منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 04 - 2021, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 36901 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع عطاء الله (يوحنا 4: 10)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظل يسوع يتكلم مع المرأة السامرية بكلام ضمني وغامض حتى دخل شيئا فشيئا في قلبها، فأظهر لها نعمة الله " لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً)). (يوحنا 4: 10). ان الأنبياء مثل عاموس (8: 11) وأشعيا (55: 1) وباروك (3: 12) وكتب الحكمة (الامثال 13: 14، ابن سيراخ 15: 1-3) كلهم رمزوا بنبع الماء الحي الى كلمة الله، والى الشريعة والى الحكمة. فالماء الحي الذي يَعد به يسوع، يرمز الى وحي الله الى البشر في كلمته وفي شخصه بالذات. هذا هو عطاء الله. فهذا الماء يُصبح لمن يشربه، أي لمن يؤمن بالمسيح وبكلامه، نبع حياة لا ينضب، بفضل عمل الروح القدس الذي " سيتلقاه المؤمنون به "مَن آمنَ بي فَلْيَشَربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ" وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه" (يوحنا 7: 37-39).



وهكذا انقلب الوضع: فالمرأة هي التي تسأل الآن، وتطلب من يسوع ليسقيها. اعترفت انه الرب القادر على إرواء عطش نفسها (يوحنا 4: 15). ويسوع لا يعطي ماء الحي الاّ لمن يهتدي ويؤمن به. ونستنتج مما سبق ان عطية الله هي يسوع المسيح الذي بذله الله الآب للبشر " لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة (يوحنا 3: 16). فالمسيح والماء الذي يرمز الى الروح القدس هما حقيقة واحدة لا يمكن ان تكون منفصلة عن بعضها البعض لأن يسوع لا بد أن يموت عن خطايا الانسان حتى يمنح الروح القدس وبذلك نسترد سلطان البنوة والشركة مع الله. واستعمل يسوع موضوع الماء (يوحنا 4: 7-26) للانتقال من عطش على مستوى الجسد الى الحياة الابدية والعبادة في الروح القدس.

 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 36902 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع أعظم من أبينا يعقوب (يوحنا 4: 12)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


على إثر سؤال السامرية الساخر " هل أَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا يعقوبَ الَّذي أَعْطانا البِئْرَ، وشرِبَ مِنها هو وبَنوهُ وماشِيَتُه؟ (يوحنا 4: 12)، اغتنم يسوع هذا التحدي وكشف لها انه أعظم من يعقوب. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " لم يجبْها يسوع: "نعم، أنا أعظم من يعقوب"، لكنه بلغ هذا الهدف في إيضاح طبيعة الأمور، ومدى الفرق الشاسع والاختلاف الكامل بينه وبين يعقوب من خلال عطائهما"؛ كشف يسوع عن مفاعيل الماء الذي يعطيه: انه ليس كالماء الذي ينبجس من عمق بئر يعقوب، اذ ان هذا الماء لا يروي الظمأ الا موقتاً، أمَّا الماء الذي يَعد به يسوع، فيروي الظمأ الى الابد. ويصبح عين ماء يتفجر حياة ابدية فيمَن يشرب منه.



وبعد أن أوضحت تقديرها ليعقوب، شاهدت من هو أعظم منه وذلك بقولها ليسوع " يا ربّ، أَعطِني هذا الماء، لِكَي لا أَعطَشَ فأَعودَ إِلى الاستِقاءِ مِن هُنا (يوحنا 4: 15). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "هنا تفضله عن يعقوب. لأن لسان حالها يقول: "لن أحتاج إلى هذه البئر ما دمت أنال منك هذا الماء... ، وبهذا لم تعقبها أفكارها السابقة ولا كانت مجادلة متمردة".



ونستنتج مما سبق ان يسوع أوضح لها أنه لا وجه للمقارنة بين ماء يروي الجسد إلى حين، وماء يسند النفس ويرويها أبديًا، الماء الذي يقدِّمه الرب لها هو عطية إلهية "أنا أعطية"، لذا يهب فرحًا إلهيًا كما يتنبأ أشعيا "تستَقونَ المِياهَ مِن يَنابيعَ الخَلاصِ مُبتَهِجين" (أشعيا 12: 3)، ويهب حياة أبدية كما يصرّح المسيح " مَن يُقبِلْ إِليَّ فَلَن يَجوع ومَن يُؤمِنْ بي فلَن يَعطَشَ أبَداً" (يوحنا 6: 35)، وهو ماء داخلي في النفس يحوّل الأعماق إلى ينبوع فياض، " ومَن آمنَ بي فَلْيَشَربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ " (يوحنا 7: 38). وقد أشتهى الأنبياء هذه المياه الحية، كم صرّح أشعيا " أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا إِلى المِياه" (أشعيا 55: 1). وقد قيل في سفر الرؤيا: " لَن يَجوعوا ولَن يَعطَشوا ولَن تَلفَحَهمُ الشَّمسُ ولا الحَرّ، لأَنَّ الحَمَلَ الَّذي في وَسَطِ العَرشِ سيَرْعاهم وسيَهْديهم إِلى يَنابيع ِماءِ الحَياة " (رؤيا 7: 16).

 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 36903 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع نبي (يوحنا 4: 19)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كشف يسوع عن حياة المرأة السامرية الشخصية بانها اتخذت خمسة أزواج والذي يصحبها اليوم ليس بزوجها (يوحنا 4: 16-18)، فأيقظ فيها احساسا بالذنب الشخصي، فاستسلمت الى الاعتراف بيسوع وانحنت امام رجل الله مُعترفة انه نبي قائلة ِ: ((يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ. (يوحنا 4: 19)؛ اعترفت به انه نبي يعرف ما في القلب وما فيه من عطش الى حب حقيقي والى ماء الحياة.

 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 36904 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع هو المسيح (يوحنا 4: 25)





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يصف صاحب المزامير عطش الانسان لله مثل العطش الى الماء "كما يشْتاقُ الأيَلُ إِلى مَجاري المِياه كذلِكَ تَشْتاقُ نَفْسي إِلَيكَ يا أَلله" (مزمور 42: 2) وقد دُعي الله " يَنْبوعَ الحَياةِ" (مزمور 36: 9) او "يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة"(ارميا 17: 13) وبقوله إنه معطي الماء الحي التي يروي الى الابد عطش الانسان لله، أعلن يسوع انه المسيح، فليس سواه يقدر ان يعطي العطية المجانية التي تُشبع حاجة النفس.



وفي حوار المرأة السامرية مع يسوع نزل عليها هذا الكشف انه المسيح فصرّحت: " إِنِّي أَعلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وهو الَّذي يُقالُ لَه المسيح، وإِذا أَتى، أَخبَرَنا بِكُلِّ شَيء" (يوحنا 4: 25). اتى كلامها في حينه كأنه ثمرة يانعة. تتكلم السامرية عن المسيح الآتي فيكشف يسوع ذاته قائلا "أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يوحنا 4: 26). وبهذا الكلام بلغت قمة الإعلان الإلهي بفم المخلص نفسه، وعلى إثر ذلك "تَركَتِ المَرأَةُ جَرَّتَها، التي لم تعد بحاجة اليها وذَهبَت إِلى المَدينة (يوحنا 4: 28)، وقد تحوّلت من امرأة خاطئة الى مبشّرة بالمسيح "هَلُمُّوا فَانْظُروا رَجُلاً قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ. أَتُراهُ المَسيح؟" (يوحنا 4: 29)، وكشفت سر يسوع (يوحنا 4: 27-30) فأكد يسوع ذلك "أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يوحنا 4: 26).



ولم يتردد يسوع ان يعلن أنه المسيح في عالم السامرة، لان لا خوف من النظرة السياسية التي ترتبط بهذا اللقب في اليهودية. لم يقرْ يسوع يوماً لنفسه بلقب المسيح، ما عدا مرة واحدة هنا في حواره مع المرأة السامرية حيث صرّح علانياً أنه المسيح المنتظر، ملك؛ لان السامريون كانوا ينتظرون مسيحا بمثابة ملك نبوي مثل موسى، وبالتالي لم يكونوا يتنظرون مسيحا سياسيا بل قائدا روحيا، ولذا كشف يسوع عن هويته الملوكية المسيحانية للمرأة السامرية، يقيناً منه أنها ستفهم نوعا ما معنى مُلك يسوع المسيحاني.


 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 36905 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحوار مع السامريين: يسوع مخلص العالم:

(يوحنا 4: 26-42)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لمَّا تكلم يسوع مع المرأة السامرية أتمَّ رسالته التي من أجلها ارسله الآب الى العالم، وأعطى يسوع أخيرا جوابا كاملا أنه مخلص العالم. وهذا الامر دفع المرأة للتبشير بيسوع وجذب الناس إليه والاعتراف به انه هو مخلص العالم. وقبِل يسوع الضيافة لدى السامريين لمدة يومين، فكسب قلوب السامريين، ولما اخذوا بكلامه، استخلصوا النتيجة من الحدث، وبدأوا يُعلنونها جماعيا "وقالوا لِلمَرأَة: ((لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ، فقَد سَمِعناهُ نَحنُ وعَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقاً)). (يوحنا 4: 42).



لم تصل الرواية الى ذروتها عن طريق شهادة المرأة السامرية (يوحنا 4: 39)، إنما أيضاً عن طريق لقاء السامريين مع شخص يسوع وكلمته. فالإيمان لا يأتي عن اختبار الاخرين، فحسب بل انه ثقة تسند الى كلمة يسوع. فاعترف السامريون انه "مخلص العالم" (42).



ورؤية السامريين للسيد المسيح وسماعهم له ثبَّت إيمانهم الذي تسلموه من المرأة، وانجذب كثيرون معهم في ذات الإيمان، كما تعرفوا عليه أنه ليس مخلص اليهود ولا السامريون فحسب، بل هو بالحقيقة مخلص العالم الذي قال عنه أشعيا النبي: " كَشَفَ الرَّبُّ عن ذراعِ قُدسِه على عُيونِ جَميعِ اَلأُمَم فتَرى كُلُّ أَطْرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا" (أشعيا 52: 10). ويُعلق يوحنا الذهبي الفم " إنه المخلص الحقيقي الذي يَهب الخلاص الحقيقي الأبدي وليس الزمني".



واخيراً رأى يسوع في رؤية نبوية تلاميذه يحصدون حقولا شاسعة التي سبقهم في العمل فيها الأنبياء وخاصة المسيح نفسه كي يدركوا وحدة العمل الإلهي وتعب الذين سبقوهم، وبِذلِكَ يَصدُقُ المَثَلُ القائل: الواحِدُ يَزرَعُ والآخَرُ يَحصُد." إِنِّي أَرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه. فغَيرُكُم تَعِبوا وأَنتُم دَخلْتُم ما تَعِبوا فيه" (يوحنا 4: 37-38).

 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 36906 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العبادة الحقيقية بالروح والحق


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تقتضي الشريعة ان العبادة لله وحده (تكوين 23: 7) وتحظّر بشدة أي وضع من أوضاع العبادة لأي كائن يمكن اعتباره منافسا لله كالأصنام (تثنية الاشتراع 4: 19). او الآلهة الغريبة (خروج 34: 14). وقد أكد يسوع على ذلك بإجابته لإبليس المُجرب " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وايَّاهُ وَحدَه تَعبُد " (متى 4: 10).



وتعبّر العبادة عن ردود الفعل المتعددة للإنسان لقُربه من الله، وهي مزيج من وعيه بضعفه وخطيئته من ناحية، ومن احترام مُشبع بالرهبة (مزمور 5: 8)، وبعرفان الجميل (التكوين 24: 48) وبالتسبيح يغمر كيان الانسان كله (مزمور 96: 1-6) من ناحية أخرى. وبما أن رد فعل الانسان يغمر كيان الانسان كله، فلا بد من اشتراك الجسد في التعبير عن إيمانه بسلطان الله على خليقته وولائه. ولكن الانسان الخاطئ يحاول ان يقتصر على المظاهر الخارجية، لذلك فان العبادة الوحيدة التي ترضى الله هي التي تصدر من القلب.



والجديد الذي جاء به السيد المسيح في العبادة في حواره مع السامرية، هو العبادة بالروح والحق. بما ان في "الله روح"، انه يحوّل العبادة ويسمو بها الى كمالها. فيستطيع كل مولود من الروح (يوحنا 3: 8) ان يعبد بالروح والحق" (يوحنا 4: 24). والعبادة بالروح لا تعني الاقتصار على عبادة داخلية دون علامات خارجية، انما تنطلق من تكريس الكيان كله من روح ونفس وجسد كما صرّح بولس الرسول "قَدَّسَكم إِلهُ السَّلامِ نَفْسُه تَقديسًا تامًّا وحَفِظَكم سالِمينَ رُوحًا ونَفْسًا وجَسَدًا" (1 تسالونيقي 5: 23).



وصل الحوار بين يسوع والمرأة السامرية الى ذروته بالتكلم عن العبادة بالروح والحق (يوحنا 4:19-26): فالعبادة غير مرتبطة بمكان وزمان. وإذ نادى يسوع بسمو الايمان اليهودي (22) بمقارنته بالإيمان السامري الا ان العبادة الحقيقية شخصية وروحية تُقدَّم الى الله عن طريق الروح القدس. هذا الروح يُعرّفنا بالله كأب فنعبده، إذ يصلي فينا ومن أجلنا " إِنَّ الرُّوحَ أَيضاً يَأتي لِنَجدَةِ ضُعْفِنا لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجب، ولكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف "(رومة 8: 26) ويعلمنا أقوال المسيح "الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم " (يوحنا 14: 26). وهكذا العبادة في المسيحية لا ترتبط بمكان ولا زمان ولا أجناس، بل الكل يسجدون للآب، من خلال إيمانهم بابنه المسيح، وقوة الروح القدس الذي يحل فيهم ليقودهم في العبادة الروحية.



وتتم العبادة الحقيقية بالروح في داخل الانسان حيث يسكن الله كما جاء في تعليم بولس الرسول "أَوَ ما تَعلَمونَ أَنَّ أَجسادَكُم هي هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُس، وهو فيكُم قد نِلتُمُوه مِنَ الله، وأَنَّكُم لَستُم لأَنفُسِكُم؟ (1 قورنتس 6: 19)، وهي العبادة الوحيدة التي ترضي الآب (متى 3: 17) وفيها العابدون الحقيقيون يرفعون أصواتهم "أبا أيها الآب" (غلاطية 4: 4-9). وأمَّا في السماء لن يكون هناك هيكل وإنما يكون الله والحمل (رؤيا 21: 22) وتستمر العبادة ليلا نهارا (رؤية 4: 8) لتقديم الكرامة والمجد لذاك الذي يحيا الى الابد (الرؤية 4: 10).



والعبادة الجديدة التي يعلنها يسوع ليست عبادة باطنية بحثه وفردية بدون طقوس وبدون هيكل وبدون ابعاد اجتماعية، إنما نعني روحية أي إنها من صنع روح الله، وليس من صنع الخليقة الجسدية. فمن قلب الانسان المُتجدد بالماء والروح (يوحنا 3: 5) تصعد الصلاة البنويَّة " يا ابتاه (رومة 8: 15) التي وحدها ترضي الله لان بها وحدها يعرف الله روحه. فهذه الديانة هي "في الحق" لأنها مبنية على وحي الآب عن ذاته وعن حبِّه في ابنه الذي هو الحق " (يوحنا 14: 6).
 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 36907 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مكان العبادة الحقيقية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لما رأت المرأة السامرية في يسوع انه نبي، رجل الله، سألته ان يحل المشكلة القائمة بين اليهود والسامريين:
"تَعَبَّدَ آباؤُنا في هذا الجَبَل، وأَنتُم تَقولونَ إِنَّ المَكانَ الَّذي فيه يَجِبُ التَّعَبُّد هو في أُورَشَليم" (يوحنا 4: 20). فالسامريون يعتبرون جبل جرزيم هو المكان الذي قدّم فيه إبراهيم محرقته (التكوين 22: 2) "في ارض مورة بالقرب من شكيم كما جاء في التوراة (تكوين 12: 6)، ليس في ارض مورية (التكوين 22: 2) وفيه التقى إبراهيم بالكاهن الأعظم مَلْكيصادَق. وكان يعقوب قد اقام فيه مذبحا (التكوين 33: 20)، وفيه تمَّت أول تقدمة عبرانية في الأرض المقدسة بحسب اعتقاد السامريين وليس على جبل عيبال (تثنية الاشتراع ع 27: 4)، وكان يعتبر جبل البركات (تثنية الاشتراع 27: 11-14) ألم يكن هذا المكان المقدس هو المكان الذي اختاره الرب ليُعبد فيه؟ (تثنية الاشتراع 12: 5-12).



العبادة لا ترتبط بمكان، هي مرتبطة بشخص، وهذا الشخص حاضر في كل مكان ويرافق الساجدين له بالروح والحق. " قالَ لَها يسوع: "صَدِّقيني أَيَّتُها المَرأَة تَأتي ساعةٌ فيها تَعبُدونَ الآب لا في هذا الجَبَل ولا في أُورَشَليم (يوحنا 4: 21). ولَّى زمن العبادة على الجبل مهما كان مقدساً، وبطل الخلاف المعابد: اورشليم او جرزيم. ان يسوع هو فوق هذا الصراع، وقد جمع اليهود والسامريين بدون تمييز، إذ أعلن "تَأتي ساعةٌ -وقد حَضَرتِ الآن -فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ فمِثْلَ أُولِئكَ العِبادِ يُريدُ الآب" (يوحنا 4: 23). لقد أتت ساعة البشارة بالعهد الجديد، فبصلب المسيح لم يعد هناك داعٍ للذبائح. وبالتالي أصبح واجبًا إلغاء الهيكل اليهودي والسامري. وصارت العبادة والسجود لأب الجميع. وعوض التنافر بين اليهود والسامريين ستصبح هناك عبادة واحدة، لواحد فقط هو الآب. وما يهم الله، ليس المكان، إنما طبيعة العبادة " إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ"(يوحنا 4: 24). الله يعبد في كل مكان تنبأ عنه الأنبياء " لِأَنَّه مِن مَشرِقِ الشَّمسِ إِلى مَغرِبِها آسْمي عَظيمٌ في الأُمَم، وفي كُلِّ مَكانٍ تُحرَقُ وتُقَرَّبُ لِآسْمي تَقدِمَةٌ طاهرَة، لِأَنَّ آسْمي عَظيمٌ في الأُمَم، قالَ رَبُّ القُوَّات" (ملاخي 11:1).



ولم يأت يسوع الى السامرة ليبيّن للناس ضلالهم الديني، بل جاء بدافع الحب يبحث عن الانسان لجذبه الى العبادة الحقَّة. موضوع العبادة له قيمته الكبيرة في الحوار بين الأديان. والحوار جرى حول مكان العبادة. فاليهود يجب ان يقدموا الذبائح في هيكل اورشليم، أمَّا السامريون فمكان تقديم الذبائح والعبادة هو جبل جرزيم. أمَّا يسوع فيكشف ان العبادة الحقة لا تتعلق بمكان خاص، كما يصرِّح " العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ "(يوحنا 4: 23) فيفتح آفاق العبادة والخلاص أمام كل البشر وفي كل مكان، لا تتعلق العبادة بشعب معيّن ولا بمكان معيّن. اظهر يسوع عمليا شمولية العبادة "في الروح والحق" التي جاء يؤسسها ولأجل ذلك أعلنها عند السامريين خارج حدود الديانة اليهودية.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 36908 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرغبة العميقة الّتي تقيم فينا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخلاصة


في هذا انجيل يُتاح لنا اكتشاف الرغبة العميقة الّتي تقيم فينا. والمكان الّذي يحدث هذا فيه هو سيخارة، وهي قرية في السامرة يتوقف فيها يسوع، وهو قادم من اليهودية في طريقه إلى الجليل.



تقبَّلت السامرة الكلمة بالإيمان لا بالمعجزات من خلال المرأة السامرية التي يروي لنا الإنجيلي قصة لقائها مع السيد المسيح، ينبوع الحياة. يلتقي بها المسيح، وهي سامرية، يكسر الرب يسوع حاجز البغض الذي تعالى بين اليهود والسامريين لأن حواجز البشر لا تمنع الله من سكب نعمه على مَن يشاء. ويحاور المرأة السامرية بكل صبر عظيم على تغيير قلبها لتؤمن به. انتقل معها تدريجيا من طلب معروف لها الى جذبها الى الماء الحي ثم أيقظ ضميرها بكلام عن سيرتها الماضية ثم روحية العبادة ثم اوصلها الى الإعلان انه هو المسيح المنتظر ليخرج بها من خصوصياتها المشينة إلى العمل التبشيري، فتجتذب مدينة بأسرها في لحظات قليلة وتقودهم إلى مخلص العالم.



قصة المرأة السامرية هي قصة رجال بحثوا بإخلاص عن الربّ مثل بولس الرسول وأوغسطينوس وشارل دي فوكو واكتشفوا السيّد المسيح من خلال شكوك واعتراضات فوجده انسانا أعظم من يعقوب ونبياً ومسيحا ومخلصا لهم للعالم.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 36909 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الانجيل قداس الاحد الرابع من الصوم الكبير (السامرية)



 
قديم 03 - 04 - 2021, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 36910 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحان الصوم الكبير القطعة الرابعة من العشية السامرية



 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025