وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

الصلاة هي مصدر وأساس لبركات لا تحصى هي قوية للغاية.. الصلاة مقدمة لجلب السرور
على الإنسان أن يردد على الدوام صلاة "ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ" سواء أثناء عله أو سيره أو أكله أو راحته حتى يتغلغل اسم ربنا يسوع المسيح في أعماق القلب ويحطم كبرياء الحية القديمة الرابضة في الداخل لإنعاش الروح. لذلك داوم بلا انقطاع على ترديد اسم الرب يسوع حتى يحتضن قلبك فيصير الإثنان واحدًا.
ليتنا ننتفع بضرورة الصلاة وندرك أن في تركها فقدان حياة النفس إذ هما شيء واحد لا ينفصل



(يوحنا ذهبي الفم)
-------------------------------------------------------------

[Mary Naeem]

الصلاة سور الإيمان وسلاح ودرع ضد العدو الذي يراقبنا من كل ناحية،

لذلك ليتنا لا نسير قط غير مسلحين بالصلاة، النهار .
متيقظين لحالنا، وبالليل ساهرين،

حافظين على الدوام قوام جنديتنا بأسلحة الصلاة

(العلامة ترتيليان)

[Mary Naeem]

الدقائق القليلة التي نقفها قبل الصلاة لها تأثير في روح الصلاة ويجب أن لا نغفلها
لا يمكن أن يدوم العقل في الصلاة بدون فكر، ولكن نريد أن يكون فكره في الصلاة نفسها وفي معاني كلماتها
إذا بدأت الصلاة ولاحظت أن قلبك غير مستجيب للصلاة وقد شملته برودة، أوقف الصلاة وحاول أن تدخل الحرارة في قلبك، إما بذكر خطاياك واعترافك بها، وأما بذكر إحسانات الله عليك بالرغم من جحودك وشرودك الكثير.
إذا كنتَ عالِمًا أو طالبًا أو موظفًا أو ضابطًا أو باحثًا أو عاملاً، فاذكر أن أول وأهم ما يجب أن تتعلمه في الحياة يتركز في معرفتك الخلاص بالمسيح، وإيمانك بالثالوث الأقدس، وصلاتك كل يوم مع الله، ومواظبتك على الخدمات الكنسية، وترديدك اسم يسوع المسيح في قلبك لأنه قوة الله لخلاص



(الأب يوحنا كرونستادت)

[Mary Naeem]

يجب علينا لا أن نصلي فقط بلا انقطاع باسم يسوع المسيح،
ولكن نحن ملزَمون أن نظهرها ونعلمها للآخرين،
لكل إنسان على وجه العموم، إذ أنها لائقة ونافعة للجميع:
لرجل الدين ولرجل العالم، للخادم والمخدوم، للعالِم والأُمي،
للرجل والمرأة ، للشيخ والطفل. نوحي .
إليهم جميعًا بأهمية هذه الصلاة وندربهم على الصلاة بها بغير انقطاع



(غريغوريوس الكبير)

[Mary Naeem]

أتريد أن تقني الصلاة الدائمة؟ اجتهد في الصلاة ،
وحينما يرى الرب غيرتك وهمتك وسعيك في الصلاة يعطيك إياها



(أنبا مكاريوس الكبير)

[Mary Naeem]

الصلاة هي رفع العقل إلى الله



(يوحنا الدمشقي)
-------------------------------------------------------------

صلاة البار مفتاح السماء، وبقوتها يستطيع كل شيء.

هي حِمَى نفوسنا مصدر لكل الفضائل، السلم الذي نصعد به إلى الله،

هي عمل الملائكة، هي أساس الإيمان.



(القديس أوغسطينوس)

[Mary Naeem]

المسيح أم الآخر؟




«تكثر أوجاعهم الذين أسرعـوا وراءَ آخر»
( مزمور 16: 4 )



ما أتعس المؤمن الذي بعدما تذوَّق حلاوة ولذَّة الشركة مع الرب، يُعطيه القفا لا الوجه، ليُسرع الخطى نحو شيء آخر! ويا لغباوتنا حينما نترك ”الأبرع جمالاً من بني البشر“ (مزظ¤ظ¥: ظ¢) والذي به ”تَكثُر تعزيتنا“ (ظ¢كوظ،: ظ¥)، لكي ننشغل بآخَر به تَكثُر أوجاعنا! بل نترك الذي «حلقُهُ حلاوةٌ وكُـلُّـه مُشتهيات» ( نش 5: 16 )، لكي نتعلَّق بآخر نهايته المُـرّ والهوان!

والآخَر في مفهوم كلمة الله هو أي شخص أو أي شيء، يحرمنا من لذة التمتع بالرب وبمحضره. وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر قبيحًا، فهناك أمور قد أنغوي بها دون أن يَلومنـي عليها أحد، بل ربما أُمدَح عليها من الآخرين. وقد يأتي هذا المدح من إخوة مؤمنين؛ وهذا هو الأمر الغريب!

ومع أن الشاهد أعلاه يخص الأشرار، إلا أن الكتاب المقدس يذكـر لنا بعضًا من المؤمنين الذين أسرعوا وراء آخر، وفي مقدمتهم ”لوط“ الذي شرَّفه الرب بأن يكون «لوط السائر مع أبرام» (تكظ،ظ£: 5). لكنه ضَرب بهذه المسيرة السَّماوية عرض الحائط، فجلَبَ على نفسه المرائر والأحزان، فلقد دبر له الشيطان مكيدة لكي يحرمه من السير مع أبرام المؤمن؛ رجل المذبح والخيمة، بسبب مشاجـرة حدثت بين رعاته ورعاة عمه أبرام. ولكي يُطفئ أبرام نار المُخاصمة قال له: «لا تكن مُخاصمة بيني وبينك، وبين رُعاتي ورُعَاتك، لأننا نحن أخوان. أ ليست كل الأرض أمامك؟ .. إن ذهبت شمالاً فأنا يمينًا، وإن يمينًا فأنا شمالاً» (تكظ،ظ£: 8، 9). ولقد حدَّد أبرام هذه الاتجاهات بحكمة دون ذكر ”الشرق“ حيث سدوم، رائدة الانحطاط الخُلقي وقتئذٍ.

ومما لا شك فيه أن أبرام لم يكن يقصد أن ينفصل عنه لوط روحيًا، لكن فقط زمنيًا فيما يخص أعمال الرعاة. لكن لوط ثبَّت نظره على الشرق حيث سدوم، التي رآها «كجنة الرب كأرض مصر»، ويبدو أن مصر التي قضى بها وقتًا (تكظ،ظ£: ظ،)، كانت تُداعب خياله، فرأى في مدن الدائرة ما يعوِّضه. وإذ وجد ضالَّته المنشودة في عرض أبرام، نقل على الفور خيامه إلى سدوم «وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاةً لدى الرب جدًا» ( تك 13: 13 )، غير عالم أن قصته المأساوية ستُسطَّر على صفحات كتاب الله، كعِبرة لمَن يختار لنفسه، ويُسرع وراء آخَر.

[Mary Naeem]

حياة القداسة والطهارة



كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إلَى اللهِ؟ ( تك 39: 9 )



لقد انتصر يوسف في تجربة تُعتبر في الواقع أحرج التجارب وأقساها. تُرى ما الذي كوَّن شخصيته القوية النبيلة المُتعقلة؟ تُرى ما الذي جعله شريفًا رزينًا وفيًا، في موقف يسلب الطُهر والشرف، ويقضي على الأمانة والرزانة، ويُقوّض دعائم الإخلاص والوفاء، وقد كان إنسانًا مثلنا له غرائزنا وميولنا؟

بالتأكيد إن ما جعله يتصف بهذه الصفات هو اتصاله الحقيقي بالله. والدليل على ذلك أنه قال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟». فالله الذي كان بعيدًا كل البُعد عن ذهن امرأة فوطيفار، كان هو الكل في الكل بالنسبة إلى يوسف، إذ كان يعيش بالروح في حضرته، ويحس في كل حين بهيبته التي تطغي على كل هيبة.

ولكن كيف استطاع يوسف أن يكون متصلاً بالله اتصالاً وثيقًا في هذا الموقف، الذي يسلب الإنسان صوابه ويدفعه إلى ارتكاب الخطية دون وعي منه؟ الجواب: لأنه كان قد ألف العيش مع الله والطاعة له في كل الظروف والأحوال. فقد كان يعيش معه ويُطيعه عندما كان ابنًا مُدلّلاً في بيت أبيه، كما كان يعيش معه ويُطيعه عندما كان عبدًا في بيت وثني من الوثنيين. ومَن يألف العيش مع الله، ويُطيعه في كل الظروف والأحوال، يستطيع أن يكون مُتصلاً به ومُطيعًا له في أقسى التجارب، لأن إخضاع القلب لله والشركة العميقة معه، قبل مواجهة التجربة، يجعل الانتصار عليها سهلاً ميسورًا.

فيوسف، لأنه كان يعيش في حضرة الله، وجد السعادة، وكل السعادة، في التوافق معه. ولذلك رفض إتيان الخطية التي يتهافت عليها الكثيرون، ليس فقط لأنها وصمة عار في جبين فاعلها، وليس فقط لأنها إساءة إلى شرف امرأة طائشة، وليس فقط لأنها خيانة لرجلها الغائب عنها، وليس فقط خوفًا من عقابها أو عواقبها، كما يفعل معظم الذين يمتنعون عن الخطية. بل لسبب أسمى من كل هذه الأسباب، ألا وهو أنها تتعارض كل التعارض مع قداسة الله؟ فيوسف لم يكن يعمل حسابًا لنفسه أو لغيره، بقدر ما كان يعمل حسابًا لله، لأنه تعالى بالنسبة إلى يوسف (كما بالنسبة إلى غيره من المؤمنين الحقيقيين) هو أعظم من كل عظيم، وأغلى من كل غالٍ، وأعز من كل عزيز، وأحبّ إلى القلب من كل حبيب. وهذا هو الأساس الحقيقي الراسخ لحياة القداسة والطهارة.

[Mary Naeem]

السِتْ العَذْرَاء









كُلِّنَا عَارْفِينْ إِنْ أُمِّنَا السِتْ العَذْرَاء مِنْ ضِمْن ألْقَابْهَا المَحْبُوبَة جِدّاً فِي الكِنِيسَة إِنَّهَا ** وَالِدَة الإِله ** .. وَزَي مَا قَالْ عَنْهَا القِدِيس كِيرْلُس الكِبِير ** ثيؤطوكوس ** يَعْنِي ** وَالِدَة الإِله ** .. يَعْنِي الكِنِيسَة لَمَّا تحِبْ كِدَه فِي كُلَّ قِدِيس تِعْطِيه صِفَة فِي مَجْمَع الكِنِيسَة تِبُص لَمَّا تِيجِي سِيرِة السِتْ العَذْرَاء يِقُولَّك كِدَه ï´؟ وَبِالأكْثَر القِدِيسَة المَمْلُوءَة مَجْداً العَذْرَاء كُلَّ حَينْ وَالِدَة الإِله القِدِيسَة الطَّاهِرَة مَرْيَم الَّتِي وَلَدَت الله الكَلِمَة بِالحَقِيقَة ï´¾ ( مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) .. يُبْقَى لَمَّا حَبِّنَا نِوْصِفْ السِتْ العَذْرَاء قُولْنَا عَنْهَا ï´؟ وَلَدَت الله الكَلِمَة بِالحَقِيقَة ï´¾ .. يُبْقَى السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي جَلَبِتْ لِينَا الإِله المُتَجَسِد فِي أحْشَائْهَا .. هِيَ الَّتِي أحْضَرَتْ لَنَا الْمَسِيح عَلَى الأرْض .. السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي قَدِّمِتْ لِنَا أعْظَمْ هِدِيَّة فِي الوُجُودٌ إِبْنَهَا الحَبِيبْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. عَلَشَانْ كِدَه إِحْنَا نُكْرِم السِتْ العَذْرَاء إِنَّهَا وَالِدَة الإِله لأِنَّهَا حَمَلِتْ فِي أحْشَائْهَا وَإِنَّهَا هِيَ قَدِّمِتْ لِينَا الإِله الكَلِمَة المُتَجَسِد .. وَقَدِّمِتْ لِينَا الخَلاَص عَنْ طَرِيقٌ إِبْنَهَا وَقَدِّمِتْ لِينَا الصُلْح عَنْ طَرِيقٌ إِبْنَهَا .. فَالسِتْ العَذْرَاء وَالِدَة الإِله .. الكِنِيسَة كُلَّهَا وَالأجْيَال كُلَّهَا وَكُلَّ النُّفُوس تُكْرِمْهَا لأِنَّ هِيَّ وَالِدَة الإِله لَمَّا الإِنْسَان يَا أحِبَّائِي يِشُوف حَال النَّفْس البَشَرِيَّة وَحَال البَشَرِيَّة قَبْل التَّصَالُح وَقَبْل العَذْرَاء وَقَبْل مَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح أدْ إِيه كَانِتْ فِي ظُلْمَة وَأدْ إِيه النَّاس فِعْلاً عَايْشِينْ فِي ضَلاَل .. وَزَي مَا يقُول كِدَه أنَّ الشَّعْب الجَالِس فِي ظُلْمَة أبْصَرَ نُوراً ( مت 4 : 16) .. وَالنُّور دَه جِه عَنْ طَرِيقٌ مِينْ ؟ عَنْ طَرِيقٌ السِتْ العَذْرَاء .. عَلَشَانْ كِدَه يِقُول ï´؟ تَطَّلَعْ الآب مِنْ السَّمَاء فَلَمْ يَجِدٌ مَنْ يُشْبِهِك أرْسَلَ وَحِيدَهُ أتَى وَتَجَسَّدَ مِنْكِ ï´¾ ( ثِيؤُطُوكِيِّة الأرْبَعَاء ) .. مَلْقَاش حَدٌ يِشْبِهَه فَجَاءَ وَتَجَسَّدَ مِنْ السِتْ العَذْرَاء .. فَالسِتْ العَذْرَاء هِيَّ كَانِتْ الوَعَاء اللِّي جِه فِيه رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَزَي مَا تقُول عَنْهَا الكِنِيسَة أنَّهَا هِيَ التَّابُوت العَقْلِي .. هِيَّ اللِّي جَاءَت وَحَمَلِتْ الله الكَلِمَة .. زَي العُلِّيقَة لَمَّا كَانِتْ فِي النَّار المُشْتَعِلَة وَلَمْ تَحْتَرِقٌ السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي قَدِّمِتْ لَنَا الله المُتَجَسِّد الَّذِي صَنَعَ الخَلاَص بِصَلِيبُه وَاللِّي أعْطَانَا نَمُوذَج لِكَيْ يَحْيَا الإِنْسَان وَسَطْ العَالَمْ .. السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي كَانِتْ وَسِيلِة الصُّلْح بَيْنَ السَّمَاء وَالأرْض لأِنْ هُوَ الخَلاَص .. رُبَّمَا يِكُون تَأخَّر لأِنُّه لَمْ يُوْجَدٌ مَنْ يُشْبِه وَالِدَة الإِله السِتْ العَذْرَاء .. هِيَّ اللِّي شَجَّعِتْ السَّمَاء إِنْ هِيَّ تَتَهَلَّل وَتَقُول المَجْدُ لله فِي الأعَالِي وَعَلَى الأرْض السَّلاَمٌ وَبِالنَّاس المَسَرَّة ( لو 2 : 14) السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي جَعَلِتْ الأرْض تُبْقَى سَمَاء .. السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي تخَلِّي مِزْوَدٌ البَقَر بَدَل مَا يُبْقَى مَكَان رِحْتُه وِحْشَة وَبَدَل مَا يُبْقَى مَكَان دَنَس وَبَدَل مَا يُبْقَى مَكَان مَكْرُوه بَقَى مَوْضِعْ إِشْتِيَاق السَّمَاء وَالأرْض وَبَقَى الكُلَّ يِجِي وَيُسْجُد وَيُقَدِّمُوا هَدَايَا لِلسِتْ العَذْرَاء الَّتِي وَلَدَت لَنَا الله الكَلِمَة .. وَلَمَّا وَلَدَت لَنَا الله الكَلِمَة حَمَلَتْ لِينَا مَعَ وِلاَدَتِهَا الله الكَلِمَة أُمُومَة لِكُلَّ البَشَرِيَّة وَصَارَتْ أُم لِلجَمِيعْ .. وَزَي مَا أُمِنَّا حَوَّاء أُم لِلجَمِيعْ كَجِنْس بَشَرِي صَارَتْ أُمِّنَا السِتْ العَذْرَاء أُم لِينَا كُلِّنَا .. فَإِنْ كَانِتْ السِتْ العَذْرَاء وَالِدَة الإِله إِلاَّ إِنَّهَا أُمِّنَا جَمِيعاً عَلَشَانْ كِدَه إِحْنَا نُحِبْ نُخَاطِبْهَا فِي الأجْبِيَة وَنَقُول لَهَا لأِنَّكِ أُم قَادِرَة رَحِيمَة مُعِينَة وَالِدَة يَنْبُوع الحَيَاة ( مَا يَقُولُه المُصَلِّي فِي قِطَع صَلاَة النُّوم ) .. نِحِبْ إِنْ إِحْنَا نُلَقِبْ السِتْ العَذْرَاء بِألْفَاظ الأُمï´؟ إِفْرَحِي يَا مَرْيَم العَبْدَة وَالأُم ï´¾ ( أسْبَسْمُس سَنَوِي يُقَال فِي أعْيَادٌ العَذْرَاء ) .. نِحِبْ جِدّاً نِسْتَخْدِم عِبَارِة السِتْ العَذْرَاء أُمِّنَا وَفَخْر جِنْسِنَا فَصَارَتْ السِتْ العَذْرَاء هِيَ أُم جَمِيعْ الأحْيَاء المُخَلَّصِينْ بِإِبْنَهَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَصَارَتْ أُمُومِتْهَا تَشْمَلْنَا جَمِيعاً .. السِتْ العَذْرَاء أُم رَاحِتْ تِحْضَر عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل لكِنْ بِمَشَاعِر الأُم المَسْئُولَة المُحِبَّة إِتْشَفَعِتْ لإِبْنَهَا وَقَالَتْ لَهُ لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ ( يو 2 : 1 – 11 ) .. رَغْم إِنَّهَا مَدْعُوَة زَي البَاقِي وَزَي الغُرْب إِلاَّ إِنَّهَا حَنَانْهَا وَأُمُومِتْهَا لَنْ يَحْتَمِلٌ وُجُودٌ إِحْتِيَاج لأِنَّهَا أُم مَسْئُولَة .. فَالسِتْ العَذْرَاء أوِّل حَاجَة وَالِدَة الإِله .
الكِنِيسَة :-
طَبْ تَعَالُوا نِشُوف الكَلاَمٌ دَه عَلَى الكِنِيسَة وَعَلَى النَّفْس البَشَرِيَّة .. إِذَا كَانِتْ السِتْ العَذْرَاء وَالِدَة الإِله هِيَّ اللِّي قَدِّمِتْ لِينَا إِبْنَهَا يَسُوع الْمَسِيح هَتْلاَقِي الكِنِيسَة بَرْضُه هِيَّ اللِّي بِتْقَدِّم لِينَا مِينْ ؟ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. إِذَا كَانِتْ السِتْ العَذْرَاء حَمَلِتْ فِي أحْشَائْهَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فَالكِنِيسَة تَحْمِل عَلَى مَذْبَحْهَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَبِتْقَدِّمُه مَأكْل حَقِيقِي وَمَشْرَب حَقِيقِي لِجَمِيع المُؤمِنِينْ .. فَإِذَا كَانِتْ السِتْ العَذْرَاء هِيَّ اللِّي قَدِّمِتْ لِلبَشَر إِبْنَهَا يَسُوع الْمَسِيح فَأيْضاً الكِنِيسَة هِيَّ اللِّي بِتْقَدِّم لِكُلَّ نَفْس وَلِكُلَّ البَشَرِيَّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَتَهْتِفْ وَتَقُول هُوذَا كَائِنْ مَعَنَا عَلَى هذِهِ المَائِدَة اليُّوم عَمَّانُوئِيل إِلهْنَا حَمَل الله الَّذِي يَحْمِل خَطِيِّة العَالَمْ كُلُّه ( مَا يُقَال فِي صَلاَة القِسْمَة ) .. وَيَقُول أبُونَا يُعْطَى عَنَّا خَلاَصَاً وَغُفْرَانَاً لِلخَطَايَا ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي الإِعْتِرَاف ) الكِنِيسَة مَسْئُولَة يَا أحِبَّائِي فِي العَالَمْ أنْ تُقَدِّم الْمَسِيح وَأنْ تَشْفَعْ فِي المُؤمِنِينْ وَأنْ تُحْضِر كُلَّ إِنْسَان كَامِلٌ فِي الْمَسِيح يَسُوع ( كو 1 : 28 ) .. دِي مَسْئُولِيِة الكِنِيسَة عَلَشَانْ كِدَه زَي مَا السِتْ العَذْرَاء وَالِدَة الإِله بِتْقَدِّم الْمَسِيح وَهِيَّ أُم أيْضاً الكِنِيسَة أيْضاً بِتْقَدِّم الْمَسِيح وَهِيَّ أُم لِلجَمِيع .. الكِنِيسَة وَهِيَّ أُمِّنَا جَمِيعاً إِحْنَا مَوْلُودِينْ مِنْ الكِنِيسَة .. عَلَشَانْ كِدَه يِقُول الآبَاء القِدِّيسِينْ أنَّ الكِنِيسَة أُم لَهَا رَحِمْ بِتَلِدٌ مِنُّه .. مَا هُوَ رَحِمْ الكِنِيسَة ؟ المَعْمُودِيَّة .. المَعْمُودِيَّة هِيَّ الرَّحِمْ بِتَاع الكِنِيسَة لِلكِنِيسَة بِيِحْضَر فِيهَا المُؤمِنِينْ إِذَا كَانِتْ السِتْ العَذْرَاء هِيَ أُم لِينَا جَمِيعاً وَهْيَ دَائِمَة البَتُولِيَّة فَالكِنِيسَة أيْضاً أُم لِينَا وَهْيَ كَيَانْ رُوحِي .. عَلَشَانْ كِدَه إِحْنَا نَفْتَخِر بِأنَّ الكِنِيسَة أُمِّنَا .. الكِنِيسَة هِيَ أُمِّي نِقُول كِدَه إِنْتِ رَضَّعْتِينَا لَبَنْ الحُبْ وَإِنْتِ بِيه غَنِيَّة .. الكِنِيسَة بِتْرَضَّعْنَا وَبِتْعَلِّمْنَا وَبِتِهْتَمْ بِينَا وَبِتِهْتَمْ بِضَعَفَاتْنَا وَتَهْتَمْ بِإِحْتِيَاجَتْنَا .. الأُم لَوْ تِبْحَث كِدَه عَنْ كَيْفَ أنْ تَكُون الكِنِيسَة أُمَّك ؟ تِلْقَى الكِنِيسَة أُمَّك وَإِنْتَ فِي مَرَضَك تِرُوح تِصَلِّي لَك صَلاَة مَسْحِة المَرْضَى .. وَإِنْتَ فِي كُلَّ مُنَاسْبَة مِنْ مُنَاسَبَات حَيَاتَك الكِنِيسَة بِتْهَنِّيك .. لاَزِم الكِنِيسَة تِجِيلَك وَتقُولَّك مَبْرُوك .. لَوْ إِنْتَ هَتِعْمِل خُطُوبَة وَلَوْ إِنْتَ فِي الإِكْلِيل بِتَاعَك الكِنِيسَة بِتْجَوِزَك جَوَّه أسْوَارْهَا عَلَشَانْ تِبَارِك لَك قُدَّام مَذْبَح الكِنِيسَة .. أمَّا فِي سَاعِة الوِلاَدَة الكِنِيسَة أُم .. دَه يِمْكِنْ الجِيل بِتَاعْنَا إِنْتَشَر فِيه صَلاَة الحَمِيم لِلأطْفَال .. دَه مَكَنْش مَوْجُودٌ قَبْل كِدَه .. يِقُولَّك إِيه صَلاَة الحَمِيم لِلأطْفَال ؟الكِنِيسَة عَايْزَة تِرُوح تِقُول لِلمَوْلُودٌ دَه مَبْرُوك .. عَايْزَة تِقُول لُه مِنْ هِنَا لِغَايِة مَا تِتْعَمِدٌ إِنْتَ إِبْنِنَا وَبِنْقُولَّك إِنْ إِحْنَا بِنْبَارِك لِلبِيتْ لأِنْ الكِنِيسَة أُم تَهْتَمْ بِكُلَّ مُنَاسَبَات الإِنْسَان كُلَّهَا .. أُم تَشْمَل بِحُب وَرِعَايَة لَوْ تِلاَحِظْ الكِنِيسَة فِي صَلاَة رَفْع بُخُور بَاكِر لَمَّا تِيجِي الكِنِيسَة تِصَلِّي صَلاَة رَفْع بُخُور بَاكِر تِلاَقِي الكِنِيسَة تِصَلِّي أوَاشِي .. مِنْ المَعْرُوف إِنْ الكِنِيسَة لَمَّا كَانِتْ تِتْجَمَّعْ أوْ لَمَّا كَانِتْ الكِنِيسَة لَمَّا يُبْقَى فِيهَا قُدَّاس المَفْرُوض إِنْ كُلَّ المُؤمِنِينْ بِيِحْضَرُوا فِيهَا – كُلَّ المُؤمِنِينْ – لكِنْ كَانْ فِيه فِئَات مَتِقْدَرْش تِحْضَر .. الفِئَات دِي الكِنِيسَة لاَزِم تِفْتِكِرْهُمْ لأِنَّهَا أُمُّهُمْ وَلاَزِم تِصَلِّي لُهُمْ .. هَتْلاَقِي الكِنِيسَة الصُبْح بَدْرِي – اللِّي مِنِّنَا يِجِي يِحْضَر القُدَّاس بَدْرِي – تِلاَقِي أبُونَا يِصَلِّي فِي رَفْع بُخُور بَاكِر أُوشِيَتَانْ أُوشِيِة المَرْضَى وَأُوشِيِة لِلمُسَافِرِينْ .. وَنِقُول إِشْمِعْنَا ؟ نِقُولَّك أصْل الكِنِيسَة أُم حَسَّة بِمَسْئُولِيِتْهَا نَحْو كُلَّ أوْلاَدْهَا .. المَفْرُوض كُلَّ النَّاس حَاضْرِينْ القُدَّاس مَا عَدَا اللِّي مَقَدَرْش يِحْضَرُه اللِّي هُمَّ مِينْ ؟ .. يَا مَرْضَى .. يَا مُسَافِرِينْ الكِنِيسَة حَسَّة بِأوْلاَدْهَا وَحَسَّة بِكُلَّ فَرْدٌ .. حَسَّة بِكُلَّ وَاحِدٌ فِي الكِنِيسَة .. أُم لِلجَمِيع .. عَلَشَانْ كِدَه وَاحِدٌ مِنْ القِدِّيسِينْ إِسْمُه كِبْرِيَانُوس يِقُول ï´؟ الَّذِي لَمْ تَكُنْ الكِنِيسَة لَهُ أُمَّاً لَمْ يَكُنْ الْمَسِيح لَهُ أباً ï´¾ .. يَعْنِي إِنْتَ مِشْ مُمْكِنْ تِتْمَتَّعْ بِأُبُّوِة الْمَسِيح إِلاَّ مِنْ خِلاَل أُمُومِة العَذْرَاء .. مِشْ مُمْكِنْ حَدٌ يِقْدَرٌ يِقُول إِنْ الله لَهُ أباً مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ الكِنِيسَة أُمَّاً .. يُبْقَى الكِنِيسَة أُم وَالسِتْ العَذْرَاء أُم طَيِّبَة .. الكِنِيسَة وَالعَذْرَاء وَالِدَة الإِله وَحَامِلَة الله .
النَّفْس البَشَرِيَّة :-
أمَّا النَّفْس يَا أحِبَّائِي تُبْقَى كِدَه تَحْمِل الْمَسِيح .. إِوْعُوا يَا أحِبَّائِي تِفْتِكْرُوا إِنْ إِحْنَا مِشْ حَامْلِينْ الْمَسِيح .. لاَ .. إِحْنَا حَامْلِينْ الْمَسِيح .. ï´؟ أنْتُمْ هَيْكَل الله وَرُوح الله يَسْكُنُ فِيكُمْ ï´¾ ( 1كو 3 : 16)ï´؟ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ ï´¾ ( غل 3 : 27 ) لِبِسْنَا .. ï´؟ وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً ï´¾ ( 2كو 5 : 3 ) .. إِحْنَا لاَبْسِينْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِذاً إِحْنَا مُتَحِدِينْ بِيه .. إِحْنَا وَهُوَ كَيَانْ وَاحِدٌ وَرُوح وَاحِدٌ .. إِذاً السِتْ العَذْرَاء حَامِلَة الْمَسِيح وَأنَا أقْدَر أقُول أنَا وَإِنْتَ وَإِنْتِ إِحْنَا حَامِلِينْ الْمَسِيح .. أنْفُسْنَا هَيَاكِل لُه نَحْمِلُه وَنَأكُلُه وَنَتَحِدٌ بِيه وَنَصِير وَاحِدٌ مَعَهُ زَي مَا قَالْ ï´؟ أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ï´¾ ( يو 14 : 11) .. نِقْدَرٌ نِقُول إِنْ أنَا فِيه وَأنَا فِي الآب وَنَحْنُ فِيهِ جَمِيعاً نَكُون مُكَمَّلِينْ إِلَى وَاحِدٌ ( يو 17 : 23 ) إِحْنَا بِنْقُولُّه إِنُّه يِخْلِطْنَا بِيه وَيِمْزِجْنَا بِيه – نِصَلِّي وَنِقُولْ لُه كِدَه – فَإِحْنَا وَاحِدٌ مَعَهُ مُتَحِدِينْ مَعَهُ إِحْنَا حَامِلِينْ الله فِي أجْسَادْنَا .. إِحْنَا هَيَاكِل لُه .. إِحْنَا مَوْضِعْ سُكْنَاه كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا يَتَقَدَّس وَيَصِير إِنَاء يَحْمِل كَرَامْتُه وَيَحْمِل مَجْدُه .. عَلَشَانْ كِدَه يَا أحِبَّائِي كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا مَسْكَنْ لِرَبِّنَا يِنْطِبِقٌ عَلِيه المَزْمُوراللِّي بِيْقُول ï´؟ هَهُنَا أسْكُنْ لأِنِّي أرَدْتَهُ ï´¾ ( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) .. أنَا حَابِبْ أسْكُنْ فِيه أنَا حَابِبْ إِنِّي أقْعُد عَنْدَك .. عَلَشَانْ كِدَه إِحْنَا لَمَّا نِيجِي نِتْنَاوِل نِقُولُّه ï´؟ أُمْكُث مَعِي لأِنَّ النَّهَار قَدْ مَال وَرَافِقْنِي إِلَى أنْ يَنْسِم النَّهَار ï´¾ ( مِنْ صَلاَة بَعْد التَنَاوُل ) .. خَلِّيك مَعَايَا لِغَايِة الأخِر .. أُمْكُث مَعِي أنْتَ .. لاَ لأِنِّي خَلاَص قَدْ أخَذْتَك أنَا أمْسَكْتَك وَلَنْ أُرْخِيك .النَّفْس البَشَرِيَّة الأمِينَة إِنَاء لله مُتَحِدَة بِالله عَلَى مِثَال وَنَمُوذَج السِتْ العَذْرَاء وَعَلَى مِثَال وَنَمُوذَج أُمِّنَا الكِنِيسَة .. لكِنْ إِزَّاي النَّفْس البَشَرِيَّة هِيَّ تُبْقَى أُم زَي السِتْ العَذْرَاء وَزَي الكِنِيسَة ؟ أقُول لَك كُلَّ نَفْس أمِينَة لله تَتَمَتَّع بِحَنَان وَحُنُو تِجَاه الآخَرِينْ وَتَشْعُر بِمَسْئُولِيَة تِجَاهَهُمْ وَتِحِبْ إِنْ هِيَّ تِتْعَطَّفْ عَلِيهُمْ وَتُكْرِمَهُمْ كُلَّ نَفْس أمِينَة لِرَبِّنَا يَا أحِبَّائِي مِشْ مُمْكِنْ تِعِيش لِوَحْدَهَا مَعَ رَبِّنَا .. تُشْعُر بِأُمومة .. تُشْعُر بِإِنْ نِفْسَهَا تِجِيبْ الكُلَّ وَتُغَذِّي الكُلَّ .. عَلَشَانْ كِدَه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِكَلِّمْ كِنِيسْتُه اللِّي كَرَز لَهَا فِي غَلاَطْيَة قَالَ لَهُمْ ï´؟ يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ ï´¾ ( غل 4 : 19) يَا بُولِس إِزَّاي تِقُول عِبَارِة ** أتَمَخَّضْ ** ؟ المُخَاض دَه لِلسَيِّدَات .. المُخَاض دَه لِوِلاَدِة الأُم .. يِقُول كِدَه كَإِنِّي أنَا وَلَدْتُهُمْ .. الإِنْسَان يَا أحِبَّائِي اللِّي فِيه غِيرَة رُوحِيَّة يُبْقَى شَاعِر بِمَحَبَّة وَحُنُو الأُمومَة فِي دَاخِلُه .. وَمَرَّة يِقُول كِدَه إِلَى أهْل كُورُنْثُوس يِقُول لُهُمْ ï´؟ أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ ï´¾( 1كو 4 : 15) .. وَيِقُول لُهُمْ فِي رِسَالِة كُورُنْثُوس ï´؟ سَقَيْتُكُمْ لَبَناً لاَ طَعَاماً ï´¾ ( 1كو 3 : 2 ) .. كَإِنِّي بَرَضَّعْكُمْ لَبَنْ .. أنَا أعْطَيْتُكُمْ لَبَنْ عَدِيم الغِش .. كُلَّ نَفْس فِينَا لاَزِم تُبْقَى فِيهَا رُوح أُمُومَة رُوح مَسْئُولِيَّة .. لِيهَا أوْلاَدٌ .. وَبِنْلاَقِي الكِنِيسَة يَامَا لِيهَا أوْلاَدٌ وَنِلاَقِي الأبَاء الكَهَنَة يَامَا لُهُمْ أوْلاَدٌ .. يِقُولَّك دَه إِبْنِي دِي بِنْتِي .. إِزَّاي ؟ يِقُولَّك دَه أبُوه رُوحِياً .. وَالخُدَّام وَالخَادِمَات فِي مَدَارِس الأحَدٌ وَكُلَّ إِنْسَان يَحْمِل رُوح الْمَسِيح فِي دَاخِلُه يَتَمَتَّعْ بِرُوح الأُبُّوَة وَرُوح الشُمُول وَرُوح الحُبْ الغَامِر .

[Mary Naeem]

آدم أين أنت؟

وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار.
فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة
( تك 3: 8 )



لما أخطأ أبوانا وعصيا أمر الرب، كانت نتيجة هذا العصيان الإحساس بالعُري، الأمر الذي دفع كلا منهما لمحاولة إخفائه عن نفسه وعن عيني شريكه. بيد أنه أعقب هذا الوضع ما هو أشر من الخزي والمذلة، ذلك أن ثقتهما في الرب الإله قد ضاعت، وأن الخطية ملأت قلبيهما رُعباً وعدم إيمان، وما عاد لصوت الرب الإله جاذبيته السابقة، ولا بقيت ذكرى صلاحه في قلبيهما. صحيح أنهما اكتسبا معرفة الخير والشر، وإنما لإذلالهما وإحساسهما بصغر شأنهما! وتلك هي الحال أبداً. وهكذا لم يخلف لنا أبوانا الموت فقط، بل أيضاً الضمير الشرير؛ وهي تركة البؤس! فالإنسان الذي يستشعر الشر ينفر من الله ويسيء الظن به.

وهكذا نجد آدم وامرأته يختبآن من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. وهل من دليل على الأذى الذي ألحقه بهما العدو أقوى من هذا الدليل؟ لقد استطاعت مكائد الشيطان الماكرة أن توقع أول زوجين في هوة العصيان، والبرهان على ذلك محاولتهما الاختباء. فقد «اختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله» ولو وُجدت ذرة واحدة من فعل التوبة في قلبيهما، لسعيا إلى الرب مباشرة في تبكيت نفسي وخوف من خطيتهما وطرحا نفسيهما على الرحمة التي هي إلى الأبد. إلا أنه لا توبة حقة بدون إيمان، وقد كان ينقصهما يومئذ الإيمان في الله. وهكذا كان صوته ماشياً في الجنة مبعث رعب لهما فأخفيا نفسيهما عن حضرته.

والآن انظر ما أشد المُباينة: بين المشهد السابق؛ ومشهد المسيح وخاصته الذين يسمعون صوته ويتبعونه، الذين يعرفون صوته دون صوت الغريب. أما صوت الرب الإله فلم يوقظ في قلب أبوينا سوى الخوف الذي له عذاب. وغير ذلك لا يمكن للضمير أن يفعله للإنسان المُذنب، إلى أن يؤمن بشهادة الله عن المسيح. والمسيح هو الشاهد لمحبة الله الذي أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به؛ لا بل وقد أرسله كفارة لخطايانا. في هذا هي المحبة، ليس أننا نحن أحببنا الله ـ مع أنه كان ينبغي أن نحبه ـ بل إنه هو أحبنا برغم خطايانا. وما كان ليفيدنا ما هو دون هذه المحبة التي توسطت وتدخلت لكي تخلّص. فهي إنما تخلّص بأن تعطينا حياة نحن المؤمنين، إذ بموت المسيح قد مُحيت خطايانا إلى الأبد بالبر، لنحيا لله.