03 - 04 - 2021, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 36861 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وفيها بِئرُ يَعقوب. وكانَ يسوعُ قد تَعِبَ مِنَ المَسير، فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر. وكانَتِ الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر. تشير عبارة "بِئرُ" في الأصل اليوناني “د€خ·خ³ل½µ الى عين ماء تنبع في قعر بئر عميق. وفي هذا إشارة للمسيح ينبوع الحياة كما ورد في رؤيا يوحنا " إِنِّي سأُعْطي العَطْشانَ مِن يَنْبوعِ ماءِ الحَياةِ مَجَّانًا " (رؤيا 21: 6). امَّا عبارة "بِئرُ يَعقوب" فتشير الى بئر في قطعة الأرض التي ابتاعها يعقوب ونصب فيها خيمته " وَصَلَ يَعْقوبُ سالِمًا إِلى مَدينةِ شَكيمَ الَّتي بأَرضِ كَنْعان، حينَ عادَ مِن فدَّانَ أَرام، فخيَّمِ قُبالَةَ المَدينة. واَشْتَرى قِطعَةَ الحَقْلِ الَّتي نَصَبَ فيها خَيمَتَه مِن بَني حَمورَ أَبي شَكيم بِمِئَةِ قَسيطة. وأَقامَ هُناكَ مَذبَحًا ودَعاه بِاَسمِ إيل، إِلهِ إِسْرائيل" (التكوين 18-20). (التكوين 33: 19) وهي تقع حاليا في قبو كنيسة قائمة حتى اليوم كانت برعاية رهبان أرثوذوكس من روسيا الذين باشروا بناءها فوق البئر، لكن أتت الثورة الشيوعية عام 1917، ولم يتمَّ بناؤها، بل بقيت جدرانا واقفة بلا سقف، إلى سنة 1999 حيث كمَّل بناءها بمساحته 28 م2 الاب يوستينوس من كهنة الروم الأرثوذوكس. والبئر على بُعد 76 متراً من تل بلاطة (شكيم) في الجزء الشرقي من مدينة نابلس على مصب الوادي الشرقي-الغربي، بالقرب من سيخارَة القديمة (قرية عسكر) في سفح جبل جرزيم. ولم يذكر هذه البئر في الكتاب المقدس الاّ في هذه الآية من إنجيل يوحنا؛ وهذه البئر هي اليوم واحدة من أكبر الشهادات على مرور المسيح في نابلس. امَّا عبارة " فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر " في الأصل اليوناني ل¼گخ؛خ±خ¸ل½³خ¶خµد„خ؟ خ؟ل½•د„د‰د‚ ل¼گد€ل½¶ د„ل؟‡ د€خ·خ³ل؟‡ (معناها جلس هكذا على البئر) فتشير الى الحال التي كان عليها وهو تعبٌ مُبيِّنا سبب جلوسه. وماذا يعنى هكذا"؟ يعلق القديس يوحنا فم الذهبي " ليس على عرش ولا على وسادة، ولكن ببساطة على الأرض، على حجارة ملقاة بجوار البئر". لأنه ليس مؤكداً ان يكون للآبار حافة بل كانت فوهتها بمستوى الارض، ويُردّ عليها حجر كما ورد في سفر التكوين "وكانَ، إِذا جُمِعَتِ القُطْعان، يُدَحرَجُ الحَجَرُ عن فَمِ البِئر، فتُسْقى الغَنَم، ثُمَّ يُرَدُّ الحَجَرُ على فَمِ البِئرِ إِلى مَوضِعِه" (التكوين 29: 3)، وهذا هو حال الآبار القديمة اليوم في فلسطين؛ ما عبارة أمَّا عبارة "تَعِبَ مِنَ المَسير" فتشير الى يسوع الذي كإنسان حقيقي خضع للضعف الجسدي، وكان شبيه بنا في كل شيء كما جاء في الرسالة الى العبرانيين " لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (العبرانيين 4: 15)، ويُعلق القديس أوغسطينوس "كان يسوع ضعيفًا في الجسد، لكيلا تصير أنت ضعيفًا، بل في ضعفه تصير قويًا، لأن " الضُّعْفَ مِنَ اللّه أَوفَرُ قُوَّةً مِنَ النَّاس " (1قورنتس 1: 25). أمَّا عبارة " الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر" في الأصل اليوناني ل½¥دپخ± ل¼¦خ½ ل½،د‚ ل¼•خ؛د„خ· (معناها الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهودي آنذاك) فتشير الى الساعة الثانية عشرة ظهراً في توقيتنا الحالي . وهذا الوقت غير ملائم لاستقاء الماء، فالوقت الطبيعي هو عند الصباح أو المساء حيث الشمس هادئة، والحاجة للماء في الاغتسال وإعداد الطعام. ووقت الظهر هي ساعة الحر التي فيها احتاج يسوع الى ماء ليشرب وسوف يحتاج الى ذلك الماء على الصليب، فيقول " أَنا عَطْشان" (يوحنا 19: 28). |
||||
03 - 04 - 2021, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 36862 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فجاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ تَستَقي. فقالَ لَها يسوع: اسْقيني. تشير عبارة "فجاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ تَستَقي" الى عمل من شأن المرأة في الشرق. لكن ساعة مجيء المرأة غير مألوفة. وكانت النساء يخرجن للاستسقاء من الآبار وجلب المياه مرتين يوميا صباحا ومساء. وقد جاءت هذه المرأة الى البئر ظهراً، ربما لتتجنَّب لقاء الناس، بسبب سمعتها السيئة، فجاءت بمفردها مما يدلُّ أيضا على انها كانت فقيرة وإلاّ أرسلت خادماتها ليستقن لها. وهذه المرأة هي إلى حد ما رمز لبشرية تائهة، ومتعبة من الركض وراء أشكال من الحب لا تروي العطش. واما القديس اوغسطينوس فيعلق " هذه المرأة صورة الكنيسة، لان الكنيسة سوف تأتي من الأمم الغريبة عن اليهود" (CCL 36, 154). ويذكر التقليد الأرثوذكسي ان اسم المرأة "فوتيني". أمَّا عبارة "فقالَ لَها يسوع: اِسْقيني" فتشير الى عطش يسوع من التعب في المشي واتخذ يسوع طلب الماء وسيلة الى بدء يسوع الحديث مع المرأة. ومن المعلوم أنك إذا سالت واحدا معروفا جعلته راضيا عنك، لان سؤالك هو دليل على اعترافك له بالفضل إذ يملك ما لا تملكه أنتَ. ويثير الاستغراب رؤية يسوع، معلم الشريعة يتحدث مع امرأة علنًا، إذ هو امر غير مُستحب في العالم اليهودي، بل الشرقي والأكثر استغراباً انَّ يهوديا يطلب جرعة ماء من سامرية. لكن يسوع تجاوز القواعد الاجتماعية (مرقس 7: 1-15)، كي يعطي هذه المرأة رسالة خاصة عن الماء الحي الذي يُروي ظمأها الروحي الى الابد دون أن يوبِّخها. ويُعلق القديس أوغسطينوس "ماذا تعني "أنا عطشان"؟ إني أتوق إلى إيمانكِ. ذاك الذي سأل أن يشرب كان في عطشٍ إلى إيمان المرأة نفسها " (CCL 36, 154). فطعام المسيح وشرابه هو اجتذاب النفوس ليُخلصها كما تنبَّأ أشعيا "يُبَرِّرُ عَبْديَ البارُّ الكَثيرين وهو يَحتَمِلُ آثامَهم " (أشعيا 53: 11)؛ يطلب يسوع خلاص النفوس وهو يعطش لا الى ماء البئر بل الى إيمان البشر وخلاصهم. وفي الواقع، لمَّا طلب يسوع من السامرية ان يشرب قال لها: "لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً" (يوحنا 4: 10). طلب يسوع ان يشرب ووعد ان يسقي حيث يتحول واهب الحياة لمتسولٍ يعطي حياة. قد يطلب منا المسيح خدمة بسيطة ليمنحنا بركة كبيرة. ومن يُقدم خدمة للمسيح، يأخذ في مقابلها مئة ضعف كما وعد الرب " ومَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع" (متى 10: 42). أن يسوع ليس إنسانا للماضي فقط ولكن بوسعنا نحن أيضا أن نقابله على طريقنا وعلى حافة بئرنا اليوم. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 36863 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وكانَ التَّلاميذُ قد مَضوا إِلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعاماً تشير عبارة " التَّلاميذُ " في الكتاب المقدس إلى كل من اتبع معلماً مثل أشعيا النبي (أشعيا 8: 16) او يوحنا المعمدان (متى 9: 14). وتستعمل لكل المؤمنين الذين قبلوا تعاليم المسيح (يوحنا 4: 1 و6: 66) وبنوع أخص من الرسل الاثني عشر (متى 5: 1). امَّا عبارة "قد مَضوا إِلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعاماً" فتشير الى بيان لعلة طلب يسوع من المرأة السامرية ان يستقي. امَّا عبارة " المدينة " فتشير هنا الى "سيخارَة" التي ورد كرها في الآية السابقة (يوحنا 4: 5)، وهي قرية " عسكر" في نابلس اليوم. وقد استغل السيد المسيح فرصة ذهاب التلاميذ إلى المدينة ليشتروا طعامًا ليدخل في حوارٍ مع المرأة السامرية، ليجْذبَها هي وأهل المدينة للخلاص. امَّا عبارة " لِيَشتَروا طَعاما" فتشير الى اليهود الربانيين الذين أجازوا من طعام السامريين الفواكه والبقول والبيض. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 36864 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقالَت له المرأَةُ السَّامِريَّة: كَيفَ تسأَلُني أَن أَسقِيَكَ وأَنتَ يَهوديٌّ وأنا امرَأَةٌ سامِريَّة؟ لِأَنَّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السامِرِيِّين. تشير عبارة "كَيفَ تسأَلُني أَن أَسقِيَكَ وأَنتَ يَهوديٌّ وأنا امرَأَةٌ سامِريَّة؟" الى استفهام للتعجب وليس للاستفسار إذ يُعبِّر عن عدم التعامل والعلاقات ن بين السامريين واليهود بسبب العداوة المعروفة بينهما. أمَّا السيد المسيح فلم ينشغل بهذه العداوة، إنما ما كان يُشغله هو أن يجذبَ النفوس لنيل خَلاصهِم. اما عبارة " وأَنتَ يَهوديٌّ" فتشير الى معرفة المرأة السامرية ان يسوع هو يهودي إما من هيئته او ملبسه المختلف عن السامريين أو من لهجة حديثه كما يُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " لعلها ظنت ذلك من ملبسه ومن لهجة كلامه"؛ أمَّا عبارة "لِأَنَّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السامِرِيِّين" فتشير الى عدم مخالطة بين اليهود والسامريين، فاليهود يعتبرون السامريين منشقِّين وغرباء وأنجاساً وقريبين من الوثنيين. لهذا لا يطلب اليهودي منهم طعاماً ولا شراباً (لوقا 10: 33)، ومقابل هذا يتحاشى السامريون اليهود. ان أعنف العداوات ما نتجت عن الاختلال الديني. وهذا ليس من شريعة الله، لان الله يريد ان يعامل الناس بعضهم بعضا كإخوة. أمَّا عبارة " السامِرِيِّين" فتشير الى الشعب المختلط بين الأشوريين الذين أستوطنوا في السامرة لدى احتلالها 722 ق.م. وبين اليهود الذين بقوا في السامرة. كما ورد في الكتاب المقدس "وأتى مَلِكُ أَشورَ بِقَوم مِن بابِلَ وكوت وعوا وحَماةَ وسَفرْوائيم، وأسكَنَهم في مُدن السَّامِرةِ مَكانٌ بَني إسْرائيل، فأحتلوا السَّامرَةَ وسَكَنوا مدُنَها" (2 ملوك 1: 24). وهذا الشعب المختلط يعتبر غير نقي في راي اليهود الذين يعيشون في مملكة يهوذا. وزادت العداوة بعد عودة اليهود من سبي بابل سنة 537ق.م. وبنائهم هيكل أورشليم، وتفاقمت العداوة عندما بنى السامريون هيكلهم الخاص على جبل جرزيم سنة 315 ق.م. والسامريون ادَّعوا التسلسل من الاسباط العشرة، دينا نقيا مستمدا من شريعة موسى. وقد أدّى هذا الامر الى معارضة شديدة بين الفريقين. فكان على اليهودي المتديّن ان يتجنّب كل صلة بهم، وكم بالأحرى ان يتجنّب طلب طعام منهم، واحتقر اليهود السامريين كما جاء في سفر سيراخ "والشَّعبُ الأَحمَقُ السَّاكِنُ في شَكيم" (يشوع بن سيراخ 50: 25-26)؛ وكانوا يتعالون عليهم. وكان اليهود إذا أرادوا أن يشتموا أحداً قالوا عنه أنه سامري وهكذا عملوا مع المسيح " أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان؟ " (يوحنا 48:8)، وبالمثل كان السامريون يكرهون اليهود. أمَّا عبارة "لا يُخالِطونَ" في الأصل اليوناني دƒد…خ³د‡دپل؟¶خ½د„خ±خ¹ (معناها لا يعاملون) فتشير الى المعاشرة. فالمرأة السامرية كانت مؤدبة في استمال الالفاظ، كما يعلق يوحنا الذهبي الفم " لأنها لم تقل إن السامريين لا يعاشرون اليهود، لكنها قالت "لأن اليهود لا يعاملون السامريين". من يقترب من المسيح، سيعرف المسيح، والمسيح سيعرفه شخصياً. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 36865 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَجابَها يسوع: لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً. تشير عبارة "لو كُنتِ تَعرِفينَ" الى حاجة المرأة السامرية الى المعرفة الصادقة، معرفة عطية الله لها، ومعرفة المُتحدِّث معها، لأنه هو العطية العظمى! هو كنز الحب الإلهي الفائق، المُروي للنفس العطْشى. قد نفكر في بعض الأحيان، مثل المرأة السامرية، أن حياتنا هي مجموع ما نعرفه فقط من الأمور اليومية، لكن هناك أمور روحية نجهلها وهي لا تزال محجوبة عنا. فعدم معرفة حقيقة المسيح من الأسباب لرفض نعمته. أمَّا عبارة "عَطاءَ الله " فتشير الى "الحياة الابدية (يوحنا 4: 14)، وإلى الروح القدس (يوحنا 7: 38-39)، الى يسوع المسيح ابن الله الحبيب " فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة (يوحنا 3: 16)، ويعلق القديس اوغسطينوس "عطية اللَّه هو الروح القدس. لكن يسوع حتى ذلك الحين كان يتحدث مع المرأة بحرصٍ، ويدخل إلى قلبها تدريجيًا "(CCL 36, 154؛ امَّا عبارة " ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ " فتشير الى ما ظنَّته المرأة السامرية بان يسوع مجرد انسان يهودي محتاج الى شربة ماء وجهلت انه عطاء الله والمُرسل منه تعالى، بل الله نفسه المتجسِّد. أمَّا عبارة "لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً" فتشير الى حاجة المرأة السامرية الى يسوع القادر ان يهب لها عطية أعظم مما طلبه منها. إن المعرفة الصادقة تدفع نحو الطلب. فالله من جانبه مستعد أن يهب ما نحن بحاجة إليه، لكنه ينتظر منَّا أن نعلن رغبتنا في الأخذ، نسأل فنأخذ عطية الماء الحي. أمَّا عبارة " ماءً " فتشير الى ما يحفظ حياة النبات والحيوان والانسان ومن هنا جاءت إلى رمزيّة الماء واستعاراته التي يحتلّها الماء في تاريخ العالم والبشريّة، وفي تاريخ الشعب المختار، وأهمها هو صورة عن السعادة والبركة. في هذا المعنى يكون فم البار ينبوع حياة (أمثال 10 :11). وكذلك العلمُ الذي يعطيه (أمثال 13 :14) والمعرفة التي يمتلكها (امثال16 :22). أمَّا عبارة " الماءً الحي " فتشير الى مياه جارية من نبع لا من الجمع. في فلسطين كانوا يحفرون آبار ماء حيّة في العبرية ב×گר (معناه بئر) بها يصلون إلى المياه السفليّة. فالماء الحي هو تعبير شائع لينابيع المياه او مياه الآبار الجارية، وهكذا يُسمّى الله ينبوع ماء حيّ (إرميا 2 :13). وماء الحي هو رمز الى البركات الروحية والخلاص كما جاء في نبوءة أشعيا "تستَقونَ المِياهَ مِن يَنابيعَ الخَلاصِ مُبتَهِجين" (أشعيا 12: 3). أمَّا في إنجيل يوحنا فالماء هو عطية الروح الذي يهب الحياة الابدية "أَمَّا الَّذي يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعطيهِ أَنا إِيَّاه فلَن يَعطَشَ أَبداً بلِ الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة (يوحنا 4: 14). والماء الذي وعد به يسوع هو الحياة الأبديّة. فمن شرب منه لن يعطش أبدًا. وهو يرمز أيضا إلى الروح القدس، ويُعلق القديس أمبروسيوس انها " مياه نعمة الروح حيّة، التي تُطهر الأجزاء الداخلية للعقل وتغسل كل خطية للنفس، وتُطهر عصيان الأخطاء الخفيَّة". المسيح يعرض ذاته دائمًا لكي نتعرف عليه فنطلبه فنجده ونسأله فيعطينا الماء الحي. الماء هو سر الحياة. والمسيح أتى ليعطينا الحياة. أظهر يسوع حكمته في مخاطبته المرأة السامرية منتقلا بها من الماء الذي يروي الجسد الى الماء الذي يروي الروح ويهب الحياة الأبدية. وقد جذب السيد المسيح هذه المرأة إلى طريق الخلاص، لا بالهجوم على العبادة في السامرة، بكونها منشقَّة، ومشوِّهة الإيمان والعبادة اليهودية، وإنما بجذب فكرها من الانشغال بالعداوة إلى الدخول إلى أعماق نفسها لتعطش إلى الماء الحي، وتُدرك حاجتها إلى المخلص المسيح. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 36866 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قالَت لَه المَرأَة: يا ربّ، لا دَلْوَ عِندَكَ، والبِئرُ عَميقة، فَمِن أَينَ لَكَ الماءُ الحَيّ؟ تشير عبارة "يا ربّ" في الأصل اليوناني خڑل½»دپخ¹خµ (معناها يا سيد) الى احترام السامرية ليسوع وتوقيره، حيث بدَّلت قولها من يهودي (يوحنا 4: 9) الى سيد. أمَّا المسيحيون فيترجمونها "يا رب". أمَّا عبارة " لا دَلْوَ عِندَكَ، والبِئرُ عَميقة " فتشير الى سؤال السامرية الى سوء الفهم بين الماء الطبيعي الذي يحتاج الى دلو وبئر وحبل، وبين ماء الحياة الذي وعدها ان يعطيها يسوع. وفي الواقع، هذه البئر من أعمق آبار فسطين إذ يبلغ عمق البئر اثنين وثلاثين متراً، حيث ان طول الحبل المستخدم في بئر يعقوب نحو 23 م. وقطرها 2.13 م ، ويظن العلماء أن عمقها كان نحو 46م وأنها قد ارتفعت بسبب سقوط الحجارة فيها. فالمرأة اخذت تضع العراقيل امام يسوع ليأتي بالماء؛ أمَّا عبارة " فَمِن أَينَ لَكَ الماءُ الحَيّ؟" فتشير الى سؤال المرأة السامرية التي توحي في تذمر بني إسرائيل على موسى لنقص الماء لهم في برية سيناء عند مَسَّا ومريبا (المحنة والخصومة) (الخروج 17: 3-7)، ولكن على عكس بني اسرائيل، فإن المرأة السامرية لم تقسِّي قلبها تحت ضغط خطيئتها وشعورها بالذنب، بل فتحت قلبها كما يترنم صاحب المزامير" أَليومَ إِذا سَمِعتُم صَوتَه فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم كما في مَريبة وكما في يَوم مَسَّة في البَرِّيَّة" (مزمور 95: 7-8)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "حالما علمت من هو يسوع استمعتْ إليه وأصغتْ، الأمر الذي لا يُقال عن اليهود، لأنهم إذ علموا ولم يسألوه شيئًا، ولا رغبوا في الانتفاع بأمرٍ ما منه، بل شتموه وطردوه". اما عبارة " الماءُ الحَيّ " فيشير الى رمز الخلاص كما يقول أشعيا “تستَقونَ المِياهَ مِن يَنابيعَ الخَلاصِ مُبتَهِجين" (أشعيا 12: 3) والى الحياة "يقول الرَّبّ. " فإِنَّ شَعْبي صَنَعَ شَرَّين: تَرَكوني أَنا يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة" (ارميا 2/13). والينابيع وعيون المياه هي مكان اللقاء والعهد لله والانسان على السواء كما جاء في التكوين " رُوحُ اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه. (التكوين 1: 2). رفع يسوع المرأة السامرية الى مستوى روحي، ساعة ارادت ان تبقى على مستوى الماء، والدلو والحبل. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 36867 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل أَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا يعقوبَ الَّذي أَعْطانا البِئْرَ، وشرِبَ مِنها هو وبَنوهُ وماشِيَتُه؟ تشير عبارة "هل أَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا يعقوبَ " الى سؤال المرأة السامرية على لسان السامريين الذين كانوا يحسبون أنفسهم أبناء يعقوب، فهم سلالة ابني يوسف: إفرئيم ومنسى بناء على تقليدهم. وكم هذا المنطلق، تشدِّد المرأة على موضوع الخلاف المذهبي وتريد أن تؤكد أنها من صلب إسرائيل، إذ هي من أبناء يعقوب أبي الآباء. وامَّا عبارة " يعقوبَ الَّذي أَعْطانا البِئْرَ " فتشير الى يعقوب الذي أعطى السامريين هذه البئر، لأنهم سكنوا الأرض التي وهبها يعقوب الى يوسف (يوحنا 4: 6). فعظمة البئر لعظمة التي حفرها وأتخذ ماءها. فهي تقارن يسوع مع يعقوب الذي اعطى نسله هذه البئر؛ ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "إن أبانا يعقوب قد أعطانا هذه البئر ولم يستعمل بئرًا غيرها، لأنه هو والمنسوبين إليه شربوا من هذه البئر، فما كانوا يشربون منها لو كانوا يمتلكون أفضل منها، فما تقدر أنت أن تعطينا أفضل من هذه البئر ومن هذا الماء "؛ أمَّا عبارة " البِئْرَ " في اللغة اليونانية د†دپل½³خ±دپ فتشير الى البئر الذي ماؤه راكد وشحيح (ارميا 2: 13)، بعكس لفظة البئر د€خ·خ³ل½µ التي وردت سابقا (يوحنا 4: 6) الذي يشير لينبوع طبيعي وماؤه جارٍ؛ فهناك لفظان في اليونانية للبئر: الأول د€خ·خ³ل½µ يشير لينبوع طبيعي ماؤه جارٍ، ويستخدمه يوحنا عندما يتكلم يسوع عن البئر. واللفظة الأخرى اليونانية للبئر د†دپل½³خ±دپ والتي تشير للبئر التي ماؤها راكد وشحيح فيستخدمه يوحنا حين تقولها السامرية. وعليه فان يوحنا الإنجيلي يقارن بين ينبوع يعطيه الله وبئر شحيح يحفره الإنسان. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 36868 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَجابَها يسوع: كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماء يَعطَشُ ثانِيَة. تشير عبارة "كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماء يَعطَشُ ثانِيَة" الى ماء بئر يعقوب الذي يستطيع ان يروي العطشان فقط الى حين، لأنه يعطش ثانية، امَّا عطية يسوع فلن يعطش ابدا مُبيِّنا انه هو أعظم من يعقوب وسائر الإباء والانبياء والرسل. |
||||
03 - 04 - 2021, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 36869 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَمَّا الَّذي يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعطيهِ أَنا إِيَّاه فلَن يَعطَشَ أَبداً بلِ الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة تشير عبارة "الَّذي يَشرَبُ" الى من يقبل المسيح قبولا تاما او يؤمن حق الإيمان به. امَّا عبارة " الماءِ الَّذي أُعطيهِ أَنا إِيَّاه " فتشير الى نعمة المسيح وخلاصه والروح القدس الذي يرسله. امَّا عبارة " فلَن يَعطَشَ أَبداً " فتشير الى الذي يحصل على كل ما يحتاج إليه من البركات الروحية ويحيا للأبد (يوحنا 6: 51). اما عبارة "عَينَ ماءٍ " فتشير الى الحياة (أشعيا 12: 3) والى الحكمة (باروك 3: 12) والى الشريعة (اشعيا44: 3) أمَّا يوحنا الا نجيلي فيلمح هنا الى عطية الروح القدس الذي يهب الحياة الابدية (يوحنا 7: 38-39)، الذي تنبأ عنه النبي يوئيل "سيَكونُ بَعدَ هذه أَنِّي أُفيضُ روحي على كُلِّ بَشَر"(يوئيل 3: 1). وارتبط حلول الروح القدس بالمعمودية لذلك قال الرسول بطرس لسامعيه في عيد العنصرة " توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس"(أعمال الرسل 2: 38). يسوع يستطيع ان يمنح عطية الحياة الأبدية التي تنبع في النفس وتروي العطش الداخلي لأنه هو كلمة الله الحية قادر على اشباع جوع وعطش نفوسنا بالروح القدس الذي يهبه لنا. اما عبارة " َتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة" الى الروح القدس الذي يشفي اشواق النفس بالاتحاد باللهوبالمصالحة وبمعرفة الحق وراحة الضمير ومغفرة الإثم وبالقداسة والسعادة والاستقاء " المِياهَ مِن يَنابيعَ الخَلاصِ "(أشعيا 12: 3). |
||||
03 - 04 - 2021, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 36870 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قالَت له المَرأَة: يا ربّ، أَعطِني هذا الماء، لِكَي لا أَعطَشَ فأَعودَ إِلى الاستِقاءِ مِن هُنا تشير عبارة "أَعطِني هذا الماء" الى طلب ناقص لأنها ظنت الماء الطبيعي يُغنيها من التعب والعناء من المجيء الى البئر. وطلبها يشبه طلب اليهود في كفرناحوم " يا رَبّ، أَعطِنا هذا الخُبزَ دائِماً أبد " (يوحنا 6: 34) أنهم يقصدوا الخبز المادي. لكن بكلمة "أعطني" شعرت السامرية انها محتاجة الى شيء يقدر يسوع ان يهبها لها. واستغل يسوع الماء الطبيعي لكي يتكلم عن الماء الحياة الذي يدل على الروح القدس ومواهبة وثماره" المَحبَةُ والفَرَحُ والسَّلام والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأَخْلاق والإِيمانُ والوَداعةُ والعَفاف" (غلاطية 5: 22-23). كثيرون لا يعرفون المسيح سوى للماديات، لا لعطاياه الروحية. أمَّا عبارة "لا أَعطَشَ فأَعودَ إِلى الاستِقاءِ مِن هُنا" فتشير الى فهْم خاطئ لرسالة المسيح، المسيح لا يُزيل التحديات، بل يُعيننا على معالجتها بمفهوم صحيح ومن منظور سليم. |
||||