منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 03 - 2021, 01:53 PM   رقم المشاركة : ( 36411 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاعـتراف
"... أقول أخطأت ..."



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما هو الخطأ الذى قرر أن يعترف به ؟
كان الخطأ هو الابتعاد عن حضن أبيه والذهاب إلى الكورة البعيدة حيث الخطية .. وهذه هى نفس خطيتنا نحن أيضاً حيث نصير مالكين لأنفسنا ونتحول عن الله سر الحب، ونمضى إلى الأرض حيث خداع العالم والأباطيل.
اعتراف الابن بخطأه يدعونا إلى أن نبحث عن حياتنا الروحية حيث كثيرون لا يعترفون أو يؤجلون الاعتراف لمدة طويلة.
لماذا لا نعترف ؟
وهنا أقصد لماذا لا نعترف بخطايانا أمام الكاهن ؟
هذا المثل يتكلم عن رجوع الابن إلى بيت أبيه أى بيت الآب، وهو ما يعنى رجوعه إلى الكنيسة .. رجع لكى ما يقر بذنوبه.
ما يلاحظ الآن إن كثيرين ليس لهم أب اعتراف .. وكثيرون لهم آباء اعتراف لكنهم لا يترددون عليهم لمدد طويلة قد تطول إلى سنين .. وفى دراسة أجريت فى بعض كنائس القاهرة أوضحت أن نسبة المعترفين إلى مجموع الشعب وصلت إلى 5% وهذه نسبة ضئيلة جداً تدعو إلى القلق !!
حقائق غائبة عن كل من لا يعترفون
1- الاعتراف فضح لعَدوَّى
قد يتصور المعترف أنه عندما يعترف يفضح نفسه، وهذا تصور خاطئ لأنه عندما يعترف إنما يفضح الشيطان عدو الخـير.. لأننا فى حالة حرب معه من
(1)-(مز119).
اللحظة التى جحدناه فيها قبل المعمودية واعترفنا بيسوع المسيح فادياً ومخلصاً. لذلك فهو يحاربنا لكيما يسقطنا لا لأننا شئ يستحق المحاربة، وإنما يحارب المسيح الذى فينا.
2- الاعتراف يرفع مكانتى
كثيرون يتصورون أن الإقرار بالخطايا أمام الكاهن سوف يقلل مكانتهم، وسوف يُغير من نظرته نحوهم خاصة لو كانوا من الخدام أو الأشخاص المعروفين فى الكنيسة. وهذه أيضاً خديعة من إبليس لأن من يقر بخطيته إنسان يخاف على أبديته، ومثل هذا الإنسان جدير بالاحترام، وليس بالإزدراء من الكاهن .. كما أن الكاهن يعلم تماماً أن البشر كلهم تحت الضعف، وأن "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله"(1).
3- الاعتراف مستند لأبديتى
الاعتراف ليس فقط من صميم جهاد الإنسان ضد الخطية فى هذا العالم لكنه من أهم المستندات التى التى تجيز لنا دخول الأبدية .. لأنى كيف أدخل إلى الأبدية إلى عرس الخروف المذبوح وثيابى ملطخة بدم آثامى ؟
إن الذين يدخلون الأبدية ثيابهم بيضاء بيضوها بدم الحمل(2).. إنهم اعترفوا بخطاياهم، فحملها عنهم ذاك الحمل الذى بلا خطية "إذ وُضع عليه إثم جميعنا"(3).
4- الاعتراف فكر إنجيلى
الكتاب المقدس بعهديه يوضح لنا فكر الاعتراف بالخطية بل يأمرنا أن نعترف ونقر بخطايانا ..
فى العهد القديم
"إن أخطأ إنسان ما كان يأتى بذبيحة ويضع يده على رأسها ويعترف بخطاياه أمام الكاهن. فيأخذ الكاهن الذبيحة ويذبحها ويرش الدم ويكفر عن الخطية.
وهكذا تموت نفس بريئة (الحيوان) عن نفس خاطئة (الإنسان)، وكل أنواع الذبائح التى تمت فى العهد القديم كانت تشـير إلى الذبيح الأعظم يسوع المسيح
(1)-(مز14: 3). (2)-(رؤ7: 14).
الذى حمل خطايانا على الصليب، ومات فداءاً عنا رغم أنه كان بلا خطية.
"وكلم الرب موسى قائلاً. قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو امرأة شيئاً مـن جميع خطايا الانسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس. فلتقر بخطيتها التى عملت ..."(1).
"فإن كان يذنب فى شئ من هذه يقر بما قد أخطأ به. ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التى أخطأ بها أنثى من الأغنام نعجة أو عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته"(2).
"من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"(3).
فى العهد الجديد
"وكان كثيرين من الذين آمنوا يأتون معترفين ومخبرين بأفعالهم"(4).
"من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"(5).
"الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء"(6).
توضيحاً للآيتين السابقتين .. كيف يمكن للكهنة أن يغفروا الخطية أو يمسكوها دون أن يعرفوها أو يفحصوها ؟!
أى كيف يعرفوها دون اعتراف من صاحبها ؟ كيف يمكن لقاضى أن يحكم فى قضية إن لم تُعرض عليه، ولم يسمع تفاصيلها ؟!
كانت هذه يا أحبائى بعض الدروس المستفادة من مثل الابن الضال، وهى كثيرة لا يتسع المجال أن نتوقف عندها بالجملة ..
ليعطنا الرب حياة التوبة المستمرة ولنكون مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألنا عن "سبب الرجاء الذى فينا"(7)..
ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين
 
قديم 28 - 03 - 2021, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 36412 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مسرحية الابن الضال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الشخصيات : الراوي – يسوع – الابن الأصغر – الأب – الأصدقاء – صاحب الحقل – الابن الأكبر- الخدّام



الراوى : لكل حد بيسأل هو ربنا بيحس بإيه تجاه الناس الخطاة إللى بيطلبوا غفرانه ؟ اسمع القصة دى إللي يسوع حكاها :



(فاصل موسيقي للقصة)



يسوع : كان فى راجل عنده ابنين. والابن الأصغر قرر إنه يكلم أبوه عن نصيبه فى الميراث



الابن الأصغر : بابا ، ممكن أتكلم معاك ؟



الأب : إتفضل ، أقدر أعملك حاجة ؟



الابن الأصغر : بابا، إديني نصيبي من ميراث العيلة.



الأب: إنت عايز نصيبك من فلوسى، دلوقتي ؟



الابن الأصغر : أيوة يا بابا ، دلوقتي .



يسوع : وفعلاً قسم الأب فلوسه بين ولاده الإثنين.



الابن الأصغر : شكراً يا بابا، دلوقتي هاقوم أروح ألم كل حاجتي وأسافر لبلد فيها متعه أكتر. مع السلامة .



يسوع : وفعلاً سافر الابن الأصغر لبلد تانية ،وبقى عنده أصحاب جداد.



الأصدقاء : أهلاً، بص مين هنا . دا الولد الغني .



الابن الأصغر: أيوة ، دا أنا . أنا بقيت ولد غني من ساعة ما بابا إداني نصيبي من فلوسه. تحب اشتريلك إيه ؟



الأصدقاء : أكل ! إحنا محتاجين أكل أكتر ! وهدوم ! إحنا محتاجين هدوم أكتر .



الابن الأصغر : ممتاز. أنا هادفع تمن كل حاجة.



يسوع : الابن الأصغر ضيّع كل فلوسه فى عيشته المبذرة . ضيع كل حاجة كانت معاه. ولسوء حظه أن كل الفلوس إللي كانت معاه خلصت فى نفس الوقت إللي حصلت فيه مجاعة شديدة فى كل البلد. الولد كان لازم يدور على شغل علشان يكسب فلوس ياكل بيها.



الابن الأصغر : من فضلك ياصاحب الحقل، أنا مش معايا أي فلوس. أنا حتى ماكلتش . ممكن أشتغل عندك مقابل شوية أكل . أنا مستعد أعمل أي حاجة .



صاحب الحقل : كويس ، أنا محتاج حد يأكّل الخنازير بتاعتي. خد الخرنوب ده لحلل الأكل بتاعة الخنازير علشان تأكّلهم.



الابن الأصغر : شكراً جداً ، ياسيدي .أنا هاعمل كده .



(صوت خنازير )



الإبن الأصغر: أنا جعان جداً لدرجة أني أتمنى أكل من الخرنوب إللي بتاكله الخنازير. إيه ده؟ إيه إللي أنا باقوله ده؟ أتمنى أكل من الأكل إللي بتاكله الخنازير؟ كام خدّام عند أبويا دلوقتي الأكل قدامه كتير وبيفيض، وأنا هنا باموت من الجوع؟! أقوم وارجع لأبويا، وأقول له: "غلطت في حق ربنا وفي حقك، ومبقتش أستحق أني أكون ابنك، ياريتك تقبلني كواحد من خدامينك."



يسوع: وفعلاً قام الشاب وإبتدى رحلة رجوعه لبيت أبوه.



(صوت أقدام)



الأب: مش معقول! ابني؟ أنا مش مصدق عينيا! أنا مبسوط جداً أني شفتك تاني.



الابن الأصغر: بابا! أنا غلطت في حق ربنا وفي حقك، ومستحقش إني أكون ابنك.



الأب: إوعي تقول كده، يا خدامين ، تعالوا بسرعة. ابني رجع، هاتوا أحسن لبس ولبسوه. وحطوا خاتم في صباعه وحذاء في رجله. وإدبحوله العجل المسمن. انهاردة هنعمل حفلة كبيرة ونفرح كلنا. لأن ابني ده كان ميت، لكنه رجع تاني للحياة، كان تايه، لكني لقيته خلاص.



(أصوات إحتفال)



يسوع: الابن الأكبر كان في الحقل. ولما رجع وقرب من البيت،سمع صوت موسيقى وإحتفال.



الابن الأكبر: يا خدّام، هو إيه إللي بيحصل في بيت أبويا؟



الخدّام: أخوك الصغير يا سيدي رجع البيت، وأبوك دبح العجل المسمن وعمل عشاء كبير عشان يحتفل برجوع أخوك بالسلامة.



يسوع: غضب الابن الأكبر ورفض أنه يدخل البيت. فخرج أبوه عشان يتكلم معاه.



الابن الأكبر: يا بابا، أنا بقالي سنين طويلة باخدمك كأني عبد من عبيدك، وبانفذ كل أوامرك، ومفيش مرة إدتني حتى معزة صغيرة أحتفل بيها مع أصحابي، وابنك ده إللي ضيع فلوسك، أول مايرجع تدبحله العجل المسمن؟!



الأب: يابني، إنت دايماً معايا، وكل إللي عندي ده بتاعك. لكن إحنا دلوقتي لازم نحتفل ونفرح، لأن أخوك ده كان ميت، لكنه دلوقتي رجع للحياة، كان تايه، لكني لقيته تاني.



يسوع: أقولكم الحق، السما كمان بتفرح جداً بخاطي واحد يتوب ويرجع عن خطاياه. السما كلها بتحتفل وتفرح لما واحد من أولاد الله التايهيين بيرجع.



(فاصل موسيقي للقصة)



الراوي: لو كنت عاوز تقرأ قصص تانية قالها يسوع عن ملكوت الله، أقرأ إنجيل لوقا في العهد الجديد من كتابك المقدس.





 
قديم 28 - 03 - 2021, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 36413 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 28 - 03 - 2021, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 36414 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كبرياء الابن الأكبر في مثل الابن الضَّال


(لو15: 11-32)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
((11كانَ لِرَجُلٍ ابنان. 12فقالَ أَصغَرُهما لِأَبيه: يا أَبَتِ أَعطِني النَّصيبَ الَّذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَه بَينَهما. 13وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ الاِبنُ الأَصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَه هُناكَ في عيشَةِ إِسراف. 14فَلَمَّا أَنفَقَ كُلَّ شَيء، أَصابَت ذلكَ البَلَدَ مَجاعَةٌ شَديدة، فأَخَذَ يَشْكو العَوَز. 15ثُمَّ ذَهَبَ فالتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ ذلكَ البَلَد، فأرسَلَه إِلى حُقولِه يَرْعى الخَنازير. 16وكانَ يَشتَهي أَن يَملأَ بَطنَه مِنَ الخُرنوبِ الَّذي كانتِ الخَنازيرُ تَأكُلُه، فلا يُعطيهِ أَحَد. 17فرَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: كم أَجيرٍ لَأَبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأَنا أَهلِكُ هُنا جُوعاً! 18أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ. 19ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلك لِأَن أُدْعى لَكَ ابناً، فاجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ. 20فقامَ ومَضى إِلى أَبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيداً إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً. 21فقالَ لَه الابْن: يا أَبَتِ، إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ، ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلِكَ لأَن أُدْعى لَكَ ابناً. 22فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَماً وفي قَدَمَيه حِذاءً، 23وأتوا بالعِجْلِ المُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، 24لِأَنَّ ابنِي هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد. فأَخذوا يتَنَّعمون.
25وكانَ ابنُه الأَكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ واقترَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصاً. 26فدَعا أَحَدَ الخَدَمِ واستَخبَرَ ما عَسَى أَن يَكونَ ذلك. 27فقالَ له: قَدِمَ أَخوكَ فذَبَحَ أَبوكَ العِجْلَ المُسَمَّن لِأَنَّه لَقِيَه سالِماً. 28فغَضِبَ وأَبى أَن يَدخُل. فَخَرَجَ إِلَيه أَبوهُ يَسأَلُه أَن يَدخُل، 29فأَجابَ أَباه: ها إِنِّي أَخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أَمراً قَطّ، فما أَعطَيتَني جَدْياً واحِداً لأَتَنعَّمَ به مع أَصدِقائي. 30ولمَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الَّذي أَكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المُسَمَّن! 31فقالَ له: يا بُنَيَّ، أَنتَ مَعي دائماً أبداً، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ. 32ولكِن قد وَجَبَ أَن نَتَنعَّمَ ونَفرَح، لِأَنَّ أَخاكَ هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد))”. (لو15: 11-32).

يرتكّز مَثل الابن الضّال على ثلاثةِ شخصيات، هي: “الابن الأصغر (الابن الجَشِع)”، الذي يطلُبُ حصَّتَهُ من المال، حيث يذهب ويخسر كل ما يملك في الحياةِ المسرفَةِ، ومن ثُمَّ يعودُ إلى أبيهِ طالبًا الصفحَ؛ “والأب الرحوم“، الذي يُرَحِّبُ بعودة ابنِهِ الصغير من الضَّلال؛ “والابن الأكبر (الابن المُتكبِّر)”، الذي لا يفرحُ بعودةِ أخيهِ الصغير، فيشبِّهُ يسوع هذا الأخ بالفريسين ورؤساء الشريعة، لأنَّهم لا يحبونَ الخُطاةِ. في هذا التأمل سأسلّطُ الضوء على الشخصيّة الثالثة من المثل، على الابن الأكبر وكبريائِه.
كان الابن الأكبر في الحقل عندما بدأ الإحتفال برجوع أخيهِ إلى البيت، فالإنجيليّ لوقا لا يروي لنا لماذا الأب لَمْ يُرسِل أحدًا إلى الحقلِ ليُعلِمَ ابنهُ الأكبر بعودة أخيه الأصغر، ولا يروي أيضًا لماذا أرادَ بأن يبدأ الحفل بدون ابنهِ الأكبر. لكنّ الإنجيلي يروي لنا فقط، بأنَّ الابنَ الأكبر كان في الحقلِ وبينما هو يقترب من البيت سَمِعَ غناءً ورقصًا، فسألَ نفسه قائلاً: ((ماذا يحدثُ في بيتِ أبي؟ لما كُلُّ هذا الضجيج؟)) وقفَ الابن الأكبر في مكانِهِ يُفَكِّر، لا شكَّ أنّهُ عرف من هو العائِد ولكنَّهُ نادى أحد الخدم ليَستَخبِرَ ما عسى أنْ يكون ذلك! فقال الخادم: ((قدم أخوك فذبح أبوك العجل المسمن لأنَّهُ لقيَهُ سالمًا)). عند سماع هذا الكلام بدأ السخط والغضب على وجهه ورفض الدخول.
لا يروي لنا، الإنجيليّ لوقا، ماذا قام به الابن الأكبر عندما علم بأنَّ أخاه أخذَ حصّتَهُ ومضى بعيدًا. ومن يدري إذا بكى أو العكس، لربّما كان فرِحًا، لأنّهُ سيكونُ الوحيد في هذا البيت. كان يكبت في نفسِهِ أحاسيس كثيرة وكانت علاقته بوالده خاطئة، إذ كان يتصرّف كالأجيرِ عنده وليس ابنه، إذ أطاعهُ دون فرح ودون حريّة، أطاعهُ في كلّ شيء لكن دون محبّة ومشاعر. لم يفهم يومًا قلب الأب ومشاعره، ولم يقدّر ما مَعنى أن يكونَ لهُ أخًا. فلَمْ يكُنْ يعتبر هذه الأبوّة، أبوّةً حقيقة، بل بقي مع أبيه ولَمْ يُغادر، لأنّه اعتبر هذه الأبوة فقط من خلال القانون، أيّ أنّه ملزمٌ بها. فرُبَّما لهذا السبب (الأب) لَمْ يَدعو ابنه الأكبر إلى الحفل المُقام على شرفِ أخيهِ العائِد، لأنّهُ كانَ يعلمُ مُسبّقًا، إن عَلِمَ ابنه الأكبر بهذا الاحتفال فسيغضب مِنهُ ومِنَ المُحتَمل أنّهُ سيترك البيت ويمضي بعيدًا كما فعل الأصغر منهُ.
رأى الابن الأكبر أنّهُ من غير المعقول أنْ يُقامَ عيدٌ على شرفِ إنسانٍ غير نافع، لذلك ابتدأ يُعدِّدُ حسناته ويَصِفُ حاله هذه بجوار مساوى أخيه: ((ها إني أخدمك منذ سنين طوال، وما عصيت لك أمرًا قط، فعلتُ الخير لك ولم تعطيني شيئًا، أما ابنك فقد فعل الشرّ واعطيته كل ما تملك، اعطيته حبّك)). من هنا نستنتج أنّ الابن الأصغر غادر منزل والده، بعد أن أخذ حصته من الميراث، لكي يتفادى العمل في حقول أبيه، إذ كان يعمل فيها طوال النهار مثلما كان يفعل أخاهُ. نجد أنفسنا أمام ابنٍ يصِفُ نفسه كالعبد، لأنّ أبيه لم يكافئه على ما فعله، بعكس أخيه الذي فعل الخطأ فقامَ بمعاملته على أفضل وجه: ((أحقًّا كنتُ غبيًّا واحمَقًا لأبقى هنا في هذا المنزل؟ انظر إلى هذا البائس أخي الذي بدّدَ أمواله بالترف واللهو والملذات أمّا أنا الغبي بقيت هنا أخدمك كالعبد)).
قولُ الابن الأكبر لأبيهِ ((هذا ابنُك)) يدلُّ على غضبهِ، حقدِه واحتقارِه لأخيه، لأنّهُ لم يجد فيه ما يسمح بالأخوّة، لا بل اعتبرهُ قد بدّدَ معيشَة الأسرة واتلفَ أمولها في عيش مسرف، مع البغايا، أي بصورة غير أخلاقيّة، مع العلم أنّهُ لا يملكُ برهانًا واحدًا على ادّعائِهِ هذا. حكمٌ زائفٌ مليءٌ بالاحتقارِ حكم بِهِ الأخ أخاه، لأنّ لا أحدَ كان يعلم أين وكيف عاش الابنُ الأصغرُ الذي ترك البيت ومضى بعيدًا. لذلك يشبّه يسوع هذا الابن (الأكبر) بالفريسيين ورؤساء الشريعة، فلتكَبُّرهم لا يحبونَ الخُطاةِ ولا يرغبون بالصفح عنهم، فَفي حياتِهم لا وجودَ لكلمة “الرحمة”. كان (الابن الأكبر) في غضب شديد جعله يترك البيت ويمضي، ولكن أبوه لم يدعه يمضي بعيدًا إذ خرج لملاقاته كما يخرج الله لملاقاتنا. مسكينٌ هذا الأب! حان الآن دور ابنه الأكبر لرفض الدخول إلى البيت والذهاب بعيدًا، ولكن لكي يتحاشى هذا الأمر قال في نفسِهِ: ((إنّهُ أيضًا ابني، سأذهبُ لملاقاته واشرح له وضعي فلربَّما يفهَمني، فَيصفح عن أخيه مثلما صفحتُ أنا عنهُ!))
ها هو الأبُ يخرجُ مرّةً ثانية لملاقاة أبنائه، ففي المرّة الأولى، كانت لملاقاة ابنه الأصغر الذي أبعدته المسافات الطويلة عنه؛ وفي المرّة الثاني، خرج لملاقاة ابنه الأكبر الذي بسبب غضبه ورفضِهِ لأخيه يريد أنْ يترك المنزل ويغادر بعيدًا عن حنانِ الأب. هذا الأب يتشبّه بالله الذي لا يملُّ من الخروج لملاقاة أبنائه. إنْ فكرنا جيدًا ما كان سيحدث لهذا الأب العجوز عندما يرى ابنهُ الأكبر يُغادر إلى بلادٍ بعيدةٍ، هل كان سيتحمّل هذا الألم؟ ألم يكفي ما تَسبّبَ فيه الابن الأصغر من ألمٍ، الآن ها هو الأكبر يفعل نفس الشيء؟
 
قديم 28 - 03 - 2021, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 36415 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الابن الضال حسب البشير لوقا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


انجيل المسيح حسب البشير لوقا :
وقال.انسان كان له ابنان. فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال.فقسم لهما معيشته.
وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف.
فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد.
في تلك الكورة فابتدا يحتاج. فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير.
وكان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله.فلم يعطه احد. فرجع الى نفسه وقال كم من
اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك.
ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا.اجعلني كاحد اجراك. فقام وجاء الى ابيه.واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن
وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا.
فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المسمن
واذبحوه فناكل ونفرح. لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد.فابتداوا يفرحون. وكان ابنه الاكبر في الحقل.
فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت الات طرب ورقصا. فدعا واحدا من الغلمان وساله ما عسى ان يكون هذا.
فقال له.اخوك جاء فذبح ابوك العجل المسمن لانه قبله سالما. فغضب ولم يرد ان يدخل.فخرج ابوه يطلب اليه.
فاجاب وقال لابيه ها انا اخدمك سنين هذا عددها وقط لم اتجاوز وصيتك وجديا لم تعطني قط لافرح مع اصدقائي.
ولكن لما جاء ابنك هذا الذي اكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن. فقال له يا بني انت معي في
كل حين وكل ما لي فهو لك. ولكن كان ينبغي ان نفرح ونسر لان اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد
 
قديم 28 - 03 - 2021, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 36416 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 28 - 03 - 2021, 02:10 PM   رقم المشاركة : ( 36417 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التأمّل في أيقونة الابن الضال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مَثَلُ الابن الضال من الأمثال المشهورة لدى المسيحيّين في الشرق والغرب. إنّها قصّة ابنٍ أصغر طالب أباه بحصّته من الميراث، وذهب وبدّد أمواله في حياة البذخ والخلاعة. وحين عانى العوز، وصار يشتهي أن يأكل من طعام الخنازير، عاد إلى أبيه تائبًا، فاستقبله أبوه بمحبّةٍ وترحاب. فغضب الابن الأكبر المطيع لهذا الاستقبال، فلاطفه أبوه ودعاه إلى قبول توبة أخيه الضال.

ملاحظات فنّيّة
تصوّر أيقونات الابن الضالّ عادةً مشهد استقبال الأب لابنه، ويُصوَّر يسوع المسيح عادةً على أنّه الأب الذي لا يريد أن يدين الخطأة بل أن يخلّصهم.
أقدم أيقونة وصلتنا عن هذا الموضوع تعود إلى القرن الثالث عشر، وهي روسيّة. ويوحي لنا تطوّر تصميمها بأنّ هذا التصميم يعود إلى ما قبل هذه الفترة، ولكنّ الأعمال السابقة لهذا التاريخ فُقِدَت ولم تترك أثرًا.
الأيقونة التي نعرضها حديثة، وفرادتها تكمن في أنّها تصوّر المَثَلَ بكامله. لذلك يمكننا تصنيفها ضمن فئة الأيقونات الروائيّة. تظهر علامات الحداثة (في التصميم لا في إنجاز الأيقونة) من خلال بعض الأمور أهمّها وجود البُعد الثالث، خصوصًا في القسم العلويّ من الأيقونة، وتصوير الأب شيخًا عجوزًا سيماؤه تذكّر بالأيقونات اليونانيّة المتأثّرة باللوحات الغربيّة، حيث يُصوَّر الله الآب بهذا الشكل إشارةً إلى العبارة الإيمانيّة: موجود قبل الدهور.
إذا كان التأثير الغربيّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة واضحًا في هاتين النقطتَين، فإنّ تأثير الثقافة اليونانيّة الهلّينيّة يظهر أيضًا من خلال أشكال الملابس وآلات الطرب كالقيثارة والعود وأشياء أخرى سنأتي على ذكرها.
البنية الهندسيّة
لا ندري هل هي مصادفة أم أمر مقصود. يبدو أنّ الفنّان يستعمل في هذه الأيقونة بنيةً يندر استعمالها وهي الشكل البيضويّ. شكلان بيضويّان يحويان جميع العناصر المرسومة. الشكل البيضويّ الأوّل يحوي قصّة الابن الضالّ وعودته، والشكل الثاني يروي قصّة الابن الأكبر وغضبه. لقاء الأب بابنه الضالّ يشغل وسط اللوحة. إنّه الحدث الأهم، وبيت قصيد المَثَل.
ينطلق الشكل البيضويّ الأوّل من الشخص الذي وراء الأب. فتى يحمل عصا بيده ويلوّح مودّعًا. وتتابع رواية القصّة مشاهدها بالنزول إلى تحت، والانتقال من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ثمّ الصعود إلى فوق حتّى أعلى اللوحة، والعودة بقوسٍ حفيف التحدّب إلى نقطة البداية.
الشكل البيضويّ الثاني ينطلق من الابن الأكبر خارج القصر مع أحد الخدم، ويشمل مشهد الاحتفال بالوليمة.
شرح الأيقونة
سنتبع في شرح الأيقونة العناصر الروائيّة بحسب الشكلين البيضويَّين.
في وسط اللوحة أقصى اليسار، الابن الأصغر يقف خارج الدار، يلبس ثيابًا فاخرة، ويلوّح بيده مودّعًا. إنّه يمسك عصا السفر الفاخرة ويهمّ بالرحيل، والباب موصد وراءه إشارةً إلى أنّه رحل على غير آملٍ بالعودة.
تحت، في أقصى اليسار، الابن الأصغر يبدّد ماله في الترف. الشكل مستوحى من الفنّ اليونانيّ القديم: راقصاتٍ وساقيات خمر، والابن الأصغر متّكئ نصف عارٍ، يشرب ويتمتّع، وعلى رأسه إكليل غار إشارةً إلى غناه.
تحت، في الوسط، الابن الأصغر وحيدًا يعاني العوز. لقد نفدت أمواله وتركه الأصدقاء والخلاّن، وها هو يمسك عصًا خشنة قليلة القيمة تعكس حالته وهو مفلس.
تحت، في أقصى اليمين، الابن الأصغر يرعى الخنازير. لقد وجد عملاً هو أحقر ما يمكن الإنسان أن يعمله: راعي خنازير. تظهر في الأيقونة حظيرة خنازير، والابن الأصغر يمدّ يده ليأكل من الخرنوب الذي تتناوله الخنازير ليسدّ به رمقه ويهدّئ جوعه.
في الوسط أقصى اليمين، الابن الأصغر يراجع ضميره. إنّه يقول في نفسه: «كم لأبي أجراء يفضل عنهم الخبز وأنا هنا أتضوّر جوعًا! أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: قد خطئتُ إلى السماء وإليك، ولا أستحقّ أن أكون ابنك، فاجعلني كأحد أجرائك». وقد حرص الرسّام على جعل جبلٍ صحراويٍّ خلفه، وهو رمز التأمّل والتفكير والعزلة، وإلى جانبه هوّة ترمز إلى الحضيض الذي وصل إليه.
فوق، على اليمين، الابن الضال يعود، والأب ينتظر عودته. ويظهر واضحًا حال البؤس الذي وصل إليه هذا الابن، والأب ساهر كحارس الليل ينتظر عودة ابنه.
وسط الأيقونة: الابن يجثو معتذرًا، والأب يُنهضه. نجد هذه الحركة في أيقونات النزول إلى الجحيم، حيث يُنهض المسيح آدم وحوّاء من ظلام القبر. والشكل يبيّن اندفاع الأب نحو ابنه الجاثي لينهضه.
وخلف الاثنَين يقف خَدَمٌ يلبّون أمر الأب: الأقرب يحمل خاتمًا. والذي في الوسط يحمل ثوبًا، والأبعد يحمل حذاءً. وينظر الأب إلى ابنه ويشير إلى ما يحمله الخدم ويقول: خذ هذه واستعد كرامتك المفقودة، فأنت ابني وأنا أسامحك.
فوق، على اليسار، وليمة داخل القصر (الأقمشة على المباني تشير إلى أنّ المشهد يتمّ في الداخل). الأب يترأس الوليمة، والابن الضال بجانبه. ويجلس أمام الأب في طرف المائدة الثاني لوقا الإنجيليّ الذي روى لنا هذا المثل الذي ضربه يسوع.
الخدم يقدّمون الطعام والعازفات يعزفن. وفي الخارج يسأل الابن الأكبر، الذي عاد من الحقل، أحد الخدم ما الذي يجرى؟ فيخبره. ولم يصوّر الفنّان مشهد إقناع الأب لابنه الأكبر الغاضب كي يدخل ويفرح معهم بعودة أخيه الضال.
من الناحية الروحيّة، مَثَل الابن الضال يصوّر لنا موقف الله من الخاطئ. إنّه ينتظر توبته، ويرحمه حين يعود، ويفرح به فرحًا شديدًا، ويريدنا أن نسعى إلى هداية الخاطئين لا إلى إدانتهم ومعاقبتهم.
قنداق الابن الضال: لما عصيتُ مجدك الأبوي بجهلٍ وغباوة. بدّدت في المعاصي الغنى الذي أعطيتني. فلذلك أصرخ إليك بصوت الابن الضال هاتفاً: أخطأتُ أمامك أيّها الأب الرؤوف، فاقبلني تائبًا، واجعلني كأحد أجرائك.
 
قديم 28 - 03 - 2021, 02:13 PM   رقم المشاركة : ( 36418 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الابن الضال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هنالك عبارة ما ننفك نسمعها وهي أن الله محبة، إنه لا شيء سوى المحبة. ولكن لهذه المحبة شكل مميز هو الرحمة. ورحمة الله هي محبته للخطأة، لمن هم بعيدون عنه سواء من خلال الرفض أو اللامبالاة. ولكي نفهم عرض، طول، ارتفاع وعمق هذا السر العظيم، سر محبة الآب ورحمته، فقد روى لنا يسوع هذا المثل الجميل، والذي لربما ينبغي تغيير اسمه من مثل “الابن الضال” إلى مثل “الأب الرحيم”.
نعم، الأب الرحيم الذي لا يحبنا فقط بالرغم من خطايانا، وإنما يحبنا بسبب خطايانا التي تستثير شفقته علينا، هذا ما يقوله لنا القديس بولس في رسالته إلى أفسس “ولكِنَّ اللهَ الواسِعَ الرَّحمَة، لِحُبِّه الشَّديدِ الَّذي أَحَبَنَّا بِه، مع أَنَّنا كُنَّا أَمواتًا بِزَلاَّتِنا، أَحْيانا مع المَسيح” (أف 2: 4-5). وهو ما يقوله المسيح ذاته في إنجيل يوحنا: ” فإن الله أحبّ العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو 3: 16).
لمن يروي يسوع هذا المثل؟ يخبرنا القديس لوقا في أولى آيات الفصل الخامس عشر “وكان الجباة والخاطئون يدنون منه جميعا ليستمعوا إليه”. كما يبدو أنه يرويه أيضاً لمجموعة من الفريسيين والكتبة، الذين وبالرغم من الصورة السلبية التي نكونها عنهم من خلال صفحات الإنجيل، فإنه لا يمكننا أن ننكر أنهم كانوا يهوداً تقاة ومستقيمين، يطبقون الشريعة بحذافيرها لا بل ويتفننون في وضع التعليمات الصارمة المتعلقة بمختلف مجالات الحياة حتى أنه يقال بأن هذه التعليمات بلغت السبع آلاف! لقد كان هؤلاء الفرّيسيون والكتبة يتمتمون فيما بينهم متذمرين من يسوع لأنه يستقبل الخاطئين ويأكل معهم! (لو 15: 2). لقد ارتاعوا من قرب يسوع من هؤلاء الأشخاص المرفوضين، الخاطئين من كل نوع: زناة، عشّارين، متعاونين مع الاحتلال الروماني… وما الذي يفعله يسوع في هذه الحالة؟ إنه يروي هذا المثل ليكشف لنا من خلاله عن نظرة الله تجاه الخطاة. عن موقف الله من هؤلاء الأشخاص.
هكذا إذاً يضعنا لوقا في بداية الفصل الخامس عشر أمام هذا الصراع، قرب يسوع من الخطاة ونفور الفريسيين والكتبة. نفور الطبقة المتدينة اليهودية من تصرفه هذا. ألا يتكرر ذلك في عالمنا اليوم؟ ألا نجد أنفسنا بعض الأحيان في مواقف شبيهة؟
بدوره يسوع، ولكي يساعد هاتين المجموعتين من الناس، فإنه يروي ثلاثة أمثلة في هذا الفصل من إنجيل لوقا، هي في الواقع تشكل مثلاً واحداً للكيفية التي يضيع بها الناس في الخطيئة:
– يروي أولاً مثل الخروف الضائع الذي يمثّل الأشخاص الضائعين بسبب إهمالهم الشخصي.
– ثم يروي لنا مثل الدرهم المفقود، الذي يمثل الأشخاص الضائعين بسبب إهمال الآخرين.
– ثم مثل الابن الضال الذي يمثّل الأشخاص الضائعين بسبب تمردهم الصريح وقلّة طاعتهم.
– وأخيراً، ينهي يسوع بالأخ الأكبر، الضائع بسبب موقفه الأناني.
عندما يجد الراعي خروفه الضائع فإنه يفرح به ويحتفل مع الأصدقاء والجيران ويختتم يسوع المثل قائلاً: ” أقول لكم: هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب” (لو 15: 7).
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي تمتلك عشر دراهم من الفضة، فإنها ما أن تفقد أحدها، حتى تترك كل شيء وتبحث عن درهمها المفقود وعندما تجده تفرح علناً. وهنا أيضاً يختم يسوع بذات العبارة ” أقول لكم: هكذا يفرح ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” (لو 15: 10).هكذا إذاً، يسعى الله دوماً إلى رد الخاطئين إليه. وهكذا يفرح عندما يعود هذا الخاطئ.
هكذا كان الحال دوماً، فمنذ أن وقع آدم في الخطيئة والله يبحث عن وسيلة يرده بها إليه: “فنادى الرب الإله الإنسان وقال له: أين أنت؟” (تك 3: 8). الله حزين بسبب خطيئة آدم، ليس يبحث عنه ليعاقبه، وإنما ليخلصه. إنه يعد إبراهيم فيما بعد “ويتبارك بك جميع عشائر الأرض” (تك 12: 3). حتى إنه أرسل يونان لينذر أهل نينوى. “فإن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم” (يو3: 17). والإنجيل مليء بالقصص عن سعي يسوع إلى إعادة الخطأة: الرّجل المسكون بالشياطين والذي يسكن المقابر، المرأة النازفة التي لمسته، ، زكّا العشّار، اللّص على الصّليب…
بهذا الشكل إذاً، يمهد يسوع لمثله الثالث، عن أب له ابنان…
لا يمكننا إلا أن نتخيل دهشة وصدمة الفريسيين أثناء سماعهم لهذا المثل. ففي ذلك المجتمع وذلك الزمان، لا بل حتى الآن في مجتمعاتنا الشرقية، فالأمر يشكل فضيحة: أن يطالب أحد الأولاد أباه بحصته من الميراث. إنه كمن يقول لوالده: آن لك أن تموت، إذ لم أعد بحاجة إليك. إنها لفضيحة كبيرة وتصرف شائن بكل المقاييس.
الابن الأصغر يطالب بحصته من الميراث ليقوم بتبذيرها في حياة الفجور. لعلها حالتنا نحن أيضاً: تلقينا هبة الحياة ونبددها بطريقة أو بأخرى. لقد تلقينا في المعمودية ميراثاُ عظيماً: عطية الروح القدس الذي يجعلنا من خلال يسوع أبناء الله “والدليل على كونكم أبناء، أن الله أرسل ابنه إلى قلوبنا، الروح الذي ينادي أبّا يا أبت” (غل 4: 6). وعندما نشك بوجود الله في حياتنا، بحبه، عندما نرفض أن نضع ثقتنا فيه… عندما نفعل هذه الأشياء فإننا نشبه الابن الضال: نبدد الميراث الذي حصلنا عليه.
لا بد أن الابن “الضال” قد دهش للسهولة التي تمكن فيها من مغادرة أبيه والبيت. لعله فوجئ بأن والده لم يحاول أن يزجره أو يعاقبه حتى، يمكنني أن أتخيل أنه
طالبه بكل صدق ولوعة أن يبقى في البيت، ولكنه في النهاية لم يملك سوى الاستجابة إلى رغبة ابنه ومنحه ما أراد. ولا بد أيضاً من أنه دهش للسرعة التي فقد بها كل ما لديه وكل ما كان عليه. لقد كان بعيداً عن وطنه وبعيداً عن قيود الحب الأبوي كما كان ليسميها. تصرّف بحرية إلى أن فقد كل شيء: فقد صداقة أبيه، احترامه لنفسه إذ يتمنى أن يأكل مما تأكل الخنازير، وفقد ميراثه.

لقد وصل إلى الحضيض، خسر كل شيء وتخلى عنه الجميع ويكاد يموت من الجوع. تماماً كحالتنا عندما نبتعد عن الله لبعض الوقت. عندها فقط أدرك شناعة فعلته، ووجد نفسه أمام خيارين: إما أن يتابع تمرده وابتعاده عن أبيه ويظل في بؤسه المدقع الذي سيقوده إلى الموت، أو أن يتواضع ويعود إلى رشده.
لحسن حظه أن اختار الحل الثاني، اختار التوبة! لقد أدرك مدى سوء حالة الخطيئة التي يعيشها بالمقارنة مع ما كان يعيشه في بيت أبيه في حالة النعمة. فقرّر أن يتغير ويتواضع. اعترف بأنه غير مستحقٍ لرحمة أبيه ومغفرته وتخلّى عن كبريائه. فهل سيستقبله أبوه؟ صحيح أنه لم يكن متيقناً من موقف أبيه، لكنه قرر أن يسلم نفسه لرحمته ويطلب بكل تواضع أن يقبله كخادم لديه.
هذه هي علامات التوبة الحقيقية: أن أعترف أولاً بخطيئتي، ثم أتواضع وأقرر أن أتغير ثانياً، عالماً بأني غير مستحق لحب الله الآب لي، وأن أستسلم كلياً له.
عندما أكتشف خطيئتي وأعترف بها يمكنني أن أفرح ألم يقل لنا “فإني ما جئت لأدعو الأبرار، بل الخاطئين” (مت 9: 13). نعم يجب أن أفرح لأني سأكتشف أن لي مكاناً عند الآب وهو ينتظر عودتي إليه بفارغ الصبر. هذا ما يحاول يسوع أن يقوله لنا عندما يخبرنا عن الأب الجالس على باب المنزل بانتظار عودة صغيره الضال. ” وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فتحركت أحشاؤه وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا”. لقد كان أبوه ينتظره منذ رحيله، وما أن رآه قادماً من بعيد، حتى تناسى الألم الذي تسبب له به وتعاطف مع ابنه المجروح بفعل خطيئته. وعوض أن ينتظر سماع أعذار ابنه، قاطعه ولم يسمح له بإكمال “اعترافه” فعانقه وقبله، فرغبة الآب هي دوماً إعطاء الحب. لم يقبل أن يعود ابنه كعبد أو خادم بل كابن وارث من جديد. فالله يريدنا كأبناء له، لا أقل من ذلك. وليؤكد على هذه الحقيقة فإنه يلبس ابنه “أفخر حلة”.
لكي نستحق الثوب الجديد يجب أن ننزع عنا القديم المتسخ بخطايانا. هذا هو جوهر سر المصالحة والاعتراف: إنه يتيح لنا أن نرتدي أفخر حلة، حلة أبناء الله، من خلال الانفصال عن الخطيئة. إذ أن هنالك من حمل ويحمل عنا هذه الخطيئة.
وهكذا يفرح الآب بعودة ابنه الخاطئ، إنه يقيم احتفالاً كبيراً لأن ابنه “كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد.” رحمة الآب تعيدنا إلى الحياة. إنها تقيمنا.
ولكن المشهد الجميل لا يكتمل للأسف، فالخطيئة رابضة على الباب. وهي تتجسد هذه المرة بالابن الأكبر الذي يرفض الدخول إلى المنزل والمشاركة في حفل أخيه الضال، لأنه لا يعرف الرحمة. إنه لا يعيش إلا وفق عدالة القانون، لا يعيش إلا بحسب الشريعة.
هنا أيضاً يمكن للكثيرين منا أن يجدوا أنفسهم في هذا الموقف بالتحديد. إنهم، دون أن يدروا، يتقمصون دور الابن الأكبر، دور فريسيي هذا الزمان، الذين يريدون أن يكونوا مستحقين لعطايا الآب من خلال أعمالهم الحسنة! من خلال قواهم الذاتية. مثل العديد من المؤمنين الذين يسعون للحصول على الملكوت من خلال أعمالهم التقوية فقط، دون أن يمتلكوا الرحمة والمحبة. لم يفهموا بأنه مهما بذلنا من جهد –وهذا ما يجب فعله بالطبع- فإننا لا نكون أبداً مستحقين لأن نكون أبناء الله. هذه هي نقطة الخلاف الأساسية مع الفريسيين ألم يقل لهم “لا أريد ذبيحة بل رحمة”.
من خلال رفضه للغفران والاعتراف بأنه بدوره خاطئ، فإن الابن الأكبر يبعد نفسه عن الحفل وعن الحياة. يجب علينا إذا أن نختار: إما أن نعترف بخطيئتنا ونستقبل الحياة بأن ندع الآب يظهر لنا حبه، أو أن نعتقد بأننا بارون ونرفض كل أنواع الرحمة، فنبقى في هذه الحالة جاهلين لفرح أن نكون محبوبين من قبل الآب.
 
قديم 28 - 03 - 2021, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 36419 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الابن الضال من أشهر الأمثال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اقرأ لوقا 15

أشهر الأمثال، ونرى فيه قلب الله المملوء بالحب ونعمته الغنية التي تقبل أشرّ الخطاة التائبين الراجعين، المَثَل الذي نرى فيه الأحضان والقبلات والهبات لمن لا يستحق إلا الضربات.. إنه مَثَل الابن الضال.

هو مَثَل في ثلاثة فصول أو مشهد بثلاث لوحات، تكلم به الرب ردًّا على أحلى اتهام، قالوه ولم يفهموه عن الرب: «هذا يقبل خطاة ويأكل معهم». نعم، لهذا جاء المسيح، لا للأبرار في أعين أنفسهم وغير المحتاجين إلى التوبة، بل للخطاة التائبين والمعترفين والراجعين.

وفي فصول المثل الثلاثة نرى: الراعي وخسارة خروف من مائة (1%)، والمرأة وخسارة درهم من عشرة (10%)، والأب وخسارة ابن من اثنين (50%). وفي الثلاثة - الراعي والمرأة والأب - نرى حزنهم على المفقود وتعبهم وكدهم في البحث عنه.

وهنا نرى إشارة للأقانيم الثلاثة في عملهم مع الإنسان ولأجله:

الراعي والخروف: الراعي هو من قال عن نفسه: «أنا هو الراعي الصالح»، الذي جاء إلى العالم لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك، باحثًا عن مَن حملتهم آثامهم كريح بعيدًا عن محضر الله ومال كل واحد إلى طريقه، وفي النهاية بذل نفسه عن الخراف التي زاغت وتاهت بإرادتها.

المرأة والدرهم: المرأة هنا تشير للروح القدس الذي يعمل ويجاهد مع الإنسان من خلال الكنيسة بواسطة سراج كلمة الله: «وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم» (2بطرس1: 19). والدرهم؛ تلك العملة الجامدة والرخيصة والتي لا تستحق كل هذا الاجتهاد والبحث، نرى فيه صورة للإنسان الميت بالذنوب والخطايا والذي بلا قيمة في نظر الناس، لكن الله يحبه وروح الله يجاهد معه في أي مكان يوجد فيه ليأتي به للمسيح.

الابن الضال: هذا المثل هو دُرة الأمثال وأشهرها وأوضحها لأننا نرى فيه الإنسان وما فعلته فيه الخطية من موت وفساد وتمرد ونسيان الله، وأيضًا نرى فيه قلب الله الآب ونعمته الغنية التي تقبل إنسانًا كهذا.

وسنقسم رحلة هذا الابن إلى خمس مراحل:



1- الابن الضال في البيت عاصٍ متمرد



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان في البيت ولم يكن رب البيت في قلبه. كان له كل الخيرات، ولم يكن له شركة مع سيد هذا البيت. كان متمردًا وغير قانع، فوجد الشيطان فيه ضالته، فأوهمه وأغواه بعيشة الحرية الشبابية. وكم من شباب وشابات يملأون الكنائس ويترددون كثيرًا عليها، ولكن ليس لهم علاقة وشركة حقيقية مع المسيح رأس الكنيسة! مثل هؤلاء يقتنصهم إبليس لإرادته، ففي بيوتهم غير مُكتَفين بما عندهم وفي الكنيسة منتقدين كل ما حولهم، ومع أول إغراء للخطية يخرجون ويضلون.



2- الابن الضال بعيدًا عن البيت عبد مذلول



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



في البداية اقرأ هذه الكلمات: «افرح أيها الشاب في حداثتك وليسرّك قلبك في أيام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك، واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة» (جامعة11: 9). وكتب الرسول بولس عن أمثال هذا الولد الطائش: «متجنبون عن حياة الله»، وفي بُعدهم يقولون: «كيف يعلم الله وهل عند العلي معرفة؟» (مزمور73: 11). والنتيجة هي الانغماس في الشهوات العالمية وحياة الإباحية والمتعة الوقتية. وأحيانًا نرى أن الإنسان البعيد عن الله قد يصل للقمة سريعًا، لكنه يهوي إلى القاع أسرع. فهذا الابن جمع كل شيء (غنى) واجتمع حوله أصدقاء كثيرين، ثم أنفق كل شيء (افتقر)، فتركه الكل (الوحدة)، واحتاج لأي شيء (جوع)، فعمل بين الخنازير (نجاسة) ولم يشبع من طعامهم لأن «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا».





3- الرجوع الابن الضال إلى البيت معترف وتائب



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لقد فعل حسنًا إذ رجع إلى نفسه قبل أن يخسرها، وقبل أن يهبط إلى الحفرة، فهم وأدرك وصرخ وتاب. لقد قال ثم قام. أخذ قرارًا وقام بتنفيذه في الحال. كان قراره الذهاب لا إلى البيت أو الأهل بل «أذهب إلى أبي». كان يثق أن مَن في البيت هو أبوه، حتى وإن كان هو لا يستحق أن يكون ابنًا له. صديقي، مهما كان بُعدك وشرك هل تأتي؟ إني لا أدعوك إلى ديانة أو طائفة أو كنيسة أو شخصية دينية مشهورة، بل إلى الآب السماوي الذي يحبك وينتظرك ليغفر ويصفح وينسى لك ماضيك!



4- لقاء الابن الضال مع ابيه خارج البيت



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قبل أن ندخل البيت لنرى ما حدث مع هذا الابن، دعنا نتخيل منظرًا عظيمًا حدث خارج البيت وقد يكون خارج البلدة: ابن قد أنهكته الخطية وفقَد قوَّته الجسدية بسبب الشهوات العالمية، فلم يستطيع أن يجري للقاء أبيه - رغم سنه الصغيرة - ولا هو رآه، لأن الشيطان دائمًا يعمي أذهان غير المؤمنين. ولكن من الجانب الآخر أب لم تنهكه السنين ظلَّ منتظرًا وعيناه ليلاً ونهارًا على الطريق، وما أن رأى ابنه قادمًا، لم ينتظر حتى يأتيه نادمًا راكعًا مُقَبِّلاً القدمين، بل ملأ الحنين كيانه وركض كشاب صغير واحتضن ابنه وغطاه بالقبلات بصورة أذهلت الابن وجعلته لا يقول: «اجعلني كأحد أجراك»، لأن سيد البيت لا يُقَبِّل العبيد بل الأبناء.



5- الابن الضال السكن في البيت ابن مُكَمَّل



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا يوجد إنسان على الأرض يفعل ما سنراه مع شخص هو في الحقيقة حطام إنسان؛ فرائحته عفنة وثيابه بالية، حافي القدمين لا يستحق أي شيء. ولكن وُجد إنسان نزل من السماء وارتفع فوق الصليب ليعد الوليمة لمن يعترف أنه نظير هذا الابن. وإليك ما حدث داخل البيت:

أ- الحُلَّة الأولى أو ثياب البر: كتب النبي: «فرحًا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر» (إشعياء61: 1)، والثياب هي المسيح: «قد لَبِستُم المسيح». ومَن لَبِس المسيح لا يوجد عُريانًا (كآدم في الجنة) أمام الله. وأيضًا يراه الناس لابسًا وجالسًا وعاقلاً (بعد أن كان مجنونًا) في سلوكه وحياته العملية التي تشهد للمسيح ويشهد عنها الجميع.

ب- خاتم في يده أو الغنى والسلطان: بعد الاحتياج لكل شيء صار غنيًّا يملك كل شيء. وبعد أن كان عبدًا للخطية والشيطان يفعل - مُرغَمًا - إرادتهما، صار حرًّا ولا يفعل سوى إرادة أبيه. فالمؤمن أصبح ابنًا لله: «أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله» (1يوحنا3: 2)، والابن يرث أباه: «إذا لستَ بعد عبدًا بل ابنًا وإن كنتَ ابنًا فوارث لله بالمسيح» (غلاطية4: 7).

ج– حذاء في رجليه: لأنه أصبح واحدًا من أهل البيت، فالعبيد في ذلك الوقت لم يكونوا يلبسون أحذية في أرجلهم.

د– ذبح العجل المُسَمَّن: الصليب وموت المسيح هو أساس قبول كل إنسان يأتي إلى الله، كما قال الرب: «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بى».


هـ– الكل فرحان: السماء تفرح بكل خاطئ يتوب، والخاطئ يفرح عند إيمانه بالمسيح، وكل المؤمنين يفرحون لكل نفس تنال الخلاص.


صديقي، إن كنتَ ضالاًّ وبعيدًا قُم الآن وخُذ قرارك وارجع إلى ديارك، فالنعمة تناديك والآب المُحب “مستنيك”!
 
قديم 28 - 03 - 2021, 07:09 PM   رقم المشاركة : ( 36420 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فرح الّلذة أو فرح الشهوات


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هوَ سِرّ سقوط الإنسان وهوَ سلاح الشيطان الأوّل. يُرمَز إليه بسقوط حوّاء عندما رأت الثمرة شهيّة للنظر، بَهِجَة للعيون.
فالإنسان يبحث أحياناً كثيرة عن الفرح في المكان الخاطئ.

هذا الفرح هوَ فرح آنيّ، لحظيّ، مؤقّت مثل البُخار أو السّراب، يتبخّر مفعوله فورَ إنتهائِه.
وهوَ ما يسمّى أيضاً بفرح الأغبياء (مَثَل الغنيّ الجاهل: يا نفسي كُلي واشربي واستريحي وافرحي... أجابه الله: "يا غبيّ").
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025