على البئر التي قصدتها من محلها البعيد. ولم تتصور مطلقاً أن يكلّمها، كما وأنها لا تريد أن تكلمه. لكن المسيح ينظر إلى نفس السامري بذات المحبة التي ينظر بها إلى نفس اليهودي، لأنه هو خالق ومخلّص وديّان الجميع. والسامري المتجدد لا تنقص فائدته في العالم عن فائدة اليهودي المتجدد، فلا فرق عند المسيح بين محب ومبغض، لأنه يرغب أن يُخلِّص نفوس الجميع، ولذلك فهو لا يشارك اليهود في احتقار النساء، لأن احترام النساء من الفضائل المهمة ولأنه يولّد الفضيلة، فالرذيلة هي بنت احتقار النساء، إذ يؤدي هذا الاحتقار إلى الفساد. إذاً فالمطلوب هو الدين في القلوب، والشريعة في العقول، والتهذيب في العادات.
يطلب المسيح المخلّص جميع البشر، النساء كما الرجال. ولهذا لا يمكنه أن يصرف نظره عن هذه السامرية لأنها امرأة. إنه ليس كالمعمدان الناسك، مقيَّداً بكثير من تقاليد شعبه، فيأنف مقابلة النساء، فقد سمح لهن أن يتبعنه ويكرمنه ويقدمن له من أموالهن. وقد أظهر المسيح في لقائه مع السامرية اهتمامه بالهدى الديني بين النساء. وكما أسرع إبليس في إسقاط حواء في بداءة التاريخ البشري، أسرع المسيح في بدء خدمته في إنهاض بناتها.
ومن امتيازات التعليم المسيحي تأثيره في ترقية النساء مادياً وأدبياً وروحياً، فإنه بواسطة ولادة المسيح من مريم امَّحى العار الذي لصق بجنس النساء بسبب سقوط حواء أولاً قبل آدم في جنة عدن. وفي كل سني خدمة المسيح وعند صليبه كما عند قيامته أكرم المسيح النساء، وقد ثبت أنهن سبقن الرجال في الغيرة الدينية والأمانة نحو المخلِّص.
قلنا إن هذه السامرية امرأة ساقطة، فكيف رضي المسيح أن يجالسها أو يباحثها أو يعيرها أقل التفات؟ تساءل الرسول بولس: "أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالْإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ أية خلطة للبر والإثم؟" (2 كورنثوس 6:14 و15). لكننا نعلم مبدأ المسيح من كلامه في قوله: "أنه جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19:10). وقال أيضاً في بيت متى العشار: "لَمْ آتِ لِأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (لوقا 5:32) فحُجّة الذي يحضر أمام الطبيب مرضه لا صحته. واهتمام الطبيب ينصرف إلى المرضى لا إلى الأصحاء، ثم إلى أصحاب العلل المميتة قبل البسيطة.
أظهر المسيح اهتمامه بخلاص الشبان والفقراء والبسطاء في زمرة الذين دعاهم للتلمذة فتبعوه، ثم اهتم بعد ذلك بخلاص شيخ غني صالح هو نيقوديموس. وهؤلاء جميعاً من شعب إسرائيل. فبقي عليه أن يظهر اهتمامه بخلاص شخص يمثل النساء وأسافل القوم، والذين ليسوا من شعب إسرائيل. فبواسطة هذه السامرية أعلن قيمة النفس الخالدة حتى بعد توغُّلها بالآثام، وأنه قادر أن يخلص إلى التمام حتى أشرّ الخطاة.
لم يبال المسيح بهذه الفواصل، بل فتح الحديث مع السامرية بطلبه منها أن تسقيه. والذي ساقه إلى هذا الطلب ليس عطشه إلى الماء، بل عطشه إلى تخليص هذه النفس الهالكة. وهذا الطلب من معلم يهودي فيه التنازل والإكرام لها، كأنه يفتقر إلى ما تستطيع هي أن تعطيه، فأعطى بذلك نموذجاً في كيفية صيد النفوس. أما هي فأجابت بشيء من الخشونة، كما يُنتظر من امرأة مثلها وقالت: "كيف تطلب مني لتشرب، وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟". عند ذلك غيَّر لهجته ليُشعرها بمقامه الحقيقي، وأنه ليس مفتقراً إليها، بل هي مفتقرة إليه، لأنه يعطيها "عطية الله" إن طلبت منه. هذه العطية أشبه بالماء الحي (أي ماء النبع الجاري). ولما أظهرت مع التعجب عدم إدراك معناه، زاد على قوله إن هذا الماء يختلف عن الماء الذي تطلبه من بئر يعقوب، لأن الماء الحي يروي إرواءً أبدياً، وينبع إلى حياة أبدية. فكانت نتيجة هذا التشويق أنها طلبت من الذي قال لها أولاً "اسقيني" أن يسقيها هو من هذا الماء العجيب.
من الشروط الأولى لخلاص النفس إيقاظ الضمير، ليشعر الخاطئ باحتياجه إلى مخلِّص، ويقدم توبة صادقة. لذلك نرى هذا الطبيب يجرحها تمهيداً للشفاء، وقد ظهرت مهارة الطبيب من كيفية الجرح الذي أجراه، لينقّي الجسد الذي أفسده الداء، فطلب المسيح منها أن تدعو زوجها، ولما اعترفت أن ليس لها زوج، كشف لها المسيح أنه يعرف سيرتها المعيبة الماضية، وحالتها الأليمة الحاضرة، فلم يكن لطفه ناتجاً عن جهله بحالتها الفاسدة. وهذا مَثَلٌ قدَّمه المسيح في كيفية صيد النفوس، وإن كانت النفوس لا تُصاد غالباً بالهجوم المُرّ على عيوبها. لكن إبليس عدوّ الأنفس سهران دائماً، فلما رآها ابتدأت تستسلم لهذا المخلص لجأ إلى إحدى حيله الشهيرة، وقصد أن يلهيها بالجدال المذهبي القائم بين اليهود والسامريين في أمر مكان العبادة. فقادها إلى الحُجَّة التي خدعت وتخدع الملايين، وهي تسلسل اليقين الديني من السلف إلى الخلف. وبموجب هذه الحجة يكتفي الإنسان بما كان عليه أسلافه من أمر الدين. لكن الإيمان تولَّد في قلب السامرية بعد إيقاظ ضميرها. فرأت في هذا الغريب اليهودي نبياً، قالت له: "أرى أنك نبي" وبهذا فتحت باباً جديداً للمسيح ليكشف لها حقائق الدين.
من على هذا المنبر - أي حافة بئر في البرية - وأمام شخص واحد فقط، هو امرأة ذات تاريخ قبيح، وهي نصف وثنية، ألقى المسيح عظة من أشهر عظاته، يعادل سموُّها اختصارها، إذ أعلن فيها أن القداسة ليست في المعابد وما فيها من الآنية المكرسة، بل في القلوب. وأن بمجيئه قد زال الزمان الذي فيه تنحصر عبادة الله في أماكن خاصة يتوجَّب على الناس أن يحجُّوا إليها من بعيد، ليقدموا فيها ذبائحهم وتقدماتهم، فإن الآلهة الوثنية الكاذبة مقيَّدة في أماكن محددة لكن الإله الوحيد الحقيقي روح، يقبل الذين يسجدون له بالروح والحق، في أي مكان كان، ولا يقبل غير هؤلاء ولو سجدوا في أقدس الأماكن، فقد جاء الزمان الذي تنبأ عنه ملاخي لما قال: "فِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاِسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ، لِأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الْأُمَمِ" (ملاخي 1:11).
ومع أن هذا لا ينفي تخصيص أماكن العبادة، وتوقيرها اللائق، لأن هذا واجب ديني، لكنه ينفي التطرف في نسبة القداسة إلى هذه الأماكن، وينفي العقائد الخرافية التي تجعل الناس يستمدُّون البركة من مصادر مادية نظير آثار القديسين، والمواد في أسرار الكنيسة، وملامسة الأشخاص والأبنية الممتازة في الدين.
فلما جرد المسيح هذه القداسة الخصوصية الممتازة عن أورشليم، نفاها طبعاً عن كل مكان سواها، لأن دين الإله الذي هو روح لا يكون إلا روحياً، فلا يتألف بالدرجة الأولى من فرائض خارجية بل من عواطف داخلية.
أوضح المسيح للسامرية بهذا التصريح أن باب القبول عند الله مفتوح لكل من يسجد له بالروح والحق، وهذا القبول يتناول المرفوضين من هيكل أورشليم، لأنهم ليسوا يهوداً. والذين كانت سيرتهم الماضية معيبة. فالتغيير الذي حصل في قلبها جعلها تشتهي مجيء المسيح ليخبر بكل ما يقتضي أن يعرفه الناس من أمر الدين. فلما فتحت قلبها لنور الحق. زادها الله نوراً في الحال، وشرّفها بإعلان لم يمنحه للرؤساء، ولا لنيقوديموس الموالي له، ولا لرفقائه التلاميذ. وبناءً على طلبها قال لها: "أنا الذي أكلمك هو". ولم يقل يسوع قبل الآن لأحدٍ إنه المسيح. أما لهذه السامرية فيحقق أنه المسيح، لأنها اعترفت أنه نبي، والنبي الحقيقي لا يكون إلا صادقاً.
"وَعِنْدَ ذلِكَ جَاءَ تَلَامِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟". فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.
وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: "يَا مُعَلِّمُ، كُلْ" فَقَالَ لَهُمْ: "أَنَا لِي طَعَامٌ لِآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ". فَقَالَ التَّلَامِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: "أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟" قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً. لِأَنَّهُ فِي هذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِداً يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ".
فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلَامِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: "قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ". فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدّاً بِسَبَبِ كَلَامِهِ. وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: "إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلَامِكِ نُؤْمِنُ، لِأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ" (يوحنا 4:27-42).
لم يكن أحد من تلاميذ المسيح حاضراً أثناء المحاورة بينه وبين السامرية، فلا بد أن يكون البشير يوحنا قد سمع بالخبر إما من المسيح أو من المرأة. ولكنه يخبر عن تعجبه وتعجب رفقائه لما عادوا من سوخار بالطعام الذي مضوا ليبتاعوه. تعجبوا لأنهم رأوا معلمهم يحادث امرأة غريبة سامرية حديثاً جدياً. ورأوا انفعالها الشديد لما تركت جرتها وأسرعت إلى المدينة كأنه لغرض مهم جداً. فلا نستغرب تعجُّب التلاميذ بل نمدحهم لأنهم حافظوا على اللياقة والاحترام، ولم يقل أحدهم: "ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها؟". ولما بسطوا الطعام الذي أتوا به، ولم يُقْدِم المسيح عليه كما انتظروا، قالوا له: "يا معلم كُلْ". وكما تعجبوا من حديثه مع المرأة، تعجبوا أيضاً لأنه لم يأكل، وزاد عجبهم عند جوابه: "لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم".
كلم المسيح نيقوديموس عن الحياة الجديدة بالولادة من فوق فلم يفهم. وكلم السامرية عن الماء الحي المحيي فلم تفهم. والآن كلم تلاميذه عن الطعام الخفي المشبع فلم يفهموا، بل سألوا بعضهم بعضاً: "ألعل أحداً أتاه بطعام في غيابهم؟ هل هذه السامرية؟". فأسرع المسيح يزيل حيرتهم، وأفهمهم أنه لا يشبع من الخبز البائد بل من عمل مشيئة الآب الذي أرسله.
ومن شدة ابتهاج السامرية بأنها قد رأت المسيح وسمعت كلامه وآمنت به، تركت جرتها عند البئر، وأسرعت إلى سوخار لتبشّر مواطنيها. ولكن من يبالي بكلام امرأة ساقطة مثلها؟ هل يمكن أن يظهر المسيحُ ذاته لمثلها أولاً؟ مع ذلك نرى فعلاً أن لكلامها تأثيراً، نستنتج منه أن التغيير في قلبها ظهر في تغيير هيئتها ولهجتها وحركاتها، فاحترموا شهادتها لما قالت لأهل المدينة: "هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟" فهي تطلب منهم أن يحكموا في الأمر بعد أن يروه ويسمعوه. لقد أدّت شهادتها وتركت النتيجة لأفكار السامعين وضمائرهم. وبذلك قدمت نموذجاً مفيداً في الإِرشاد الديني.
إن قوة التبشير الديني هي بالأكثر في الشهادة لا في النصيحة. والمبشر الفهيم يقول كما قال صاحب المزمور: "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!" (مزمور 34:8).
لما ودع المسيح رسله عند صعوده أوضح لهم أن وظيفتهم الخصوصية هي: "تَكُونُونَ لِي شُهُوداً إِلَى أَقْصَى الْأَرْضِ" (أعمال 1:8). وقد نتج التأثير العجيب الذي رافق تبشيرهم عن حفظهم هذه الوصية واهتمامهم بهذه الشهادة. وكل عاقل يستخرج من الشهادة التي يُعطَاها النصيحة التي تحويها، فتأتيه النصيحة قوية. لكن النصيحة بدون الشهادة تكون ضعيفة. ولهذا زال افتخار السامرية ببئر يعقوب في وجه اهتمامها بماء الحياة الذي ابتدأت تعرف قيمته، وصار فيها ينبوعاً ينبع إلى حياة أبدية ليروي الآخرين أيضاً.
أثّر كلام المرأة في أهالي سوخار فخرجوا من المدينة وأتوا إليه. وبينما هم قادمون رآهم المسيح عن بُعْد، فخاطب تلاميذه بكلام آخر مجازي. قال إنه يرى الحقول قد ابيضّت للحصاد، مع أنه كان باقياً للحصاد المألوف أربعة أشهر. وقصد بقوله هذا السامريين القادمين المستعدِّين لقبول بشارة الخلاص، فهم تلك الحقول المبيضة. فرح بهم لأنهم باكورة الحصاد الأكبر الذي بين الأمم، ولأنهم أتوا لا بجاذبية معجزات الشفاء، ولا لمنافع أخرى سطحية أو زمنية، بل لكي يروا المسيح ويسمعوا تعاليمه، ولأنهم ثمر تعبه في هداية المرأة التي أتى بها إلى الخلاص بالتوبة والإيمان.
"فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة". وآمن به عدد أكثر جداً بسبب كلامه بعد حضورهم إليه، فسألوه أن يمكث عندهم. فصحَّ بذلك قول النبي: "أَصْغَيْتُ إِلَى الَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا. وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي. قُلْتُ: "هَئَنَذَا هَئَنَذَا" لِأُمَّةٍ لَمْ تُسَمَّ بِاسْمِي" (إشعياء 65:1) فخالف المسيح تقاليد أمته واضطر تلاميذه أن يفعلوا مثل ما فعل، ومكث عند أهل السامرة يومين. وكان هذا الحصاد مقدمة لحصاد آخر عظيم في تلك البلاد في زمان الرسل.
وما أجمل شهادة أهل السامرة للمسيح، فقد قالوا عنه إنه بالحقيقة المسيح مخلّص العالم - فكانت رؤيتهم له شاملة كاملة.
فما أكرم تلك البئر التي أُتيح لها أن تريح الجسم البشري الذي حلَّ فيه الأقنوم الثاني، الابن الأزلي، الذي هو في حضن الآب. وما أعذبها أيضاً لأن هذه المرأة الهالكة التي لم تعرف الماء الحي قصدتها طالبة إرواء عطشها الجسدي مؤقتاً فوجدت هناك "مسيا" الذي أعطاها ماءً حياً ينبع إلى حياة أبدية.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:24 PM   رقم المشاركة : ( 36983 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة السامرية من الزنا إلى الكرازة بالمسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المرأة السامرية وهى المرأة التي ذهب إليها السيد المسيح وهى ماشية مسافة طويلة في حر منتصف النهار وتقابل معها عند بئر ماء لكي يخلص تلك النفس الغارقة في الخطية ويحولها إلى كارزة ومبشرة معطيا أيضا مثال لكل خادم في الكنيسة كيف يتعب من أجل كل نفس بعيدة حتى يحضرها ويدخلها إلى حظيرة الراعي الأعظم لنفوسنا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.


السيد المسيح كانت له المبادرة بالحديث مع المرأة السامرية طالبا منها "أعطني لأشرب" وهو الله الخالق الذي خلق الينابيع والأنهار طلب ماء ليشرب من امرأة سامرية خاطئة ليس لعطشه إلى هذا الماء المادي ولكن احتياجا إلى خلاص هذه النفس الثمينة مثلما صرخ أيضا على الصليب وقال أنا عطشان لخلاص البشرية كلها.


لقد ظنت هذه المرأة انه إنسان يهودي مثل باقي الناس يطلب منها قليل ماء ليروى ظمأه وتعجبت من هذا الطلب لأن اليهود لا يتعاملون مع السامريين وهكذا كثيرا ما يقرع المسيح باب قلبنا ولكننا لغشاوة قلوبنا لا نفطن إلى انه هو الإله المحب للبشرية المشتاقة لخلاص ونجاة كل أحد فهو الذي يقول عن نفسه "ولذتي مع بني أدم" (أم8: 31).


حينئذ بدأ السيد المسيح يكشف لها عن ذاته قائلا لها "لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا" ولكن لم تتنبه المرأة لشخص السيد المسيح بل ظنته يتكلم عن ماء مادي لذلك قالت له يا سيد لا دلو لك والبئر عميق فمن أين لك الماء الحي..؟ قال لها يسوع كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" فطلبت منه أن يعطيها من هذا الماء لكي لا تعطش ولا تأتى إلى البئر لتستقى.


أخيرا قاد السيد المسيح تلك النفس لكي تقر وتعترف بخطيتها حينما قال لها اذهبي وادعى زوجك وتعالى إلى ههنا فقالت ليس لي زوج فقال لها حسنا قلت ليس لي زوج لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق في هذا الحديث مدح السيد المسيح المرأة مشجعا إياها لتقدم توبة دون أن يجرح مشاعرها أو يدينها وجعلها تؤمن به وتذهب إلى أهل السامرة كارزة بالمسيح قائلة للناس هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح.


واختتم قائلاً: ويقول الكتاب المقدس "فأمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد انه قال لى كل ما فعلت".. ولما التقوا بالسيد المسيح ورأوه وتحدثوا معه قالوا للمرأة السامرية أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم.


 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:26 PM   رقم المشاركة : ( 36984 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقاء المسيح مع السامرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


+ «فلما علم الرب أن الفرِّيسيين سمعوا أن يسوع يُصيِّر ويُعمِّد تلاميذ أكثر من يوحنا، مع أن يسوع نفسه لم يكن يُعمِّد بل تلاميذه، ترك اليهودية ومضى أيضاً إلى الجليل. وكان لابد له أن يجتاز السامرة. فأتى إلى مدينة من السامرة يُقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه. وكانت هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة.» (يو 1:4-6)
= = =
اهتم القديس يوحنا أن يُقدِّم لنا صوراً متعددة للقاء المسيح مع الإنسان، ولم يهتم الإنجيلي بتقديم المسيح معلِّم الجموع على الجبل، بل بتقديم المسيح في لقاء شخصي مع نيقوديموس، السامرية، مريض بركة بيت حسدا، المولود أعمى، لعازر، سمعان بطرس. وفي كل لقاء من هذه اللقاءات نراه أحياناً يُخصص أصحاحاً كاملاً ليسرد تفاصيل لقاء المسيح مع إنسان واحد.
وليس هذا الأسلوب غريباً على يوحنا الذي تعلَّم أن الراعي الصالح يترك التسعة والتسعين خروفاً ليبحث عن خروفٍ ضال، وقد كان هذا أيضاً هو أسلوب يوحنا في خدمته حتى صار أسقفاً على كنيسة أفسس: أن يهتم بالفرد، بكل فرد.
ليتنا ننتبه إلى هذه الحقيقة من أجل تعزية نفوسنا،
أن المسيح يهتم بك وبي وبكل إنسان مثلما نهتم بالجماهير،
بل ويشتاق أن يتقابل معك شخصياً على انفراد بعيداً عن زحمة الجموع،
وهو مستعدٌّ أن يقضي الليل كله معك ليشرح لك مع نيقوديموس كيف يمكن أن تولد من الله،
ويسعى إليك في حر النهار لينتزعك مثل السامرية من اهتمامات العالم والجسد ليُروي عطشك إلى معرفته.
ما أجمل أن يكون هذا هو اختبارنا في المسيح: اختبار الانفراد مع المسيح.
يا رب، إن لم يكن لي جهد وشوق أن آتي إليك مع نيقوديموس،
لأن الخطية قد أنهكت قوتي وأظلمت عقلي وضميري عن أن يعرفك،
تعالَ أنت، أيها الرب يسوع، كما أتيت إلى المرأة السامرية، وأضرم محبتك في قلبي.
السـامرة:
كان إقليم السامرة يقع شمال فلسطين بين إقليمي الجليل واليهودية، وكان سكانها يُكوِّنون عشرة أسباط من بني إسرائيل انفصلوا بعد موت الملك سليمان وسكنوا الشمال واختلطوا بالأمم، وامتزجت عبادتهم بعبادة الأُمم وفقدوا طابع شعب الله وسمات اليهودي الأصيل، ولهذا صارت هناك عداوة بينهم وبين بقية بني إسرائيل (سبطَي يهوذا وبنيامين) الساكنين في أورشليم، ولم يكن مسموحاً للسامري أن يصعد إلى أورشليم ليُقدِّم ذبيحة، بل كانوا يُقدِّمون ذبائحهم على جبل جرزيم بالسامرة. فالسامريون، إذن، شعب مرفوض من اليهود تنجَّست عبادتهم وحياتهم بنجاسات الأمم الوثنية.
لقاء حطَّم الحواجز!!
نــرى في لقاء المسيح مع السامريــة مثالاً حيًّا للقاء المسيح مــع الإنسان، أي إنسان؛ إذ نــرى في هذا اللقاء أحضان الله المفتوحة لكل إنسان مهما كان أصله أو جنسه أو حياته. لقاء نرى فيه ممارسة عملية لمحبة الله لكل العالم. المحبة التي تبذل، والمحبة التي تتخطَّى كل الحدود وتكسر كل القيود من أجل خلاص الإنسان. لقاء حطَّم كل الحواجز التي تمنع أي إنسان من الوصول إلى الله.
من السهل أن يقبل الإنسان أن المسيح يتقابل مع نيقوديموس الفرِّيسي، معلِّم الناموس، ولكن أن يلتقي ابن الله القدوس مع امرأة خاطئة سامرية؟؟ هذا أمر كان من العسير على الرجل اليهودي قبوله في ذلك الحين، إذ قد تجمَّعت في هذه المرأة صفات كان يمكن أن تكون كل صفة منها حاجزاً يحجبها عن المسيح.
1 - فهي امرأة سامرية، أي أنها من جنس صار غريباً عن شعب الله، فهي في نظر اليهودي وثنية.
2 - وهي امرأة، والمرأة في نظر اليهودي هي جنس أقل كرامة من الرجل ولم يكن أمراً مقبولاً أن يُشاهَد فريسيٌّ أو ناموسي يتكلَّم مع امرأة علانية حتى لو كانت هذه المرأة هي زوجته أو أخته.
3 - ثم كانت امرأة خاطئة وسيرتها النجسة حرمت عليها أن تختلط حتى بأهل المدينة التي تسكنها مما جعلها تذهب إلى البئر الذي يبعد حوالي نصف ميل عن البلدة مع أنه كان هناك آبار أخرى داخل المدينة يستقي منها أهل البلدة، ولكنها ذهبت وحيدة في وسط النهار لتستقي ماءً على غير المألوف، إذ كانت النسوة يذهبن عادة في الصباح أو المساء ويذهبن في جماعات. كل هذا لكي تتحاشى أن تقابل أهل المدينة الذين يزدرون بها من أجل سيرتها غير الطيبة.
كانت هذه كلها حواجز يمكن أن تمنع هذه المرأة من أن تتحدث حتى مع أي إنسان، فما بالك لو كان هذا الإنسان هو المسيح البار القدوس؟
ولكن نشكر الله، لأنه حينما صارت الخطية حاجزاً مانعاً الإنسان أن يقترب إلى الله أتى المسيح بنفسه متخلِّياً عن مجده الإلهي، مُحطِّماً كل الحواجز ليُقيم هذا الإنسان الميت في جسده الإلهي ويُقدِّمه إلى الله.
”قد تعب من السفر“:
لقد قضى يسوع ما يقرب من 6 ساعات ماشياً على قدميه إلى أن وصل إلى سوخار، حيث تقابل مع المرأة السامرية، وكان يمكن أن يقضي المسيح هذه الساعات في تعليم الآلاف من الناس، ولكن الله يهتم بالفرد الواحد كما يهتم بألف فرد حتى لو كان هذا الفرد إنساناً خاطئاً مرفوضاً.
ليتنا نتعلَّم ألاَّ نحتقر أي إنسان حتى وإن كان هذا الإنسان غريباً ليس من عشيرتنا ولا من جنسنا أو من ديننا؛ حتى لو كان وثنياً خاطئاً ونجساً.
مَن يدري؟
ربما يكون الذي نحتقره الآن بسبب خطيته هو القديس موسى الأسود فيما بعد،
أو قد يكون اللص اليمين الذي كان أول مَن دخل الفردوس.
ليت هذا يكون أسلوب كل خادم في خدمته.
لأنه كم من المرات تتعثَّر الخدمة بسبب الاهتمام بالجماهير أكثر من الاهتمام بالفرد.
”وكان لابد له أن يجتاز السامرة“:
لم تكن السامرة بالبلد المحبوب لدى اليهودي، بل كان يتحاشى المرور منها لئلا يتنجَّس بنجاسات أهلها. ولكننا أحياناً نجد الله يدفعنا أن نجتاز كثيراً من التجارب والضيقات في خدمتنا أو في حياتنا. ولا نعلم أن الله في تدبير صالح يُعِدُّ لنا أجمل الاختبارات والتعزيات الروحية.
إن أتعبتْكَ السامرة، يا أخي، فاعلم أن في السامرة بئر يعقوب، وعلى البئر هناك يسوع جالسٌ ينتظرك.
وإذا ظننتَ أن السامرة هي خدمة فاشلة، فاعلم أن هناك نفساً تنتظر كلمة الرب لتخلُص ويخلُص معها كل أهل المدينة.
كم من خادم يشتهي أن يخدم في أورشليم حيث الهيكل والمجد، غافلاً عن أن المسيح دخل مرة إلى أورشليم فلم يجد في الهيكل مكاناً للصلاة ولم يستطع أن يمكث في أورشليم ولا ليلة واحدة، بينما نراه يمكث يومين في السامرة.
”فإذ كان يسوع قد تعب“:
ويحي أنا الإنسان الشقي!
أنا، أنا وحدي الذي أتعبتُك يا رب،
في الوقت الذي كنتَ تسير فيه على أقدامك ساعياً إليَّ،
كنت أجري أنا وألهث في طريق العالم لأشبعَ من شهواته.
أنت الذي سعيتَ في طلبي أنا الضال،
وأنا لاهٍ عن خلاص نفسي.
عجباً يا رب،
تتعب، وأنت الإله مُريح التعابى،
تجوع، وأنت الذي تُشبع الجميع من خيراتك.
تعطش، وأنت ينبوع الماء الحي.
لا، لا، يا رب،
لم يكن جوعك إلى خبز الجسد،
بل إلى نفسي.
ولم يكن عطشك إلى ماء البئر،
بل إلى خلاصي.
ولم يكن تعبك من عناء المشي،
ولكن من حَمل خطيتي.
نعم، نعم، يا رب،
أنا هو الجائع والعطشان والتعبان.
أعطني يا رب كما أعطيت السامرية،
خبز الحياة الذي مَن يأكل منه لا يجوع،
والماء الحي الذي مَن يشرب منه لا يعطش إلى الأبد،
حتى لا أعود إلى العالم،
لأستقي من ماء آباره مرة أخرى.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:28 PM   رقم المشاركة : ( 36985 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أعطني هذا الماء السامرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي. قال لها يسوع: اذهبي وادْعِي زوجك وتعالي إلى هنا.
أجابت المرأة وقالت: ليس لي زوج.
قال لها يسوع: حسناً قلتِ ليس لي زوج، لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجك.
هذا قلتِ بالصدق." يو 4: 15-18 بدأ المسيح حديثه مع المرأة السامرية طالباً إليها أن تُعطيه ليشرب، فإذا بالحديث يتحوَّل بأن تطلب هي إليه أن يُعطيها لتشرب.
مسكين هو الإنسان الذي في جهله يعتقد أن الرب هو المحتاج إليه!!!!!!!!!! محتاج إليه في خدمتـه، محتاج إلى عشور أموالـه أو تقدماتــه، محتاج إلى صلاته وعبادته.
ولكن حينما يفتح الرب عيوننا لنعرف حقيقة أنفسنا ونتبيَّن عجزنـــا، نعرف أننا نحن المحتاجون إليه وإلى مراحمــه. ولكن، ما هو الماء الذي كانت تطلبه المرأة؟ كما سبق أن قلنا إن كلمات المسيح تحمل دائماً معنيين: معنىً ظاهرياً، وآخر روحياً عميقاً خفياً. وقد فهمت المرأة السامرية "الماء الحي" على أنه الماء الجاري الذي ينبع من ينبوع حي وهو غير ماء الآبار.
ولكن هناك معنىً آخر للماء الحي، وهو الذي كان يرمي إليه المسيح ولم تفهمه المرأة، ولم يكن هذا المعنى غريباً على مَن يقرأ الكتب - في العهد القديم - فقد تردَّد ذِكر الماء والعطش مرتبطاً بالعطش الروحي والارتواء الروحي؛ ولكن المرأة السامرية لم تدرك هذا المعنى الروحي، لأن قلبها لم يكن قد انفتح بعد لمعرفة المسيح بل كانت منحصرة بالتمام في اهتمامات الجسد ".
.. ولا آتي إلى هنا لأستقي". ولذلك كان لابد للمسيح من أن يواجه المرأة بحقيقة حياتها أو بمعنى آخر يكشف لها عن نفسها، فقال لها: "اذهبي وادْعِي زوجك"؛ أي قبل أن أُعطيكِ الماء الحي، اذهبي أولاً وواجهي نفسك، وافضحي خطيتك ثم تعالي واطلبي الماء الحي. ومواجهة الخاطئ لنفسه هي الخطوة الأولى لبدء حياته مع المسيح، وهي قيامة من بين الأموات التي بها يتهيَّأ للموت مع المسيح والقيامة معه. فالمسيح رأى المرأة السامرية أمامه ميتة ولا تختلف عن لعازر الذي مات وأنتن في القبر، ولكي تأخذ المرأة عطية الله لابد أن يُقيمها المسيح أولاً.
وكما طلب المسيح من اليهود أن يرفعوا الحجر عن قبر لعازر ليكشفوا عن الميت الذي أنتن، هكذا أيضاً طلب إلى المرأة أن ترفع الحجر عن قلبها الذي يُخفي نتانة موتها، + + + V وكانت هذه هي بداية حياتها مع المسيح. "حسناً قلتِ... هذا قلتِ بالصدق": عجباً يا رب لمحبتك!! أنت الذي تُخرِج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة!! أنت لم تدينني عن السيئ الذي يملأ حياتي، بل مدحتَ شيئاً واحداً حسناً!! لم تفضح كذبي الكثير، بل باركتَ قولاً واحداً اعتبرته صدقا!!

ليتك يا ربي تعطيني هذه العين التي لا تفحص عن الشر في الآخرين، بقدر ما تبحث عن الصالح فيهم وإذا ما جلست لأُعدِّد خطايا الآخرين .... علِّمني أن أذكر فضائلهم أولاً، لأنك أنت الذي علَّمتني أنه لا يوجد إنسان واحد بلا فضيلة مهما كانت حياته شريرة، ولكن العين الشريرة لا تنظر إلاَّ إلى الشر. أعطني يا رب أن أكون شفوقاً رقيقاً في معاملة أخي الخاطئ، وفي محبة وصبر أحتمل ضعفه حتى أكتشف باباً منه أدخل إلى أعماق قلبه وأربحه لك.
+ "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي! آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه. قال لها يسوع: يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب." (يو 4: 19-21) + + +

لقد انفتحت عينا السامرية لتُبصر المسيح كنبي، حتى وإن كانت هذه المعرفة معرفة غير كاملة، لكن المسيح احتملها حتى تصل إلى كمال معرفته كمسيَّا والإيمان به أنه المسيح المنتظر. أين نسجد؟ حينما تلامست المرأة مع نعمة المسيح حالاً تساءلت: أين تجد الله؟ كيف تعبد الله؟ هل في أورشليم حيث يوجد الهيكل العظيم؟ أم على جبل جرزيم؟ لأن السامريين كانوا يعتقدون أن جبل جرزيم هو الجبل الذي عليه قدَّم إبراهيم ابنه إسحق ليذبحه ذبيحة للرب، وفي هذا الجبل تقابل إبراهيم مع ملكي صادق. ومن أجل هذا كانوا يُقدِّمون ذبائحهم على جبل جرزيم، أما بقية اليهود فكانوا يعتقدون أن هيكل أورشليم هو مكان تقديم الذبيحة. ولهذا تساءلت السامرية في حيرة: أين ينبغي أن تسجد وتعبد؟
وهكذا تُحرِّكها نعمة الرب إلى طلب الماء الحي!! ولم يكن ممكناً أن تُدرك هذا الماء الحي أولاً قبل أن تتوب، ولكن بعد التوبة تأتي العبادة، والذبيحة. أية ذبيحة تُقدَّم؟ وأين تُقدَّم هذه الذبيحة؟ أين هو الهيكل الحقيقي؟ وهنا يُفاجئها المسيح بإعلان آخر يقترب بها أكثر إلى معرفة الحق الذي تجهله: "يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب". "يا امرأة"!! هكذا يُخاطب المسيح هذه المرأة، وهو بهذا يُعيد إليها كرامتها كابنة لله.

هذه الكرامة التي فقدتها بسبب خطيتها، لأنها الآن خليقة جديدة في المسيح؛ أما الإنسان العتيق فقد مضى وزال. "إنه تأتي ساعة": أية ساعة هذه؟ الساعة التي يرتفع فيها المسيح على الصليب فادياً العالم بذبيحة نفسه. الساعة التي فيها ينشق حجاب الهيكل. الساعة التي يتمجَّد فيها الله الآب حينما يكمل ابنه الوحيد كمال طاعة الإنسان لله في جسده القائم من بين الأموات. في هذه الساعة لا يحتاج الإنسان الخاطئ إلى دم الحيوان ذبيحة، لأنه "ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبدياً." (عب 9: 12) "لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب": هنا تحوُّل روحي عميق في معنى العبادة يُقدِّمه المسيح للمرأة السامرية، إذ يقول لها إن عبادة الله لم تَعُد قاصرة على مكان معين يتقابل فيه الخاطئ مع الله؛ بل الآن يستطيع الإنسان الخاطئ أن يتقابل مع الله في المسيح وبالمسيح. وحيثما يوجد الله توجد الفرصة أمام كل خاطئ أن يتقدَّم إليه بدم المسيح. فلم يَعُد مكان العبادة هو هيكل أورشليم، بل الهيكل الجديد الذي هو جسد المسيح؛ إذ قال عن جسده: "انقضوا هذا الهيكل". هذا هو الذبيح والهيكل معاً، وحينما يوجد جسد المسيح، توجد العبادة الحقيقية لله الآب.

 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:30 PM   رقم المشاركة : ( 36986 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سعى ولطف يسوع مع المراة السامرية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الأحَدٌ الرَّابِعْ مِنْ الصُوم المُقَدَّس المُبَارَك هُوَ أحَدٌ السَّامِرِيَّة .. يَكْشِفْ لَنَا الكِتَاب المُقَدَّس فِي هذَا اليُّوم المُبَارَك عَنْ طَرِيقٌ طَبِيعَة الإِنْسَان وَطَبِيعَة الله .. لأِنَّ الإِنْسَان المَغْرُوس فِي الخَطَايَا .. الإِنْسَان الوَاقِعْ فِي بِئْر غَرْقَان فِيه .. بِئْر الشَّهوَة .. بِئْر مَحَبِّة العَالَمْ .. بِئْر الزَّيَغَان عَنْ الله .. وَرَبِّنَا ذَاهِبْ لُه .. ذَاهِب حَتَّى البِئْر لِكَيْ يُحْضِر هذَا الإِنْسَان وَيَنْشِلُه مِنْ قَاع البِئْر وَيَرْفَعُه فَوْقَ الدَّرَجَات العَالِيَة .. لِذلِك مَزْمُور اليُّوم يَقُول ï´؟ لِتَفْرَحْ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ اُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَهُ . الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِماً . اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي صَنَعَ . آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فِيهِ ï´¾ ( مز 105 : 3 – 5 ) .


أُذْكُرُوا عَجَائِبَهُ
مِنْ أعْظَمْ عَجَائِبْ الله هِيَ تُوبِة الإِنْسَان وَلَيْسَ نَقْل الجِبَال وَلاَ إِشْبَاع الجُمُوع وَلاَ إِقَامِة المَوْتَى لكِنْ تُوبِة الإِنْسَان هِيَ العَمَل الَّذِي مِنْ أجْلُه أتَى الله إِلَى العَمَل .. اليُّوم هُوَ سِيرِة إِنْسَانَة قِدِيسَة تَابِتْ وَأرْضِتْ الله وَوُضِعَتْ فِي مَوْقِفْ أنْ تُقِيم مَيْت .. وَالله لَمْ يَأتِي لِصُنْع بَعْض المُعْجِزَات وَلكِنْ جَاءَ لِكَيْ يَدْعُو إِلَى التَّوْبَة .. الكِتَاب المُقَدَّس اليُّوم وَالكِنِيسَة وَضَعِتْ لَنَا فَصْل المَرْأة السَّامِرِيَّة وَهُوَ فَصْل مِنْ أرْوَع فُصُول الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ عَمَل الله فِي النَّفْس البَشَرِيَّة ..لِذلِك فِي فَصْل المَرْأة السَّامِرِيَّة نَتَكَلَّمْ فِي نُقْطِتِينْ نِرَكِّز فِيهُمَا لأِنَّهُ فِي الحَقِيقَة الحَدِيث كَثِير وَلكِنْ الزَّمَنْ مُقَصِّر .. نَتَحَدَّث فِي نُقْطِتِينْ نُرِيدْ الإِنْتِفَاع بِهُمَا اليُّوم فِي تَدْبِير خَلاَص رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِكُلَّ نَفْس وَهُمَ :0
1/ سَعْي الله :
اليُّوم رَبِّنَا يَسُوع يَقُول تَرَكَ اليَهُودِيَّة وَمَضَى إِلَى الجَلِيل وَكَانَ لاَبُدْ أنْ يَجْتَاز السَّامِرَة ( يو 4 : 3 – 4 ) – عَلَى الرَّغْم مِنْ أنَّ اليَهُودِيَّة فِي الجَنُوب وَالجَلِيل فِي الشَّمَال – وَهُنَاك طُرُقٌ كَثِيرَة تِوَصَّل مِنْ اليَهُودِيَّة إِلَى الجَلِيل أأمَنْ مِنْهَا وَأقْصَرْهَا الطَّرِيقٌ السَّاحِلِي .. لكِنْ رَبِّنَا يَسُوع لَمْ يَمْشِي فِي هذَا الطَّرِيقٌ الآمِنْ وَلاَ الأقْصَر وَلكِنَّهُ ذَهَبَ مِنْ الطَّرِيقٌ الَّذِي حَكَى عَنْهُ مَرَّة وَقَالَ ï´؟ إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضُوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ . فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ . وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ . وَلكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ ï´¾ ( لو 10 : 30 – 33 ) .
وَعِنْدَمَا إِخْتَارٌ الطَّرِيقٌ الأخْطَر وَالأصْعَب وَالأطْوَل كَانَ لاَبُدْ أنْ يَجْتَاز السَّامِرَة رَغْم أنَّهُ كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَقْتَصِر هذَا الطَّرِيقٌ طَالَمَا هُوَ خَارِج مِنْ بَلَدٌ إِلَى بَلَدٌ يَدْخُل بَلَدٌ أُخْرَى فِي الوَسَطْ .. لِمَاذَا ؟ كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَمْشِي مِنْ عَلَى حَافِّة الطَّرِيقٌ .. ï´؟ كَانَ لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ ï´¾ ( يو 4 : 4 ) .. طَرِيقٌ أصْعَبْ .. طَرِيقٌ أطْوَل .. طَرِيقٌ أخْطَر وَفِي نَفْس الوَقْت لَمْ يَكُنْ هُنَاك إِحْتِيَاجٌ لِدُخُول هذِهِ البَلَدٌ طَالَمَا هُوَ ذَاهِبْ إِلَى مَكَانٍ آخَر .. لكِنْ هُنَا الكِتَاب المُقَدَّس وَالقِدِيس يُوحَنَّا – وَالمَعْرُوف عَنْهُ أنَّهُ دَائِماً يَصِفْ الأحْدَاث بِدِقَّة – فَفِي عِبَارَاتُه يَقُول ï´؟ وَكَانَ لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ ï´¾ ( يو 4 : 4 – 5 ) .. " سُوخَار " إِمَّا قَرِيبَة مِنْ السَّامِرَة أوْ مُقَاطَعَة فِيهَا .. وَكَانَ هُنَاك بِئْر يَعْقُوب وَكَانَ هُنَاك يَسُوع وَتِعِبْ فَجَلَسَ هكَذَا عَلَى البِئْر .
فَهْيَ مَسَافَة مُتْعِبَة وَطَوِيلَة وَطَرِيقٌ خَطَر وَالتَّلاَمِيذٌ تِعْبُوا وَجَاعُوا فَذَهَبُوا لِكَيْ يَبْتَاعُوا طَعَام وَكَانَ القَصْدٌ مِنْ كُلَّ هذِهِ الرِّحْلَة المُقَابَلَة مَعَ هذِهِ المَرْأة لِذلِك لاَ نُرِيدْ أنْ نِفَوِتْ هذَا المَنْظَر وَهذَا المَوْقِفْ لِكَيْ نَرَى كَمْ هُوَ سَعْي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح لأِجْل خَلاَص البَشَرِيَّة ؟ .. مِثْلَمَا نَقُول عَنْهُ ï´؟ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ï´¾ ( مَا يَقُولُه المُصَلِّي فِي طِلْبِة آخِر كُلَّ سَاعَة ) .. كَمْ يَخْتَارٌ رَبِّنَا يَسُوع الطَّرِيقٌ الأصْعَبْ لِكَيْ يُقَابِلْنِي .. كَمْ هُوَ تَعَبُه فِي كُلَّ هذَا لِكَيْ يُقَابِلْنِي .. وَالقُدَّاس الغِرِيغُورِي يَقُول ï´؟ كَرَاعٍ صَالِحٍ سَعَيْتَ فِي طَلَب الضَّال . كَأبٍ حَقِيقِي تَعِبْتَ مَعِي أَنَا الَّذِي سَقَطَتْ ï´¾ ( جُزْء " حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ) .. كَقَوْل القِدِيس مَارِأفْرَآم السُّرْيَانِي ï´؟ مَاذَا نَقُول لَك وَنَحْنُ جُبْلَتُك وَقَدْ أتْعَبْنَاك ï´¾ .. فَإِنْ كُنَّا وَنَحْنُ الَّذِي صَنَعْتَنَا مِنْ الطِّين وَلاَ نَعُدٌ أي شِئ وَمَعَ ذلِك أتْعَبْنَاك .. لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع يَبْحَث وَيُنَادِي وَيَتَكَلَّمْ فِي القُلُوب .. ذَاهِبْ إِلَى البِئْر حَتَّى وَلَوْ تَكَبَّدْ كُلَّ هذَا التَّعَبْ .. وَمَعَ ذلِك نَحْنُ نُقَابِل كُلَّ هذَا بِجُحُودٌ وَالنَّفْس لاَ تَفْتَح قَلْبَهَا وَتَقُول ï´؟ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ ï´¾ ( يو 4 : 7 ) .. وَتَرُدٌ النَّفْس عَلِيه ï´؟ أَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ ï´¾ ( يو 4 : 9 ) .. لِمَاذَا تُكَلِّمْنِي وَتَسْألْنِي المَاء ؟
كُلَّ هذَا التَّعَبْ وَالنَّفْس لاَزَالَتْ تُغْلِقٌ قَلْبَهَا وَلاَ تُقَدِّر .. جَمِيلٌ جِدّاً أنَّ الإِنْسَان يَكْتَشِفْ أنَّهُ مَوْضِعْ مَحَبِّة الله وَمَوْضِعْ إِهْتِمَامُه وَمَوْضِعْ سَعْيُه .. جَمِيلُ جِدّاً أنْ أعْرِفْ مَا هِيَ قِيمَتِي عِنْدَ الله وَمَرْكَزِي عِنْدُه .. أنَا مَوْضِعْ حُبُّه وَمَوْضِعْ إِشْتِيَاقُه .. يِتْعَبْ لِيَجْذِبْنِي إِلِيه .. يِتْعَبْ لِكَيْ يُخْرِجْنِي مِنْ البِئْر الوَاقِعْ فِيه .. وَجَدْنِي فِي بِئْر عَمِيقٌ وَأنَا غَرْقَان فِيه لاَ يَتْرُكْنِي بَلْ يَأتِي عِنْدِي وَيَمِد إِيدُه .. أنَا الَّذِي أحْيَاناً لاَ أكُون مُتَجَاوِب مَعَ عَمَلُه وَسَعْيُه .. مَا أجْمَل الكَلِمَات الَّتِي ذُكِرَت فِي سِفْر النَّشِيد عِنْدَمَا تَقُول عَرُوس النَّشِيد ï´؟ اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي ï´¾ ( نش 5 : 2 ) .. رَبِّنَا يَقْرَع عَلَى بَاب كُلَّ وَاحِدٌ مِنِّنَا وَيَقُول إِفْتَح قَلْبَك وَلاَ تُغْلِقُه وَتَكُون قَاسِي .. لاَ تَسْمَع الصُوت مِنْ الخَارِج وَالدَّاخِل مَازَالَ مُغْلَقاً وَكُلَّ مَا يَعْبُر عَلِيك مِنْ الخَارِج تَتْرُكُه يَعْبُر دونَ تَغَيُّر .. مِنْ فَضْلَك إِدْخِل كَلاَمِي إِلَى الدَّاخِل .
أنَا مَازِلْت أقْرَع ï´؟ لأَِنَّ رَأْسِي امْتَلأَ مِنَ الطَّلِّ وَقُصَصِي مِنْ نُدَى اللَّيْلِ ï´¾ ( نش 5 : 2 ) .. تَخَيَّل لَمَّا يَسُوع يَظِل طَوَال اللِّيل يَقْرَع عَلَى البَاب لِدَرَجِة أنَّ شَعْرُه يُبَلْ وَمَعَ تَرَاكُمْ الوَقْت وَالرُّطُوبَة تَبَلَّلْ قَصَصُه أيْضاً .. وَكُلَّ هذَا وَالنَّفْس لاَ تُرِيدْ أنْ تَفْتَح .. لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ يُبْرِز لَنَا إِهْتِمَامُه بِالإِنْسَان وَمَا هُوَ الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه إِلاَّ سَعْي نَحْو الإِنْسَان وَتَدْبِير الله لِخَلاَص الإِنْسَان السَّاقِطْ .. الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه وَقِصَص كُلَّ الأنْبِيَاء هِيَ مِرَكِّزَة عَلَى هذِهِ الكَلِمَة .. ï´؟ أرْسَلْتَ لِيَّ الأنْبِيَاء مِنْ أجْلِي أنَا المَرِيض ï´¾ ( جُزْء " حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ) .. أرْسَلٌ الأنْبِيَاء وَهُمْ صُوت الرَّبَّ الَّذِي يَقُول " تُوب " .. يَقُول لِكُلَّ إِنْسَان غَرْقَان فِي قَاع البِئْر إِسْمَعْ وَتُوب .. ï´؟ اللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ ï´¾ ( أع 17 : 30 ) .
الله يُرِيدْ أنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ البِئْر الغَارِقِينْ فِيهِ .. الله هُوَ الَّذِي يَطْلُب الإِنْسَان وَلَيْسَ العَكْس لأِنَّهُ عِنْدَمَا أخْطَأ آدَم إِخْتَبَأ وَرَبِّنَا هُوَ الَّذِي طَلَبُه وَنَادَى عَلِيه .. وَأنَا مِثْلُه خَائِفْ وَمُخْتَبِئ لَيْسَ لِي القُدْرَة مِثْل آدَم عَلَى مُقَابَلَة الله .. فَهَل وَجَدْنَا الله يَقُول إِذّنْ أنَا أتْرُكُه مِثْلَمَا هُوَ تَرَكْنِي ؟ .. الله هُنَا يَرُدٌ وَيَقُول .. لاَ .. لأِنَّ هذَا هُوَ أُسْلُوب البَشَر أنَّهُ إِنْ خَالَفْ وَتَرَكَنِي أنَا أتْرُكُه .. أنَا أبْحَث عَنْهُ فِي كُلَّ مَكَان وَيَقُول ï´؟ آدَم .... أيْنَ أَنْتَ ï´¾ ( تك 3 : 9 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِكُلَّ وَاحِدٌ فِينَا أيْنَ أنْتَ ؟ .. أنَا جِئْت لِكَيْ أطْلُب نَفْسَك .. أنَا أُرِيدَك أنْتَ لِي .. أنْتَ إِبْن المَجْد .. أنْتَ إِبْن المَلَكُوت .. إِبْن الحَيَاة الأبَدِيَّة لاَ يَلِيقٌ أنْ تَعِيش فِي قَاع البِئْر وَأنَا هَيَّأت لَك كُلَّ شِئ .. مِثْل لاَبَان الَّذِي قَالَ لِيَعْقُوب ï´؟ ادْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرَّبِّ لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأَنَا قَدْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ ï´¾ ( تك 24 : 31 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا أُدْخُل يَا مُبَارَك الرَّبَّ لِمَاذَا تَقِفْ خَارِجاً وَكُلَّ شِئ قَدْ أُعِد ؟ لِمَاذَا تَتَعَجَّبْ ؟ هَلْ كَثِير عَلِيك أنْ أتْعَبْ مِنْ أجْلَك ؟ .. أنَا مُوَافِقٌ .. هَلْ كَثِير عَلِيك أنْ أخُذْ كُلَّ هذَا المِشْوَار ؟ أنَا قَابِل وَلكِنْ كُلَّ مَا عَلَيْكَ أنْتَ أنْ تَفْتَح البَاب .
مَنْ الَّذِي طَلَبْ أبُونَا آدَم ؟ مَنْ الَّذِي تَكَلَّمْ مَعَ قَايِين وَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَفْعَل الشَّر بِأخِيهِ ؟ .. ï´؟ عِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا ï´¾ ( تك 4 : 7 ) .. الله ذَهَبَ لِيُنْذِرُه وَيَقُول لَهُ هُنَاك خَطِيَّة شِرِّيرَة عِنْدَ البَاب سَوْفَ تِتْعِبَك وَتَقْضِي عَلِيك لكِنْ إِذَا رَجَعْت عَنْهَا رَبِّنَا يِرْفَعْ .. ï´؟ أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ . وَأَطْلُبُ الضَّالَّ وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ ï´¾ ( حز 34 : 15 – 16) .. يَطْلُب الضَّال .. مَنْ الَّذِي سَعَى لِتُوبِة أهْل نِينَوَى ؟ .. الله .. مَنْ فَكَّر فِيهُمْ ؟ مَنْ يَعْرِفَهُمْ وَيَعْرِف مِقْدَار الشَّر الَّذِي وَصَلُوا إِلِيه ؟ المَدِينَة كُلَّهَا غَرْقَانَة فِي بِئْر وَلاَ أحَدٌ يَشْعُر وَلاَ يُوْجَدٌ أحَدٌ فِي المَدِينَة مُمْكِنْ أنْ يُنَادِي وَيُنْذِر لَهُمْ بِالتُّوبَة .. وَالله يَرُدٌ وَيَقُول لَنْ أصْمُت وَأظِلْ أنْظُر هكَذَا بَلْ سَأُرْسِل لَهُمْ .. سَأُرْسِل لَهُمْ وَمَنْ كَانَ هذَا المُرْسَل إِلَيْهِمْ ؟ هُوَ يُونَان النَّبِي لِيَأتِي وَتَسْمَع المَدِينَة صَوْتَهُ .. لِذلِك اليُّوم نَجِد الله يَكْتَشِفْ وَيَطْلُب السَّامِرِيَّة فِي تَعَبْ وَعَنَاء .
وَالله هُنَا يَقُول لِي كَثِيراً مَا نَادَيْت عَلَيْكَ لِمَاذَا لاَ تُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي ؟ كَفَاك .. إِسْتَغِل فُرْصِة اليُّوم وَافْتَح قَلْبَك وَقَدِّم تُوبَة وَاخْرُج مِنْ البِئْر .. وَالسَّامِرِيَّة مَازَالَتْ تَشْرَب مِنْ المَاء وَتَظُنْ أنَّهَا تُرْوِيهَا وَكُلَّمَا شَرَبِتْ تِعْطَش أكْثَر وَلاَ مَرَّة وَلاَ إِثْنِينْ وَلاَ ثَلاَثَة وَلاَ أرْبَعَة .. وَكَلِمَة " خَمْسَة " الَّتِي ذَكَرَتْهَا المَرْأة السَّامِرِيَّة هِيَ فِي الكِتَاب المُقَدَس إِشَارَة لِلحَوَاس الخَمْسَة بِمَعْنَى كَمَال الدَّنَس .. وَكَأنَّهَا وَصَلِتْ إِلَى مَرْحَلَة فِيهَا كُلَّ حَوَاسَهَا فَاسِدَة وَسُمْعِتْهَا رَدِيئَة وَلاَ تَسْتَطِيعْ المُوَاجَهَة مَعَ أهْل المَدِينَة لِذلِك هِيَ خَارِجَة فِي حَمْأة الشَّمْس وَفِي جَوْ الظَّهِيرَة لِكَيْ تَمْلأ الجَرَّة .. لأِنَّهُ إِعْتَادَ النَّاس أنْ يَمْلأُوا الجِرَار عِنْدَ طُلُوع الفَجْر .. وَهيَ فَكَّرِتْ فِي وَقْت الظَّهِيرَة حَتَّى تَضْمَنْ أنْ لاَ تُقَابِل أحَدٌ لأِنَّهُ مَنْ الَّذِي سَيَخْرُج فِي هذِهِ السَّاعَة لأِنَّ البِئْر فِي طَرَفْ مَدِينِة سُوخَار ؟ .. لأِنَّهُ فِي الذِّهَاب تَحْمِل وَفِي العَوْدَة تَحْمِل أكْثَر لِذلِك هِيَ مِحْتَاجَة لِجَوْ يِسَاعِدْهَا وَهيَ هَارِبَة مِنْ النَّاس وَلكِنْ يُقَابِلْهَا ï´؟ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ï´¾ .
جَمِيلٌ جِدّاً فِي سِفْر هُوشَع النَّبِي يِقُول رَبِّنَا أمر جَمِيلٌ وَهُوَ ï´؟ لأِنَّهَا قَالَتْ أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي ï´¾ ( هو 2 : 5 ) .. وَيَرُدٌ الله هكَذَا ï´؟ هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ فَتَقُولُ أَذْهَبُ وَأَرْجَعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ لأَِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ ï´¾ ( هو 2 : 6 – 7 ) .. هُمْ يُرِيدُوا أنْ يَسِيرُوا هكَذَا أمَّا أنَا سَوْفَ أُغْلِقٌ عَلَيْهِمْ الطَّرِيقٌ حَتَّى لاَ يَهْرَبُوا مِنْ دَائِرَتِي أبَداً .. " الله يُرِيدْ أنْ يُحَوِطْ عَلَى المَدِينَة " .. مِثْل النَّفْس الَّتِي تُرِيدْ أنْ تَصْنَعْ الخَطِيَّة لكِنْ رَبِّنَا يُغْلِقٌ عَلَيْهَا الطَّرِيق .. وَهذِهِ المَدِينَة تُفَتِّش عَلَيْهِمْ وَلاَ تَرَاهُمْ .. كَمَا أنَّ الرَّبَّ يُغْلِقٌ عَلَى النَّفْس الطَّرِيقٌ الَّذِي فِيهِ تَبْحَث عَنْ مُحِبِّيهَا وَلاَ تَجِدْهُمْ وَلاَ تَرَاهُمْ .. كَمْ هُوَ يَارَبَّ سَعْيَك لِلنَّفْس تُرِيدْ أنْ تَضْمَن خَلاَصْهَا فَتَجْعَلْهَا تُقَدِّم تُوبَة حَتَّى وَإِنْ كُنْت أنْتَ لاَ تَنْوِي التُّوبَة هُوَ يَسْعَى لَك .
مَنْ الَّذِي طَلَبْ شَاوِل وَأنْقَذُه مِنْ نَفْسُه وَغُرُورُه وَمَحَبِّة العَالَمْ وَمِنْ طَيَاشْتُه وَجَهْلُه ؟ مَنْ الَّذِي أنْقَذُه وَلَمْ يَكُنْ أحَدٌ يَعْلَمْ شَاوِل أبَداً ؟ الله هُوَ الَّذِي طَلَبُه وَغَيَّرُه وَجَعَلَهُ إِنَاء لِلمَجْد .. مَنْ الَّذِي إِفْتَقَدَ بُطْرُس بَعْدَمَا أنْكَر ؟ مَنْ الَّذِي قَوَّي إِيمَان تُومَا وَظَهَر بِالأخَص لُه ؟ مَنْ الَّذِي ذَهَبْ إِلَى تِلْمِيذَيِّ عَمْوَاس بَعْدَمَا تَرَكُوا أُورُشَلِيم عَائِدِينْ مَرَّة أُخْرَى إِلَى مَدِينَتِهِمْ ؟ هُوَ رَبِّنَا سَاعِي يَطْلُب .. لِذلِك هُوَ يُرِيدْ أنَّ الإِنْسَان يَكُون مُتَجَاوِبْ مَعَ سَعْيُه وَهُوَ فِي سَعْيُه يُحَاوِل أنْ يُكَلِّمْ كُلَّ إِنْسَان بِالأُسْلُوب الَّذِي يَتَنَاسَبْ مَعَهُ .. جَاءَ لِكَي يَتَكَلَّمْ مَعَ المَرْأة السَّامِرِيَّة بِأُسْلُوب يُنَاسِبْهَا وَأنَا عَلَيَّ أنْ أسْمَع وَأتَجَاوَبْ وَأخُضِعْ إِرَادَتِي لإِرَادَتُه .. وَرَبِّنَا يَقُول ï´؟ لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلِيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلهِنَا لأَِنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ ï´¾ ( أش 55 : 7 ) .
2/ لُطْف الله :
لَطِيفْ جِدّاً أنَّ الله لاَ يُرِيدْ إِقْتِحَام – المَرْأة السَّامِرِيَّة – النَّفْس .. لاَ يُرِيدْ حِينَمَا يَرَاهَا لأِوَل وَهْلَة أنْ يُوَبِخْهَا .. لاَ يُرِيدْ أنْ يُكَلِّمْهَا بِأُسْلُوب يَجْعَلْهَا تَنْفُر مِنْهُ لأِنَّهُ يُرِيدْ أنْ تَفْتَح لَهُ قَلْبَهَا بِالتَّدْرِيج .. فِي الحَقِيقَة هِيَ كَانَتْ تَصُدُّه فِي البِدَايَة .. هُوَ يَقُول لَهَا ï´؟ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ ï´¾ .. وَهِيَ تَرُدٌ عَلِيه قَائِلَةً ï´؟ أَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ . لأَِنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ ï´¾ ( يو 4 : 8 – 9 ) .. وَذلِك لأِنَّ التَّقْلِيد اليَهُودِي يَجِد عَدَاوَة مُسْتَحْكَمَة بَيْنَ أهْل السَّامِرَة وَأهْل اليَهُودِيَّة مِنْ أيَّام دُخُول أرْض المِيعَاد عِنْدَمَا إِنْقَسَمِتْ المَمْلَكَة .. كَانَتْ عَدَاوَة مُسْتَحْكَمَة وَتَزِيدْ حَتَّى وَصَلِتْ لِدَرَجِة الخُصُومَة .. وَأنَّ أهْل السَّامِرَة رَغْم أنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنَّ الكُلَّ يَسْجُد فِي أُورُشَلِيم إِلاَّ أنَّهُمْ كَانُوا عَلَى إِسْتِعْدَادٌ أنْ لاَ يَذْهَبُوا إِلَى أُورُشَلِيم وَإِنْ وَصَلِت فَلاَ يَعْبُدُوا الله .. الَّذِي كَانَ يَأمُر بِأنَّ الشَّرَائِعْ وَالتَّقْدُمَات لاَبُدْ أنْ تَكُون فِي أُورُشَلِيم .. ï´؟ صَعَدَت القَبَائِل قَبَائِل الرَّبَّ شِهَادَة لإِسْرَائِيل يَعْتَرِفُون لإِسْم الرَّبَّ هُنَاك نُصِبَتْ كَرَاسِي لِلقَضَاء كَرَاسِي بَيْت دَاوُد ï´¾ ( مز 121 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. وَهُمْ قَالُوا لاَ نَذْهَبْ إِلَى أُورُشَلِيم لِعِبَادِة الله وَلاَ نَتَعَامَل مَعَ اليَهُودِيَّة رَغْم أنَّ الله كَانَ يَأمُر بِشَرَائِعْ وَتَقْدُمَات كَانَ لاَبُدْ أنْ تُقَدَّم فِي أُورُشَلِيم .
أُنْظُر إِلَى أي دَرَجَة وَصَلِتْ العَدَاوَة وَمَعَ هذَا هُوَ ذَاهِبْ لِيَقْتَرِبْ إِلَيْهَا مِثْلَمَا يَقُول المَدِيح ï´؟ رَبُّ الجُيُوش العُلْوِيَّة إِتَضَعْ وَأخَذْ شَكْل إِنْسَان وَتَقَابَلْ مَعَ المَرْأة السَّامِرِيَّة وَقَالَ لَهَا أنَا عَطْشَان ï´¾ .. هُوَ جَاءَ لِيَقْتَرِبْ إِلَيْهَا رَغْم العَدَاوَة وَالفَوَاصِل وَبِلُطْف يَطْلُبْ مِنْهَا " أعْطِينِي لأَشْرَب " .. وَتُوَضِّح لَهُ أنَّهُ يَهُودِي وَهيَ سَامِرِيَّة .. وَيَبْدَأ رَبِّنَا بِلُطْف يَقُول لَهَا ï´؟ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءٍ حَيّاً ï´¾ ( يو 4 : 10) .. يَبْدَأ مَعَهَا الحَدِيث بِلُطْف وَلكِنْ بِأُسْلُوب يَجْذِبْهَا .. فَرَدِّت عَلِيه مَنْ أنْتَ لِتَقُول لِي هذَا وَلاَ دَلْوَ لَك وَالبِئْر عَمِيقٌ مِنْ أيْنَ لَكَ هذَا المَاء ؟ ( يو 4 : 11) .
كَمْ هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَطِيفْ فِي مُعَامَلَتُه رَقِيقٌ فِي أُسْلُوبُه رَاقِي فِي مُعَامَلَتُه لاَ يَقْتَحِمْ النَّفْس وَلاَ يَبْدَأ بِالتَّوْبِيخ .. أُنْظُر إِلَى الحَدِيث المُوَجَّه إِلَى السَبَع مَلاَئِكَة فِي سِفْر الرُؤْيَا .. يَبْدَأ الحَدِيث بِكَلاَمٌ جَمِيلٌ جِدّاً وَيَقُول ï´؟ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ ï´¾ ( رؤ 2 : 2 ) .. وَلكِنْ فِي النِّهَايَة يَقُول لَهُ ï´؟ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ ï´¾ ( رؤ 3 : 1 ) .. الكَلاَمٌ الأوَّل لاَ يَنْطَبِقٌ مَعَ الكَلاَمٌ الأخِير وَلكِنْ هُوَ لَطِيفْ لاَ يَقْتَحِمْ النَّفْس .. وَأنَا لاَبُدْ أنْ أتَعَامَل مَعَ سَعْي رَبِّنَا يَسُوع وَلُطْفُه بَلْ وَاكْتَسَبْ مِنْ لُطْفُه وَيَنْضَح عَلَيَّ .. فَهُوَ لاَ يَجْعَل الإِنْسَان يَشْعُر بِصِغَر نَفْس وَلاَ ضَآلَة وَلاَ بِدَنَس حَتَّى يَسْتَطِيعْ أنْ يُحْضِرُه .. وَلَمَّا يَأتِي الإِنْسَان وَيِرْجَعْ فَكُلَّمَا إِقْتَرَبْ مِنْ رَبِّنَا كُلَّمَا إِكْتَشَفْ كَمْ هُوَ مُوحَشْ .. لأِنَّهُ لَوْ كَشَفْ لَنَا الله مَدَى رَدَائِتْنَا فِي لَحْظَة وَاحِدَة يَقُول أحَدٌ القِدِّيسِينْ ï´؟ لَمَاتَ الإِنْسَان رُعْباً ï´¾ .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:33 PM   رقم المشاركة : ( 36987 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السامرية ومن هى ؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



---------------
ربما ضمن يقرأون هذه القصة المدونة فى انجيل يوحنا صـ4 توجد نفس خاطئة مريضة بحب الشهوة ومستعبده للخطيئة وتحتاج لمساعدة الصديق الحقيقى نفس على شاطئ الهامية تكاد تنزلق إليها ، نفس إنسان قد ختم الشيطان ققلبه ببصماته النارية ، أننى أبشر هذا الانسان : أن يسوع مستعد أن يطهر قلبك ويترك بصماته الحاينة عليك وأن استطعت ان تسمع فها هو يقرع باب قلبك . فهل تفتح له قبل فوات الآوان ؟.

نحن امام قصة من قصص النعمة القديمة الجديدة والتى تعمل فى كل العصور والآجيال وقد إلتقت النعمة فى قصتنا هذه بالسامرية الآثمة عند بئر سوفار لتحولها عن طريقها القديم الأثيم وتقد لها كأس الخلاص المروى العظيم .

وقد يعجب البعض او يستغربون كيف أن المسيح يتحدث بأرق العبارات إلى امرأة غارقة فى أحوالالإثم وحماة الطين ، آه لو كانوا يعلمون ان محبة المسيح فائق المعرفة وهى تنشد خلاص النفس البشرية مهما اوغلت فى الشر فى الشر والجحود وإذا نستعرض قصة النعمة التى شملت المرأة السامرية نتعرض لأربع نقاط :-

1- السامرية ومن هى ؟

2- مدينتها

3- شخصيتها

4- كيف عالجها المسيح وخلصها .

اولاً من هى ؟ ولم يذكر الوحى اسمها ويالها من روعه المخلص دائماً رقيق المشاعر مترفق بالنفس التى تحس مرارة الماضى وذلة ، انة يسترها بظل يدية العطوفتين فما من امرأة اقتربت من غلا وغطى اسمها ودثر ماضيها فهكذا لم يذكر اسم المراة التى جاءته فى بيت سمعان الفريسى ولم يذكر اسم المرأه التى أمسكت فى ذات الفعل ( يو 8 ) .

ثانياً مدينتها : ( سوخار ) ومعناها ( سكرى ) ولعل هذا الاسم يرينا الحياة الماضية الخليعة التى كانت تحياها فى خمار وسكر العالم بشهواته المتنوعة .

ثالثاً شخصيتها : كانت قوية المنطق ، تحس الحوار ، معقدة بجنسها ، تميزت بتعصبها الدينى وما أكثر الخطاه المتدينين نظيرها ، كان عندها معلومات دينية كثيرة مثل " أباؤنا سجدوا فى هذا الجبل وانتم تقولون ان السجود فى اورشليم " ومثل قولها " انا أعلم أن مسيا الذى يقال له المسيح ياتى فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شئ إلا أن معرفتها الدينية لم تستطع ان تحررها من الخطيئة لكنها كانت تحتاج للولادة الثانية .

رابعاً: كيف عالجها المسيح ؟ وبمحبته وحكمته . كان اليهودى يحتقر المراة بصفة عامة حتى التلاميذ تعجبوا انه تكلم مع امراة فما بالك وهى امرأة سامرية وكانت العلاقات متوترة اليهود والسامريين إلا ان رب الكل جاء خصيصاً لاجلها فكان لابد له ان يجتاز السامرة .

لقد كانت نفسها عطشى رغم كثرة ماشربته . انها صورة صادقة لكل نفس تشرب من مياة العالم المالحة التى تزيد من يشربها ظمأً ، ولكن ها هو ينبوع المياة الحية جاء ليرويها وهو الذى وعد " من يقبل إلى فلايجوع ومن يؤمن بى فلايعطش أبداً فها هو يعلن لها " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه انا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية " ولا يزال الرب يسوع منادياً بصوت عظيم " عن عطش احد فليقبل إلى ويشرب من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه انهار ماء حى ( يو 7 : 37 ) ونختم الكتاب بأقوال المسيح " ( انا اعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً (رؤ 21 ، 6 ) وأيضاً من يعطش فليأت ومن يرد فلياخذ ماء الحياة مجاناً ( رؤ 22 : 17 ) ولقد قضى اغسطينوس فجر شبابه مستهتراً ماحناً يرتاد اماكن الاثم والفجور وكان يبحث عن السعادة والارتواء ولم يجدها لا فى الشهوة ولا فى الصداقة لا فى العلم ولا فى الفلسفة بل لم يزده هذا الا عطشاً ويأساً تعاسة وبؤساً وبينما كان فى أحدى الحدائق سمع صوت صدى يقول " افتح وأقرأ فأسرع الى الكتاب المقدس ليجد الكلمات التى جاءت به إلى المسيح " قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لنسلك بلياقة كما فى النهار لا بالفطير والسكر لا بالمضاجع والعهد لا بالخصام والحسد بل ألبسو الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لاجل الشهوات ( رو 13 ) فكانت هذه الكلمات هى المحول العظيم للرجل الذى لأرتوى بالمسيح حتى قال عبارته الشهيرة : " يؤلمنى اننى أحببتك متأخراً أيها الجميل القديم الأيام "

ونلاحظ أن المسيح عالج السامرية أيضاً بحكمة فرغم علمه بماضيها ولم يجرح بل أظهر انة محتاج إليها " اعطنى لأشرب " ثم امتدح اعترافها " ليس لى زوج " فقال لها " حسناً قلت لانه كان لك خمسة ازواج والذى لك الآن ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق " وهكذا كشف حالتها بعد ان كسب ثقتها لهذا إعترفت هى به قائلة " ياسيد أرى انك نبى " ثم سالته عن السجد وهكذا أظهرت توبتها التى تجلت فى اعترافها بحالتها ثم فى شهادتها لاهل مدينتها " هلمو انظروا انساناً قال لى كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح " لقد ارتوت منه فأرادت ألاتحرم العطاش من ينابيع خلاصه وأصبحت سفيره عن المسيح وبواسطة كلماتها ربحت المدينة باكملها للمسيح الذين بدورهم قالو لها : " لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لاننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم " ليتك عزيزى وقد ايقنت ان كل من يشرب من مياة العالم يعطش أكثر – أين تاتى لمن يروى ظماك وليتك وقد اختبرت ان كل ما تحت الشمس باطل وقبض الريح ان تاتى لمن هو فوق جميع السموات لتنال معه وبه الميراث الذى لا يفنى ولا يدنس ولا يضمحل ، ثم نقدمه للآخرين قائلاً " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب منشداً شهادتتى أذيع بين الجموع ليعرف الجميع منى يسوع
 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:36 PM   رقم المشاركة : ( 36988 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع يلتقي بإمرأة مكسورة مُحطَّمة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جاء يسوع إلى العالم كي يُدخلنا جميعًا في شَرِكَةٍ مع الله. ويُعطينا حياة جديدةً. لم يبدأ يسوع رسالته بذهابه أوّلًا إلى الأغنياء و لا حتّى إلى فقراء إسرائيل. مضى إلى السّامريّين، والتقى امرأة كانت قد عاشت انفعالات عاطفيّة عديدة، امرأة تنتسب إلى مجموعة معتبرة من اليهود، كهرطوقيّة. كان السّامريّون حزبًا دينيًا منشقـًّا عن اليهوديّة التقليديّة. كانوا يعبدون الله على جبل جريزيم في السَّامرة وكانوا يرفضون الاعتراف بهيكل أورشليم كالمكان المقدّس حيث يسكن الله. كانوا يعترفون بكلمة الله في الخمسة الكتب الأولى من الكتاب المقدّس، التوراة و"بونتاتوك". لكنّهم لم يكونوا يعترفون لا بالأنبياء ولا بالكتب المقدّسة الأخرى مع أنّهم هم أيضًا أبناء إبراهيم. كان لديهم كثير من الشّكّ والبغض بينهم وبين اليهود. في أحد الأيّام، أراد أحد الفرّيسيّين أن يُهين يسوع ويبيّن أنّه مارق عن الإيمان صرخ في وجهه: أنتَ سامريّ وفيك شيطان (يو 8: 48). ليس من السّهل الانتماء إلى مجموعة أقليّة محتقرة ولا سلطة بيدها. إنّ الشّعور بأنّك محتقر وبأنّك معتبر لا معنى لكَ يمكنه أن يُثير شكلًا من الغضب أو اليأس الجماعيّ.



سوف نكتشف أنّ لهذه المرأة التي يلتقي بها يسوع قرب بئر، قصّة علاقات مفكّكة لقد عاشت مع خمسة رجال والرّجل الذي تعيش معه الآن ليس زوجها. فهي لا تنتمي فقط إلى أقلية محتقرة ولكنّها أيضًا مرفوضة من ذويها. إنّها امرأة كوّنت صورة سلبيّة عن نفسها، يسكنها شعور عميق من عقدة الذنب، وعدم الأهليّة، ومن اليقين أنّ لا أحد يمكنه إطلاقـًا أن يحبّها حقيقة. ألأنّها تشعر بكونها مرذولة يسخر منها ذووها، حتى تأتي تستقي الماء وحدها، عند الظهر والشمس في عزّ حرارتها؟ إنّ الغالبية من النساء تمضي إلى البئر باكرًا عند الصباح. لكن امرأة تشعر بأنّها مرذولة وخجولة تحاول، بدون شكّ أن تتحاشى سائر القرية. تأتي لتستقي الماء في وقت لا تخشى أن تلتقي بهنّ.



يسوع يقول ألّا تخجلي، كان تعبًا وجالسًا قرب البئر. إنّها المرّة الوحيدة في الأناجيل حيث نسمع إنّ يسوع تَعِبَ. إنّه وحده، فالتلاميذ ذهبوا إلى المدينة المجاورة ليشتروا لهم طعامًا. إنّه تَعِبٌ من السّير الطويل تحت شمس اليهوديّة إنّه ربّما تَعِبٌ أيضًا من حياته مع هؤلاء الرّجال الذين يبدون أنّهم لا يفهمونه ويتخاصمون في ما بينهم.



تدنو المرأة السّامرية لتستقي الماء ويتوجّه يسوع إليها ويطلب منها قائلًا "أعطيني لأشرب" (آية 7) إنّه عطشان ويستعطي الماء وهي متعجّبة ومزعوجةٌ. اليهوديّ لا يتكلّم أبدًا مع السّامري، يهوديّ شاب لا يتكلّم أبدًا مع امرأة وحدها! من خلال لهجته ولباسه يبدو يسوع بوضوح يهوديًا من الجليل. يتصرّف بطريقة مفاجئة خلافًا لكلّ الاصطلاحات الثقافية. إنّه يهدم الجدار الذي يفصل اليهود عن السّامريِّين إنّه عطشان إلى وِحْدَةٍ بين أبناء إبراهيم، إنّه عطشان ليجمعهم.



"كيف وأنت يهوديّ تطلب منّي أن تشرب وأنا امرأة سامريّة؟" (9) أجابت بحميّةٍ فاليهود عمليًا، يشير الإنجيليّ، ليس لهم علاقة مع السامريّين.


 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:37 PM   رقم المشاركة : ( 36989 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف الاقتراب من الذين حياتهم محطّمة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أراها مؤثّرة جدًا الطريقة التي يَدخُل بها في علاقة مع هذه المرأة السّريعة العطب والمحطّمة. فهو يعلم كم عندها صورةٌ سلبيّة عن نفسها فهو لا يحكم عليها، ولا يلعنها. ولا يبدو متعجرفًا، ولا ينصحها أخلاقيًا. يدنو منها كمتسوّلٍ تعبٍ، عطشانٍ. طالبًا منها شيئًا لنفسه. يدخل في حوار ويبدأ بعلاقة معها. وهي التي لا ثقة عندها بقيمتها الشخصيّة هوذا يسوع يعطيها الثقة وبعمله هذا، يرفعها ويُعيدُ إليها كرامتها. يُبيٍّن لنا يسوع كيف نذهب إلى المجروحين والمحطّمين، ليس كواحد أرفع منهم، من علُ، ولكن بتواضعٍ "من أسفل" كمتسوّل. هؤلاء الناس الذين حتى الآن يخجلون من ذواتهم، لا يحتاجون إلى من يعمّق فيهم خجلهم، ولكن لِمَن يُعيد إليهم الأمل ويجعلهم يكتشفون كونهم وحيدين في العالم، وذوي ثمنٍ، وهامّين. عندما نقبلهم ونحبّهم بهذه الطريقة نكون نساعدهم على أن يسترجعوا الحياة. نحن غالبًا شهود على ذلك في الجماعات، جماعات السّفينة رجالًا ونساءً فقدوا كلّ ثقة وكلّ احترام لذواتهم بسبب إعاقتهم. فلكي يكبروا ويبرأوا، هم بحاجة لمن يقدّرهم خَيْر قدرهم ويُثبّتهم ويُحبّهم كما هم، في سرعة عطبهم وسقطاتهم.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 09:38 PM   رقم المشاركة : ( 36990 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقاءات قرب البئر لقاءات حبّ




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يلتقي يسوع بهذه المرأة قرب البئر. في الكتاب المقدّس، اللقاءات قرب البئر لها معنى رمزيّ. فقرب البئر، خادم إبراهيم الذي جاء يفتّش عن (امرأة) زوجةُ لاسحق، الابن الحبيب لسيّده، التقى برفقا. بوصوله إلى قرب البئر، صلّى وقال:

("يا ربّ، يا إله سيّدي ابراهيم، ها أنا واقف على عين الماء. وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماءً). فليكن أنّ الفتاة التي أقول لها: أميلي جرّتك لأشرب، فتقول إشرب وأنا أسقي جمالك أيضًا تكون هي التي عيّنتها لعبدك اسحق" (تك 24: 14 ـ 15).



يعقوب هو أيضًا التقى براحيل امرأته العتيدة قرب بئر (تك 29).

كذلك موسى التقى بصفّورة، زوجته العتيدة قرب بئر (خر 2: 12 ـ 20)

لقاء يسوع مع هذه المرأة السّامريّة قرب بئر هو لقاء حبّ. يسوع العريس الإلهيّ جاء كي يكشف حبّه لجميع الذي يبحثون على أن يستقوا من بئر الحبّ.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025