![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36551 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لأن الرب يا أخوتي ليس عنده إسراع ولا إبطاء. الله يعمل، ويعمل في كل حين، وهو لا يتأخر مهما ظن التلاميذ أنه قد مر الهزيع الرابع من الليل ولم يأت بعد الرب لابد سيأتي، إذا كان عندنا إيمان، نؤمن أن الله لابد سيعمل وسيعمل بقوة وسيعمل في الوقت المناسب أما عبارة التأخير، فهي تحمل مفهومًا نسبيًا عند البشر، يظنون أنه قد تأخر، ولكن مواعيد الله هي، تحددها حكمته، وتحددها رؤيته الصادقة للأمور علي حقيقتها، فالله يعمل باستمرار، وإن ظننا في وقت من الأوقات أنه قد تأخر، يقول لنا المرنم في المزمور "أنتظر الرب، تقو ليتشدد قلبك، وأنتظر الرب" (مز 27: 14). البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36552 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وهنا نعرف معني الرجاء على حقيقته.. إن الإنسان يرجوا الرب وينتظر الرب، ليس في قلق، ولا ضجر، ولا في تذمر، ولا في شك. ولكن ينتظر الرب، وقد تشدد قلبه، هو قوي القلب في الداخل، قوى بالإيمان إن الرب يعمل، لا أقول أن الرب سيعمل، فهذا مستوى ضعيف. وإنما أقول أن الإنسان يكون عنده رجاء أن الرب يعمل فعلًا. أنت لا تؤمن أن الله سيعمل في المستقبل، وإنما ينبغي أن تؤمن أن الله يعمل حاليًا. ولذلك يكون عندك رجاء، فيما لا تراه من عمل الله، ولكن توقن تمامًا وتثق أن الله يعمل. إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة أنها واقفة في الجو، بينما تكون في سرعة أكثر من ثمانمائة كيلو مترا في الساعة، ولكنها تبدو واقفة! وبعض المراوح الشديدة الحركة تبدو متوقفة، وهي تكون في اقوي درجة من السرعة، وكذلك الكثير من الأجهزة. الله يعمل، أنت لا تراه يعمل لكن تؤمن بذلك، ويكون لك رجاء بنتيجة عمله التي ستراها بعد حين. في الضيقات.. الإنسان الذي يرجو الله ينفعه قول المزمور "إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي، وأن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن". ولماذا هو مطمئن؟ لأنه يرجو عمل الله فيه، ويري كما كان أليشع يري، أن هناك جيوش الرب تحارب حول المدينة "وان الذين معنا أكثر من الذين علينا" (2 مل 6: 16) ويقول مع المرنم "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين، الفخ أنكسر ونحن نجونا" (مز 124). البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36553 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإنسان الذي عنده رجاء، لا ينظر إلي الضيقات، إنما ينظر إلي الله الذي ينتصر علي الضيقات. الذي قال "أنا قد غلبت العالم "ويظل فيه هذا الرجاء إلي أخر نسمة، في كل حين، في كل حال، في كل موقف، الرجاء لا يفارقه. وهذا الرجاء لا يعطى الإنسان سلامًا في القلب، طمأنينة في الداخل، فرحًا قلبيًا علي أساس، ولهذا يقول الرسول في الأصحاح الثاني عشر من رسالته إلي رومية "فرحين في الرجاء (رو 12). البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36554 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الرجاء بأن الله لا يعسر أمر عليه وأنه قادر علي كل شيء، الرجاء في محبة الله وفي مواعيد الله، الرجاء في الله الذي قال "لا أهملك ولا أتركك" الله الذي قال "ها أنا معكم كل الأيام وألي انقضاء الدهر" الذي قال "نقشتكم علي كفي" الذي قال "إن أبواب الجحيم لن تقوي عليها.. الرجاء في الله الذي عمل في القديم، والذي يعمل كل حين، الذي نقول له مثلما قالوا في القديم قم أيها الرب الإله وليتبدد جميع أعدائك، وليهرب من قدام وجهك كل مبغضي اسمك القدوس". الله الذي غلب العالم، نرجوه أن يغلب العالم أيضًا مرة أخرى، يغلب الإلحاد الذي في العالم يغلب الإباحية والمادية، ويغلب الحقد والكراهية التي في العالم ويغلب الانقسام والتفكك الذي في العالم ويغلب العنف واستخدامه الذي في العالم. البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36555 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هذا هو الإله الذي نرجوه الذي يعيد الأرض إلي صورتها الأولي. وأيضًا الله الذي يقف إلي جوار أولاده باستمرار، الذي رآه يوحنا في رؤياه وهو "في وسط المنائر السبع، وفي يمينه ملائكة الكنائس السبع" (رؤ 1: 20). فالله ما يزال وسط أولاده، وفي يمينه رعاه الكنائس وقادتها، وهو يقول لنا أغنيته الجميلة "لا يخطف احد من يد أبي شيئًا" (يو 1: 29). البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36556 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لنا رجاء في الله الذي قال عنه يوحنا الحبيب في رؤيا: "أبصرت وإذا باب مفتوح في السماء" (رؤ 4: 1). فالإنسان الذي يعيش في الرجاء باستمرار ينظر بابًا مفتوحًا في السماء ويري الله واقفًا في هذا البابا يقول إنه يفتح ولا احد يغلق" (رؤ3: 7). الله الذي يسعي لخلاصنا دون أن نسعى نحن، والذي يحبنا أكثر مما نعرف الخير لأنفسنا الله ضابط الكل الذي يقود الكون كله والذي حياة العالم كله في يديه. هو يدبر الأمور حسب حكمته التي لا تحد، نحن نرجو هذا الإله، ونحن نغني مع الرسول قائلين: "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رؤ 8: 28). ونقصد الخير بالمقاييس الإلهية وليس الخير بمفاهيمنا البشرية. الله هذا صانع الخيرات، هو الذي نرجوه. وهو الذي نعلق كل رجائنا عليه. وهو الذي نقول له في بعض الصلوات القداس الإلهي "يا رجاء من ليس له رجاء. معين من ليس له معين". ونقول في المزمور "الاتكال علي الرب خير من الاتكال علي البشر، الرجاء، بالرب خير من الرجاء بالرؤساء" (مز 118). الرجاء في مواعيد الله الصادقة والرجاء في الحياة الأبدية الجميلة، في القيامة السعيدة، الرجاء الذي نعلقه لا في أمور العالم، وإنما في ذلك الوطن السماوي، "المدين التي لها الأساسات التي صنعها وبارئها الرب" (عب 11). البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36557 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإيمان في حياة أخري جديدة لا تعرف خطية، ولا تعرف أثمًا، الإيمان في التجديد العجيب الذي نناله في السماء، حيث ترجع إلينا الصورة الإلهية الأولى، وفي وضع لا يخطئ فيما بعد، الرجاء في الحرية التي ننالها من الرب، بحيث تكون حرية تفعل الخير فقط، ولا تعود تعرف الخطية بعد، الإيمان بملكوت الله الذي نعيش فيه في ذلك الأبد، ونعد أنفسنا له من الآن. هذا هو الرجاء الحقيقي الذي نرجوا فيه ما لا يرى. لأن الأشياء التي ترى تدخل في العيان، وليس الرجاء. غنما نحن نرجو ما ننظره بالصبر، وليس ما نراه كما يقول الرسول "هذا الرجاء المفروض أن ندعو الجميع إليه". المفروض أن نقول لكل احد: إن كل باب مغلق له ألف مفتاح، والله يستطيع أن يفتح جميع الأبواب المغلقة ونقول له أن كل ظلمه لابد بعدها نور، وكل مشكلة لها حل أو عشرات الحلول وكل ضيقة لها إله هو إلهنا الصالح الذي يخرج من الجافي حلاوة، ومن الآكل آكلًا. والذي يحول كل الأمور إلي الخير، كل الأمور التي نمر بنا في حياتنا إن كانت خيرًا ستصل إلينا صانع الخيرات يحول الشر إلي الخير. البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36558 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لذلك نحن نعيش في الرجاء فرحين باستمرار يملأ قلوبنا، لأننا لا نعتمد علي ذواتنا ولا علي وسائط عالمية، إنما نعتمد علي الله الذي يعمل كل خير في هذا الرجاء أحب أن نعيش جميعًا، ككنيسة ترجوا ملكوت الله وتنتظره، وترجو عمل الله فيها كل حين، ونؤمن بعمله، وكعالم واسع الأرجاء في كل قاراته، يرجو من الله أن يسود السلام في كل مكان ويسود الخير في كل مكان،، ويرجع الحب إلي قلوب الناس جميعًا، فيرتبطون به، ويعيشون به وكما قال المسيح "بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض". هذا الرجاء إن لم يكن فينا فلنطلبه كعطية مجانية من الله، الذي يملأ القلوب بسلامه وبرجائه البابا شنودة الثالث |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36559 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ماذا عن خطايانا؟ ![]() يخبرنا الرب أننا عندما نتوب توبة حقيقية ونؤمن بكفارة المسيح على الصليب من أجلنا، فإنه يغفر لنا خطايانا. قال النبي: "يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 7:19). في أعماق البحر يسود ظلام دامس ولا يصله النور، هكذا يطرح الله خطايانا في موضع لا يراه أحد. يا لعظمة هذه النعمة! وفي موضع آخر قال النبي داود: "كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا" (مزمور 12:103). الله لم يقل بأنه أبعد عنا معاصينا كبعد الشمال من الجنوب، لأن هذين القطبين هما نقطتين ثابتتين... إذا انطلقت شمالاً فإنك تصل إلى نقطة ترجع منها إلى الجنوب. ولكن، ليس هناك نقاط ثابتة في الشرق والغرب بسبب دوران الأرض. الشرق والغرب متباعدان بصورة مطلقة ولا مجال لهما للالتقاء. هكذا أيضاً ما يفعله الله لكل من يتوب ويؤمن به، يبعد عنه معاصيه ولا مجال له للالتقاء بها. يا لعظمة هذه الرحمة!!! ثم قال إشعياء: "هُوَذَا لِلسَّلاَمَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ لِيَ الْمَرَارَةُ، وَأَنْتَ تَعَلَّقْتَ بِنَفْسِي مِنْ وَهْدَةِ الْهَلاَكِ، فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ" (إشعياء 17:38). التعبير "وراء ظهرك" يعني وراء الإنسان وبين أكتافه. يا للروعة! المكان الوحيد الذي لا يقدر الإنسان أن يراه هو بين أكتاف ظهره. وبحسب المفهوم البشري يقول الله أنه وضع خطايانا وراء كتفي ظهره، أي في موضع لا يقدر أن يراها، يا لعظمة هذه المحبة! طرح خطايانا في أعماق البحر حيث لا يصلها النور ولا يراها أحد. كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا ولا يعود يذكرها فيما بعد. وطرح خطايانا وراء ظهره حيث لا يقدر أن يراها. هللويا! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36560 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حياة الرجاء يلزمها الثقة ![]() حياة الرجاء يلزمها الثقة في الله، والثقة في مواعيده، وفي عمله وفي محبته لك وللكل، وفي حكمة تدبيره. لكي يمتلئ قلبك بالرجاء، ينبغي أن تثق بأن الله يحبك أكثر مما تحب نفسك وانه تعرف ما هو الخير لك أكثر مما تعرف أنت بما لا يقاس. وأن كل تدابير الله من جهتك هي في عمق الحكمة والخير، مهما غير ذلك من خلال الشك.. ولابد أنك تعلم انك في يد الله وحده، ولست في يد الناس ولا في أيدي التجارب والأحداث، ولا في أيدي الشياطين.. أنت في يد الله وحده. والله قد نقشك علي كفه (إش 49: 16). وقد يظلل عليك بجناحيه (مز 90) ويحرسك الليل والنهار، ويحفظ دخولك وخروجك (مز 120). ومن محبته لك، دعاك أبنًا له (1 يو 3: 1). وهو الراعي الذي يرعاك فلا يعوزك شيء (مز 23: 1). نحن كلنا شعبه وغنم رعيته. ولا يمكن لله كراع صالح أن يغفل عن غنمه. ولا يمكن له كأب أن يغفل عن أولاده. أما إن كان لديك مشكلة، فيريحك جدًا أن تنتظر الرب. ولابد أنه سينقذك منها. فهذه نصيحة مباركة يقدمها لنا أحد مزامير صلاه باكر، يقول فيها المرتل: "انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب" (مز 26 [27]). و النصيحة التي يقدمها لنا هذا المزمور، ليس مجرد أن ننتظر الرب، وإنما أن ننتظره في قوة، ونحن متشددون في الداخل.. لا ننتظر الرب في ضيقة، أو في ضجر وتذمر واحتجاج: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟ أين محبته؟ أين عمله؟! ولا ننتظر ونحن نشك في عمل الله، أو نشك في قيمه الصلاة وفاعليتها!! ولا ننتظر الرب في ضعف داخلي، وفي انهيار، وقد فقدنا معنوياتنا!! كلا، فكل هذه المشاعر ضد فضيلة الرجاء، فالإنسان المضطرب أو اليائس أو الخائف أو المنهار، يدل علي انه فاقد الرجاء.. لأن الذي ينتظر الرب في رجاء، إنما يمنحه الرجاء قوة. وكما قال إشعياء النبي: "وأما منتظرو الرب، فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. ويمشون ولا يعيون" (إش 40: 31) فما معني عبارة "يجددون قوة"؟ معناها أنه كلما حاربهم الشيطان بالقلق أو بالضعف والاضطراب، تتجدد القوة فيهم من تذكرهم لمواعيد الله الصادقة، وصفاته الإلهية المحبوبة باعتباره الأب والراعي والحافظ والسائر والمعين.. الله الحنون، المحب، صانع الخيرات، الذي لا يغفل ولا ينام.. فكلما يتذكرون صفه من هذه الصفات تتجدد القوة فيهم، ويرفعون أجنحة كالنسور. إن منتظر الرب يثق ثقة لا تحد بمحبة الله الفائقة للبشر، وبحكمة الله التي هي فوق إدراكنا البشري.. يثق أن الله يعطينا باستمرار دون أن نطلب، وقبل أن نطلب. فكم بالحري إن طلبنا.. وهو يثق أيضًا أن الله يعطينا ما ينفعنا، وليس حرفية ما نطلبه. لأنه ربما تكون بعض طلباتنا غير نافعة لنا.. وهنا تظهر حكمة الله في محبته.. لذلك في حياة الرجاء، لابد أن تثق بحكمة الله في تدبيره. لا تطلب وتصر. أنما أطلب وقل: لتكن مشيئتك.. وحينما تقول: "لتكن مشيئتك" ليكن ذلك بفرح، بغير ألم ولا حزن. هناك أمور كثيرة لا تدريها. وهي معروفه ومكشوفة أمام الله. ربما الذي تطلبه، لا يكون مناسبًا لك ولا نافعًا لك. وربما الوقت الذي تحدده، يعرف الله تمامًا أنه غير صالح، ويري أن تأجيل الاستجابة أفضل.. لذلك تواضع، وأترك الحكمة الله أن تتصرف. وانتظر الرب في ثقة.. أليس من المخجل أننا نثق بذكائنا وفطنتنا أكثر مما نثق بالله! إننا نضع حلولًا للأمور، واثقين أنها أفضل الحلول، أو أنها الوحيدة النافعة. وربما يكون في ذهن الله حل آخر لم يخطر لنا علي بال، هو أفضل بما لا يقاس من كل تفكيرنا. ليتنا إذن نثق بالله.. وننتظر حله في رجاء. |
||||