منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 04 - 2021, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 36841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فضائل المرأة السامرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





***********************
+ نجد أن فضائل السامرية التى جذبت السيد المسيح والتي من أجلها ذهب إليها بنفسه لكي يخلصها عدة فضائل كما جاء ذلك في إنجيل يوحنا، اليوم .
ويذكر الإنجيل أيضا إن هذه المرأة ذات سمعة سيئة، اتخذت خمس رجال وهي الآن تعيش مع رجلٍ سادس ليس زوجها، لكن رجلاً سابعاً يظهر بحياتها فجأة، هذا الرجل هو يسوع المسيح.
+ وظهور يسوع سيغير حياتها بتلك اللحظة: سيجعلها تترك جرتها الفارغة عند البئر لتذهب إلى أهل بلدتها لتخبرهم عن يسوع الذي روى أعماقها العطشى ، بحثت عن سعادتها الأرضية لكنها لم ترتوي إلا من ينبوع الماء الحي – يسوع المسيح.

+ يسوع الذي تكلم معها بكل إحترام لمس روحها وقلبها وحررها من فراغ حياتها المرموز له هنا بالجرة الفارغة التي كانت تحملها ، يسوع الرجل السابع – والرقم سبعة ( تعني سبعة وتعني أيضا الشبع)أي يسوع هو الذي سيشبع نفسها ويروي روحها العطشى الى الله.

+يسوع في هذا الإنجيل يتحدى الشرائع والسُنن الإجتماعية اذ يجلس مع امرأة غريبة ، فقد أثار في نفسها الرغبة في التوبة وأعاد الى قلبها وعقلها حياة الإيمان والنعمة وأعطاها ماء الحياة الأبدية، فرجعت الى أهل بلدها تبشرهم بيسوع على انه المسيح – لقد أصبحت من النساء الفاضلات المبشرات بالمسيح بعدما كانت زانية.

+ فضيلة الخجل، لهذا عندما كانت تملأ الماء كانت تختار وقت لايكون فيه احد الا وهو وقت الظهيرة. اذا نرى السامرية عندها خجل وحياء في حياتها الخاصة .

+فضيلة معرفة الخطايا، اعترفت بانها سامرية

+فضيلة الاعتراف بالخطايا ، السامرية اخبرت المسيح بحقيقتها وهذه احدى الفضائل القوية.

+ فضيلة الحكمة والهدوء،هنا السيد فاحص القلوب والكلى شعر انها جوهرة بهذه الوداعة قد كسبت قلب الرب.

+ فضيلة الاصغاء لكلمات الرب ، لم تكن مستعجلة لكي ترحل بسرعة قبل ان يراها احد.

+ فضيلة الرغبة والشوق القوي للحياة مع الله

+ فضيلة الايمان القوي والرجاء، حيث اعلن لها المسيح ذاته والسامرية من ضمن الاشخاص المحدودين الذي اعلن لهم المسيح ذاته" انا الذي اكلمك هو"

+ فضيلة الصدق، اراد المسيح ان يظهر فضائلها اكثر قال لها اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى هنا ولكن قالت ان الذي عندي ليس بزوجي وكانت امينة في اعترافاتها . لذلك علينا ان نكون جمعيا اقوياء في اعترافنا بالخطأ.
هذه هي قصة "لقاء السامرية مع يسوع" يا احبائي: يسوع كعادته يغير ويجدد حياة الشخص الذي يلاقيه يعطيه حياة جديدة محررا إياه من الخطيئة والمرض ليلبسه لباس البر والقداسة .

+ ألم يعطي مخلع بيت حسدا حياة جديدة بالأسبوع الماضي؟
+ ألم يعطي المجدلية حياة جديدة بعد أن كادت تموت رجماً ؟
+ ألم يعطي من أحياهم من الأموات مثل اليعازر حياة جديدة؟

+ يسوع حي لذلك فهو يعطي الحياة. ويسوع "هو هو بالأمس واليوم والى الأبد" ، فكما كان قبل اكثرمن ألفي سنة، لا يزال اليوم يفعل نفس الشيء لا يزال يتجول … وهو اليوم يمر برعية رفع الصليب في النبعة وربما يمكنكم اللقاء به اليوم .

+بل الآن فكيف ستحاورنه؟ وهل ستتركوا جرتكم الفارغة لتمتلئوا من يسوع الذي هو ينبوع الماء الحي. …هل ستذهبون الى عند غيره..... الى المشعوزين واولاد الافاعي والشياطين مثل المدعية التي تسمى كاترين والصوفانية وعلى شاكلتهم.

+ إذهبوا الى بيتكم واختلي بنفسكم، وثقوا أن يسوع بجانبكم، دعوه يحاوركم وحاوره بكل خشوع وتوبة وصدق تماما مثلما حدث مع السامرية، دعوه يغير حياتكم كما غير حياة الملايين صلوا بحرارة الى القائم من الموت ان يمنحكم نعمة سماع صوته العذب والسير وراءه ورتلوا واهتفوا وقولوا اسقي نفسي العطشى من مياه الحسنة ايها المخلص..

+ إن المرأة السامرية هي أروع صورة للبشرية بعد السقوط في الخطية سواء كانوا أفرادا أو جماعة، في صفاتها وفي مقابلة الرب معها :

أولا: في صفاتها
****
هذه المرأة تتصف بصفات هي ذات صفات البشر مثل
أولا: هذه المرأة يملأها الخجل والشعور بالعار والخزي: وذلك بسبب الخطية والنجاسة وعدم مقدرتها على إشباع نفسها.

+ لقد جربت خمسة أزواج وعاشت مع سادس ليس زوجها وهؤلاء جميعا لم يستطع واحد منهم أن يشبعها ويرويها.

+ لذلك لازالت تبحث عن الرجل الذي تشتاق أن يملأ فراغها وفي امكانه أن يشبع قلبها.

+ هذه هي صورة البشرية في مختلف أدوارها وحضاراتها المتنوعة، حتى في هذا العالم الحاضر رغم كل ما اكتشفه واخترعه لم يجد شبعه وارتواءه بعيدا عن المسيح.

+ لا المال ولا الجمال ولا الشهوات ولا الانغماس في الملذات ولا التكنولوجيا العصرية وغيرها استطاعت أن تملأ فراغ الإنسان أو توجد له الشبع والارتواء.

+ إن جميع الاختراعات وما يسمى سبل الراحة والرفاهية لم تشبع فراغ الإنسان ولم توجد له الارتواء. لقد فشلت البشرية في إشباع وتسديد احتياجاتها بدون المسيح
 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 36842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من صفات المرأة السامرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




صفات هي ذات صفات البشر مثل
أولا: هذه المرأة يملأها الخجل والشعور بالعار والخزي: وذلك بسبب الخطية والنجاسة وعدم مقدرتها على إشباع نفسها.

+ لقد جربت خمسة أزواج وعاشت مع سادس ليس زوجها وهؤلاء جميعا لم يستطع واحد منهم أن يشبعها ويرويها.

+ لذلك لازالت تبحث عن الرجل الذي تشتاق أن يملأ فراغها وفي امكانه أن يشبع قلبها.

+ هذه هي صورة البشرية في مختلف أدوارها وحضاراتها المتنوعة، حتى في هذا العالم الحاضر رغم كل ما اكتشفه واخترعه لم يجد شبعه وارتواءه بعيدا عن المسيح.

+ لا المال ولا الجمال ولا الشهوات ولا الانغماس في الملذات ولا التكنولوجيا العصرية وغيرها استطاعت أن تملأ فراغ الإنسان أو توجد له الشبع والارتواء.

+ إن جميع الاختراعات وما يسمى سبل الراحة والرفاهية لم تشبع فراغ الإنسان ولم توجد له الارتواء. لقد فشلت البشرية في إشباع وتسديد احتياجاتها بدون المسيح
 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 36843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Woman of Samaria



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المرأة السامرية
المرأة السامرية ومن هي : من هي هذه المرأة ؟ لا نعرف اسمها وما بنا رغبة الى معرفته. فان الوحي يستر اسمها. انه ما من امرأة أخطأت، واقتربت من المسيح الا وغطّى اسمها وستر ماضيها. قل لي ما اسم المرأة الخاطئة التي جاءته في بيت سمعان الفريسي ؟ ما اسم المرأة التي أمسكها اليهود ليرجموها ؟ ما اسم السامرية ؟ على أنه وان فاتنا معرفة اسمها. نعرف أنها من مدينة سوخار. وعلى ما يظهر أنها مقتدرة القول قوية المنطق تحسن الحوار والمداورة والمواجهة . تفهم دقّة العلاقات بين اليهود والسامريين، وموطن الخلاف بينهم. قالت للمسيح " كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وأنا سامرية " يو 4 : 9 " ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر " يو 4 : 20 . هذه عبارات تدلّ على اطّلاعها الديني الواسع. الاطلاع الذي جعلها تسأل المسيح عن مكان العبادة الحقّة، أهو على جبل جرّزيم أو في أورشليم ؟ كما أنها بيّنت له أنها تنتظر المسيا " أنا أعلم أن مسيّا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء " يو 4 : 25 . وهنا لا يسع المرء الا أن يقف متأملا متألما حزينا. امرأة تعرف كل هذا، ولكن كل هذا الانتظار وتلك المعرفة ما استطاعا أن يؤثّرا ولو قليلا في حياتها. حقا ان المعرفة شيء والانتفاع منها شيء آخر. فالشياطين يؤمنون ويقشعرون.
كيف عالجها المسيح : أولا عالجها بمحبته : كان اليهودي يحتقر المرأة ويبغضها الى حد كبير. وكان عارا عليه أن يحييها في شارع أو مكان عام حتى ولو كانت أمه أو أخته أو زوجته أو ابنته. بل كان يقول أحرق الشريعة ولا تعلّمها لامرأة. كان بعض الفريسيين يضربون رؤوسهم حتى تدمى في أقرب حائط تكفيرا عن رؤية أية امرأة يتّفق أن تقع أبصارهم عليها. ولذلك لا ندهش لتعجّب التلاميذ حين رأوا المسيح يكلّم هذه المرأة. ومما زاد عجبهم انها سامريّة. وكان برنامج عنايته أن يلتقي بالسامريّة عند بئر يعقوب.
ثانيا عالجها بحكمته : مع انه كان يعلم كل ماضيها. لم يشر على الاطلاق اليه. على ان ذلك لا يعني اهماله أن يضع اصبعه على موطن الداء، ولكن بعد ان اكتسب سمعها وشعورها.
ان الشيء الكثير من الدراسات ينصبّ على أن أفضل ما يؤثّر في الانسان هو احترامك وتقديرك لشخصه. فان نفس هذه السامريّة كريمة وعزيزة في عيني المسيح.
ان السامرية لم تتعجّب فقط من ان يسوع يهودي طلب منها ليشرب، بل ايضا أنه قال انه يقدّم ماء، من يشرب منه لا يعطش الى الابد. ثم لانه كشف لها ماضيها وحاضرها كشفا دقيقا. ان القصة امامنا ترينا ان اعجابها به كان دائما في صعود. ألم تره انسانا، فنبيا، فالمسيّا، ولقد تركت جرّتها عند البئرلتنادي اهل بلدتها لرؤيته. هل نستطيع نحن نوقظ الخاطي الى مثل هذا الانتباه ؟
عندما طلبت منه الماء الحي، وضع يده برفق على نقطت ضعفها. لكنها حاولت ان تتهرّب بالقول " أرى انك نبي " يو4 : 19 . " آباؤنا سجدوا" يو 4 : 20 . وقد كان يسوع كريما، ونقلها دون ان تدري من خطيئتها الى الله بالقول " لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له "يو 4 : 23 ، لكنها حاولت لآخر مرّة ان تتراجع بتأجيلها كل شيء حتى يأتي المسيا. على أنه اوصد امامها سبيل الهرب، بالقول
" أنا الذي أكلمك هو" يو 4 : 26 .
لم يكن المسيح شخصا في المستقبل البعيد، بل كان انسانا كاملا يقف أمامها. لقد اعلن لها خبرا لم يسمعه أي شخص قبلها، أنا هو المسيح.
ما هو مظهر توبتها : مظهر توبتها ثنائي، الاعتراف – والشهادة أما الاعتراف فقد برز في قولها " قال لي كل ما فعلت " انها لا تخشى ان تتحدّث بماضيها. وهذا هو الامر الحقيقي لكل توبة. اما الجانب الثاني فهو الشهادة. لقد تركت جرّتها – لأنها قد أخذت الماء الحي -- وذهبت لتنادي بالمسيح. لقد اختبرته هي فارادت لغيرها ان يختبروه.
لاجل تلك المرأة اتى يسوع الى مدينة السامرة، ولأجلها فقط، اخترق ستار الشرائع والتقاليد اليهوديّة لأن الساعة قد اقتربت للاعلان عن كونه المسيح لكل العالم.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 36844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حِكمة المرأة السامرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من المفترض أن العديد منّا – نحن المؤمنين – على دراية بقصة المرأة السامرية المذكورة في الكتاب المقدس. عندما استقت الماء التقت الرب يسوع، الذي سألها أن يشرب. من تبادلها الحديث مع الرب يسوع أدركت أنه كان المسيّا الذي تنبأت عنه النبوّات.
كانت مجرّد امرأة عادية ولم يكن لديها الكثير من المعرفة الكتابية، لكنّها كانت قادرة على فعل ذلك. هذا مُدهش بحق! كلنا نعرف ذلك، خلال الثلاث سنوات ونصف التي عمل فيها الرب يسوع على الأرض، تواصل معه العديد مِن الناس لوقت قصير، وعلاوة على ذلك، كان هناك الكثيرين الذين سمعوه يتكلم، وكان هناك قِلة قليلة كانت قادرة على إدراك أنه كان المسيّا. إذًا، كيف فعلتها المرأة السامرية؟ أكان ذلك بسبب النعمة الخاصة من الرب يسوع؟ أم كان هناك سرًا وراءها؟ دعونا نقرأ قصتها لنبحث عن إجابات لهذه الأسئلة مجتمعة.
مكتوب في الكتاب المقدس: “فَجَاءَتِ ظ±مْرَأَةٌ مِنَ ظ±لسَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: “أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ”. لِأَنَّ تَلَامِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى ظ±لْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَامًا. فَقَالَتْ لَهُ ظ±لْمَرْأَةُ ظ±لسَّامِرِيَّةُ: ‘كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا ظ±مْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟’. لِأَنَّ ظ±لْيَهُودَ لَا يُعَامِلُونَ ظ±لسَّامِرِيِّينَ. أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: “لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ ظ±للهِ، وَمَنْ هُوَ ظ±لَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا’. كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ظ±لْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ظ±لْمَاءِ ظ±لَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ظ±لْأَبَدِ، بَلِ ظ±لْمَاءُ ظ±لَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. قَالَتْ لَهُ ظ±لْمَرْأَةُ: ‘يَا سَيِّدُ، أَعْطِنِي هَذَا ظ±لْمَاءَ، لِكَيْ لَا أَعْطَشَ وَلَا آتِيَ إِلَى هُنَا لِأَسْتَقِيَ’. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “ظ±ذْهَبِي وَظ±دْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا’. أَجَابَتِ ظ±لْمَرْأَةُ وَقَالتْ: ‘لَيْسَ لِي زَوْجٌ’. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: ‘حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لِأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَظ±لَّذِي لَكِ ظ±لْآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِظ±لصِّدْقِ”. قَالَتْ لَهُ ظ±لْمَرْأَةُ:يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا ظ±لْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ ظ±لْمَوْضِعَ ظ±لَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ”. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “يَا ظ±مْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لَا فِي هَذَا ظ±لْجَبَلِ، وَلَا فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلْآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ. لِأَنَّ ظ±لْخَلَاصَ هُوَ مِنَ ظ±لْيَهُودِ. وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ ظ±لْآنَ، حِينَ ظ±لسَّاجِدُونَ ظ±لْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلْآبِ بِظ±لرُّوحِ وَظ±لْحَقِّ، لِأَنَّ ظ±لْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلَاءِ ظ±لسَّاجِدِينَ لَهُ. ظ±للهُ رُوحٌ. وَظ±لَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَظ±لْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا. قَالَتْ لَهُ ظ±لْمَرْأَةُ: ‘أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، ظ±لَّذِي يُقَالُ لَهُ ظ±لْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: ‘أَنَا ظ±لَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ”. … فَتَرَكَتِ ظ±لْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى ظ±لْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: ‘هَلُمُّوا ظ±نْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ظ±لْمَسِيحُ؟” (يوحنا 4: 7-10، 13-26، 28-29).

 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 36845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة السامرية


1- الاستقبال


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



اللقاء بالمسيح يغيّر الحياة. ذهبت امرأةٌ سامريّة عاديّة إلى البئر لتستقي الماء، فإذا بها تلتقي بمَن يملك الماء الحيّ، وأعلمها أنّ العبادة الحقيقيّة ليست مكانيّة إنّما بالروح والحق. تغيّرت حياتها وأصبحت مبشّرة به. كيف تقيّم لقاءاتك بالناس؛ هل تتضمّن بشرى خلاص وسلام، هل فيها أحاديث بنّاءة؟ لماذا أتيتَ إلى الموعوظيّة؛ وما هو اختبارك مع يسوع؟ وأخيرًا، هل تعطي للحج او لزيارة الأماكن الدينيّة مكانة أساسيّة في حياتك، ألا تعتقد أنّ الله موجود في الشرق الأوسط، في أوروبا وفي كلّ مكان، ويرافق خطواتك ويسمعك حين تحدّثه؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في لقائنا اليوم.






2- قراءةُ الإنجيلِ وتفسيرُهُ: لقاء يسوع بالمرأة السامريّة (يو 4: 1-42)
1 ولَمَّا عَلِمَ يسوعُ أَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ سَمِعوا أَنَّه اتَّخَذَ مِنَ التَّلاميذ وعمَّدَ أَكثَرَ مِمَّا اتَّخَذَ يوحَنَّا وعمَّدَ 2 مَعَ أَنَّ يسوعَ نَفَسَه لم يكُنْ يُعمِّد بل تَلاميذُه، 3 تَركَ اليَهوديَّة ورجَعَ إلى الجَليل. 4 وكانَ علَيه أَن يَمُرَّ بِالسَّامِرَة. 5 فوَصَلَ إلى مدينةٍ في السَّامِرَةِ يُقالُ لَها سيخارَة، بالقُرْبِ مِنَ الأَرضِ التي أَعْطاها يَعقوبُ لابنِه يُوسُف، 6 وفيها بِئرُ يَعقوب. وكانَ يسوعُ قد تَعِبَ مِنَ المَسير، فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر، وكانَتِ الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر.
7 فجاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ تَستَقي. فقالَ لَها يسوع: اسْقيني. 8 وكانَ التَّلاميذُ قد مَضوا إلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعاماً. 9 فقالَت له المرأَةُ السَّامِريَّة: كَيفَ تسأَلُني أَن أَسقِيَكَ وأَنتَ يَهوديٌّ وأنا امرَأَةٌ سامِريَّة؟ لأَنَّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السامِرِيِّين. 10 أَجابَها يسوع: لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً. 11 قالَت لَه المَرأَة: يا ربّ، لا دَلْوَ عِندَكَ، والبِئرُ عَميقة، فَمِن أَينَ لَكَ الماءُ الحَيّ؟ 12 هل أَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا يعقوبَ الذي أَعْطانا البِئْرَ، وشرِبَ مِنها هو وبَنوهُ وماشِيَتُه؟ 13 أَجابَها يسوع: كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماء يَعطَشُ ثانِيَةً 14 وأَمَّا الذي يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أَنا إيَّاه فلَن يَعطَشَ أَبداً بلِ الماءُ الذي أُعطِيهِ إيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة. 15 قالَت له المَرأَة: يا ربّ، أَعطِني هذا الماء، لِكَي لا أَعطَشَ فأَعودَ إلى الاستِقاءِ مِن هُنا. 16قالَ لَها: اذهَبي فَادْعي زَوجَكِ، وارجِعي إلى ههُنا. 17 أَجابَتِ المَرأة: ليسَ لي زَوج. فقالَ لَها يسوع: أَصَبتِ إذ قُلتِ: لَيسَ لي زَوج. 18فَقَد كانَ لَكِ خَمسَةُ أَزْواج، والذي عِندَكِ الآنَ لَيسَ بِزَوجِكِ، لقَد صَدَقتِ في ذلكَ.
19 قاَلتِ المَرأَة: يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ. 20 تَعَبَّدَ آباؤُنا في هذا الجَبَل، وأَنتُم تَقولونَ إنَّ المَكانَ الذي فيه يَجِبُ التَّعَبُّد هو في أُورَشَليم. 21 قالَ لَها يسوع: صَدِّقيني أَيَّتُها المَرأَة تَأتي ساعةٌ فيها تَعبُدونَ الآب لا في هذا الجَبَل ولا في أُورَشَليم. 22 أَنتُم تَعبُدونَ ما لا تَعلَمون ونَحنُ نَعبُدُ ما نَعلَم لأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود 23 ولكِن تَأتي ساعةٌ – وقد حَضَرتِ الآن – فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ، فمِثْلَ أُولِئكَ العِبادِ يُريدُ الآب. 24 إنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ. 25 قالَت لَه المرأة: إنِّي أَعلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وهو الذي يُقالُ لَه المسيح، وإذا أَتى، أَخبَرَنا بِكُلِّ شَيء. 26 قالَ لَها يسوع: أَنا هو، أَنا الذي يُكَلِّمُكِ.
27 ووَصَلَ عِندَئِذٍ تَلاميذُه، فعَجِبوا مِن أَنَّه يُكَلِّمُ امرَأَة، ولكِن لم يَقُلْ أَحَدٌ مِنهم: ماذا تُريد؟ أَو لماذا تُكَلِّمُها؟ 28 فتَركَتِ المَرأَةُ جَرَّتَها، وذَهبَت إلى المَدينة فقالَت لِلنَّاس: 29 هَلُمُّوا فَانْظُروا رَجُلاً قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ. أَتُراهُ المَسيح؟ 30 فخَرَجوا مِنَ المَدينةِ وساروا إليه… 39 فآمَنَ بِه عَدَدٌ كَثيرٌ مِن سامِريِّي تِلكَ المَدينَة عن كَلامِ المَرأَةِ التي كانَت تَشهَدُ فتَقول: إنَّه قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ. 40 فلَمَّا وصَلَ إلَيه السَّامِريُّونَ سَأَلوهُ أَن يُقيمَ عِندَهم، فَأَقامَ هُناكَ يَومَيْن. 41 فآمَنَ مِنهُم عَدَدٌ أَكبَرُ عن كلامِه، 42 وقالوا لِلمَرأَة: لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ، فقَد سَمِعناهُ نَحنُ وعَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقاً.
2. 1- الشرح
لم يكن حديث يسوع مع رجل سامريّ بل مع «امرأة» سامريّة وهذا يعطي قيمة وكرامة للمرأة، كانت مفقودة عند الشعوب القديمة. هذا اللقاء شبيه بلقاءات الآباء الأولين: إسحق برفقة، ويعقوب براحيل، وموسى بصفورة. وإن توبة أهل السامرة في آخر النص هي بمثابة زواج جديد بين الله وشعبه. والحديث بين يهوديّ وسامريّة أمرٌ مُستغرَب بسبب العداوة بين الشعبين تاريخيًّا وإيمانيًّا.
يعود تاريخ العداوة بين اليهود والسامريين إلى ما بعد موت سليمان الملك سنة 935 ق.م.، كما أشرنا سابقًا في الفصل الرابع عشر في حديثنا عن مثل السامري الصالح. فقد كان في التاريخ أربعة مفاصل أساسيّة بين الشعبين. أمّا أيام المسيح، فقد اضطهد بيلاطسُ الكثيرَ منهم (لو 13: 1)؛ وبما أنهم شاركوا في الانتفاضة الكبرى ضد الرومان، قُتلوا وذهبوا في مهبّ الريح سنة 67 بعد الميلاد؛ ويُحكى أنّه لا يزال منهم بقيّة باقية في الأرض المقدّسة.
وإيمانيًا، كان السامريّون يؤمنون بكتب التوراة الخمسة فقط (وليس بكامل العهد القديم)، يؤمنون بإله واحد، بالشريعة والوصايا العشر، مكان العبادة جبل غريزيم، وحسب رأيهم أراده الله للعبادة وتقديم الذبائح. ويؤمنون بموسى كنبيّ وحيد سيعود، ويدعى «التائب».

ضِف إلى ذلك أنّ السفر، جغرافيًا، بين الشمال (الجليل) والجنوب (اليهوديّة)، لا يمرّ إلزاميًّا بالسامرة بين الجبال الوعرة المليئة باللصوص، إنّما هناك طريق سهل قرب نهر الأردن يسلكه الحجّاج. لذلك عندما يقول الإنجيل في الآية 4 كان على يسوع أن يمرّ في السامرة، فبالطبع ليس جغرافيًا، إنّما رسوليًا كان عليه أن يمرّ هناك ليُلقي البشارة. نجد في إنجيل اليوم قسمَين في موضوعَين:
أ- الحوار مع السامريّة يدور في الموضوع الأول حول الماء (4: 7-18):
الحوار مع المرأة السامريّة هو على مستويين: مستوى بشري مادّي طبيعي، ومستوى ثانٍ روحيّ إلهيّ ذات معنى أهم. الماء الذي يحتاجه الإنسان ليروي عطشه أصبح بالنسبة إلى يسوع ماء حياة يجعل الذي يشربه يتحوّل إلى نبع ماء ينبع حياة أبدية. إلامَ يرمز الماء؟
للماء في الكتاب المقدَّس معانٍ عديدة، فهو يرمز إلى الموت والحياة. إنّه يُحيي النبات والحيوان والإنسان، ولكنّه إذا غمرَنا يقضي علينا. أمّا يسوع فيُعطي الماء الحيّ، أي – طبيعيًّا – المياه الجارية النقيّة، لأنّ الماء الراكِد لا حياة فيه بل يعِجُّ بالأوساخ والجراثيم. هذا بعض ما يرمز إليه هذا الماء الحيّ: في الكتاب المقدس يرمز الماء إلى كلمة الله وتعليمه، وحكمته الأزلية، وشريعته المقدسة. وفي إنجيل يوحنا، يرمز الماء إلى الروح القُدُس عطية الله العظمى بعد القيامة. وفي حياة الكنيسة، يرمز الماء إلى ماء العماد المقدس. فالذي يتقبّل الكلمة يتحوّل إلى نبع يعطي الكلمة. والانسان يتحول إلى مبشّر وإلى مواهبيّ، يفيض نِعمًا في الكنيسة ويقدّس مَن حوله. إنّ كلّ معمّد يستطيع أن يعمّد في حال الضرورة.
ب- الموضوع الثاني الأساسيّ مع السامريّة يدور حول العبادة (4: 19-24):
هنا أيضا تحدثت المرأة السامريّة عن مكان جغرافيّ للعبادة في جبل غريزيم، أم في أورشليم. أما يسوع فتحدث عن نوعيّة عبادة فقال: «تأتي ساعةٌ يعبد العبادُ الصادقون الله بالروح والحق» (4: 21-23). هنا أيضًا رفع يسوع مستوى الحوار من مستوى سطحيّ أرضيّ إلى مستوى أهمّ. للمسيحيين ليس المكان الذي يشفي لا كنيسة مار فلان ولا مقام سيّدة فلان، فيسوع يتحدّث عن عبّادٍ في القلب: ليس المكان الذي يشفي بل إيمان القلب. من هنا لا فريضة حج للمسيحيين.
من التفاسير لعبارة «عبادة الآب بالروح والحق» (آ. 23): عبادة الآب تتم بقوّة الروح القُدُس مع الارتكاز على الحقّ أي يسوع. لكن، بغضّ النظر عن التفاسير اللاهوتيّة، ما يريده يسوع هو عبادة في القلب؛ ليست الديانة المسيحيّة شعائر خارجيّة حتى ولو تتمّ من خلال الرموز والليتورجيا. الأساس في المسيحيّة هو القلب، هو باطن الانسان!
2. 2- التأوين
يدعونا إنجيل اليوم أن نبحث في حياتنا عن الماء الحي، يسوع المسيح من خلال كلمته وتعليمه، فمَن يشرب منه لا يعطش أبدًا. لماذا الذهاب إلى الآبار المشقّقة التي لا يشفي ماؤها غليلنا؟ فعندما نرتوي من ماء الحياة، نصبح نبعًا يفجّر حياةً أبدية للآخرين. يكمن معنى حياتنا بالتتلمذ ليسوع وللشهادة له في محيطنا. كما يدعونا إنجيل اليوم أن نعبد الله بالروح والحق؛ لا فريضة حج في المسيحيّة، فالله موجود في كل مكان وزمان، وحضوره فعليّ وخلاصيّ بشكل دائم.






3- التعليمُ اللاهوتيّ والروحيّ: عمل الروح القُدُس
يؤمن المسيحييون بالإله الواحد في ثلاثة أقانيم، أي إن الله ليس وحيدًا، بل هو في وحدته أقانيم ثلاثة، لكلّ واحد ميزته ودوره، وهذا ما رأينا له انعكاسات في تاريخ خلاصنا. الروح القُدُس هو الأقنوم الثالث، وكان اسمه مرتبطًا بعمل الله منذ الخلق، فقد «كان روح الله يرفرف فوق المياه». ويشير حضوره في كلّ مرّة إلى خلق جديد سيبدأ. بعد خلق العالم نراه حاضرًا على رأس يسوع عند بداية رسالته العلنية إشارة إلى خلق جديد للعالم. ونراه في العنصرة عند بداية الكنيسة حالاًّ على الرُّسُل. ونؤمن بحلوله في المؤمنين في بدء حياتهم المسيحية، فهو الذي يقبله كلّ واحد يوم عماده وتثبيته.
تساعدنا صور كثيرة في الكتاب المقدس على فهم دور الروح القُدُس وبالتالي هويته: هو كالهواء الذي يجعلنا نتنفّس، وكالريح يدفعنا للإنطلاق، وكالزيت الذي يقوّي المصارعين والعدّائين، والنار التي تطهّر وتدفئ من كان باردًا، واليمامة التي تنزل من السماء، والمياه التي يعطينا إياها الرب والتي تتفجر فينا كالينابيع فتسقي من حولنا.
لم يشأ الربّ يسوع الممتلئ من الروح القُدُس أن يحتفظ بهذه العطية السامية لنفسه بل أفاضه على رسله. فالروح هو أيضًا روح الشراكة مع الآب والابن، وبحلوله يسكب فينا حياة الله ويجعلنا نقبل القداسة منه. هو بالرغم من قوّته لا يُلزمنا أيَّ خيار، بل يحثّنا من الداخل لكي نختار الأفضل، أي ما يوافق مشيئة الله. هو يحترم حرّيتنا ولا يلغيها، بل على العكس، هو يحرّر حرّيتنا التي ربّما تكون عاجزة عن اختيار الخير، فيعطيها الإمكانية، إذ ينزع عنها كل القيود التي تكبّلها، لتختار ما تريد وترغب.
كيف يحرّرنا من الداخل؟ هو إذ يدفعنا لكي نحبّ ويعطينا النعمة لذلك، يجعلنا ننزع من قلوبنا الأنانية التي هي في الوقت عينه باب للخطيئة وفرصة للعبودية. يحثّنا على طلب السلام مع ما ينتج عنه من رغبة في الغفران والمصالحة. هو يعمل فينا من الداخل فيزرع في أعماقنا روح العائلة التي ننتمي إليها، أي مشاعر الله الآب والربّ يسوع الابن. هو يجعلنا ننادي الله: «أبّا، أيها الآب».

ومن طبيعة عمله، وبما أنّه روح المحبّة والتسامح والغفران، هو لا يحصر عمله في المسيحيين، بل يعمل في كلّ إنسان. هؤلاء الناس الذين ينفتحون على عمله ولو لم يعرفوا هويّته، هم الذين تسمّيهم الكنيسة «ذوي الإرادة الحسنة». فالروح القُدُس ليس ملكًا للكنيسة يمشي كما تطلب هي منه، بل هو معلّمها الذي يقودها، بإلهاماته، لكي تسير في بحر هذا العالم، علامة على محبّة الله لكلّ الناس.






4- للقراءةِ والتأمُّل: قراءة من القدّيس غريغوريس النّزينزيّ (+390)
عمل الرّوح متنوّع
إذا سلّمنا بأنّ الرّوح ليس له أن يمجَّد، فكيف يؤلّهني؟ وإذا وجب له التّمجيد، فكيف لا يكون أهلاً للعبادة؟ وإذا كان أهلاً للعبادة، فكيف لا يكون إلهًا؟ كِلا الأمرَين معقودٌ بالآخر. إنّها حقًا لسلسلة ذهبيّةٌ وخلاصيّة. فمِن الرّوح يأتينا التَبنّي، ومن التَّبني نستعيد حالتنا الأولى، ومنها نعرف الذي أعادنا.
قيل فيه: روح الله، روح المسيح، روح السّيّد، السّيّد في ذاته، روح التّبنّي والحقَ والحرّيّة، روح الحكمة ومخافة الله. فهو صانع جميع هذه.
إنّه مبدأ الكلّ بجوهره، يستوعب الكلّ، يملأ العالمَ جوهرُه، لا يحدّ العالمُ قدرتَه، إنّه صالح ومستقيم ومُرشد، مقدَّس بطبيعته لا بصفةٍ تضاف إليه. يقيس ولا يُقاس، يُشترَك فيه ولا يَشترِك، يملأ ولا يـُملأ، يَحتوي ولا يـُحتوى، يورِث، يتمجّد، يُذكر مع الآب و الابن. هو إصبع الله، هو نار، مثل الله، ليدلّ بحسب إيماني على أنّه مساوٍ له في الجوهر. هو الرّوح الذي يُبرىء كلَّ الخلائق، يجدّد بالمعموديّة والقيامة. إنّه الرّوح الذي يعرف كلّ شيء، يعلّم، يهبّ حيث يشاء، مقدار ما يشاء. يرشد، يتكلّم، يرسل، ينير، يميّز، يغضَب، يمتحن، يوحي، يُلهِم، يـُحيي؛ هو بالأحرى نورٌ وحياة، يجعلنا هيكلَه، يؤلّهنا، يبلّغنا الكمال، حتّى إنّه يسبق المعموديّة، ويتبعُها. إنّ له كلَّ فِعل الله، يقسّم ألسنةً من نار، يوزّع المواهب الرّوحيّة، يصنع رسلاً وأنبياء، إنجيلييّن ورعاةً وملافنة.





 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 36846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لم يذكر الكتاب المقدس أسم المرأة السامرية البابا تواضروس يجيب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أكد قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية، التي يلقيها الآن من كنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا بيشوى بالعباسية، تحت عنوان "الله يوجه لنا الأسئلة".
وأضاف "تواضروس" بمستهل العظة اليوم، الاحد المقبل سيكون "حد النص" في الصوم الكبير، وهو أحد السامرية، مشيرا إلى أن الكتاب المقدس لم يذكر اسمها ليوضح لنا الكتاب أنه حادث عام ويناسب الكثيرين ويمكن تطبيقه على كثيرين فينا.
وأوضح البابا، أن السيد المسيح ذهب لها، خلال إجتيازه مدينة السامرة وهو بطريقة إلى الجليل، وأن المسيح لاقاها بعد سير حوالي 40 كيلو، حيث كان المسيح طمأن، والعطش هنا ليس للماء وإنما للنفوس التائبة، فعطس المسيح يرويه توبة النفوس، وهو ذات الحال فوق الصليب حينما قال "أنا عطشان".
 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 36847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

The Samaritan woman - قصص وأحداث الكتاب المقدّس - المرأة السامرية





 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 36848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

The Samaritan Woman's story





 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 36849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة السامرية مثال التوبة والندامة الصادقة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


استوقفتني قراءة انجيل يوحنا (الفصل 4) عن قصة اهتداء وتلمذة المرأة السامرية.
  • اولا ينبغى التنويه ان يوحنا الانجيلي، ينفرد اكثر من غيره، بسرده قصص اللقاءات الفردية التي جرت بين يسوع وبين اشخاص عديدون على طول الانجيل[1].

  • في مقطع السامرية، يتبع يسوع اسلوبا مبسطا يحاول فيه الاقتراب من فكر المرأة من خلال “الحوار”. خاصة لان هناك قطيعة وعداوة بين الشعبين اليهودي والسامري، اظف الى ذلك، كيف سيكون مثل هذا الحوار مسموحا بالاكثر ما بين رجل وامرأة في مجتمعات متعصبة ومنغلقة على ذاتها وقبل 2000 سنة، اذ لا يزال الحال على ما هو عليه في مناطق كثيرة من العالم، بشرقه وغربه، الى يومنا هذا[2]؟

  • ان يسوع في قصة السامرية يشبه الطبيب الذي يقترب من طير جريح يود ان يعالجه دون ان يخيفه او يبعده عنه (صورة الراعي الصالح)[3]. فهنا نجد بان اسس الخلاف والقطيعة على اوّجها بين الشعبين، وان التعجب من هذا التقرب والحوار (الخلاص) لا يصيب المرأة السامرية وحدها[4]، بل والتلاميذ ايضا[5]. رغم كل هذا، فان الرب يسوع يريد تتميم رسالته الخلاصية، بغض النظر عن الظروف المتناقضة المحيطة، ومن الاعراف السائدة والتقاليد البائدة، التي تفرضها المجتمعات المتخلفة على المساكين لتصبح سننا وشرائع عليهم، لانها وبالتالي لا تبالي بواقع الانسان وحاجته الى الخلاص والحياة والحرية التي يريدها اللـه للبشر.
  • هنا نرى ان الرب يسوع يتمكن من الوصول الى هذه المرأة وتحريرها من عبوديتها، فتتوب عن خطاياها، وتصبح تلميذة ومبشرة بيسوع “مخلص العالم”[6]. المرأة يستوقفها كلام يسوع. وسؤاله لها يقع عليها كالبرق، ما جعلها تفكر في حياتها مرتين، فتقبل كلامه برحابة صدر وتهتدي وتسلم امر خلاصها بيده[7]. على نقيض السامرية (ابناء العهد الجديد) نرى (ابناء العهد القديم) في الكتاب المقدس قد عاندوا اللـه في مشروع خلاصه. فمثلا عندما وقع صدى سؤال اللـه كالبرق على آدم عند ارتكابه المعصية، ذهب واختبئأ مع حواء وراء الشجرة[8]. وايضا عندما وقع صوت سوأل اللـه على قائين كالبرق عندما قتل اخاه هابيل، حاثا اياه على التوبة والاهتداء الداخلي، ارتعب وخاف[9]… لكنهم لم يستجيبوا فورا لنداء اللـه… اما السامرية فهي تعلمنا درسا في الشجاعة والجرأة والمثابرة والسعي الى التوبة وإنتشال فرصة الخلاص حال توفرها وعدم اضاعة الوقت والتردد اكثر مما ينبغي[10].

  • السامرية مثال الندامة والتوبة الصادقة: اخيرا اذكر، أنْ كثيرا ما ندد يسوع بالكتبة والفريسين ونعتهم بالمنافقين والمرائين، والقبور المكلسة وباقسى الالفاظ [11]… لقد جاء يسوع محاربا المظاهر الفاسدة… اما السامرية فقد فتحت قلبها لينظفه الرب لها. فهل نحن مستعدون لان نقول: تفضل يا رب ونظف قلبي؟ هل نمتلك شجاعة السامرية وعفويتها وعنفوانها، اذ قررت في لحظة التقائها الشخصي-الحقيقي بيسوع ان تترك كل شيء وتتبعه وتصبح مبشرة به؟ ونحن، كم مرة نصلي بالبيت ونتكلم لى اهل بيتنا، وكم مرة نذهب للكنيسة ونتكلم على اهل الكنيسة، وكم مرة نعترف ونعود لارتكاب نفس الخطايا…؟ اليس الخلل كامنا في دواخلنا اذا لاننا نأبى ان نفتح قلوبنا للرب لينظفها ويحررنا بنوره الالهي؟ هل نلتقي بيسوع ونتكلم معه شخصيا عندما نذهب للكنيسة، ام ان ذهابنا تشوبه المظاهر ايضا[12]؟ ان يسوع هو الطبيب الشافي، ولكن يشترط علينا ان نكون صريحين معه، نخبره بعلتنا لكي يداوينا. والسامرية هي المرأة التي استغلت فرصة الخلاص لحظة وصولها عنده، فهل نحن متيقظون لانتهاز فرصة خلاصنا طالما ان يسوع لا يزال عندنا: عمانوئيل “اللـه معنا”؟

[1][* نيقوديموس: فص3، السامرية: فص4، المرأة الممسوكة بالزنى: فص8، * الرجل المولود اعمى: فص9، * الحوار مع مريم ومرتا واقامة لعازر: فص11، * المرأة الخاطئة تمسحه بالطيب: فص12، * لقاءات الالام: “حنان، قيافا، بيلاطس، مريم امه ومريم اختها ومريم المجدلية، يوحنا الحبيب، لصي اليمين والشمال، نيقوديموس ثانية ويوسف الرامة”: فص18-19، * لقاءات القيامة: “المجدلية والتلاميذ”: فص20، * لقاء تتميم الرسالة: “التلاميذ، ثم بطرس ويوحنا”: فص21 ].
[2] في امريكا قررت نساء البرلمان لبس اللون الابيض اثناء خطاب الرئيس المرتقب الموجه للأمة، احتجاجا على التقليل من دور المرأة، وعدم مساواتها بالرجل في شتى ارجاء المجتمع.
[3]وإِذا وجَدَهُ يحمِلُهُ على مَنكِبَيْهِ فَرِحًا (لوقا 15: 5).
[4] “كيفَ! أَنتَ اليهوديَّ تَطلبُ أَنْ تَشْرَبَ مِنّي، أَنا المَرأَةَ السَّامريَّة؟” (4: 9).
[5] “وجاءَ عِندئذٍ تَلاميذُهُ، فاسْتَغْربوا مِن أَنَّهُ يَتكلَّمُ معَ امرأَة؛ ولكِنْ، لم يقُلْ أَحدٌ: “ماذا تُريد؟” أَو: “لِمَ تُكلِّمُها؟” (4: 27).
[6] وكانوا يَقولونَ للمَرْأَة: “لَسْنا بعدُ مِن أَجل كلامِكِ نُؤْمن؛ فلقَدْ سمعناهُ نحنُ، وتأَكَّدَ لنا أَنَّهُ حقًّا مُخلِّصُ العالَم”. (4: 42).
[7] قالَ لها: “إِمْضي وادْعي رَجُلَكِ وهَلُمِّي الى ههُنا”. فأَجابَتِ المرأَةُ، وقالَتْ لَهُ: “ليسَ لي رَجُل”. فقالَ لها يَسوع: “لقد أَصَبْتِ في قَولِكِ: ليسَ لي رَجُل؛ فإِنَّهُ كانَ لكِ خَمْسَةُ رِجالٍ، والذي معَكِ الآنَ ليسَ برجُلِكِ. ففي هذا قد صَدَقْتِ”.قالَتْ لهُ المَرأَة: “يا سيِّدي، أَرى أَنَّكَ نَبيّ!” (4: 16-19).
[8] فنادى الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ وقالَ له: ((أَينَ أَنْتَ؟ ))، قال: (( إِنِّي سَمِعتُ وَقْعَ خُطاكَ في الجَنَّة فخِفْتُ لأَنِّي عُرْيانٌ فاَختبأتُ )). قال: (( فَمَن أَعلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيان؟ هل أَكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أَمَرتُكَ أَلاَّ تأكُلَ مِنها؟ )).
[9] فقالَ الرَّبُّ لِقايِن: (( أَينَ هابيلُ أَخوك؟)) قال: (( لا أَعلَم. أَحارِسٌ لأَخي أَنا؟)) فقال: (( ماذا صَنَعتَ؟ إِنَّ صَوتَ دِماءِ أَخيكَ صارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرض. (تك 4: 9-10).
[10] قالَتْ لهُ المَرأَة: “أَنا أَعرِفُ أَنَّ ماسِيَّا، ذاكَ الذي يُدعى المسيحَ، يَأْتي؛ فمتى جاءَ فهوَ يُبشِّرُنا بكلِّ شيء. قالَ لها يَسوع: “أَنا هُو؛ أَنا، المُتَكلِّمَ معَكِ”. (4: 25-26).
[11] راجع كامل الفصل 23 من متى. “الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم أَشبَهُ بِالقُبورِ المُكَلَّسَة، يَبدو ظاهِرُها جَميلاً، وأَمَّا داخِلُها فمُمتَلِئٌ من عِظامِ المَوتى وكُلِّ نَجاسَة. وكَذَلِك أَنتُم، تَبدونَ في ظاهِرِكُم لِلنَّاسِ أَبراراً، وأَمَّا باطِنُكُم فَمُمتَلِئٌ رِياءً وإِثماً (متى 23: 27-28).
[12] في حديث له اثناء تعليم الاربعاء في المقابلة العامة- 8 نوفمبر 2017، حذر البابا فرنسيس المؤمنين من اخذ الصور (له) اثناء القداس، وذكر الكهنة ايضا لا بل وحتى الاساقفة، داعيا الجميع الى الانتباه لان يكون وقت القداس وقتا للصلاة والعبادة وليس عرضا او احتفالا دنيويا.
 
قديم 03 - 04 - 2021, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 36850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,202

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آحاد الماء



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ليس صدفةً أن تنتقي الكنيسة ثلاث قراءات من إنجيل القدّيس يوحنّا، كي تتلوها في ثلاثة آحاد من زمن ما بعد الفصح المجيد، الأحد الثالث والرابع والخامس، يحضر فيها كلّها موضوع الماء. فمع اقترابنا من عيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على التلاميذ، تهيّئنا الكنيسة لاستقبال الروح القدس، وتذكّرنا بفعل الروح القدس التقديسيّ في العالم، أي سرّ المعموديّة، الذي هو مشاركتنا الشخصيّة في الحياة الجديدة التي بزغت من قبر المخلّص:"أما تعلمون أننّا كلّ من اعتمد للمسيح يسوع اعتمدنا لموته، فدُفّنا معه بالمعموديّة للموت، حتّى كما أُقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جِدّة الحياة (الحياة الجديدة)،لأنّه إن كنّا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته"(رو 6: 3-5).


فالمعموديّة كانت تتمّ ليلة الفصح حيث يموت المعمّد عن إنسانه العتيق، أي يُدفن على شبه موت المسيح، ويقوم إنسانًا جديدًا، خليقةً جديدةً، مشاركًا في الحياة الجديدة التي أفاضها علينا القائم من بين الأموات. هكذا تأتي هذه الآحاد المتعلّقة بالماء لتذكّرنا مرّة تلو الأخرى بيوم معموديّتنا وبما يعنيه هذا اليوم لنا. ففي الأحد الثالث بعد الفصح، أحد المخلّع، ثمّة بركة في بيت حسدا حين ينزل فيها المرضى بعد تحريك الملاك لمائها يُشفَون. في الأحد الرابع، أحد السامريّة، ثمّة بئر يعقوب وحديث الربّ يسوع مع السامريّة عن "الماء الحيّ". في الأحد الخامس، أحد الأعمى، ثمّة بركة سلوام التي حين اغتسل فيها الأعمى بأمر الربّ يسوع شُفِي.

أحد السامرية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كانت الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهوديّ، أي الساعة الثانية عشرة ظهرًا. هذا الوقت غير ملائمٍ لاستقاء الماء. الوقت الطبيعيّ هو عند الصباح أو المساء. لعلّ هذه المرأة أرادت تجنّب الالتقاء بأحد نظرًا لسيرتها غير المشرّفة. هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، أراد الربّ يسوع أن يذهب إلى الجليل، فاختار طريق السامرة مع أنّها خطرة ومعرّضة لهجمات اللصوص وللتعدّيات من قِبَل السامريّين على اليهود. بالإضافة إلى ذلك، ذهب جميع التلاميذ إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا في حين أنّ عددًا منهم كان كافيًا لجلب الطعام. كلّ هذه النقاط تشير إلى أنّ هذا اللقاء بين الربّ يسوع والمرأة السامريّة كان حتميًّا. كأنّي بالربّ يسوع سجّل ضمن مواعيده منذ الأزل هذا اللقاء الحاسم في حياة هذه المرأة التي أتت إلى بئر يعقوب لتروي ظمأها من مياه إسرائيل، فعادت أدراجها تفيض بمياه الحياة الأبديّة. وافاها عند البئر ينبوع الحياة فحملته بروحها وعادت به إلى المدينة وسكبت فيضه على الناس فأخذوا ينشدون الماء الحيّ من مصدره. إذًا، جاء إلى هذه المرأة من أشرق عليها إشراقًا لم تقدر أن تردّه. خطفها المعلّم خطفًا. صارت له توًّا. التزمته فورًا. أمسى بالنسبة لها كلّ الوجود. مكانه في قلبها القلب كلّه. وبتنا نقرأ في أحد من آحاد الفصح عن هذه المستنيرة العظيمة.
قالت المرأة السامريّة ليسوع بعدما طلب منها أن تعطيه ليشرب: "كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديٌّ وأنا امرأة سامريّة واليهود لا يخالطون السامرييّن". لماذا لا يخالط اليهود السامريين؟ الإجابة تكمن في معرفة من هم السامريّون.


السامريون


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السامريّون شيعة يهوديّة اختلطت بالديانة والزواج بمستوطنين أتى بهم الملك الأشوريّ إلى فلسطين في القرن الثامن قبل الميلاد من بابل والعربيّة. غير أنّه بتأثير بعض اللاويّين، خبت عبادة الأصنام بينهم ونشأت الديانة السامريّة. وقد بقيت الحال كما هي حتّى سقوط أورشليم بيد البابليّين سنة 586 قبل الميلاد. لمّا عاد اليهود من السبي، أراد السامريّون الاشتراك معهم في بناء هيكل أورشليم فرفض اليهود السماح لهم بحجة أنّ هؤلاء جنس ملطّخٌ بدم أجنبيّ وديانة وثنيّة، فغضب السامريّون. تكرّرت حوادث العداء بين المجموعتين كما نجد في سفرَي عزرا ونحميا وتكرّست القطيعة التامّة بين شعبين يقرّب بينهما الجوار والديانة. وقد سكن السامريّون في وسط فلسطين شمال أورشليم وجنوبي الجليل. مدنهم السامرة وشكيم أي نابلس الحالية. وكان اليهود يتجنّبون المرور في مدنهم ويسيرون في طريق جانبيّة لئلاّ يلتقوا بهم إذ إنّهم يعتبرون كلّ سامريٍّ نجسًا هو وطعامه وعبادته حتّى أنّ لفظ كلمة سامريّ ينجسّ اليهود، وقد عيّر اليهود يسوع بقولهم إنّه سامريّ وإنّ به شيطان.
أمّا بئر يعقوب فتقع بالقرب من نابلس وهي لا تزال قائمة حتّى اليوم ضمن مقامٍ أرثوذكسيّ.
أساس ديانة السامريّين هو التوراة أي الكتب الموسويّة الخمسة، أي الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم: تكوين، خروج، لاويّين، عدد وتثنية الاشتراع.
وتختلف الوصايا العشر عندهم عن وصايا اليهود لأنّهم جمعوا الوصيّتين الأولى "أنا الربّ إلهك، لا يكون لك آلهة غيري" مع الوصية الثانية:" لا تصنع لك تمثالاً..."، وزادوا وصيّة عن قداسة جبل جرزيم (تثنية 11: 29 و17: 12).
هم لا يقبلون كتب العهد القديم الأخرى التي كُتبت بعد العودة من السبي، ولا يعتبرون نبيًّا إلاّ موسى، ويقولون إنّ أصل تقاليدهم الدينيّة يرجع إلى أيّام يشوع، خليفة موسى، وأنّ كتابهم المقدّس المكتوب بالأحرف العبريّة القديمة يعود إلى أيّام غزو بلاد كنعان.
يقولون أيضًا إنّهم من نسل إسرائيل القديم، أي سكّان مملكة الشمال"إسرائيل" التي عاصمتها السامرة، إذ إنّه بعد موت الملك سليمان انقسمت المملكة إلى مملكتين: الأولى في الشمال والتي ينتمي إليها السامريّون، والثانية في الجنوب وتُعرف بمملكة يهوذا، السبط الذي كان ينتمي إليه الملك داود، وعاصمتها أورشليم.
تتركّز عبادتهم في جبل جرزيم حيث كلّم الله الشعب وقال لهم إنّه بعد عبور الأردن عند وصولهم إلى أرض الميعاد عليهم أن يبنوا مذبحًا من حجر على جبل عيبال ليقدموا عليه الذبائح (تثنية 27: 4). في التوراة السامريّة استُبدل اسم عيبال باسم جرزيم لأنّه قيل في تثنية 11: 29: "أجعل البركة على جبل جرزيم واللعنة على جبل عيبال".
بنى السامريّون هيكلهم على جبل جرزيم سنة 333 قبل الميلاد. وقد دُمّر هذا الهيكل سنة 128 قبل الميلاد على يد يوحنّا هيركانوس المكابيّ ويقال إنّه قد أُعيد بناؤه بموافقة الرومان. وقد ظلّ السامريّون يقدّمون ذبائحهم على جبل جرزيم حتّى بعد هدم الهيكل. هم يصعدون إلى الجبل ثلاث مرّات في السنة ليعيّدوا الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال. وهم يقدّمون في الفصح ذبائح دمويّة. وينتظرون المسيح كما قالت المرأة السامريّة ليسوع.


يسوع والسامريّة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يسوع إذًا يكسر حاجز البغض الذي نشأ بين اليهود والسامريّين لأنّ حواجز البشر لا تمنع الله من سكب نعمه على من يشاء. لذلك قال للمرأة السامريّة "لو عرفت عطيّة الله ومن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حيًّا". أراد يسوع من المرأة أن تركّز نظرها عليه شخصيًّا علّها تكتشف فيه الجانب الإلهيّ وتنسى موضوع الاختلاف المذهبيّ. تتهكّم عليه المرأة قائلة "ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا هذه البئر..؟"، وفي اعتقادها أنّ يسوع في إشارته إلى الماء الحيّ أراد الكلام على مياه الينابيع وليس ماء البئر الراكد. كما أنّها ما زالت تشدّد على الخلاف المذهبيّ وتريد أن تؤكّد أنّها من صلب إسرائيل إذ هي أيضًا من أبناء يعقوب أبي الآباء.
يعاود يسوع جذب انتباهها قائلاً إنّ مياه يعقوب لا تروي العطش نهائيًّا، في حين أنّ الماء الذي يعطيه هو يتحوّل إلى "ينبوع ماءٍ ينبع إلى الحياة الأبديّة".


فما هو هذا الماء الحيّ؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



من الواضح أنّ الماء الحيّ في إنجيل يوحنّا يشير إلى الروح القدس. ذلك أنّنا نقرأ في موضع آخر من الإنجيل: "وفي آخر أيّام العيد (عيد المظال)، وهو أعظم أيّامه، وقف يسوع ورفع صوته قائلاً: "إن عطش أحدٌ فليقبل إليّ ومن آمن بي فليشرب، كما ورد في الكتاب: "ستجري من جوفه أنهار ماءٍ حيّ. وأراد بقوله الروح القدس الذي سيناله المؤمنون به إذ لم يكن الروح القدس بعد، لأنّ يسوع لم يكن قد مُجّد"(يو 7: 37-39). الجدير ذكره أنّ هذا المقطع يُتلى في قدّاس العنصرة.
والماء الحيّ يرمز إلى الروح القدس الذي سيعطيه يسوع بعد تمجيده، أي بعد موته على الصليب وقيامته. وإذا قلنا إنّ يسوع هو الذي يعطي الروح القدس للعالم، فهذا لا يعني أنّ يسوع هو مصدر الروح، إذ الإبن مولود من الآب والروح القدس منبثق من الآب.
وهذا ما أعلنه الرّب يسوع في إنجيل يوحنّا: "روح الحقّ الذي من الآب ينبثق..."(يو 15: 26). ولكنّ الآب والابن يرسلانه إلى العالم كما أعلن يسوع أيضًا في إنجيل يوحنّا: "المعزّي، الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي..."(يو 14: 26) و"متى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب..." (يو 15: 26). وقد ارتبط حلول الروح القدس بالمعموديّة، لذلك قال الرسول بطرس لسامعيه في عيد العنصرة: "توبوا وليعتمد كلُّ واحدٍ منكم... فتقبلوا عطيّة الروح القدس...."(أعمال 2: 38).
يشير السيّد إلى المعموديّة إذًا، وهي تفترض التوّبة أيّ التغيير الجذريّ والنهائيّ من حياة الخطيئة إلى الربّ يسوع.
لذلك قال للمرأة السامريّة عندما طلبت منه الماء: "اذهبي وادعي رجلك".
هو يريد منها إذًا أن تعيد النظر في حياتها، إذ هي على أهبّة الحياة الجديدة. اتّضح لها أنّ تفاصيل حياتها جليّة أمامه عندما قال لها كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس رجلك، فأقرّت أنّه نبيٌّ. وما إقرارها هذا إلاّ تمهيدًا للحوار الذي سيجري بينها وبين يسوع عن العبادة الحقيقيّة، ذلك أنّ وجود النبيّ ضروريٌّ، في الفكر الشعبيّ، لكلّ قرار يُتّخذ في شأن الأمور العباديّة. غير أنّها لا زالت متمسّكة بانتمائها العرقيّ إذ أجابت "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم". يجيبها يسوع: "تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب".
سبق ليسوع أن تحدّث في يوحنّا 2: 13-25 عن أنّ هيكل جسده سيحلّ مكان هيكل أورشليم. وهو يكرّر هذا هنا. الساعة الآتية هي ساعة موت يسوع التي بها ستنتهي كلّ شرعيّة يدّعيها اليهود لهيكل أورشليم والسامريّون لهيكل جرزيم.
يتخطّى يسوع إذًا الخلاف العقائديّ مشيرًا إلى العبادة الواحدة التي سيكون عليها اليهود والسامريّون إن هم آمنوا بالمسيح. ويتابع الربّ قائلاً إنّ الخلاص هو من اليهود. هذا يعني أنّ الربّ قد ائتمنهم على تدبيره الخلاصيّ وسعى إلى تنفيذه من خلالهم ليقود الناس أجمعين إلى العبادة بالروح والحقّ. والمسيّا سيأتي من بينهم. ويتابع قائلاً إنّ "الساجدين الحقيقيّين يسجدون للآب بالروح والحقّ، لأن الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا". هنا يعلن يسوع أنّ عبادة الله غير مرتبطة بمكان محدّد. قد يعني هذا عودة إلى بدايات عهد الله مع شعبه، حيث كان الله حاضرًا دائمًا وسط الجماعة ينتقل معهم ويرافقهم أينما حلّوا. هذا ما يؤكّده الرسول بولس عندما يستشهد بسفر اللاويين قائلاً: "كما قال الله سأسكن بينهم، وأسير بينهم، وأكون إلههم، ويكونون شعبي"(2كور 6: 16).
يؤكّد الربّ يسوع إذًا أن لا رابط بين الجغرافيا والعبادة. العبادة لا ترتبط بمكان، هي مرتبطة بشخص، وهذا الشخص حاضرٌ في كلّ مكان ويرافق الساجدين له بالروح الحق. يتابع يسوع حديثه بقوله: "لأن الله روح"، أي أنّه ليس كسائر المخلوقات. الهدف هنا ليس تحديد طبيعة الله بل التأكيد على أنّه لا مثيل له وأنّه لا يُفهم بالقوالب البشريّة وأنّ عبادته تتخطّى هذه القوالب وأنّ القصد من العبادة هو معرفة الله.
تجيب المرأة: متى جاء ذاك (المسيّا) فهو يخبرنا بكلّ شيء. الإشارة هنا هي إلى النبيّ الموعود به في تثنية الاشتراع: "يقيم الربّ إلهك نبيًّا من وسطك من إخوتك مثلي" (18: 15). لم يكن انتظار المسيّا من صميم حياة هذه المرأة. كان مجرّد اعتقاد. وعندما أقرّت أنّ المسيّا المنتظر هو الذي يخبر الكلّ بكلّ شيء، أعلن يسوع لها عن نفسه، وكانت هذه المرّة الأولى التي يكشف يسوع فيها عن نفسه.
المفارقة الكبرى أنّه كشف حقيقته لامرأة وليس لرجل،
لسامريّة وليس ليهوديّ،
لزانية وليس لشخصٍ يدّعي الطهارة.
فلكونه مخلّص العالم، هو لا يقيم أيّ تمييز إجتماعيّ، بل يهتمّ بكلّ الناس. وتوقّف الحديث في قمّته. إذًا بعد الإعلان الإلهيّ ما من شيءٍ يُقال. عند ذلك وصل التلاميذ وتعجّبوا أن المعلّم يخاطب هذه المرأة، أمّا هي فتركت جرّتها، أي تركت قديمها وذهبت تبشّر أهل مدينتها غير آبهةٍ بما كانت عليه من حياة الخطيئة" تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كلّ ما فعلت"، دافعةً إياهم إلى لقاء يسوع "فخرجوا من المدينة وأقبلوا نحوه".
أثناء ذلك، عرض التلاميذ الطعام على يسوع، فأجابهم موضحًا هدف كلامه مع المرأة وقال لهم: "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني". ومشيئة الذي أرسله هي الآن صيد أهل السامرة عن طريق هذه المرأة، من جهة، وخلاص كلّ من يؤمن به، وأن لا يهلك منهم أحدٌ، من جهة أخرى. وهذا ما يرمز إليه الحصاد. يسوع هو أوّل من زرع الكلمة في السامرة وفيما بعد سيحصد التلاميذ، إذ ستُنقل البشارة إلى هناك عن طريق الشمّاس فيليبّس(أعمال 8).
فعلى الرسل أن يزرعوا الكلمة عينها ليكون إيمانٌ لدى الكلّ، يهودًا كانوا أم سامريّين، رجالاً أم نساء. حديث يسوع مع تلاميذه يحمل في طيّاته إذًا كلّ قضيّة البشارة. البشارة الموجّهة إلى كلّ الناس.
"مكث هناك يومين، فآمن به جمع أكثر من أولئك جدًّا بسبب كلامه": المرأة كانت العتبة للدخول إلى قلب السامريّين. هذا التبديل الذي أصابها والذي اتّضح لسامعيها هو الذي دفع السامريّين إلى لقاء يسوع. عندها حلّ بهم ما حلّ بها إذ أخذوا يعترفون يسوع "هو المسيح مخلّص العالم". الربّ يسوع قد اعتلن لهم بحقيقته وهذا ما دفعهم إلى اليقين.
ما زال الإعلان الإلهيّ ساطعًا في هذا العالم بتعاليم الربّ يسوع ومحبّته التي أنبعت الماء الحيّ على الصليب، لكنّنا نحجب إعلانه هذا بسبب خطيئتنا ومادّيّتنا والتصاقنا بمفاهيم العالم الضيّقة. هذا يحرمنا من عطية الله، ينبوع الماء الحيّ. فإن كنّا نتبّل مثل المرأة السامريّة ديننا بخطايانا يناجينا القائم من بين الأموات أن اتركوا كلّ شيءٍ واتبعوني إلى الفرح.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025