منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 03 - 2021, 02:07 PM   رقم المشاركة : ( 36521 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخنوخ والسير مع الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ
مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ
( تكوين 5: 22 )
يا له عالمًا من المعاني متضمن في هذه الكلمات القليلة: ”سار“! وهي تُشير إلى النشاط لا الراحة، سواء نشاط العقل أو نشاط الجسم. أنشطة عقل أخنوخ كانت في طريق الاتصال والشركة، كما كانت في طريق الخدمة أيضًا. وذلك كله ”مع الله“. كان الرب الإله يسير مع آدم في الجنة قبل السقوط ( تك 3: 8 )، ولكن أخنوخ كان وسط مشهد من الخراب المتزايد والعنف، فلم يكن ممكنًا أن يسير الله معه كما فعل مع آدم قبل السقوط، ومن ثم فإن أخنوخ هو الذي سار مع الله. لقد عرف الله نفسه، وعاش وتحرك تحت إمرته، واستمد وجوده منه. بالجسد وطأ الأرض التي لم تَعُد بعد مكانًا لائقًا للسير مع الرب الإله في برودة شر أيامه، وبالروح سار مع الله في مكانه، ووسط أموره.

ومع ذلك هو لم يكن ناسكًا أو شخصًا خياليًا مُبهمًا، لأنه مكتوب: «وسارَ أخنوخ مع الله بعد ما ولدَ متوشالح ثلاث مئة سنة، وولدَ بنين وبنات». لقد انخرط في حياة إنسانية عادية، وعرف التجارب البشرية المعتادة؛ مآسيها وأفراحها. لقد اختبر أفراح إنشاء أسرة. وعلى الرغم من ذلك فقد سار مع الله ليس بصفة عارضة أو سطحية، بل بإصرار دؤوب لفترة ثلاث مئة سنة. ويا لها من مسيرة رائعة! أطول مسيرة سجلها المكتوب. وفضلاً عن سيره مع الله بالروح، سار مع الناس بجسمه حاضرًا معهم، عارفًا بطرقهم وخطاياهم، شاهدًا لله أمامهم.

والملمَح الثاني الذي يُميز أخنوخ هو أنه شهد لله. ويُخبرنا يهوذا عن هذا الأمر مسجلاً موضوع شهادته «وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليصنع دينونةً على الجميع، ويُعاقب جميع فُجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فَجَروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاةٌ فجار» (يه14، 15). حتى في هذه الحقبة الباكرة من تاريخ العالم كان ثَمة شهادة واضحة لظهور الله بالمجد، ظهور من شأنه أن يقنع الفجار. لم يبخل أخنوخ على سامعيه رغم كونهم فجارًا بالأفعال والكلمات.

ويا له من أمر لافت للغاية أن تتكرر - لثلاث مرات - لفظة ”فُجَّار“ ومشتقاتها في يهوذا 15! فنحن لا نقرأ أن أحدًا رجع إلى الله نتيجة شهادة أخنوخ، ولكنها شهادة اتَّسَمت بأقصى قدر من الأمانة والقوة.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 36522 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أدَمَ .. أين أنتَ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«سَمِعْتُ صَوْتكَ فِي الْجَنةِ فَخَشِيتُ، لأني عُرْيَانٌ فَاختبَأْتُ»
( تكوين 3: 10 )



بعد أن كان القرب من الله - قبل دخول الخطية – مُتعة لقلب الإنسان، أصبح بعد الخطية مبعَث رعب وخوف لا يُحتمَل. واختبأ آدم وحواء وراء الأشجار. لقد نجحا ظاهريًا في ستر عورتيهما عن أعينهما، لكنهما ارتعدا من صوت الرب الإله. وتعيس هو الإنسان الذي يسعى لأن يخفي نفسه عن الله.

كان آدم خائفًا وهو يعترف أمام الله الذي دعاه من مخبئه. وحقًا يرتعب الضمير المُستذنَب في محضـر الله. صحيح الله طرد الإنسان من الجنة، لكن قبل أن يطرده الله، كان الإنسان قد هرب واختبأ من محضـر الله. وتصدَّعـت علاقة الله بالإنسان، وليس في وِسع الإنسان أن يُرمِّم هذه الثغرة أبدًا «خَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».

أما أن يُبرِّر آدم نفسه بإلقاء اللوم على غيره، فهذا لم يسعفهُ أبدًا. كما لم ينفعه الاختباء وراء الأشجار. وأصعب الأشياء على الخاطئ أن يعترف صادقًا – دون التواء – اعترافًا كاملاً بخطيته. وإدانة الذات هي ثمرة من ثمار النعمة بواسطة الإيمان. إن الضمير الشرير يخاف من الله، ويستصعب الاعتراف بنتائج شرُّه. أما الله فإنه يتعقب الخطية إلى أبعد جذورها، فيسأل المرأة ويلعن الحيَّة، ويحكم على آدم وامرأته ( تك 3: 13 - 19).

ولا سبيل إلى سعادة الإنسان إلا بعودة الثقة في الله وفي محبته. لكن الشيطان لا يهدأ في كيده وعداوته، وباستمرار يُلقي بذار الشك حيث توجد بوادر السعادة والوئام مع الله. وغرضه أن يُبدِّد وأن يُكدِّر مصادر الخير. إنه ينتهز فرصة ثقة الناس في ذواتهم وقدرتهم على إسعاد أنفسهم، فيزدادون طرحًا للثقة في الله، بل يزدادون جهلاً ورفضًا لأن يستوعبوا أمر بركتهم وسعادتهم لله وحده، فلا يُسلِّموا أنفسهم بالتمام لمحبة المسيح الأبدية القادرة.

أما الله من جانبه فقد بيَّن بموت ابنه الوحيد أنه لا يطيق الخطية، وأن أجرة الخطية موت، وبعد الموت دينونة لكل مَنْ لا يؤمن. غير أنه، لكون ضمير الإنسان شريرًا، فكل جهوده، بالانفصال عن الله، تتجه إلى الاختباء عريانًا عن الله. هذه البادرة الأوليَّة أخذت أشكالاً في أجيال الإنسانية، سمَّاها الإنسان الإصلاحات الاجتماعية، مثل محاربة الجرائم بسن القوانين وإنشاء المحاكم والمؤسسات الثقافية والخدمات الاجتماعية، وجمعيات العمل الخيري .. إلخ. ولكن كل هذه مآزر من ورق التين، لا تنفع شيئًا، وتُخفي وقتيًا عري الناس وخزيهم، بل وتحجب عنهم عدالة دينونة الله المُعلَنة ضد حالتهم الساقطة.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 36523 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعبيص وأُمه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَكَانَ يَعْبِيصُ أَشْرَفَ مِنْ إِخْوَتِهِ.
وَسَمَّتْهُ أُمُّهُ يَعْبِيصَ قَائِلَةً: لأَنِّي وَلَدْتُهُ بِحُزْنٍ
( 1أخبار 4: 9 )



في العبارات التي قيلت عن يَعبيص، هناك تقريران: الأول تقرير الناس عنه، ويتمثَّل فيما رأته أُمه، أما التقرير الآخر فهو تقرير الله. وما أبعد الفجوة بين الطريقة التي يرانا الآخرون بها، والطريقة التي يرانا بها الله! قد يرانا الناس بصورة حسنة، ويرانا الله بطريقة مختلفة، وقد يرانا الناس كما رأوا يعبيص بصورة سيئة، ومع ذلك فرؤية الله له كانت رائعة ومُنصِفة.

«سمَّتهُ أُمهُ يعبيص قائلةً: لأني ولدتُهُ بحزن». وربما تكون أُمُّهُ قد اختبرت آلامًا معيَّنةً وهى تَلِده، فارتبط مجيئه بالحزن، ربما فقدت شيء غال عليها في وقت ولادته، أو حدثت كارثة ما في محيط الأسرة، وظل وجود يعبيص يُذكِّرها بما فاتها أو ضاع منها، لذلك عندما وُلِد سَمَّتهُ أُمُّه “يعبيص”، والاسم يعني “المُسبِّب للحزن” أو “جالب الحزن”. لم تفكِّر هذه الأُم في ابنها وتأثير ما أطلقته عليه بعد ذلك، ولكنها فكَّرت في نفسها وما مرَّت هي به. وما أكثر ما تكون أفكارنا محصورة في ذواتنا لا في الآخرين!

لقد أطلقت حواء على “قايين” هذا الاسم وَقَالَت: «اقتنيتُ رجلاً من عند الرب» ( تك 4: 1 )؛ وكان الأمل يملؤها في أن يكون هو الرجل الذي سيجلِب البركة والخير لنفسه وللآخرين ( تك 3: 15 ، 20)، وبعد أن كبر وعاش وظهرت حقيقته تحطَّمت آمالها كلها، فقد عاش قايين بصورة مُخالفة لتصوراتها وآمالها.

وأعطَت “أُم يعبيص” ابنها اسمًا يدُّل على شعورها بالحزن، ولكن الاختلاف بين حواء وأُم يعبيص، أن الأولى كان لديها أمل في ابنها وخابت آمالها، أما الثانية لم يكن لديها أمل فيه، ومع ذلك كان لله بجملته.

ومع أن ما فعلته أُم يعبيص هو الأسبق في حياته؛ أقصد إطلاق الاسم عليه، إلا أن الكتاب أول ما تكلَّم عن يَعْبِيصَ ذكر لنا تقرير الله عنه أولاً، وهو الشيء اللاحق والمتأخر، ومع ذلك ذكره الكتاب أولاً «وكان يعبيص أشرَف من إخوتهِ». كان يعبيص في نظر أُمُّهُ مُحزِن أو مُسبِّب للحزن، ولكنه في نظر الله « كان .. أشرَف من إخوتهِ». نظرت أُمُّهُ وقالت: إنه مُحزن، ونظر الله وقال: إنه «... أشرف من إخوتهِ». وكان كذلك لأنه كان رجل صلاة؛ عرف كيف يُصلى، ولمَن يُصلي.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:12 PM   رقم المشاركة : ( 36524 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نسل المرأة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«أضَع عداوة بينكِ وبين المرأة، وبين نسلِكِ ونسلها.
هو يسحقُ رأسَكِ، وأنتِ تسحَقينَ عَقِبَهُ»
( تكوين 3: 15 )



لقد بيَّن الله بموت ابنه الوحيد أنه لا يطيق الخطية، وأن أجرة الخطية موت، وبعد الموت دينونة لكل مَن لا يؤمن. غير أنه، لكون ضمير الإنسان شريرًا، فكل جهوده ـ بالانفصال عن الله ـ تتجه إلى الاختباء عريانًا عن الله. هذه البادرة الأوليَّة أخذت أشكالاً في أجيال الإنسانية، سمَّاها الإنسان الإصلاحات الاجتماعية، مثل مُحاربة الجرائم والشرور بسَّن القوانين وإنشاء المحاكم والمؤسسات الثقافية والاجتماعية .. إلخ. ولكن كل هذه مآزر من ورق التين، لا تنفع شيئًا، وتُخفي وقتيًا عري الناس وخزيهم، بل وتحجب عنهم عدالة دينونة الله المُعلَنة ضد حالتهم الساقطة.

لو كان الله غير موجود لأمكن للإنسان أن يكون سعيدًا في سقوطه وفي شروره. ولو كان الله موجودًا ولكنه لا يُحاسب ولا يُطالب ولا يهمه أمر الخطية، ولا وَزن لها عنده، ما كان للإنسان أن يخشى شيئًا. لكن ماذا يعمل الإنسان إذا استحضره الله للمحاسبة؟ هنا المشكلة.

والحل الإلهي لهذه المشكلة يجهله الإنسان والشيطان معًا. كان هذا الحل في إعلان نسل المرأة ( تك 3: 15 ). وأصبحت المشكلة في حقيقتها بين الشيطان ونسل المرأة؛ الإنسان الثاني (وليس آدم الإنسان الأول). وخلاص الله للإنسان من مشكلته يُعدّ وعدًا من الله لآدم وامرأته، فليس هو رجاء بتحسين وتلطيف حالة السقوط تدريجيًا في أنسالهما، بل كان تصريف الله أنه نطق بحكم قضائي قاطع على الشيطان وأعلن عن المُخلِّص؛ نسل المرأة الذي يسحق رأس الحيَّة. كما أعلن عن الطريق التي يسلكها نسل المرأة في ذلك، وهي أن يُسحَق عَقِبَه أولاً، أي يموت بديلاً ونائبًا عن الإنسان

إن كان آدم أراد اختلاسًا أن يكون كالله، فإن ذاك الذي لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله، أخلى نفسه، وصار إنسانًا، وأطاع حتى الموت موت الصليب. ولم يكن ممكنًا أن يكون لآدم في سقوطه أي وعد، لكن صارت مواعيد الله كلها في الإنسان الثاني النَّعَم والآمين. وتُصبح هذه المواعيد من نصيب كل مَن يؤمن به. ومع آدم وحواء تكلَّم الله عن النتائج المباشرة للخطية، لكنه أصدر حُكمه على الحيَّة، وفي طيَّات الحكم أعلن عن نسل المرأة. ومن ذلك الوقت فصاعدًا أصبح رجاء الإنسان في هذا المُخلِّص الذي وضع فيه كل مقاصد نعمته.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 36525 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دودةٌ لا إنسانٌ!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«أَمَّا أَنـا فَدُودَةٌ لاَ إِنسَانٌ»
( مزمور 22: 6 )



«أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ» .. مَنْ هو الذي يقول هذا؟ إنه مُبدع الكون القدير. تأملي يا نفسـي في هذا اللغز العجيب واخشعي!

وكلمة دودة نطقها بالعبري ”تُولَعُ“، هو اسم أحد قضاة إسرائيل ( قض 10: 1 )، ويُعتبَر رمزًا لقاضي إسرائيل الحقيقي لكن المرفوض ( مي 5: 1 ). ويُستخدَم هذا الاسم للتعبير عن ديدان صغيرة حمراء اللون، تُجمَع بهز الشجر الذي توجد فيه، وعندما تُسحق تلك الديدان تتخضب تمامًا بالدم القاني، مما يُذكِّرنـا برَجُل الأحزان الذي لأجلنا كان دامي الرأس والظهر واليدين والرِجْلَين والجنب، وذلك من آثار الشوك والسياط والمسامير والحربة. أما سحق تلك الديدان، فكان يعطي أفخر الصبغات الحمراء الزاهية، والتي يُشار إليها في نبوة إشعياء باسم ”الدُّودِيِّ“، أو ”القِرْمِزِ“ ( إش 1: 18 ). ولقد كانت هذه الصبغة مُكلِّفة وغالية، وكان يُصنَع منها ثياب الملوك والأُمراء. وهكذا سُحق ربنا يسوع - تبارك اسمه - حتى نلبس نحن المجد والبهاء!

عندما مات شاول الملك، رثاه داود بالقول: «يَا بَنَاتِ إِسرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ» ( 2صم 1: 24 ). لكن الواقع إنه ليس شاول هو الذي عزَّز بنات أورشليم (قارن 1صم8: 13)، بل إن الذي كسانا بالعز حقًا هو المسيح.

لقد قَبِل ذاك المجيد - الذي تتعبَّد له الملائكة - أن يتألم وأن يُهان من أجلنا حتى ما نرتدي نحن الحُلَّة الأولى. قَبِل أن يُسحَق من أجل آثامنا. وهل هناك ثَمة صعوبة في سحق دودة؟! أ يحتاج ذلك إلى قوة أو جبروت؟! في الواقع ما أسهل أن تسحق دودة! وماذا تستطيع تلك الدودة أن تفعل سوى أن تتألم وأن تعاني؟! والرب تبارك اسمه ارتضـى أن يكون كذلك. ومع أن بيلاطس قال عنه في المُحاكمة: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!» ( يو 19: 5 )، لكنه الآن وهو مُعلَّق فوق الصليب يقول عن نفسه: «أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ»!

لقد سحَـق الله المسيح وهو فوق الصليب، والسبب لذلك هو خطايانا. يقول الوحي: «وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا ... أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالحَزَنِ» ( إش 53: 5 ، 10). لكننا نرى كيف استخدم الشيطان البشر جميعهم في سَحق رجل الأحزان ربنا يسوع المسيح، فتمَّت الكلمات التي كان الرب الإله قد قالها في الجنة للحيَّة: «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ» ( تك 3: 15 ).
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 36526 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حواء والحَية‬

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

‫«ولكِن لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ،
أَرسَلَ اللهُ ابنهُ مَولُودًا مِنِ امرَأَةٍ»â€¬â€«
( غلاطية 4: 4 )
‬



‫ كان غرض الحيَّة في حديثها مع حواء، هو: إسقاطها في الخطية، بعدم الطاعة لوصية الله، وعصيانه. وقد تأثرت حواء تأثيرًا ثلاثيًا:‬

‫ (1) غرَّتْها: «الحَيَّةُ غَرَّتْنِي فأَكَلتُ» ( تك 3: 13 )؛ وهنا نرى العالم في إغرائه: إن حديث الحَيَّة مع حواء عن الشجرة المُنهى عن الأكل منها، أضفى على الشجرة بهجة خاصة أمام حواء، دون كل شجر الجنة «رَأَت المَرأَةُ أنَّ الشجرةَ جيِّدةٌ للأَكل، وأَنها بَهِجَةٌ للعُيونِ، وأَن الشجَرةَ شَهِيَّةٌ للنظَرِ» ولم تكتفِ الحية بهذا الإغراء، بل أقنعت المرأة بأنه بالأكل من ثمرها سيكسب كل من آدم وحواء بصيرة وحكمة إلهية «يومَ تَأْكُلاَنِ منهُ .. تكُونَانِ كاللهِ عَارِفَيْنِ الخَير والشرَّ» وأيضًا، لن تكون هناك عواقب للخطية! «لَن تمُوتَا!». وهكذا جمَّلت الحيَّة الشجرة للمرأة، وخفَّفت نتيجة الخطية. فوقعت المرأة في فخ الإغراء.‬

‫ (2) خدعتها: «كما خدَعَت الحيَّةُ حوَّاءَ بمكرِهَا» ( 2كو 11: 3 )؛ وهنا نرى الشيطان في خداعه: لقد «كانتِ الحيَّةُ أَحْيَلَ جَميعِ حيواناتِ البرِّيَّة»، لذلك استخدمها الشيطان في خداع حواء. فلم يُظهِر إبليس نفسه لحواء كعدو لله، بل كصديق للإنسان! «ولا عجَبَ. لأَنَّ الشَّيطانَ نفسَهُ يُغَيِّـرُ شَكلَهُ إِلَى شِبْهِ ملاكِ نُورٍ!» ( 2كو 11: 14 ). فانخدعت حواء بحيلة الحيَّة ومكرها، وسايرَتها في الحديث، إلى أن أسقطتها الحية بالخديعة.‬

‫ (3) أغوَتها: «المَرأَةَ أُغوِيَت فَحَصَلَت فِي التَّعَدِّي.» ( 1تي 2: 14 )؛ وهنا نرى الجسد في شهواته: استطاعت الحيَّة بحديثها مع حواء، أن تُثير ما فيها من شهوة. مثلما يحدث معنا. وهذه الشهوة من نتاج الجسد. لذلك دَنَت حواء من الشجرة المَنهي عن الأكل منها، فصارت آلة في يد الشيطان! فبدلاً من أن تكون مُعِينًا لآدم، كانت سببًا في سقوطه! «فَأَخذَت من ثمَرِهَا وأَكلَت، وأَعطَت رَجُلَها أَيضًا معَها فأَكلَ .. وعَلِمَا أَنَّهُمَا عُريَانانِ» ( تك 3: 7 ).‬

‫ وهكذا نجد أعداء المؤمن الثلاثة: العالم بإغرائه، والشيطان بخداعه، والجسد بشهواته، وقد تحالفوا ضد الإنسان ليُسقطوه .. وقد كان!‬

‫ وإن كان الشيطان قد أدخَلَ الخطية، وعقوبتها - الموت للإنسان – وذلك عن طريق المرأة، لكن النعمة تنتصـر، لأنه عن طريق المرأة أيضًا، أتى المسيح المُخَلِّص (نسل المرأة) الذي سحَق رأس الشيطان، المُتمثل في الحيَّة ( تك 3: 15 ).‬
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:21 PM   رقم المشاركة : ( 36527 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نسلُ المرأةِ‬
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‫«هُوَ (نسلُ المَرأَةِ) يَسحَقُ رَأسَكِ، وأَنتِ تسحَقِينَ عَقِبَهُ»â€¬â€«
( تكوين 3: 15 )
‬
‫ هناك نوع من الشـر تأصل في داخلنا، وهو الميل لإعطاء العذر لأنفسنا. فآدم ألقى اللوم على المرأة «المَرأَةُ التي جَعَلتهَا مَعي هيَ أَعطَتنِي ... فأكلتُ» ( تك 3: 12 ). وكأنه يُريد أن يقول: ”لماذا أعطيتني هذه المرأة؟ إن عطيتك لي هي السبب في قيادتي إلى الخطية“. وهو بذلك يُريد أن يبعد الذنب عن نفسه، ويجعله بين الله والمرأة. ومن ذلك الحين صار أمرًا عاديًا بالنسبة لطبيعتنا الفاسدة أن نطرح مسؤولية خطايانا على شخص آخر. ‬

‫ ولا توجد كلمة مُعزية في كل ما قاله الله لآدم أو لأمرأته؛ لا يوجد إلا الحزن والمُعاناة، التعب والألم والموت ( تك 3: 16 -19). إن الله عندما يُظهِر للإنسان خطيته فهو يقصد أن يُقنع ضميره بخطئه، ثم تأتي النعمة والخلاص، وعندئذٍ يستطيع الإنسان أن يفرح. لكن قبل ذلك يريد الله من الخطاة أن يشعروا بخطاياهم وأن لا يجدوا أية راحة إلا عنده وفيه. ولهذا لا بد أن يُبعدهم عن ذواتهم تمامًا. ‬

‫ لنفرض أن لي طفلاً عنيدًا ومُتمردًا، فهل من المعقول أن أجعله يشعر بالسعادة وهو في عناده وتمرُّده؟! كلا بل بالعكس، لا بد أن أُشعره بخطئه وشقائه في عناده. إنني أشتاق إلى مسامحته؛ إلى استمالته لطلب المسامحة، لكن قبل ذلك لا بد أن يشعر بخطئه، ويعترف به. ‬

‫ على أن الله المُحبّ لم يترك هذين الخاطئين المسكينين دون شعاع من الأمل والراحة. فقال للحيَّة: «هو (نَسلُ المَرأَةِ) يسحَقُ رَأْسَكِ» ( تك 3: 15 ). ولقد كان المسيح هو هذا النسل الموعود به. لقد دخلت الخطية إلى المشهد، والعلاج هو إبطالها وإبعادها تمامًا بواسطة شخص آخر. والعجيب أن البركة لا بد أن تجيء بواسطة نسل المرأة؛ المرأة التي عن طريقها أتَت اللعنة. وهذه هي النعمة. ‬

‫ والله الذي منع الإنسان من الاقتراب منه، هو الذي أعدَّ العدة لإعادته إلى محضـره. إن الاقتراب إلى الله بواسطة دم المسيح الثمين هو امتياز كل مؤمن بالمسيح. وكيف نال الإنسان هذه البركة؟ بفضل نعمة الله الكاملة. لقد أحبنا المسيح وأسلَمَ نفسه لأجلنا. والله يريد أن نرى خطايانا كالفاصل بيننا وبينه، ثم نتحوَّل عن تبرير أنفسنا إلى الحكم عليها وإدانتها. وبهذا نُبرّر الله في حُكمه علينا، أي يكون لنا فكر واحد مع الله من جهة أنفسنا، وعندما نرى خطايانا كما يراها الله، فهذا يقودنا إلى التوبة. وهذا هو عمل حق الله وقداسته في قلوبنا. وحينئذٍ نجد النعمة الكاملة لمُلاقاة احتياجنا. ‬
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 36528 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القميص والسيف النعمة والعدل


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا...
فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ
( تكوين 3: 21 - 23)




في الأصحاح الثالث من سفر التكوين نجد رجلاً خاطئًا مُذنبًا عُريانًا، وفيه أيضًا يتمثَّل أمامنا الله بنعمته مُعالجًا هذا الخراب، مُطهِّرًا الذنب، كاسيًا العُري. وكل هذا يفعله حسب قصده؛ فهو يُسكِت الحية ويحكم عليها بالسحق الأبدي، ويؤسس مجده الأبدي، ويعدّ الحياة والبر للخاطئ بواسطة نسل المرأة. ولا شك أن هذه هي النعمة التي لا مثيل لها؛ النعمة المُطلقة التي بلا شرط، النعمة الكاملة، نعمة الله. بل ويُعطي الرب ابنه ليكون نسل المرأة المسحوق لأجل فداء الإنسان، ويذبحه ليُهيء ثوبًا من البر الإلهي، يكتسي به الخاطئ العريان. وهذا أيضًا مِن مُجرَّد النعمة الخالية مِن كل تشويه.

غير أنه يجب أن نلاحظ ظهور النعمة مقترنة بظهور العدل الإلهي. فإن كانت النعمة قد كَسَت الإنسان، ولكن العدل طرده مِن الجنة «وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما» (ع21)، ولا شك أن هذا عمل النعمة الصافي، إلا أننا نقرأ في الوقت نفسه «فطرد الإنسان وأقامَ شرقيِّ جنة عَدن الكروبيم ولهيب سيف متقلِّب لحراسة طريق شجرة الحياة» (ع24)، وهنا يتضح لنا عمل العدل الخطير الذي يكسر النفس ويُخضِعها. فكما كان قميص الجلد ثمرة حلوة مِن ثمار النعمة، فلهيب السيف المتقلِّب علامة خطيرة للعدل. وكان آدم موضوع كليهما؛ فكلَّما نظر إلى القميص انشغل بالنعمة الإلهية، وكلَّما تطلع إلى السيف تذكَّر العدل الإلهي. ولذا يجب أن نعتبر القميص والسيف منظَرين أوليين للنعمة والعدل. وحيثما يتحد عمل النعمة والعدل فالنعمة تغفر، ولكن العدل يدور دورته المرعبة؛ فقد نال آدم غفرانًا تامًا، غير أن خطيته قد أنتجت نتائجها، فقد أُزيل ذنب ضميره، ولكنه بقيَ «عَرَق وجهِهِ» (ع19). فقد ذهب مُبرَّرًا مكتسيًا، ولكنه استمر وسط «الشوك والحَسَك» (ع18). وقد يُطعَم سرًا مِن ثمار النعمة الحلوة، بينما يعترف جهرًا بسلطان العدل وتأثيراته العَلنية.

إن عدل الله قضى أن يُطرَد الإنسان، لكن لم يكن ذلك قبل أن تعفو النعمة وتُلبِسه ثوبها الجميل. قد طرده العدل إلى عالم الأحزان، لكن لم يكن ذلك قبل أن تضع النعمة في يده مصباح الوعد الذي يُفرحه وسط تلك الأحزان، ويُمكنه أن يسير تحت عبء قوة هذا العدل كلما اختبر في نفسه مقدار النعمة الغنية.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 36529 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقمصة مِن جلد


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَصَنَعَ الرَّبُّ الإْلهُ لآِدَمَ وَامْرَأَتِهِ
أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا
( تكوين 3: 21 )



يُخبرنا سفر التكوين والأصحاح الثالث كيف دخلت الخطية، وكيف أفسدَت الإنسان. فكان أسلوبُ إبليس كالتالي:

أولاً: رأت حواء الشجرة أنها جيدة للأكل، ثم رأتها ثانيًا بهجة للعيون، وثالثًا شهية للنظر تجعل المرء حكيمًا. فالشيطان يعمل دائمًا من الخارج إلى الداخل. أما الله عندما يعمل فإنه يبدأ من قلب الإنسان من الداخل.

حاول الإنسان أن يغطي عُريه وخطأَه بأوراق التين التي تُمثل التديُّن والأعمال الصالحة، ولكن هيهات أن يُجديه ذلك نفعًا. وبدلاً من أن يقود الرجل المرأة إلى طريق الأمان والخير، تبعَها في طريق الغدر والعصيان. وبدلاً من أن تُطيعَ المرأة رجُلَها، استغلَّت عواطفَه لتجعلَه يشاركها في التمرُّد على الله. وجاء سؤال الرب لهما كدعوة لكليهما للاعتراف بحالتهما وبالخطية التي أدَّت إلى ذلك الوضع المُزري.

عندما راحَ الله يبحث عن الإنسان في الجنة نادى عليه قائلاً: «أين أنتَ؟»، الله بحث عن الإنسان. والخلاص عبارة عن بحث الله عن الإنسان وليس العكس. الإنسان هربَ من وجه الله، والله هو الذي فتشَ عنه ودعاه. وقد قال أحدهم: “إنها دعوة البر الإلهي التي لا تتغاضى عن الخطية، ودعوة الحزن الإلهي التي تحزن على الخاطئ، ودعوة المحبة الإلهية التي تُخلِّص الإنسان من الخطية”.

ولكن كيف كان العلاج الإلهي لمشكلة أدم وحواء في الجنة؟ اسمع لقول الكتاب: «وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصةً من جِلد وألبسهما» ( تك 3: 21 ). وحتى يحصل الله على جلد الحيوانات كان لا بدَ له أن يذبحَها. وهنا نجد أول تلميح إلى الذبيحة في الكتاب المقدس. لقد رفض الله المآزر التي صنعاها من أوراق التين، وألبسهما جلدَ الحيوان، وهكذا سُفِك الدم من أجل الستر.

في الواقع هناك دروسٌ أربعة نتعلَّمها من استبدالِ أوراق التين بجِلد الحيوان.

أولاً، لا يمكنُك يا صديقي أن تأتي إلى الله بأعمالك الصالحة، بل علينا أن نأتي اليه كما نحن بعُريِنا وخطيتِنا.

ثانيًا: أوراقُ التين غير مقبولة لأنها من صُنع الإنسان.

ثالثًا: أن الله هو الذي يوفرُ الغِطاءَ اللازم.

ورابعًا: نحصلُ على هذا الغطاء بواسطة الدم والموت، موت المسيح الكفاري على الصليب.
 
قديم 30 - 03 - 2021, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 36530 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,297,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أين أنت؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟»
( تكوين 3: 9 )



واضح أن ثقة آدم وامرأته في الرب كانت قد ضاعت، لأن الخطية ملأت قلبيهما رعبًا وعدم إيمان، وما عاد لصوت الرب جاذبيته السابقة! صحيح أنهما اكتسبا معرفة الخير والشر، وإنما لإذلالهما واحساسهما بصغر شأنهما! وهكذا لم يخلف أبوانا لنا، الموت فقط، بل والضمير الشرير؛ وهي تركة البؤس! فالإنسان الذي يستشعر الشر ينفر من الله، ويُسيء الظن به.

وما أشد المباينة هنا بين خاصة المسيح الذين يسمعون صوته ويتبعونه. لكن صوت الرب لم يوقظ في قلب أبوينا سوى الخوف الذي له عذاب، ولا يمكن للضمير أن يفعل غير ذلك للإنسان المُذنب، إلى أن يؤمن بشهادة الله للمسيح. والمسيح هو الشاهد لمحبة الله الذي أرسل إلى العالم ابنه الوحيد، لكي نحيا به؛ لا بل وقد أرسله كفارة لخطايانا. ذلك أن الخطية هي موت أدبي، ويُقال لنا بوضوح إننا كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا. فإذا ما توسطت المحبة وتدخلت لكي تُخلِّص، فهي إنما تُخلِّص لتُعطينا حياة أبدية.

«فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟» ... ذلك هو أول نطق إلهي للإنسان الساقط. ويا له نطقًا حافلاً بالحق، فإنه يُعلن أن الإنسان قد ابتعد عن الله. لقد قضى على نفسه أدبيًا قبل أن يسمع النطق بالحكم الرهيب. صحيح أننا نقرأ أن الله «طَرَدَ الإِنْسَانَ» ( تك 3: 24 ). لكن الإنسان ابتدأ بالاختباء من وجه الرب، وهكذا جاء النداء: «أَيْنَ أَنْتَ؟». لم يُكلّف الإنسان نفسه مؤونة الاعتراف بخطيته وخرابه، لكن تصرفه كشف عن القصة، وكلمة الله أعلنت الحقيقة. ولا سبيل للعودة إلا في ابن الله، الإنسان الثاني، الذي هو الطريق والحق والحياة. هو وحده الذي يُحطِم قوة العدو ولو أن ذلك على حسابه، وحساب الآب الذي أرسله لهذا الغرض. فله كل الشكر والحمد.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025