![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36471 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() جيحزي
![]() أ هو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارٍ؟ ( 2مل 5: 26 ) عُرض على صفحات الوحي، أشخاص كذابون ماكرون، لكن جيحزي هنا ليس من عِلة للكذب فيه، إلا الطمع. إن هدية نعمان أهاجت في قلب جيحزي عوامل الطمع الكامنة فيه. وكما أفسحت حاجة نعمان المجال لإظهار نعمة الله العاملة في أليشع، فإن ثروة نعمان أظهرت ما كان في قلب جيحزي من طمع. فقد شوَّه بطمعه جمال النعمة التي قُدمت لنعمان. ولكي يُشبع جيحزي ما في قلبه من طمع، لم يتردد عن أن يكذب، فركض وراء نعمان وقال: «إن سيدي قد أرسلني». وهذه كانت أول كذبة، ثم اختلق قصة مجيء غلامين من جبل أفرايم .. وهذه كانت ثاني كذبة. وقد حصل على الفضة والثياب وعاد وغلامان من غلمان نعمان يساعدانه في حمل ما حصل عليه! .. ثم أتى ووقف أمام سيده كأن شيئًا لم يحدث، لكن أليشع سأله: «من أين يا جيحزي؟» فأجاب «لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك». هذه كذبة ثالثة، وهكذا كل كذبة تقود إلى الأخرى. لكن الخطية كُشفت للنبي أليشع، بل الباعث لها أيضًا. وصارح بها جيحزي، ثم نطق بقضاء الله عليه، وكأنه قال: ”ما دمت قد أخذت يا جيحزي من غنى نعمان وثروته، فلا بد أن تأخذ مرضه أيضًا“. «فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد». الثروة التي أخذتها من نعمان ستنتهي يومًا، أما البرص فسيبقى ولا يمكن لكل مياه الأردن أن تطهرك منه. دخل جيحزي أمام سيده شخصًا كذابًا، وخرج من أمامه أبرص! كما أنه خسر مركزه كخادم. لقد نظر أليشع إلى خطية جيحزي أولاً وقبل كل شيء من ناحية ارتباطها بالله وبنعمته، ومدى تأثيرها على الشهادة لله. لأن جيحزي أساء بعمله هذا إلى النعمة المجانية التي أبرأت نعمان من برصه. هنا تحذير لنا: عندما نسمح بوجود طمع أو شهوة في قلوبنا ولا نبادر بالقضاء عليها، فإن النتيجة هي سقوطنا في التجربة. ولا يفوتنا أن خطية واحدة تقود إلى أخرى، ولا نستطيع أن نضع لأنفسنا حدًا في طريقها، لكننا نستطيع بنعمة الله أن نتجنب هذا الطريق. ونلاحظ أيضًا أن السقوط في الخطية يجرِّد من كل إحساس بحضور الرب وقدرته، حتى إن جيحزي عندما سمع بقضاء الله خرج من أمام النبي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36472 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حزقيا وارتفاع قلبه
![]() .. مَرَض حزقيا إلى حد الموت وصلى إلى الرب فكلَّمه وأعطاه علامة. ولكن لم يَرُد حزقيا حسبما أنعم عليه لأن قلبه ارتفع، فكان غضبٌ عليه ... ( 2أخ 32: 24 ، 25) بعد أن شُفيَ حزقيا بمعجزة، وكانت علامة الشفاء معجزة أعظم ( 2مل 20: 1 - 11)، ذاع في كل الأرض خبر تقواه وأمانته للرب، ووقوف السماء في صف مَن وقف في صفها. فأتاه رسل من ملك بابل يسألونه، لا عن خزائنه، ولا عن بيت ذخائره وأسلحته، بل ببساطة أتوا ليسألوه عن معاملات الله معه. وبدلاً من أن يشهد عن عظمة إلهه وقدرته السرمدية، تكلم عن غناه وأمجاده الأرضية!! ( 2مل 20: 12 - 18). وانظر ماذا يقول الكتاب: «وهكذا في أَمر تراجم رؤساء بابل الذين أرسلوا إليه ليسألوا عن الأعجوبة التي كانت في الأرض، تركه الله ليجربه ليعلم كل ما في قلبه» ( 2أخ 32: 31 ). لقد ارتفع قلبه بسبب إنعام الرب عليه، فنسى أن كل ما عنده وكالة! فلما أتاه رسل ملك بابل استعرضها أمامهم، وهو فعلاً يشعر أنها ملكه. لاحظ قوله في 2ملوك20: 15 «بيتي ... خزائني»!!! ولذا فعلى الفور أرسل إليه المالك الحقيقي ليعزله عن الوكالة! أرسل إليه الرب إشعياء ليعلن له قضاءه عليه. أن كل ما رأوه سيُنقل إلى بابل بما فيه أولاد حزقيا!! فقد كان الرب كمَن يقول له: هل نسيت أنك مجرد وكيل، وأن كل هذه الممتلكات هي من غنى إنعام الرب وإحسانه؟ هل شعرت أنك تملك؟ إذًا سأبرهن لك بالبرهان الدامغ أنك لا تملك، إذ سوف أنقل كل هذه الممتلكات التي استودعتها عندك إلى بابل. وتحضرني قصة هذا الرجل الذي كان يقطع خشبًا، تحت إشراف أليشع رجل الله، وسقط منه الحديد في الماء، فصرخ وقال: «آه يا سيدي! لأنه عاريةٌ» ( 2مل 6: 5 )، أي أنني لا أملكه. وهنا أقول: يا ليته كان قد تذكر أنه عارية وهو يستعمله وليس بعد أن سقط منه! فلو كان قد تذكر هذا وهو بين يديه لكان تصرف بأكثر حرص وعناية لئلا يفقده. لذلك أحبائي: دعونا نتذكر أن كل إحسان يصل إلينا هو عارية يختزنه عندنا إله النجاة لغرض صالح عنده، قد يكون منفذًا لنا من تجربة، أو منفذًا لغيرنا، يستخدمنا الرب بما وضعه تحت أيدينا لبركتهم. لذا علينا أن نصونه كوكلاء، لا أن نتصرف فيه كمُلاَّك. إن الشعور العميق بأننا لا نملك، والعيشة بفكر الوكيل الذي سيعطي يومًا حساب وكالته، هي التي تحمينا من الكبرياء الروحية وارتفاع القلب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36473 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصرخة الصحيحة
![]() رفعت الأنهار يا رب. رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها. من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر ( مز 93: 3 ، 4) لاحظ معي هذه الجملة التي بدأ بها المرنم شكواه لله؛ «رفعت الأنهار يا رب». إنها في الواقع جملة ناقصة؛ لقد ذكر فيها الفاعل الذي أخافه، وهو الذي أشار إليه بالأنهار، ثم ذكر الفعل فقال: «رفعت»، لكنه لم يذكر المفعول به لتكتمل الجملة، ويكتمل معها المعنى، فنعرف: ماذا رفعت الأنهار؟! ذلك لأن كلمة «يا رب» كانت إلى شفتيه أسرع، فخرجت منه رغمًا عنه، خرجت منه كصرخة مستغيث مُستجير، خرجت منه قبل أن يستكمل جملته ليقول لله؛ ماذا رفعت الأنهار. وقد استكمل الجملة في العبارة التالية، وكأنه بعد أن فتح صمام المرجل الفائر، وبعد أن أخرج المسكين صرخته المدوية «يا رب»، استطاع أن يلتقط أنفاسه، ويستعيد اتزانه، ليقول لله، من جديد، الجملة بصورة كاملة، فقال: «رفعت الأنهار صوتها». ما أجملها كلمة، وما أعظمها صرخة: «يا رب»! ولا سيما عندما تخرج من قلب خائف مذعور أو قلب حزين مكسور .. تلك الصرخة التي حشرها، على الرغم من كل ضخامتها، في كلمة «يا رب»، والتي حمَّلها على الرغم من كل ثقلها، على كلمة «يا رب»، فاستوعبت كلمة «يا رب» كل ما كان يعتمل في نفسه من خوف واضطراب. وحملت عنه كلمة «يا رب» كل ما كان يقاسيه من حزن واكتئاب، ولذلك خرجت صرخته: «يا رب» أسرع من سرعة مياه النهر في فيضانه، وكان صوت صراخه للرب أعلى من صوت الفيضان في ضجيجه. إنه لم يُصلِّ فقط، بل صرخ، وعندما صرخ لم يفعل كتلك المرأة الجاهلة التي أكلت ابنها، فعندما صرخت من هول ما يحدث، لم تصرخ للرب، بل إلى الملك، ويقول عنها الكتاب: «وبينما كان ملك إسرائيل جائزًا على السور، صرخت امرأة إليه تقول: خلِّص يا سيدي الملك. فقال: لا! يخلصك الرب. من أين أخلصك؟ أ من البيدر أو من المعصرة؟» ( 2مل 6: 26 ، 27). أحبائي: أحيانًا يسمح الرب لنا بظروف تحتاج لا إلى صلاة، بل إلى صراخ، وكم من مرات نحن فعلاً نصرخ لكننا للأسف لا نصرخ للرب بل للناس، يا ليتنا نتعلم الصراخ والصراخ للرب فقط. ويا ليتنا نتعلم سكب نفوسنا وسكبها أمام الرب فقط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36474 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إله النجاة لا يعدم مكان
![]() كان ملك إسرائيل جائزًا على السور. صرخت امرأة إليه تقول: خلِّص يا سيدي الملك، فقال: لا! يخلصك الرب. من أين أُخلصك؟ أَ من البيدر أو من المعصرة؟ ( 2مل 6: 26 ، 27) كان الجوع في داخل السامرة شديدًا للغاية، واكتملت المأساة بأن جاء الأراميون وحاصروها من الخارج حصارًا شديدًا للغاية، فصار رأس الحمار بثمانين من الفضة، وربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة! في تلك الأيام السوداء، صرخت امرأة لملك إسرائيل، وهو مجتاز على السور، قائلة: «خلِّص يا سيدي الملك. فقال: ... من أين أُخلصك؟ أَ من البيدر؟ أو من المعصرة؟». واستعرض ملك إسرائيل المكانين الوحيدين اللذين يتوقع الناس منهما الخلاص في زمن الجوع: البيدر، والمعصرة، لكنهما للأسف كانا فارغين، مُفلسين تمام الإفلاس. وغاب إله النجاة الذي لا يعدم مكانًا عن عين الملك، هذا لأنه لا يتراءى إلا لعين الإيمان. فامتلأ الملك باليأس والقنوط، وفي لحظة هوجاء قرر بغباء أن يقتل أليشع، بدلاً من أن يصرخ لإله النجاة الذي لا يعدم مكانًا منه يرسل النجاة لشعبه المحتاج. وفي وسط هذا الجو الكئيب يفاجئ أليشع رجل الله الجميع بالقول: «هكذا قال الرب: في مثل هذا الوقت غدًا تكون كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة»! وبالطبع كان هذا الكلام أغرب من الخيال على مسامع الناس. فلو كان قد قال مثلاً: ”ستنفرج الأزمة بعد ستة أشهر من الآن“، لأمكن للناس أن يصدّقوا بعض التصديق، إذ يقولوا: ربما يرسل الرب مطرًا في الحال، فتُزرع الأرض وتُحصد ويكون هناك طعام. لكن عندما يَعِد بوفرة في أسود أيام، وفرة في خلال أربع وعشرين ساعة، وفرة لم يعهدها الشعب حتى في زمن الرخاء، فهذا يفوق كل خيال، ولا يمكن أن يتقبله العقل أو المنطق السليم. وقد عبَّر عن هذا، الجندي الذي كان الملك يستند على يده، فقال ساخرًا من قول أليشع: «هوذا الرب يصنع كوى في السماء؟ هل يكون هذا الأمر؟!». لقد فكَّر هذا التَعِس بمنطق عدم الإيمان، وتصوَّر أن إله النجاة لكي يتمم هذا الكلام، ليس أمامه إلا أن يصنع كوى في السماء، ثم يجعل السماء تُمطر دقيقًا وشعيرًا!! وبما أن هذا مستحيل الحدوث، فلن يكون هذا الأمر. وبعدم إيمان جلب على نفسه الهلاك إذ قال له رجل إنك ترى بعينيك، ولكن لا تأكل منه. فكان له كذلك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36475 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وفرة في وسط الجوع
![]() هكذا قال الرب: في مثل هذا الوقت غدًا تكون كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة. وإن جُنديًا للملك … قال: هل يكون هذا الأمر؟ ( 2مل 7: 1 ، 2) كان حري بهذا الجندي أن يعلم أنه على الرغم من صعوبة الموقف، فالرب لا يعدم مكانًا منه يرسل النجاة لشعبه المحتاج، حتى لو لم يستطع عقل الإنسان أن يعلمه أو حتى يتخيله. بل إنني أعتقد أن أليشع نفسه، الذي نطق بهذه الكلمات، لم يكن يعلم كيف سيحقق الرب هذا الكلام العجيب، لكنه كان يؤمن كل الإيمان أن الرب السيد يعلم، وأن عنده للموت مخارج، وأن له من الحكمة والسلطان ما يجعله لا يعدم المكان. وفي الغد، حسب الميعاد، كان الحل عند إله النجاة عجيبًا، وفي نفس الوقت بسيطًا للغاية. إنه حل عجيب، لأن الأراميين الذين عقدوا المشكلة بحصارهم للسامرة، صاروا هم وسيلة الحل! ومَنْ أتوا ليضمنوا ويؤكدوا الموت للشعب الجائع، صاروا هم وسيلة الإحياء! وهو حل بسيط، لأن كل ما فعله إله النجاة هو أنه أسمع جيش الأراميين صوت مركباتٍ، وصوت خيلٍ، صوت جيشٍ عظيمٍ. وأنا لا أستبعد أن كل ما عمله الرب هو أنه استدعى ـ وهو صاحب السلطان ـ هذه الأصوات من داخلهم، فقد اعتادوا سماعها، ثم ترك الباقي لخيالاتهم الخاطئة الحمقاء لتستكمل لهم ”سيناريو“ أحداث مُخيفة ومُرعبة «فقالوا الواحد لأخيه: هوذا ملك إسرائيل قد استأجر ضدنا ملوك الحِثيين وملوك المصريين ليأتوا علينا. فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم وخيلهم وحميرهم كما هي، وهربوا ...». وهكذا هربوا بجلدهم قبل أن يكتسحهم الأعداء. لقد صوَّرت لهم خيالات رُعبهم أن الجياع الموتى قد استأجروا ضدهم جيوش الحثيين وملوك مصر! ولم يسألوا أنفسهم للحظة: من أين لمَن لا يجدون الطعام، ومُحاصرون أشد الحصار، أن يستأجروا الجيوش والملوك! هذا هو إله النجاة، هذه هي فراسته وروعته! لقد جعل مَنْ أتى ليُميت، هو نفسه وسيلة الحياة! وهنا أعطي لنفسي الحق أن أتوقف قليلاً لأتخيل جنود جيش أرام وهم يحملون الطعام أكداسًا من دمشق، وهم في طريقهم لحصار السامرة لإماتة شعبها جوعًا. لقد كدّسوا كل ما يحتاجون إليه، لكي يستمتعوا بتناوله طوال مدة الحصار! أتخيلهم وأضحك، لأنهم ما كانوا يدرون أنهم يحملون هذا الطعام لإحياء الشعب الجائع، وليس لإماتته بالحصار! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36476 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البُرص يُشبَعون
![]() وكان أربعة رجالٍ بُرص عند مدخل الباب، فقال أحدهم لصاحبه: لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت؟ ( 2مل 7: 3 ) تُشبه حالة بني إسرائيل وهم جياع إلى الخبز، حالة الأشخاص البعيدين عن الله وهم جياع إلى البر. وكما كان بنو إسرائيل في خطر الهلاك والموت الجسدي، فأولئك البعيدون المائتون بالذنوب والخطايا في خطر الهلاك الأبدي والدينونة المُريعة والأبدية المُخيفة التي تُقضى حيث الدود لا يموت والنار لا تُطفأ أبدًا. وكما وقف أليشع النبي يتنبا عن مجيء ذلك اليوم المُفرح، وهو الغد عندما تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة، هكذا تنبأ الأنبياء العديدون في العهد القديم عن يوم أسعد وأهنأ، عندما يولد لهم ولدٌ، ويُعطون ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعَى اسمه عجيبًا مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام. وكما تحققت نبوة أليشع فأتى ذلك اليوم الذي عمَّ فيه الشبع والرخاء خارج السامرة وداخلها، فصار فرح عظيم للشعب، هكذا تحققت نبوات الأنبياء، ففرحت السماء والأرض بولادة يسوع الذي يخلِّص شعبه اليهود وشعوب الأمم من خطاياهم؛ يسوع الذي هو خبز الحياة وماؤها، فمَن يأكل منه لا يجوع، ومَن يشرب منه لا يعطش أبدًا، هو المَن النازل من السماء الذي مَن يأكله يحيا به. فطوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون. وكان في ذلك الحين أربعة رجال بُرص عند مدخل الباب، فقال أحدهم لصاحبه: لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت، وإذا قلنا ندخل المدينة فالجوع في المدينة، فنموت فيها، وإذا جلسنا هنا نموت. ثم قاموا ونزلوا إلى المحلة، وكان ذلك في العشاء، فلم يجدوا في محلة الأراميين أحدًا، فأكلوا وشربوا واغتنوا وأُنقذوا من الهلاك. ونجد في الأربعة البُرصْ إشارة إلى جماعة الخطاة المُصابين ببرص الخطية، ونرى فيهم صورة الخطاة الذين شعروا بحالتهم، وأحسوا بالخطر المُحدِق بهم، فأخذوا يتحركون ويتلمسون طريق الخلاص. وكما لم يجد البرُصْ الخلاص في التجائهم إلى داخل المدينة، لأن في الداخل جوعًا منتشرًا، ولا في بقائهم على حالتهم لأن في البقاء خطرًا، هكذا الخاطئ الذي تفعل فيه نعمة الله، لا يستطيع البقاء على حالته لخطورتها، ولا يجد فائدة في الالتجاء إلى الوسائل الأدبية والمجهودات العقلية، والإرشادات الأخلاقية، لأنها بلا جدوى. فليس هناك إلا طريق واحد لا ثانِ لها هي الصليب. لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36477 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الذي لي فإيَّاهُ أعطيك!
![]() «ليس لي فضة ولا ذهب، ولكــن الذي لي فإيـَّاهُ أُعطيك: باسم يسوع ... قُم وامشِ!» ( أعمال 3: 6 ) عندما سأل الأعرج صَدَقَـة من بطرس ويوحنا، ما كان يتوقع العطية التي حصل عليها: شفاء معجزي ”باسم يسوع“. وجميل قول الرسول بطرس: «ليس لي فضة ولا ذهب، ولكن الذي لي فإيَّاهُ أُعطيكَ: باسم يسوع المسيح الناصري قُم وامشِ». عادةً، عندما تكون المسألة هي العطاء، فإننا نُفكِّر في المال، ويندر أن نفكر في الكنز السماوي الذي لنا، وهو معرفـة المُخلِّص. ويا له من تغيير حدَث لهذا الأعرج! لقد «وثبَ ... ودخلَ إلى الهيكل وهو يمشي ويطفُر ويُسبِّح الله». فهو وَثَبَ قبل أن يتعلَّم المشي! ثم إنه حتى ذلك الوقت كان يجلس عند باب الهيكل، لكن الآن دخل إلى محضر الله، وهو يُسبِّح الله. لم تكن الفضة والذهب الشيء الذي يحتاج إليه ذلك الإنسان أشد الاحتياج. لقد كان أولاً في حاجة إلى خلاص نفسه، ثم إلى شفاء جسده. والاثنان لا يمكن الحصول عليهما بالمال. ولم يكن للرسولين الفضة أو الذهب، لكن لهما الإيمان بقوة اسم المسيح المُقام الذي به تُشفى أسقام البشر، وتُحَّل مشكلاتهم. والأربعة الرِجَال البُرْص في حصار السامرة ( 2مل 7: 3 -11)؛ هؤلاء بعد أن أكلوا وشبعوا وارتووا واغتنوا، بدأوا يُفكِّرون في الآخرين «قال بعضهم لبعض: لسنا عاملينَ حسنًا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون! ... هلُمَّ الآن ندخُل ونُخبر بيت الملك». وبدون انتظار لضوء الصباح، أسرعوا وأذاعوا الأخبار المُفرحة. لقد أرادوا أن يعرف الآخرون ماذا حدث لهم، وأن هناك وفرة من الطعام في الخارج، ولا يوجد أحد يمنعهم من الوصول إليه. أيها الأحباء: ماذا كان لأولئك البُرْص بالنسبة لِما لنا في المسيح يسوع؟ لقد كان خلاصهم جسديًا وزمنيًا، أمَّا خلاصنا فروحي وأبدي. لقد خلَصوا من بين أنياب الجوع، أما نحن فخلُصنا من سلطان الخطية. تفكَّروا في هذا! صرنا مُسَامَحين، وقلوبنا مُطهَّرة بدم المسيح الكريم. ودخلنا إلى حضرة الله حيث الفرح والسلام والراحة الدائمة. ولنا رجاء حي بالحياة المجيدة طوال الأبدية في أمجاد السماء. حقًا إن لنا الكثير مما يستحـق أن نُخبر الآخرين عنه، ليحصلوا على مثل ما حصلنا. فهل نكون أنانيين؟ هل نحتفظ بالكل لأنفسنا؟ أم أننا نذهب ونُخبِر الآخرين؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36478 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طريقة الله للخلاص
![]() فإن الرب أسمع جيش الأراميين صوت مركباتٍ وصوت خيلٍ، صوت جيشٍ عظيمٍ ... فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم .. المحلة كما هي ( 2مل 7: 6 ، 7) في يسوع المسيح وحده يجد الخطاة مُنقذًا ومُخلِّصًا، ويجد الجياع والعطاش روحيًا شِبعًا ورواء، فلا يجوعون ولا يعطشون فيما بعد، بل يصيرون ينابيع تفيض من بطونهم أنهار ماء حية. وفي قيام الأربعة البُرص، ونزولهم عند العشاء أي في الوقت المعيَّن للأكل، إشارة إلى إتيان الخاطئ إلى الرب يسوع في الوقت المعيَّن. أوَلا يشعر كل خاطئ أن وقت عشائه قد جاء، وأن اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول. والطريقة التي خلَّص الله بها بني إسرائيل، في تلك الأيام، من خطر الجوع وجيوش الأعداء، طريقة غريبة لا تخطر على بال، بل هي في نظر كبار الرجال الحربيين طريقة غير معقولة، إذ كيف يُسمِع الله جيوش الأراميين صوت مركبات وصوت خيل وصوت جيش عظيم، حيث ليس لليهود مركبات ولا خيول ولا جنود، وحيث هم قابعون في عقر دارهم ينتظرون الموت؟ وهكذا نجد أن الطريقة التي خلَّص الله البشر، ويخلِّصهم بها، طريقة غريبة لا تخطر على بال، بل هي في نظر الفلاسفة طريقة غير معقولة، إذ كيف يمكن أن يظهر الله في الجسد، ويصبح الكلمة إنسانًا، وأن يُصلب ويموت، وبواسطة هذا الصليب، الذي هو مظهر ضعف ومذلة، يهزم إبليس وملائكته، فيفرّون من محلة الجلجثة كما فرّ الأراميون من محلتهم، مع أن المسيح لم يعمل حربًا ظاهرة مع جيوش إبليس، ولم يجرِّد جنودًا، ولم يرفع سلاحًا، ولم يصوِّب مدفعًا، ولم يأسر جنديًا، ولم يقتل قائدًا، ولم يلقِ الأيدي على إبليس فيقيده ويطرحه في الهاوية، أو يقضي عليه القضاء الأخير، فلا يكون سببًا للعناء فيما بعد. هكذا كان ولا يزال المتعنتون يقولون مثل هذه الأقوال، ولكنهم مُخطئون، لأنه مهما كانت الطريقة التي هرب بواسطتها الأراميون غريبة، ولكن الواقع يؤيد صحة هروبهم، لأن المحلة التي كانوا يحتلونها أصبحت خالية خاوية من كل الجنود، بدليل قول الكتاب: «فلم يكن هناك أحدٌ» ( 2مل 7: 5 ). ومهما كانت الطريقة التي وضعها الله للخلاص غريبة وعجيبة وتفوق إدراك العقل، ولكن الواقع يؤيد أنها الطريقة الوحيدة والصحيحة، لأنها الطريقة التي خلص بها الكثيرون، والتي تحرر ويتحرر بها العديدون من نير الشر والخطية والعادات الفاسدة الردية، فبعد أن يكون الشخص مُستعبدًا للشيطان يصبح بقوة الصليب خادمًا للمسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36479 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اذهب واخبر الآخرين
![]() ثم قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسناً. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون. فإن انتظرنا ... يصادفنا شر. فهلم الآن .. ( 2مل 7: 9 ) هذه كلمات أربعة رجال بُرص، وخزتهم ضمائرهم من جهة الآلاف العديدة المُشرفة على الهلاك جوعاً داخل أسوار المدينة، بينما أمامهم طعام وفير، فقرروا أن يذهبوا ويُخبروا الآخرين بقلوب ممتلئة شكراً لأجل الخيرات التي وصلت إليهم. وقد ذهبوا، وهكذا خلصت المدينة. ولذلك أقول لكم الآن: اذهبوا واخبروا الآخرين للأسباب الآتية:ـ أولاً: وفرة ما لنا: ماذا كان لأولئك البُرص بالنسبة لِما لنا في المسيح يسوع؟ لقد كان خلاصهم جسدياً وزمنياً، أما خلاصنا فروحي وأبدي. لقد خلصوا من بين أنياب الجوع، أما نحن فخلصنا من سلطان الخطية. صرنا مُسامَحين، وقلوبنا مُطهرة بدم المسيح الكريم. وأفضل من هذا كله؛ لنا المسيح نفسه، نصيبنا ومعزينا في الحزن وقائدنا في الظلمة، ورجاء المجد فينا. حقاً إن لنا الكثير مما يستحق أن نُخبر الآخرين عنه ليحصلوا على مثل ما حصلنا. فهل نكون أنانيين؟ هل نحتفظ بالكل لأنفسنا؟ أم نفعل كما فعل أولئك البُرص من نحو المدينة الجائعة؟ ثانياً: بسبب حاجتهم الشديدة: داخل أسوار السامرة، كان هناك آلاف من الرجال والنساء يموتون من الجوع حرفياً، ولقد كان الموقف هكذا حرجاً حتى أن الأمهات طبخن أولادهن ليستبقين حياتهن بضعة أيام أخرى، فهل نتصور حاجة أشد من هذه؟ يوجد رجال ونساء حولنا من كل ناحية يهلكون بسبب الجوع إلى خبز الحياة، وفي استطاعتنا أن نسد عوزهم .. فهل نفعل؟ إن عندنا ما يحتاجون إليه، فهل نقدمه إليهم؟ لقد كانت آخر وصية أعطاها لنا مَنْ نحبه ونخدمه؛ هي هذه "اذهبوا" أَفلا نذهب ونُخبر الآخرين؟ ثالثاً: أن هناك خطراً إذا لم نفعل: اسمعوا التحذير "إن انتظرنا إلى ضوء الصباح يصادفنا شر". إن أولئك البُرص لم يتجاسروا على التأخير ولم يجرؤوا على حبس "الأخبار المُفرحة"، فمضوا بغير تردد ليُخبروا الآخرين. لقد وصل إلينا الإنجيل فخلصنا بدم المسيح الكفاري، فكيف نخاطر ونحتفظ به لأنفسنا؟ إن من مستلزمات الحياة المسيحية؛ الخدمة، فيجب أن نعمل للمسيح. نحن لم نخلص لكي نأخذ الفائدة لأنفسنا فقط، ولا لكي ننجو من العذاب ونذهب للسماء فقط .. كلا، بل قد خلصنا لنخدم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36480 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فإن انتظرنا إلى ضوء ![]() ثم قال بعضهم لبعض: لسنا عاملين حسناً. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون. فإن انتظرنا إلى ضوء الصباح يصادفنا شر ( 2مل 7: 9 ) لقد وجد أولئك الرجال البُرص كل ما كانوا يحتاجون إليه. فقد كانوا مُشرفين على الهلاك وليس لهم خبز ولا أمل في النجاة، فوجدوا طعاماً كثيراً وحياة جديدة وآمالاً واسعة وفرحاً جزيلاً. فهل من عجب أن يقولوا "لسنا عاملين حسناً. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون"؟ أيها الأعزاء .. ماذا كان لأولئك البُرص بالنسبة لِما لنا في المسيح يسوع؟ لقد كان خلاصهم جسدياً وزمنياً، أما خلاصنا فروحي وأبدي. لقد خلصوا من بين أنياب الجوع، وأما نحن فخلصنا من سلطان الخطية. تفكّروا في هذا! صرنا مُسَامحين، وقلوبنا مُطهرة بدم المسيح الكريم، ودخلنا إلى حضرة الله حيث الفرح والسلام والراحة الدائمة، ولنا رجاء حي بالحياة المجيدة التي وراء القبر حيث ننضم إلى الأحباء الذين سبقونا ونتمتع بأمجاد السماء، وأفضل من هذا كله لنا المسيح نفسه نصيبنا ومعزينا في الحزن وقائدنا في الظلمة، وقوتنا ورجاء المجد فينا. حقاً إن لنا الكثير مما يستحق أن نُخبر الآخرين عنه ليحصلوا على مثل ما حصلنا. فهل نكون أنانيين؟ هل نحتفظ بالكل لأنفسنا؟ أم نفعل كما فعل أولئك البُرص من نحو المدينة الجائعة؟ هل نذهب ونُخبر الآخرين؟ ولكن إذا كان علينا أن نُخبر الآخرين بسبب وفرة ما لنا، فإنه يجب علينا أن نُخبرهم أيضاً بسبب حاجتهم الشديدة. فداخل أسوار السامرة كان هناك آلاف من الرجال والنساء يموتون من الجوع حرفياً. ولقد كان الوقت هكذا حرجاً حتى أن الأمهات طبخن أولادهن ليستبقين حياتهن بضعة أيام أخرى، فهل نتصور حاجة أشد من هذه؟ ولقد وجد البُرص هذه الحاجة فقرروا أن يذهبوا ويُخبروا الآخرين عنها. أيها الأعزاء .. يوجد رجال ونساء حولنا من كل ناحية يهلكون بسبب الجوع إلى خبز الحياة، وفي استطاعتنا أن نسد عوزهم فهلا نفعل؟ قد يكون الرجل الجالس إلى جوارك في عملك يوماً بعد يوم لا يعرف المسيح وأنت لم تُخبره عنه قط. نحن أنفسنا قد سمعنا من آخرين "الأخبار المُفرحة" وصار المسيح مخلصاً لنا، فهل أخبرنا الآخرين عن قيمة المسيح لنا وما نلناه منه من خلاص؟ هل حاولنا أن نسد أعوازهم؟ إن عندنا ما يحتاجون إليه، فهل نقدمه إليهم؟ |
||||